عطاف سالم
21-03-2008, 04:41 PM
مفارقة..!!
فارقتني ففقدتُ - مُذْ ذَاك - الهدى = وهجرتني , والهجرُ بدَّدَني سُدى
وسلبتَ عُمرًا – فيكَ قدْ أهدرتُهُ - = فرَّقتَهُ قِدَداً تلاشتْ في المدى
ياليتني ماقد عرفتكَ مطلقا = ياليتني ماقد عشقتُ مُجَدَّدا
أين الذي قدَّمتُه ؟ رغم الجفا = أين الذي أوَّدتُه فتأوَّدا ؟ (1)
أين انعطافي واتِّقادي والوفا = باتت حطاماً - في الشعاب - مُرمَّدا (2)
أين الصَّفا – ويلاي- كدَّره النَّوى = وغدت ليالينا رجُوماً صُرَّدا (3)
ومضت تراتيلُ الهوى في حَيَّنا = حُلُمَاً تَمَشَّع في الدُّجى وَتَفَنَّدا (4)
ألبستني ثوب الضَّنا و ظلمتني = و عَمَيتَني , لمَّا حسبتُكَ إثْمِدا
و شهدتَ معترك التّوجُّدِ في دمي = فضربتَ صفْحًا عنْهُ , باتَ مُشرَّدا
و شَقَقْتَ - في صَلَفٍ - عُرى أشواقنا = و أنا التي وثَّقتُ حبُّك مُذْ بدا
و أنا الّتي أُشربتُه لك َخالصا =وَ خَصَصْتُ قلبَكَ – في الصبابةِ - مُفردا
و أنا الّتي أبدعتهُ لكَ صادقًا = وأنا الّتي قطَّرتُهُ فتشهَّدا(5)
و أنا التي آويتُ توقَكَ كلما = عصفتْ به ريحٌ فهاجَ و أزبدا
و أنا التي خالطته لك بي أنا = وَ سلخْتَهُ عن روحهِ فَتَفصًّدا (6)
فرضيتَ قتلي دون أيِّ جريرةٍ = و رغبتُ أن تبقى الرَّضِيَّ الأسْعدا
و نسيتَ وصلاً من يَدِيّ جنيتَه = و جزيتني هجرا ظلوما جَلْمَدَا
أسقيتني غُسلَ القـُراح و لم تزل = تسقي رياضي القيحَ في كأس الصدا (7)
و رشفتَ من عرقي شعوراً صادقا = و تركْتَهُ , إذْ جفَّ , من بعد الندى
و عبثتَ في روحي شَقِيَّاً مُعْتِبا = و تركتَ أنفاسي لهيبًا أسودا (8)
وَ غزوتَ أحنائي حنيناً جارفا = و تركتَها مِزقًا ليهتكَها الرَّدى
و بلوتني بالشَّوق يرشق مُهجتي = و نثرتُه لكَ حَالِماً ومُوَرَّدا
و مسحتُ دمعَكَ - أفتديه – بأضلعي = و حَطَمْتَ ضلعًا – في هُيامِكَ - مُجهدا
و يلاي منكَ فقد ألفتكَ صاحبا = و الآن يصحبني الفراقُ تَوقُّدا
ماذا أروم الآن من دهري سوى = طيفٍ يفرِّق مُهْجَتِي كَمَداً غدا
صاحبتُ غيظكَ – و السماحةُ في يدي - = وصحبتَ أوجاعي مَلوماً مُرعِدا
أشقيتَ أورادي الندية بعدما = غنَّى لها طيرُ الغرام و غرَّدا
و شكوتني وأنا التي أشكو الضنا = و بكيتَ منى ظالماً مُتَمَرِّدا
و نشرتَ حرفكَ مُرعِـفا و مُسَيَّفا = و بقيتَ حتى في ضلالك سيِّدا
ألهبتَ قافيتي , فشعري قد غدا = برقاً يُسابقُ لَوعتي مُتَعَمِّدا
قلْ جاحداً قلْ ناقماً قل ساخطا = قل ما ارتضيتَ – من الكلامِ - مُهدِّدا
إني وجدُّتك ثائراً لاترعوي = أبدا و لا ترجو خلاصي مُبْتَدا
و وجدتُ أنكَ مذ نشأتَ مُدلَّلا = تلقى الجواري – في بلاطِكَ - سُجَّدا
و وجدتُ ظنَّك بي رديئاً أجعدا = لمَّا يقيني قدْ حباكَ الأجودا
أنسيت طعم الوصل مني – خمرةً - = و هربتَ من حِضني لترميني عِدا ؟
و نسيتَ صمتكَ عابساً متجهِّما = و براحتي سويَّتُه , فتنجَّدا (9)
نشَّبتَ أوقاتي على خُشُبٍ النوى = أبكي هواني , إذْ نسيتَ الموعِدا
أقبلْ وكَفِّرعن ذنوبكَ راضخا = قيَّدت قلبي مجبراً فتقيَّدا
إنِّي برئتُ الآن من لومٍ مضى = جنّدتُ حرفي لاسعاً فتجنَّدا
.................................................. ....................................
(1) أوَّدته فتأوَّدا : عطفته فانعطف
(2) مرمدا : أي متحول إلى رماد
(3) صُرَّدا : أي خالصة للرجم, متفرقة ً ليس إلا , والصرد : الخالص من كل شيء
(4) تمشَّع : تقطَّع وانتهى
(5) تشهَّدا : صار شهداً .
(6) فَصَد وتفصّد : أي انشقّ عرقه
(7) صدا : أصابه الصدأ بالتخفيف
(8) الأسودا : الدُّخان
(9) التنجيد : يأتي بمعنى التهذيب في اللغة.
فارقتني ففقدتُ - مُذْ ذَاك - الهدى = وهجرتني , والهجرُ بدَّدَني سُدى
وسلبتَ عُمرًا – فيكَ قدْ أهدرتُهُ - = فرَّقتَهُ قِدَداً تلاشتْ في المدى
ياليتني ماقد عرفتكَ مطلقا = ياليتني ماقد عشقتُ مُجَدَّدا
أين الذي قدَّمتُه ؟ رغم الجفا = أين الذي أوَّدتُه فتأوَّدا ؟ (1)
أين انعطافي واتِّقادي والوفا = باتت حطاماً - في الشعاب - مُرمَّدا (2)
أين الصَّفا – ويلاي- كدَّره النَّوى = وغدت ليالينا رجُوماً صُرَّدا (3)
ومضت تراتيلُ الهوى في حَيَّنا = حُلُمَاً تَمَشَّع في الدُّجى وَتَفَنَّدا (4)
ألبستني ثوب الضَّنا و ظلمتني = و عَمَيتَني , لمَّا حسبتُكَ إثْمِدا
و شهدتَ معترك التّوجُّدِ في دمي = فضربتَ صفْحًا عنْهُ , باتَ مُشرَّدا
و شَقَقْتَ - في صَلَفٍ - عُرى أشواقنا = و أنا التي وثَّقتُ حبُّك مُذْ بدا
و أنا الّتي أُشربتُه لك َخالصا =وَ خَصَصْتُ قلبَكَ – في الصبابةِ - مُفردا
و أنا الّتي أبدعتهُ لكَ صادقًا = وأنا الّتي قطَّرتُهُ فتشهَّدا(5)
و أنا التي آويتُ توقَكَ كلما = عصفتْ به ريحٌ فهاجَ و أزبدا
و أنا التي خالطته لك بي أنا = وَ سلخْتَهُ عن روحهِ فَتَفصًّدا (6)
فرضيتَ قتلي دون أيِّ جريرةٍ = و رغبتُ أن تبقى الرَّضِيَّ الأسْعدا
و نسيتَ وصلاً من يَدِيّ جنيتَه = و جزيتني هجرا ظلوما جَلْمَدَا
أسقيتني غُسلَ القـُراح و لم تزل = تسقي رياضي القيحَ في كأس الصدا (7)
و رشفتَ من عرقي شعوراً صادقا = و تركْتَهُ , إذْ جفَّ , من بعد الندى
و عبثتَ في روحي شَقِيَّاً مُعْتِبا = و تركتَ أنفاسي لهيبًا أسودا (8)
وَ غزوتَ أحنائي حنيناً جارفا = و تركتَها مِزقًا ليهتكَها الرَّدى
و بلوتني بالشَّوق يرشق مُهجتي = و نثرتُه لكَ حَالِماً ومُوَرَّدا
و مسحتُ دمعَكَ - أفتديه – بأضلعي = و حَطَمْتَ ضلعًا – في هُيامِكَ - مُجهدا
و يلاي منكَ فقد ألفتكَ صاحبا = و الآن يصحبني الفراقُ تَوقُّدا
ماذا أروم الآن من دهري سوى = طيفٍ يفرِّق مُهْجَتِي كَمَداً غدا
صاحبتُ غيظكَ – و السماحةُ في يدي - = وصحبتَ أوجاعي مَلوماً مُرعِدا
أشقيتَ أورادي الندية بعدما = غنَّى لها طيرُ الغرام و غرَّدا
و شكوتني وأنا التي أشكو الضنا = و بكيتَ منى ظالماً مُتَمَرِّدا
و نشرتَ حرفكَ مُرعِـفا و مُسَيَّفا = و بقيتَ حتى في ضلالك سيِّدا
ألهبتَ قافيتي , فشعري قد غدا = برقاً يُسابقُ لَوعتي مُتَعَمِّدا
قلْ جاحداً قلْ ناقماً قل ساخطا = قل ما ارتضيتَ – من الكلامِ - مُهدِّدا
إني وجدُّتك ثائراً لاترعوي = أبدا و لا ترجو خلاصي مُبْتَدا
و وجدتُ أنكَ مذ نشأتَ مُدلَّلا = تلقى الجواري – في بلاطِكَ - سُجَّدا
و وجدتُ ظنَّك بي رديئاً أجعدا = لمَّا يقيني قدْ حباكَ الأجودا
أنسيت طعم الوصل مني – خمرةً - = و هربتَ من حِضني لترميني عِدا ؟
و نسيتَ صمتكَ عابساً متجهِّما = و براحتي سويَّتُه , فتنجَّدا (9)
نشَّبتَ أوقاتي على خُشُبٍ النوى = أبكي هواني , إذْ نسيتَ الموعِدا
أقبلْ وكَفِّرعن ذنوبكَ راضخا = قيَّدت قلبي مجبراً فتقيَّدا
إنِّي برئتُ الآن من لومٍ مضى = جنّدتُ حرفي لاسعاً فتجنَّدا
.................................................. ....................................
(1) أوَّدته فتأوَّدا : عطفته فانعطف
(2) مرمدا : أي متحول إلى رماد
(3) صُرَّدا : أي خالصة للرجم, متفرقة ً ليس إلا , والصرد : الخالص من كل شيء
(4) تمشَّع : تقطَّع وانتهى
(5) تشهَّدا : صار شهداً .
(6) فَصَد وتفصّد : أي انشقّ عرقه
(7) صدا : أصابه الصدأ بالتخفيف
(8) الأسودا : الدُّخان
(9) التنجيد : يأتي بمعنى التهذيب في اللغة.