تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معلقة أولى .. على جدران العروبة : لطفي زغلول



لطفي زغلول
23-01-2008, 03:46 PM
معلقة أولى
على جدران العروبة

لطفي زغلول


أشكو إليك يا إلهي أمةً
مزريةً أحوالُها .. مخيّبة
لا عرباٌ عاربةٌ ..
باتت .. ولا مستعربة
تحتلُّ ما بين شعوبِ الأرضِ أدنى مرتبة
تمشي على عكازةٍ
ذليلةً عليلةً .. هامتُها محدودبة
عن كلِّ أسبابِ الرقيِّ والمضيِّ ..
والعلوِّ والسموِّ .. والإباءِ أضحت مضربة
ببؤسِ حالِها .. وما آلت إليهِ من هوانٍ معجبة

قد رهنت بلادَها
وضيّعت أمجادَها
ونصّبت مولىً لها .. جلادَها
ماتت جراحُها .. فلم تعدْ تحسُّ أنها
محكومةٌ .. مكلومةٌ .. مظلومةٌ
شقيةٌ معذبة
كلُّ سهامِ الغدرِ والحقدِ لها مُصوّبة

مرت عليها ألفُ ألفِ تجربة
لم تستفدْ لو مرةً من تجربة
كأنها عديمةُ التفكيرِ ..
أو ليسَ لديها ذرةٌ من موهبة
الناسُ في بلادِهم تغيّروا
تحرّروا تطوّروا تنوّروا
ولم تزلْ ترقدُ في قمقمِها معلبة

عشرونَ شعباً أويزيدُ ..
ضاعَ في وحلِ الضياعِ .. إسمُها ..
تاريخُها .. أمجادُها
لم يبقَ إلاّ جسمُها
خيراتُها حكرٌ على جلادِها مُطوّبة
تائهةٌ .. ضلّت إلى برّ الرشادِ دربّها
للشرقِ مرةً تشدُّ رحلَها .. وغالباً مغرِّبة
عما يدورُ تحتَها وفوقَها
وغربَها وشرقَها .. مُغيّبة
من قدميها أفلست .. لراسِها
تسرطنَ الإفلاسِ في إحساسِها
صارَ الهوانُ حجرَ الأساسِ في أساسِها
تنامُ كي تصحو ..
على ذاتِ الحياةِ المُجدبة

باعت فلسطينَ ومَن بها احتمى
وفرّطت بالقدسِ .. بالأقصى .. بكلِّ مُنتمى
وقبلَها .. غرناطةٌ وقُرطبة
قد رضيت بالذلِّ والهوانِ والخنا
وأن توصفَ .. إرهابيةً مُخرّبة

يا ويحَها كيفَ اكتست بعقدةِ النقصِ
كما لو أنّها .. عباءةٌ مُقصّبة
ربّاهُ ما عادت حياةُ منتمٍ إليها .. حلوةً وطيبة
ربّاهُ أخشى أن تكونَ استمرأت
دونيةَ الشعورِ ..
والإحساسُ بالقصورِ ..
صارَ عندها هوايةً مُحبّبة

الشاعر محمود آدم
23-01-2008, 03:52 PM
الأديب لطفي زغلول

طبت و طابت أبياتك!!

اسمح لي أن أعيد قراءة هذه الأبيات:
يا ويحَها كيفَ اكتست بعقدةِ النقصِ
كما لو أنّها .. عباءةٌ مُقصّبة
ربّاهُ ما عادت حياةُ منتمٍ إليها .. حلوةً وطيبة
ربّاهُ أخشى أن تكونَ استمرأت
دونيةَ الشعورِ ..
والإحساسُ بالقصورِ ..
صارَ عندها هوايةً مُحبّبة


محمود آدم

سالم العلوي
23-01-2008, 07:05 PM
أحسنت وأجدت أيها الأديب الشاعر بارك الله فيك
وذكرتني بقصيدة للشاعر الكبير أحمد مطر يقول فيها :

أسرتنا بالغة الكرم،
تحت ثراها غنم حلوبة، وفوقه غنم،
تأكل من أثدائها وتشرب الألم،
لكي تفوز بالرضى من عمنا صنم،
أسرتنا فريدة القيم،
وجودها عدم،
جحورها قمم،
لا آتها نعم،
والكل فيها سادة لكنهم خدم،
أسرنا مؤمنة تطيل من ركوعها،
تطيل من سجودها،
وتطلب النصر على عدوها من هيئة الأمم،
أسرتنا واحدة تجمعها أصالة، ولهجة، ودم،
وبيتنا عشرون غرفة به،
لكن كل غرفة من فوقها علم،
يقول إن دخلت في غرفتنا فأنت متهم،
أسرتنا كبيرة، وليس من عافية أن يكبر الورم!

نور سمحان
23-01-2008, 09:18 PM
الأستاذ الشاعر لطفي زغلول
ما أجمل ما قرأتُ لك هنا
وما أروعها من حروف منثورة دررا على السطور
أجدت القصد والقصيد
تقديري واحترامي

عبدالملك الخديدي
23-01-2008, 10:02 PM
الشاعر الرائع : لطفي زغلول

باعت فلسطينَ ومَن بها احتمى
وفرّطت بالقدسِ .. بالأقصى .. بكلِّ مُنتمى
وقبلَها .. غرناطةٌ وقُرطبة
قد رضيت بالذلِّ والهوانِ والخنا
وأن توصفَ .. إرهابيةً مُخرّبة

بورك فيك اخي الكريم فقد أجدت في المعنى وأبدعت في الشعر وأوصلت الفكرة بأسلوبك الجميل ..

تحيتي وتقديري