تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انكسار الضوء!



ماجدة ماجد صبّاح
01-02-2008, 10:22 AM
انْكِـســـــَــــارُ الضُّــــــــوْء...
وما جاءني من السهر؟ وأنا بين البشر والبشر في طريقي طريق السفر مارة بالشجر والشجر تحت ظل القمر، ومع مروج مارج الصور..أشكو السفر والقدر ولا أتهتّك المفر...
فحمي في مخيلتي وطيسٌ زاحمَ سُكارى البشر واستتر، إني أرى حدّي قد كُلّل وأمري قد دبِّر، وشيء غصني كفيح لفيح النيران تسوح، وجسدي يتلبّط تلبط الأفعى تريد خروج السم منهالة بفزع، وعيني قد شربت مشربا أتته من الشتة واستقته من حطامى صوت فيه صيت، فأرى في الزلقة عينين في محجرهما كوّة تكتوي ونيران ممروجة أرى فيها أنّ مداد الخضاب قد أشعث وأغبر، فيها باض الشيطان وفرّخ، فأعيد نظري إلى تلك الزلقة فأرى أنها تدخلني دنية قبري في سلاسل إبائي لأنقلب، وقد أضيء الطرف مني والبصيرة قد لاقت شجوها لا أدري عدوها إلى أين تعمد؟
خلّة بين كذا وكذا قد خفِّض ورفِّعَ وعمِّدَ وهُتِّكَ فيها، فخلتني ذكرى المواضي أن أدجل ما لاقيت غير أن دجلي إياه قد أخوفني وأنساني أن ما مضى من الأمر لي كثير وما بقي غير القليل سيمضي كالغيث وقد استدبرته الريح غاصة سارحتي عائدة بالوراء ألماً كأنّ يعسوباً يماريني ويهاربني، موصلاً إياي ذُراً فيها من مسير الجوامد وقد حطّت انحطاط الوحوش صاحية من كبدها كأنّ وعول ترابها رمك يحطُّ الشث من قللِ..
فأعدو وراء السراب أريد وصولا، فتهيج سريرتي بالفرح؛ إني أرى حراكاً لعظيم السنام أصبغه ضروع وأمدّه خواصر، فيبسم القلب وقد نأى عن الترح ليستيقظ كلما اقتربت منه شيئا فشيئا لدي مدرك أدركته بعد عظيم الصراع أنّ ما أرى خرابة فيها من الإنس وما أنست غير أناس ممحلين يقطعون ما يلقون جزلاً رمية الغرض نصفين، وقد قطر جبيني وتلألأ منه جمانٌ لا يدان لي أن أتحمل بريقه، وقد عجبت من نفسي..فإنه لا يحل لأحدٍ أن يراه يجد ريح نفسه إلّا مات، يصغي ليتاً ويرفع ليتاً.. فكأين من فريس كبّ على وجهه قد نهس عظمه النغف حين شُجّ وسطه وسقط بلا حراك!؟
إني لأرى انكساراً بين ظهراني الناس قد أضاء مسالِحَ عصبتهم يركبون البخت يسارعون الريح ويتهارجون تهارج الحُمر في فخذ سلَّت عوافي السباع والطير في سبغة، وقد طفق يؤشرها من مفرقها حثالة كحثالة الشعير لا يباليهم الله بالة، إنما هم على فضل ماءٍ بالفلاة قطعوني إياه وقد طلبته؛ فأجابني صوت عثار رافض! ويَيْلي كل شيء عليهم عجيب غير عجيب الذَنب بعيد!
ومع لفيف زهمهم وقد أُخذت أرواحهم من تحت آباطهم وقد بقي في خفة الطير وأخلام السباع زهوهم، ومع لجوج محط نواصيهم وأقدامهم..سقطتُ من كبوة النّيم وارتميت خارّة على وجهي كأن في عيني عنبة طافية!
فرحمني الله قد رفضتُ قدري! وما نلت من حياتي غير المعاناة...
ولكنّي أرى...أنه: انْكِــسـَــــــــارُ الضُّــــــــوْء!

جوتيار تمر
01-02-2008, 11:53 AM
العزيزة ماجدة...
نصك فيه تلاعب رائع بعنصري الزمن والمكان ، وفيه خرق لغوي بديع ، حيث وظفت اللغة هنا بأكمل وجه ، وجعلت من اللغة ادات تعريف بماهية البشر ،يرتقي الوجود الانساني من طور الى طور،وعلى جناحين من نظر وعمل،تنهض البشرية من غور البدائية الى ذرى الوعي،على دوائر لولبية صاعدة،تتراكب حلقاتها بعضا فوق بعض،بارتفاع هرمي معكوس،تتسع كلما ارتفعت، ويتسع معها افق الانسان عقلا ويدا.

دمت بخير

محبتي لك
جوتيار

سهير ابراهيم
01-02-2008, 04:43 PM
الكاتبة ماجدة ماجد صبّاح
نص رائع
احترامي وتقديري

هشام عزاس
01-02-2008, 06:27 PM
المورقة / ماجدة

أرى هنا انكسارا للضوء و انتصارا للذات
نص يستحق التأمل
دمت في رقي

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــــــام

ماجدة ماجد صبّاح
04-02-2008, 07:08 PM
العزيزة ماجدة...
نصك فيه تلاعب رائع بعنصري الزمن والمكان ، وفيه خرق لغوي بديع ، حيث وظفت اللغة هنا بأكمل وجه ، وجعلت من اللغة ادات تعريف بماهية البشر ،يرتقي الوجود الانساني من طور الى طور،وعلى جناحين من نظر وعمل،تنهض البشرية من غور البدائية الى ذرى الوعي،على دوائر لولبية صاعدة،تتراكب حلقاتها بعضا فوق بعض،بارتفاع هرمي معكوس،تتسع كلما ارتفعت، ويتسع معها افق الانسان عقلا ويدا.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

الأستاذ: جوتيار تمر...
ها أنت المتألق دوما، بردك، بحرفك، برأيك...
أشكرك جزيل الشكر للاهتمام المتواصل بما أكتب، واعذرني ..فما عدت أقرأ ما تكتب، ولكنه مجرد تقصير بحقك أستاذي ليس إلا..وإن شاء الله أعود لكتاباتك، فأنا منها أستزيد وأتعلم..
كل الشكر مجددا من أختك/
ماجدة

ماجدة ماجد صبّاح
04-02-2008, 07:09 PM
الكاتبة ماجدة ماجد صبّاح
نص رائع
احترامي وتقديري


ومني كل الاحترام والتقدير

ماجدة ماجد صبّاح
04-02-2008, 07:10 PM
المورقة / ماجدة
أرى هنا انكسارا للضوء و انتصارا للذات
نص يستحق التأمل
دمت في رقي
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــــــام


الأستاذ الفاضل/
أرى هنا نضارة في الصفحة؟
أنيرت بوجودك
دمت بكل عز

وفاء شوكت خضر
10-02-2008, 08:39 PM
الابنة ماجدة ..
نص حمل زخم اللغة وعميق المعاني ، لغة لا يرد موردها إلا قلة قراءة أوكتابة ..

تقبلي مروري ..

سمو الكعبي
10-02-2008, 11:51 PM
الأخت ماجدة :
نص بديع حمل من المعنى والمفردات التي تدل على قوة اللغة وسلامة العبارة عند كاتبها , تسلسل في .
الوصف دونما انقطاع , حيث بدا النص كبساط حريري متصل , لا مقطوعات ككثير من النصوص اليوم .
دنية = دنيا
أحييك .

ماجدة ماجد صبّاح
23-02-2008, 04:30 PM
الابنة ماجدة ..
نص حمل زخم اللغة وعميق المعاني ، لغة لا يرد موردها إلا قلة قراءة أوكتابة ..
تقبلي مروري ..


العزيزة/ وفاء،،،
مرورك يسعدني
أشكرك
لكِ كل الحب

ماجدة ماجد صبّاح
23-02-2008, 04:48 PM
الأخت ماجدة :
نص بديع حمل من المعنى والمفردات التي تدل على قوة اللغة وسلامة العبارة عند كاتبها , تسلسل في .
الوصف دونما انقطاع , حيث بدا النص كبساط حريري متصل , لا مقطوعات ككثير من النصوص اليوم .
دنية = دنيا
أحييك .

الأستاذة: سمو،،،
كم راق لي مرورك هنا! وكم أسعدني!
جميل ردك غاليتي،
ولكن اعذريني
دنية= دنيّة

بابيه أمال
02-06-2011, 01:28 AM
ماجدة
أين غاب عني هذا النص الثري وقتها؟
أكل هذا أتى بسبب السهر فقط صغيرتي؟!! أم هي المخيلة الواسعة، حين تجتاحك حمى الوطيس بين خلاياها ككل مرة ؟؟!

وكم هي ساطعة أشعة ذاك الضوء لتأتي لنا بالصورة أقرب ما تكون واضحة الرؤيا وبسلاسة تعبيرية متمكنة لحظة انكساره !

في داخل الإنسان المسلم عناصر حياته بعد موته كما عناصر موته في حياته.. ليبق الوعي عنصر إدراك للصغير والكبير فينا بأن لا زمرة ناجية سوى من قدر الله لها الرحمة خاتمة حسن وقت المغادرة دون حقائب سفر مادية..

كوني بخير دوما يا ماجدة.. وإن شاء الله أكون على اتصال هناك لأستلم شقاوتك كما المعتاد.
مُشاكسَة : سلامي لمادة التربوي وعلها تكون قد نزعت عنك خاصية السهر تعبا بين فصولها !