علي أحمد معشي
24-03-2008, 11:51 AM
رفع الأذان مدوياً عندما غابت الشمس واستسلم الكون لوشاح الظلام وعبقت عبارات التوحيد في الأرجاء وانطلق المسلمون زرفات ووحدانا يتجهون صوب المسجد تشتاق نفوسهم للوقوف بين يدي الله تعالى وانطلقت أم احمد بخطوات متثاقلة ليس رغبة عن الطاعة والعبادة فإن قلبها متعلق بالله ولكنها تصحب احمد.. ابنها الصغير الذي تركه لها والده بعد أن طلقها، تركه دون رعاية أو نفقة فهي تسير يثقلها الهم الكبير وتؤخرها خطوات الصغير المتباطئة التي أنهكها الجوع والمرض.
تنطلق أم أحمد مع المصلين تؤدي الصلاة وتعود في كل مرة لتواصل العمل المضني الذي يفوق طاقتها خاصة مع تعانيه من حالة صحية متردية، ولكن هذه المرة اختلفت العودة فبينما كانت تؤدي الصلاة في خشوع اختفى أحمد فجأة وعندما فرغت لم تجده.. التفتت يمنة ويسرة لعل طيفه يظهر، ولكن.. لا أثر.. يا لله أين هو ؟ أين يمكن أن يذهب إنه مريض.. لا يقوى على المشي إلا بصعوبة.
وقفت أم أحمد يتفطر قلبها, أظلمت الدنيا في وجهها.. خرجت تناشد المارة أن يساعدوها في البحث عن أحمد هرع الناس لا يتركون مكاناً إلا وأوسعوه بحثاً ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.. ومضى الليل ثقيلا ذلك المساء وتلاه النهار والحزن يكوي فؤادها.
وتمر الأيام أبطأ من تلك الخطوات المتثاقلة التي كان يخطوها احمد وهو يسير مع أمه التي لا تبرح تذهب كل يوم إلى ذلك المسجد وتبحث في طريقها وتتلفت يميناً ويساراً لعل خبراً يأتي أو طيفاً يلوح، فلا تجد هذه المرأة المكلومة غير سجدات المحراب ودموع الرجاء ودعوات الأسحار ملاذا مما يكوي فؤادها من ألم الفراق وتستمر في اللجوء إلى الله تعالى، وتمضي السنون تلو السنون وما هناك من خبر.
إلا أن الأمل لا ينقطع، ولحظة اللقاء لا تكاد تغيب، فلا بد أن يعود أحمد ولا بد يثمر الدعاء ويتحقق الرجاء.
أما احمد فقد اختطفته جارية أرسلها والده الظالم واستعمله خادماً لدى زوجته الأخرى معرضاً إياه للسخرية والاستهزاء من قبل إخوانه غير الأشقاء وأمهم.
بقي الغلام سنين يمارس تلك المهنة تحت أنواع من الإذلال والإهانة وهو لا يعرف شيئاً ولا يدور في ذاكرته غير أمه التي كانت غمامة رحمة وسحابة ظل عليه وهو يعاني من تدهور شديد في صحته، غير أن الله شفاه من مرضه وعفاه من وجعه حتى صح بدنه واستعاد قوته واستمر على ذلك الحال حتى كبر سنه وأصبح شاباً يفعاً فتبينت له الأمور وظهرت له الحقائق وعرف أنه مظلوم محروم من عطف أمه مستعبد لظلم وتسلط والده إلي نزعت من قلبه الرحمة عليه وكأنما ينتقم من أمه في شخصه إزاء خلفات يسيرة أدت إلى انفصاله عنها.
فكر أحمد في إنهاء الوضع وعمل حد لهذا الهوان فجمع متاعه وتحين فرصة سانحة وولى الباب هارباً هائماً على وجهه لا يلوي على شيء ولا يعرف وجهة يسير إليها فلم يسبق له أن خرج من ذلك المنزل الكئيب الذي تحيطه فيه الأوامر والنواهي والازدراء والسخرية.
انطلق باحثاً عن أمه في كل مكان حتى ذهبت به الدروب وتشعبت به السبل فهو لا يعرف اسمها ولا مكانها.. ولكن حباً عميقاً وشوقاً عظيماً يدفعانه للقائها فسار يتشبث بخيوط أمل رفيعة تكاد تتمزق بين يديه غير آبه بخطر أو مشقة يتلمس أي أثر ويتحسس أي دليل مواجهاً الكثير من المصاعب والمتاعب والمواقف مالا يكاد يمحى من الذاكرة غير أن ذلك لم ينسه همه ولم يثنه عن هدفه فلابد من لقاء أمه ولا بد من نهاية لهذه الرحلة المضنية.
وبعد أن أخذته السبل إلى بلدان عديدة ومساكن بعيدة جرته خطاه يوما من الأيام إلى ذلك الحي الذي تبدو عليه البساطة ومر بذلك السوق وبدأ يتفرس في وجوه الناس كعادته عندما ينزل أي بلد لعل شيئاً يدله على أمه وإذا نظرة تسبقه إلى رجل قد وخطه الشيب ركز إليه النظر.. تأمله.. شيء ما بداخله يقول له هذا الرجل سبق لك رؤيته قديماً.. نعم هو كذلك ولكن الشيب غير بعض الملامح وبعد برهة من التأمل تأكد انه نف الرجل الذي يعرفه ولكن لم يتذكرأين رآه من قبل وتذكر أيضاً أن سنينا طويلة قد مضت عرف أنها السبب في ذلك التغير.وفي تلك الأثناء رفع الأذان لصلاة المغرب.. يالله هذا الصوت لم يكن غريباً على أحمد لقد سمعه من قبل.. ياإلهي كل شيء في هذا الحي ليس غريباً.. أها انه نفس الأذان الذي كنت اسمعه مع أمي ونحن ذاهبان إلى المسجد.
أصابته قشعريرة علت جميع جسده .. وقف يتفحص المارة والمصلين رجالا ونساء عله يرى أمه الرءوم.
أقيمت الصلاة.. دخل المسجد والحزن قد أخذ منه كل مأخذ، اصطف مع المصلين وعندما وضع جبهته على الأرض ساجداً لم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء وانطلقت دموعه الحرى حتى أغرقت وجهه المتعب من طول السفر وانطلق داعياً ربه الذي لا يخيب من رجاه ولا يرد من دعاه.
انتهت الصلاة فخرج من المسجد تسبقه خطواته متشبثاً ببقايا الأمل المتهالك، تجول بنظره بين الناس فإذا به يرى امرأة مسنة لم تبد غريبة عليه فقد تذكر هيئتها إنها صديقة أمه المقربة كانت تصحبها إلى المسجد وتتبادل معها أطرف الحديث.. نعم إنها هي الخالة سلمى.. انطلق إليها مسرعاً لا يمنعه منها شيء إلى أن اقترب منها ثم صاح بها الخالة سلمى ؟! التفتت إليه مستغربة !! ثم قالت: من أنت أيها الفتى ؟ ثم كيف عرفت اسمي ؟! وماذا تريد؟ صاح مرة أخرى وقد اغرورقت عيناه قائلاً أين أمي ؟ لم لم أرها أين هي اخبريني أرجوك،
نظرت إليه والدهشة تلم بها وقالت أمك ؟! رد عليها قائلاً نعم أمي .. من هي أمك أيها الفتى ؟ ثم ما أدراني أنا عن أمك أنا لا أعرفك ولا اعرف أمك ! .. لم تدم تلك التساؤلات كثيراً حتى استيقظت ذاكرة الخالة فتذكرت صديقتها المكلومة وما تعانيه من الم فراق ابنها فلم تتمالك نفسها حتى صرخت : هل أنت أحمد ؟ هيا أخبرني .
فأجابها متلهفاً نعم أنا أحمد!! فأمعنت النظر إليه وتحسست جسمه ودققت النظر إلى وجهه كم من السنين الأليمة قد ارتسمت على هذا الوجه الصبوح تساقطت دمعات على وجناتها التي شقت فيها سنوات العمر أخاديد وتجعدات تحكي مرارة الزمن .. هرعت الخالة مسرعة نحو المسجد تتبعها نظرات أحمد وهو يرقب المفاجأة وينتظر لحظة اللقاء الذي طالما انتظره وترقبه وهو يحسب الدقائق والساعات حتى حانت تلك اللحظة أخيرا عندما أسرعت الخالة بالبشرى لأمه، ولكنها لم تخبرها الخبر مباشرة بل طلبت منها أن تخرج معها خارج المسجد لغرض ما.
خرجت الأم تتهادى بين سيدتين فقد أضناها ألم الحنين والشوق لابنها الحبيب الذي طال انتظارها له .
وكانت المفاجأة عندما رأى أحمد أمه وهي بصحبة الخالة فصاح بأعلى صوته .. أمـــــــــــــــــــــــ ـي..!!
كانت تلك الكلمة بمثابة شعاع أضاء الكون في عينيها وأشعل قناديل الأمل في فؤادها حتى اشتدت قامتها فرفعت بصرها تقتفي أثر الصوت الجميل تتبع مصدر تلك الكلمة التي ارتسمت فيها ذكريات السنين الماضية .
وعندما استقرت نظراتها على مصدر الصوت.. على أحمد.. ذلك الجسم النحيل الذي هده السفر والترحال في رحلة البحث المضنية، في تلك اللحظة لم تشعر الأم إلا وهي تطلق ساقيها للريح فاتحة ذراعيها تستقبل ولدها الحبيب وقلبها قد تضاعفت ضرباته وصدرها تزايدت زفراته.. صاحت .. ولـــــــــــدي .. فانطلق الصوت مدوياً حتى ارتجت الأرجاء واستوقف المارة حتى صار الكل في دهشة من لحظة اللقاء الجميل الحزين.
أخيراً .. تكتمل الصورة أخيراً يلتقي النصف بنصفه الضائع وتسري الدموع تمسح سنوات الحزن وتغسل أيام الهم والشقاء، ويجن الليل على المكان ليسدل الستار على شجون وأشواق ناء بحملها فآثر أن ينسحب تاركاً لأم أحمد وابنها حرية اللقاء الدفئ.
تنطلق أم أحمد مع المصلين تؤدي الصلاة وتعود في كل مرة لتواصل العمل المضني الذي يفوق طاقتها خاصة مع تعانيه من حالة صحية متردية، ولكن هذه المرة اختلفت العودة فبينما كانت تؤدي الصلاة في خشوع اختفى أحمد فجأة وعندما فرغت لم تجده.. التفتت يمنة ويسرة لعل طيفه يظهر، ولكن.. لا أثر.. يا لله أين هو ؟ أين يمكن أن يذهب إنه مريض.. لا يقوى على المشي إلا بصعوبة.
وقفت أم أحمد يتفطر قلبها, أظلمت الدنيا في وجهها.. خرجت تناشد المارة أن يساعدوها في البحث عن أحمد هرع الناس لا يتركون مكاناً إلا وأوسعوه بحثاً ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.. ومضى الليل ثقيلا ذلك المساء وتلاه النهار والحزن يكوي فؤادها.
وتمر الأيام أبطأ من تلك الخطوات المتثاقلة التي كان يخطوها احمد وهو يسير مع أمه التي لا تبرح تذهب كل يوم إلى ذلك المسجد وتبحث في طريقها وتتلفت يميناً ويساراً لعل خبراً يأتي أو طيفاً يلوح، فلا تجد هذه المرأة المكلومة غير سجدات المحراب ودموع الرجاء ودعوات الأسحار ملاذا مما يكوي فؤادها من ألم الفراق وتستمر في اللجوء إلى الله تعالى، وتمضي السنون تلو السنون وما هناك من خبر.
إلا أن الأمل لا ينقطع، ولحظة اللقاء لا تكاد تغيب، فلا بد أن يعود أحمد ولا بد يثمر الدعاء ويتحقق الرجاء.
أما احمد فقد اختطفته جارية أرسلها والده الظالم واستعمله خادماً لدى زوجته الأخرى معرضاً إياه للسخرية والاستهزاء من قبل إخوانه غير الأشقاء وأمهم.
بقي الغلام سنين يمارس تلك المهنة تحت أنواع من الإذلال والإهانة وهو لا يعرف شيئاً ولا يدور في ذاكرته غير أمه التي كانت غمامة رحمة وسحابة ظل عليه وهو يعاني من تدهور شديد في صحته، غير أن الله شفاه من مرضه وعفاه من وجعه حتى صح بدنه واستعاد قوته واستمر على ذلك الحال حتى كبر سنه وأصبح شاباً يفعاً فتبينت له الأمور وظهرت له الحقائق وعرف أنه مظلوم محروم من عطف أمه مستعبد لظلم وتسلط والده إلي نزعت من قلبه الرحمة عليه وكأنما ينتقم من أمه في شخصه إزاء خلفات يسيرة أدت إلى انفصاله عنها.
فكر أحمد في إنهاء الوضع وعمل حد لهذا الهوان فجمع متاعه وتحين فرصة سانحة وولى الباب هارباً هائماً على وجهه لا يلوي على شيء ولا يعرف وجهة يسير إليها فلم يسبق له أن خرج من ذلك المنزل الكئيب الذي تحيطه فيه الأوامر والنواهي والازدراء والسخرية.
انطلق باحثاً عن أمه في كل مكان حتى ذهبت به الدروب وتشعبت به السبل فهو لا يعرف اسمها ولا مكانها.. ولكن حباً عميقاً وشوقاً عظيماً يدفعانه للقائها فسار يتشبث بخيوط أمل رفيعة تكاد تتمزق بين يديه غير آبه بخطر أو مشقة يتلمس أي أثر ويتحسس أي دليل مواجهاً الكثير من المصاعب والمتاعب والمواقف مالا يكاد يمحى من الذاكرة غير أن ذلك لم ينسه همه ولم يثنه عن هدفه فلابد من لقاء أمه ولا بد من نهاية لهذه الرحلة المضنية.
وبعد أن أخذته السبل إلى بلدان عديدة ومساكن بعيدة جرته خطاه يوما من الأيام إلى ذلك الحي الذي تبدو عليه البساطة ومر بذلك السوق وبدأ يتفرس في وجوه الناس كعادته عندما ينزل أي بلد لعل شيئاً يدله على أمه وإذا نظرة تسبقه إلى رجل قد وخطه الشيب ركز إليه النظر.. تأمله.. شيء ما بداخله يقول له هذا الرجل سبق لك رؤيته قديماً.. نعم هو كذلك ولكن الشيب غير بعض الملامح وبعد برهة من التأمل تأكد انه نف الرجل الذي يعرفه ولكن لم يتذكرأين رآه من قبل وتذكر أيضاً أن سنينا طويلة قد مضت عرف أنها السبب في ذلك التغير.وفي تلك الأثناء رفع الأذان لصلاة المغرب.. يالله هذا الصوت لم يكن غريباً على أحمد لقد سمعه من قبل.. ياإلهي كل شيء في هذا الحي ليس غريباً.. أها انه نفس الأذان الذي كنت اسمعه مع أمي ونحن ذاهبان إلى المسجد.
أصابته قشعريرة علت جميع جسده .. وقف يتفحص المارة والمصلين رجالا ونساء عله يرى أمه الرءوم.
أقيمت الصلاة.. دخل المسجد والحزن قد أخذ منه كل مأخذ، اصطف مع المصلين وعندما وضع جبهته على الأرض ساجداً لم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء وانطلقت دموعه الحرى حتى أغرقت وجهه المتعب من طول السفر وانطلق داعياً ربه الذي لا يخيب من رجاه ولا يرد من دعاه.
انتهت الصلاة فخرج من المسجد تسبقه خطواته متشبثاً ببقايا الأمل المتهالك، تجول بنظره بين الناس فإذا به يرى امرأة مسنة لم تبد غريبة عليه فقد تذكر هيئتها إنها صديقة أمه المقربة كانت تصحبها إلى المسجد وتتبادل معها أطرف الحديث.. نعم إنها هي الخالة سلمى.. انطلق إليها مسرعاً لا يمنعه منها شيء إلى أن اقترب منها ثم صاح بها الخالة سلمى ؟! التفتت إليه مستغربة !! ثم قالت: من أنت أيها الفتى ؟ ثم كيف عرفت اسمي ؟! وماذا تريد؟ صاح مرة أخرى وقد اغرورقت عيناه قائلاً أين أمي ؟ لم لم أرها أين هي اخبريني أرجوك،
نظرت إليه والدهشة تلم بها وقالت أمك ؟! رد عليها قائلاً نعم أمي .. من هي أمك أيها الفتى ؟ ثم ما أدراني أنا عن أمك أنا لا أعرفك ولا اعرف أمك ! .. لم تدم تلك التساؤلات كثيراً حتى استيقظت ذاكرة الخالة فتذكرت صديقتها المكلومة وما تعانيه من الم فراق ابنها فلم تتمالك نفسها حتى صرخت : هل أنت أحمد ؟ هيا أخبرني .
فأجابها متلهفاً نعم أنا أحمد!! فأمعنت النظر إليه وتحسست جسمه ودققت النظر إلى وجهه كم من السنين الأليمة قد ارتسمت على هذا الوجه الصبوح تساقطت دمعات على وجناتها التي شقت فيها سنوات العمر أخاديد وتجعدات تحكي مرارة الزمن .. هرعت الخالة مسرعة نحو المسجد تتبعها نظرات أحمد وهو يرقب المفاجأة وينتظر لحظة اللقاء الذي طالما انتظره وترقبه وهو يحسب الدقائق والساعات حتى حانت تلك اللحظة أخيرا عندما أسرعت الخالة بالبشرى لأمه، ولكنها لم تخبرها الخبر مباشرة بل طلبت منها أن تخرج معها خارج المسجد لغرض ما.
خرجت الأم تتهادى بين سيدتين فقد أضناها ألم الحنين والشوق لابنها الحبيب الذي طال انتظارها له .
وكانت المفاجأة عندما رأى أحمد أمه وهي بصحبة الخالة فصاح بأعلى صوته .. أمـــــــــــــــــــــــ ـي..!!
كانت تلك الكلمة بمثابة شعاع أضاء الكون في عينيها وأشعل قناديل الأمل في فؤادها حتى اشتدت قامتها فرفعت بصرها تقتفي أثر الصوت الجميل تتبع مصدر تلك الكلمة التي ارتسمت فيها ذكريات السنين الماضية .
وعندما استقرت نظراتها على مصدر الصوت.. على أحمد.. ذلك الجسم النحيل الذي هده السفر والترحال في رحلة البحث المضنية، في تلك اللحظة لم تشعر الأم إلا وهي تطلق ساقيها للريح فاتحة ذراعيها تستقبل ولدها الحبيب وقلبها قد تضاعفت ضرباته وصدرها تزايدت زفراته.. صاحت .. ولـــــــــــدي .. فانطلق الصوت مدوياً حتى ارتجت الأرجاء واستوقف المارة حتى صار الكل في دهشة من لحظة اللقاء الجميل الحزين.
أخيراً .. تكتمل الصورة أخيراً يلتقي النصف بنصفه الضائع وتسري الدموع تمسح سنوات الحزن وتغسل أيام الهم والشقاء، ويجن الليل على المكان ليسدل الستار على شجون وأشواق ناء بحملها فآثر أن ينسحب تاركاً لأم أحمد وابنها حرية اللقاء الدفئ.