المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عنترة



ابتسام اسماعيل شاكوش
21-01-2008, 09:37 AM
عنترة

استباحت خيل الأعداء ديار بني عبس , نهبت الأموال وسبيت عبلة مع النساء , ركض شداد الى أبنائه صارخا بأعلى صوته : النار ولا العار , لم يكترث أحد لصراخه
صرخ مرة أخرى أمام عنترة : كر عليهم يا عنترة
لم يجبه أحد
أعاد رجاءه : كر وانت حر , سألحقك بنسبي لتكون فارس بني عبس
رفع عنترة رأسه على مهل وتوقفت يداه عن فرز الأوراق والشهادات في الدرج أمامه التفت الى شداد قائلا بهزء : وما أفعل بنسبك ؟ ما أفعل بالحرية التي تعدني بها ؟ وبالفروسية ؟ على من أكر وأنا لا أملك ما يكفيني لتسديد فواتير الهاتف الجوال لي ولعبلة , أريد وظيفة تؤمن لي الراتب المرقوم ,ثم ألحس منها اصبعي , فهل لديك الواسطة؟

عبلة
سبيت عبلة مع نساء بني عبس واقتيدت في موكب الاماء , تلفتت للوراء , لم تر عنترة , صرخت تناديه فما استجاب , مدت يدها من خلال القيد الى حقيبة يدها , أخرجت المرآة وعلبة الألوان , أصلحت ماكياجها وجرت مهرولة الى حارس الموكب ,الجالس خلف نظارة سوداء في سيارة شبحية , لتشكو له تعب ساقيها من المسير في الطابور.
شداد
عاد شداد الى المضارب غاضبا , سحب الأبجر من مربطه , كمم عينيه بسواتر الجلدية الصفيقة ,المزينة بعقود الخرز وكرات الصوف الملون , قرنه بالعربة الحديدية الاسطوانية , اعتلى صهوتها , حاملا السوط بيمناه والبوق بيسراه , وانطلق مناديا في الشوارع والأزقة العربية: مازوووووووت

جوتيار تمر
21-01-2008, 09:13 PM
ابتسام..........

هل نفسر القصة هذه على انها مجرد قصة رمزية ، تحاول تعربية الواقع بصور ومشاهد درامية مستمدة من اغوار التاريخ السحيق ، ربما نظلم القصة بذلك ، فهنا يتحكم تيار وعي قوي في القصة برغم رمزيتها او محاولتها الاختفاء وراء الصور الرامزة ، لانها اعمق بكثير من كونها مجرد صورة ومشهد ردامي ، فالمداليل موحية وهذه الايحاءات تتصف بالتعددية ، وهذه التعددية تتسم بكونها تخرق العادي من الذهن فكيف بذهن المستبصر بالامور والمدرك لها ، لقد اثرت هنا قضية لايستهان بها ، لن اريق دمي دون مقابل ، بل من اجل من افعل ، هل من اجل الوطن ...لقد دنسه هولاء السلاطين الماجنين ، اذا من اجل ماذا .. انا لااملك ابسط حقوقي اذا انا مهمش ، انا اعيش على هامش الوطن نفسه ، اذا فلتحاول عبلة ان تتغلب على مشاكلها بنفسها ، ولست انكر على عبلة ما فعلته ، لانها ايضا ادركت ان لاشيء يفيدها .

رائعة القصة
محبتي لك
جوتيار

ابتسام اسماعيل شاكوش
22-01-2008, 09:48 AM
الاستاذ جوتيار تمر
صباح الخير
أرجو نشر بقية قصتي كما أوردتها لك
ليتسنى للفكرة الوصول الى القراء
تحيتي لك

وهذه بقية القصة
شداد
عاد شداد الى المضارب غاضبا , سحب الأبجر من مربطه , كمم عينيه بسواتر الجلدية الصفيقة ,المزينة بعقود الخرز وكرات الصوف الملون , قرنه بالعربة الحديدية الاسطوانية , اعتلى صهوتها , حاملا السوط بيمناه والبوق بيسراه , وانطلق مناديا في الشوارع والأزقة العربية: مازوووووووت

أحمد محمد حلواني
22-01-2008, 10:31 AM
عزيزتي ابتسام
في القصة أسلوب رائع يجبر القاريء على احترام النص وكاتبه
الفكرة يا سيدتي وصلت غاية في الروعة والجمال
مزيدا من التألق والإبداع
لك مودتي وتقديري

علاء الدين حسو
31-01-2008, 11:37 AM
الاديبة ابتسام لاحاجة للتعريف بها فهي كاتبة باقتدار ونصها هذا من الناحية التقنية لاغبار عليه
ولكن استدعاء شخصية هامة من التاريخ واقحامه بامور حياتية تتغير حسب الظروف استهزاء بالشخصية ..
الا اذا كن المقصود ..ان زمن الادب انقرض وان الكتب لاتنفع سوى للف صندويش الفلافل
لقد اطلقت يا استاذتي الرصاص على عنتر فسقط وهو لا يعرف ما هو الرصاص وماهو النفط

عدنان أحمد البحيصي
04-02-2008, 01:40 PM
ابتسام شاكوش

نراك مرة أخرى ، يا زوجة الأخ الحبيب إلى قلوبنا مصطفى بطحيش، لتطلي علينا بقصة تحكي واقعاً أليماً

بوركت

وفاء شوكت خضر
04-02-2008, 02:45 PM
هي رمزية ، تعبر عن سقوط النخوة العربية في زخم القضايا السياسية والإقتصادية والرشوة والوساطة ..
فعنترة هنا لا يعني عنترة الشخصية التي سجلت مواقفها على صفحات التاريخ قوة وبسالة وشهامة ..
أعتقد أن لا ضير من الاقتباس من بعض قصص التاريخ ما نعبر عن عكس ما كانت عليه ..
فعنترة هذا الزمن يختلف عن عنرة الزمن الآخر ..
بحق أبدعت في تحويل مجرى القص إلى أسلوب ساخر من واقع بات يفرض نفسه علينا ..
الأقاصة الأديبة ابتسام ..
نوع من القصص الساخرة الذي بدأ يغير مسار بعض القصص التي اعتدنا على سماعها ، لتصل بالمتلقي إلى مفارقة بين الزمن والتاريخ والمكان والوقت والحدثورد الفعل ..

تقبلي مروري ..

د. سمير العمري
30-03-2010, 08:07 PM
رصد دقيق لا يخلو من سخرية مرة لواقع عربي مرير. نعم سقطت القيم وانعدمت النخوة واهترأت المروءة ، وأصبح جل اهتمام العرب إما بالجري وراء لقمة العيش بأي ثمن في الأقطار الفقيرة أو بالتمتع بأصناف الرفاهية في الأقطار الثرية.
انشغلوا بكل شيء يخدم الهوى وانعدم عندهم أي اهتمام بخلق أو بدين أو بكرامة أو بوطن.

والسؤال الذي يظل بحاجة إلى أجابة شافية هو .. من المسؤول عن كل هذا وكيف يمكن التغلب عليه؟؟

دام ألقك!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ربيحة الرفاعي
01-04-2010, 01:12 AM
لا تميل نفسي للطعن في الرموز التي جبلنا على احترامها، وقلما راقني نص استخدم رمزا نحتاجة لاستنهاض الأمة في رسم صورة ساخرة مهما كانت، لكنك أيتها المبدعة قلبت الحال، فقد جاءت السخرية هنا أحد وأعتى من صرخة...
جاءت ركلة بقدم النص للأمة الغافية ...
وعلنا نستيقظ
دمت متألقة