مشاهدة النسخة كاملة : ** خواطر عالقــة **
هبة الأغا
14-01-2008, 10:34 AM
خواطر عالقة ... (1)
http://www.freegaza.ps/files/news_images/weekly6.jpg
أسماء .. وعالقين .. (!)
ليل بارد بلا رحمة، وشتاء قاسٍ هذه المرة، لم يرحم ضعفنا، ولا عرينا، ولا فقرنا...
لم يعرف هذا الشتاء أن نظام التدفئة عندنا ليس مركزياً، بل نتقاسمه مع أعمدة الشوارع، حينما تحنّ علينا شركات الكهرباء بساعات من الانفراج الضوئي، وحينما يحن علينا " شلومو" بقليل من الوقود لتشغيل مصالحنا المعطلة أصلاً .
هممنا بالنوم، بعد أن انتصف ليل فلسطين المشبع بالصقيع، ودقت الساعة الثانية عشرة ليلاً، فإذا بالهاتف يشق سكون الصمت والليل،
وإذ بها إحدى العالقات مثلي، تصيح بي : هبة .. طلع اسمي ..
هنأتها من كل قلبي، واستودعتها ربي، وعدت لمنامٍ لا هانئٌ ولا كريم،
يا الله ..
كم من الآمال ستقتل وسط العالقين الثمانية آلاف ... ..!!
أو بعد هذا الانتظار الطويل _ على وعد ما بعد العيد _ يسافر فقط مائتان مسافر.. !!
فما قلت سوى الصبر يمدنا بنفحاته، فالصبر أيها الفلسطيني الصبّار ..
صبراً .. أيها المحاصر بين أسلاك المعابر، وأعتاب الحدود...
لا تبتأس..
فالليل لن يطول عويله ، والمسافر لابد أن يعود .. بإذن الله ..
هبة الأغا
14-01-2008, 10:40 AM
خواطر عالقة (2)
http://www.freegaza.ps/files/news_images/palestinian-crossing.jpg
لم تظهر الدفعة التاليـة ..
لم تكن الليلة أدفأ من سابقتها، والريح تعوي، والبرد يثقل أجسادنا المتعبة، نبحث عن قليل من دفء هنا، ودفء هناك، وقسوة الليل تزداد مع كل ظلمة تزداد في رحابه .. ونحن كما العادة ... ننتظر.
لم يكن لدينا أدنى شك، أن تظهر أسماء جديدة بعد تلك التي ظهرت أمس، وكلٌ بدأ يجهز نفسه، ويستعد للسفر في وقت السحر، كي تتناسب الآلام مع الأذواق الصهيونية، ويمضي الفلسطيني المغلوب على أمره كما يريدون، أو لست تريدُ أن تسافر؟ فاهنأ بما استطعت الحصول عليه دون غيرك، حتى لو كان رحيلاًَ في أشد أوقات السنة طقساً ..
هاتفتني ليلة أمس صديقتي العالقة الأخرى " إسراء" ، وأخبرتني كم هي مستاءة، فلا تنفك يداها عن عمل " تحديث" لصفحة الشئون المدنية عبر الانترنت، الأمر الذي أرهقها كثيراً، ..
ألم أقل لكم، أننا لم نعد نتقن سوى الانتظـــار .. !!
لم أكترث كثيراً لموضوع السفر، وقلت في نفسي، وقد حفظها قلبي على ظهره " كل تأخيرة وفيها خيرة " ، ثم لم تلبث الكهرباء أن انقطعت، وفرغ شحن هاتفي، ولم يعد ما يوصلني بالعالم الخارجي إلا نبضات قلبي ترسل وتستقبل في هذا الظلام الحالك، تتهادى على ضوء شمعة، تتوسط آمالنا الصغيرة .
قررنا أن ننتقل بأحلامنا لعالم آخر، اعتاد أن يستقبل كلَ مالا تطيق الحقيقة استيعابه منّا،
فنمنا،
وبدأ العقل الباطن يستفرد بنا ..
رأيت المعبر ..
زحام كثير في الطريق ..
حقائب ..
رأيت اسمي مظللاً باللون الأسود الغامق في قائمة المغادرين ..
ولما تأكدت _ في الحلم _ أن اسمي قد ظهر، قررتُ الاستيقاظ من نومي، ونظرت إلى هاتفي فإذا بها الساعة الخامسة فجراً، والكهرباء تحضرنا بحمد الله ..
دقائق معدودة ، كنت أمام صفحة الشئون المدنية على الانترنت ..
لم يكن هناك أيُ أسماء ٍ جديدة ..
فلم تظهر الدفعة التالية بعد ..
جوتيار تمر
14-01-2008, 01:07 PM
العزيزة هبة......
