الشاعر محمود آدم
08-03-2008, 11:02 PM
غضبة الأحزان
*********
تمزقني الأوهام و الوهم خنجر = و تسكرني الأحزان و الحزن مسكر
و تشتبه الأيام لا أستبينها = سواء على عيني آت و مدبر
و إني كلا يومي بالحزن نابض = ففي أي يومي الحزينين أصبر
ردائي من الآهات قد تم نسجه = و لي من عذاباتي قميص و مئزر
أنوح فينساب الأسى في ملامحي = فما نوحة الثكلى كأخرى تؤجَّر
و تبكي معي الأطيار فوق غصونها = و تنتحب الأغصان فالعود أصفر
و يسقط هذا الغصن بعد هياجه = حطاما من الهم الذي كان يضمر
تأثرت الأشياء من هول ما ترى = فمال قلوب الناس لا تتأثر
فلو أن في تلك القلوب حجارة = لفجر من تلك الحجارة أنهر
و لكن من يعرض عن الذكر ميت = و لو كان مثل الناس ينمو و يكبر
يسير كما الأعمى و لو كان وجهه = له ألف عين إنما ليس يبصر
أنا شاعر الأحزان كل قصائدي = بدمع الحزانى حين يبكون تسطر
نحت على الصخر العنيد قصيدتي = و أنبت قلبا للذي ليس يشعر
قصيدي على موج البحار فكلما = تدفقت الأمواج يطوى و ينشر
سرى في عروق البحر غضبة هائج = فمنه مياه البحر ترغي و تهدر
و منه سرى في الجو لفح حروفه = صواعق لا تبقي و رعدا يزمجر
و من حره وقد الشموس و لفحها = و منه تثور الريح و الريح صرصر
و من رجفه يأتي الزلازل رجفها = و من ناره نار البراكين تفجر
و منه استمد النسر في الجو بأسه = و منه ليوث الغاب في الغاب تزأر
انا غضبة الأحزان ليس لغضبتي = حدود فلا أبقي و لكن أدمر
و سيفي على نوم النيام مسلط = لعلى على بعث الإرادات أقدر
وقفت أمام السيل لا مترددا =و لا أنتحي جنبا و لا أتقهقر
أحاول أن أثني الرياح عن الذي = نوته و أن أثني السما حين تمطر
و بي من قوى الإيمان عزم يقودني = إلى أننا يوما سنعلو و نظهر
و لكنني آبى تأخر أمتي =على أمل البشرى فقد تتأخر
و أحوالنا رهن بحال نفوسنا = يغيرها الله إذا نتغير
أنبقى ذيول القوم و القوم أرؤس = و نبقى صغار الناس و الناس تكبر
نربي لأجل السوم كل خيولنا = و كانت على فسطاط كسرى تغبر
و نكسر من أجل السلام سيوفنا = أتسلم لو كانت سيوفك تكسر
يعلمنا الإسلام أنا أعزة = نعز و لو أن الخلائق تصغر
و نصبح في وقت السلام حمائما = و لكنا بين العدا نستنسر
فعودوا إلى الإسلام عودة مخلص = و من نبعه الصافي اشربوا و تطهروا
لعل بقايا الرجس فوق عيوننا = تزول و ينمو في الجديبة أخضر
لعل بقايانا تلملم نفسها =و ننمو على صدر الزمان و نثمر
*********
تمزقني الأوهام و الوهم خنجر = و تسكرني الأحزان و الحزن مسكر
و تشتبه الأيام لا أستبينها = سواء على عيني آت و مدبر
و إني كلا يومي بالحزن نابض = ففي أي يومي الحزينين أصبر
ردائي من الآهات قد تم نسجه = و لي من عذاباتي قميص و مئزر
أنوح فينساب الأسى في ملامحي = فما نوحة الثكلى كأخرى تؤجَّر
و تبكي معي الأطيار فوق غصونها = و تنتحب الأغصان فالعود أصفر
و يسقط هذا الغصن بعد هياجه = حطاما من الهم الذي كان يضمر
تأثرت الأشياء من هول ما ترى = فمال قلوب الناس لا تتأثر
فلو أن في تلك القلوب حجارة = لفجر من تلك الحجارة أنهر
و لكن من يعرض عن الذكر ميت = و لو كان مثل الناس ينمو و يكبر
يسير كما الأعمى و لو كان وجهه = له ألف عين إنما ليس يبصر
أنا شاعر الأحزان كل قصائدي = بدمع الحزانى حين يبكون تسطر
نحت على الصخر العنيد قصيدتي = و أنبت قلبا للذي ليس يشعر
قصيدي على موج البحار فكلما = تدفقت الأمواج يطوى و ينشر
سرى في عروق البحر غضبة هائج = فمنه مياه البحر ترغي و تهدر
و منه سرى في الجو لفح حروفه = صواعق لا تبقي و رعدا يزمجر
و من حره وقد الشموس و لفحها = و منه تثور الريح و الريح صرصر
و من رجفه يأتي الزلازل رجفها = و من ناره نار البراكين تفجر
و منه استمد النسر في الجو بأسه = و منه ليوث الغاب في الغاب تزأر
انا غضبة الأحزان ليس لغضبتي = حدود فلا أبقي و لكن أدمر
و سيفي على نوم النيام مسلط = لعلى على بعث الإرادات أقدر
وقفت أمام السيل لا مترددا =و لا أنتحي جنبا و لا أتقهقر
أحاول أن أثني الرياح عن الذي = نوته و أن أثني السما حين تمطر
و بي من قوى الإيمان عزم يقودني = إلى أننا يوما سنعلو و نظهر
و لكنني آبى تأخر أمتي =على أمل البشرى فقد تتأخر
و أحوالنا رهن بحال نفوسنا = يغيرها الله إذا نتغير
أنبقى ذيول القوم و القوم أرؤس = و نبقى صغار الناس و الناس تكبر
نربي لأجل السوم كل خيولنا = و كانت على فسطاط كسرى تغبر
و نكسر من أجل السلام سيوفنا = أتسلم لو كانت سيوفك تكسر
يعلمنا الإسلام أنا أعزة = نعز و لو أن الخلائق تصغر
و نصبح في وقت السلام حمائما = و لكنا بين العدا نستنسر
فعودوا إلى الإسلام عودة مخلص = و من نبعه الصافي اشربوا و تطهروا
لعل بقايا الرجس فوق عيوننا = تزول و ينمو في الجديبة أخضر
لعل بقايانا تلملم نفسها =و ننمو على صدر الزمان و نثمر