تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تعويذةٌ مُقدّسة!..



إبراهيم يحيى
20-02-2008, 05:21 AM
صغيرتي .. كيف أنتِ ؟
هل ما زلتِ تطربين لـ وقْعِ المطر؟
حسناً .. سأنغّص عليكِ قليلاً ، المطر : فرصةٌ سانحة للبكاء بحرقة دونما خشيةٍ
من غمزة شامت أو رأفة صاحب

بي شطط .. ولهذا أكتب دون سابق فكرة ، ما الجدوى من تلميع الحروف الآن
ومآلها إلى الإرشيف بعد حين .. حيث الغبار هو القارئ الوحيد .

بي شطط .. وأتحسّر على ذاك العصفور الذي يبني عشه على غصنٍ في متناول
الأفعى ، .. لا يدري أنه يبني نعشه .

عفواً صغيرتي لقد نسيت :
أنا بخير
بخير .. كما هو حال الكثير : آلةٌ تنعم بالصحة!
ولكنّ أخي يُسدي لي النصائح _ كشيخٍ وقور _ كلما زرته
هل تعرفين النصيحة ؟
إنها طريقةٌ مُهذبة لإخبارك بـ فشلك !
لا تهتمّي ... لم يسوءني ذلك
فقد انشغلتُ مؤخراً بتربية عزلتي .. فيها أتفاءل رغم أني بها أتضاءل
ربما تذكرين الآن ما وصفتُ به حالي ذات دوماً : وحيدٌ في الزحام .. مُزدحمٌ في وحدتي .
لكنّ لي رفقاء ساذجون .. ألجأ إليهم كلما رغبتُ في الفراغ!
انتبهي .. أنا لا أذهب إليهم لتزجية الوقت بل لأمتلئ باللاشيء
هم من أولئك الذين يتحدثون باهتمام إزاء الأمور التافهة لأنهم يفهمونها جيداً ،
يثرثرون سويّاً ولا أحد يُصغي إلا لنفسه ،
ثم يضحكون فجأةً ليُقنعوا أنفسهم بأنهم في ليلة أُنْس .
المهم لديهم الضحك ... أمّا لماذا؟
فهو سؤالٌ كئيب ومعقّد ويبعث على التفكير وهو ما يخشونه

فارغون يا صغيرتي حتى أني أحرص على عدم الخروج وفي الشارع ريحٌ قوية !
هم من أحتاجه حقاً .. وليس أخي

تخيّلي .. أحتاج هؤلاء
أظنني أسأتُ لمعنى الإحتياج وسأحاول إصلاح ذلك : الحاجة أم الإختلال
ما أحتاجه بالفعل : أنتِ ، وأشياء قليلة كلها لأجلكِ !
لكنكِ المستحيل الجميل ، ولا أدري بأي منطقٍ أستعين كي أقنع بؤسي بأنّ في كلمة
المستحيل ثمة جمالٌ ما .

الرجل الذي تصادفينه وقد حقق أحلامه جميعاً .... سيدرك أنه لم يحقق شيئاً !
فـ يُلقي بأحلامه في غيابة الحب ،
أنتِ النور الذي أشفق على الظلام منه ،
عندما تقولين : أحبك ،.. أمدّ يدي للأعلى .. إذ لـ لحظةٍ أعتقد بإمكانية لمْس السماء ،
أنتِ نهرٌ يعشقه المطر وأنا اليباس على هيئة بشر .
أخبريني بربّك : أيّ عدلٍ وأيّ معنى .. كي أجتهد في ترميم التالف مني وهو لغيرك؟
كيف أبدو مُطمئناً و رحيلكِ يتحدث بلهجة الواثق ؟


فقط .. إنّ بي شطط
أُخطئ الطريق إلى بيتي مراراً عند العودة ، وعندما أجده أبحث عني في داخله ..
كل العناوين متاهاتٌ مؤكدة ما دامت لا تُشير لصدرك
الحاجة أم الإختلال ... تذكري هذا وأنا أطلبكِ الآتي :
احفظيني مثل أشيائكِ الثمينة ، تلك التي تُعيرينها صديقاتكِ على مضض ،
أو علّقيني على نحركِ ... هناك يمكنني قطف النجوم والنظر بجذلٍ للأسفل نكايةً بالغيوم
أو اصلبيني على الخط الفاصل بين نهديكِ ، فإنْ سألوكِ : ما هذا ؟
قولي : تعويذةٌ مُقدسة تحرسني عشقاً وأحملها شفقة !

حسنية تدركيت
20-02-2008, 11:06 AM
اخي الفاضل كلمات جميلة
فقط اخي لايجوز ان نستعيذ الا بالله

سحر الليالي
20-02-2008, 12:12 PM
لكنكِ المستحيل الجميل ، ولا أدري بأي منطقٍ أستعين كي أقنع بؤسي بأنّ في كلمة
المستحيل ثمة جمالٌ ما .

\
لا أدري من أين أتيت بـهذه ..!!

بـحق ثمة جمال كثير هنا ..!!
وأراني أحلق بكل نبض واغرق بــ بوحك النابض بــ الدهشة ..!!
الأشياء المستحيلة هي التي تدفعنا لنكتب ..-ربما لأنها تجعلنا نؤمن بأن للحبر سحر- ؛فربما تستحيل الكلمات الي تعويذة فـتحقق ..وإن لم فهي مجرد عزاء لـنفس مثقل بــ الوجع ..!
سلمت
تقبل خلص تقديري وتراتيل ورد

حوراء آل محمود
20-02-2008, 01:16 PM
.

تَعويْذة ُ ُ
مقدَّسة فِعلًا !


خلَّفتنِي في حالة ٍ
من الإعجاب !

دمت َ في اللطف

هشام عزاس
20-02-2008, 01:58 PM
كانت البداية ترسم ملامح شخصية تبحث عن تكوين خاص لذاتها بعيدا عن الواقع الذي يحيط بها ... ساخطة على مفاهيمه و سلوكياته تلجأ إلى البحث عن النرجسية و لكنها تنتهي بآمال واهمة
تنتهي بنقطة ضعف في رؤية الممكن مستحيل و المستحيل ممكن
قلمك جميل أخي و تعابيرك في منتهى الجمال و فلسفتك للأشياء هي ملك منظورك الخاص الذي أحترمه و لكني لا أتوافق معه

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــــــام

منى الخالدي
20-02-2008, 02:16 PM
هذا النص مترفٌ بالجمال
فقلّما تجذبني نصوصٌ لأنصهر بها بعيداً عن عالم الواقع..

كنت أيها الفاضل ذكيّاً بدخولك العاصف بهدأته
سوف أترك هذا النص دهشةً ، وحتماً لي عودة أخرى ، قد تحمل بعض تعليقٍ -أو الصمت- فحتى ذلك الحين
لك أطيب باقة الورد ، ترحيباً بقدوم قلمٍ سوف يشار له بالبنان غداً ..و هنا..!

وفاء شوكت خضر
20-02-2008, 05:31 PM
أديب يثبت وجوده من أول مشاركة ..

مرحبا بك أخي الكريم في واحة الخير ..

حوارية رائعة ، ونص أدبي راق ، الصور وإن أتت بها السوداوية ، لكنها خدمت الفكرة ..
كنت أحلق هنا بين سطورك وأنا أستلذ بوجبة أدبية دسمة ولذيذة ..

فقط لي تحفظ على نهاية النص ..
وأرجو المعذرة منك على ذلك وأن تتقبل برحابة صدر ..
في الواحة اتفقنا على أن ننأى عن مثل هذه المفردات ، حفاظا على ذائقة القراء ..
أتمنى أن لا تعتبر ذلك موقفا شخصيا ، ولكنه قرارا إداريا ..

لكن رغم كل شيء ..
بحق نص رائع ...

سعدت بلحظات أمضيتها هنا ..
تحيتي وطاقة ورد ..

جوتيار تمر
20-02-2008, 07:02 PM
المبدع ابراهيم..
اهلا بك في الواحة الخضراء.........
منولوج داخلي مغلف بنبرة موجهة ، اتت ثمارها من حلال الترابط الفني للنص ، والتناسق بين الشكل والمضمون ، نص غلب عليه السردية في الكثير من لحظات الغوص في التفاصيل ، لكنه حافظ على كونه نثرية راقية ، ونص يبشر بالكثير.

دم بخير
محبتي
جوتيار

إبراهيم يحيى
21-02-2008, 06:22 AM
حسنية تدركيت
كثيرةٌ هي الآراء التي أحترمها ولا أمتثل لها .
خيراً جُزيتِ

سحر الليالي
الجمال الكثير يُمكنكِ رؤيته في أقرب مرآة!
سُعدتُ بكِ هنا ، وهناك .. إذ شاءتْ يدكِ النبيلة غَرْس [ عنا / قيد ] في الواحة .
ممتنٌ والله

حوراء آل محمود
اِحذري التأييد المطلق ، حتى لا تُوجّه لكِ تُهمةٌ ما .
أما إعجابكِ فهو تعويذةٌ أخرى يُعلقها النصّ باعتزاز ؛ .. واسْلمي .

هشام عزاس
أنْ يقرأني أستاذٌ يملك هذا الوعي ، ويشمل النصّ بعنايته ..
فـ ذاك يكفي لـ رَسْمِ ابتسامة الرضا على المحيّا .
أشكرك أستاذي على أدبك الجمّ

منى الخالدي
فيما لو شاهدتِ أحداً يُشير لقلمي بالبنان غداً .. فـ ثقي أنه يفعل ذلك
لأنّ غادةً إسمها منى كانت هنا بالأمس!
يدكِ أزكى من الورد

وفاء شوكت خضر
شكراً على الترحيب وعلى لقب الأديب ، والثانية لم أبلغها بعد ،
شكراً أخرى لقراءتكِ وإشادتكِ وهي والله كثير .
تحفّظكِ محلّ اهتمامي وسأنأى عن كل مفردةٍ تزعج الإدارة فيما لو شاركتُ لاحقاً ،
رغم إني من وجهة نظري لا أجد في النصّ ما يُسيء لذائقة القرّاء .
التحية لكِ تُردّ بالورد وأزود

جوتيار تمر
عندما يصفك شخصٌ كـ جو بالمبدع .. عليك التأكد مجدداً من طولك!
لا بد من حدوث فرق ، والدليل أنّ الأبصار ستشخص عالياً .. و " عالياً " تعني نحوك .
شكراً صديقي ولك الحب أيضاً

يسرى علي آل فنه
21-02-2008, 11:52 AM
صغيرتي .. كيف أنتِ ؟
هل ما زلتِ تطربين لـ وقْعِ المطر؟
حسناً .. سأنغّص عليكِ قليلاً ، المطر : فرصةٌ سانحة للبكاء بحرقة دونما خشيةٍ
من غمزة شامت أو رأفة صاحب
بي شطط .. ولهذا أكتب دون سابق فكرة ، ما الجدوى من تلميع الحروف الآن
ومآلها إلى الإرشيف بعد حين .. حيث الغبار هو القارئ الوحيد .
بي شطط .. وأتحسّر على ذاك العصفور الذي يبني عشه على غصنٍ في متناول
الأفعى ، .. لا يدري أنه يبني نعشه .
عفواً صغيرتي لقد نسيت :
أنا بخير
بخير .. كما هو حال الكثير : آلةٌ تنعم بالصحة!
ولكنّ أخي يُسدي لي النصائح _ كشيخٍ وقور _ كلما زرته
هل تعرفين النصيحة ؟
إنها طريقةٌ مُهذبة لإخبارك بـ فشلك !
لا تهتمّي ... لم يسوءني ذلك
فقد انشغلتُ مؤخراً بتربية عزلتي .. فيها أتفاءل رغم أني بها أتضاءل
ربما تذكرين الآن ما وصفتُ به حالي ذات دوماً : وحيدٌ في الزحام .. مُزدحمٌ في وحدتي .
لكنّ لي رفقاء ساذجون .. ألجأ إليهم كلما رغبتُ في الفراغ!
انتبهي .. أنا لا أذهب إليهم لتزجية الوقت بل لأمتلئ باللاشيء
هم من أولئك الذين يتحدثون باهتمام إزاء الأمور التافهة لأنهم يفهمونها جيداً ،
يثرثرون سويّاً ولا أحد يُصغي إلا لنفسه ،
ثم يضحكون فجأةً ليُقنعوا أنفسهم بأنهم في ليلة أُنْس .
المهم لديهم الضحك ... أمّا لماذا؟
فهو سؤالٌ كئيب ومعقّد ويبعث على التفكير وهو ما يخشونه
فارغون يا صغيرتي حتى أني أحرص على عدم الخروج وفي الشارع ريحٌ قوية !
هم من أحتاجه حقاً .. وليس أخي
تخيّلي .. أحتاج هؤلاء
أظنني أسأتُ لمعنى الإحتياج وسأحاول إصلاح ذلك : الحاجة أم الإختلال
ما أحتاجه بالفعل : أنتِ ، وأشياء قليلة كلها لأجلكِ !
لكنكِ المستحيل الجميل ، ولا أدري بأي منطقٍ أستعين كي أقنع بؤسي بأنّ في كلمة
المستحيل ثمة جمالٌ ما .
الرجل الذي تصادفينه وقد حقق أحلامه جميعاً .... سيدرك أنه لم يحقق شيئاً !
فـ يُلقي بأحلامه في غيابة الحب ،
أنتِ النور الذي أشفق على الظلام منه ،
عندما تقولين : أحبك ،.. أمدّ يدي للأعلى .. إذ لـ لحظةٍ أعتقد بإمكانية لمْس السماء ،
أنتِ نهرٌ يعشقه المطر وأنا اليباس على هيئة بشر .
أخبريني بربّك : أيّ عدلٍ وأيّ معنى .. كي أجتهد في ترميم التالف مني وهو لغيرك؟
كيف أبدو مُطمئناً و رحيلكِ يتحدث بلهجة الواثق ؟
فقط .. إنّ بي شطط
أُخطئ الطريق إلى بيتي مراراً عند العودة ، وعندما أجده أبحث عني في داخله ..
كل العناوين متاهاتٌ مؤكدة ما دامت لا تُشير لصدرك
الحاجة أم الإختلال ... تذكري هذا وأنا أطلبكِ الآتي :
احفظيني مثل أشيائكِ الثمينة ، تلك التي تُعيرينها صديقاتكِ على مضض ،
أو علّقيني على نحركِ ... هناك يمكنني قطف النجوم والنظر بجذلٍ للأسفل نكايةً بالغيوم
أو اصلبيني على الخط الفاصل بين نهديكِ ، فإنْ سألوكِ : ما هذا ؟
قولي : تعويذةٌ مُقدسة تحرسني عشقاً وأحملها شفقة !


الراقي الكريم:-ابراهيم يحيى
أبدعت بحق
شططك كان منهمراً بكل المشاعر المرهفة والمرهقة
دمتَ كروعة مطر في عين طفلة

إبراهيم يحيى
22-02-2008, 10:52 AM
أختي الكريمة / باعثة الرسالة
رصيدي من المشاركات لا يشفع لي كي أردّ عليكِ ،
سحقاً للقوانين إنها تحرمنا الكثير من رغباتنا الجميلة / النبيلة .
لكِ من أخيكِ تحيةٌ بيضاء كـ قلبكِ تماماً

يسرى علي آل فنه
هناك من يعتقدون بأنّ اليمنى أطهر من اليسرى ، أظنهم لم يلتقوكِ بعْد !
دمتِ كـ روعةِ مطرٍ في عين فلّاحٍ بعد جدْب ؛.. و عليكِ شكراً