تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سرقــة أدبيــة ...



د. عبد الفتاح أفكوح
24-03-2008, 11:22 PM
سرقة أدبية
... فحدث نفسه بقوله: ... وأنا على يقين بأن أمري لن ينكشف بين الكتاب والقراء، وما علي إلا أن أبذل كل ما في وسعي لأطمس أي أثر من شأنه أن يكون سببا في افتضاحي بينهم، وحتما سيحالفني التوفيق في سعيي الذي لن أجد له شاكرا على أي حال سواي ومن هم على شاكلتي يقتفون ما أقتفي ...
أرخى سدول السطو على ما ليس له، وهان عليه أن يمد يده غاصبا إلى ما لم يبذل من أجل تحقيقه جهدا، وسولت له نفسه سرقة ما لم ينفق في سبيله وقتا، فانكب ناهما على ما بين يديه بالنسخ واللصق، وهو لا يحفل بما يمتصه من دماء الكتاب، ولا يلقي بالا إلى عنوانه، ولا يهتم حتى باسم صاحبه، فالوقت من ذهب، حدث بها نفسه، وفي عرفه ما خاب من نهب ...
أتى بسطوه على الكتاب برمته، وانتقى له بعد فراغه من رص فقراته وفصوله عنوانا رنانا طلبا لشهرته، ثم أسرع به إلى دار النشر مزهوا بفرحته، وترك لمديرها واسع النظر في تصميم الغلاف وصورته وشكله، ومنحه في ذات الوقت كامل الإختيار في زخرفة اسمه الشخصي الثلاثي حفاظا على سمعته، وخول له إعمال الرأي وتمام التصرف في إخراج وتنميق أولى طبعاته ...
أصبح الكتاب بعد أيام مطبوعا، وموزعا، ومعروضا في واجهة المكتبات بأبهى حلة، وأضحى حديثا يجري على ألسن الأدباء والنقاد والقراء على حد سواء، ومثلا سائرا في معارض الكتب، وغدا محورا تعقد من أجله الندوات واللقاءات، وظل لزمن غير قصير يشغل في الصحف والمجلات بدل الصفحة صفحات، وصار الذي ادعى تأليفه ضيفا معززا مكرما يتهافت عليه أصحاب البرامج الثقافية الإذاعية والتلفزية، ثم اعتاد رواد المكتبات الأوفياء، كلما مروا بها، أن يقفوا مليا أمام كل واجهة، ويلقوا نظرة إعجاب وتقدير على اسمه المخطوط بحروف عربية جميلة على غلاف الكتاب، وأن يمعنوا النظر في العنوان، وهم يقرءون دون عجلة من أمرهم: سرقة أدبية ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

أحمد عيسى
25-03-2008, 06:02 AM
الأستاذ الفاضل : عبد الفتاح أفكوح

أجدت في وصف ذلك السارق الذي يصعد على ظهر غيره ...

قصة جميلة ومعبرة بارك الله فيك

دمت بود

جوتيار تمر
25-03-2008, 03:17 PM
دكتور......

سبق وان قلت في مكان ما ، اهل السماء استرقوا السمع ، وهم في حضرة السماء ، فكيف بأهل الارض الذين سرق منذ البدء احدهم حياة اخيه.

نص له معاني لاتعد .......

دم بخير
محبتي
جوتيار

ماجدة ماجد صبّاح
25-03-2008, 03:27 PM
الأستاذ العزيز/
قد أحسنت وصف ذاك الذي اتخذ من كتابات غيره سفنا مشرعة لشهرته،
فكانت مكبا له على وجهه!
تقديري
//ماجدة

د. عبد الفتاح أفكوح
25-03-2008, 06:31 PM
سلام الله عليكم جميها أهل الكرم والندى

أحمد عيسى - جوتيار تمر - ماجدة ماجد صباح
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
أهدي إليكم من الشكر الجزيل خفق فؤاده، ولكم من أخيكم أبي شامة المغربي عطر التقدير وأصالة جواده، على ما أزهر وأورق من حروفكم السنية باسما متألقا، وشامخا محلقا في سماء هذه الجزيرة القصصية الآسرة الساحرة، ورب قصة أبلغ وأفصح من ألف مقال ومقال ...
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

د. عبد الفتاح أفكوح
07-03-2010, 12:25 PM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99236.gif

ربيحة الرفاعي
03-01-2015, 08:15 PM
نص استلهم واقع ما آل إليه حال الأدب والنشر سيما اليوم بوجود شبكة الاتصالات الالكترونية ومواقع التواصل المفتوحة، التي أصبحت معها اللصوصية أيسر واكثر ازدهارا، وضاعت الملكية الأدبية والفكرية، بل وضاعت حتى مصداقية الخبر

قص موفق الفكرة والأداء

دمت بخير أديبنا

تحاياي

آمال المصري
04-01-2015, 10:20 PM
ما أكثرهم .. يصعدون إلى القمة على أعناق غيرهم ولو سطوْا ولم يتذكروا أن الله بما يعملون بصير
أجدت نقل الصورة وصفا ورسما بذكاء أديبنا الفاضل فشكرا لك
تحاياي

خلود محمد جمعة
07-01-2015, 08:49 AM
عندما تغيب الاخلاق والوازع الديني والرقابة الداخلية فكل شيء متوقع
استطاع السرقة والنجاح لكنه لن يستطيع يوما سد عقدة النقص في احترام نفسه مهما حاول السرقة
رسالة اجتماعية وأدبية واخلاقية طرحت بجمال وعمق و بسرد ماتع وأسلوب شائق
بوركت واليراع
تقديري

كاملة بدارنه
07-05-2015, 03:43 PM
أصبح الكتاب بعد أيام مطبوعا، وموزعا، ومعروضا في واجهة المكتبات بأبهى حلة، وأضحى حديثا يجري على ألسن الأدباء والنقاد والقراء على حد سواء، ومثلا سائرا في معارض الكتب، وغدا محورا تعقد من أجله الندوات واللقاءات، وظل لزمن غير قصير يشغل في الصحف والمجلات بدل الصفحة صفحات، وصار الذي ادعى تأليفه ضيفا معززا مكرما يتهافت عليه أصحاب البرامج الثقافية الإذاعية والتلفزية، ثم اعتاد رواد المكتبات الأوفياء، كلما مروا بها، أن يقفوا مليا أمام كل واجهة، ويلقوا نظرة إعجاب وتقدير على اسمه المخطوط بحروف عربية جميلة على غلاف الكتاب، وأن يمعنوا النظر في العنوان، وهم يقرءون دون عجلة من أمرهم: سرقة أدبية ...
نوع من أنواع اللّصوصيّة الخطيرة وجريمة في الخفاء ينجو منفّذها من العقاب!
قصّة هادفة ناقدة
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
23-04-2017, 08:01 PM
السرقة الأدبية نوعاً من أنواع الجنايات التي لا تقل أهمية عن سرقة الأموال،
فالأول يسرق الأفكار والثاني يسرق الأرزاق.
أسلوب قصي متميز لفكرة عميقة بأسلوب ملفت وبديع
طرح هادف ومعبر وخاتمة مفاجئة
بوركت ـ ودمت بكل خير. :0014:

عدنان الشبول
08-05-2017, 08:13 PM
في دراسة الماجستير قامت طالبة باقتباس بضعة سطور دون ذكر المرجع ولا وضع إشارة الإقتباس ... فصلت على إثرها من البرنامج ( لندن بريطانيا )



قصة ممتعة بإسلوب لطيف