مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من وردة إلى وردة.
د. نجلاء طمان
01-01-2008, 05:31 PM
http://www.up7up.com/pics/L/22/1199290797.gif (http://www.up7up.com)
رسالة من وردة إلى وردة
جفت الوردة ولم يعد عندها حتى الشذى لتنثره!
الآن وأنا ألفظُ أنفاسي الأخيرة وتخترقني سهام تمرمرت من مرِ ذكرى أيام خلت , أتأملكِ جثةَ عشقٍ محتضرة وكنتُ قد اعتدتُ على تأملكِ خلال رحلتكِ القصيرة مع الأيام.
تأملتكِ لحظة ولادتك ,أنت تحاولين اختراق أوراق برعمكِ الخضراء في غصنكِ المنقسم من غصني كجنين شقي يركلُ مخترقاً ظلماته الثلاث ثم يناطح برأسه متوغلاً في طريقه المظلم يتلمس ضوء بعيداً, يجر خلفه مشيمة حياة وهبته وجود, ومنتزعاً من رحمه بقايا أمانٍ تربع علي عرشها لتسعٍ من الأشهر.
ثم تأملتكِ وأنتِ تزهرين كأجمل زهرة طفلة في عقدها الأول, فأخذت من الزنبق بؤبؤ زهرته ومن النرجس عين صفرته ومن الورد أحمر خده ومن الياسمين أبيض جلده... فدخلتي عقدك الثاني وأنت تورقين كزهرة ماسية نادرة تتلألأ فتنير غياهب الظلمة, فامتدت إليك يدٌ بأصابع من تملك, وما إن لمستكِ حتى قبضتْ عليك بكل قسوتها تائهة بين شهوة وغريزة, واعتصرتكِ في عنفٍ شفاه رغبة, فسحبت روحكِ مع عطركِ وتركت لكِ بقايا روح وأطلال جسد ولوناً أسودًا.
وتأملتكِ وأنت تتلمسين جراحكِ وتُرتقيها حتى بلغتِ بدايات عقدكِ الثالث, وتفتحتِ بكل الطاقات المتفجرة في أعماقكِ, وأصبح لونكِ الأسود الياقوتي لوناً فريداً أضاء الأفق كأسطع نجمة, وسكنت كل العيون الناظرة, فرحتُ أحذركِ من كل يد وإصبع وأنصحكِ: احذري قدماً لا تعرف الفرق بين زهرة وحجر, قد تدوسك, رأتكِ خطواتها أم لم تركِ , فلم تعدِ الزهرة المقدسة لأفروديت وفينوس, فعصر الآلهة انقرض, وزالت الأندلس وذهب معها أمير أندلسي طليق قد هام بكِ في شعره.
واحذري بني إنسان, فهم قد يسمونكِ شهراً من أشهرهم أو بنتا لهم, لكنكِ لن تجدي منهم من يدفع ليشتريكِ فهو قد يدفع ليشتري رغيفاً, لكنه لا يدفع أبداً ليشتري زهرة مهما كانت جميلة , إنما يخطفها من فوق غصنها عنوة فيقهرها في إغفاءة منها أو إفاقة . فلا تميلي فتُقربي لحظة قطفكِ, وتكتبي بيدكِ مصيركِ عندها يتم قصفكِ, فتسقطين من فوق عرشكِ, وتتبعثرين بين يدٍ تنادي ببيعكِ, أو تُعرضين خلف زجاج رقكِ, فيستباح في الأسواق عرضكِ أو تصيرين خيطاً في نسيج أو ثوب, أو تسكنين لوحة أو باقة مجففة فوق حائط مشنقتكِ.
ثم تأملتكِ وأنت تلقين بنصائحي عرض الحائط, وتسيرين بكامل إرادتكِ نحو حتفكِ, ورأيتكِ وقد احتواكِ في لحظة حنان جامح سقط سهواً من يد قسوته, وشدكِ إليه في احتياجٍ عطش لتمتصي سم الذنب المنساب من صدره فتهبيه لحظة راحة كم ظمأ لها.
فرحتِ تتعلقين بزغيبات أمل يجاهد في رمقه الأخير يبغى انصهاراً أبدياً وقد تدللتِ في هيام لم يعرفه بعد عاشق, فلان الحديد في يديكِ, فاختطفتِ منه لحظات من جوى حارق أحيته وبعثتكِ من العدم, وانتزعتِ منه كلمات عشق يهفو إلى حياة ثم عاد فبخل فلم تعدِ تدرين , هل أطلقها لسانه في غفلة من قلبه أم باح بها قلبه في نومة من عقله.
وتأملتكِ وأنت تتلمسين بلسان خيالكِ ثغره المطبوع على خدكِ, لتتذوقي عسلاً مسالاً عليه, وتتحسسين بأنامل حنان جارف خطوط ملامحه الحزينة المحفورة على صفحات عينيك الخالية إلا منها ومن نقش يتيم لحروف اسمه.
استهواكِ وجهه المضاء بالوجع فأبيت إلا أن تسبحي فيه ويستبيحكِ عبث الغرق, واستعذبت لدغات فراش يحوم حول ضوئه, فتحملتِ زعافاً يسري في دمكِ لتستخلصي له ترياق الحياة. وسلختِ نفسكِ مني, وفصمتِ غصنكِ من غصني, فصرخ جسد فارقته روحه.
وتأملتكِ وأنت تنتهين, عندما أثرتِ الفناء وهجرتِ الخلود ونزلتِ من عليائك, فاستحلتِ من نجمة عز قطافها إلى نجمة هوت محترقة بعدما لفظتها سماؤها في لحظة غضب. فتناثرتِ شذىً يستجدي من عينيه رحيقاً, ورحتِ تتخبطين هائمة في كهف صمته المظلم وتتشبسين في عجز بيده الهاربة, وهمتِ بوجه قدَّ من قسوة ترشفين منه الوجع حتى ثملتِ, فابتلعكِ الهذيان, ورحتِ تنسجين صامتة من وجعكِ أقنعة مبتسمة تخفين بها وجهكِ النازف فيه شريان اليأس , وتتسولين بها ابتسامة رضا ماتت على شفتيه قبل أن تولد.
هرعتِ خلف سراب الجوى فتساقطت أوراقك على أرصفة البعد, وبعثرتها ريح غادرة , فتفتت في دروب الضياع, بعدما هرب دفء كفه من برد يدك, وعندما حاولت العودة عدت عارية من شبابك كشجرة خريف وحيدة لا غطاء يظلها من قيظ الهجير ولا قبس من نور عينيه يهمس وسط ظلام وحدتك الأبدي , وصرت تترنمين باسم من نحركِ تحت أقدام ظلمه الوثني في ترنيمة عشق مجنون جب كل قصص العشق في كتب التاريخ.
الآن أسلمُ آخر أنفاسي لبارئها وأتأملكِ تأملي الأخير وأنت ترقدين هناك تحت أقدام ظلمه, جثة خرساء يابسة , أودعكِ وأهمس لكِ همسة أنين مفجوع امتص عذاب العالمين:
أيا وردة جفت ولم يعد عندها حتى الشذى لتنثره !
من سينثر الآن الشذى ؟؟؟
بقلم/ د. نجلاء طمان
إهداء:
الى نور سمحان
من أعز نصوصي الى قلبي... أحببت أن أهديكِ إياه نور.
أحمد عبدالرحمن الحكيم
01-01-2008, 05:36 PM
د. نجلاء
ألم كبير
لستُ أدري ما بهِ
الورده السوداء
خالص شكري
سمو الكعبي
01-01-2008, 05:48 PM
بصراحة نصٌ مُبكي والله لقد تغرغرت الدمعة ما بين جفني وهدبي .
د/ نجلاء :
هيّجت جراحا وايقظت فيّ هموما بُت أضمدها بضماد تهتك أغلبه , وبقي منه لُفافات لا تقي بردا ولا تدفع حرا .
أي مشاعر هذه التي سطرتها هنا , وأي رسالة هذه من وردة للوردة , أعجبتني الحالة السردية للنص حيث كنت مُتابعة لأنفاس الوردة فلم تنقطع المتابعة إلا بما يوصل السابق باللاحق , والأول بالآخر .
عودا جميدا د/ نجلاء
نور :
أغبطك على الهدية " اللهم لا حسد ":hat:
هنا أدب حقيقي يستحق التثبيت
وفاء شوكت خضر
01-01-2008, 05:58 PM
الأخت الأديبة / نجلاء طمان ..
قد كسى اليأس نصك المحمل بجراح أثخنت منك الروح ..
شرر يتطاير من حريق امتد من أول حرف حتى نقطة النهاية ،
يصيب المار على سطورك ، فلا يخرج من صفحتك إلا وبه بعض حروق ..
وإن حاول الركض هربا من رزوبعة الألم العاصفة الحارقة ، تعثر وسقط على صخور الوجع فأدمته ..
لنصك تأثير كبير على النفس بمفرداته وصوره العميقة ..
أبدعت في التصوير اللغوي فكان نصك تحفة أدبية رائعة ..
سلمت روحك من كل ألم ..
وبرك بك وبالمهدى إليها نوارة ..
تحيتي لكما أيتها الغاليتين ..
ودي وحبي الكبير ..
هشام عزاس
01-01-2008, 06:24 PM
الدكتورة / نجلاء
بالفعل أعز النصوص هي تلك التي تترك آثارها العميقة بدواخلنا
قد يكون الألم صفحة مشرقة ندون فيها صدق محبتنا
ألمك هنا له طعم مختلف ... يحفر بعيدا بالأعماق و لكن بمعول من جمال
أهدت الوردة للوردة وردة و استمتعنا نحن بأريج عطرها الفواح
دمتما بألف خير و محبة
اكليل من الزهر يغلف قلبيكما
هشــــــــــام
نور سمحان
01-01-2008, 06:33 PM
http://www.pixzo.us/uploads/bc8ff8fd90.jpg (http://www.pixzo.us)
نجلا..........
حين نخضع هذا النص لدراسة تقوم على المنهج البنيوي الذي يقوم على الثنائيات فإننا نجد أنفسنا أمام ثنائيات متعددة تعبر عن حالة نفسية معينة تمرّ بها الكاتبة،فنجدها تتحدث عن الإغفاءة الإفاقة،الظلام النور، الدفء البرد،الخلود الفناء، الولادة الموت.............
وفي النص وصفية سردية واضحة بشكل لافت لاسيما هنا "ثم تأملتكِ وأنتِ تزهرين كأجمل زهرة طفلة في عقدها الأول, فأخذت من الزنبق بؤبؤ زهرته ومن النرجس عين صفرته ومن الورد أحمر خده ومن الياسمين أبيض جلده... فدخلتي عقدك الثاني وأنت تورقين كزهرة ماسية نادرة تتلألأ فتنير غياهب الظلمة"
أما بشأن اللغة فقط كانت قوية متينة،وكان هناك تناغم لطيف بين اللفظ ومدلوله،وبين الكلمة والمعنى الذي استخدمت له،والصور الفنية كانت معبرة مؤثرة تنمّ عن مقدرة فائقة تتمتع بها قريحة الكاتبة.
وأما المخاطبة فلست أدري هل كانت طفلتك،ذاتك،أناك،أم واحدة أخرى أردت أن تبثي لها حرفك النازف،نزف قلبك النقي .
نص مؤلم بكل ما تحمل الكلمة من معنى
شكرا لهذا الإهداء
كنت أدرك أن هذا النص أغلى ما تملكين تهدينه لأغلى من تحبين
كوني بخير
دمت بألق
د. نجلاء طمان
01-01-2008, 07:00 PM
د. نجلاء
ألم كبير
لستُ أدري ما بهِ
الورده السوداء
خالص شكري
هذا النص من أعز نصوصي الى قلبي, لأن روح الوردة كانت تتحدث الى جسدها,كانت حالة تقمص لوردة منقسمة, هامت روحها وقت موتها , فهامت تعاتبها متألمة.
دمت أيها الرقيق كما تعودت أنا أن تكون أنت.
د. نجلاء طمان
محمود قحطان
01-01-2008, 07:27 PM
بصراحة ، ما عرفت ماذا أكتب !!!
صمت مطبق يلفني .
اعذريني أيتها العظيمة .
محمد المختار زادني
01-01-2008, 07:34 PM
نص رائع وردود جميلة جدا تليق بمقام الأديبة التي نقشت الصوة الذهنية
أرجو أن ينتبه الإخوة والأخوات إلى الأخطاء أثناء الطباعة
فأن روعة النصوص لا تشفع لأدباء الواحة مايرتكبون من أخطاء إملائية!
عدنان الفضلي
01-01-2008, 07:41 PM
في انعطافة
طالتني الان زواياها
وجدتني اتسمّر قبالة هذا النص
المليء بتأوهات غير فارغة
وحين انهيت القراءة
وجدتني وتلقائياً ..
اصفق لهذا الشجن الراقي
وسحر حرفك الحلال
/
/
د . نجلاء
سعيد بمصادفة نبضك
لاعدمتك
الفضلي
الصباح الخالدي
02-01-2008, 08:55 AM
من نور إلى نور هدية نتمناها لأنفسنا بوركت
مينا عبد الله
02-01-2008, 09:54 AM
أكل هذا جمال ؟! وكل هذا نزف وردة جريحة ؟!
أكل هذه الروعة ؟؟ من صدق المشاعر ودفء الاحاسيس ؟!
د. نجلاء .. حقا ً
رسمت للدمع خارطة .. كي يبكي معك القارئ ..
كنتِ صادقة ومعبرة بشكل دقيق
واديبة بارعة ..
بالغ احترامي لك .ز وامتناني لهذا الحرف الجميل
ميـــــــــــنا
ضحى بوترعة
02-01-2008, 11:32 AM
نجلاء.......
تعبرين القلب بجمال الوجع وفاكهة اللغة........
أي نزف هذا يطرق الورد الجميل............ريح نائحة ترقص
فوق جبين الصباحات يا وجعا أحسسته في الهدب
شكرا يا نجلاء لجمال حرفك
ولهديتك الى حبيبة القلب الرائعة نور
محبتي لكما
جوتيار تمر
02-01-2008, 07:39 PM
الدكتورة نجلاء.......
نص جميل من حيث اللغة والبنية ، فيه اشتغال جميل على الصورة ، والاهتمام بمكونات الصورة من حيث الرؤية الاحادية التي تشابها بعض الازمات ، وقد اجدت تفريغ ما يجوب فكرك .
دمت بخير
جوتيار
يسرى علي آل فنه
03-01-2008, 10:55 AM
http://www.up7up.com/pics/L/22/1199290797.gif (http://www.up7up.com)
رسالة من وردة إلى وردة
جفت الوردة ولم يعد عندها حتى الشذى لتنثره!
الآن وأنا ألفظُ أنفاسي الأخيرة وتخترقني سهام تمرمرت من مرِ ذكرى أيام خلت , أتأملكِ جثةَ عشقٍ محتضرة وكنتُ قد اعتدتُ على تأملكِ خلال رحلتكِ القصيرة مع الأيام.
تأملتكِ لحظة ولادتك ,أنت تحاولين اختراق أوراق برعمكِ الخضراء في غصنكِ المنقسم من غصني كجنين شقي يركلُ مخترقاً ظلماته الثلاث ثم يناطح برأسه متوغلاً في طريقه المظلم يتلمس ضوء بعيداً, يجر خلفه مشيمة حياة وهبته وجود, ومنتزعاً من رحمه بقايا أمانٍ تربع علي عرشها لتسعٍ من الأشهر.
ثم تأملتكِ وأنتِ تزهرين كأجمل زهرة طفلة في عقدها الأول, فأخذت من الزنبق بؤبؤ زهرته ومن النرجس عين صفرته ومن الورد أحمر خده ومن الياسمين أبيض جلده... فدخلتي عقدك الثاني وأنت تورقين كزهرة ماسية نادرة تتلألأ فتنير غياهب الظلمة, فامتدت إليك يدٌ بأصابع من تملك, وما إن لمستكِ حتى قبضتْ عليك بكل قسوتها تائهة بين شهوة وغريزة, واعتصرتكِ في عنفٍ شفاه رغبة, فسحبت روحكِ مع عطركِ وتركت لكِ بقايا روح وأطلال جسد ولوناً أسودًا.
وتأملتكِ وأنت تتلمسين جراحكِ وتُرتقيها حتى بلغتِ بدايات عقدكِ الثالث, وتفتحتِ بكل الطاقات المتفجرة في أعماقكِ, وأصبح لونكِ الأسود الياقوتي لوناً فريداً أضاء الأفق كأسطع نجمة, وسكنت كل العيون الناظرة, فرحتُ أحذركِ من كل يد وإصبع وأنصحكِ: احذري قدماً لا تعرف الفرق بين زهرة وحجر, قد تدوسك, رأتكِ خطواتها أم لم تركِ , فلم تعدِ الزهرة المقدسة لأفروديت وفينوس, فعصر الآلهة انقرض, وزالت الأندلس وذهب معها أمير أندلسي طليق قد هام بكِ في شعره.
واحذري بني إنسان, فهم قد يسمونكِ شهراً من أشهرهم أو بنتا لهم, لكنكِ لن تجدي منهم من يدفع ليشتريكِ فهو قد يدفع ليشتري رغيفاً, لكنه لا يدفع أبداً ليشتري زهرة مهما كانت جميلة , إنما يخطفها من فوق غصنها عنوة فيقهرها في إغفاءة منها أو إفاقة . فلا تميلي فتُقربي لحظة قطفكِ, وتكتبي بيدكِ مصيركِ عندها يتم قصفكِ, فتسقطين من فوق عرشكِ, وتتبعثرين بين يدٍ تنادي ببيعكِ, أو تُعرضين خلف زجاج رقكِ, فيستباح في الأسواق عرضكِ أو تصيرين خيطاً في نسيج أو ثوب, أو تسكنين لوحة أو باقة مجففة فوق حائط مشنقتكِ.
ثم تأملتكِ وأنت تلقين بنصائحي عرض الحائط, وتسيرين بكامل إرادتكِ نحو حتفكِ, ورأيتكِ وقد احتواكِ في لحظة حنان جامح سقط سهواً من يد قسوته, وشدكِ إليه في احتياجٍ عطش لتمتصي سم الذنب المنساب من صدره فتهبيه لحظة راحة كم ظمأ لها.
فرحتِ تتعلقين بزغيبات أمل يجاهد في رمقه الأخير يبغى انصهاراً أبدياً وقد تدللتِ في هيام لم يعرفه بعد عاشق, فلان الحديد في يديكِ, فاختطفتِ منه لحظات من جوى حارق أحيته وبعثتكِ من العدم, وانتزعتِ منه كلمات عشق يهفو إلى حياة ثم عاد فبخل فلم تعدِ تدرين , هل أطلقها لسانه في غفلة من قلبه أم باح بها قلبه في نومة من عقله.
وتأملتكِ وأنت تتلمسين بلسان خيالكِ ثغره المطبوع على خدكِ, لتتذوقي عسلاً مسالاً عليه, وتتحسسين بأنامل حنان جارف خطوط ملامحه الحزينة المحفورة على صفحات عينيك الخالية إلا منها ومن نقش يتيم لحروف اسمه.
استهواكِ وجهه المضاء بالوجع فأبيت إلا أن تسبحي فيه ويستبيحكِ عبث الغرق, واستعذبت لدغات فراش يحوم حول ضوئه, فتحملتِ زعافاً يسري في دمكِ لتستخلصي له ترياق الحياة. وسلختِ نفسكِ مني, وفصمتِ غصنكِ من غصني, فصرخ جسد فارقته روحه.
وتأملتكِ وأنت تنتهين, عندما أثرتِ الفناء وهجرتِ الخلود ونزلتِ من عليائك, فاستحلتِ من نجمة عز قطافها إلى نجمة هوت محترقة بعدما لفظتها سماؤها في لحظة غضب. فتناثرتِ شذىً يستجدي من عينيه رحيقاً, ورحتِ تتخبطين هائمة في كهف صمته المظلم وتتشبسين في عجز بيده الهاربة, وهمتِ بوجه قدَّ من قسوة ترشفين منه الوجع حتى ثملتِ, فابتلعكِ الهذيان, ورحتِ تنسجين صامتة من وجعكِ أقنعة مبتسمة تخفين بها وجهكِ النازف فيه شريان اليأس , وتتسولين بها ابتسامة رضا ماتت على شفتيه قبل أن تولد.
هرعتِ خلف سراب الجوى فتساقطت أوراقك على أرصفة البعد, وبعثرتها ريح غادرة , فتفتت في دروب الضياع, بعدما هرب دفء كفه من برد يدك, وعندما حاولت العودة عدت عارية من شبابك كشجرة خريف وحيدة لا غطاء يظلها من قيظ الهجير ولا قبس من نور عينيه يهمس وسط ظلام وحدتك الأبدي , وصرت تترنمين باسم من نحركِ تحت أقدام ظلمه الوثني في ترنيمة عشق مجنون جب كل قصص العشق في كتب التاريخ.
الآن أسلمُ آخر أنفاسي لبارئها وأتأملكِ تأملي الأخير وأنت ترقدين هناك تحت أقدام ظلمه, جثة خرساء يابسة , أودعكِ وأهمس لكِ همسة أنين مفجوع امتص عذاب العالمين:
أيا وردة جفت ولم يعد عندها حتى الشذى لتنثره !
من سينثر الآن الشذى ؟؟؟
بقلم/ د. نجلاء طمان
إهداء:
الى نور سمحان
من أعز نصوصي الى قلبي... أحببت أن أهديكِ إياه نور.
أخيتي الراقية د. نجلاء
ليت لي هنا عصا قصاص تجفف الحزن وترسم هالة نور فلعلّها تحتوي العبير
وتشرق معه بالدفء ورود
تحياتي واعجابي بنبضك المرهف وقلمك المعبر الراقي
وكل عام وأنت بخير
أسماء حرمة الله
03-01-2008, 05:25 PM
سلام ربّي عليكِ ورحمتـه وبركاتـه
تحيـة تنسكبُ دعاءً
نجلاء،
لمْ تجفَّ الوردةُ بعـدُ، ولن تجفّ أبداً بإذن اللـه,. كيفَ تجفُّ ومولاها حافظُهـا ووليّـهـا ؟! هو سبحانـه مَنْ وهَبَهـا الحياةَ، وأنعـمَ عليها بالعطرِ والنقاء والعطـاء، أيُضيّعُهـا خالقُهـا وهو أرحم الراحمين ؟ كلاّ وربّي كلاّ وألف !
ثمـة شجرة خضراء يا نجلاء في ركنِ النفس القصيّ، شجرة اعتـادتْ كلّما أطلّ جُـرْحٌ قان، أنْ تُقلّـمَ مخالبَـه، أنْ تصنع من خضرتها ألف طبقِ حيـاة للكلمـى ! قد سمعتُها ذاتَ ليلـة يا نجلاء، تُسرّ لطيرٍ سكنَ غصنها قائلـةً: خذْ من خضرتي ألواناً، وارسمْ بهـا لوحـةً بريشةِ صبرٍ، فهي الريشة الوحيدة التي لا تنكسر، ثمّ ثبِّتْ اللوحـة بعد ذلكَ على جدران قلبـك، وبصرُكَ لايفارقُ الأفق حامداً شاكراً، حتّى وإنْ افترّ ثغرك عن ابتسامة مبتلّـة !
أطالَ ربّي عمرَ الوردة في طاعتـه، وحماها من كلّ سوء، وجعلَ عطرها النقيّ كما هوَ، زكيّاً نفّاذاً ..
ما خابَ صابرٌ وما خسرَ ! قلبي وداعواتي مع الوردة ..
خالص محبّتي :0014:
وألف طاقة من الورد والندى
عطاف سالم
04-01-2008, 03:55 AM
نجلائي الحبيبة / توقفت عند نصك الشجي هذا كثيرا , ولطالما الإحساس الرقيق يناجي كل مارق ولطف في ثنايا هذا الكون المنطوي على كثير من البدائع والأسرار والخفايا.
رسالتك أثرت في كثيراً وحملتني إلى ذكريات موجعة كان لابد لي فيها من التحدث إلى باقة ورد كئيبة كانت أمامي ذابلة ..
اسمحي لي يانجلائي الحبيبة أن أخلط نصي " باقة ورد " بنصك " رسالة من وردة إلى وردة " وليمتزج حرفي بحرفك في صفحتك لعل ورودنا يتأسى بعضها ببعض وتتنفس بعضا من أنفاسنا الزاكية..
ولتشعر الورود أن هناك من يحس بها ويشعر ويتألم .
ولتعي أن هناك قلوباً تشاكلها في معاناتها وهي في نفس الوقت تُقدرُها وتَقْدرُ على التنفيس عنها ولو من رفة واحدة , أو من زفرة ندى فوق أوراقها , أو من أنة غصن يحملها ..
نجلائي الحبيبة
حديث الورود يطول ..ويطول .. ويطول ..
أتركك مع النص , والعذر منك , إنما فضلتُ أن تكون باقتي هنا مع وردتك
وتقبلي محبتي وكل احترامي وتقديري
***********
زهوركَ الحمراء تملأُ نفسي
..وتملؤني بألفَ حس ٍ
..وحس ِ
تسترقُ النظرَ إلي..
وأسترقُ النظرَ إليها
ولا أدري من يبكي على الآخر
في زمن ِ الخريفْ؟
ثم انطوينا كلانا
انطواءً على استحياءٍ
في خواءٍ.. ممتدٍ
..مخيفْ
تـَتَـسـلَّقـني من بعيدٍ أوراقـُها اليـُبْسُ دونَ نبضٍ..
أو حفيفْ..
أيُّ جفافٍ نالَ منها ؟
..سَرَى في نـَضارتِها
..في تـَفـتـُّحها
..في طـَراوتِها
سرقَ الحياةَ منها!
أهذهِ أوراقُ وردْ ؟
أهذهِ التي كانتْ قبل أيامٍ
..تـَتَـفجـَّر ماء ً
..وشذى ً
ولوناً زاهياً ناطقاً..
كحُمرة خد ؟؟!!
لكنها مكلومة ٌ مثلي
وتائهة ٌ.. هي الأخرى
..ومحرجة ٌ
ووجلة ٌ مثلي
وما ذنبُها أن أهديتَها إليَّ
..ثم رشفتَ رحيقها
وقتلتَ بريقها
فغصصتُ بكاءً عليها
بريقي..
وغَصَّتْ بريقها!
وأيُّ ذنبٍ جنتْ هذهِ الزهور؟
ضممتَها كالصغار - في يوم عيد - إلى بعضها
..في سرور..وحبور
وسُقـْتـَها إليَّ نشوى
ترفُّ جذلى
وتفوح شذا..
وعبيرا
..وأريجا..
وعطرا
فاحت بكل عبق!
- فاليوم عيد - !
وبثـثـتَها على عجلٍ
متعانقةً..
متجانسةً..
متوائمهْ..
تنظر إلي في خجلٍ !
فأيُّ إحساسٍ نما بيننا
من جديد؟
وأيُّ شوقٍ جرى إلينا
لاهثا..
من بعيد؟
فأزهقتَ نشوتها
وزرعتَ فيها الرعب
ونشرتَ بينها وبين بقيتها
البغض..
..فـَولَّـت سكينـتَها
وشاختْ قبل أن تعرفَ أني..
رفيقـَتُها
وماتتْ فبل أن تعرفَ أني..
حبيبتُها
ذابَ المكانُ
..تلاشى
وانطوى
ذاك المكانْ
وغابَ الزمانُ
..رحلْ
..وانطفأ ْ
واختفى
ذاك الزمانْ
يا باقةَ الوردِ العتيقْ
عودي إليه
..عودي
فإن جرحي عميقْ
..يا باقة الورد
يا رقتي..
..وعاطفتي
وعذوبةَ لحظاتي
ما عدتُ مثلكِ الأن
بل كبرتُ ..
عودي إليه
فأنتِ بين يديه
..أنورْ
وأزهرْ
لن أقبلَ أن تموتي هنا
..فلقدَ ألفتُ الضنا
واستسغتُ الأسى
وأنتِ يا باقة عمري
زمني اللذيذ الذي مضى
عودي إليه
وأخبريه أنِّـي هنا
..أُمزقُ الأحلامَ
..والأشواقَ
والمنى
بالدموع
..لا
بل بالشموع
..لا
بل بالخناجر والمدى
ما عدتُ أعي ما أقولْ
قتـلتـنا يا باقةَ الورد
العواطف
..والمشاعر
..والأحاسيس المُغَمَّضة الجفونْ
فها نحنُ الآن..في أفولٍ
..وأفولٍ
وأفولْ
عودي يا باقة الورد التي
بقيتْ في الظلِ أعواماً
..ترشفُ الحبَّ ومعانيه ألواناً ..
وألوانا
ها أنتِ الآن في الظل
..لكن
ترشفين الأسى
..والضياع
..والحيرة
صوراً .. وأشكالا
أخبريه من بعدُ..
أن يحمل أشواكاً
..وأحجاراً
ورمالاً
لا يحملُ باقةً مثلكْ
..أو زهوراً بجوار ظلكْ
قولي له :
لا تقربْ الحدائق
لا تلمسْ الثمارَ الشهية..
حرامٌ أن تسمعَ صوتَ البلابل
وترى الشقائق
أنتِ يا باقة حبي..رقيقة ٌ
..شفافة ٌ
زكيهْ
ويداهُ جرافتان
..تصلح للأخشابِ
للأبوابِ
للحديدِ
..للأرض اليباب
لأيِّ شئ ٍ
..أي شئ صلدٍ لا يعي
..أويحس
غير أن يكونَ طرياً
..غير أن يكونَ عذباً
..أو نديا
أنا وأنتِ يا باقة الورد شيئان
غير أننا مختلطان..
يا باقة الورد الجميلة
عودي إلى محضن دافئ
يشبه السما..في الصفا
..يشبهكِ
يشبهُ بهاء الخميلة
واصفحي عني
..فأنا ابنٌ سبيل ٍ
راحلٌ عن هذا المكان
مُغًرٍّبٌ خلف الزمان
أنشدُ آفاقا ً أخرى
فاذكريني يا باقة الورد
الأصيلهْ
...........................................
أكرر لك التحية ممزوجة بماء محبتي
ودمت معبرة بديعة , ومؤثرة !
ناصر البنا
05-01-2008, 10:40 PM
ياالله
لقد نكأت جراحاً كادت أن تندمل ولكنها الآن مازالت تنزف
وأثرت براكين الوجع لتفجر في شراييني حمم الحزن الجاثم
[url=http://www.up7up.com][img].
واحذري بني إنسان, فهم قد يسمونكِ شهراً من أشهرهم أو بنتا لهم, لكنكِ لن تجدي منهم من يدفع ليشتريكِ فهو قد يدفع ليشتري رغيفاً, لكنه لا يدفع أبداً ليشتري زهرة مهما كانت جميلة , إنما يخطفها من فوق غصنها عنوة فيقهرها في إغفاءة منها أو إفاقة ..[/COLOR][/SIZE]
لا أعتقد أن الطبائع واحدة
شكراً لك على هذا الوهج الأدبي المتميز والبالغ منتهاه
وعلى نثر هذه الحروف الماسية المتخمة بالحسن والجمال
ولك خالص تحيتي حتى ترضي
بابيه أمال
06-01-2008, 12:17 AM
أي وجع هذا الذي يتقاطر من صفحتك هنا د. نجلاء ؟
ويبقى للورود شذاها يا غالية.. كما يبقى عطرها الأصيل مهما تعرضت أوراقها لريح زمن قد تحمل في طياتها ما لا يليق بعبير الرياحين..
ليت كل يد شائكة تمتد صوب الوردة تعي وتفهم أن لو كان لها في طيب الشذى نصيب أصيل داخل ثنايا نفسها لما مدت له بسهم غدر !
دمتِ راقية الحرف يا أديبة صنعت من حروف الوجع ما يدمع العين لتتطلع نحو خالق السماء راجية لكِ سكينة نفس وروح في رحاب جنته على الدنيا والآخرة..
أنس إبراهيم
06-01-2008, 02:08 PM
ما أروع هذا النص
من مهديةٍ لمهدى لها ما اجمل هذا الجمال
تحيتي لكنّ
عمر زيادة
06-01-2008, 05:52 PM
الفاضلة
د. نجلاء الطمّان
نصٌّ رااااااااائع مذهلٌ يحلُ الإبداع حروفا و شعورا
عميقٌ بصوره و لغته
و قد ثبتناهث في قلوبنا تثبيتا لا يزول و لا ينزل..
لا فض فوكِ
مودتي و احترامي
د. مصطفى عراقي
07-01-2008, 05:47 AM
http://www.up7up.com/pics/L/22/1199290797.gif (http://www.up7up.com)
رسالة من وردة إلى وردة
جفت الوردة ولم يعد عندها حتى الشذى لتنثره!
الآن وأنا ألفظُ أنفاسي الأخيرة وتخترقني سهام تمرمرت من مرِ ذكرى أيام خلت , أتأملكِ جثةَ عشقٍ محتضرة وكنتُ قد اعتدتُ على تأملكِ خلال رحلتكِ القصيرة مع الأيام.
تأملتكِ لحظة ولادتك ,أنت تحاولين اختراق أوراق برعمكِ الخضراء في غصنكِ المنقسم من غصني كجنين شقي يركلُ مخترقاً ظلماته الثلاث ثم يناطح برأسه متوغلاً في طريقه المظلم يتلمس ضوء بعيداً, يجر خلفه مشيمة حياة وهبته وجود, ومنتزعاً من رحمه بقايا أمانٍ تربع علي عرشها لتسعٍ من الأشهر.
ثم تأملتكِ وأنتِ تزهرين كأجمل زهرة طفلة في عقدها الأول, فأخذت من الزنبق بؤبؤ زهرته ومن النرجس عين صفرته ومن الورد أحمر خده ومن الياسمين أبيض جلده... فدخلتي عقدك الثاني وأنت تورقين كزهرة ماسية نادرة تتلألأ فتنير غياهب الظلمة, فامتدت إليك يدٌ بأصابع من تملك, وما إن لمستكِ حتى قبضتْ عليك بكل قسوتها تائهة بين شهوة وغريزة, واعتصرتكِ في عنفٍ شفاه رغبة, فسحبت روحكِ مع عطركِ وتركت لكِ بقايا روح وأطلال جسد ولوناً أسودًا.
وتأملتكِ وأنت تتلمسين جراحكِ وتُرتقيها حتى بلغتِ بدايات عقدكِ الثالث, وتفتحتِ بكل الطاقات المتفجرة في أعماقكِ, وأصبح لونكِ الأسود الياقوتي لوناً فريداً أضاء الأفق كأسطع نجمة, وسكنت كل العيون الناظرة, فرحتُ أحذركِ من كل يد وإصبع وأنصحكِ: احذري قدماً لا تعرف الفرق بين زهرة وحجر, قد تدوسك, رأتكِ خطواتها أم لم تركِ , فلم تعدِ الزهرة المقدسة لأفروديت وفينوس, فعصر الآلهة انقرض, وزالت الأندلس وذهب معها أمير أندلسي طليق قد هام بكِ في شعره.
واحذري بني إنسان, فهم قد يسمونكِ شهراً من أشهرهم أو بنتا لهم, لكنكِ لن تجدي منهم من يدفع ليشتريكِ فهو قد يدفع ليشتري رغيفاً, لكنه لا يدفع أبداً ليشتري زهرة مهما كانت جميلة , إنما يخطفها من فوق غصنها عنوة فيقهرها في إغفاءة منها أو إفاقة . فلا تميلي فتُقربي لحظة قطفكِ, وتكتبي بيدكِ مصيركِ عندها يتم قصفكِ, فتسقطين من فوق عرشكِ, وتتبعثرين بين يدٍ تنادي ببيعكِ, أو تُعرضين خلف زجاج رقكِ, فيستباح في الأسواق عرضكِ أو تصيرين خيطاً في نسيج أو ثوب, أو تسكنين لوحة أو باقة مجففة فوق حائط مشنقتكِ.
ثم تأملتكِ وأنت تلقين بنصائحي عرض الحائط, وتسيرين بكامل إرادتكِ نحو حتفكِ, ورأيتكِ وقد احتواكِ في لحظة حنان جامح سقط سهواً من يد قسوته, وشدكِ إليه في احتياجٍ عطش لتمتصي سم الذنب المنساب من صدره فتهبيه لحظة راحة كم ظمأ لها.
فرحتِ تتعلقين بزغيبات أمل يجاهد في رمقه الأخير يبغى انصهاراً أبدياً وقد تدللتِ في هيام لم يعرفه بعد عاشق, فلان الحديد في يديكِ, فاختطفتِ منه لحظات من جوى حارق أحيته وبعثتكِ من العدم, وانتزعتِ منه كلمات عشق يهفو إلى حياة ثم عاد فبخل فلم تعدِ تدرين , هل أطلقها لسانه في غفلة من قلبه أم باح بها قلبه في نومة من عقله.
وتأملتكِ وأنت تتلمسين بلسان خيالكِ ثغره المطبوع على خدكِ, لتتذوقي عسلاً مسالاً عليه, وتتحسسين بأنامل حنان جارف خطوط ملامحه الحزينة المحفورة على صفحات عينيك الخالية إلا منها ومن نقش يتيم لحروف اسمه.
استهواكِ وجهه المضاء بالوجع فأبيت إلا أن تسبحي فيه ويستبيحكِ عبث الغرق, واستعذبت لدغات فراش يحوم حول ضوئه, فتحملتِ زعافاً يسري في دمكِ لتستخلصي له ترياق الحياة. وسلختِ نفسكِ مني, وفصمتِ غصنكِ من غصني, فصرخ جسد فارقته روحه.
وتأملتكِ وأنت تنتهين, عندما أثرتِ الفناء وهجرتِ الخلود ونزلتِ من عليائك, فاستحلتِ من نجمة عز قطافها إلى نجمة هوت محترقة بعدما لفظتها سماؤها في لحظة غضب. فتناثرتِ شذىً يستجدي من عينيه رحيقاً, ورحتِ تتخبطين هائمة في كهف صمته المظلم وتتشبسين في عجز بيده الهاربة, وهمتِ بوجه قدَّ من قسوة ترشفين منه الوجع حتى ثملتِ, فابتلعكِ الهذيان, ورحتِ تنسجين صامتة من وجعكِ أقنعة مبتسمة تخفين بها وجهكِ النازف فيه شريان اليأس , وتتسولين بها ابتسامة رضا ماتت على شفتيه قبل أن تولد.
هرعتِ خلف سراب الجوى فتساقطت أوراقك على أرصفة البعد, وبعثرتها ريح غادرة , فتفتت في دروب الضياع, بعدما هرب دفء كفه من برد يدك, وعندما حاولت العودة عدت عارية من شبابك كشجرة خريف وحيدة لا غطاء يظلها من قيظ الهجير ولا قبس من نور عينيه يهمس وسط ظلام وحدتك الأبدي , وصرت تترنمين باسم من نحركِ تحت أقدام ظلمه الوثني في ترنيمة عشق مجنون جب كل قصص العشق في كتب التاريخ.
الآن أسلمُ آخر أنفاسي لبارئها وأتأملكِ تأملي الأخير وأنت ترقدين هناك تحت أقدام ظلمه, جثة خرساء يابسة , أودعكِ وأهمس لكِ همسة أنين مفجوع امتص عذاب العالمين:
أيا وردة جفت ولم يعد عندها حتى الشذى لتنثره !
من سينثر الآن الشذى ؟؟؟
بقلم/ د. نجلاء طمان
[/COLOR][/CENTER]
ما أنضرها رسالةً !
حوتْ في صدْرها سيرةً ذاتيةً لقلب الوردة .
آثرت أن تخطها في شغاف القلوب بأشواكها المُرهفة كأنما لتصد عنها جيش الحزن الهاجمِ من هواجسِِ الألم ، وإرهاصات الأمل
د. نجلاء طمان
09-01-2008, 03:23 PM
بصراحة نصٌ مُبكي والله لقد تغرغرت الدمعة ما بين جفني وهدبي .
د/ نجلاء :
هيّجت جراحا وايقظت فيّ هموما بُت أضمدها بضماد تهتك أغلبه , وبقي منه لُفافات لا تقي بردا ولا تدفع حرا .
أي مشاعر هذه التي سطرتها هنا , وأي رسالة هذه من وردة للوردة , أعجبتني الحالة السردية للنص حيث كنت مُتابعة لأنفاس الوردة فلم تنقطع المتابعة إلا بما يوصل السابق باللاحق , والأول بالآخر .
عودا جميدا د/ نجلاء
نور :
أغبطك على الهدية " اللهم لا حسد ":hat:
هنا أدب حقيقي يستحق التثبيت
سمو أيتها النقية!
إنك تشرفيني بشهادتكِ في حق نصي المتواضع, عذراً على جراحٍ أثارها حزني, فلا حل عندي لهاك الألم. ولدت معه وولد معي. عذراً منك يا حبيبة, سلمك ربي من الوجع.
وشكراً على تثبيتكِ النص, ألف شكر
دمت قمرية والقمر أنتِ
د. نجلاء طمان
د. نجلاء طمان
24-01-2008, 04:47 PM
الأخت الأديبة / نجلاء طمان ..
قد كسى اليأس نصك المحمل بجراح أثخنت منك الروح ..
شرر يتطاير من حريق امتد من أول حرف حتى نقطة النهاية ،
يصيب المار على سطورك ، فلا يخرج من صفحتك إلا وبه بعض حروق ..
وإن حاول الركض هربا من رزوبعة الألم العاصفة الحارقة ، تعثر وسقط على صخور الوجع فأدمته ..
لنصك تأثير كبير على النفس بمفرداته وصوره العميقة ..
أبدعت في التصوير اللغوي فكان نصك تحفة أدبية رائعة ..
سلمت روحك من كل ألم ..
وبرك بك وبالمهدى إليها نوارة ..
تحيتي لكما أيتها الغاليتين ..
ودي وحبي الكبير ..
هو سحرك وسحر طيبتكِ واحتوائك ماما
هو حضنكِ الآسر الشفاف
وقلبك الرهيف الرقيق
هو أنتِ ماما
لا غيركِ
حبي لكِ
د. نجلاء طمان
د. نجلاء طمان
08-02-2008, 02:38 AM
الدكتورة / نجلاء
بالفعل أعز النصوص هي تلك التي تترك آثارها العميقة بدواخلنا
قد يكون الألم صفحة مشرقة ندون فيها صدق محبتنا
ألمك هنا له طعم مختلف ... يحفر بعيدا بالأعماق و لكن بمعول من جمال
أهدت الوردة للوردة وردة و استمتعنا نحن بأريج عطرها الفواح
دمتما بألف خير و محبة
اكليل من الزهر يغلف قلبيكما
هشــــــــــام
عندما يزيد النزف, ينعجن دقيق الفجيعة بماء الأبجدية, فتتولد كلمات نعزها... ففيها خبزنا!
مرور كغيث في صحراء لا نهاية لها...
دمت ومرورك الدائم دومًا
د. نجلاء طمان
الشريف عبد الله آل جازان
08-02-2008, 02:56 AM
الأخت الكريمة
الأديبة الدكتورة نجلاء
نص يفوح شذا ، ويقطر ندى ..
مشوب بخوف من الواقع ، وتوجس من المستقبل ..
فلنترك للأمل جانبا نأوي إليه ..
تحياتي لك ولجمال حرفك
سهير ابراهيم
08-02-2008, 10:41 AM
العزيزة والاخت الطيبة نجلاء
كلماتك لامست قلوبنا بتعبيرها المؤثر
شعرت ان الوردة هي نجلاء وروحها هي ابنتها
واسفة ان خانني فهمي للنص ولكن هذا ما شعرت فيه
نصك يحمل نصح وارشاد من مخاوف الحياة
وكيف تنتقل بنا من مرحلة لمرحلة
وللمرة الثانية اسفة ان خانني فهمي للنص
ولم اشعر انها مجرد حالة تقمص
بل كلمات صادقة خرجت من قلب محب
احترامي وتقديري لهذا القلم الرائع
د. نجلاء طمان
16-02-2008, 10:50 AM
http://www.pixzo.us/uploads/bc8ff8fd90.jpg (http://www.pixzo.us)
نجلا..........
حين نخضع هذا النص لدراسة تقوم على المنهج البنيوي الذي يقوم على الثنائيات فإننا نجد أنفسنا أمام ثنائيات متعددة تعبر عن حالة نفسية معينة تمرّ بها الكاتبة،فنجدها تتحدث عن الإغفاءة الإفاقة،الظلام النور، الدفء البرد،الخلود الفناء، الولادة الموت.............
وفي النص وصفية سردية واضحة بشكل لافت لاسيما هنا "ثم تأملتكِ وأنتِ تزهرين كأجمل زهرة طفلة في عقدها الأول, فأخذت من الزنبق بؤبؤ زهرته ومن النرجس عين صفرته ومن الورد أحمر خده ومن الياسمين أبيض جلده... فدخلتي عقدك الثاني وأنت تورقين كزهرة ماسية نادرة تتلألأ فتنير غياهب الظلمة"
أما بشأن اللغة فقط كانت قوية متينة،وكان هناك تناغم لطيف بين اللفظ ومدلوله،وبين الكلمة والمعنى الذي استخدمت له،والصور الفنية كانت معبرة مؤثرة تنمّ عن مقدرة فائقة تتمتع بها قريحة الكاتبة.
وأما المخاطبة فلست أدري هل كانت طفلتك،ذاتك،أناك،أم واحدة أخرى أردت أن تبثي لها حرفك النازف،نزف قلبك النقي .
نص مؤلم بكل ما تحمل الكلمة من معنى
شكرا لهذا الإهداء
كنت أدرك أن هذا النص أغلى ما تملكين تهدينه لأغلى من تحبين
كوني بخير
دمت بألق
"كنت أدرك أن هذا النص أغلى ما تملكين تهدينه لأغلى من تحبين"
نور
أعلم أنك تدركين, وأعلم مقدار حبكِ.
قرأت هنا نور مشروع ناقدة تسير على أول الدرب بثقة
يوما ما ستصلين
ويوما ما ستكونين ناقدة أكبر من تلك التي تقتدين بها
كوني بالقرب دومًا
واعلمي أني بالقرب مهما ابتعدتِ
شفاكِ ربي وشفانا جميعًا
دمتِ مثابرة غاليتي
د. نجلاء طمان
د. نجلاء طمان
07-03-2008, 08:53 PM
بصراحة ، ما عرفت ماذا أكتب !!!
صمت مطبق يلفني .
اعذريني أيتها العظيمة .
أحيانا يكون الصمت أبلغ لغة من الكلام
فاعذر عجز قلمي على خط ما يليق بمرورك.
دمت رائعًا بلا حدود
د. نجلاء طمان
د. نجلاء طمان
01-04-2008, 07:49 AM
نص رائع وردود جميلة جدا تليق بمقام الأديبة التي نقشت الصوة الذهنية
أرجو أن ينتبه الإخوة والأخوات إلى الأخطاء أثناء الطباعة
فأن روعة النصوص لا تشفع لأدباء الواحة مايرتكبون من أخطاء إملائية!
مرور رائع أشرف به منك أيها الرائع
شهادتك في حق النص تكفينا
ويبقى العفو منك مثالاً.
دمت وكرمك
د. نجلاء طمان
مروة عبدالله
15-04-2008, 08:50 PM
رسالة مكتوبة بقطرات دمٍ نازفٍ من الوريد
رسالة حملت بين طياتها وجعٍ يشدو مترنحاً
غوق أغصان وردة تملكُ الكثير والكثير من الآلام
نجلائي الغالية
وهنا نثرتِ الوجع بتمكن
فشهق الحرف مني ولم يستطع
أن يسكب أي من مداده هنا
فعذراً ساكنة الفؤاد
سأعود إليكِ مرة أخري
تقبلي مني محبتي لحين عودتى
د. نجلاء طمان
18-05-2008, 12:47 AM
في انعطافة
طالتني الان زواياها
وجدتني اتسمّر قبالة هذا النص
المليء بتأوهات غير فارغة
وحين انهيت القراءة
وجدتني وتلقائياً ..
اصفق لهذا الشجن الراقي
وسحر حرفك الحلال
/
/
د . نجلاء
سعيد بمصادفة نبضك
لاعدمتك
الفضلي
وقد سعد بإطلالتك المتصفح وحروفه
والحمد لله أن أكرمني بمن صفق لحرفي المتواضع
وحمدًا أخرى وليست أخيرة أن الوجع في النص لم يمس مروركَ العطر
وعساه الغياب خير !
يرعاكَ ربي أخي ويحفظكَ
د. نجلاء طمان
31-05-2008, 03:27 PM
من نور إلى نور هدية نتمناها لأنفسنا بوركت
ونوركَ غيب النورين
يرعاكَ ربي أخي العزيز
د. نجلاء طمان
17-07-2008, 01:04 PM
أكل هذا جمال ؟! وكل هذا نزف وردة جريحة ؟!
أكل هذه الروعة ؟؟ من صدق المشاعر ودفء الاحاسيس ؟!
د. نجلاء .. حقا ً
رسمت للدمع خارطة .. كي يبكي معك القارئ ..
كنتِ صادقة ومعبرة بشكل دقيق
واديبة بارعة ..
بالغ احترامي لك .ز وامتناني لهذا الحرف الجميل
ميـــــــــــنا
رسمتُ للدمع خارطةً, والجرح أرضي وموطني
لكنني لم أقصد أبدًا أن يبكي قارئي معي
صدقًا لم أقصد ....
هو فقط القلم ينسى أحيانًا فخرج عن صمته
ويئن..
هو القلم ... !!
...........
شكرًا لمروركِ بالقربِ من كل هذا الألم
يرعاكِ الله أبدًا
د. نجلاء طمان
16-09-2008, 10:17 PM
نجلاء.......
تعبرين القلب بجمال الوجع وفاكهة اللغة........
أي نزف هذا يطرق الورد الجميل............ريح نائحة ترقص
فوق جبين الصباحات يا وجعا أحسسته في الهدب
شكرا يا نجلاء لجمال حرفك
ولهديتك الى حبيبة القلب الرائعة نور
محبتي لكما
ضحى
هل تعلمين كيف أشتاقكِ
لا بأس
كوني بكل الخير
يرعاكِ الله
وعذرًا إن ابتلعني النرجس
عذرًا
علي عطية
17-09-2008, 12:30 AM
الفاضلة دكتورة نجلاء
بحق أقف أمام نصك العظيم لأجدني مغيب في شذاه الفياح
وأجدني نهم التذوق لحد الادمان
لكم كانت رائعة قراءتك الفريدة هذه
أرى وردة ما أبهاها تنثر شذاها حول وليدتها البريئة عضة الشذا وبعطرها البكر تأبى أن تلوذ بأمها وبنسيم الوردة الحنان تنثر الأم سياج حكمتها حولها وتدق خيمة حبها ليسكنها العبير البكر ولكنه عشق نسيم العشق وأغراها تلذذ العابثين بمحياها النضر
ولكن قلب العبير وأم الشذا لا تستلم وتترك وليدتها الصغيرة حتى بعد الفطام ولو تمرد منها الجمال لكثرة فراش رحيقها فتبقى عندها لو ودعت كل الشذا حتى الوداع الأخير تبقى بنورها تدثر روحها المتمردة وتبلل وجهها بندى شذاها الزكي
لقلب الورد وأم الورد أنت
دمت وردة ودامت وردتك الصغيرة في جوارك
أسعدني أني كنت هنا
بشذا الريحان ونسيم الياسمين
نتعطر من شذاكم
دمتم ببيان وحكمة بالغة
أبو عباد
د. نجلاء طمان
25-11-2008, 09:00 PM
نجلاء.......
تعبرين القلب بجمال الوجع وفاكهة اللغة........
أي نزف هذا يطرق الورد الجميل............ريح نائحة ترقص
فوق جبين الصباحات يا وجعا أحسسته في الهدب
شكرا يا نجلاء لجمال حرفك
ولهديتك الى حبيبة القلب الرائعة نور
محبتي لكما
يا وجعًا أحسسته في الهدب!
توقفتُ هنا كثيرًا ضحى
وصمتُ
عذرًا لصمتي
فقط كوني بخير غاليتي
يرعاكِ الله
فاطمه عبد القادر
26-11-2008, 02:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما زال لديها د نجلاء
ما زال لديها كل الشذى وكل العطر وكل الرحيق
كيف تذوقنا الشهد المنهمر من قلمها اذا؟؟؟
وكيف اسكرتنا نسائمها المعطرة؟؟؟
:011:
ماسة
سالى عبدالعزيز
25-12-2008, 08:53 PM
هذا النص من اجمل ما قراءت طول حياتى
اشكرك دكتورة نجلاء على ابدعك وتميزك
تحياتى واحترمى
سالى
محمد الأمين سعيدي
25-12-2008, 09:03 PM
الله الله ...
نص جميل ...
أعجبني التنقل فيه من واحة قولية إلى واحة قولية أخرى تشبهها وتختلف عنها..
إن الحرف حين يتجرد من ثيابه المألوفة يُصبح حرفا حقا..
تقبلي مرور الخفيف..
شكرا
د. نجلاء طمان
06-03-2009, 12:21 AM
الدكتورة نجلاء.......
نص جميل من حيث اللغة والبنية ، فيه اشتغال جميل على الصورة ، والاهتمام بمكونات الصورة من حيث الرؤية الاحادية التي تشابها بعض الازمات ، وقد اجدت تفريغ ما يجوب فكرك .
دمت بخير
جوتيار
الأديب جوتيار تمر ......
شكرًا لمروركَ الكريم.
تقديري
د. نجلاء طمان
16-05-2009, 09:04 PM
أخيتي الراقية د. نجلاء
ليت لي هنا عصا قصاص تجفف الحزن وترسم هالة نور فلعلّها تحتوي العبير
وتشرق معه بالدفء ورود
تحياتي واعجابي بنبضك المرهف وقلمك المعبر الراقي
وكل عام وأنت بخير
عصا القصاص في دنيانا هي للمظلوم مسلطة على رقبته, وليست للظالم!
ربما لم أعد أحتاجها كذي قبل غاليتي
فرحمة من الله تكفيني
محبتي وتقديري يا غالية
حسنية تدركيت
16-05-2009, 10:25 PM
رائعة بحق أختي الأديبة نجلاء
أحسست بالألم ولكنه ألم شامخ وصامد
شكرا لك أختي الغالية
يحيى مراد
20-05-2009, 11:40 AM
تراتيل بللتها مدامع وأماني
حركتها أشجان القلب الدامي
لا هديةً أغلى من قلبٍ ينبضُ بالحب
تشرقُ من بين الضلوع أحلامه
يرسمُ الأملُ بسنا الأحلامِ
تغنيت فأبدعتِ
وعلى اوتار اللقاء اطربت
وللوصف اتقنتِ
وبالكلمات تفننت
لله دركِ
:
سيدتي / د: نجلاء طمان
:
اسعدني ان اكون بين روائعك
يسلم قلمك وقلبك
\
/
\
كوني بخير دوما
د. نجلاء طمان
11-02-2010, 02:30 AM
سلام ربّي عليكِ ورحمتـه وبركاتـه
تحيـة تنسكبُ دعاءً
نجلاء،
لمْ تجفَّ الوردةُ بعـدُ، ولن تجفّ أبداً بإذن اللـه,. كيفَ تجفُّ ومولاها حافظُهـا ووليّـهـا ؟! هو سبحانـه مَنْ وهَبَهـا الحياةَ، وأنعـمَ عليها بالعطرِ والنقاء والعطـاء، أيُضيّعُهـا خالقُهـا وهو أرحم الراحمين ؟ كلاّ وربّي كلاّ وألف !
ثمـة شجرة خضراء يا نجلاء في ركنِ النفس القصيّ، شجرة اعتـادتْ كلّما أطلّ جُـرْحٌ قان، أنْ تُقلّـمَ مخالبَـه، أنْ تصنع من خضرتها ألف طبقِ حيـاة للكلمـى ! قد سمعتُها ذاتَ ليلـة يا نجلاء، تُسرّ لطيرٍ سكنَ غصنها قائلـةً: خذْ من خضرتي ألواناً، وارسمْ بهـا لوحـةً بريشةِ صبرٍ، فهي الريشة الوحيدة التي لا تنكسر، ثمّ ثبِّتْ اللوحـة بعد ذلكَ على جدران قلبـك، وبصرُكَ لايفارقُ الأفق حامداً شاكراً، حتّى وإنْ افترّ ثغرك عن ابتسامة مبتلّـة !
أطالَ ربّي عمرَ الوردة في طاعتـه، وحماها من كلّ سوء، وجعلَ عطرها النقيّ كما هوَ، زكيّاً نفّاذاً ..
ما خابَ صابرٌ وما خسرَ ! قلبي وداعواتي مع الوردة ..
خالص محبّتي :0014:
وألف طاقة من الورد والندى
أسماء يا نبض الورد
هو الصبر ما زال يرسمني وأرسمه ألوانًا
وهو الشوق ما زال يئن في المسافات بيننا
كوني بخير يا نبض الوردة
حبي وشوقي
ثائر الحيالي
24-04-2010, 04:34 PM
اقتباس لكامل النص
الأستاذة القديرة د . نجلاء طمان
عودة لحرف يزرع الف وردة ووردة ..في رياض الأبجدية ..
سلمت ِ..وسلم مدادك ِ
محبتي
آمال المصري
25-04-2010, 06:53 AM
كيف جفت الوردة وهي تحمل كل هذا الرحيق ؟
كلماتك سيدتي رغم الألم الذي يكسوها
إلا أنها جعلتني أحني حرفي وقلمي تبجيلاً
أشهد أنك مَدْرسة نتعلم وننهل منها كيف يكون الإبداع
تقديري ومحبتي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir