تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قريتى



خالد ابراهيم
25-02-2008, 11:12 AM
قريتى
شعور داخلى دفعنى أن أتفحص ملامحى بالمرآة لعلى أجدنى أفضل من ألأمس
حيث كان يوم أجازتى الأسبوعية وانا بداخل شقتى الصغيرة والتى حصلت عليها بعد جهد شاق حيث تركت قريتى منذ زمن.
حدقت فى عينى فوجدت الحزن يكسوهما وسقطت عيناى على تأثير الزمن الذى بدأ يتسرب إلى ملامحى فحاولت أن أبتسم لعل ذلك يعيد لى ذاك البريق السابق؟
ولم أجد ما يدفعنى الى الإبتسام من القلب.. قهقهت.. لكن نفس النتيجة.. جلست على سريرى فلم أسترح .. فاضجعت وأخذت أسترجع ذكريات الطفولة مع أبناء قريتى حيث كنا نختبىء من بعضنا خلف جدار .نتسلق النخيل فى رشاقة فنحضر التمر ونتقاسمه ولم يقلقنا رزق,كان طعام أمى العجوز ألذ من تشكيلة ألأطعمة التى تقدمها لى زوجتى فى المدينة وكأنها عروض أزياء,كانت كلمة أبى هى دستورنا,وكل كبير وجار موضع توقيرنا.
كنا نسمع عن المدينة,سحرها,جمالها,أضواؤ ا,فتنتها وكنت أرى أفضل الثمار فى قريتى,يأتى التاجر ليأخذها الى المدينة.
كان أبى يحدثنى عن جدى وكيف كانت راحتا يديه جافتين كساق النخيل وكيف كان يضرب بيمناه عدة أعواد من الخشب فيكسرهم.
كان أبى يتهمنى وإخوتى بأننا جئنا فى أيام الدلع,حيث كان ماضيهم مليئا" بالصبر والرضا والشجاعة.
بمرور الوقت قررت أن أسير الى المدينة وودعت ألأهل والجيران وألأصدقاء وهم ما بين الشفقة على والحسد لى.
واستقبلتنى المدينة وصدمنى زحامها ورأيت كل قصص الحياة بالشارع وصرت مندهشا حتى صار الإندهاش كابوسا
رأيت المدينة لا تعرف النوم العميق..لا تعرف الضيافة كل شيئ يباع ما دمت تملك الثمن.
تأقلمت على الحياة فى المدينة وعشت فى شقة كانت الصالة التى فى بيت أبى فى القرية أكبر منها,تسلل الحزن الى قلبى فنمت.. رأيت جدى ينظر إلى ويدعونى للعودة الى قريتى منزعجا صحوت أفكر..شعرت بانقباضة فى صدرى.
قررت أن أعود.. وصلت..لم أجدها .... صارت مدينة.
خالد ابراهيم محمد

وفاء شوكت خضر
25-02-2008, 04:47 PM
ما عاد هناك قرى ..
زحفت المدينة إليها بعد أن كانت القرى تزحف للمدينة برغبة ورهبة ،،
في قول الآباء والأجداد حكمة ..
ولكن كل يتعمل من تجاربه ..

أسلوب سردي جميل ومكثف ، اختصرت الحشو بالحكي لتصل إلى النهاية بسلاسة ..

تحيتي .

جوتيار تمر
25-02-2008, 05:36 PM
العزيز خالد..
جذبني العنوان لأنه يشي بالذي سيأتي،والذي كان تركيب لحركة التجول الذهني والرؤية الذاتية ،اذ سنعاين قصا ينحبس في جغرافية السرد ليتوقف عند حدود الذات واعظة خاطبة ، تخرج مكنوناتها وتصورتها بحوار منولوجي ، فكأني بالنص اصبح رهين العنوان.

دم بخير
محبتي
جوتيار

خالد ابراهيم
01-03-2008, 07:30 AM
ألأديبة الكبيرة والمميزة وفاء شوكت
هذا التفاعل منك والفهم الواعى يسعدنى لأن التواصل مع مبدعة رائعة مثلك بالتأكيد يشرفى
كلماتك محل تقديرى واعتزازى
شكرا مع أجمل التحايا
خالد ابراهيم

خالد ابراهيم
01-03-2008, 07:35 AM
المبدع الفيلسوف جوتيار
بلا شك يعجبنى جدا ردك لأنه يعلمنى ويدفعنى ويحتوينى وهذا دليل على مدى قوة العمق الثقافى والفكرى لديك
الحقيقة هذا العمل من ألأعمال التى كتبتها عن حب بطريقة الهواة لأن الواقع تغير بالفعل والماضى لن يعود
لكن لن يتوقف الحلم
تقبل شكرى واحترامى ومودتى واعتزازى بالمبدع الكبير جوتيار
خالد ابراهيم

سعيد محمد الجندوبي
01-03-2008, 02:44 PM
قصّة عميقة المعنى سلسة المبنى
جاءت نهايتها مشتملة على عنصر الفارقة والمفاجأة

نظرة ثاقبة ومتدبرة لقضيّة التطور والحداثة..

مع محبّتي وتقديري

سعيد محمد الجندوبي

خالد ابراهيم
01-03-2008, 03:07 PM
خى الكريم سعيد محمد الجندوبي
الأجمل سيدى هو ذلك الواعى الكبير وهذا الشعور الراقى المتدفق لديك
شكرا على تفضلك بالعبور والرد
خالد ابراهيم

ربيحة الرفاعي
17-12-2014, 07:11 PM
شكل الصراع الداخلي محورا رئيسا للسرد بنثرية ظاغية أسلوبها شائق وفكرتها لافتة

فاضطجعت

دمت بخير
تحاياي

خلود محمد جمعة
22-12-2014, 08:41 AM
ترك القرية ورحل خلف احلامه وعندما عاد وجد القرية قد حققت احلامها
لكل حلم يسعى خلفه
نتغير ونستغرب من التغير
قصة من ارض الواقع تحدثت بعمق
بوركت

آمال المصري
25-12-2014, 01:54 PM
مارحل من أجله كان في انتظاره عند عودته فلو تأنى ما هجر داره ورفاقه واستوحشته الأمكنة
بلغة طيبعة وسرد جذاب نقلت لنا أديبنا الفاضل واحدة من زحف المدن وطغيانها وانزعاج البعض منها رغم انغماسهم واختيارهم لها
مرحبا بك في واحتك
تحاياي

نداء غريب صبري
25-03-2015, 10:57 PM
استعجل الرحيل للمدنية ولم يفكر أنها ستأتي لتقيم في قريته
مفارقة جميلة ولكن الواقع يشهد بها، فكل ريفنا اصبح مدينة

شكرا لك أخي

بوركت

ناديه محمد الجابي
12-01-2016, 05:28 PM
مقارنة بين حياة القرية وحياة المدينة..
في القرية الفضاء والمساحات الخضراء والهواء النقي
والثمار الطازجة لها طعم آخر مميز
لكن للأسف زحفت المدينة على القرية فأفسدتها.
استمتعت يسرد مكثف في مشهد نابض بالمعاني
وبحس عميق الوعي.
سلمت الأنامل. :001: