المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة ميشو .... حكاية غزاوية قح



أحمد عيسى
15-03-2008, 09:00 PM
هذه ... تحدث في كل بيت هناك ...
العائلة حزينة تجلس في صالون البيت ، أمامهم مائدة الطعام لم يمسها أحد ، وفي العيون نظرة حزينة لا تخفى عن الناظرين ...
الأم : لكم أفتقد أحمد
الأب يحاول مواساتها : لا تحزني أيتها الغالية ، فقد فقدناه شهيداً ، والشهداء لا يموتون ، ذكراه باقية في كل ركن من أركان هذا البيت العتيق ...
تغالبه دموعه ، فيحاول مداراتها حتى لا يراه الآخرون فيضعفون ...
وكيف ننسى يا أبا أحمد ، وكيف ننسى ... تقول الأم ...
منظر جثته الممزقة لا يغيب عن مخيلتي لحظة واحدة ، الدماء التي اختلطت بأشلائه الطاهرة ، الحياة التي غادرته وهو في ريعان شبابه ...
لم تعد هناك مدرسة ، لكني لم أتخلى عن كتبه ، لم يعد هناك ميشو ، لكن سريره لم ولن يمسه أحد ، خزانة ملابسه كما هي ، ذكرياته كما هي ، ملامحه كما هي لم تتغير ، أي طائرة تلك التي تشوه ملامح ابني ... أي قوة في العالم لن تغير من كينونته شيئاً ... باق هو ولم يمت ... باق هو ولن يموت ...
أما هذه ... فلم تحدث الا هنا ...
رنين هاتفه الخلوي ..
يمسح الأب دموعه بأكمامه ويرد على هاتفه الجوال ..
صوت يأتي من بعيد ، من حدود لم يتصورها ،
- آلوووووو ... كيفك يابا ... أنا ميشووو
سقوط مدوي على الأرض ...
مغشياً عليه ..
وزغرودة غريبة جاءت من بعيد ..
******
فمن ذا الذي دفناه وتلقينا فيه العزاء ...
*****
صوان عزاء آخر ينبت في مكان قريب ...
هذه لا تحدث إلا هنا ..
.
*****

أحمد عيسى
15-03-2008, 09:08 PM
http://aycu29.webshots.com/image/47868/2005023660344050252_rs.jpg

جوتيار تمر
15-03-2008, 10:27 PM
العزيز احمد.......

اصبحنا نرث القوم مأسينا ، ونرث الاجيال الاتية خيباتنا ، وكأنهم يولدون على دوي قنابلهم ، وصدى كلماتنا االتي لاتقل دويا من قنابلهم .

توظيف جميل

محبتي
جوتيار

فاطمة أولاد حمو يشو
16-03-2008, 02:42 AM
هذه ... تحدث في كل بيت هناك ...
العائلة حزينة تجلس في صالون البيت ، أمامهم مائدة الطعام لم يمسها أحد ، وفي العيون نظرة حزينة لا تخفى عن الناظرين ...
الأم : لكم أفتقد أحمد
الأب يحاول مواساتها : لا تحزني أيتها الغالية ، فقد فقدناه شهيداً ، والشهداء لا يموتون ، ذكراه باقية في كل ركن من أركان هذا البيت العتيق ...
تغالبه دموعه ، فيحاول مداراتها حتى لا يراه الآخرون فيضعفون ...
وكيف ننسى يا أبا أحمد ، وكيف ننسى ... تقول الأم ...
منظر جثته الممزقة لا يغيب عن مخيلتي لحظة واحدة ، الدماء التي اختلطت بأشلائه الطاهرة ، الحياة التي غادرته وهو في ريعان شبابه ...
لم تعد هناك مدرسة ، لكني لم أتخلى عن كتبه ، لم يعد هناك ميشو ، لكن سريره لم ولن يمسه أحد ، خزانة ملابسه كما هي ، ذكرياته كما هي ، ملامحه كما هي لم تتغير ، أي طائرة تلك التي تشوه ملامح ابني ... أي قوة في العالم لن تغير من كينونته شيئاً ... باق هو ولم يمت ... باق هو ولن يموت ...
أما هذه ... فلم تحدث الا هنا ...
رنين هاتفه الخلوي ..
يمسح الأب دموعه بأكمامه ويرد على هاتفه الجوال ..
صوت يأتي من بعيد ، من حدود لم يتصورها ،
- آلوووووو ... كيفك يابا ... أنا ميشووو
سقوط مدوي على الأرض ...
مغشياً عليه ..
وزغرودة غريبة جاءت من بعيد ..
******
فمن ذا الذي دفناه وتلقينا فيه العزاء ...
*****
صوان عزاء آخر ينبت في مكان قريب ...
هذه لا تحدث إلا هنا ..
.
*****
إنه الجسد ذاك الذي مضى وقضى ..أما الروح فلن ينال منها العدو..
كم أسعدني أن يرن الهاتف..
وأن يكون ذلك مدعاة للأمل..
والشعور بالفرح ..
فابشري أيتها الروح بغذ مشرق آتي..
فما مات محمد الذرة.. وما مات أبوه ..إنهما أحياء بيننا..تولد من روحهما زهور الأمل ..وتورق الأحلام بأرض لا بد أن تعود..
فلتحيا فلسطين.. وليحيا أبناء الشهداء..
مودتي .. دمت بخير..

أحمد عيسى
17-03-2008, 10:51 PM
العزيز احمد.......
اصبحنا نرث القوم مأسينا ، ونرث الاجيال الاتية خيباتنا ، وكأنهم يولدون على دوي قنابلهم ، وصدى كلماتنا االتي لاتقل دويا من قنابلهم .
توظيف جميل
محبتي
جوتيار
الفاضل جو
أشكر لك مرورك الرائع فلك مني كل تحية

بوركت

هشام عزاس
19-03-2008, 12:22 AM
الفاضل / أحمد عيسى

هي حكايات وقعت و ما زالت تتكرر و لكن للأسف ليس فقط هناك ... بل في كل مكان سواء بالأيادي الغريبة أو القريبة .
أتساءل في قرارة نفسي كم أصبح حجم ألبومك الدامي .
دمت بخير و دامت أناملك عازفة للقضية

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــــام

أحمد عيسى
21-03-2008, 06:38 PM
إنه الجسد ذاك الذي مضى وقضى ..أما الروح فلن ينال منها العدو..
كم أسعدني أن يرن الهاتف..
وأن يكون ذلك مدعاة للأمل..
والشعور بالفرح ..
فابشري أيتها الروح بغذ مشرق آتي..
فما مات محمد الذرة.. وما مات أبوه ..إنهما أحياء بيننا..تولد من روحهما زهور الأمل ..وتورق الأحلام بأرض لا بد أن تعود..
فلتحيا فلسطين.. وليحيا أبناء الشهداء..
مودتي .. دمت بخير..
الأخت الفاضلة : فاطمة
مشكور لك مرورك أيتها الأخت الكريمة

دمت بخير

خلود محمد جمعة
06-01-2015, 06:39 AM
حكاية نثرتها هنا في قلوبنا
فما يحدث هناك لن يحدث في اي مكان أخر
موجعة بجمال حرفك
بوركت وكل التقدير

ربيحة الرفاعي
10-01-2015, 04:51 PM
ينبتون الحزن لا فرق أين، في كلّ البيوت وكل الأحياء ، و بيت كبير واحد هو غزّة الحرّة والمحزونين أهلها توحدهم الدمعة وقطرة الدم المسفوح غدرا وجورا
مؤثرة بقفلتها وقسوة الفكرة في القسم الثاني منها

دمت بخير أيها الرائع
ودامت غزة أبية قويّة على الطامعين عصيّة

تحاياي

كاملة بدارنه
11-01-2015, 03:50 PM
ولازالت الأشلاء تتناثر والأفراد يغيبون والقلوب تتقطع شوقا ولوعة لغيابهم
كان الله في العون
بوركت
تقديري وتحيّتي

آمال المصري
15-01-2015, 11:20 PM
ومازالت الدماء تختلط بالأشلاء ومازالت الأرض تروى بالدماء الزكية وتحتضن ما تناثر منها وتنتظر المزيد في صمت على مرأى ومسمع مع العالم ولا مغيث ولا منقذ
لك الله ياغزة
نص قوي السرد أجدت نسجه وحبكته أديبنا الفاضل
لنصوصك انطباع مختلف على المتلقي يترك أثره بقوة
شكرا لك

وليد مجاهد
14-02-2015, 01:44 PM
كل الأيدي أصبحت ملوثة بالدماء البريئة
وكل القلوب أصبحت موجوعة

تقديري

ناديه محمد الجابي
02-08-2016, 09:11 PM
سكتنا على ما يقع هناك وأغمضنا العيون
فأصبح ما يقع هناك يقع في كل مكان فتتناثر الأشلاء
ويغيب الأفراد ونتقطع لوعة وشوقا لهم.
دمت مبهرا تحلق بنا في سماء الإبداع عليا
ودام عطاؤك زاخرا. :0014: