تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا جنة الله على الارض



ياسمين شملاوي
20-03-2008, 11:17 PM
أمي الفلسطينية : يا جنة الله على الارض

من أين أبدا ؟ والى أين انتهي ؟ وهل لحبك بدابة أو نهاية ...؟
هل اكتب لك بالقضبان الحديدية والأسوار العتيقة ؟ أم اكتب لك بنسيج العنكبوت أمام غار حريتي ؟
أم اكتب بالشمس المشرقة أمام ساكني أهل الكهف ، أم بالبراقع السمر تنقشع أمام الأشعة السينية ، أم بالجمر... المر الحلو .. طعم آلامي ؟
أم أتلو عليك اليوم آيات من فردوسنا المفقود ... بحروفه ومعالمه المنقوشة فوق جلمود صخر وجنات عذارانا ... مطرزة بأنات أطفالنا وتنهدات شيوخنا المهاجرين النازحين فوق الرمال وتحت الخيام ...يقبضون على مفاتيح الدار ..وصك العودة..وآمال الانتصار.
أم أتوقف لأكتب الحقيقة التي أنارت كل هذه الخلجات ، حقيقة أن أكثر شعوب الأرض من قاصيها إلى دانيها ، احتفلت بعيدك المقدس " عيد الأم"..
هنا في فلسطين الواقع مختلف، الذكرى تحمل كل تفاصيل الألم والمعاناة، معاناة وقهر.. أسيرة ..شهيدة.. ثكلى.. باحثة عن أدنى متطلبات الحياة .. متطلعة للأمن والأمان المفقود، هذه هي الأم الفلسطينية، ومن بقيت خارج قضبان الاحتلال..أو الاستهداف المباشر أمست الأم الباكية على ابن فقدته برصاص الاحتلال، أو تلك الأم التي لا تبرح مهرجانات التضامن مع الأسرى منتظرة لحظة تاريخية تحتضن فيها ابنها الذي ربما تفرج عنه سلطات الاحتلال في يوم ما.
ورغم الألم، تبقى هذه المرأة الصابرة والمرابطة في أرضها، الضعف لا يعرف طريقا لها، وشموخها أقوى من كل محاولات الاحتلال لقتلها أو أسرها.
حقا إنها لوقفة رائعة وعظيمة في يوم مشهود ومعدود بصوره وقيمه الجمالية ، المنقوشة في أعماق أعماق ذكريات الآدمي ، محفورة في نخاع العظام وعلى جدران الشرايين.
فهنا يقبع فريق خلف أقلامهم ووسط كتاتيبهم ينسجون لك من عواطفهم وأحاسيسهم قصيدة لا تنتهي ، وآخرون لا يبرحون آلاتهم الموسيقية يستجدونها بسيمفونية خالدة يهدونها إليك ..
وهناك بين الحدائق ووسط الرياحين من يبحث لك عن أجمل وارق الزهرات لكي تضارع رقتك وعذوبتك لكن هيهات ...
وهنا وهناك يتوزع الفريق الأكبر .. من سوق إلى سوق ومن متجر إلى متجر آخر يبحثون لك عن أقصى ما يصل إليه ذوقهم ومادياتهم ليتوجوك بهداياهم ...
وتحنو للمراقب التفاته.. تحز نفسه وترعش جفنه وتهز كيانه وهو يرى أولئك القابعين في أركان المساجد أو خلف صفائح القبور يتلون آيات من الذكر الحكيم يرجون فيها المغفرة والرحمة لتقصيرهم تجاهك ..
وتأبى الطبيعة إلا أن تشارك عيدك فتلبس أحلى حللها وتتزين بأثمن مجوهراتها وأندرها وتعبق بأنعم وارق عطورها ... معلنة عن بداية فصل جديد، ..استمدته من عطائك وحبك اللامحدود..وأسمته.. " الربيع "..
أواه واه يا أماه ماذا افعل وماذا أقول وانأ لا املك من الدنيا لكي أهديك في عيدك المقدس سوى نفسي وارداتي وعزيمتي ولبن حريتي وكلها مستمدة منك انت ...
أواه واه يا مرضعتي لبن الحرية والتحدي والنضال...
الله اكبر ، يا دماء تجري في عروقي ، ويدا تشد ساعدي المقابض على مرساة المركب التائهة بين عواصف الزمان ...
أواه واه يانبراسا يضيء درب التائهين ، ويخبر انك وراء كل رجل عظيم ونصفا للمجتمع ومصدرا للنوع البشري ورمزا لبني الإنسان ...
أواه واه، هل أهديك الجنة ؟ والجنة تحت قدميك ! هل أهديك وردا والورد يستمد عبيره من نشوة أنفاسك المعطرة
أم أتوجك بعقد من الياسمين تلتئم حياته من دموعي ؟
أم اكتفي بقول رب العزة " بسم الله الرحمن الرحيم .. فلا تقل لهما أف ولانتهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة .. وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا " صدق الله العظيم
***
أماه ختاما لا املك إلا أن اشهد ربي على ما أقول:
" فلك مني وعد وعهد ووفاء وإيفاء بأن يبقى صدرك البر وسادتي التي أغفو عليها من عناء السفر الطويل وان أبقى ابنة بارة محسنة مخلصة متواضعة مادامت الأرض ارض والسماء سماء ولن أرضا عنك بديلا ...لأنني احبك ..


للكاتبة الفلسطينية :ياسمين شملاوي//اصغر كاتبة فلسطينية

جوتيار تمر
20-03-2008, 11:31 PM
ياسمين العزيزة.....

ربما هي حكمة السماء ، ان ترضع طفلة من ثدي امها ، فتسطر وجعها على صدر أم اخرى .

بليغ وحكيم ما سطرتيه هنا..........

محبتي
جوتيار

هشام عزاس
21-03-2008, 12:04 AM
أواه واه يا أماه ماذا افعل وماذا أقول وانأ لا املك من الدنيا لكي أهديك في عيدك المقدس سوى نفسي وارداتي وعزيمتي ولبن حريتي وكلها مستمدة منك انت ...
أواه واه يا مرضعتي لبن الحرية والتحدي والنضال...
الله اكبر ، يا دماء تجري في عروقي ، ويدا تشد ساعدي المقابض على مرساة المركب التائهة بين عواصف الزمان ...
أواه واه يانبراسا يضيء درب التائهين ، ويخبر انك وراء كل رجل عظيم ونصفا للمجتمع ومصدرا للنوع البشري ورمزا لبني الإنسان ...
أواه واه، هل أهديك الجنة ؟ والجنة تحت قدميك ! هل أهديك وردا والورد يستمد عبيره من نشوة أنفاسك المعطرة
أم أتوجك بعقد من الياسمين تلتئم حياته من دموعي ؟
أم اكتفي بقول رب العزة " بسم الله الرحمن الرحيم .. فلا تقل لهما أف ولانتهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة .. وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا " صدق الله العظيم


يااااه ... إنها الأم أيتها الياسمين لا تنتظر منا أبدا أن نهديها شيئا لأنها اعتادت على العطاء و التضحية
إنها الأم التي و إن قطفنا لها قطعة من القمر لا تبهجها بقدر ما يبهجها أن ترى بسمة ترتسم على محيانا ... و لحظة إطمئنان ترنو إليها نفوسنا ... فرحتها و قمة سعادتها أن نكون دوما أمام عيونها تدثرنا بلهفتها و تعطرنا بحنانها .
إنها الأم هذه الهدية الربانية التي أوجدها الله على الأرض ليكون التوازن .
أيتها الأديبة الجميلة مهما فعلنا نحن البشر لن نفيها حقها لذلك منحها الله شرفا من عنده و فضلا كبيرا
تسعدني القراءة لك أيتها المبدعة ... استمري
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــــام

عدنان أحمد البحيصي
21-03-2008, 04:28 PM
أخيتي الصغيرة ياسمين

نصك هنا ، موشح بالجمال ، رائع وجميل ، ولكن لي ملاحظة وهو خطابك لأمك : يا وجه الله على الأرض ، هذا خطاب لا يجوز ، لأن في تشبيه لله بمخلوقاته والله تعالى يقول : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }
أرجو أن تنتبهي في مستقبل نصوصك حتى لا تقعي بهذه الاخطاء.
احترامي وما زال المستقبل أمامك طويلاً ومشرقاً أيضا

وفاء شوكت خضر
21-03-2008, 09:18 PM
الابنة ياسمين ..

نص حمل فيض مشاعر قلب طفلة صغيرة كبيرة ..
لكن لفت نظري العنوان ، ولم اشأ أن ألفت انتباهك قبل السؤال والتحميص عن جواز هذا الوصف ،
وحقيقة الأمر واضح لكن ليس عيبا أن نسأل من هم أكثر منا علما ..

أقترح بنيتي تغيير العنوان لما هو أقرب للمعنى إلى يا جنة الله على الأرض ..
أعتقد بهذا الشكل يكون عنوانك قد حمل المعنى الرائع الذي فاضت به مشاعرك ..

سأنتظر ردك كي أغير العنوان وإن كان لديك أي اقتراح على الرحب والسعة فأنا فقط عرضت رأيا
ليس أكثر ..

أترك الأمر لك ..

تحيتي ..

ياسمين شملاوي
21-03-2008, 10:04 PM
وفاء الخير والمحبة ..
كالعادة مرور ندي حفيف الظل حثثت اليه الخطى..
لقد سالت عن العنوان بعض من حولي
واجازوه..ولكن بما ان الامر خضع للجدل والاشتباه ..
اقدر اقتراحك واجده..مناسبا ..
وفي النهاية كل ما اردته معنى جميل معبر ..
يقربني الا الله ..ولا يضعني ..بادنى الشك..
لك الخير كله ..ياسمين

وفاء شوكت خضر
21-03-2008, 10:16 PM
وفاء الخير والمحبة ..
كالعادة مرور ندي حفيف الظل حثثت اليه الخطى..
لقد سالت عن العنوان بعض من حولي
واجازوه..ولكن بما ان الامر خضع للجدل والاشتباه ..
اقدر اقتراحك واجده..مناسبا ..
وفي النهاية كل ما اردته معنى جميل معبر ..
يقربني الا الله ..ولا يضعني ..بادنى الشك..
لك الخير كله ..ياسمين

الابنة الرائعة ياسمين ..
شكرا لك غاليتي على حسن تفهمك ..
قد غيرت العنوان وأسأل الله أن لا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، وأن لا يحمل علينا إصرا كما حلمه على الذين من قبلنا ..

بارك الله بك بنيتي على حسن خلقك ..
تحيتي أكليل ورد أتوج به جبينك ..

شكري بوترعة
21-03-2008, 10:23 PM
ياسمين
جميل نصك الممتلئ بك ... اكتبي .. و عيثي في الارض كتابة .
مودتي

ياسمين شملاوي
23-03-2008, 03:11 PM
الراقي جوتيار تمر
لقد دلفت هنا وهناك بجنبات الواحة ..
ووقفت عند اديب ..رقيق جاد ..
افتخر ..ان يعانق بين الحين والاخر نصوصي المتواضعة.
.دفء روحك الندي.. والسامية..كلمة وحرفا..
وربما هي الحكمة ان جعلني الله بين مجموعة من المخلصين الطيبين ..
اشكرك على بليغ ما كتبت ..لك احترامي..ياسمين

ياسمين شملاوي
23-03-2008, 03:25 PM
الفاضل هشام عزاس..
حضور جميل وانفاس طاهرة ..
اشكر رؤيتك النافذة ..وصورك الشاملة عن الام الفلسطينية الماجدة

لعلكم احياء..لعلكم اموات
لعلكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الانسان ..
بلا وطن ..بلا علم
ودونما عنوان
ادعك بحفظ الله ورعايته

ياسمين شملاوي
23-03-2008, 03:33 PM
الفاضل عدنان البحيصي..
اشكر نبل مشاعرك وتفاعلك الراقي مع نصي..
وقد قمت والغالية وفاء خضر بتغير العنوان درءا للشبهات
سلمت اخا كريما عزيزا
ياسمين

ياسمين شملاوي
23-03-2008, 03:36 PM
الفاضل شكري بوترعة ..
لقد اختصرت فاحسنت ..واجدت
اشكر لك هذا العبق الراقي ..
ياسمين

سهير ابراهيم
23-03-2008, 06:19 PM
العزيزه ياسمين الرائعة
نصك رائع جدأ وكم انا معجبة في كتاباتك
رائعة يا بنت بلدي
يا بنت فلسطين الحبيبة
تحيتي وتقديري

ماجدة ماجد صبّاح
23-03-2008, 06:47 PM
عزيزتي ياسمين،
قرأت نصك، بمعانيه البسيطة، وكلماته الراقية،
فشعرت بأحاسيسك منها: القوية، ومنها العزيزة، ومنها الانسانية
ياسمين/
تبقى الأم الفلسطينية، العراقية، الأفغانية، الشيشانية، اللبنانية...
أمهات المسلمين كلهن، يبقين شموعا تضاء كل ليلة ولا تطفئ، فإن ما أطفت،
أنيرت آلاف الآلاف من الشموع بالدم بالحرقة بالخوف بالامل
تقبلي مروري