تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مع الله ....*



أمير المعالي
26-09-2003, 06:16 PM
:NJ: فطرت النفس على الجمال ....
إذ الله جميل يحب الجمال ....
ويريد لعبده الجمال كله ....
وأجمل الجمال تجريد العبودية ....
خالصة نقية من غير تخليط ....
وبقدر العيش مع موازين الجمال هذه ....
يكون جمال المرء في نسبته ....
ومن خلط فقد شان وغلط ....
نحن للجنيد ونطلب منه الكلام في الحب ....
والحب أرقى الجمال ....
فقال بعد أن أدمعت عيناه وأطرق رأسه :
( عبدٌ ذاهب عن نفسه
متصل بذكر ربه
قائمٌ بأداء حقوقه
ناظر إليه بقلبه
فإن تكلم فبالله
وإن نطق فعن الله
وإن تحرك بأمر الله
وإن سكن فمع الله .
فهو بالله ، ولله ، ومع الله . ) مدارج السالكين 3/16 .

حين الهجوع لا يهجع ....
يتفكر يتأمل يصعد ....
كأنه يسمع تسبيح الملائكة ....
ويرجف قلبه مع النذراة والدعوة إلى الله .
يرى آيات الله تترى ....
ويرجع بصره وهو اليقين ....
كأن قلبه يتذوق عين اليقين ....
ويلبس في جسده برد السلامة والإيمان ....
ويعزم بالله على أن الله ناصره ....
مهما اشتد الصراع ....
ومهما بلغ الخطر ....
ومهنا بلغت الحناجر في القلوب ....
يجوب مع النبي عليه الصلاة والسلام
في غزواته وفي فتوحاته ....
وفي صيحات رهط الصحب الكرام تسكين لدمه الفائر ....
ثم يطوف به قلبه في رهط التقى ....
فيشغفهم ودا ....
ويطمع في زمرتهم ....
ويزداد كرهه لمن كفر ....
ومن هوى ومن غدر ....

جمعها الأميري في أبيات :
مع الله في سبحات الفكر
مع الله في لمحات البصر
مع الله حال احتدام الخطر
مع الله في الرهط والمؤتمر
مع الله في حب أهل التقى
مع الله في كره من فجر

كأن الأميري كان حاضرا لمجلس الجنيد ....
فأنظر أنت أين مجلسك ! ....
وارجع بصرك فيما قيل ....
وتأمل في جلسة الجنيد ....
وكيف أطرق برأسه ....
وكيف سالت منه الدموع ....
واسأل دموعك! ....*


:NJ: مع الله فيما سبق ....
مع الله بما نطق ....
معلنا البراءة ممن شرَق ....
طامحا للعلا بقلب خلِق ....
دافعا هواه كيفما اتسق ....
ترقص روحه للجنان ....
ويرجف بدنه من النيران ....
قدوته الزاهد عبد العزيز بن أبي رواد :
( كأنه يطلع على القيامة ) تهذيب التهذيب 6/339 .
وتفنى في قلبه قبل عقله الدنيا ....
كل الدنيا ....

فتكون مجالس قلبه إن لم تسعفه مجالس إخوانه ....
كمثل مجالس الإمام أحمد :
( مجالس آخرة ، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا ) مناقب أحمد/214 .
حصار أخروي لقلب غطاءه دنيوي ....
أول منازل هذه الدنيوية فيه : الهوى ....
وإنما سمي هوى ( لأنه يهوي بصاحبه ) ....
يخشى أن يكون هو كمثل الآية :
( والنجم إذا هوى ) سقط ....
سقط أو تعثر أو وقع أو انكبح ....
كلها مانعة من صعود واتزان ....
وما الهوى إلا وسخ في القلب ....
أو ضيق في رؤية الحق ....
أو شهوة جامحة ....
أو شبهة سابحة ....

تُغبش عليه صفاء الكوكب الدري ....
وتعكر صفو الزيت الرباني ....
ويعلو السواد المشكاة ....
فما ترى إلا لهيبا أسودا ....
لا ينير طريقا ، ولا يعين قاصدا ....
ولا تثمر شجرته إذ الجذر في الهواء ....
وقد علاها الوسخ ....
فإما الصرع بالهوى ....
وإما تذكر الأمثال ....
( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ
الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ
كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ
زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ
نُورٌ عَلَى نُورٍ
يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ
وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) النور /35

ويحك يا نفس ....
تتركين نورا على نور ....
وتهملين الشجرة المباركة ....
وتتنفسين الغبار ....
يصدع فيك شيخ الإسلام ابن تيمية :
( المأسور من أسره هواه ) .
تقعين في الأسر وهو أسر ! ....
وتحبين السجن وهو الحبس ! ....
ثم تظنين أنها زيتونة ! ....

كلا ... الحرية هي الرداء ....
وفي عزمات عبد الوهاب عزام تعريض بمثلك :
قيّد الحُرّ نفسه برضاه
وأبى في الحياة قيدٌ سواه
وترى العبد راضياً كل قيد
غير تقييد نفسه عن هواه

قيد العبودية لله ما هو بقيد ....
يظن القلب البليد أنه قيد ....
فيطلب التحرر منه فيهوى ....
ويجوب عرصاته وميادينه .....
تاركا حرية الارتباط ....
مستنكفا عن الصعود للعلياء ....
يهمس في أذنه وليد الأعظمي :
والقلب ما لم يكن بالله مرتبطا
فإنما هو بالأهواء جوّاب

ويحك يا نفس أفيقي ....
تبتغين أبيات الأميري !....
وعقد الإمارة قد هوى ....
تدعين أنك مع الله ....
ووسخ الهوى يمنع دعاء الملائكة ....
وقد تشوه المحراب ....

رب طهر قلوبا تحبك ....
رب سلم أفئدة تريدك ....
رب أعن أرواحا تبتغي رضاك ....*

بكاء الياسمين
26-09-2003, 07:46 PM
ويحك يا نفس أفيقي ....
تبتغين أبيات الأميري !....
وعقد الإمارة قد هوى ....
تدعين أنك مع الله ....
ووسخ الهوى يمنع دعاء الملائكة ....
وقد تشوه المحراب ....

رب طهر قلوبا تحبك ....
رب سلم أفئدة تريدك ....
رب أعن أرواحا تبتغي رضاك ....*

بارك الله بك سيدي
واللهِ واللهِ قد أبكيتني
فوق بكائي

لاأدري..غرقت غرقت بما أردت ان يصلنا
وضعت يدي على وجنتي
وغرقت بها

مجرد تسجيل اعجاب
وشكرك جزيل الشكر
من بكاء هزّ داخلي
من نوع جديد
مذاقه جديد
وكم جميل هذا المذاق

تحياتي وتقديري

بكاء الياسمين

أمير المعالي
02-10-2003, 02:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله أختي الكريمة بكاء الياسمين ، إنما أنا أخوك أيتها الكريمة ولست بسيد ، الله اسأل أن تكون هذه الدموع منجاة في يوم آخِر .

والشكر موصول لك ولكل ينابع هذه الواحة العطرة .

حنظلة
02-10-2003, 03:43 AM
أخي الكريم .. أمير المعالي

ما أحلى تلك الدرر التي انتظمتها بخيط ذهبي رائع

أعجبني ما قاله الأميري ولا زال يتردد في خاطري منذ قرأته

مع الله في سبحات الفكر
مع الله في لمحات البصر
مع الله حال احتدام الخطر
مع الله في الرهط والمؤتمر
مع الله في حب أهل التقى
مع الله في كره من فجر

.....

مع الله حين السرور
مع الله حين الكدر
مع الله حين اشتداد الكروب
مع الله قرب السحر

.....

أبقاك الله للمعالي أميرا

عدنان أحمد البحيصي
02-10-2003, 10:05 AM
أخي الكريم
أمير المعالي
كلمات تسيل وتسيل منا الدموع
تلامس منا شغاف القلوب
وتجدد البيعة مع الواحد الأحد
وتعلن البراءة ممن كفر

اخي قلمك قلم نفتقده فلا تحرمنا كثيرا

واسمحج لي بنسخة لدوحة الفكر الإسلامي

ياسمين
02-10-2003, 01:46 PM
أخي الكريم
أمير المعالي
كلمات تسيل وتسيل منا الدموع
تلامس منا شغاف القلوب
وتجدد البيعة مع الواحد الأحد
وتعلن البراءة ممن كفر



تحياتى لقلم حروفه من نور

بارك الله فيك اخى العزيز

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

خالد عمر بن سميدع
02-10-2003, 04:35 PM
يرفع مجددا .....





:010:

نعيمه الهاشمي
30-10-2003, 12:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


امير المعالى سبحان الله انت اسم على مسمى

فكرك وطهارتك سريرتك تاخدنا الى المعالى


مع الله الواحد القهار المؤمن المهيمن العزيز الجبار

له الحمد والفضل والثناء عدد خلقه ورضى نفسه

جزاك الله خير يا مير العالى

وكل عام وهذا القلب الطاهر بخير

أمير المعالي
30-10-2003, 11:44 PM
حماكم الله جميعا وجعلنا من أهله وخاصته . :0014:

نعيمه الهاشمي
16-11-2003, 09:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للرفع لنقطف ثمارها فى هذا الشهر المبارك

ومع الله

د. سمير العمري
14-01-2004, 05:35 AM
أخي أبا المعالي:

أعلى الله من قدرك.

كم نحن بحاجة إلى هذا النقاء والتواصل مع الخالق.



تحياتي وشوقي
:os:

أمير المعالي
15-01-2004, 11:22 AM
حيا الله الأطهار ..

وجدت هذه الأبيات التي تزيد المعية أنوارا ...

***


مع اللهِ في القلب لمّا انكسَرْ *** مع الله في الدمع لما انهمَرْ

مع الله في التَّوب رغم الهوى *** مع الله في الذّنْب لما استتَرْ

مع الله في الروحِ فوق السما *** مع الله في الجسم لما عثَرْ

يُنادي يناجي: أيا خالقي *** عثرتُ.. زللتُ.. فأين المفرّ؟!

مع الله في نسمات الصباحِ *** وعند المسا في ظلال القمرْ

مع الله في يقظةٍ في البكور *** مع الله في النوم بعد السهرْ

مع الله فجراً.. مع الله ظهراً *** مع الله عَصراً.. وعند السحَرْ

مع الله سرّاً.. مع الله جهراً *** وحين نَجِدُّ، وحين السَّمَرْ

مع الله عند رجوع الغريبِ *** ولُقيا الأحبَّة بعد السّفرْ

مع الله في عَبْرةِ النادمين *** مع الله في العَبَرات الأُخَرْ

تبوح وتُخبر عن سرِّها *** وفي طُهرها يَستحمُّ القمرْ

مع الله في جاريات الرياحِ *** تثير السحاب فيَهمي المطرْ

فتصحو الحياةُ.. ويربو النباتُ *** وتزهو الزهورُ.. ويحلو الثمرْ

مع الله في الجُرح لما انمحى *** مع الله في العظم لما انجبرْ

مع الله في الكرب لما انجلى *** مع الله في الهمِّ لما اندثرْ

مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ *** وتسليمهِ بالقضا والقدرْ

مع الله في عَزَمات الجهادِ *** تقود الأسودَ إلى من كَفَرْ

مع الله عند الْتحام الصفوفِ *** وعند الثباتِ، وبعد الظَفَرْ

مع الله حين يثور الضميرُ *** وتصحو البصيرةُ.. يصحو البصرْ

وعند الركوعِ.. وعند الخشوعِ *** وعند الصَّفا حين تُتلى السُّوَرْ

مع الله قبل انبثاق الحياة *** وبعد الممات.. وتحت الحُفَرْ

مع الله حين نجوز الصراطَ *** نلوذُ.. نعوذ به من سَقَرْ

مع الله في سدرة المنتهى *** مع الله حين يَطيبُ النظرْ

نعيمه الهاشمي
28-09-2004, 02:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الاخ الفاضل أمير المعالي

اشتقنا لكتاباتك الراقية الروحانية

عسى المانع خير

للرفع هذه الدرر العظيمة

أمير المعالي
28-09-2004, 05:31 PM
الأخت الفاضلة نعيمة الهاشمي الأخ النبيل سمير العمري الإخوة والأخوات الأعزاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على اهتمامكم ويعلم الله أني أشتقت للواحة وأهلها الأطهار ، عسى الله أن يوصلنا لرمضان ، وأن يمن علينا بعتق من نيرانه ..

فلا تنسوني من صالح الدعاء ،،

:0014:

حوراء آل بورنو
28-09-2004, 06:19 PM
أخي ..
ما أجمل ما انتقيت ، و ما أجمل ما كتبت .

رعاك الله .

أمير المعالي
23-10-2004, 01:42 PM
لم يرتكب " المؤمن " معصية في جنب الله تعالى كمثل ابتعاده عليه باطناً ؛ يمسي وقتها متعلقاً بأي شيء ، حتى لو كان هذا الشيء ، لا يساوي شيئاً ، لأن البعد في الباطن شراسته في عض النفس والروح لا تعدلها شراسة . وقد ترتع النفس برغم هذا الوخز في قفار هذا الجفاء غير آبهة بنفسها ، لأنها تؤدي ـ زاعمة ـ ما عليها ظاهراً ، حتى تأتي نفحات الرب الحبيب ، وترسل ريح طيبة ، تدفع ما ارتفع على النفس من تراب ، وتبدأ رويداً رويداً تتنسم عبير الانتباه ،وأريج البصيرة ، وياسمين الحنين إلى رياض خضرةٍ نضرةٍ ، حنيناً لتلك المعاني ولو كانت تعيش في مفازة مِن الوحل مُكرهة .

ومع دبيب هذه المعاني شيئاً فشيئاً ، تبدأ الجوارح في تعبها ، تعبٌ حقيقي ، لكن فيه لذة ،فيه نشوى ، كأن كل جارحة لها وجه مبتسم رغم تألمها ، ابتسامة براءة ، وابتسامة شوق ، وابتسامة أمل، بكل الألم !


ذل .. العلو



يا مـن لـه تعلـو الوجـوه وتخـشـعُ *** ولأمـره كل الخـلائق تخضعُ ( 1 )
أعلو إليـك بجبـهـة لم أحنِـهـا *** إلا لوجهـك ساجداً أتضــرعُ
وإليـك أبسط كفَّ ذلٍّ لـم تـكـن *** يوماً لغيـر سؤال فضـلك ترفعُ
أنا من علمت المذنبُ العاصي الذي *** زادت خطاياه فجاءك يهـرعُ
أنا إن عصيت فذاك من نقصي,ومنْ *** غير الإله له الكمال الأرفـعُ
لولا هـداك ونفـضـة عـلويـّة *** أودعـتها روحي لكـان المرجعُ
يا رب عـبدك عند بابـك واقـفٌ *** يدعوك دعوة من يخاف ويطمعُ
يا رب إن أك في الحقــوق مفرطًا *** فلأنت أبصر بالقلوب وأسمعُ
بين الجوانح خافـق يهوى التــقى *** ويضيق كرهاً بالذنوبِ ويجزعُ
وأحب ذكرك, والقلوب إذا خلـت *** من ذكــر ربي فهْي بورٌ بلقـعُ
يا رب ما لي غيـر بابك مفـزعٌ *** آوي إليــه إذا يعـزُّ المـفـزع
ما لي لغير دمعي إليك وسيلة *** وجزاعـتي ولمن سواك سأجزع
إن لم أقــف بالبـاب راجي رحمةٍ *** فلأيِّ باب غـير بابك أضـرعُ
هذا أوان العفـو منك تفـضـلاً *** يا من له تعلو الوجه وتخشع


تلك الشراسة في نهش باطن الاتصال بالله ..
ليس لها من حل إلا العلو ..
لكنه العلو الذليل المنكسر ..
ولن يرتقي إن رام علواً في استعلاء ..
إنما يكون حينئذ الوضيع في التراب ..
في الدنيا ، وتحت الأقدام في الآخرة ..
إنما هو علو الخشوع ..
لمن تخضع له الكائنات ..
وبها يسيطر ويتحكم ..
وما من شيء منها إلا آخذ بناصيته ..

لكن حين تنغرس في النفس أنياب الغفلة ..
يظن المرء أن تلك النواصي تقدر على شيء !..
يهرع هنا ، يجري هناك ، يهرول هنالك ..
وأمرها في يد الله كلها ، بل نواصيها ! ..
فيعلو " فوق " عندما يدرك ويعي ويبصر ..
لا ينحني ، لا ينكسر ، لا يخضع ، لا لا لا ..
إلا لرب كل شيء ، ومليكه ..
يظنه البعض متكبرا ! ، لكنه الراكب فوق ..
يظنه البعض متعاليا ! لكنه الذليل تحت ..
يظنه البعض مغرورا ! لكنه الصاعد في توسط ..
يركب بخوف منه ورغبة ..
ويذل بحب له ورهبة ..
ويصعد شوقا إلى يد النبي توقا ..

قد يعض الظرف النفس بنابه ...
فتذهل عن معاني العزة فيها ...
وتتملق وتركن وتذل للظروف ...
ولمن في تلك الظروف ...
لكن المؤمن ينتبه ..
يتفطن يتيقظ ، يصعق ذاته ! ...
إن لمست عزته فضلا عن غرس أنياب ...
فلا تكون ذلته إلا بين يدي ربه ..
مهما كان هذا الغير ...
أخ ، صديق ، قريب ، رحم ...
أو لمن لا رحمة فيه ...
إنه اعتراف بالذنب والتكرس في الخطايا ...
هو السبب عن هذا الذهول ...
فلا حل ، إلا بالهرع للكبير المتعال ...
تهزه أبياتٌ أميرية عذبة صاعدة :
( عليك وحدك بعد الله فأعتمد
وانهض بعبئك لا تلوي على أحد
ألست حراً ، وزاد الحر همته
القعساء ، في رخو عيش كان أو كَبد
فاكبح ترددها .. وأقدح توقدها
وإن خبوت ! فلذ بالله واتقد )

لا تلوي على أحد !!
لأنك حر وزادك معك ..
تأمل في زادك وفي معياره ..
أهو في سفول أم في ارتقاء ..
كن راقيا ..
فلا يثنيك الرخو والتعب ..
انطلق في هذا الباب دون كوابح ..
وزد من زيت العزيمة واتقد ..
فإن ذبلت رفرفة قلبك ..
فأقرع الأبواب فإنه يناديك ..
هلم إلي فإني أغفر وأتوب وأعين ..
إنها روحك التي جاءت من علو ..
لا تقبل أن تكون سوياً إلا في العلو ..
يا رب لذت ببابك ..
وتمسكت بمحرابك ..
وأنخت قلبي بسمائك ..
ليس لي إلا أنت ..

لك أسعى لا أُملُ ..
لك أرغب لا أكلُ ..
لك أخشى لا أضل ..
لك أطمع لا أذل ..
يا رب يا رب يا رب ..
أنت أعلم بحال وأبصر ..
إنْ جنيت واقترفت وتعديت ..
فأنت تعلم حبي لأهل التقى ..
وحبي لكاتبك ودينك ونبيك ..
وأكره وأمقت وأبغض كل ذنب ..
لكنه الضعف والخور والغفلة ..
يكاد القلب يرقص عند ذكرك ..
يكاد الجسد يهيم عند همسك ..
تكاد الروح تحلق عند مناجاتك ..
تكاد النفس ترتفع عند دعائك ..
يا رب هذه ذنوبي أقدمها بين يديك ..
مقر معترف على جنايتي ..
فمن ألوذ يا الله ..
ولمن أهرب يا ودود ..
وإلى من أشتكي يا قوي ..
ومن ذا الذي يفتح الأبواب غيرك ..
عز المعين يا رحمن ..
وقل الخدين يا حبيب ..
وندر الوفي يا ولي ..
يا رب اجعل جزعي لك موصولا ..
يا رب اجعل دمعي لك موفورا ..
يا رب اجعل قلبي لك وقورا ..
يا رب اجعل روحي بك متعلقة ..
ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ..
منّ علينا بعفو يا كريم ..
جد علينا بستر يا حليم ..
امنح رقابنا عقتا من نيرانك ..
وطمن قلوبنا بنعيم جنانك ..
فقد لذنا بباك ..
---------------------------

( 1 ) هذه الأبيات لفضيلة العلاّمة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله تعالى .

حنظلة
24-10-2004, 01:02 AM
أيها الأخ الكريم أمير المعالي ...

ما أجمل الموعظة حينما تكون بهذا الأسلوب الأدبي الجميل.

أخي الكريم أستأذنك في نقلها إلى هناك حيث نتمنى أن نلقاك.

أمير المعالي
24-04-2007, 06:00 PM
أتيت أحييكم ولم أجد أنسب من هذا الموضوع " مع الله "

لكم من الوداد باقة

بابيه أمال
25-04-2007, 02:10 AM
أمير المعالي سلام الله عليك

أسأل من سواكا أن يجعل الجنة مثواكا.. ويكمل فرحتك بأن يعطيك رضاه عنك دنيا وآخرة..
شكرا لكل حرف سطرته هنا.. ودمت بخير..

عبدالصمد حسن زيبار
30-06-2007, 12:35 AM
أين أنت أيها الأخ الفاضل
أمير المعالي
اشتقنا الى عطرك السامق
منذ منتدى الرواق
محبتي و قلبي يحن لمعانقة نقائك أيها الغالي

عبدالصمد

حسنية تدركيت
30-06-2007, 12:27 PM
نص رائع جدا
جزاك ربي الجنة اخي الفاضل

يسرى علي آل فنه
30-06-2007, 09:13 PM
مع اللهِ في القلب لمّا انكسَرْ *** مع الله في الدمع لما انهمَرْ

مع الله في التَّوب رغم الهوى *** مع الله في الذّنْب لما استتَرْ

مع الله في الروحِ فوق السما *** مع الله في الجسم لما عثَرْ

يُنادي يناجي: أيا خالقي *** عثرتُ.. زللتُ.. فأين المفرّ؟!

مع الله في نسمات الصباحِ *** وعند المسا في ظلال القمرْ

مع الله في يقظةٍ في البكور *** مع الله في النوم بعد السهرْ

مع الله فجراً.. مع الله ظهراً *** مع الله عَصراً.. وعند السحَرْ

مع الله سرّاً.. مع الله جهراً *** وحين نَجِدُّ، وحين السَّمَرْ

مع الله عند رجوع الغريبِ *** ولُقيا الأحبَّة بعد السّفرْ

مع الله في عَبْرةِ النادمين *** مع الله في العَبَرات الأُخَرْ

تبوح وتُخبر عن سرِّها *** وفي طُهرها يَستحمُّ القمرْ

مع الله في جاريات الرياحِ *** تثير السحاب فيَهمي المطرْ

فتصحو الحياةُ.. ويربو النباتُ *** وتزهو الزهورُ.. ويحلو الثمرْ

مع الله في الجُرح لما انمحى *** مع الله في العظم لما انجبرْ

مع الله في الكرب لما انجلى *** مع الله في الهمِّ لما اندثرْ

مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ *** وتسليمهِ بالقضا والقدرْ

مع الله في عَزَمات الجهادِ *** تقود الأسودَ إلى من كَفَرْ

مع الله عند الْتحام الصفوفِ *** وعند الثباتِ، وبعد الظَفَرْ

مع الله حين يثور الضميرُ *** وتصحو البصيرةُ.. يصحو البصرْ

وعند الركوعِ.. وعند الخشوعِ *** وعند الصَّفا حين تُتلى السُّوَرْ

مع الله قبل انبثاق الحياة *** وبعد الممات.. وتحت الحُفَرْ

مع الله حين نجوز الصراطَ *** نلوذُ.. نعوذ به من سَقَرْ

مع الله في سدرة المنتهى *** مع الله حين يَطيبُ النظرْ

*********

سبحان الله و لاإله إلا الله

بوركت أخي الفاضل وأكرمك ربي بكل خير

نصحك طيب كريم ينقي القلب ويغسله من أدران الغفلة

جعله الله تعالى في ميزان حسناتك