تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سقط الجن



اشرف نبوي
12-03-2008, 04:45 PM
سقط الجن
بعد عناء يوم شاق من العمل ,, وجدتني القي بجسدي المنهك فوق سريري ,,, لم أدرك كم مر علي كي استغرق في نومي ,, شعرت بيد تعبث بشعري ,, ظننتني احلم ,,, غلبني النعاس من جديد ,, عادت اليد تعبث برأسي ,, فتحت عيناي بصعوبة ,,, انتفضت قائما ,, ألجمت لساني المفاجأة ,, وجدتها بجواري تبتسم في دلال ,, خلتها حوريه ,, لمحت شيئا غريبا في عينيها ,, حاولت التحدث ,, شعرت بقشعريرة تسري في جسدي ,,, لمستها بيدي ,, اقتربت أكثر,, حرارة جسدها ,, ابتسامتها العذبة شجعتني علي الدنو منها وتقبيلها ,,, أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا ,, أعتدلت في جلستي ,,, نظرت إلي نظره ملؤها حب,, حاولت التحدث من جديد ,, وضعت يدها فوق فمي تسكتني ,,, لثمتها ,, سحبتها في خجل ,, ظللنا جالسين ننظر لبعضنا البعض صامتين ,, سمعت آذان الفجر قمت إلي النافذة أفتحها تبعتني بعينيها وهي لازلت علي صمتها ,,, عند التفاتي لم أجدها ,, اندهشت فتشت كل ركن في الحجرة ,, ناديتها لم تجب ,, غمرتني الحيرة ,,, بقيت طوال اليوم أفكر,, غلب علي ظني أنه لم يكن سوي حلم ,, وودت لو تكرر الحلم ,,, كان بصدري الكثير من الأسئلة ,, ظلت أسئلتي تطاردني وبقيت قابعا في سريري ,,, جفاني النوم وسيطر علي طيفها ,,, قبل أن يتملكني اليأس ,,, وجدتها تقف في طرف الغرفة ,, أصابتني رعشه ,, لكنها بابتسامتها الهادئة أنستني رعب المفاجأة ,, همست في دلال ,, وحشتني ,, أشرت إليها أن تقترب ,, تبسمت ودنت مني ,, جلست بقربي ,,, وطدت العزم ألا ادع الفرصة هذه المرة تفوتني ,,, لمحت بذكائها البادي في عينيها كم الأسئلة المتقافزة علي وجهي ,,, أطرقت إلي الأرض وبدأت تتحدث في حزن ,,, لقد أحببتك بكل جوارحي عشقتك من زمن ,, كنت أراقبك ليل نهار ,,, حركاتك ,,, سكناتك ,, في صحوك وفي منامك ,, كنت اقضي الليالي بجوارك أتطلع إلي وجهك الطفولي وأنت نائم ,,, كنت اجلس أمامك وأنت تأكل ,, استمتع بالنظر إليك ومراقبتك ,,, لكنك لم تشعر بي يوما ,, كان هذا يحزنني ,, لم استطع الصبر,, قررت الظهور برغم ما ينتظرني من عقاب وطرد ,,, حبك بداخلي أغلي وأقوي من أي شيء ,, صمتت لبرهة ,, ونظرت إلي ,, كنت مشدوها فاغرا فاهي في بلاهة ,,, لطالما سمعت عن حوريات الجن اللواتي يعشقن بني الأنس ,, كنت أهزأ من كل الحكايات وأظنها تخاريف أو قصص من خيال قائليها ,, صدمتني المفاجأة ,, لم أحرك ساكنا ,, هبت واقفة ,, طبعت قبله فوق جبيني ,, تركتني مع حيرتي وذهولي وذهبت ,, لم انم تلك الليلة ,, قضيت نهاري مشتت الخاطر ,, في نهاية اليوم انتابتني حيره ,, انتظرتها بشغف ,,, لكني لم أكن ادري كيف سيكون لقاءنا ,, ماذا سأقول لها ,, انتظرت الليل بطوله ,, لم تأت ,, مرت خمس ليال وأنا انتظر ,, ساءت حالتي ,, بقيت بالبيت ,, لم أعد قادرا علي التركيز في عملي ,, في الليلة السادسة ,, تسللت إلي الغرفة كطيف جميل ,, قمت إليها احتضنتها بين ذراعي ,, لمحت دمعه في عينيها ,, سألتها لما الدموع ولماذا تأخرت عني ,, لم تجب ,, ألححت عليها ,, رفعت رأسها إلي أعلي ,,, تحدثت وهي تغالب دموعها ,,, لقد حاولت الابتعاد ,, لكني لم استطع,, حين التقيتك أخر مره ,, شعرت بأنني كنت أطارد سراب حين طاردت طيفك كل هذه السنوات ,,, وان حبي قد ذهب سدي ,, حين رايتك والاندهاش يغطي وجهك ,, حين صمت وكست وجهك الصدمة انسحبت ,, أدركت أنك لن تتقبلني ,, لكنني لم أستطع البعاد ,, حين عدت اليوم رأيت الحزن في عينيك ,, قررت أن اظهر لك ثانيا ,, ألقت برأسها فوق كتفي وأخذت تنتحب ,,, احتضنتها برفق ,, همست إليها ,,, لقد أحببتك مذ رأيتك ,, لن ادع شيء يفرق بيننا ,, رفعت رأسها ونظرت لوجنتيها ,,, أخذت يدي بين يديها وقبلتها ,,, مسحت دمعه علقت فوق وجنتيها .. مضت أيامنا في سعادة ,, لم أخالها ستنقطع ,, أزدادت عري الحب بيننا وتوثقت ,, لم يشب صفاء علاقتنا سوي أمور وجدتها حينها بسيطة ,, فقد أهملت عملي وانقطعت صلتي بالله ,, فلم أعد اصلي أو احرص علي القيام بما يوجبه علي ديني من عبادات .... ,,,,,,
ظلت هي سعيدة بعلاقتنا وبات حبها يزداد ,,, وتتفنن في إيجاد السبل لإسعادي ,, لكنني كنت أجدني وشعور بداخلي يؤلمني وأنا أتغير ,, تملكني الضيق بعدما هجرت طاعة الله ,, أصبحت عصبي المزاج ,, أثور لأتفه الأسباب وأغضب ,, وكان حزني يزداد وأنا أراها تغفر لي ولا تغضب مني ,, أو تعاتبني ,, مضت الأيام وحزني يزداد ,, لم اعرف سببا محددا لما أنا فيه ,, لكنني لم أكن سعيدا ,, حتى اللحظات التي كنا نمضيها سويا ,, لم تعد كما كانت ,,, وطدت العزم علي إيجاد مخرج لما أنا فيه ,, ذهبت لإمام المسجد أسررت إليه بحكايتي ,, تبسم في هدوء ,, همس بصوته الممتلئ إيمانا وثقة بالله ,,, عد لربك يا ولدي ,, تمسك بدينك واصبر ,, أجعل ثقتك بالله هي ملاذك ,,, تسللت إلي نفسي سكينه لم استشعرها من زمن ,,, قمت توضأت وصليت ركعتين ,, حين دخلت البيت لم أجدها في انتظاري كعادتها ,, جلست إلي القرآن نهلت من حروفه ودموعي تنهمر ,, هدأت نفسي ,, قمت إلي المذياع أدرت المؤشر,, جاءني صوت المقرئ عذبا يتلوا آيات الله ,, مرت ليلتين ، بدأت أعود إلي حالتي الأولي ,, ذهبت إلي عملي صباحا ,, وقد انتظم إيقاع حياتي من جديد ,, ازددت قربا من الله ,, أدركت أن الخلاص في صدق الأيمان ,, أحيانا كانت تلوح لي كطيف حزين ,, لكنها تتواري خلف فيضان من الدمع ,, كنت أسارع للصلاة أو القرآن ,,,
تمـت

جوتيار تمر
12-03-2008, 09:14 PM
النبوي المبدع..

عنوان مفلت للنظر،أسلوب شيق محكم، عباراته جاءت مختصرة متراصة، الراوي يمسكنا ليحدثنا عما يخالج نفسه، ويصور ذلك بدقة متناهية ماهية خوض التجربة الذاتية بعيدا عن التفكير المنطقي ، والتجرد العقلاني ، والالتجاء الى العاطفة وحدها للتحكم بالانسان ، ومن ثم النص يأخذنا الى ادوار تربوية ، هادفة ، ذات مغزة دعوي ، النص يحمل رسالة قيمة ، لكنه من حيث البناء القصصي والسردي يحتاج الى تكثيف اكثر ، واشتغال اكثر على المعنى الدلالي ، ويبقى النص برغم ذلك ذا قيمة دعوية سامية.

محبتي
جوتيار

صبيحة شبر
13-03-2008, 08:00 PM
الأخ العزيز أشرف نبوي
قصة فيها خصوبة الخيال وقيمة تربوية كبيرة
يتبع بطل القصة عاطفته الجياشة ، فتصور له أمورا بعيدة عن المنطق
والواقع ، لكن ايمانه ينير اعماقه الغافية مؤقتا
فيعود الى سابق عهده
قصة هادفة ملتزمة ، تقدم درسا في سمو المقصد والصبر

اشرف نبوي
23-03-2008, 06:42 PM
جوتيار تمر

النص يحمل رسالة قيمة ، لكنه من حيث البناء القصصي والسردي يحتاج الى تكثيف اكثر ، واشتغال اكثر على المعنى الدلالي ، ويبقى النص برغم ذلك ذا قيمة دعوية سامية

سعدت بتقيمك الموضوعي وتشريحك الجميل للقصه.. والذي ان دل علي شئ فهو يؤكد مدي فهمك الراق واهتماك بالنقد الموضوعي الهادف والذي يرقي لمستوي النقاد المحترفين

تحياتي لسمو حرفك

اشرف نبوي

عدنان أحمد البحيصي
27-03-2008, 10:22 AM
أخي الطيب أشرف
قصتك هنا ، جميلة جداً ، تشد القاريء إلى النهاية ، تبدو سهلاً في المعاملة، ولذلك كانت ألفاظك سهلة، تعبر عن نفسها بيسر ، وعنوانك كان ملفتاً جداً للنظر

بوركت

د\أسماء علي
27-03-2008, 08:17 PM
استاذي الرائع ...أشرف النبوي ...
سعدت جدا بقراءة نص جديد هنا ..
وجدت نص له هدف جميل .. وأسلوبه سلس ..
الأفكار تترابط بهدوء ..
والأسلوب السردي مميز للغاية ...
دام تميزك ..

اشرف نبوي
29-03-2008, 07:37 AM
صبيحة شبر

تميز احرفك بالفهم الواع .. والرقي في تناول العمل .. يجعلني اقف وقفة تحيه لقلمك الرائع ..

تحياتي

اشرف نبوي

اشرف نبوي
29-03-2008, 07:39 AM
اخي الكريم عدنان احمد البحيصي

اسعدتني حروفك النديه ... وتعليقك البسيط المتكامل .. عطرت صفحتي بمدادك الراق

تحياتي

اشرف نبوي

اشرف نبوي
29-03-2008, 07:47 AM
د اسماء

انرت المكان ... كعادتك حين تنثرين عطر احرفك ... وتتواجدين بسمو الكلمه ورائع الحرف..


دمت بهذا الالق

تحياتي

اشرف نبوي

ربيحة الرفاعي
24-04-2014, 01:09 PM
باسلوب بسيط اعتمد السهولة في الحرف والانسياب الهادئ في الوصف في خدمة الغاية التربوية السامية للفكرة، وبتوظيف الحوار الداخلي وتداعياته مؤثثا للحوار الخارجي، نجح الكاتب بتوصيل رسالته بقيمتها
بعض تكثيف كان ليجعل القص أبهى وأكثر تشويقا

دمت بخير

تحاياي

آمال المصري
25-04-2014, 10:46 PM
بحرف جميل وسرد ماتع سريع كانت تلك الرسالة التربوية التي مزجت الخيال بالواقع لتصل بنا للغاية المنشودة
وصدق الله العظيم حين قال " وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
راق لي النص بحبكته وبيانه السلس وخاتمته الرائعة
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
27-04-2014, 06:58 PM
استطعت ببراعة أن تمضي بنا على أجنحة الخيال بفكرة غريبة
وجمل متسارعة وسرد ممتع مشوق لنتابع التفاصيل التي تجري
بخفة وانسيابية لتصل لنا الرسالة الهادفة..
بقدر ما نبتعد عن الله بقدر ما يقترب الشيطان منا.
قال تعالى‏:‏
‏{‏وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى‏}

بوركت ـ وسلمت يداك.

نداء غريب صبري
26-06-2014, 12:55 AM
هروب من الوحدة ورتابة الحياة إلى الخيال أو العالم الخالي بجنّه وعفاريته، وهروب من عالم الجن والعفاريت إلى الله
لكن السؤال هو لماذا ارتبط وجودها بالانقطاع عن الصلاة والعمل، وهذا لم يبينه الكاتب في النص

قصة جميلة ومميزة
شكرا لك أخي

بوركت

علاء سعد حسن
26-06-2014, 01:52 AM
السيدات الفضليات ربيحة .. آمال.. نادية.. نداء
بالله عليكن كيف تعثرن على هذه اللآلئ الجميلة.. فتعدن بعثها في الصفحات اﻷولى من جديد؟

نص ممتع للأستاذ أشرف نبوي

أحيانا أشعر بأننا في حاجة لاستعادة التواصل مع بعض الكرام الذين اناروا الواحة فترة من الزمن.. ثم انشغلوا

خلود محمد جمعة
28-06-2014, 02:36 PM
سرد سلس بأسلوب شيق ولغة ماتعة
ورسالة هادفة بقلم جاد وفكر عميق
الحمد لله فقد قرأتها بالنهار
جميل هو الحرف الذي يصل الى القلوب
دمت بخير
وكل تقديري

لانا عبد الستار
21-08-2014, 08:33 PM
القصة جميلة
ولكن النص أطول بكثير مما تحتمل


أشكرك

ناديه محمد الجابي
16-05-2021, 12:54 PM
بالصبر وقوة البأس نستطيع طرد الشيطان لنصبح أقوياء
الإيمان هو السلاح الأقوى لمواجهة الأزمات والمحن
وبالعزيمة الصادقة نتغلب على اعتى الرياح التي ممكن أن تعصف بحياتنا
درس جميل في قصة هادفة قدمت بأسلوب سلس، وحبكت في إطار قصصي مشوق.
تحياتي وتقديري.
:v1::001: