تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : البقاء للأقوى.



ريمة الخاني
20-02-2008, 10:43 PM
البقاء للأقوى.

http://i140.photobucket.com/albums/r32/milliona/7milliona.jpg


هناك كان يقبع ..وحيدا رغم كل الأطفال من حوله..أمه الحنون ترعاه بعطف ومحبه,لكنه وأمام هذا العدد الغفير من الأطفال يجد نفسه ضائعا تماما.
يشعر بالوحده رغم كل هذا الأنس. الرائع.
مازال يلقي على مسامعها كل يوم :
أريد أن أعرف عائلتي.
ولأنها تحبه جدا لم تجد مهربا من مساعدته,فهي مثله لكن بطريقه اخرى!.والمحبة عندها ليست أثرة أبدا هكذا كانت تفهمها....

كل يوم يطيل النظر إلى السماء ...
- من هو المجرم الذي رماني هنا؟ وغير مسار حياتي..
كانت الأوراق تزرع دموعا لن تنبت غير القهر....والحرمان..ملت الحروف منه وملها.
جاء الموعد المحدد ...بعد بحث مستميت.

وارتدى أجمل مالديه..وهي تنظر إليه بنظرات حارقه صامته..
جاء أخوه فأخذه....

جدته قابعه في زاوية غرفه مختنقه برائحة المازوت...وعيناها الهرمتين تنظر إليه من فوق إلى تحت...
-شغله عندك
نام ليلتها طاويا من غير ولا كلمة ...كلهم انفضوا لأعمالهم, إنه لا يدري.الآن ما محله من الإعراب!
رجال يدخلون غرفة أخته ذات تسعة ربيعا...
وعندما رحل الجميع..ركض مذعورا
-ماذا تفعلين بنفسك؟
- من الذي أتى بهم إلى هنا؟لاتقولي أن عمري إثني عشرة سنه أنا أفهم كل شيئ.
كنت بخير هناك ...ما الذي جاء بي إلى هنا؟
-أنا اخدم أخي هكذا كان يريد مني لم أع الدنيا إلا هكذا...نريد مالا..
- وأمي
- جننتها جدتي لأنها كانت شريفه ومستقيمة...عذبوها حتى جنت أحرقوها!قالوا رجعية هي.
-وأبي قتلوه الأوغاد...
وإخوتي ...يسعون في الأرض بأي بضاعة تستحق البيع...
سد أذنيه ..وخرج يبكي بصمت حارق مخنوق الصدر..
ليجد أخوه خارجا ...
وبرميه بأسمال باليه ..
سوف تبدأ العمل غدا
- لن أعمل معكم أعيدونيييي
- - انتهى الأمر نحتاجك الآن.
- لا أريد البقاء معكم
غدا يبكي ويشهق بقوة
وأخته ترقبه بخوفها المعتاد.
أوسعوه ضربا حتى أغمي عليه
ليجد نفسه ..مربوطا لشجره...

لا يدري ...كيف خرج من بين براثنهم كيف تنقذينني وأنت هنا لن ارحل إلا معك....
-أنا انتهى أمري لا أعرف الدنيا إلا من خلالهم.
- لا أبدا ...الحياة متجددة باستمرار...
ارحل من هنا لن تجد فرصة أخرى أنت الآن نظيف لا توسخ نفسك بأقذارهم...
- لن ارحل من دونك ليس لي في الدنيا غيرك ...
- وأمك هناك؟
- نعم ولكن..
- -قلت لك ارحل..وربما لحقت بك امحني فرصه.اكسب الوقت فربما لن تتكرر الفرصة.
كنت قرأت قديما عبارة في قصه خواطر طفله للقاصة ابتسام أظن:
تقول:أن الهرب للحريه ليس دائما هو الطريق الصحيح.

-.................
أم فراس17 شباط 2008

جوتيار تمر
22-02-2008, 05:25 PM
العزيزة ريمة...
لغة استنطاقية ، تجبر المتلقي على الانصهار ضمن بوتقتها ، وتلزمه الامتثال لماهية النظرة والفكرة ، ومن ثم خلق ما يمكن تفاديه ضمن دائرة البوح الذاتي وتردد الهواجس والافكار ، النص يحمل سمة دلالية عميقة ، وهو بالرغم من كونه يحتاج الى تكثيف في بعض ملامحه ، الى انه قد ادى ماعليه من جذب الانتباه ، واستفزاز الفكر ، والعقل ، فالحالة التي رصدتها ، تلك الحالة المحملة بالكثير من الاسئلة ، والاوجاع الحياتية بشتى اصنافها ، ودناءة البعض من اجل الحصول على رغباتهم ولو على حساب بني جلدتهم ، كل هذا سخر من اجل الختمة الرائعة وبتلك العبارة التي تخلد الكلم ،"أن الهرب للحريه ليس دائما هو الطريق الصحيح.".

دمت بخير
محبتي
جوتيار

ريمة الخاني
26-02-2008, 10:37 PM
استاذي جو
اشكر لمرورك واسقاطك الذي احترم
دراستك دوما تسبر اغوار النص
واعجبتني وجهة تنظرك وسوف ارى لها مخرجا
تقديري

ربيحة الرفاعي
15-12-2012, 10:57 PM
فكرة عميقة تحكي واقعا أسود لشريحة من أهل القاع
جاذبة ، قوية، وغنية بالتفاصيل كانت تحتمل بناء أقوى في جزء منها

رجال يدخلون غرفة أخته ذات تسعة ربيعا... ؟؟؟

ويبقى النص إنسانيا سابرا غورا المعذبين

دمت بألق أديبتنا

تحاياي

كاملة بدارنه
16-12-2012, 08:16 PM
:أن الهرب للحريه ليس دائما هو الطريق الصحيح.

قول بليغ . فقد يكون في ذاك الطّريق الهلاك
قصّة ذات هدف سام
بوركت
تقديري وتحيّتي

ريمة الخاني
19-12-2012, 04:03 PM
فكرة عميقة تحكي واقعا أسود لشريحة من أهل القاع
جاذبة ، قوية، وغنية بالتفاصيل كانت تحتمل بناء أقوى في جزء منها

رجال يدخلون غرفة أخته ذات تسعة ربيعا... ؟؟؟

ويبقى النص إنسانيا سابرا غورا المعذبين

دمت بألق أديبتنا

تحاياي

للاسف حادثة حقيقية..
ومن المؤلم ان لانبحث في خفايا مجتمعنا الحزين المحروم.
شكرا لمرورك من هنا.

ريمة الخاني
19-12-2012, 04:05 PM
قول بليغ . فقد يكون في ذاك الطّريق الهلاك
قصّة ذات هدف سام
بوركت
تقديري وتحيّتي

مرورك أسعدني جدا وفعلا هذا ما كنا نقصده تماما.
لك محبتي

نداء غريب صبري
13-01-2013, 06:37 AM
قصة حزينة ولكنها صادقة
سمعنا بقصص مثلها

شكرا لك اخي

بوركت

آمال المصري
18-06-2013, 09:40 PM
آلمني النص بفكرته وسرده ومايتضمن من معاناة طفولية بئيسة لشريحة معينة
لغة قوية تجذب المتلقي ومتعة القراءة رافقتني هنا
بوركت واليراع شاعرتنا الرائعة
تحاياي

خلود محمد جمعة
01-06-2015, 10:33 AM
قصة مؤثرة بسرد ماتع
وتبقى الحرية حق تأخذ ولا تطلب
بوركت وكل التقدير

د. سمير العمري
29-07-2015, 05:17 PM
قصة قديمة شابها عدة هنات لغوية وأسلوبية وإملائية ، ولكن المضمون يظل كبيرا ونبيلا وإنسانيا كما تعودنا منك أيتها الأخت الكريمة والأديبة الفاضلة.

وقد صدقت فإن الحرية تكون أحيانا نوعا من العبودية تماما كما تكون العبودية أحيانا نوعا من الحرية.

تقديري

ناديه محمد الجابي
01-05-2019, 06:48 PM
سرد أخاذ يأسر الفكر والقلب ، وقصة واقعية مؤثرة
ومؤلمة في قالب مشوق وبمضمون إنساني
آلمتني لدرجة ان تمنيت أن أفعل شيئا لأبطالها
البناء الدرامي موفق جدا، والسرد متقن جذاب، والقصة ذات هدف سام
شكرا لعبق حرف ألفناه بهذا الجمال.
:v1::0014:

تسنيم الفراصي
01-05-2019, 08:32 PM
- جننتها جدتي لأنها كانت شريفه ومستقيمة...عذبوها حتى جنت أحرقوها!قالوا رجعية هي.
رجعيةٌ هي،
لأنها خرجت عن صندوقِهم النتن،
لا أستغرب إن كانت القصة واقعية فعلاً،
فقد سمعنا من مثيلاتها ما يقشعر له البدن،
زمن العجب!.

أعجبني السرد و التسلسل هنا،
لحرفك البقاء عزيزتي.

ريمة الخاني
02-12-2019, 06:48 PM
قصة قديمة شابها عدة هنات لغوية وأسلوبية وإملائية ، ولكن المضمون يظل كبيرا ونبيلا وإنسانيا كما تعودنا منك أيتها الأخت الكريمة والأديبة الفاضلة.

وقد صدقت فإن الحرية تكون أحيانا نوعا من العبودية تماما كما تكون العبودية أحيانا نوعا من الحرية.

تقديري
أحيانا نستعذب العبودية، واحيانا لانعرف كيف نعيش الحرية. والحياة مدرسة كبيرة.
شكرا لمروركم الكريم. تشرف النص بكم.

ريمة الخاني
02-12-2019, 06:52 PM
سرد أخاذ يأسر الفكر والقلب ، وقصة واقعية مؤثرة
ومؤلمة في قالب مشوق وبمضمون إنساني
آلمتني لدرجة ان تمنيت أن أفعل شيئا لأبطالها
البناء الدرامي موفق جدا، والسرد متقن جذاب، والقصة ذات هدف سام
شكرا لعبق حرف ألفناه بهذا الجمال.
:v1::0014:

شكرا لمرورك الذي أسعدني جدا، ورياك زاد النص رونقا ومعنى.

ريمة الخاني
02-12-2019, 06:53 PM
رجعيةٌ هي،
لأنها خرجت عن صندوقِهم النتن،
لا أستغرب إن كانت القصة واقعية فعلاً،
فقد سمعنا من مثيلاتها ما يقشعر له البدن،
زمن العجب!.

أعجبني السرد و التسلسل هنا،
لحرفك البقاء عزيزتي.
فعلا زمن العجائب، هناك من يحيا باستعباد من حوله، وهناك من يستعذب العبودية.
تحيتي لك.

أسيل أحمد
05-12-2019, 09:34 AM
قصة إنسانية من خفايا قاع المجتمع بسرد سلس ومعبر
مؤثرة حد البكاء ـ صغته بحنكة وذكاء.
سلمت يداك.