تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حائط المبْكَى



عطاف سالم
14-02-2008, 02:36 AM
حائـطُ المـبـْكَـى
إني نسجتكَ من دمي ذات يومٍ وغزلتُ منكَ الرّوحَ والمعاني والشعورْ
وخلقتُ لكَ القلب ناراً ونورْ , وأسرجتُ في عيني الدموع تضيء لكَ المسالكَ والدُّروب , وأشعلتُ لكَ النّار من أضلعي تستدفيء بها من صقيع الورى والدّهور
وهيّجتْ لكَ الشِّعار في معابر روحي كي تنعم بالسلامة والسكون في ظلّ معارككَ الشّقية بالوجد في صفحات السرابْ , وكنتُ أنا صفحتك المليئة بالحقيقة والحياة بلا شجونٍ أو عذابْ ..
ياويح أوردتي التي بدتْ تعوي وماعرفتُ أنا العواء والنواح إلا معكَ ..
ياويحها ماذا أقولُ لها وقد خنتَها وصفعتَها بغتةً دون أن تعي تلهُّبها من فيحِ انتظارك العتيق ؟!
أسهدتُ معي الكون حولي , أجهدّتُه لأجلكَ , وباتَ مُشفقاً مني وأنتَ في غياباته تغدو وتروحْ ولاحتى ترى أو حتى تلوحْ ...
تلوكُ أطرافَ البقايا حولكَ من ظلالي ثم تمجُّها أعناباً ممضَّغةً مسخةً لامعالم لها لاصورة لاظلّ لاحسّ أو شيءٍ من نبض ٍ يئنْ ..
ياربَّ من صنع اللّظى في مهجتي من قوسِ قَسْوَتكَ - التي ماذقتُها قبل يوماً إلا وكانت قوساً من جديدٍ حاد - اغفر لقلبي غفلتَهُ وتهدُّجَهُ في طريق الجنون حيرانَ ثملاً من خمورٍ ليس لها من الخمور غير البلادةِ في نفورٍ وغيابةٍ وجمودٍ وشرودْ ..!
أوّاه أين أهرب من نفسي التي أراها تتكسّرُ وليس في يدى كيف ألملمها وأنا المُكسّرةُ الحنايا والضلوع , مُهشّمةُ البقايا من حنيني واشتياقي اللقيط ؟!
قد طالما كنتُ قد رضيتُ أن أدفنَ لكَ جُرحي من جديدٍ كُلّما تحفَّز للنزيفْ , وخنقتُ لأجلكَ الآهَ كُلّما مزّقتني بيدٍ من حديدْ , واستنشقتُ حبّكَ رِضَىً وحُبّاً , فألقمْتَنِيهِ على مَضَض ٍ قهراً ينفثُ الصّديد ْ ..!
الآن سرتُ أسيرُ وحدي في الطريق , وحملتُ قلبي بين كفيَّ يجهشُ بالبكاء كطفلٍ رضيعٍ فقيدٍ يتيمٍ طعين ولا حيلةَ لي معه غير أنْ أبكي معه ..
ياظلّ أسرجة الطريق أنيري الحياة له ..
أمّا أنا فلقدْ عَمِيتْ !
وخذي ذلك الرّضيع ودثِّريه ولو بقماشٍ خَلِقٍ بليدْ ..
ماعاد يُفرِّق بين ملمسٍ الأشياء في ظلّ خيانة الأشياء ..!
أما أنا ماعدتُ أعرفُ من أنا .. ورجمتُ عقلي بالتَّفكرِ بات عقلي في ذبولٍ وذهولْ !
وأردت أن أرجُمَ أيَّ عرقٍ فيَّ بصوتِ موتي والنّشيج .. تبعثرتُ من جديد ..!
من أنا ؟!
رأيتُ أني كنتُ ساديّةَ الشّعورِ , ساديّةَ البوحِ في أتون ٍ من رصاص ٍ وذوبِ نحاسْ
ياربَّ من خلقَ الشقاءَ عرفتُ الآن ماهو ..!
عرفتُه لمّا عرفتُ السّذاجة ونسيتُ الدهاء ..!
لمّاعرفت كيف يكون العطاء مزيجاً مع النّزف ..
مع القيح !
وسَلِمْتَ ياشقاء كما أنتَ شقاءً منذ تبنّيتَ من كان مثلي من الأشقياء !
آهٍ ......
لا ألومكَ !
لم أعدْ أدري من أخاطبْ لعلّه كان الحبَّ الغائب !
تيقّنتُ أنّه لم يعدْ لي من رئتي غير شعيراتها الحمراء , وليس من أي شيء كان لي غير ذلك الرضيع الفقيد وشوق ٍ لقيط ْ !
هذان هُما بقايا عيشي على نار ٍ من رماد , وهُما عيشي على ماتبّقى لي من غيابٍ وسُهادْ !
وكأنه لم تكن أنتَ الذي خلقتَ حولي كُلَّ ذاك الضّباب أو كأنّكَ لم تكن ذاك الذي طيرَّ في سمائي ذرات ٍ من غبار ٍ وسمومٍ كالعُبابِ وتشبِهُ الغربان يئِزُّ لها قلبي , يفرُّ منها يسقط في غمٍ سحيق ..
بدت أسمعُ التّغريد نعيقاً , وموسيقى الماء هزيمَ رعدٍ يهتزُّ منه الأديم
أي خوفٍ تجلَّى حتى في حروفي , وحتى في فراشي , ووسادي بتُّ أهربُ من نومي
لأنني حتماً سأبكي
لكن هذه صفحة قلبي حائطُ مبكَى أبكيكَ هنا وأبكي ..
لأننّي ماعدتُّ أقوى
عدتُ أبكي ..
عدتُ أبكي من جديد !
....................................
الخميس 7/ 2/ 1429هـ

منى الخالدي
14-02-2008, 03:00 AM
تحية مباركة يا عطاف الخير أهديها إليكِ
مع باقة وردٍ معطرة أنثرها على دربكِ اينما حللتِ..

غاليتي
كتبتِ هنا مرثيّة للحب من أجمل ما تكون ، فبالرغم من شوك الوجعِ فيها ، والذي اخترق كل مسامةٍ كنت أغطيها في مشاعري ، إلا أنك نجحتِ بسهم حرفكِ الفاتن ، بالولوج إلى مملتكي التي طوّقتها بورودٍ ذابلة ، حول قلاع حبّ قد يكون مضى ولن يعود كما كان، وجعلتِني ابتسم لكِ وأصفق بشغاف قلبي..!

عزيزتي
كنتُ هنا ، أحمل منديلاً ، لأمسح به ما سطره دمعكِ بأجمل وأعذب الكلماتِ
كنت رائعة..تزحفين ببطئ نحو كلّ وريد..!

لكِ أجمل ورودي التي لاتذبل..

جوتيار تمر
14-02-2008, 05:54 AM
العزيزة عطاف.....
احيانا اتسائل لِمَ الغياب ..عساه خير...؟
لوحة عتب ، والوان حزن نابع من صدق روح ، نهلت مادتها الرخامية من معجم صوفي عاطفي ، فلغة الحلول والتلاحم والاتحاد بادية في النص ، وليس الفعل عدت ابكي الا اداة الولوج ومفتاح الحلول ، جميلة هي الصور الراسمة هنا ، وجميلة هي اللغة التي فككت بها الوان اللوحة بروحية صادقة.

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

سحر الليالي
14-02-2008, 10:09 AM
الغ ــالية "عطا ف"

وحرف مغرورق بـ الحزن وبـ الوجع ،مملوء بـ الدموع ..!
ولكنه نبض باذخ مطرز بـ جمال آسر ...يسكر الألباب يحلق بـ الروح الي سموات الدهشة ..!!

فـ أي نبض هو نبضك يا عطاف وأي نزف..؟!


سلمت ودمت بـ فرح

لك ودي وتراتيل ورد

مجذوب العيد المشراوي
14-02-2008, 10:23 AM
نص فاخر أحييك على التألق يا صاحبي

وفاء شوكت خضر
14-02-2008, 10:13 PM
عطاف رفيقة الحرف ونبضة القلب ..

قلبك الباكي هنا ، بحق أسهد الكون معه ، فما أرى إلا القلوب تلوعت من فيض حزنك ، والمآق أهرقت الدمع ..
لا أدري ما أقول أمام هذا النص الزخم لغة وتصويرا ، وحزنا وألما ..
رفقا بنفسك وبنا أخية ..

ترردت بالرد هنا ..
أخط الحرف وامحوه ..
لكن لا مفر عطافي من الوقوع في أسر حرفك ...

لك من القلب نبضه ..
ومن الروح متكأ ..
كوني بخير يا غالية ..

سحر الليالي
15-02-2008, 06:08 PM
لــ لنص ولــ صاحبته

\

http://www.up7up.com/pics/m/9/1203139403.gif

هشام عزاس
15-02-2008, 08:45 PM
الأديبة المتميزة / عطاف

أي وجع هذا الذي تحملينه بين ضلوعك و أي هطول من ألم ذات أخالها تقتات من كبد الحزن
و تسافر في لهفة التشرد و تهيم في دروب مجهولة بين جنون و سخط و عتاب دفين
حرفك الباكي هنا أكبر من أن تمسح دمعته مناديلي الصغيرة فاعذريني سيدتي
كل ما أتمناه أن تكوني بخير أيتها الشفيفة الراقية

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــــــام

عتيق بن راشد الفلاسي
15-02-2008, 09:01 PM
ليس غريبا على عطاف أن تسبي بحرفها القلوب ...فقد عرفناها أديبة فوق وصف الواصف.

رنده يوسف
15-02-2008, 09:39 PM
الاديبه الباكيه / عطاف سالم
دموع احرفك حاكت كلمات الاحساس فنسجت نص فاض بالحزن الذي يحمله قلبك ايها الحزن رفقا بها وبمآقيها ودع خيط الامل يشرق نورا لهذا القلب ليكفكف دمع عين وسهد قلب
تقبلى مرورى ومودتى

عبدالله المحمدي
16-02-2008, 08:29 AM
تطايرت أفكاري شظايا ,, وبكت رغبة في تنميقها
أدركت حينها أنني سأمضي ليلة أخرى ..
أدركت حينها أن قلمي سينزف إلى الصباح ..
أدركت حينها أنني سأبوح بكل اللا أشياء ..
تواترت ذكرياتي المحمومة تترى .. تدنو .. تزحف
وأحيانا كثيرة تلهث ,, ضمأ وأي ضمأ ..
أذكر أنني ارتقيت على آخر ذكرياتي
رأيت الطين يكسو سقف بيتها ..
أذكر أني يومها بكيت كثيرا ..
طلبت منهم أن يجعلوا لبيتها بابا
أذكر أن بعضهم بكى معي
وأذكر أن بعضهم تمتم مستغفرا
أنا حالم ,, بل واهم
الآن بدأت ليلتي تراودني
لن تبارحني حتى يتوقف هذياني
لن أطلب لبيتها بابا وأقسم أنني لن أكررها
الآن اخضر سقف بيتها
حتى ورقتي تحت يدي بدت لي مخضرة
حتى أناملي استكانت عن الكتابة
حتى قلمي بكى معي ولكنه لن يبوح بفصل آخر
ربما عندما أجد الباب
رغم يقيني أنني لن أجده يوما

عطاف :
اشتقت الى حروفك واستمتعت بها

دمت نقية متألقة

الى اللقاء سيدتي

عطاف سالم
04-08-2008, 09:13 AM
تحية مباركة يا عطاف الخير أهديها إليكِ
مع باقة وردٍ معطرة أنثرها على دربكِ اينما حللتِ..
غاليتي
كتبتِ هنا مرثيّة للحب من أجمل ما تكون ، فبالرغم من شوك الوجعِ فيها ، والذي اخترق كل مسامةٍ كنت أغطيها في مشاعري ، إلا أنك نجحتِ بسهم حرفكِ الفاتن ، بالولوج إلى مملتكي التي طوّقتها بورودٍ ذابلة ، حول قلاع حبّ قد يكون مضى ولن يعود كما كان، وجعلتِني ابتسم لكِ وأصفق بشغاف قلبي..!
عزيزتي
كنتُ هنا ، أحمل منديلاً ، لأمسح به ما سطره دمعكِ بأجمل وأعذب الكلماتِ
كنت رائعة..تزحفين ببطئ نحو كلّ وريد..!
لكِ أجمل ورودي التي لاتذبل..

منى الخالدي ..
مررت من هنا وسكبت قارورة عطر على نص من جرح .. وفقد حبري به وعيي واشتد قلبي متحفزاً لمعانقة حرفك الذي قد اشتاقه جدا
كوني بخير
محبتي المستديمة