تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تساؤلات Questions



أحمد عيسى
02-03-2008, 09:51 PM
تساؤلات
افترشت الأرض ودمعتها تتجمد فوق خدها الذي أرهقته السنون ...
المشهد حولها متداخل المعالم ، تراه من بين دموعها فلا تستوعب ضخامة الحدث ..
أمامها صبي في العاشرة من عمره ، انفصل عن رفاقه الذين يلعبون وجلس قبالتها يسند رأسه بكفيه وينظر لها ودموعه تترقرق في عينيه ، انه صديق حسن وتوءم روحه ...
الذكريات تعود بها الى الأمس القريب ..
الى الهموم التي كانت تتوالى دون انقطاع ...
ابنها االبكر أحمد الذي تخرج من الجامعة بامتياز ، عاطل عن العمل لا يملك حتى مصروفه ، لم يترك باب مؤسسة الا وطرقها ، لكن دون جدوى .
أما (حسن) فكان فاكهة البيت والنور الذي يسير في ارجاء المنزل الضيق فيزيده اتساعاً بخفة دمه وابتسامته وشقاوته ، رغم أنه أيضاً كأختيه لا تنقطع طلباتهم ...
أين ملابس المدرسة ؟
أين مصروفي ؟
أين وأين وأين ؟؟؟؟
وأبو الأولاد بالكاد يستطيع الانفاق على عائلته الصغيرة بدخله المحدود ، فقد أغلقت الطرق وقلت الأجور وانقطع الرجاء الا من الخالق عز وجل ...
ترتجف شفتيها وهي تتذكر عودته من المنزل وسؤاله مازحاً :
- هل تخونني حاستي فأشتم رائحة اللحمة ؟
فتضحك هي في حسرة وألم :
- كلف يا سيدي .. والباقي عليﱠ ..
كانت تتمنى لو استطاعت امتلاك منزل أكبر ...
لو حققت كل رغبات أبنائها وأسعدت زوجها ...
تتمنى وتتمنى ...
انتهى زمن الأمنيات ، وحلت مشاكلهم جميعاً بطريقة جذرية ..
تعتدل أم أحمد وتلقي نظرة جامدة على الأطلال المتناثرة والملوثة بدماء أطفالها ..
قلبها يخفق بعنف وهي تشاهد الأطفال يلعبون هنا وهناك ...
آه كم تشتاق الى كلمة أمي ..
أي ذنب جنيتموه يا أطفالي أي ذنب ؟؟
طائرة الأباتشي تدور في المنطقة تراقب جريمتها ، وتكبر أمام ناظريها حتى تكاد تبتلع عالمها كله ..
جلست على قارعة الطريق ... صديق حسن يهرول نحوها .. يحتضنها ..
وفي عينيه ألف سؤال وسؤال ؟؟
اجلس يا حبيبي فقد انتهى زمن التساؤلات ..
**********

وفاء شوكت خضر
03-03-2008, 01:50 AM
كم أنت رائع أخي أحمد ..

ما أروع هذه القصص التي تأتي بها وكأنها حكيايات الجدة التي كانت تحدثنا بها منذ زمن النكبة الأولى ..
أكتب على هذا الشعب أن يعيش النكبة تلو النكبة ..

كم أنت رائع ..
أكتب .. أكبت وخلد حكايا شعب مكافح ومناضل ..
أكتب فما أحوجنا أن تستيقظ فينا الكرامة والحس الإنساني الذي غاب في عالم المال والمناصب ..
رغم ما تحمله قصصك من ألم إلا أنها جميلة بسردها وقائع تراها العين وتدمع ولا يحفظها العقل ..

تحيتي أخي الكريم ..
بارك الله بك ..


كل الود والاحترام .

أحمد عيسى
04-03-2008, 05:45 AM
كم أنت رائع أخي أحمد ..
ما أروع هذه القصص التي تأتي بها وكأنها حكيايات الجدة التي كانت تحدثنا بها منذ زمن النكبة الأولى ..
أكتب على هذا الشعب أن يعيش النكبة تلو النكبة ..
كم أنت رائع ..
أكتب .. أكبت وخلد حكايا شعب مكافح ومناضل ..
أكتب فما أحوجنا أن تستيقظ فينا الكرامة والحس الإنساني الذي غاب في عالم المال والمناصب ..
رغم ما تحمله قصصك من ألم إلا أنها جميلة بسردها وقائع تراها العين وتدمع ولا يحفظها العقل ..
تحيتي أخي الكريم ..
بارك الله بك ..
كل الود والاحترام .
الأخت الفاضلة
في كل بيت ألف حكاية وفي كل حارة ما يصلح لنكتب عنه روايات وأشعار
شعب كامل يتعرض للابادة الجماعية بيوت كاملة تقصف بمن فيها
أخت تحاول انقاذ أخيها من القصف فتموت قبله
رجل يفقد أولاده وزوجته
عجوز تفقد بنها وزوجته وأولادهم الاربعة
أب وابنه
ورجل يفقد أبناءه الأربعة في يوم واحد ... وفي اشتباكات مباشرة مع العدو وليس بقصف ...
لم أكن أهذي أو أكتب القصص فيما أذكر الان
هي حكاية واحدة من بين الالف الحكايا
....
حكاية مخيم جباليا

والزمان
قبل يومين فحسب
....

والألم لا زال يعتصر القلوب
فلا نستطيع الكتابة بعد ...

تحيتي

عدنان أحمد البحيصي
04-03-2008, 12:15 PM
الأخ الكريم الكبير أحمد عيسى

انتهت تساؤلات وطلبات الجميع، بطريقة هي قمة في المأساة الإنسانية، ترتجف الأفئدة وهي تقرأ لك أخي أحمد

بوركت

جوتيار تمر
04-03-2008, 09:56 PM
العزيز احمد...
اسلوب السردية جميل ، تمكن فيه في اللغة وقاموسها، ويظهر ذلك من خلال الجمل والطلمات الموظفة والتي عبرت عن الفكرة بكل دقة فاصبح النص واللغة لحمة و سدى ، والسارد اصبح الجزء المكمل لهما ، الموضوع عولج بعاطفية ، لكنه يثير في المتلقي الشجن ، ويضعه على معالم الواقع المأسوي هذا.

محبتي لك
جوتيار

هشام عزاس
05-03-2008, 12:11 AM
الرائع / أحمد

دوما حرفك يحمل ثقل الوجع على كاهله و يمشي متثاقل الخطا ساردا مأساة شعب و وطن يئن تحت نير جحيم الظلم و الإستعباد
هذه صورة أخرى تضاف إلى ألبوم صورك المؤلمة
تقديري و احترامي

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــام

أحمد عيسى
06-03-2008, 12:08 AM
الأخ الكريم الكبير أحمد عيسى
انتهت تساؤلات وطلبات الجميع، بطريقة هي قمة في المأساة الإنسانية، ترتجف الأفئدة وهي تقرأ لك أخي أحمد
بوركت
الأخ الكريم : عدنان
مرورك عبق معطر لك شكري وتقديري


دمت بألق

أحمد عيسى
10-03-2008, 01:18 PM
العزيز احمد...
اسلوب السردية جميل ، تمكن فيه في اللغة وقاموسها، ويظهر ذلك من خلال الجمل والطلمات الموظفة والتي عبرت عن الفكرة بكل دقة فاصبح النص واللغة لحمة و سدى ، والسارد اصبح الجزء المكمل لهما ، الموضوع عولج بعاطفية ، لكنه يثير في المتلقي الشجن ، ويضعه على معالم الواقع المأسوي هذا.
محبتي لك
جوتيار

الأديب الرائع جو
لمرورك طعم ونكهة لا تعوض
وزيارتك لأي موضوع هي اضافة لا شك بها للموضوع وصاحبه

دمت أخاً مخلصاً

صبيحة شبر
10-03-2008, 09:33 PM
الأخ العزيز أحمد
تساؤلات قصص موجعة تتكرر باستمرار
عن الام الوطن المثخن بالجراح امام عدوان
لايجد الا القليل رادعا

ربيحة الرفاعي
15-12-2012, 11:04 PM
حلقت حروفك بالمتلقي عاليا جدا فوق "الأباتشي " والدماء والدماء والوجيعة الفلسطينية الدائمة النزف، ورسمت له بريشة حيّة الحس مشهدا من قلب الواقع المعاش، بمهارة وسرد شائق وانفعال مع الحدث المرصود صادق
جميل حرفك أديبنا
لا فض فوك

تحاياي

ناديه محمد الجابي
23-03-2014, 05:36 PM
يعجبني هذا العمق والتوجه الإنساني في قصصك
شديدة التكثيف ذكية الفكرة، بالغة التأثير
قصة قصيرة ذات صور عميقة مشحونة بالشجن
بارك الله في قلمك وفي فكرك.

خلود محمد جمعة
26-03-2014, 07:39 AM
نعم أديبنا سردك السلس القريب للوجدان يشبه سرد جدتي
ترسم التفاصيل الصغيرة بحرفية
وتنثر سحرك على القصة لتأتي بشكل مختلف
دمت بكل الخير
مودتي وتقديري

نداء غريب صبري
27-05-2014, 12:49 AM
قلمك بندقيّة وحرفك رصاص وكتاباتك جهاد
تحرك الثورات في القلوب بقصصك الحيّة من واقع الصراع الفلسطيني مع المحتل الغاشم

ما أجمله أدب المقاومة

شكرا لك أخي

بوركت

لانا عبد الستار
22-07-2014, 12:28 AM
قصّة هذا أوانها

يعجبني أسلوبك وقصصك الجميلة

أشكرك

ناديه محمد الجابي
13-09-2021, 09:21 PM
ولكن التساؤلات التي تتكرّر منذ زمن طويل، إلى متى سيظل الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال،
في معاناة مستمرة ونكبات تلو نكبات؟ الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني مستمرة،
وطاولت الاعتداءات المقدسات في القدس،
نص هادف بسرد قصي شائق ، وطرح قوي بأداء قصي طيب.
بوركت ـ ولك تحياتي.
:009::wow::009: