المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوسادة الفارغة



عدنان أحمد البحيصي
04-02-2008, 01:58 PM
زهرة ، أيتها الفتاة الطيبة الخلوقة ، أعدك أن أعود قريباً ، لا تجزعي لا تحزني ، حبيبتي .
كان ذلك صوت أحمد ، في ليلة من ليالي الشتاء يهتف للنائمة بقلق ، تركها زوجها ، إنها تعلم أنه في مهمة للوطن، لكن شوقها إليه منعها من النوم العميق لثلاثة أشهر، تتلمس كل مكان جلس فيه في حنايا البيت ، وقبل ذلك تتلمس ما تركه في حنايا قلبها من جمال ، من حب للوطن ، للأرض ومن حب لها .
تستقيظ في الليل باحثة عنه ، وكأنها لا تصدق غيابه عنها ، تعود إلى رشدها ، تنظر إلى الوسادة الفارغة ، تدمع عيناها ، ثم تشعر بحركته ، ذلك المشاغب الذي يسكن بطنها يحاول أن يخرج للضوء ، تبتسم ، وتتسائل :هل تشهد يا احمد مولد ابنك؟
طوال مدة غيابه لم يكلمها بالهاتف قط ، كانت تلك تعليمات القيادة ، لا اتصالات ، لا تواصل مع أحد من الداخل، وكان أحمد يدرك أن أي مخالفة للأمر تعرض مهمته للفشل.
كادت تعاف الطعام، لكنها في كل مرة تتذكر أحمد يطعمها بيديها قائلاً : كلي جيداً ، حتى يخرج الأبن قوياً كأبيه، جميلاً كأمه، فتقبل على الطعام ، حتى لا يحزن زوجها الغائب عنها.
ينظر إليها بحنان ، يكلمها برقة ، واليوم تشعر بأنها تفتقده ، تفتقد حنانه ، رقته ، همسه ، شعره الجميل الذي يتغني به متغزلاً بها.
أحمد .... أحمد حبيبي ، اين انت ؟ تتسائل وقد تمددت على سرير المشفى القريب تنتظر المولود، ربما كان شوقها لأحمد مسلياً لها عن ألام الوضع.
جاءت الممرضة ، أخذت تعالج الوضع بحكمة الخبيرة، صرخ الطفل ، و"مبروك" قالت الممرضة.
وضعت زهرة وليدها على صدرها ، ألقمته ثديها ، ذهبت الممرضة قليلاً لتعود إليها قائلة : زوجك بالباب يستأذن بالدخول ، دهشت زهرة ، أطل رأسه الجميل من وراء الباب ، مبتسماً كعادته ، ينظر إليها ذات النظرة الحانية، تبتسم زهرة ثم تبكي وهي تقول : أحمد
انتهت

جوتيار تمر
05-02-2008, 12:07 AM
البحيصي المبدع..
السردية محكمة من حيث البناء ، وتلازم الصورة المشهدية مع التركيبة اللفظية ، والمضمون لي وقفة عليه ، لاني قد اختلف معك في فحواه ، هذا اذا كنت تؤمن بما آل اليه وضع زهرة ، وتؤيد الفعل هذا ،فحب الوطن ليس من شك نراه واجب وفضيلة وقدسيته لاتوصف ولاتحدد بشيء ، لكن لنعد الى المكنون الاساسي للوجود ، هل الارض هو محور الوجود ، أم ان الانسان نفسه هو محوره ، الاساس ، ليس من حيث المادية ، او مايتعلق بالمسائل الجيولوجية ، انما من حيث الخليقة والخلق ، من هذا المنطق الانسان قبل كل شيء ، الانسان ثم الارض الوطن ، لان الوطن بلا انسان لايساوي شيئا ، فكيف اذا بوطن يدفن ابنائه بهكذا طريقة ، يولد هنا واحد وهذا دلالة استمرارية ، لكن يولد يتميا ، وهل كل البشر يتساون في تحمل البقاء دون معصية ، وكم من مشكلة اجتماعية تخلق جراء فقد كهذا ، وام تعيش على ذكرى فقيد لم يعد لانه يلبي نداء الوطن ، وكم من ام او فتاة تصمد ، أ لم يأمر عمر بن الخطاب المقاتلين بالعودة بعد مضي اشهر طويلة على بقائهم في ساحات القتال من اجل عوائلهم ،اذا ، فحوى القصة تحتاج الى اعادة نظر بلاشك هذه وجهة نظري.

محبتي لك
جوتيار

عدنان أحمد البحيصي
06-02-2008, 01:48 PM
البحيصي المبدع..
السردية محكمة من حيث البناء ، وتلازم الصورة المشهدية مع التركيبة اللفظية ، والمضمون لي وقفة عليه ، لاني قد اختلف معك في فحواه ، هذا اذا كنت تؤمن بما آل اليه وضع زهرة ، وتؤيد الفعل هذا ،فحب الوطن ليس من شك نراه واجب وفضيلة وقدسيته لاتوصف ولاتحدد بشيء ، لكن لنعد الى المكنون الاساسي للوجود ، هل الارض هو محور الوجود ، أم ان الانسان نفسه هو محوره ، الاساس ، ليس من حيث المادية ، او مايتعلق بالمسائل الجيولوجية ، انما من حيث الخليقة والخلق ، من هذا المنطق الانسان قبل كل شيء ، الانسان ثم الارض الوطن ، لان الوطن بلا انسان لايساوي شيئا ، فكيف اذا بوطن يدفن ابنائه بهكذا طريقة ، يولد هنا واحد وهذا دلالة استمرارية ، لكن يولد يتميا ، وهل كل البشر يتساون في تحمل البقاء دون معصية ، وكم من مشكلة اجتماعية تخلق جراء فقد كهذا ، وام تعيش على ذكرى فقيد لم يعد لانه يلبي نداء الوطن ، وكم من ام او فتاة تصمد ، أ لم يأمر عمر بن الخطاب المقاتلين بالعودة بعد مضي اشهر طويلة على بقائهم في ساحات القتال من اجل عوائلهم ،اذا ، فحوى القصة تحتاج الى اعادة نظر بلاشك هذه وجهة نظري.
محبتي لك
جوتيار

أخي جو الرائع
أشكر لك مرورك الثري بالفائدة، نعم أخي ، نداء الوطن هو نداء الإنسان نفسه، فما قيمة الإنسان بلا كرامة الإنتماء ، وما قيمة الوطن بلا إنسان يحميه؟
أحمد هنا يلبي _ كعادته _ نداء الوطن ـ لكنه في الوقت ذاته لا ينسى نداء الإنسانية في ذاته، أظن أن ثلاثة أشهر ليست بالمدة الطويلة ، ولكن الأمر يعود لزهرة التي ما تعودت غياب زوجها عنها ، فكيف وقد أوشكت أن تضع مولودها البكر ، ثم ألا ترى معي أن أحمد بإطلالته المفاجئة السريعة في آخر القصة على زوجه في غرفة الولادة كان لها مدولاتها الإنسانية العميقة؟

شكراً لك أيها المبدع

سعيد محمد الجندوبي
09-02-2008, 07:11 PM
المبدع العزيز عدنان

قصّة حكمت علينا ظروف وطننا الكبير أن نشهدها تتكرر.. سواء في مناطق الإحتلال أو في مواطن الطغيان..
تناول جميل لفكرة التضحية من أجل حياة كريمة.. والكرامة أول حاجيات الإنسان

مع محبتي

سعيد محمد الجندوبي

عدنان أحمد البحيصي
09-02-2008, 08:46 PM
المبدع العزيز عدنان
قصّة حكمت علينا ظروف وطننا الكبير أن نشهدها تتكرر.. سواء في مناطق الإحتلال أو في مواطن الطغيان..
تناول جميل لفكرة التضحية من أجل حياة كريمة.. والكرامة أول حاجيات الإنسان
مع محبتي
سعيد محمد الجندوبي

الاخ العزيز سعيد

محبتي لك وسرني أن مررت على قصتي المتواضعة بهذه الكلمات الرائعة

بوركت

خالد ابراهيم
17-02-2008, 09:12 AM
المبدع الجميل عدنان
كنت رائعا فى تسجيل اللقطة الإنسانية بعدسة زووم ذات جودة عالية
أحييك على العمل وأود القول أن العمل خرج حسبما تريد أنت وليس نحن ولكنك وفقت فى توصيل ما تريده وهذا هو المهم
أعود لتقديم التحية والتمنيات الصادقة للك
تقبل مودتى
خالد

عدنان أحمد البحيصي
18-02-2008, 12:27 PM
المبدع الجميل عدنان
كنت رائعا فى تسجيل اللقطة الإنسانية بعدسة زووم ذات جودة عالية
أحييك على العمل وأود القول أن العمل خرج حسبما تريد أنت وليس نحن ولكنك وفقت فى توصيل ما تريده وهذا هو المهم
أعود لتقديم التحية والتمنيات الصادقة للك
تقبل مودتى
خالد



أخي الحبيب الغالي خالد إبراهيم

أبهجني حضورك الطيب هاهنا ، أشكرك لهذه الكلمات النيرة ولهذا الألق الرائع
بوركت أخي