رقية علي الحارثية
03-01-2008, 11:00 AM
ثُمَّ لَمْ يَمْسَسْهُ الْمَوتْ !
[
]
http://www.friendsoflight.com/pp/data/500/thumbs/1961770240_3387ebd638_o.jpg
" عاشَ حَياتَه المِقْدامَةَ الْعَظيمَةَ ، وَشِعارُهُ :
(اللهُ ، والجَنَّةُ ) ! "
خالِد مُحَمَّد خالِد
[
]
[
بَدْءًا مِنَ الْمَوْتِ أَرْخَى العُشْبُ سُتْرَتَهُ=ظِلاً ، إلى قَلْبِهِ الْمَوْعودِ يَنْجَرِفُ
آتٍ ، يُوَسِّعُ مِلءَ الضَّوْءِ رائِحَةً=للحُلْمِ حَيْثُ مَرايا الْحُبِّ تَنْكَشِفُ
مُذْ كَدَّسَ النَّأْيُّ فِي أوْقاتِ عُزْلَتِهِ=يَمامَ دَمْعٍ وَشَى عَنْ سِرِّهِ الشَّغَفُ
كانَ الْمَكانُ كَصَحْوِ الْوَرْدِ مُكْتَنِزًا=بالصُّبْحِ لَمْ تَنْتَزِعْ أنْفاسَهُ السُّدَفُ
هُناكَ يُفْلِتُ مِنْ ضِلْعِ الْمَدى طَرَفٌ=مِنَ البَياضِ ، لِفَرْطِ الْوَجْدِ يَرْتَجِفُ
مُغامِرٌ تَحْتَ سَقْفِ اللهِ في دَمِهِ=طَيْرُ الْحَنينِ الَّذي ما مَسَّهُ التَّلَفُ
لا شَيءَ يَقْتَنِصُ الآياتِ إنْ بَسَطَتْ=جَنَّاتِها ، لِزوايا الْجَوْفِ تَنْعَطِفُ
يجيءُ غيْمًا ، يَعُبُّ الْماءَ مُنْشَرِحًا=مِنَ الصَّلاةِ ، فِخاخُ اليُبْسِ تَنْصَرِفُ
تَزلُّفًا لَفَّ في المَسْرى عِمامَتَهُ=وَالْمَوْتُ فِي طُهْرِها المَطْوِيِّ يَلْتَحِفُ
يُمَسِّدُ الرُّوحَ في كُرْسيِّ خَلْوَتِهِ=بِرَشَّةٍ مِنْ جِرارِ الذِّكْرِ تُغْتَرَفُ
وَالعابِرونَ زوايا الظِّلِّ تُرْبِكُهُم=قِيامَةُ الْفَجْرِ ، في عيْنَيْهِ تُكْتَشَفُ
هُوَ المُؤَبَّدُ شُطْآنًا مُمَدَّدَةً=تُحاصِرُ التِّيهَ ، يَذْرو خَطْوهُ الصَّدَفُ
لِمَنْ يَحُثُّ وَطيْشُ الرِّيحِ يَلْحَقُهُ=بَيْنَ الدَّقائِقِ ، لا يَنْأى وَلا يَقِفُ ؟!
تَفَصَّدَ الْقَلْبُ مِنْ لَسْعِ اللُّهاثِ هَوًى=وَشَفَّ عَنْ دَمْعَةٍ في الْعِشْقِ تَعْتَكِفُ
لَمَّا تَبَخَّرَ سِرْبُ الْحُلْمِ مِنْ يَدِهِ=كَحَفْنَةِ الْغَيْمِ ، مَطَّ الشَّهْقَةَ الأسَفُ !
ما أبْطَأَ الْوَقْتَ ! جَفَّتْ في أصابِعِهِ=حَلاوَةُ الْعيدِ والأيَّامُ تَعْتَرِفُ
يَمْشي بِفانوسِهِ يَجْتَرُّ قافِلَةً=مِنَ الْحَنينِ وَنَخْلُ الدَّمْعِ يَأْتَلِفُ
كَأَنَّ نُزْهَتَهُ الْخَضْراءَ يَحْلِجُها=عَنِ النُّشوءِ رُؤًى فِي الْغَيْبِ تَنْتَصِفُ!
(حَديقَةُ الْمَوْتِ)مَرَّتْ كَالسَّلامِ عَلَى=فُؤادِهِ بُرْهَةً مُذْ أذَّنَ الْهَدَفُ
ما زالَ يَغْطسُ في غاباتِ فُسْحَتِهِ=صَهيلُ أمْنِيَّةٍ بالدَّمْعِ يَنْقَذِفُ
ماذا يُوَحِّدُ بِالصَّوْتِ الَّذي ارْتَعَشَتْ=أمْواجُهُ في حُروفٍ خَفْقُها (أَلِفُ)؟!
اخْلَعْ فُؤادَكَ في الْفِرْدَوْسِ مُنْحَسِرًا=عَنْ بُحَّةِ الْعُمْرِ ، تأْوي نَبْضَكَ الْغُرَفُ
إنْ باغَتَ اللَّيْلُ ذاكَ الْيَوْم في عَجَلٍ=كَفَّيْكَ ، عَنْ مُرْتَجاكَ الْعَذْبِ يَنْصَرِفُ
هشاشَةُ الْجُرْحِ لَوْ مَدَّتْ شَرائِعَها=لَنْ تَقْضِمَ الرُّوحَ ، فِي أبْهائِها الصُّحُفُ
تَسَلَّلَ الْمَوْتُ ، أَحْنى الطِّينُ رَغْبَتَهُ= لَمَّا تَهاوى وَظنَّ الحُبّ يُقْتَطَفُ
عَبَرْتَهُ ثُمَّ لَمْ يَمْسَسْكَ طائِرُهُ =يَجيءُ مِنْ صَحْوِكَ الْمَنْشورِ يَرْتَشِفُ
كَما تَشاءُ ، تأبَّطْتَ الْخُلودَ وفي= عَيْنَيْكَ فَجْرٌ عَنِ الْمَنْسوجِ مُخْتَلِفُ !
هَلْ عَدَّلَ الْمَوْتُ لِلأحْشاءِ بَوْصَلَةً=مَحْشُوَّةً تَعَبًا والدَّرْبُ يُخْتَطَفُ ؟!
رُقَيَّـةْ
[
]
http://www.friendsoflight.com/pp/data/500/thumbs/1961770240_3387ebd638_o.jpg
" عاشَ حَياتَه المِقْدامَةَ الْعَظيمَةَ ، وَشِعارُهُ :
(اللهُ ، والجَنَّةُ ) ! "
خالِد مُحَمَّد خالِد
[
]
[
بَدْءًا مِنَ الْمَوْتِ أَرْخَى العُشْبُ سُتْرَتَهُ=ظِلاً ، إلى قَلْبِهِ الْمَوْعودِ يَنْجَرِفُ
آتٍ ، يُوَسِّعُ مِلءَ الضَّوْءِ رائِحَةً=للحُلْمِ حَيْثُ مَرايا الْحُبِّ تَنْكَشِفُ
مُذْ كَدَّسَ النَّأْيُّ فِي أوْقاتِ عُزْلَتِهِ=يَمامَ دَمْعٍ وَشَى عَنْ سِرِّهِ الشَّغَفُ
كانَ الْمَكانُ كَصَحْوِ الْوَرْدِ مُكْتَنِزًا=بالصُّبْحِ لَمْ تَنْتَزِعْ أنْفاسَهُ السُّدَفُ
هُناكَ يُفْلِتُ مِنْ ضِلْعِ الْمَدى طَرَفٌ=مِنَ البَياضِ ، لِفَرْطِ الْوَجْدِ يَرْتَجِفُ
مُغامِرٌ تَحْتَ سَقْفِ اللهِ في دَمِهِ=طَيْرُ الْحَنينِ الَّذي ما مَسَّهُ التَّلَفُ
لا شَيءَ يَقْتَنِصُ الآياتِ إنْ بَسَطَتْ=جَنَّاتِها ، لِزوايا الْجَوْفِ تَنْعَطِفُ
يجيءُ غيْمًا ، يَعُبُّ الْماءَ مُنْشَرِحًا=مِنَ الصَّلاةِ ، فِخاخُ اليُبْسِ تَنْصَرِفُ
تَزلُّفًا لَفَّ في المَسْرى عِمامَتَهُ=وَالْمَوْتُ فِي طُهْرِها المَطْوِيِّ يَلْتَحِفُ
يُمَسِّدُ الرُّوحَ في كُرْسيِّ خَلْوَتِهِ=بِرَشَّةٍ مِنْ جِرارِ الذِّكْرِ تُغْتَرَفُ
وَالعابِرونَ زوايا الظِّلِّ تُرْبِكُهُم=قِيامَةُ الْفَجْرِ ، في عيْنَيْهِ تُكْتَشَفُ
هُوَ المُؤَبَّدُ شُطْآنًا مُمَدَّدَةً=تُحاصِرُ التِّيهَ ، يَذْرو خَطْوهُ الصَّدَفُ
لِمَنْ يَحُثُّ وَطيْشُ الرِّيحِ يَلْحَقُهُ=بَيْنَ الدَّقائِقِ ، لا يَنْأى وَلا يَقِفُ ؟!
تَفَصَّدَ الْقَلْبُ مِنْ لَسْعِ اللُّهاثِ هَوًى=وَشَفَّ عَنْ دَمْعَةٍ في الْعِشْقِ تَعْتَكِفُ
لَمَّا تَبَخَّرَ سِرْبُ الْحُلْمِ مِنْ يَدِهِ=كَحَفْنَةِ الْغَيْمِ ، مَطَّ الشَّهْقَةَ الأسَفُ !
ما أبْطَأَ الْوَقْتَ ! جَفَّتْ في أصابِعِهِ=حَلاوَةُ الْعيدِ والأيَّامُ تَعْتَرِفُ
يَمْشي بِفانوسِهِ يَجْتَرُّ قافِلَةً=مِنَ الْحَنينِ وَنَخْلُ الدَّمْعِ يَأْتَلِفُ
كَأَنَّ نُزْهَتَهُ الْخَضْراءَ يَحْلِجُها=عَنِ النُّشوءِ رُؤًى فِي الْغَيْبِ تَنْتَصِفُ!
(حَديقَةُ الْمَوْتِ)مَرَّتْ كَالسَّلامِ عَلَى=فُؤادِهِ بُرْهَةً مُذْ أذَّنَ الْهَدَفُ
ما زالَ يَغْطسُ في غاباتِ فُسْحَتِهِ=صَهيلُ أمْنِيَّةٍ بالدَّمْعِ يَنْقَذِفُ
ماذا يُوَحِّدُ بِالصَّوْتِ الَّذي ارْتَعَشَتْ=أمْواجُهُ في حُروفٍ خَفْقُها (أَلِفُ)؟!
اخْلَعْ فُؤادَكَ في الْفِرْدَوْسِ مُنْحَسِرًا=عَنْ بُحَّةِ الْعُمْرِ ، تأْوي نَبْضَكَ الْغُرَفُ
إنْ باغَتَ اللَّيْلُ ذاكَ الْيَوْم في عَجَلٍ=كَفَّيْكَ ، عَنْ مُرْتَجاكَ الْعَذْبِ يَنْصَرِفُ
هشاشَةُ الْجُرْحِ لَوْ مَدَّتْ شَرائِعَها=لَنْ تَقْضِمَ الرُّوحَ ، فِي أبْهائِها الصُّحُفُ
تَسَلَّلَ الْمَوْتُ ، أَحْنى الطِّينُ رَغْبَتَهُ= لَمَّا تَهاوى وَظنَّ الحُبّ يُقْتَطَفُ
عَبَرْتَهُ ثُمَّ لَمْ يَمْسَسْكَ طائِرُهُ =يَجيءُ مِنْ صَحْوِكَ الْمَنْشورِ يَرْتَشِفُ
كَما تَشاءُ ، تأبَّطْتَ الْخُلودَ وفي= عَيْنَيْكَ فَجْرٌ عَنِ الْمَنْسوجِ مُخْتَلِفُ !
هَلْ عَدَّلَ الْمَوْتُ لِلأحْشاءِ بَوْصَلَةً=مَحْشُوَّةً تَعَبًا والدَّرْبُ يُخْتَطَفُ ؟!
رُقَيَّـةْ