تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخنفشار



عطية العمري
09-03-2008, 09:52 AM
الخنفشار
ما هو الخنفشار؟ ربما سمعت بها من ذي قبل، لكن إليك هذه القصة.
من المعروف عن علماء اللغة الأوائل أنهم كانوا يجوبون البوادي والفيافي بحثا عن العرب الصرحاء ليأخذوا منهم اللغة العربية صافية سليمة لم يشبها الاحتكاك بالشعوب المجاورة. وكان علماء اللغة قد جمعوا الكثير من لغة هؤلاء العرب الصرحاء، وكان بعضهم يعتد ويفتخر بما لديه من الغريب والكلم الذي جمعه من العرب الفصحاء . ومن هؤلاء كان هناك عالم لا يسأل عن كلمة إلا شرحها وتكلم عن معناها ودلالتها ومن القبائل التي تستخدمها مع ذكر شاهد شعري أو نثري يحتوي عليها.
وبسبب إجابته الحاضرة عن كل سؤال أو كلمة، شك بعض طلابه في أن تكون هذه الحصيلة العلمية والمفردات العربية مجرد أشياء يؤلفها من رأسه وليست مأخوذة فعلا عن كلام العرب أو لهجاتهم الخاصة. فتواطئوا على أن يفحموه ويسألوه عن كلمة لا ينطق بها العرب أصلا وليست من كلامهم
ليسمعوه ولو مرة واحدة يقول : لا أعرف هذه الكلمة، أو ليس لدي علم بها. فقالوا ليأت كل منا بحرف ومن ثم نجمع هذه الحروف لتكون كلمة، إلى أن عملوا كلمة (خنفشار). بعدها جاؤوا لشيخهم فقالوا: يا شيخنا الفاضل، نريد أن نعرف ما هو (الخنفشار)؟ تفكر الشيخ قليلا وأحس أن في المسألة خبيئا قد خبئه له هؤلاء الطلاب (الزعران) ليفحموه. لكنه لم يلبث أن أجاب على الفور: الخنفشار نبات ينبت في أطراف بلاد اليمن، إذا وضع في الحليب راب، قال الشاعر:
لقد عقدت محبتكم فؤادي كما عقد الحليبَ الخنفشارُ.
فتعجب الطلاب من بداهته، واحتاروا في أمرهم: فهل وافقوا بسؤالهم كلمة موجودة أصلا في اللغة العربية قد تكون من أصول غير عربية، أم أن الشيخ أحس بما خبئوه له فلفق إجابة من رأسه ليفسد عليهم الخطة؟
www.bsu.edu/web/salmutairi/yawmiyyat.htm - 151k

--------------------------------------------------------------------------------------------------

خنفشار
قدم إلى القاهرة من بلاد فارس رجل طويل القامة ، عريض المنكبين ، أبيض اللحية ، فصيح اللسان. وأقام في أحد أحيائها الشعبية القديمة. وكان يجلس منذ الصباح حتى المساء أمام منزله والقلم والكتاب لا يفارقانه أبدا.
زاره أحد شبان الحي مرحبا بقدومه على الطريقة الشرقية في حسن الضيافة ، محاولا أن يعرف من هو وما الذي حمله على المجيء إلى حيث هو. قال له الرجل الغريب : إني علامة أتنسك للعمل ولا أقوم بأي عمل آخر بل أعيش على هدايا طلاب المعرفة. لقد أنعم الله علي بموهبة فريدة فصرت أختزن كل علوم الأرض وآدابها وفنونها بحيث لا يسألني أحد سؤالا ، أيا كان نوعه وشأنه ، إلا ويلقى مني على الفور جواباً أكيدا.
دهش الشاب بما سمع فراح ينشر الخبر في الحي. وإذا بالسكان يؤلفون وفدا كبيراً منهم ويبادرون إليه عند المساء. هذا يحمل علبة من الحلوى ، وذاك سلة مملوءة بالثمار وذلك كمية من البن والسكر. ورحبوا بقدومه وجعلوا يوجهون إليه أسئلتهم :
قال له الأول بينهم : ما عدد نجوم السماء ، أيها العلامة الجليل ؟
أجابه العلامة : اكتب على ورقة رقم 7 وزد عليه ثلاثة وتسعين صفرًا تنل الجواب الصحيح.
قال الثاني : متى وجد البشر على الأرض و أين ؟
أجابه العلامة : وجدوا منذ ثلاثة ملايين و أربعة ألاف وثلاثمائة وخمس وسبعين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيام. وكان يدعى المكان الذي وجدوا فيه هلياس.
قال الثالث : من هو صاحب المثل السائر: الابن سر أبيه ، فكان الجواب : إنه العباس بن المعلس.
أذهلت براعة هذا العلامة بالكلام وسرعة خاطره وسعة معرفته الحاضرين فرجعوا من عنده في آخر السهرة وهم يمجدون الخالق لأنه أرسل إليهم هذا العبقري لكي يزيدهم معرفة في كل شأن من شؤون الحياة.
بعد حين انتشر الخبر بسرعة البرق في الأحياء المجاورة فتهافت الناس أفواجًا إلى العلامة وهم يحملون إليه الهدايا فيطرحون عليه أسئلتهم في كل حقل وموضوع وهو لا يتلعثم بالجواب السريع.
كان بين سكان الحي شاب نبيه اسمه مصطفى لطفي المنفلوطي تخصص بالأدب والفقه فعلم بأمر هذا العلامة وعرف من الأجوبة التي أعطاها أنه مشعوذ محتال يستثمر سذاجة الناس لكي يعيش على حسابهم. فمضى إليه مع أهل الحي في إحدى السهرات وجعل يصغي إلى ما يسألونه وما يرد هو عليهم ، ولا يتلفظ بكلمة لكنه تأكد تمامًا من خداع الرجل.
في الغد دعا هذا الشاب سكان الحي وقال لهم : لا يغرّنكم هذا الداهية بأجوبته فليس منها أي جواب صحيح. وإذ رآهم قد استغربوا كلامه وحسبوه محسودا منه، قال لهم: عند الامتحان يكرم المرء أو يهان. تعالوا الآن نركب كلمة لا معنى لها من الحرف الأول من كل كلمة اسم من أسمائكم ثم نسأله ما معناها. وهكذا كان فإذا الكلمة المركبة هي خنفشار.
عندما دجى الليل قصدوا إليه وسألوه : ما معنى الخنفشار. فمسح شفتيه ? أجاب : انه نبات في أطراف الهند الشرقية ، ثمره احمر وشكله شبيه بالبرتقال ، وهو يشفي من داء السكري.
ما إن أتم العلامة المزعوم كلامه هذا حتى قهقه الحاضرون وهتفوا بصوت واحد : فليحيا الخنفشار. وانصرفوا من عنده بدون وداع. أما هو، وقد أدرك افتضاح أمره، فرافقهم إلى الباب وهو يفرك رأسه ويقول : إنى أشكو الليلة من صداع شديد.
لما انصرف الناس من عنده حزم أمتعته وترك البيت ، على غير رجعة ، تحت جنح الظلام. ولم يعد يسمع أحد عنه شيئا. ولعله راح يجرب حظه من جديد في مكان أخر.
http://www.gn4partyradio.com/talents_e/ayman2.asp
-----------------------------------------------------------
ا
لخنفشاريون!


تركي الدخيل
هناك صنف من الناس يعتقد أنه يحسن الحديث في كل شيء، فلا يردع نفسه من الكلام في الخطر النووي الإيراني على دول المنطقة، دون استثناء التفصيل في دوائر اتخاذ القرار في أوساط المحافظين الجدد، مروراً بتفاصيل صناعة البتروكيماويات والتفريق بين تكرير النفط الخفيف والنفط الثقيل، وليس بعيداً عن الحديث في أسباب انهيار سوق الأسهم، وعلاقة هيئة سوق المال بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أحس أحياناً بأنهم مثل محلات كل شيء بريالين، حيث تجد في المحل كل شيء دون أن يربط بين شيء والشيء الآخر أي رابط سوى كونهما يستظلان بسقف واحد، ويمران على صندوق محاسبة واحد!
تسأله في الموسيقى فيجيبك كما لو كان بيتهوفن، وفي الرياضة فيرد بثقة تتجاوز جوزيف بلاتر الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، وفي الاقتصاد فتحسب أنك أمام محافظ البنك المركزي، وفي الطبيخ فتخاله الشيف رمزي، وفي الكمبيوتر فلا تظن أن أمامك غير بيل غيتس، وفي السياسة فتجزم بأنك تستمع إلى كوفي عنان.
هذا الصنف من الناس لا يمكن إلا أن يكون مدعياً، وفي رواية نصّاباً، لكنه لا ينصب المفعول به، بل ينصب على الفاعل والفعل معاً، بادعاء المعرفة في كل شيء، وهو لا يفقه شيئاً بتاتاً.
قد يبهر هؤلاء البعض فترة من الزمن، وقد يخدعون آخرين فترة أخرى، لكنهم لا يستطيعون أن يخدعوا ولو قلة من البشر طوال الوقت.
مدعو علم كل شيء يسمون الخنفشاريون، ومفردهم خنفشاري، وأصل القصة أن رجلاً كان يجيب على كل سؤال، ويدعي معرفة كل شيء، فتآمر عليه أصحابه، وقالوا: لنخلق كلمة من خيالنا، لا وجود لها في قاموس، فنسأله عنها، فإن أجاب فقد وقع في حبائلنا، فليس بعد ذلك ادعاء، وهو يكون حينها وقع في شر أعماله.
فوضع كل واحد منهم حرفاً غريباً حتى جمعوا حروفهم فأصبحت كلمة (خنفشار)، فسألوه عنه، فقال على الفور: هو نبات يزرع في اليمن، ينبت في الجبال، ويعقد به الحليب، قال الشاعر:

لقد عقد حبكم فؤادي كما عقد الحليبُ الخنفشار
وقال صلى الله عليه وسلم، فقال له صحبه: حسبك! كذبت على هؤلاء، فلا تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم!
فأسموه بعدها الخنفشاري، وذهبت مثلاً لمدعي العلم أو المتعالمين، أعاذنا الله وإياكم منهم!
http://www.alriyadh.com/2006/04/23/article148701.html
----------------------------------------------------------------------------------------------------

سحر الليالي
09-03-2008, 11:59 PM
الفاضل " عطية العمري"

سعدت بـ هذ الموضوع الأكثر من رائع ...!
اسم غريب بالفعل ... :)

سلمت ودا جهدك

وفاء شوكت خضر
10-03-2008, 12:50 AM
الأخ عطية العمري ...

ما أروع ما تفضلت به ..
والله اضحكتني لكثرة الصور التي مرت أمامي وأنا أتذكر أغلبهم ..
فهم كثر أخي الكريم حتى بات أحدهم يدعي أنه صانع نجوم الأدب والإعلام والموسيقى وحتى من وضع أسس علم الذرة ..

أعتقد أنك أحيانا تجد بائع الخضار يحدثك بالطب وأعراض الأمراض ويصف لك العلاج ..

كفانا الله شرهم وخداعهم ..


بارك الله بك ..
تحيتي ..

عطية العمري
15-03-2008, 09:41 AM
الأختان الكريمتان
سحر الليالي
وفاء شوكت خضر

بارك الله فيكما
ودمتما بألف خير