المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القطار قصة قصيرة جدّا بقلم سعيد محمد الجندوبي



سعيد محمد الجندوبي
05-01-2008, 11:52 PM
القطار
انطلق القطار يطوي الأرض طيّا، ليفرزها خطّا أسودا يمزّق رماديّة سماء ضواحي باريس..
اخترق المساحات الإسمنتيّة، وسط قطع متفرّقة من الضباب..
داخل العربة، ساد صمت جنائزي ، وعلا الوجوه شحوب المدن الكبرى..
امرأة، وقفت متردّدة على عتبة سنّ اليأس.. في ركن قصيّ، التصق خدّها المبلّل، ببرد زجاج النّافذة.. على كتفيها انسدل حقل من الذّهب المتموّج تحت أشعّة فانوس كهربائي، التصقت بعض من خصلاته بالخذّ المبلّل وببرد زجاج النّافذة..
تبدّت عليها معالم ماض قريب، عريق في الجمال..
كانت تبكي..
ضمّت إلى صدرها كتاب مغلق.. انعكست صورة غلافه على زجاج النّافذة: "كيفيّة الإنتحار"*.
كان القطار لا يزال يطوي الأرض طيّا، عندما صفع برد متسلّل كالحيّة من أحد الأبواب، شحوب المدن الكبرى..
ومزّق رمادية سماء ضواحي باريس.. خطّ أحمر..
*suicide : mode d'emploi

أشرف عبد الكريم
06-01-2008, 12:09 AM
الجندوبي
ما بين قطارك وقطار تيمور في القرن الماضي مرت القصة العربية بمحطات كثر ، وطالما مثلك مازال يمسك بالقلم فلا خوف على إبداعنا القصصي ، ولعل لا يأتي يوم على خط تواصل الجميل وقد استحال - ككل أحلامنا - إلى خط أحمر
تقبل تحياتي وتقديري

سعيد محمد الجندوبي
06-01-2008, 12:20 AM
الجندوبي
ما بين قطارك وقطار تيمور في القرن الماضي مرت القصة العربية بمحطات كثر ، ولأن مثلك مازال يمسك بالقلم فلا خوف على إبداعنا القصصي ، ولعله لا يأتي يوم على خط تواصلنا الجميل وقد استحال - ككل أحلامنا - إلى خط أحمر
تقبل تحياتي وتقديري


أخي العزيز أشرف

أشكرك على مرورك اللّطيف وعلى اشاراتك الذكية الفطنة

مع محبّتي

سعيد محمد الجندوبي

جوتيار تمر
06-01-2008, 12:31 AM
الجندوبي المبدع.....
احيانا يلتقط المتلقي سطرا او كلمة فيدور حولها ويحاول فك رموزها ، ووجدت نفسي هنا ادور حول (تبدّت عليها معالم ماض قريب، عريق في الجمال..) حيث اعادة الى ذهني بعض تراتيل الماضي السحيق ، وكيف اصبحنا نحن في لاحاضر المؤجع نحلم ونبني الاحلام عليه .

موغل نصك وجميل

محبتي لك
جوتيار

حسام القاضي
06-01-2008, 12:33 AM
أخي الفاضل الأديب / سعيد محمد الجندوبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصتك مكثفة وسريعة ..
قصة تدل على قاص متمكن من أدواته..
رأيت فيها قطار المدنية الذي يدهس في طريقه
الطبيعة ، ويخلف خلفه الخراب والدمار والوحشية
فلا يدع مجال لتلك الطبيعة ( الانسانية ) سوى الانتحار.

عمل أكثر من رائع.
تقبل تقديري واحترامي.

ابن الدين علي
06-01-2008, 10:27 PM
اخي سعيد
رائع هذا المزج بين القطار في سرعته الرهيبة و كأنه يمثل للمرأة دورة الحياة في طيه للأرض طيا .. لا يتوقف عند محطة إلا ليغادرها بسرعة أقوى و لا يترك الفرصة للمتأمل أن يتأمل و بين المرأة الآسفة على ماضيها الحافل الخائفة بل الهاربة من حاضرها ...

صبيحة شبر
08-01-2008, 09:04 PM
الأخ العزيز سعيد محمد الجندوبي
مزج رائع بين سير القطار السريع ومضي سنين العمر
حيث الجمال الباهر يخلف وحدة ورغبة في الانتحار
مهارة في القص تثير الاعجاب

سعيد محمد الجندوبي
09-01-2008, 01:24 AM
الجندوبي المبدع.....
احيانا يلتقط المتلقي سطرا او كلمة فيدور حولها ويحاول فك رموزها ، ووجدت نفسي هنا ادور حول (تبدّت عليها معالم ماض قريب، عريق في الجمال..) حيث اعادة الى ذهني بعض تراتيل الماضي السحيق ، وكيف اصبحنا نحن في لاحاضر المؤجع نحلم ونبني الاحلام عليه .
موغل نصك وجميل
محبتي لك
جوتيار

أخي العزيز جوتيار

حظورك وقرائتك للنصوص لهما دوما نكهة خاصة

مع محبتي واحترامي

سعيد محمد الجندوبي

عدنان القماش
10-01-2008, 12:26 PM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم سعيد الجندوبي

قصة جميلة ومعبرة...أول ما جذبني إليها العنوان، حيث أني ممن يعشقون القطارات...
والقطار في فن القصة - كما أشار أخونا أشرف - له دلالات وسحر عند كثير من الكتاب...مثل قصة القطار لتيمور. وكان لي محاولة متواضعة - ولا أعتبر نفسي كاتبا - تحمل نفس العنوان أيضا "القطار"

ولكن قطارك مميز وحمل الكثير من التوتر عند شخصية تعاني الكثير بداخلها، لا يهم مما تعاني، ولكني شعرت بمعانتها، وتركتني اقلب أوراق نفسي...لأبحث عن سر المعاناة ، ربما حسرتها على ماضيها الذي يحمل الجمال...

دمت لنا مبدعا....:001:

وأرجو أن تعذرني في تعليقي البسيط الذي لا يتناسب مع جمال قصتك...

وصلي اللهم على سيدنا محمد وأهله وصحبه وسلم

سعيد محمد الجندوبي
10-01-2008, 01:04 PM
أخي الفاضل الأديب / سعيد محمد الجندوبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصتك مكثفة وسريعة ..
قصة تدل على قاص متمكن من أدواته..
رأيت فيها قطار المدنية الذي يدهس في طريقه
الطبيعة ، ويخلف خلفه الخراب والدمار والوحشية
فلا يدع مجال لتلك الطبيعة ( الانسانية ) سوى الانتحار.
عمل أكثر من رائع.
تقبل تقديري واحترامي.



أستاذي الكريم الدكتور حسام القاضي

أعتز بقراءتك النافذة الى أغوار النص
لقد فتحت عليه نوافذ جديدة
أشكرك جزيل الشكر

مع محبتي وتقديري

سعيد محمد الجندوبي

سعيد محمد الجندوبي
10-01-2008, 01:06 PM
اخي سعيد
رائع هذا المزج بين القطار في سرعته الرهيبة و كأنه يمثل للمرأة دورة الحياة في طيه للأرض طيا .. لا يتوقف عند محطة إلا ليغادرها بسرعة أقوى و لا يترك الفرصة للمتأمل أن يتأمل و بين المرأة الآسفة على ماضيها الحافل الخائفة بل الهاربة من حاضرها ...


العزيز ابن الدين علي

قراءة عميقة للنص أعطته آفاقا جديدة

كل الشكر والتقدير

سعيد محمد الجندوبي

سعيد محمد الجندوبي
18-01-2008, 03:05 AM
الأخ العزيز سعيد محمد الجندوبي
مزج رائع بين سير القطار السريع ومضي سنين العمر
حيث الجمال الباهر يخلف وحدة ورغبة في الانتحار
مهارة في القص تثير الاعجاب

العزيزة صبيحة شبر
أشكرك على مرورك الجميل وعلى كلماتك الطيبة

مع محبتي

سعيد محمد الجندوبي

مازن سلام
21-01-2008, 03:55 PM
السيد سعيد محمد الجندوبي المحترم

وصف المكان كان دقيقاً كأنـّنا كنـّا في قطار القصة...

أسلوب جميل , يختصر الصورة بمفردات دقيقة.

كل التحية
مازن سلام
.....

ضمّت إلى صدرها كتاب مغلق.. / كتاباً مغلقاً.

سعيد محمد الجندوبي
23-01-2008, 09:39 PM
السيد سعيد محمد الجندوبي المحترم

وصف المكان كان دقيقاً كأنـّنا كنـّا في قطار القصة...

أسلوب جميل , يختصر الصورة بمفردات دقيقة.

كل التحية
مازن سلام
.....

ضمّت إلى صدرها كتاب مغلق.. / كتاباً مغلقاً.


أخي مازن،

طبيعي أن يتفاعل الباريسي مع هذه الأقصوصة بمثل ما تفاعلت به أنت.. فهو يرى يوميّا مثل هذا المشهد!

أشكرك جزيل الشكر على المرور وعلى الملاحظة

مع محبّتي لصديق لم أره منذ سنوات!

سعيد محمد الجندوبي

آمال المصري
02-02-2014, 12:49 PM
وكأنه قطار العمر يمضي سريعا يأخذ معه ما يأخذ من جمال وزهو وعمر لولا يتوقف
بريشة فنان مبدع كانت تلك الجميلة تصويرا وحرفا وفكرا
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
02-02-2014, 10:04 PM
قاص متمكن وإطار قصي زانه التكثيف
والرمز بدلالاته الفكرية الموحية
بوركت ـ ولك تحياتي.

ربيحة الرفاعي
06-07-2014, 09:17 PM
مهارة في تأثيث النص بالرمز الموظف خادما للفكرة ورسالتها، وعناصر المشهد المهيئة بساطا وأدوات للحدث، والمناغمة بينها بما تلتقي معه العناصر جميعا لتوصيل مراد الكاتب من النص ..

وأتساءل
كيف يصفع البرد المتسلل من الباب شحوب المدن الكبرى والأصل بفتح الباب ان يصفع المقصورة !
وكيف يمزق الخط الحمر سماء ضواحي باريس والأصل أنه يسفح على أرضها!

كان النص حقيقا ببعض عناية بلغته

دمت بخير

تحاياي