مشاهدة النسخة كاملة : الركض في الضباب
د. علا حسان
08-01-2008, 10:05 AM
الركض في الضباب
العالم تائه فيه الحسن يا زوجتي!
ارتمت عيناه فوق زرقة البحر الصافية ، فمنذ زمن بعيد لم ير ارتعاشتها الرشيقة، لم يصغ لأمواجها المتهافتة ، لم يقف خارج دائرة وجوده .
نبض الأعوام يتدفق كالسيل جارفا الذكريات والأمنيات ، خطوه لاهث ، أنفاسه متلاحقة. الدعة قلق ، والسكينة فناء ، والصمت انقطاع عن العالم ، والقلب في عناء ، أيما عناء!* ذاب في أتون العمل المتواصل وانصهر ، وها هو يجلس أمام البحر متبتلا ليبصر الأفق وقد التصق بسطح مياهه في غموض وانزواء ، والخريف تتساقط أوراقه فتعانق أديم الأرض في هوان وانكسار .
بينما يضرب النسيم جذوره الراسخة فتنفض عن أطرافها وسن النسيان وتتذكر ، للرتابة ظل في كل ركن ، في كل غرفة ، في كل وجه ، يعود الى بيته ، لم تعد بعد من عملها .. في زمن مضى من أعوامهما الأولى كان ينتظر، ينتظر عودتها..
- اشتقت إليكِ
- أنا أكثر
- ماذا أعددت على الغذاء؟
- تعال لترى بنفسك
في كثير من الأحيان نضن على أنفسنا بالسعادة ونرشف كؤوس الهموم في غبطة.
دلف إلى المطبخ ، تناول غداءه البارد في صمت ..
سرعان ما تفقد الأشياء حرارتها ونسأم معانيها .. ضقت بالغضب، خصام يتبعه صلح وصلح يليه خصام ، مللت مرور الأيام بين راحتيك في صرامة وحزم ، وكأن الحب لم يعد جديرا بحياتنا ، لم يعد يليق بسنوات عمرنا * !
تسارع يده إلى وجنتيها لتمسح عنهما الغضب، ولكن الدلال يتفحم فيملأ أزمنة الحب ويزحم أروقة القلب ، ولم يبق متسع، وجمالك تتراكم فوقه طبقات من إهمال وانشغال وحنق وغضب وثوم وبصل وجد وعمل ، والليل موحش مقفر، والعالم تائه فيه الحسن يا زوجتي! فيجذبني في عنف ويشدني في حدة فلا أتراجع ولا أملك قوة الرفض. ومعالم الأشباح تتراءى لي حسنا ثريا والرغبات تستوي ألما حيا،وكبرياؤك فارغ أجوف والإحساس بك مسلوب معدوم ، والعالم تائه فيه الحسن يا زوجتي!
مولع بأمس ذكراه قريبة يود لو .. يستبقيه ، ويعجب لشعوره أن تغيرا ما يحدث ! ما الذي تغير ؟ شعيرات بيضاء ؟ ينظر في المرآة مرة بعد أخرى ، يسابق قلبه أياما مهرولة ويحن الى لحظات مقطرة بندى الحب .. إلى غناء قديم .
غادر البيت عائدا إلي عمله ، شيء ثقيل يجثم فوق الصدر فيختنق الشهيق وتشتاق العين ، ويهفو الإحساس ويطير الخيال محلقا متجاهلا ، وأنساك يا زوجتي ، فغضبك بغيض ونفورك كريه ، لم تعد يدي تقترب من وجنتيك لتمسح عنهما الغضب ، ويأنس الى حلاوة المرح .
العاشرة مساء ، البيت مظلم ، لا صوت ، ضوء خافت يطل من غرفة ريم ودانا، وضع أكياس الخبز فوق المنضدة متجها صوب غرفتهما محاذرا أن يحدث صوتا ، تغطان في سبات ناعم ، وزوجته بجانبهما نائمة ، استدار وغضب يستبد به .. نبض الفؤاد يتضاءل ويصيبه أرق مهمل .. دائما.. لا أحد ؟
ضغط على زر التلفاز نافخا ، العالم تائه فيه الحسن يا زوجتي ، والألم لاتحصره جدران الجسد ، سحب تتجمع ورياح تقبل وأمطار لا تسقط ، ترك المكان خاليا ، والتلفاز دائرا ، وانطلق الى الطريق ، برودة الهواء تخفف جفاف الحلق وحرارة القلب لا تبرد ، لن أدور في دوامات صفحك ورضاك ، لن أسعى لدلالك ارتجيه.
في فراغ الصخب أحتسي قطرات سعادة بها لا تشعرين ، في حمأة المجهول أمضي ولا تنظرين فأبقي حيث أنت معهما وأنا عندك لا وجود لي ، كأنما حملتك فوق جناحي إلى مكان تعشقينه ثم أبديت شكرا وحبا ووليت عني إلى صغيرتين أحبهما ، لاهية بهما ، وكلما رأيتني تحجبينني عن عينيك .. وماذا تنتظرين ؟ أن أقدم فروض الصدق والولاء وما زلت في سذاجة دلالك ترفلين ؟!! هيهات فالعالم تائه فيه الحسن عزيزتي!
استيقظ مثقل الرأس ، ورنين المنبه يدوي ، لا أحد ، خرجن جميعا هي إلى عملها ، وابنتاه إلى مدرستهما ، للقلب أهواء تستعبده ما ذلك العناء يا قلبي! ما ذلك العناء؟
لو يتغير اللون ، ويحمل أريج كل لحظة مذاقا مختلفا ، لو ألتفت فأراني فوق عرش ذهبي وأركلك بعيدا، أنبذك في قسوة ، لو تتغير الأشياء * !
يتجه صوب المنضدة ليتناول إفطاره الذي أعدته زوجته، والغضب في عمق النفس خمار ملتهب ، والكيان نزوع قائم .. وإذا بوريقة بجانب فنجان الشاي ، رأى مثلها من قبل ، تحترق رغبة وتبرد أمنيات حارقة ، ويقرؤها في تمعن :
شكرا يا بابا على الخبز
ربنا يخليك لنا
ريم ، دانا ..
فيمضي إلى عمله مترعاً بالحب !!
علا حسّان
نشرت في جريدة القبس الكويتية في 7/2/ 1996 .
جوتيار تمر
08-01-2008, 08:21 PM
المبدعة علا..
عنوان صاخب ، غارق في الضبابية ، ركض لاينتهي ولن ينتهي..نص مليء بالصور الآسرة..غارق في فضاء اللغة الإبداعية الواعية التي تعري الرؤية الفنية العميقة ..الحركة الداخلية المتنامية للشخصية والتي تتوازى مع حركة خارجية تتغير فيها المواقف،الأمكنة،الوجوه،ال لحظات ،جسدت نموا دراميا متراكبا مميزا للنص.. تبدأ الشخصية في المسك بالخيوط المتشابكة التي تقيد أعماقه، لتبحث عن باب لتنجو من دوامة اللااستقرار الذاتي الوجداي،فتستحضر الصور مع الاخر في مشهد درامي ،وتبدأ الاحاسيس بتفعيل المكنون الملصق في اللاوعي ، فينتعش ولكن سرعان ما تطيح الواقعية بالصور تلك فيعود الى دوامة لانهاية لها ، و في النهاية يبحث عن الخلاص عبر أجنحة مثقلة بالضوء نحو حرية ينشدها / انعتاق / تلاشي / لكنه يجابه بصورة سامية مليئة بالبراءة فتغمد تلك الصور ثورته وهيجانه ، فيعود كالطفل الى احضان الحياة.
دمت بخير
محبتي
جوتيار
خليل حلاوجي
09-01-2008, 08:41 AM
وأنا عندك لا وجود لي
تضعنا الأديبة هنا أمام مرآة ... نأبى أن نرى من فوق سطحها الصقيل فواجع وفوازع وقوارع .. واقعنا
ثم تقترح حلاً مدهشاً ... التأمل في وجه البحر الصقيل كأنه مرآة روحنا
\
هذا نص ثري ونقي
حنان الاغا
09-01-2008, 11:46 AM
ونص مترع بالشاعرية والحب حتى لو كان في صيغة عتب أو غضب .
د. علا العزيزة ، تلك المرة الأولى التي أقرأ لك نصا ، وأعتقد أنه فاتني الكثير .
لن أحلل ولن أمدح بل يكفيني أن أقول إنني حصلت على متعة القراءة .
شكرا.
د. مصطفى عراقي
09-01-2008, 11:52 AM
=======
أديبتنا المتألقة المحلِّقة الدكتورة: علا حسان
أسمى آيات الشكر لهذه القصة المتميزة بأسلوبها الشاعري، وسردها المصوِّر، وحوارها المعبِّر عن السياق القصصي والأحداث الجارية ، والمشاعر الإنسانية بلغةٍ رمزية واقعية موحية.
ومن الجديد في هذه القصة أن هذه العناصر جاءت متضافرة متآزرة في بناء شديد التماسك والانسجام ، بين الخطاب القصصي (الشكل الفني ) ، والرسالة القصصية(المضمون) ،
كما يتجلى على سبيل المثال هنا :
"بينما يضرب النسيم جذوره الراسخة فتنفض عن أطرافها وسن النسيان وتتذكر ، للرتابة ظل في كل ركن ، في كل غرفة ، في كل وجه ، يعود الى بيته ، لم تعد بعد من عملها .. في زمن مضى من أعوامهما الأولى كان ينتظر، ينتظر عودتها..
- اشتقت إليكِ
- أنا أكثر
- ماذا أعددت على الغذاء؟
- تعال لترى بنفسك
في كثير من الأحيان نضن على أنفسنا بالسعادة ونرشف كؤوس الهموم في غبطة.
دلف إلى المطبخ ، تناول غداءه البارد في صمت ..
سرعان ما تفقد الأشياء حرارتها ونسأم معانيها .. ضقت بالغضب، خصام يتبعه صلح وصلح يليه خصام ، مللت مرور الأيام بين راحتيك في صرامة وحزم ، وكأن الحب لم يعد جديرا بحياتنا ، لم يعد يليق بسنوات عمرنا".
حيث *المدخل يعبر عن صراع محتدم بين شاعرية النسيم، وواقعية الرتابة ‘ ليفضي إلى حوارٍ ذكيّ يوحي بالشوق قبل أن تهجم عوامل الملل والسأم ، ثم يُسْلمُ الحوار عن الطعام إلى تأمل معنى فقدان الأشياء الحميمة لحرارتها وإصابتها بالبرودة والسأم .
وهكذا جاءت مشاهد الطبيعة في السرد معادلا موضوعيا موفقا لمضمون القصة كما نلمح في :
"سحب تتجمع ورياح تقبل وأمطار لا تسقط "
كناية تمثيلية عما أصاب الحياة في عيني البطل من جفاف وجفاء.
أما تيار الوعي فقد نهض بدورٍ بارز في تصوير ما يمور في نفس البطل من قلقٍ وأرق واضطراب.
"للقلب أهواء تستعبده ما ذلك العناء يا قلبي! ما ذلك العناء؟
لو يتغير اللون ، ويحمل أريج كل لحظة مذاقا مختلفا ، لو ألتفت فأراني فوق عرش ذهبي وأركلك بعيدا، أنبذك في قسوة *" !
فهذا حديث نفسي يدور في باطن الوعي كأنه يلجأ إليه من باب التنفيس والتعويض.
وكذلك أسهمت الأدوات الفنية الجامعة بين التشكيلية (جماليا) والوظيفية(دراميا) في رسم المشهد مثل :
الصوت(رنين المنبه المدوي) ، كأنه يشير إلى ما يعتمل داخله من ثورة مكتومة فهذا هو الصوت الوحيد في عالم خيم عليه الصمت.
والضوء :(ضوء خافت يطل من غرفة ريم ودانا) وكأن هذا كل ما بقي : ضوء خافت
واللون والرائحة (لو يتغير اللون ، ويحمل أريج كل لحظة مذاقا مختلفا ) فقط الرغبة في التغيير دون امتلاك رفاهية التحديد!
ومن هنا نجحت القصة بتضافر هذه العناصر الفنية المتضافرة المتآزرة في أخذنا أخذًا إلى تأمل البطل وهو يركض في ضباب خارجي من الواقع الذي تاه فيه الحسن، وضباب داخلي في القلب الهائم في حمأة المجهول بينما الأيام مثله تهرول في دوامات الأرق والسأم.
هذا الضباب التي كانت يداه تسارع حتى لا يتراكم ولكن هيهات!
وكما كان الارتقاء فوق زرقة البحر مخرجا من ضباب الحيرة والاضطراب ، جاءت الرسالة الصغيرة منفذا إلى الحب المفقود !
وقد تساءلتُ :
لماذا كان شكر الصغيرتين البريئتين على الخبز ، ولم يكن على الحلوى التي هي أجدر بشكرهما وفرحهما؟
هل أدركتا بإحساسهما المرهف ، ومن الجو المخيم عليهما من أثر الضباب : أن الحياة هنا صارت مجرد حياة ، يناسبها الخبز الذي يكفل مجرد الاستمرار لا الحلوى التي تبعث على البهجة ؟!
رغم كل شيء يجد الراكض في الضباب منفذا لضوء حملته له الرسالة (الوريقة) التي صاغتها أديبتنا البارعة بالتصغير الصرفي بصورة إبداعية تعبر عن مدى صغر الرسالة وقربها من قلبه، كما تتسق مع نضارة كاتبتيها بما يدل على حيوية اللغة في التعبير عن السياق القصصي .
ورغم صغر هذه (الوريقة) - أو ربما بسببه - يشعر صاحبنا بالحبِّ يملأ قلبه ، كأنه يريد أن ينتصر بهذا الشعاع الدقيق على ضبابه الكثيف ، قبل أن يعود إلى دوامته كرةً أخرى!
أديبتنا الرائعة،
أرجو أن تتقبلي أسمى آيات التقدير .
ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع
مصطفى[/size]
حسام القاضي
09-01-2008, 11:37 PM
أختي الفاضلة الأديبة / د. علا حسان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب القصة من يهتم بالحدث على حساب اللغة (وأعتقد أني منهم )، ومنهم من ينشغل باللغة فتطغى على الحدث الذي هو عماد القصة؛ فتتحول القصة إلى مجرد زخارف لفظية تاهت الفكرة في دهاليزها..
قليلون هم من استطاعوا الجمع بين الحسنيين ، وأرى قصتك الرائعة هذه مثالاً لهذا؛فقد لعبت اللغة هنا دور البطولة؛فلم تأت صورها متكلفة أو زائدة بل جاءت لتكون نسيجاً للنص ، ولا وجود لنص بلا النسيج الذي يحوي خيوط الفكرة والعناصر الأخرى..
نبض الأعوام يتدفق كالسيل جارفا الذكريات والأمنيات ..
مجرد مثال في البداية لا يحتاج إلى شرح
والخريف تتساقط أوراقه فتعانق أديم الأرض في هوان وانكسار ...
تسارع يده إلى وجنتيها لتمسح عنهما الغضب، ولكن الدلال يتفحم فيملأ أزمنة الحب ويزحم أروقة القلب..
ومعالم الأشباح تتراءى لي حسنا ثريا والرغبات تستوي ألما حيا،وكبرياؤك فارغ أجوف والإحساس بك مسلوب معدوم ..
في فراغ الصخب أحتسي قطرات سعادة بها لا تشعرين ...
مجرد أمثلة فقط
أجدت في اقتناص لحظة القص المناسبة وقد اتخذتها متكئاً؛ فمنها تذهبين
للماضي في ومضات سريعة لتسلطينها على ما كان؛ ثم ترتدين إلى الحاضر لنعرف ما صار عبر
مقارنات غير مباشرة أسهمت في إثراء العمل:
في زمن مضى من أعوامهما الأولى كان ينتظر، ينتظر عودتها..
- اشتقت إليكِ
- أنا أكثر
- ماذا أعددت على الغذاء؟
- تعال لترى بنفسك
في كثير من الأحيان نضن على أنفسنا بالسعادة ونرشف كؤوس الهموم في غبطة.
دلف إلى المطبخ ، تناول غداءه البارد في صمت ..
ويستمر التراوح بين الماضي والحاضر في سلاسة ونعومة ؛فنحيط بتفاصيل العمل .. نعيش مشاعر هذا الزوج
الذي يعيش مشاعر الفقد..فقد السعادة .. فقد الاهتمام تحت ذرائع الأولويات :
كأنما حملتك فوق جناحي إلى مكان تعشقينه ثم أبديت شكرا وحبا ووليت عني إلى صغيرتين أحبهما ، لاهية بهما ، وكلما رأيتني تحجبينني عن عينيك ..
وتعبيرك بهذه المقدرة العالية عن الزوج لا الزوجة ( المفترض أن تمثليها كأنثى) يدل على عين راصدة محايدة
وهي عين الفنان المجردة التي تبحث عن الجمال أينما كان وتصوره ، وربما يكون هذا إسقاطاً عكسياً على مشاعر الزوجة التي تعيش نفس المشكلة بطريقتها .. عند إهمال الزوج لها ، واعتبار كل ما تفعله بديهياً ..من عمل ، وانشغال بالبيت والأبناء ..إلخ .
رأيت القصة وكأنها سؤال لا يطرحه الزوج مباشرة، ولكننا نعيشه في حيرته وفي بحثه اللانهائي عن السعادة
المفقودة ، والحب الذي كان ، والذي تحول مع أولويات الحياة إلى شكل مختلف يقنع به كما جاء في النهاية البليغة
والتي تمثل الجواب على السؤال الدائر منذ البداية؛ فإذا كان السؤال هو نصف القصة فقد أتت الإجابة (الخاتمة)
لتكون النصف الآخر من القصة على الرغم من أنها جملة واحدة ، ولكنها تقول الكثير والكثير ...
فيمضي إلى عمله مترعاً بالحب !!
عمل أكثر من رائع أراه نموذجا للقصة القصيرة كما يجب أن تكون .
للتثبيت.
وفاء شوكت خضر
10-01-2008, 12:40 AM
أديبتنا الأستاذة / د. علا حسان ..
تأملت هذا السرد الذي يعالج مشكلة اجتماعية أسرية عميقة وهامة ، بتصويره الشيق ، ووصفه الدقيق لانفعالات النفس حين تسقط تحت وطأة الملل والروتين ، والفتور في العلاقات الزوجية ، والنفس تهبط وتهبط غارقة في كآبتها ، تبحث عن شخص تحمله المسؤولية لتبرر لنفسها ..
الحوارية الذاتية أتت بتسلسل تدريجي ذكي يشرح الحالة الذاتية لبطل القصة ، وتوتراتها ، حيث يغرق الإنسان بالعمل ومسؤوليات الحياة ، ويبدأ دفء الحياة بالإختفاء شيئا فشيئا ، فتكتسي المشاعر بجليد الإهمال من الطرف الآخر ..
أتت النهاية جميلة ومفاجئة حيث تستيقظ المشاعر ، ويتقد الفكر ، فتظهر الصورة الحقيقية للحياة ، وفيها الحب ظاهر بشكل آخر لم يكن يراه ..
ربما لم أستطع أن أفي هذه اللوحة الدرامية حقها في التعليق ..
لكنها بحق لقطة رائعة جداااااااااااااااااا ..
ننتظر المزيد من هذا الإبداع الأدبي ..
تحيتي وباقة ورد ..
د. علا حسان
10-01-2008, 09:21 AM
عنوان صاخب ، غارق في الضبابية ، ركض لاينتهي ولن ينتهي..نص مليء بالصور الآسرة.
.غارق في فضاء اللغة الإبداعية الواعية التي تعري الرؤية الفنية العميقة ..
الحركة الداخلية المتنامية للشخصية والتي تتوازى مع حركة خارجية تتغير فيها المواقف،الأمكنة،الوجوه،ال لحظات
جسدت نموا دراميا متراكبا مميزا للنص..
تبدأ الشخصية في المسك بالخيوط المتشابكة التي تقيد أعماقه، لتبحث عن باب
لتنجو من دوامة اللااستقرار الذاتي الوجداي،فتستحضر الصور مع الاخر في مشهد درامي،
وتبدأ الاحاسيس بتفعيل المكنون الملصق في اللاوعي ، فينتعش ولكن سرعان ما تطيح
الواقعية بالصور تلك فيعود الى دوامة لانهاية لها ، و في النهاية يبحث عن الخلاص
عبر أجنحة مثقلة بالضوء نحو حرية ينشدها / انعتاق / تلاشي / لكنه يجابه بصورة سامية
مليئة بالبراءة فتغمد تلك الصور ثورته وهيجانه ، فيعود كالطفل الى احضان الحياة.
الناقد المتميز / جوتيار تمر
أقدر لك إبحارك العميق في مكونات النص ، والإلمام بعناصره ،
وهو ما يؤكد الدربة النقدية
وبراعتك في التحليل ، ورؤيتك الثاقبة
لك كل المودة والتقدير
علا حسّان
د. علا حسان
11-01-2008, 10:44 PM
يعيش مشاعر الفقد..فقد السعادة .. فقد الاهتمام تحت ذرائع الأولويات
وتعبيرك بهذه المقدرة العالية عن الزوج لا الزوجة ( المفترض أن تمثليها كأنثى) يدل على عين راصدة محايدة
وهي عين الفنان المجردة التي تبحث عن الجمال أينما كان وتصوره ، وربما يكون هذا إسقاطاً عكسياً على مشاعر الزوجة التي تعيش نفس المشكلة بطريقتها .. عند إهمال الزوج لها ، واعتبار كل ما تفعله بديهياً ..من عمل ، وانشغال بالبيت والأبناء ..إلخ .
رأيت القصة وكأنها سؤال لا يطرحه الزوج مباشرة، ولكننا نعيشه في حيرته وفي بحثه اللانهائي عن السعادة
المفقودة ، والحب الذي كان ، والذي تحول مع أولويات الحياة إلى شكل مختلف يقنع به كما جاء في النهاية البليغة
والتي تمثل الجواب على السؤال الدائر منذ البداية؛ فإذا كان السؤال هو نصف القصة فقد أتت الإجابة (الخاتمة)
لتكون النصف الآخر من القصة على الرغم من أنها جملة واحدة ، ولكنها تقول الكثير والكثير ...
فيمضي إلى عمله مترعاً بالحب !!
عمل أكثر من رائع أراه نموذجا للقصة القصيرة كما يجب أن تكون .
أيها الصديق الأديب حسام القاضي
قراءتك تعيد الحياة للنص
كأنما تعيد كتابته
رغم ضبابيته
كلنا ذلك الإنسان
نركض في ضباب
تغتالنا الحياة دون أن نشعر
تمزق أشياء بداخلنا دون أن ننتبه
فنركض في الضباب
لا نتوقف لتأمل حياتنا ، للنظر في الماضي أو التفكير في المستقبل
فقط نركض ..
كانت تقتحم مخيلتي ـ وما زالت ـ
صورة الراكض في الضباب الذي لا يرى شيئا
إذا نظر إلى الخلف لا يبصر شيئا وإن نظر إلى الأمام تتعب عيناه
لم يفكر في التمهل لحظات ربما تتضح معالم الأشياء رويدا
أو يتمكن من تحديد هدفه الحقيقي أو غايته من الركض أو ليعيد ترتيب خطواته اللاهثة
مستمر في ركضه وإن يكن من أجل أشياء بعيدة عن الغاية وأبعد ما تكون عن الهدف
وتنتهي الحياة بانتهاء الركض
كلنا ذلك الإنسان
نركض في الضباب
الإنسان ليس رجلا أو امرأة
المهم هو التجربة بغض النظر عن صاحبها
بغض النظر عن الجنس
ودون الوقوف في صف أحد أو الانحياز لأحد
إنها تجربة إنسانية
نستشعرها ونعبر عنها
قد تكون منحازا للرجل أحيانا
وقد تكون متعاطفا مع المرأة فى أحيان أخرى
وكثيرا ما تطمح إلى بلوغ الحيادية
ولكن الأكثر صدقا هو التعاطف مع الإنسان
ورفض الاتجاهات التي تحاول محوه أو تصنيفه
أو تحقيق انهزاميته
وقطع جذوره
وإزالة مرجعياته
لتجعل منه مجرد شيء
فاقد المعنى
مع خالص شكري
علا حسان
د. علا حسان
12-01-2008, 07:38 AM
تضعنا الأديبة هنا أمام مرآة ... نأبى أن نرى من فوق سطحها الصقيل فواجع وفوازع وقوارع .. واقعنا
ثم تقترح حلاً مدهشاً ... التأمل في وجه البحر الصقيل كأنه مرآة روحنا
هذا نص ثري ونقي
مشرف عام الفكر الأديب
الأستاذ / خليل حلاوجي
أشكر لك حضورك البهي
الذي زاد حروفي إشراقا
وبصيرتك الثاقبة التي
منحت قصتي نورا ونقاء
دمت بخير وسعادة
علا حسان
د. علا حسان
12-01-2008, 03:01 PM
نص مترع بالشاعرية والحب حتى لو كان في صيغة عتب أو غضب .
د. علا العزيزة ، تلك المرة الأولى التي أقرأ لك نصا ، وأعتقد أنه فاتني الكثير .
لن أحلل ولن أمدح بل يكفيني أن أقول إنني حصلت على متعة القراءة .
.
الأديبة العزيزة / حنان الأغا
ازدانت صفحتي بتشريفك الأنيق
وأضاءت كلماتي عند قراءتك لها
ومن موفور حظي أن حازت قصتي
موقعا حسنا عندك وأنت كاتبة الواحة المتألقة
التي طالما أمتعتنا بنصوص ثرية
شكلا ومضمونا
محبتي ومودتي
علا حسان
د. علا حسان
13-04-2008, 09:39 PM
=======
أديبتنا المتألقة المحلِّقة الدكتورة: علا حسان
أسمى آيات الشكر لهذه القصة المتميزة بأسلوبها الشاعري، وسردها المصوِّر، وحوارها المعبِّر عن السياق القصصي والأحداث الجارية ، والمشاعر الإنسانية بلغةٍ رمزية واقعية موحية.
ومن الجديد في هذه القصة أن هذه العناصر جاءت متضافرة متآزرة في بناء شديد التماسك والانسجام ، بين الخطاب القصصي (الشكل الفني ) ، والرسالة القصصية(المضمون) ،
حيث *المدخل يعبر عن صراع محتدم بين شاعرية النسيم، وواقعية الرتابة ‘ ليفضي إلى حوارٍ ذكيّ يوحي بالشوق قبل أن تهجم عوامل الملل والسأم ، ثم يُسْلمُ الحوار عن الطعام إلى تأمل معنى فقدان الأشياء الحميمة لحرارتها وإصابتها بالبرودة والسأم .
وهكذا جاءت مشاهد الطبيعة في السرد معادلا موضوعيا موفقا لمضمون القصة كما نلمح في :
"سحب تتجمع ورياح تقبل وأمطار لا تسقط "
كناية تمثيلية عما أصاب الحياة في عيني البطل من جفاف وجفاء.
أما تيار الوعي فقد نهض بدورٍ بارز في تصوير ما يمور في نفس البطل من قلقٍ وأرق واضطراب.
"للقلب أهواء تستعبده ما ذلك العناء يا قلبي! ما ذلك العناء؟
لو يتغير اللون ، ويحمل أريج كل لحظة مذاقا مختلفا ، لو ألتفت فأراني فوق عرش ذهبي وأركلك بعيدا، أنبذك في قسوة *" !
فهذا حديث نفسي يدور في باطن الوعي كأنه يلجأ إليه من باب التنفيس والتعويض.
وكذلك أسهمت الأدوات الفنية الجامعة بين التشكيلية (جماليا) والوظيفية(دراميا) في رسم المشهد مثل :
الصوت(رنين المنبه المدوي) ، كأنه يشير إلى ما يعتمل داخله من ثورة مكتومة فهذا هو الصوت الوحيد في عالم خيم عليه الصمت.
والضوء :(ضوء خافت يطل من غرفة ريم ودانا) وكأن هذا كل ما بقي : ضوء خافت
واللون والرائحة (لو يتغير اللون ، ويحمل أريج كل لحظة مذاقا مختلفا ) فقط الرغبة في التغيير دون امتلاك رفاهية التحديد!
ومن هنا نجحت القصة بتضافر هذه العناصر الفنية المتضافرة المتآزرة في أخذنا أخذًا إلى تأمل البطل وهو يركض في ضباب خارجي من الواقع الذي تاه فيه الحسن، وضباب داخلي في القلب الهائم في حمأة المجهول بينما الأيام مثله تهرول في دوامات الأرق والسأم.
هذا الضباب التي كانت يداه تسارع حتى لا يتراكم ولكن هيهات!
وكما كان الارتقاء فوق زرقة البحر مخرجا من ضباب الحيرة والاضطراب ، جاءت الرسالة الصغيرة منفذا إلى الحب المفقود !
وقد تساءلتُ :
لماذا كان شكر الصغيرتين البريئتين على الخبز ، ولم يكن على الحلوى التي هي أجدر بشكرهما وفرحهما؟
هل أدركتا بإحساسهما المرهف ، ومن الجو المخيم عليهما من أثر الضباب : أن الحياة هنا صارت مجرد حياة ، يناسبها الخبز الذي يكفل مجرد الاستمرار لا الحلوى التي تبعث على البهجة ؟!
رغم كل شيء يجد الراكض في الضباب منفذا لضوء حملته له الرسالة (الوريقة) التي صاغتها أديبتنا البارعة بالتصغير الصرفي بصورة إبداعية تعبر عن مدى صغر الرسالة وقربها من قلبه، كما تتسق مع نضارة كاتبتيها بما يدل على حيوية اللغة في التعبير عن السياق القصصي .
ورغم صغر هذه (الوريقة) - أو ربما بسببه - يشعر صاحبنا بالحبِّ يملأ قلبه ، كأنه يريد أن ينتصر بهذا الشعاع الدقيق على ضبابه الكثيف ، قبل أن يعود إلى دوامته كرةً أخرى!
مصطفى[/size]
الناقد المتميز الشاعر الدكتور / مصطفى عراقي
ليس في وسعي الا أن اتقدم منك بأسمى آيات الشكر والعرفان
لتلك القراءة النقدية المتميزة التي منحت القصة أبعادا أعمق
وأضافت لها نداوة وظلالا مترامية
وأضاءت زوايا منها
لم تكن يوما في الحسبان
لقد منحت النص قيمة فنية عالية بقراءتك التأملية له
حقا
إن الإبداع يستمد قيمته الحقيقية من النقد الفني
وإن التعبير عن الامتنان ليقصر أمام هذا التحليل الدقيق لجميع
مفردات القصة ومكوناتها
ولقد بدت كلمات الشكر عاجزة أمام هذا المشهد النقدي الثري
لذا طال تواريها خجلا
مودتي وتقديري
دمت متألقاً
أيها الناقد القدير
فخرالدين محمد
15-04-2008, 04:44 PM
نفحة الأسى الراقدة كأرضية لبراح السرد ! تـُمّـعِنُ في شجِّ الحنين
صقيع الذاكرة لم يزل جاثمُ ، يسطو على تداعيات نبض العبارات التي اتخذت هيئة الوصف
خـُـيّلَ إليَّ أن الفصول عنده اتخذت شكلاً آخر
طبيعةً مُنافية
جِبلّة مُغايرة
أو لنقُل ! اتخذت موسماً خامساً ... هو ! أنين الحنين ...
يجمع سِماتها في واحدةٍ ... هي أن تحيا مقروراً ليدفأ غيرك ...
وأن تسْعدَ وإن كنت مدسوساً في لُجّة الكآبة ... لأنك ، فقط ! ... تمنح
د. سمير العمري
02-07-2009, 02:03 PM
نص قصصي زاخر بالكثير من ملامح الإبداع في الشكل وفي المضمون وقد سبقني إليه الكرام فأشاروا وأشادوا.
ولقد صدقت ، فوجود الأطفال يكون عادة سببا قويا لتجاوز الخلافات والتضحية بالرغبات.
لا فض فوك أيتها المبدعة!
أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي
سعيدة الهاشمي
05-07-2009, 01:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المبدعة علا،
لن أزيد على ما قيل قبلي، أحببت فقط أن أقول أنني كنت هنا،
قرأت فاستمتعت فعلا.
احترامي وتقديري.
آمال المصري
16-03-2013, 12:35 PM
نص قصصي مائز بفكرته ولغته الثرة تجلت فيه ملامح الإبداع ولم يترك الكرام مجالا للحديث أكثر
بوركت واليراع المبدعة د. علا حسان ...
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
ربيحة الرفاعي
06-08-2013, 08:19 PM
قصة بديعة استوقفتن مطولا أمام محمولها الهام وأدائها المائز
أسلوب قصّي ماتع بشاعرية في التعبير وتصاعد انفعالي آسر للمتلقي بسلاسته ومعقولية خطوه، ورمزية لم تبتعد عن الوواقع بما يضيع ولا غاصت فيه بمباشرة تفقد النص جماليته
حظيت هنا بحصة من متعمة القراءة اشكرك لها
دمت بخير
تحاياي
د. علا حسان
11-12-2014, 01:44 PM
أديبتنا الأستاذة / د. علا حسان ..
تأملت هذا السرد الذي يعالج مشكلة اجتماعية أسرية عميقة وهامة ، بتصويره الشيق ، ووصفه الدقيق لانفعالات النفس حين تسقط تحت وطأة الملل والروتين ، والفتور في العلاقات الزوجية ، والنفس تهبط وتهبط غارقة في كآبتها ، تبحث عن شخص تحمله المسؤولية لتبرر لنفسها ..
الحوارية الذاتية أتت بتسلسل تدريجي ذكي يشرح الحالة الذاتية لبطل القصة ، وتوتراتها ، حيث يغرق الإنسان بالعمل ومسؤوليات الحياة ، ويبدأ دفء الحياة بالإختفاء شيئا فشيئا ، فتكتسي المشاعر بجليد الإهمال من الطرف الآخر ..
أتت النهاية جميلة ومفاجئة حيث تستيقظ المشاعر ، ويتقد الفكر ، فتظهر الصورة الحقيقية للحياة ، وفيها الحب ظاهر بشكل آخر لم يكن يراه ..
ربما لم أستطع أن أفي هذه اللوحة الدرامية حقها في التعليق ..
لكنها بحق لقطة رائعة جداااااااااااااااااا ..
ننتظر المزيد من هذا الإبداع الأدبي ..
تحيتي وباقة ورد ..
ا
الأديبة والقاصة المتميزة الأستاذة/ وفاء شوكت خضر
سعدت كثيرا بقراءتك النقدية الرائعة لقصتي، وسبرك أغوار شخوصها في دقة ووضوح، امتناني لحضورك المتألق ،
وثنائك الطيب، بوركتِ وبوركت حروفك المضيئة التي أعتبرها شهادة أعتز بها.
لكِ مني كل الشكر والتقدير
باقة حب لقلمك النابض بالمحبة
علا حسان
د. علا حسان
11-12-2014, 01:50 PM
نص قصصي زاخر بالكثير من ملامح الإبداع في الشكل وفي المضمون وقد سبقني إليه الكرام فأشاروا وأشادوا.
ولقد صدقت ، فوجود الأطفال يكون عادة سببا قويا لتجاوز الخلافات والتضحية بالرغبات.
لا فض فوك أيتها المبدعة!
أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي
الكاتب والشاعر الكبير / سمير العمري
أشكر لك مرورك على قصتي وأنها حظيت بإطلالة منك، فقد سعدت بذلك كثيرا ،
وكلماتك وسام أعتز به لأنه من كاتب متميز وشاعر كبير .
لك تحياتي وامتناني..
دمت كاتباً متألقاً ، وشاعراً مبدعاً
مودتي وتقديري لكم ولملتقى رابطة الواحة الثقافية المتميز
علا حسان
د. علا حسان
24-12-2014, 06:51 PM
نص قصصي مائز بفكرته ولغته الثرة تجلت فيه ملامح الإبداع ولم يترك الكرام مجالا للحديث أكثر
بوركت واليراع المبدعة د. علا حسان ...
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
الأديبة الفاضلة / آمال المصري
ازدانت قصتي بتشريفك الأنيق
وأضاءت كلماتي بقراءتك لها
دمتِ بألق ومودة
لكِ كل التحية والتقدير
د. علا حسان
24-12-2014, 06:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المبدعة علا،
لن أزيد على ما قيل قبلي، أحببت فقط أن أقول أنني كنت هنا،
قرأت فاستمتعت فعلا.
احترامي وتقديري.
الكاتبة المحترمة / سعيدة الهاشمي
أسعدني مرورك العطر
تحياتي ومحبتي لكي.
د. علا حسان
24-12-2014, 06:57 PM
قصة بديعة استوقفتن مطولا أمام محمولها الهام وأدائها المائز
أسلوب قصّي ماتع بشاعرية في التعبير وتصاعد انفعالي آسر للمتلقي بسلاسته ومعقولية خطوه، ورمزية لم تبتعد عن الواقع بما يضيع ولا غاصت فيه بمباشرة تفقد النص جماليته
حظيت هنا بحصة من متعمة القراءة اشكرك لها
دمت بخير
تحاياي
الكاتبة المتميزة/ ربيحة الرفاعي
سعدت كثيرا برؤيتك النقدية
وملاحظاتك القيمة
أشكرك جزيل الشكر
كل تحياتي واحترامي لكِ
دمتِ بألق ومودة.
د. علا حسان
24-12-2014, 07:00 PM
شكرا لكل من ساهم على هذه الصفحة
وأضاء دروب قصة الركض في الضباب
د. علا حسان
24-12-2014, 07:28 PM
ارتمت عيناه فوق زرقة البحر الصافية ، فمنذ زمن بعيد لم ير ارتعاشتها الرشيقة، لم يصغ لأمواجها المتهافتة ، لم يقف خارج دائرة وجوده.[ نبض الأعوام يتدفق كالسيل جارفا الذكريات والأمنيات ، خطوه لاهث ، أنفاسه متلاحقة. الدعة قلق ، والسكينة فناء ، والصمت انقطاع عن العالم ، والقلب في عناء ، أيما عناء!* ذاب في أتون العمل المتواصل وانصهر ، وها هو يجلس أمام البحر متبتلا ليبصر الأفق وقد التصق بسطح مياهه في غموض وانزواء ، والخريف تتساقط أوراقه فتعانق أديم الأرض في هوان وانكسار .
بينما يضرب النسيم جذوره الراسخة فتنفض عن أطرافها وسن النسيان وتتذكر ، للرتابة ظل في كل ركن ، في كل غرفة ، في كل وجه ، يعود الى بيته ، لم تعد بعد من عملها .. في زمن مضى من أعوامهما الأولى كان ينتظر، ينتظر عودتها..
اشتقت إليكِ
أنا أكثر
ماذا أعددت على الغذاء؟
تعال لترى بنفسك
في كثير من الأحيان نضن على أنفسنا بالسعادة ونرشف كؤوس الهموم في غبطة.
دلف إلى المطبخ ، تناول غداءه البارد في صمت ..
سرعان ما تفقد الأشياء حرارتها ونسأم معانيها .. ضقت بالغضب، خصام يتبعه صلح وصلح يليه خصام ، مللت مرور الأيام بين راحتيك في صرامة وحزم ، وكأن الحب لم يعد جديرا بحياتنا ، لم يعد يليق بسنوات عمرنا * !
تسارع يده إلى وجنتيها لتمسح عنهما الغضب، ولكن الدلال يتفحم فيملأ أزمنة الحب ويزحم أروقة القلب ، ولم يبق متسع، وجمالك تتراكم فوقه طبقات من إهمال وانشغال وحنق وغضب وثوم وبصل وجد وعمل ، والليل موحش مقفر، والعالم تائه فيه الحسن يا زوجتي!
فيجذبني في عنف ويشدني في حدة فلا أتراجع ولا أملك قوة الرفض.
ومعالم الأشباح تتراءى لي حسنا ثريا والرغبات تستوي ألما حيا،وكبرياؤك فارغ أجوف والإحساس بك مسلوب معدوم ، والعالم تائه فيه الحسن يا زوجتي!
مولع بأمس ذكراه قريبة يود لو .. يستبقيه ، ويعجب لشعوره أن تغيرا ما يحدث ! ما الذي تغير ؟ شعيرات بيضاء ؟ ينظر في المرآة مرة بعد أخرى ، يسابق قلبه أياما مهرولة ويحن الى لحظات مقطرة بندى الحب .. إلى غناء قديم .
غادر البيت عائدا إلي عمله ، شيء ثقيل يجثم فوق الصدر فيختنق الشهيق وتشتاق العين ، ويهفو الإحساس ويطير الخيال محلقا متجاهلا ، وأنساك يا زوجتي ، فغضبك بغيض ونفورك كريه ، لم تعد يدي تقترب من وجنتيك لتمسح عنهما الغضب ، ويأنس الى حلاوة المرح .
العاشرة مساء ، البيت مظلم ، لا صوت ، ضوء خافت من غرفة ريم ودانا، وضع أكياس الخبز فوق المنضدة متجها صوب غرفتهما محاذرا أن يحدث صوتا ، تغطان في سبات ناعم ،
وزوجته نائمة ، استدار وغضب يستبد به .. نبض الفؤاد يتضاءل ويصيبه أرق مهمل .. دائما.. لا أحد ؟
ضغط على زر التلفاز نافخا ، العالم تائه فيه الحسن يا زوجتي ، والألم لاتحصره جدران الجسد ، سحب تتجمع ورياح تقبل وأمطار لا تسقط ، ترك المكان خاليا ، والتلفاز دائرا ، وانطلق الى الطريق ، برودة الهواء تخفف جفاف الحلق وحرارة القلب لا تبرد ، لن أدور في دوامات صفحك ورضاك ، لن أسعى لدلالك ارتجيه.
في فراغ الصخب أحتسي قطرات سعادة بها لا تشعرين ، في حمأة المجهول أمضي ولا تنظرين فأبقي حيث أنت معهما وأنا عندك لا وجود لي ، كأنما حملتك فوق جناحي إلى مكان تعشقينه ثم أبديت شكرا وحبا ووليت عني إلى صغيرتين أحبهما ، لاهية بهما ، وكلما رأيتني تحجبينني عن عينيك .. وماذا تنتظرين ؟ أن أقدم فروض الصدق والولاء وما زلت في سذاجة دلالك ترفلين ؟!! هيهات فالعالم تائه فيه الحسن عزيزتي!
استيقظ مثقل الرأس ، ورنين المنبه يدوي ، لا أحد ، خرجن جميعا هي إلى عملها ، وابنتاه إلى مدرستهما ، للقلب أهواء تستعبده ما ذلك العناء يا قلبي! ما ذلك العناء!
لو يتغير اللون ، ويحمل أريج كل لحظة مذاقا مختلفا ، لو ألتفت فأراني فوق عرش ذهبي وأركلك بعيدا، أنبذك في قسوة ، لو تتغير الأشياء *
يتجه صوب المنضدة ليتناول إفطاره الذي أعدته زوجته، الغضب رماد ملتهب ، والكيان نزوع قائم ..
وإذا بوريقة بجانب فنجان الشاي ، رأى مثلها من قبل ، تحترق رغبة وتبرد أمنيات حارقة ، ويقرؤها في تمعن :
شكرا يا بابا على الخبز
ربنا يخليك لنا
ريم ، دانا ..
فيمضي إلى عمله مترعاً بالحب !!
شكرا لكل الأدباء والكتاب والنقاد المحترمين
شكرا لكل من قرأ القصة وعبر عن رأيه فيها
أشكركم جميعا من أعماق قلبي
لكم محبتي وامتناني
ولكل أعضاء ملتقى الواحة الثقافية
تحياتي وتقديري.
علا حسان
نداء غريب صبري
25-03-2015, 11:40 PM
قصة جميلة تتحدق عن واقعنا بمصائبة
وتقدم الحل الحالم كأنها تخاطب الإنسانية فينا
شكرا لمك اختي
بوركت
خلود محمد جمعة
28-03-2015, 07:46 PM
حين يخيم الضباب على عمرنا تتعثر خطى السعادة في أيامنا الى ان ينقشع الضباب او نتوارى
ومن الضباب رسمت قصة بعمق وجمال
بوركت وكل التقدير
ناديه محمد الجابي
31-12-2016, 08:41 PM
سرد أخاذ يأسر الفكر والقلب في نص شاعري جميل متميز
قصة مكثفة المعاني ـ كثيرة التعابير والمدلولات
أسلوب تصويري تعبيري بارع ومشاعر إنسانية واقعية
بديع كان النص قصا وحسا وفكرة
تحية بحجم الإبداع وروعته.
:0014::0014:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir