ناصر البنا
11-01-2008, 09:08 PM
هوىً القى به العيش البريحا =وقد كنت الخليّ المستريحا
فكم عوذتُ نفسي من لحاظٍ =غدى قلبي بأسهمها جريحا
وأرقب وصل خلي من بعيدٍ =متى أمر العبير بأن يفوحا
وكم أشكو لها وبها كما بي =فتعجز من حياء أن تبوحا
فأفدي عفةً فيها بروحي= ويفدي روحها عقلي الرجيحا
وقد ملكتها قلبي فأضحى =حدائق وارفاتٍ كي تسوحا
وأضحى مثلما ملأته شوقا =,قد ملأته أيامي جروحا
لقد سكنت صروف الدهر فيه =وشاد عليه من حزنٍ صروحا
فما اكتحلت عيوني من رقادٍ =ولا افتقدت به الدمع السحيحا
كأني للصروف غدوت غمداً =لتُسكن سيفها الماضي الجموحا
كأن الدهر ضاق بها اتساعاً =لتجعلني لها المأوى الفسيحا
وترمي يافؤاد بي الرزايا =وتقصد بي المهالك والمطيحا
كأنك سوف تبلغ للثريا =وتوشك من علاها أن تلوحا
ولم تبلغ الى أدني مرادٍ =ولم تجعل له حداً متيحا
فحسبي أن أعيش بلا فؤادٍ =اذا ما لم تكن انت النصوحا
وأعجب منك صحبك في زمانٍ =غدى بالصاحب الأوفى شحيحا
الى كم أفقد المطلوب فيه =وأُبدل فيه بالحَسَن القبيحا
كأن الشمس ادنى منك تلقى =أمامك بالسخا كفّاً صفوحا
وأكبر ماينال المرء علماً =ومالاً قد حواه لكي يروحا
ومن جمع الكبار بدون جودٍ =فقدجمعت له ويلاً وويحا
ومن لم يملأ الدنيا صداه =كما ملأت بمعناها الشروحا
فلم يسكن بها مهداً وقصراً =فمن ميلاده سكن الضريحا
أقل الناس من منحت يداه =واكثرهم ترى فمه المنوحا
وكم من مخرجٍ من فيه شهداً =وتجعله الفعال كأن يقيحا
فلا تأمل عليه بمُد كفٍ =ولو ترجو من الماء الضحيحا1
وأكرم ما به الأيام جادت =ترى متردياً يعلو نطيحا
فلاتجعل بها لك من صديقٍ =سوى من يحمل السيف الصفيحا
ورمحاً ما غزى الأعداء سهلاً =يغطي من دمائهمُ السفوحا
وإن تعدم لقائمه ضراباً =وما أخليت موضوعه السليحا2
فلا تحلل بأرض تحت شمسٍ =ولا تطلب الى الشمس النزوحا
تغور بك المذلة في فلاةٍ =وتنبت فوقك الشجر الطلوحا3
وما شرف البقا إلا لشخصٍ =كساه الدرع منظره المليحا
وكابولاً له نَفََسا طويلاً =وبغداداً له جسداً وروحا
وما نال العلا من لم ينلها =بموت فوق غزة أو أريحا
وينظم كالقلائد من حصاها =كأن الله صيّرها مسوحا4
ويجعلها صواريخاً مداها =مدى ما عمّر الرحمن نوحا
ومن صحراء بغدادٍ جحيماً =ليُطعم خصمه الوهَج اللفوحا
فأفدي كل مغوارٍ لَجُوجٍ =يسابق نحوها النظر اللموحا
وجيشاً تدرك الأبصار منه =غباراً ثائراً ودماً سفوحا
وأهون فتكه من نطق فتكٍ =ولمس النجم أدنى أن ينوحا
يصيح مكلفاً حيّاً وميتاً =وكل جنين رحم أن يصيحا
كأن الرمح منه مستعيرٌ =صواب الرمي والرعد الصدوحا
وأمريكا بثوبٍ من غرورٍ =سرت بجيوشها السير الطليحا5
الى جيشٍ يعانق كل خصمٍ =ويفْرقه أسيراً أو ذبيحا
رأى بغداد منطلقاً رحيباً =فسام بها العدو المستبيحا
فأضحى عدو مقبلهم وراءً =وأضحى ركن قائمهم طريحا
ومن لبست جوانبه سلاحاً =كمن لبست جوانبها وُُشُوحا6
وما ضاقت بهم بغداد جمعاً =كما ضاقت قلوبهمُ قروحا
ولا أندت بوابلها سماءٌ =كما أندت جباههمُ رشوحا7
ويُسْمى وبل سود السحب فيهم =على ما سال من مُهَجٍ نضيحا
كأن الحرب بينهمُ سجالٌ=أنالت ذا الهجاء وذا المديحا
يسابقهم اليها كل ليثٍ=يعد زمانه يوماً سنوحا
يقيم مقام شرب الما سراباً=ويأكل من خشاش الأرض شِيحا
ويحمل من ثريا العزم جسمٌ=نحيلٌ كالثرى قلباً طموحا
وأفتك مايكون بهم إذا ما =دجى ليلٌ بدى العاتى سديحا
كأن الليل أوضح من نهارٍ=وقد كسب النهار به الوضوحا
وكم من مالكٍ أقوى عتادٍ=ترجّى حاقداً قلباً سموحا
وما حملت له كفٌ سلاحاً=ولا أدلى فمٌ قولاً صريحا
فلاتجنح الى سلم المعادي=وحمّل قائم السيف الجنوحا
ولا تغمده إلا فوق أرضٍ=يصير ليومها شمساً وريحا
ويحجب أعين الاعداء عينها=وأيدهم و يملؤها فُتوحا
وإن أضحى لهم في الحرب سبقٌ=فإن لربك الخيل السبوحا
وإن محمداً لو كان حيّاً=لضم إليه موسى والمسيحا
وصيّرني المنادي الى رحاها=وغاشيها وشاعرها الفصيحا
قديمة هذه القصيدة وهي هنا لسياط نقدكم
فكم عوذتُ نفسي من لحاظٍ =غدى قلبي بأسهمها جريحا
وأرقب وصل خلي من بعيدٍ =متى أمر العبير بأن يفوحا
وكم أشكو لها وبها كما بي =فتعجز من حياء أن تبوحا
فأفدي عفةً فيها بروحي= ويفدي روحها عقلي الرجيحا
وقد ملكتها قلبي فأضحى =حدائق وارفاتٍ كي تسوحا
وأضحى مثلما ملأته شوقا =,قد ملأته أيامي جروحا
لقد سكنت صروف الدهر فيه =وشاد عليه من حزنٍ صروحا
فما اكتحلت عيوني من رقادٍ =ولا افتقدت به الدمع السحيحا
كأني للصروف غدوت غمداً =لتُسكن سيفها الماضي الجموحا
كأن الدهر ضاق بها اتساعاً =لتجعلني لها المأوى الفسيحا
وترمي يافؤاد بي الرزايا =وتقصد بي المهالك والمطيحا
كأنك سوف تبلغ للثريا =وتوشك من علاها أن تلوحا
ولم تبلغ الى أدني مرادٍ =ولم تجعل له حداً متيحا
فحسبي أن أعيش بلا فؤادٍ =اذا ما لم تكن انت النصوحا
وأعجب منك صحبك في زمانٍ =غدى بالصاحب الأوفى شحيحا
الى كم أفقد المطلوب فيه =وأُبدل فيه بالحَسَن القبيحا
كأن الشمس ادنى منك تلقى =أمامك بالسخا كفّاً صفوحا
وأكبر ماينال المرء علماً =ومالاً قد حواه لكي يروحا
ومن جمع الكبار بدون جودٍ =فقدجمعت له ويلاً وويحا
ومن لم يملأ الدنيا صداه =كما ملأت بمعناها الشروحا
فلم يسكن بها مهداً وقصراً =فمن ميلاده سكن الضريحا
أقل الناس من منحت يداه =واكثرهم ترى فمه المنوحا
وكم من مخرجٍ من فيه شهداً =وتجعله الفعال كأن يقيحا
فلا تأمل عليه بمُد كفٍ =ولو ترجو من الماء الضحيحا1
وأكرم ما به الأيام جادت =ترى متردياً يعلو نطيحا
فلاتجعل بها لك من صديقٍ =سوى من يحمل السيف الصفيحا
ورمحاً ما غزى الأعداء سهلاً =يغطي من دمائهمُ السفوحا
وإن تعدم لقائمه ضراباً =وما أخليت موضوعه السليحا2
فلا تحلل بأرض تحت شمسٍ =ولا تطلب الى الشمس النزوحا
تغور بك المذلة في فلاةٍ =وتنبت فوقك الشجر الطلوحا3
وما شرف البقا إلا لشخصٍ =كساه الدرع منظره المليحا
وكابولاً له نَفََسا طويلاً =وبغداداً له جسداً وروحا
وما نال العلا من لم ينلها =بموت فوق غزة أو أريحا
وينظم كالقلائد من حصاها =كأن الله صيّرها مسوحا4
ويجعلها صواريخاً مداها =مدى ما عمّر الرحمن نوحا
ومن صحراء بغدادٍ جحيماً =ليُطعم خصمه الوهَج اللفوحا
فأفدي كل مغوارٍ لَجُوجٍ =يسابق نحوها النظر اللموحا
وجيشاً تدرك الأبصار منه =غباراً ثائراً ودماً سفوحا
وأهون فتكه من نطق فتكٍ =ولمس النجم أدنى أن ينوحا
يصيح مكلفاً حيّاً وميتاً =وكل جنين رحم أن يصيحا
كأن الرمح منه مستعيرٌ =صواب الرمي والرعد الصدوحا
وأمريكا بثوبٍ من غرورٍ =سرت بجيوشها السير الطليحا5
الى جيشٍ يعانق كل خصمٍ =ويفْرقه أسيراً أو ذبيحا
رأى بغداد منطلقاً رحيباً =فسام بها العدو المستبيحا
فأضحى عدو مقبلهم وراءً =وأضحى ركن قائمهم طريحا
ومن لبست جوانبه سلاحاً =كمن لبست جوانبها وُُشُوحا6
وما ضاقت بهم بغداد جمعاً =كما ضاقت قلوبهمُ قروحا
ولا أندت بوابلها سماءٌ =كما أندت جباههمُ رشوحا7
ويُسْمى وبل سود السحب فيهم =على ما سال من مُهَجٍ نضيحا
كأن الحرب بينهمُ سجالٌ=أنالت ذا الهجاء وذا المديحا
يسابقهم اليها كل ليثٍ=يعد زمانه يوماً سنوحا
يقيم مقام شرب الما سراباً=ويأكل من خشاش الأرض شِيحا
ويحمل من ثريا العزم جسمٌ=نحيلٌ كالثرى قلباً طموحا
وأفتك مايكون بهم إذا ما =دجى ليلٌ بدى العاتى سديحا
كأن الليل أوضح من نهارٍ=وقد كسب النهار به الوضوحا
وكم من مالكٍ أقوى عتادٍ=ترجّى حاقداً قلباً سموحا
وما حملت له كفٌ سلاحاً=ولا أدلى فمٌ قولاً صريحا
فلاتجنح الى سلم المعادي=وحمّل قائم السيف الجنوحا
ولا تغمده إلا فوق أرضٍ=يصير ليومها شمساً وريحا
ويحجب أعين الاعداء عينها=وأيدهم و يملؤها فُتوحا
وإن أضحى لهم في الحرب سبقٌ=فإن لربك الخيل السبوحا
وإن محمداً لو كان حيّاً=لضم إليه موسى والمسيحا
وصيّرني المنادي الى رحاها=وغاشيها وشاعرها الفصيحا
قديمة هذه القصيدة وهي هنا لسياط نقدكم