نص حمال للوجيعة ، ترسبت الفجائع في الذوات فغدت ترسمنا في الواقع باشكال وصنوف تتلذذ بموتنا المستمر ، هذه الكلمات تحمل في طياتها انين الانسانية منذ بدء الخليقة ليومنا هذا ، لانها تحولات الانسان عن مساره الانساني وفق معطيات الزمن ورغبات النفس ، حتى اصبح الانسان يحلق في سماء تعذيب الانسان دون قيد او ضمير يوقف ذلك ، وماهذه الصور في معبر رفح وغيرها من المعابر والمساكن والمخيمات والمدن سواء داخل او خارج فلسطين الا صورة الانسان المعاصر ، وقد ابدعت انت في رسم ملامحهم بما يحمل كلماتك من معاني دالة وعميقة.
محبتي لك
جوتيار
أنس إبراهيم
14-01-2008, 02:40 PM
أختي هبة
نصك هذا يحمل الألم الفلسطيني الذي صورته أنت بقضية " السفر " لدى لفلسطينيين التي تكاد تكون
من المستحيل ، والذي أرخيت فيه الحبل للأحلام بأن تكون قادرة على أخذك حيثما تريدي وغدا الحلم الفلسطيني أمل كبير رغم تصويرك له من خلال هذه القضية ...
وكان العنوان الذي وضعتيه للنص هو تشبيه رائع وجميل للقضية الذي أبدعت في التحدث عنها
أختي هبة
نصك بالنسبة لي فاق الجمال
تحيتي لك
وفاء شوكت خضر
14-01-2008, 03:47 PM
الأخت هبة الآغا ..
علقتُ على أسلاككِ الشائكة هنا ككل القلوب التي مرت وستمر على صفحتك ..
حارقة كلماتك ، سلطت رماحا مشتعلة على ضمائر وقلوب كل الصامتين خارج المعبر ..
وصورت ماساة العالقين خراجه وداخله بتكثيف رائع ، فأتت الصور واضحة جلية بكل ما فيها
من معاناة وألم وترقب وانتظار بائس ، صورت حياة الفلسطيني بقسوتها وفجيعتها ..
رائعة أنت بهذا التصوير العميق الذي سكبت من خلاله مشاعر وطنية ، وآلام نفسية يعانيها كل موطن
يعيش تحت ظل الإحتلال ..
نص يستحق التميز ..
ودي ..
د. نجلاء طمان
14-01-2008, 03:54 PM
خواطر عالقة بين البوح الخاطري, والبوح القصصي, لكن جذبتها الخاطرة في شدة. خواطر عالقة بين الوجود واللاوجود, بين الأمل واليأس. خواطر معلقة بين الجمال وروعة التعبير.
صبراً آل فلسطين صبراً.... فرحمة الله قادمة!
دمتِ وروعة التعبير يا متألقة
د. نجلاء طمان
هبة الأغا
15-01-2008, 12:53 AM
العزيزة هبة......
نص حمال للوجيعة ، ترسبت الفجائع في الذوات فغدت ترسمنا في الواقع باشكال وصنوف تتلذذ بموتنا المستمر ، هذه الكلمات تحمل في طياتها انين الانسانية منذ بدء الخليقة ليومنا هذا ، لانها تحولات الانسان عن مساره الانساني وفق معطيات الزمن ورغبات النفس ، حتى اصبح الانسان يحلق في سماء تعذيب الانسان دون قيد او ضمير يوقف ذلك ، وماهذه الصور في معبر رفح وغيرها من المعابر والمساكن والمخيمات والمدن سواء داخل او خارج فلسطين الا صورة الانسان المعاصر ، وقد ابدعت انت في رسم ملامحهم بما يحمل كلماتك من معاني دالة وعميقة.
محبتي لك
جوتيار
هو الألم الذي بدأ يثقبنا ، ...
رحمة الله علينا ..
جوتيار ..
تحيتي :001:
هبة الأغا
15-01-2008, 12:56 AM
أختي هبة
نصك هذا يحمل الألم الفلسطيني الذي صورته أنت بقضية " السفر " لدى لفلسطينيين التي تكاد تكون
من المستحيل ، والذي أرخيت فيه الحبل للأحلام بأن تكون قادرة على أخذك حيثما تريدي وغدا الحلم الفلسطيني أمل كبير رغم تصويرك له من خلال هذه القضية ...
وكان العنوان الذي وضعتيه للنص هو تشبيه رائع وجميل للقضية الذي أبدعت في التحدث عنها
أختي هبة
نصك بالنسبة لي فاق الجمال
تحيتي لك
الجميل هو مرورك أخي أنس ..
أسأل الله فرجاً وفجراً ...
دمت مرافقاً للوجع ..
تحيتي :)
:001:
شجاع الصفدي
15-01-2008, 01:16 AM
أشعر بالوجع مثلكم والله يا هبة ..
فقدنا ما فقدناه بسبب الحصار اللعين وتآمر القريب والغريب
والجار والعدو
يبدو أن رحلة المعاناة الفلسطينية بلا نهاية
فقدنا أعمالا كثيرة وإقامات وفقد غيرنا ما فقد ومصيبة الآخرين لربما أكبر من مصيبتنا ..
أعاننا الله على ما ابتلينا ..
نصك أثار مكامن الجرح الفلسطيني بإتقان
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir