المتنبي
30-09-2003, 01:26 PM
يا مَنْ شكــــوتَ تقلــــــــبَ الأزمـــــــانِ=أحـــــزا َ قلـــــــبكَ تشكو أمْ أحـزاني
إنْ كُنتَ تشكو مِنْ صـدودِِِِ عشيقة=تركـــــــتْ فــــــــــُؤادكَ دائمَ الخفقـانِ
أو تشكــــو مِنْ دلٍ و بُعـــــــــــدِ خريــدةٍ=تلـــــــهو بقلـــــــــــــبِ العاشـــــــــــقِ الولهـانِ
أو مِنْ زمــــــــانٍ لا يـــــــــــــــدومُ نعيمــــــهُ=أبداً و لا حـتى لــــــــــــــذي سُلــــــــــــطانِ
فلتشكُرُ اللَّهَ الرحيــــمَ و تصـــــطبر=فلــــــــقدْ شقيتَ لبعــــــــــــضِ ما أشـــقاني
ما قـــــولُ مَنْ يشكـــــو بحـــالِ مُعـــــــذبٍ=فقــــــرٌ و داءٌ فيـــــــــــــــــــهِ يلــــــــــــتقيانِ
إني لأُخـــــــــفي عـــــــــــــبرتي بأناملـــــــــي=رُغـــــ ماً و تكشفُ عـــبرتي أجفــاني
فلكمْ رددتُ القلــــبَ عنْ صــبوا تــهِ=وأرادَ قلــــــــبي في الهـــــــــــوى عِصيـاني
رحلــــــتْ بلا عـــــــــــُذرٍ يُقـــــــــالُ و إنَّها=شقـــــتْ نــــــــــــوى قلـــــــــــــبي بغيرِ يمـاني
أصبحـــــــــــتُ لا حُبَّناً يهيــــــــمُُ لأجلـهِ=قلـــــــــــبي و تبكي لذكــــرهِ العيـنانِ
فالــــدهرُ أبعــــــدَ مَنْ يَعــــــــــزُ فُراقهــمْ=عـــــــــــــ ي و بالخطبِ الجلـــــــــيلِ رمـاني
فلـــــــــقدْ سُجنتُ اليــــــــومَ دونَ سلاسـلٍ=عجـــــــــــــبا و بينَ مــــــعازفٍ و قـــــــــيانِ
فالأرض إنْ خافتْ أسُُدها في الضُحى=سـطـــــــوَ الذئابِ و غـــــــــــارةَ الغـــزلانِ
وإذا كـــــريمُها بــــــاتَ يخـشى وضيعهَا=و لوائهُا حُملــــــــــــتْ بكــــــــــفِ جبانِ
وغـــــــــدا الصــــــدوقُ بها يُعابُ لصــــدقهِ=وغـــــــــدا النفاقُ بها بكُــــــــلِّ مكانِ
فهي كما قــــــــدْ قُلــــتُ قـــــولَ مُجربٍ=سِجـــــنٌ بلا حـــــــــــرسٍ ولا قُضــــــــبانِ
و أشـــــــــدُ ما يُشــــــــقي الفُــــــــــــؤادَ بأنني=أحيا غـــــــــــــريبَ النفـــــــسِ في أوطانِ
فغــدوتُ أشكـو في السجونِ معَ النوى=ثقـــــــلَ القُيــــــــــودِ و قســــــــوةَ الســـــجانِ
ما عُـــــــــــدتُ أملكُ في الحيـــــــــاةِ ثمينـــةً=إلا صــــــــــلاةً من ْ هُـــــــــدى الرحمــــــنِ
لكــــــنَّ صبري في ألـــــــدُنا و تجلُـــدي=عنْ بـــــــــــوحِ ما تشكــــــــو بهِ أغــــناني
فوضـــــــتُ أمــــــري للـــــــذي هو حسبُنا=مُجلـــــــــــي الغـــــــــمامِ و مُنقـــــذِ الحيرانِ
ربِ المشــــــارقِ و المـــــغاربِ والــــــدُنا=ملكِ الملــــــــــوكِ مُـــــــــدبرِ الأكـــــوانِ
فهــــــــو الـــــــــذي جمــــــــع العظـــامَ دفيــنةً=وهــــــو الـــــــذي ســـــــوى بــــــديعَ بنــــاني
وأعلـــــــــمْ بأَنَّ اللَّــــــهَ يُمهـــــلُ خلــــــــــقَهُ=حتى يــــــــــــروا الأعمــــــال في الميزانِ
في ذلكَ اليـــــــومِ العصيــــبِ على الفــتى=تــــــــركُ الولــــــــــيدَ و صــــــــفوةَ الأقرانِ
و يُــــــــرى على إثـــــرِ الحسابِ و عدلـــــهِ=درجُ العُــــــــــــلا و الــــــــــــدركُ يمتـــــلأنِ
فاصـــــبرْ على أهــلِ الزمانِ و غدرهمْ=كُــــــــــلُّ الـــــــــذي فـــوق البسيطةِ فانِ
إنْ كُنتَ تشكو مِنْ صـدودِِِِ عشيقة=تركـــــــتْ فــــــــــُؤادكَ دائمَ الخفقـانِ
أو تشكــــو مِنْ دلٍ و بُعـــــــــــدِ خريــدةٍ=تلـــــــهو بقلـــــــــــــبِ العاشـــــــــــقِ الولهـانِ
أو مِنْ زمــــــــانٍ لا يـــــــــــــــدومُ نعيمــــــهُ=أبداً و لا حـتى لــــــــــــــذي سُلــــــــــــطانِ
فلتشكُرُ اللَّهَ الرحيــــمَ و تصـــــطبر=فلــــــــقدْ شقيتَ لبعــــــــــــضِ ما أشـــقاني
ما قـــــولُ مَنْ يشكـــــو بحـــالِ مُعـــــــذبٍ=فقــــــرٌ و داءٌ فيـــــــــــــــــــهِ يلــــــــــــتقيانِ
إني لأُخـــــــــفي عـــــــــــــبرتي بأناملـــــــــي=رُغـــــ ماً و تكشفُ عـــبرتي أجفــاني
فلكمْ رددتُ القلــــبَ عنْ صــبوا تــهِ=وأرادَ قلــــــــبي في الهـــــــــــوى عِصيـاني
رحلــــــتْ بلا عـــــــــــُذرٍ يُقـــــــــالُ و إنَّها=شقـــــتْ نــــــــــــوى قلـــــــــــــبي بغيرِ يمـاني
أصبحـــــــــــتُ لا حُبَّناً يهيــــــــمُُ لأجلـهِ=قلـــــــــــبي و تبكي لذكــــرهِ العيـنانِ
فالــــدهرُ أبعــــــدَ مَنْ يَعــــــــــزُ فُراقهــمْ=عـــــــــــــ ي و بالخطبِ الجلـــــــــيلِ رمـاني
فلـــــــــقدْ سُجنتُ اليــــــــومَ دونَ سلاسـلٍ=عجـــــــــــــبا و بينَ مــــــعازفٍ و قـــــــــيانِ
فالأرض إنْ خافتْ أسُُدها في الضُحى=سـطـــــــوَ الذئابِ و غـــــــــــارةَ الغـــزلانِ
وإذا كـــــريمُها بــــــاتَ يخـشى وضيعهَا=و لوائهُا حُملــــــــــــتْ بكــــــــــفِ جبانِ
وغـــــــــدا الصــــــدوقُ بها يُعابُ لصــــدقهِ=وغـــــــــدا النفاقُ بها بكُــــــــلِّ مكانِ
فهي كما قــــــــدْ قُلــــتُ قـــــولَ مُجربٍ=سِجـــــنٌ بلا حـــــــــــرسٍ ولا قُضــــــــبانِ
و أشـــــــــدُ ما يُشــــــــقي الفُــــــــــــؤادَ بأنني=أحيا غـــــــــــــريبَ النفـــــــسِ في أوطانِ
فغــدوتُ أشكـو في السجونِ معَ النوى=ثقـــــــلَ القُيــــــــــودِ و قســــــــوةَ الســـــجانِ
ما عُـــــــــــدتُ أملكُ في الحيـــــــــاةِ ثمينـــةً=إلا صــــــــــلاةً من ْ هُـــــــــدى الرحمــــــنِ
لكــــــنَّ صبري في ألـــــــدُنا و تجلُـــدي=عنْ بـــــــــــوحِ ما تشكــــــــو بهِ أغــــناني
فوضـــــــتُ أمــــــري للـــــــذي هو حسبُنا=مُجلـــــــــــي الغـــــــــمامِ و مُنقـــــذِ الحيرانِ
ربِ المشــــــارقِ و المـــــغاربِ والــــــدُنا=ملكِ الملــــــــــوكِ مُـــــــــدبرِ الأكـــــوانِ
فهــــــــو الـــــــــذي جمــــــــع العظـــامَ دفيــنةً=وهــــــو الـــــــذي ســـــــوى بــــــديعَ بنــــاني
وأعلـــــــــمْ بأَنَّ اللَّــــــهَ يُمهـــــلُ خلــــــــــقَهُ=حتى يــــــــــــروا الأعمــــــال في الميزانِ
في ذلكَ اليـــــــومِ العصيــــبِ على الفــتى=تــــــــركُ الولــــــــــيدَ و صــــــــفوةَ الأقرانِ
و يُــــــــرى على إثـــــرِ الحسابِ و عدلـــــهِ=درجُ العُــــــــــــلا و الــــــــــــدركُ يمتـــــلأنِ
فاصـــــبرْ على أهــلِ الزمانِ و غدرهمْ=كُــــــــــلُّ الـــــــــذي فـــوق البسيطةِ فانِ