المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة حبي .....



هناء محمد علي
16-02-2008, 06:04 PM
بداية وما اجمل البدايات
بداية خروجها من داخل اسوارها وابوابها المغلقة حكمت بها على نفسها بعد وفاة زوجها ، بدا احساس جديد بداخلها يقول لها لا زال هناك شمس تشرق وأزهار تتفتح وأسراب فراش تتهادى هنا وهناك ، وما كان قد عانته نفسك في رحلة حياتك من قساوة وشقاء بالرغم من ان نفسك تمتلك الدفء وتملكين قلباً بحاجة لكلمة صادقة تصدر من احساس اكثر صدقا وقلبا اكثر نقاء ، بدأت تنظر من حلوها محاولة ايجاد لمشاعرها ما قد غاب عنها زمناً لتعيد تفتح الزهور بداخلها من جديد وترى الحياة بعين المحبة والطيبة والجمال .
اخيرا ظهر لها طيفه ، هذا هو من ابحث عنه ولديه نفس الحالة من الشعور بالوحدة والعتمة وان نفسه طواقه لملامسة مشاعر فيها حب ولهفة ورومانسية لتعود النفس الى الحياة من جديد ولترى ان النوافذ لم تعد مغلقة والنسائم العليلة لا زالت قادرة على مداعبة الوجدان وتحقيق الأحلام .
كانت بداية اللقاء من خلال الاحرف والكلمات التي هي صدى لما في داخل النفس البشرية من كتلة المشاعر والاحساس فكلما ازداد التواصل بينهما ازدادت فرحتها وأيقنت أنها فعلاً وجدت من بحثت عنه أياماً وأشهراً وسنوات تقريباً وبما لدى الطرف الآخر من مشاعر مليئة حب ولهفة واعجاب بها وهذا ما كانت تحمله الرسائل فيما بينهما وكان الفرح بينهما لاحساسهما انهما اخيرا التقيا ووجد كل منهما الآخر . وفرحتهما لم تكن توازيها فرحة بالعالم أجمع ، حيث ان لقائهما الاسطوري من خلال الكلمات والرسائل وحالة الكتمان التي مارسها كل منهما للاحتفاظ بالآخر دون إعلام أحد ما بما كان بينهما وهذا هو ما اتفقا عليه ضمنا احترام الحياة الخاصة لكل منهما دون أي مضايقات ورضيا بما كان بينهما دون اي تخطيط لامور أخرى حيث أن المرحلة العمرية بينهما ومركزهما الاجتماعي يدعوهما للاحتفاظ بسرهما معاً .
بمرور الوقت اصبح هناك حلقة مفقودة بينهما كانت هي بانتظاره دائماً وهو محلق بعيداً عنها وكانت على علم بتحليقه خارجاً لانه شاعر ومتيم بحب النساء ومشاعره ليست بيده حتى انه كان ينظم الشعر بهن وبما يجد فيهن من الجمال ، بالنسبة لها كانت تعلم انها هي الأصل بالنسبة له من بين كل نساء العالم وهذا ما كان يدعوها للانتظار وهي تحترم به هذه الخصوصية به لانها تريده مبدعاً بكتاباته وقصائده ورسوماته ومتألقاً ليستمر وبذلك سيريها الحياة اجمل واكثر خصوبة ، فهي من خلالة رأت كم الحياة جميلة مفعمة بالحياة مقارنة بما كانت تعانيه بداخلها من صحراء قاحلة وبرودة في مشاعرها كان له هو الأثر الاكبر في اعادة الدفء اليها .
وطال الغياب عنها واصبحت يقدم الكثير من الاعتذارات لعدم تواجده لانشغاله بامور تتعلق باسرته طالبا منها ان لا تقلق فهي بالنسبة له حبيبته الأزلية بالرغم من انها في سؤال بداخلها " الا يجد بعض الوقت لنا كالسابق " على كل حال الزمن كفيل بايضاح الصورة بشكل افضل والله اعلم .
لكنه ايضا لم يسعفها بل بقي يرمي لها الفتات مقابل ما تحاول ايصاله اليه من شوقها وصدق احساسها ومشاعرها محاولة وجاهدة في عدم التصديق انه تغير وانه لم يعد كالسابق وتبرر هي ذلك بانها ظروف خارجة عن ارادته اكيد . لكن بدأ القلق يراودها بان عليها ان تصدق ما يراودها بداخلها انه لم يعد يريد ان يستمر معها اكثر من ذلك ولا يسعفه أمره أن يقول لها مباشرة أنها لم تعد بالنسبة له كالسابق وأنه يتمنى لها الخير والصحة والعافية وانه آن الآوان ليعود كل منهما لحياته الخاصة .
بالنسبة لها هي في حقيقة نفسها تعلم أنه سيأتي يوماً ما وتغيب الشمس عن حياتها وتعود لظلمتها من جديد بالرغم من ان هذا ليس سهل عليها ! وهل ستعاود البحث من جديد ؟ على من يعيد إشراقة الشمس لحياتها بعد رحلة طويلة فيها من المرارة ما يكفيها ، كان هو كطوق نجاة اوصلها لشاطىء الأمان لكن عندما غادرها أعادها الى البحر من جديد .
وزادت حيرتها وزاد اغترابه عنها فهي لا زالت لا تستطيع ان تتهمه باهمالها وهو لا يسعفها بتغيير أفكارها التي تراودها بأنه (انتهى ما بينهما) .
بدأت تحاول ايجاد وسيلة للوصول اليه ليجيبها عن تسائلاتها التي لا تنتهي فلم يكن ما بينهما من صدق في الاحساس والمشاعر ينتهي لأجل أنه هو اتخذ قرار بذلك ومارس ذلك عليها دون ان يؤذي مشاعرها وإنما هو إختفاء فقط وعدم الرد على رسائلها كالسابق .
بحثت وبحثت وحاولت لكن لم تصل الى ما يرحمها من نار الغربة ولم تيأس من محاولاتها وبمضي الوقت علمت مصادفة انه نزيل احد المستشفيات اثر حالة مرضية مفاجئة ألمت به ، صعقت ، لملمت نفسها وما بقي بداخلها وذهبت لتراه ؟ كان هناك على أحد الأسرة محاولين الاطباء معرفة ما به ومما يعاني ومنعت طبعا من التحدث اليه لحالته التي يعاني منها وكان هناك بعض من افراد اسرته لهذا لم تلح على رؤيته حتى لا تثير التساؤلات من الآخرين ليقال (من هذه المرأة) بعد ايام علمت من طبيبه انه (فاقد الذاكرة) .
دارت الدنيا بها ، تهالكت قواها ، صرخت بداخلها صرخة مزقت احشائها ، ذرفت عيناها الدموع وجلست على الأرض رافعة يديها داعية الله سبحانه وتعالى ان يشفيه من ما ألم به .
عادت الى منزلها فاقدة قواها ومنطق تفكيرها ، نظرت الى درج مكتبها المغلق الذي يحتوي على رسائله وقصائده وكلمات دارت بينهما كانت قد دونتها على قصاصات ورقية حتى لا تنساها ولم تستطع الاقتراب ومرت اعوام حتى استطاعت ان تقترب من المكتب وتفتح الدرج المغلق وبدأت بقراءة رسائله وقصاصاتها الصغيرة وقصائده وكانت هناك قصيدة لفتت نظرها يقول فيها مهما اغتربنا وفرقنا الزمان لا تيأسي يا حبيبتي فأنا سأعود علي أن أعود لأنك (أنت حبيبتي) لمعت عيناها وقالت : كيف سيعرف العنوان لو عاد وفكرت وبدأت بجمع بعض من أغراضها وطلبت سيارة لتقلها الى ذلك البيت الريفي الذي كان يحلمون بالاقامة به بعد ان تم ترتيبه بينهما من خلال الرسائل .
رتبت البيت وروت بعض الورود المزروعة بجانب باب البيت ولم تنسى شجرة الياسمين مدندنة سيعود ، سيعود وقامت بارتداء فستان جميل من أحب الألوان على نفسه كما تعلم ووقفت أمام الباب يوماً بعد يوم تنتظره ولم يأتي بدا التعب عليها لم تعد تستطيع الوقوف كالسابق احضرت مقعد مريح نوعا ما وكانت تجلس بانتظاره يوما بعد يوم ولم يأتي احست ان قواها تضعف يوما بعد يوم وبمرور الأشهر لم تعد تستطيع الجلوس على مقعدها فوجدت أن في سريرها راحة اكثر وان سريرها سيسعفها بالانتظار اكثر وكانت دائما في يدها رزمة من الاوراق لا تفارق يدها ابداً .
في يوم هناك من طرق الباب ؟ "دهشت وقالت من هناك يا ترى " قالت : تفضل دخل عليها رجل أشيب يحمل بيده عكازاً وبيده الأخرى مسبحة ومنحني الظهر قليلاً ... نظرت إليه ملياً ! ابتسمت ! هو انت اذن أتيت إلي أخيراً يا لحظي السعيد ، يا منية النفس والروح ، جلس بقربها ، مدت له يدها وناولته الأوراق وقالت : اخيراً رددت اليك الأمانة ، شكراً لله تحققت أمنياتي أخيراً . شكراً لك . أحمرت وجنتاها وابتسمت واطبقت عيناها ورحلت لتكن بانتظاره هناك ! ...

هشام عزاس
16-02-2008, 07:48 PM
الفاضلة / هناء

لغة الأنا هنا رسمت فعلا قصة قصيرة اشتملت فيها كل مقاييس القصة فبوحك كان قصصيا
يصف حالة شعورية معينة في ظرف زمكاني محدد و بتفاصيل حسية و مادية
راقني حرفك كثيرا و أتمنى لك طول العطاء

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــــــــام

سحر الليالي
16-02-2008, 08:29 PM
الفاضلة "هناء"

بـ حق تملكين موهبة فذة ..تسحر القارئ...!!
وأراني اتفق مع أخي الفاضل "هشام" كونها تنتمي الي القصة القصيرة ...!!
رائع ما صافحته هنا ..!

سلمت ودام مدادك
لك خالص تقديري وتراتيل ورد

جوتيار تمر
17-02-2008, 05:47 AM
العزيزة هناء...
سردية جميلة ، شابتها بعض لحظات البوح العادي القريب من الحشو والتكرار ، لكنها اجمالا سردية موفقة ، وذات تواتر حدثي ، وموضوع ذا مساس بالداخل الانساني ، حيث تحرك فيه الوجدان ، وتستفز فيه ملكة العقل ، ليعمل الاثنان على استقراء ذاتي للحدث ، وللتسلسل الزمكاني الجميل في النص ، والختمة في النص موفقة جدا .

دمت بخير
محبتي
جوتيار

وفاء شوكت خضر
17-02-2008, 09:42 PM
الأخت الفاضلة هناء ..

أراك قاصة جيدة هنا ، وقد كانت القصة من النوع الرومانس ، سرد شدني بحق ، وكنت أنتظر وصولي للنهاية ، فكانت نهايتك مفاجئة بحق ..
أحينا مثل هذه القصص حين نكتبها نحتول أن نمنحها بعضا من ذاتنا وصفاتنا ، أو أنها تبوح ببعض مخالجات النفس ..

اسمحي لي بنقل هذا النص لمنتدى القصة حيث هو المكان الأنسب له ..

تحيتي وتقديري ..

ربيحة الرفاعي
30-07-2014, 10:22 PM
سرد طيب بحرف متقن وخاتمة مباغتة

يعجبني هذا القلم الواعد

دمت بخير

تحاياي

ناديه محمد الجابي
04-08-2014, 05:52 PM
نص رومانسي جميل
أعجبتني القصة بسردها الشيق، وأسلوبها المؤثر العميق
لغة محببة وحبكة درامية وخاتمة مؤثرة
دمت بخير .

نداء غريب صبري
11-10-2014, 04:01 PM
البوح جميل والسرد ممتع والتفاصيل مشوقة
قصة جميلة أمتعتني قراءتها

شكرا لك أختي

بوركت

رويدة القحطاني
07-09-2015, 07:23 PM
قصة مكتوبة باحتراف رغم الإسهاب والحشو في بعض أجزائها
لكن أسلوبك جميل يشجع على القراءة