المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غدير



وفاء شوكت خضر
01-04-2008, 05:24 PM
غدير ..


نعم .. كان اسمها غدير ..

جميلة جدا رقيقة ، بيضاء ذات شعر أصفر ، مكتنزة القوام ، إن ابتسمت أو ضحكت يخالها الناظر تبكي ، ويلحظ أن خلف هذه الضحكة حزن كبير ، شفتها دائمة الارتعاش ، وعيناها تلتمعان بدمعة لا تسقط ..
شابة اقتربت من العقد الثالث ، مطلقة ولها ولد وحيد كان الحب الذي يملأ حياتها و كل وجودها ، هذا كل ما كان يعرف عنها ..

جلست مرتبكة حزينة ، توشك أن تنهار لكنها تمالكت نفسها ، أخذت نفسا عميقا ، نظرت إلي و قالت :

ـ ليس لدي ما أخسره بعد هذا الطفل ..
لن أتركه يعيش اليتم وأنا أتنسم الهواء ..
لن أتخلى عنه كما تخلت عني أمي ، وتنكر لي أبي ..
لن أتركهم يبيعوا ابني كما باعوني بثمن بخس ، ليدفنوا معالم جريمة ارتكبها أحدهم بحماقة ؛ نزوة دفعت أنا ثمنها في كل يوم من أيام حياتي ، ومع كل شهيق وزفير ..
لن أسمح لهم أن يسلبوني فلذة كبدي ليلقى به في أحضان البؤس كما فعلوا بي ..

من يفترض أنه والدي رجل ثري كثير السفر ، من عائلة معروفة وله مكانته الاجتماعية ، متزوج وله أبناء لهم مراكزهم ، تعرف على والدتي اليونانية الأصل في إحدى سفراته ، لتحمل ثمرة نزوته العابرة ..
خشي الفضيحة ..
فأوكل أمرها لصديق أشفق عليها ، عرض عليه أن يترك أمر رعايتها له و لزوجه التي تكفلت بها إلى أن رأيتُ النور على يديها ، ثم رحلت والدتي دون أن يعرف أحد وجهتها ..
منحني هذا الرجل الصالح اسما وهوية ، وتربيت في كنفه بين أبنائه ..
كان والدي يرسل مبلغا يسيرا من المال طوال فترة طفولتي بواسطة أحد الأشخاص ، كنت أعرفه بصفته محاميا ، والذي اكتشفت فيما بعد أنه عمي وشقيق والدي الذي تبرأ مني ..
إلى أن أتى ذلك العم يوما يعلن فيه بأني خطبت ، ودون استشارتي عُقد قراني على رجل من البادية ، لم أره ولم يراني إلا حين ساقوني إليه عروسا ..
كان رجلا فظا ؛ لا يعرف من المدنية إلا اسمها ، بدائيا في كل شيء ، في حديثه ، في مأكله ، في ملبسه ، في معشره ، ضربني ، شتمني ، فعافته نفسي ، تركته وانا أحمل في أحشائي هذا الطفل ..
ثلاث سنوات مرت لم ير فيها وجه ابنه ولم يسأل عنه ، الآن يرفع قضية ضدي مطالبا بالطفل بحجة عدم أهليتي لحضانته لنسبي غير المعروف ..

لا أدري ما الذي يمكن أن أفعله لو حاول انتزاعه مني ؛ ربما اقتله لو فعلها ، أقسم سأقتله لو حاول ...

كنت أستمع بذهول لقصة تحكى ، وواقع لا يتسوعبه عقل ، بكت وبكيت معها ..
كنت أزورها كل يوم أو يومين ، أطمئن عليها والطفل ، أوصل لها ما تحتاجه ، إلى أن أتى يوم ذهبت لزيارتها ، ولم أجدها ، انتظرتها ، مرت ساعات ، ولم تأت ..
عدت في اليوم التالي والذي يليه والذي يليه ، بحثت عنها ، سألت عنها ..

اختفت غدير وطوى ذكرها الغياب ..

ليعود بنبأ موتها خلف قضبان السجن ..

خليل حلاوجي
01-04-2008, 05:27 PM
نص ثري

ووجع مقيم ...

لكن

أليس الله بكاف عبده ؟؟

جوتيار تمر
01-04-2008, 06:10 PM
الغالية وفاء...
لن اغوص في المضامين الفنية للقصة ، لكني اقف عن المضمون الذهني الوجداني ، لِم لامست فيه من امور تتشابه والواقع في صوره لكن باختلاف بسيط في بعض الادوار ، وكأني برسوم القدر تعمم بصورة عشوائية لتخرق افاق الانسانية ، التي هي في طورها الاضمحلالي الاخير.

دمت بخير
محبتي
جوتيار

حنان الاغا
02-04-2008, 06:12 PM
غدير تمثل فئة من البشر هم كغيرهم لم يختاروا قدومهم للحياة ، وقبل هذا لم يختاروا آباءهم ولا أمهاتهم.
هناك عدد من الاخطوط تحمله هذه القصة الواقعية الأسلوب ، أولها اثر اختلاف الثقافات المجتمعية على الإنسان ، فذلك الرجل قد لا يفعل فعلته في مجتمعه ، أو لنستبعد هذا ، ولكنه في مجتمع تباح فيه الأمور الممنوعة في مجتمعه ، نراه يقدم ولا يبالي ، يتجرد من كل رادع أو وازع ويتصرف كمسخ هزيل يقلد الآخرين.
انتهت مهمته بقروش قليلة يدفعها لحياة هو الذي زرعها ،
الأم وإن كنا نلومها بالمطلق لتخليها عن ابنتها ، إلا أننا لا نلومها لو نظرنا إليها كإنسان من مجتمع مختلف لا ينتمي لمجتمعاتنا.
الأبوان الحاضنان خط يمثل الإنسانية التي لم تواجه مفترقات طرق صعبة فاحتفظت بأصالتها وروادعها ، رغم أنهما سلبا من الصلاحيات لحظة الحاجة إليها وذلك عندما أخذت البنت عنوة لتزف إلى شخص غريب عنا وإن كان من بلدها . فالغربة ليست بالضرورة اختلاف الجغرافيا.
النتيجة نتقبلها لأنها من الحلول المتوقعة التي ستلجأ إليها من ذاقت الذل والمهانة والنكران.
قتلته لتموت داخل السجن .
وهناك الكثير من القصص الواقعية التي يمكن للقاريء أن يصف أحداثها بالمبالغة ، غير مدرك أن الواقع قد يكون أكثر غرابة من الخيال أحيانا.
وفاء
قصة سيقت إلينا بلغة جميلة غير منمقة مثل (الحدوتة )وهي تحتمل هذا الأسلوب المتسلسل.
محبتي

د. مصطفى عراقي
02-04-2008, 10:04 PM
غدير ..
نعم .. كان اسمها غدير ..
جميلة جدا رقيقة ، بيضاء ذات شعر أصفر ، مكتنزة القوام ، إن ابتسمت أو ضحكت يخالها الناظر تبكي ، ويلحظ أن خلف هذه الضحكة حزن كبير ، شفتها دائمة الارتعاش ، وعيناها تلتمعان بدمعة لا تسقط ..
شابة اقتربت من العقد الثالث ، مطلقة ولها ولد وحيد كان الحب الذي يملأ حياتها و كل وجودها ، هذا كل ما كان يعرف عنها ..
جلست مرتبكة حزينة ، توشك أن تنهار لكنها تمالكت نفسها ، أخذت نفسا عميقا ، نظرت إلي و قالت :
ـ ليس لدي ما أخسره بعد هذا الطفل ..
لن أتركه يعيش اليتم وأنا أتنسم الهواء ..
لن أتخلى عنه كما تخلت عني أمي ، وتنكر لي أبي ..
لن أتركهم يبيعوا ابني كما باعوني بثمن بخس ، ليدفنوا معالم جريمة ارتكبها أحدهم بحماقة ؛ نزوة دفعت أنا ثمنها في كل يوم من أيام حياتي ، ومع كل شهيق وزفير ..
لن أسمح لهم أن يسلبوني فلذة كبدي ليلقى به في أحضان البؤس كما فعلوا بي ..
من يفترض أنه والدي رجل ثري كثير السفر ، من عائلة معروفة وله مكانته الاجتماعية ، متزوج وله أبناء لهم مراكزهم ، تعرف على والدتي اليونانية الأصل في إحدى سفراته ، لتحمل ثمرة نزوته العابرة ..
خشي الفضيحة ..
فأوكل أمرها لصديق أشفق عليها ، عرض عليه أن يترك أمر رعايتها له و لزوجه التي تكفلت بها إلى أن رأيتُ النور على يديها ، ثم رحلت والدتي دون أن يعرف أحد وجهتها ..
منحني هذا الرجل الصالح اسما وهوية ، وتربيت في كنفه بين أبنائه ..
كان والدي يرسل مبلغا يسيرا من المال طوال فترة طفولتي بواسطة أحد الأشخاص ، كنت أعرفه بصفته محاميا ، والذي اكتشفت فيما بعد أنه عمي وشقيق والدي الذي تبرأ مني ..
إلى أن أتى ذلك العم يوما يعلن فيه بأني خطبت ، ودون استشارتي عُقد قراني على رجل من البادية ، لم أره ولم يراني إلا حين ساقوني إليه عروسا ..
كان رجلا فظا ؛ لا يعرف من المدنية إلا اسمها ، بدائيا في كل شيء ، في حديثه ، في مأكله ، في ملبسه ، في معشره ، ضربني ، شتمني ، فعافته نفسي ، تركته وانا أحمل في أحشائي هذا الطفل ..
ثلاث سنوات مرت لم ير فيها وجه ابنه ولم يسأل عنه ، الآن يرفع قضية ضدي مطالبا بالطفل بحجة عدم أهليتي لحضانته لنسبي غير المعروف ..
لا أدري ما الذي يمكن أن أفعله لو حاول انتزاعه مني ؛ ربما اقتله لو فعلها ، أقسم سأقتله لو حاول ...
كنت أستمع بذهول لقصة تحكى ، وواقع لا يتسوعبه عقل ، بكت وبكيت معها ..
كنت أزورها كل يوم أو يومين ، أطمئن عليها والطفل ، أوصل لها ما تحتاجه ، إلى أن أتى يوم ذهبت لزيارتها ، ولم أجدها ، انتظرتها ، مرت ساعات ، ولم تأت ..
عدت في اليوم التالي والذي يليه والذي يليه ، بحثت عنها ، سألت عنها ..
اختفت غدير وطوى ذكرها الغياب ..
ليعود بنبأ موتها خلف قضبان السجن ..


أديبتنا السامقة الصادقة الأستاذة: وفاء

تحية عاطرة من أعماق القلب لهذه القصة المتميزة سردا ذكيا ، وتصويرا حيا لتجسد لنا صورةً إنسانية مفعمة بالحياة والشعور .

وقد جاء رسم الشخصية من الخارج والداخل معبرا عن الملامح والمشاعر بتمكن واقتدار

وكم كان اختيار الاسم موفقا فقد طالعنا وجها من وجوه الحياة الغارقة في غدير من غدرانها المتناثرة .


أديبتنا الغالية

بورك اليراع ، ودمت بكل الخير والسعادة والنور.


مصطفى

د. عبد الفتاح أفكوح
03-04-2008, 12:45 PM
[CENTER] بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أختي الكريمة
وفاء شوكت خضر
ورحمته تعالى وبركاته
وبعد ...
... والمؤكد أن اسم "غدير" الذي يلمح إلى الرقة والبراءة، كان نبعا لكل الكلمات التي انسابت منه، حتى ليخيل للقارئ أن مبتدأ القصة يختزل خبرها، وأن المفارقة المميزة قائمة بين ما يدل عليه العنوان وما قد أفصحت عنه تفاصيل القصة ذاتها من معاناة متراكبة، وكأنها ريح عاصف في جوف ريح عاصف، وما يجري في الواقع هو حتما أدهى وأمر ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

د. نجلاء طمان
06-04-2008, 07:47 AM
غدير وألف غديرأمس, وألف ألف غدير اليوم, وألف الف ألف غدير غدًا. غدير والثمن المفجع والقاسي, ثمن يدفعه دومًا الأبناء نتيجة لأخطاء الآباء, والأجداد, وسلسلة مركبة صعب التنبؤ ببدايتها أو نهايتها. سرد هادئ شبه متكامل, وإطالة السرد كانت ضرورية لتبيان الحدث, وكانت النهاية مفاجئة, لكنها مقبولة, ومطلوبة في ظل مجريات حياتية لا أمان لها, وهنا أتفق مع الأستاذة حنان الأغا في رأيها عن النهاية.

دمتِ وقلمكِ القاص الرائع

د. نجلاء طمان

وفاء شوكت خضر
07-04-2008, 03:12 PM
نص ثري
ووجع مقيم ...
لكن
أليس الله بكاف عبده ؟؟


أخي خليل الرباط ..

مرحبا بك أيها الأخ العزيز ..
سعيدة بمرورك الذي افتقدته من زمن ..

نعم أيها الصابر ..
إن الله لكاف عبده ..

سعد القلب حين اطمأن عليك أخي الكريم..
أسأل الله أن يحفظك بما يحفظ فيه عباده المؤمنين ..

طاقة ورد لقلبك وصادق الود ..
تحيتي ..

نزار ب. الزين
08-04-2008, 03:58 AM
أختي الفاضلة وفاء
سلسلة تكاد لا تنتهي من المظالم حاقت بغدير
أمها اتي فرت من جحيم الهوة الثقافية ،
التي تفصل بين الشرق و الغرب.
والدها الذي نأى بنفسه عن المسؤولية ،
خشية على سمعته كرجل معروف .
و العم الذي قد قلبه من حجر فألقى بها إلى التهلكة ،
القانون الذكوري الذي أراد انتزاع فلزة كبدها من حضنها ،
و من بين كل هذه المظالم ظهرت خيوط إنسانية رفيعة ،
و لكن للأسف لم تكن كافية لحمايتها ؛
إضافة إلى إنسانية راوية القصة ،
التي كانت تحاول التخفيف عنها.
و صفوة القول ، فإن العدالة الإجتماعية في بلادنا ،
تظل - للأسف - منقوصة .
و تدفع البعض لتحقيق العدالة بقوة أذرعهم .
نصك استثار المشاعر يا أختي وفاء ،
اعتصر القلب و أدمع العين ،
و هذا بحد ذاته سر نجاحه ، أهنئك :NJ:
نزار

سعيد محمد الجندوبي
08-04-2008, 10:07 AM
العزيزة المبدعة وفاء شوكت

كم من غدير تولد وتحيا وتموت في مجتمعاتنا؟

العنوان معبّر وذكيّ رأيت فيه الغدر.. والتغرير.. والغرق..

استمتعت بقراءتك

سعيد محمد الجندوبي

وفاء شوكت خضر
08-04-2008, 11:57 PM
الغالية وفاء...
لن اغوص في المضامين الفنية للقصة ، لكني اقف عن المضمون الذهني الوجداني ، لِم لامست فيه من امور تتشابه والواقع في صوره لكن باختلاف بسيط في بعض الادوار ، وكأني برسوم القدر تعمم بصورة عشوائية لتخرق افاق الانسانية ، التي هي في طورها الاضمحلالي الاخير.
دمت بخير
محبتي
جوتيار


أخي الكريم جو ..

رغم سعادتي بغوصك بالمضمون الذهني في النص ، لكن كم كان سيسعدني لو أنك دخلت في المضامين الفنية أيضا ، والتي أنا أحوج ما يكون لها ..

شكرا على قراءتك الرائعة وتعقيبك الذي يحمل عقما كبيرا ..

لك صادق الود ..
تحيتي ..

وفاء شوكت خضر
17-04-2008, 05:58 PM
غدير تمثل فئة من البشر هم كغيرهم لم يختاروا قدومهم للحياة ، وقبل هذا لم يختاروا آباءهم ولا أمهاتهم.
هناك عدد من الاخطوط تحمله هذه القصة الواقعية الأسلوب ، أولها اثر اختلاف الثقافات المجتمعية على الإنسان ، فذلك الرجل قد لا يفعل فعلته في مجتمعه ، أو لنستبعد هذا ، ولكنه في مجتمع تباح فيه الأمور الممنوعة في مجتمعه ، نراه يقدم ولا يبالي ، يتجرد من كل رادع أو وازع ويتصرف كمسخ هزيل يقلد الآخرين.
انتهت مهمته بقروش قليلة يدفعها لحياة هو الذي زرعها ،
الأم وإن كنا نلومها بالمطلق لتخليها عن ابنتها ، إلا أننا لا نلومها لو نظرنا إليها كإنسان من مجتمع مختلف لا ينتمي لمجتمعاتنا.
الأبوان الحاضنان خط يمثل الإنسانية التي لم تواجه مفترقات طرق صعبة فاحتفظت بأصالتها وروادعها ، رغم أنهما سلبا من الصلاحيات لحظة الحاجة إليها وذلك عندما أخذت البنت عنوة لتزف إلى شخص غريب عنا وإن كان من بلدها . فالغربة ليست بالضرورة اختلاف الجغرافيا.
النتيجة نتقبلها لأنها من الحلول المتوقعة التي ستلجأ إليها من ذاقت الذل والمهانة والنكران.
قتلته لتموت داخل السجن .
وهناك الكثير من القصص الواقعية التي يمكن للقاريء أن يصف أحداثها بالمبالغة ، غير مدرك أن الواقع قد يكون أكثر غرابة من الخيال أحيانا.
وفاء
قصة سيقت إلينا بلغة جميلة غير منمقة مثل (الحدوتة )وهي تحتمل هذا الأسلوب المتسلسل.
محبتي
الأديبة الراقية حسا وحرفا حنان الاغا ..
تألق النص بقراءتك المتأنية العميقة له بإلقاء الضوء على أبعاده الاجتماعية والبيئية والدينية والنفسية ،
وكلها تصب في مصب واحد هو الإنسانية التي إن تجردنا منها تصبح أفعالنا بهيمية ..
من حرمت حق البنوة ، وحق الاختيار في الحياة ، ثم تجبر على أن تتنازل كرها عن حق الأمومة ، أعتقدها لن تتوانى عن فعل أي شيء كرد فعل ..

اشكر لك هذه القراءة الرائعة للنص ولمرورك على صفحتي المتواضعة ..
وردة لقلبك وعاطر التحية ..

وفاء شوكت خضر
01-05-2008, 03:02 AM
أديبتنا السامقة الصادقة الأستاذة: وفاء
تحية عاطرة من أعماق القلب لهذه القصة المتميزة سردا ذكيا ، وتصويرا حيا لتجسد لنا صورةً إنسانية مفعمة بالحياة والشعور .
وقد جاء رسم الشخصية من الخارج والداخل معبرا عن الملامح والمشاعر بتمكن واقتدار
وكم كان اختيار الاسم موفقا فقد طالعنا وجها من وجوه الحياة الغارقة في غدير من غدرانها المتناثرة .
أديبتنا الغالية
بورك اليراع ، ودمت بكل الخير والسعادة والنور.
مصطفى

أستاذي الأديب السامق د. مصطفى عراقي ..

كفاني فخرا أنك شرفت متصفحي المتواضع ..
لك الشكرعلى إطرائك الطيب الرقيق ..


شكرا على مرور يحثني على الاستمرار ..
كل الود وعاطر التحية .

وفاء شوكت خضر
07-05-2008, 02:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أختي الكريمة
وفاء شوكت خضر
ورحمته تعالى وبركاته
وبعد ...
... والمؤكد أن اسم "غدير" الذي يلمح إلى الرقة والبراءة، كان نبعا لكل الكلمات التي انسابت منه، حتى ليخيل للقارئ أن مبتدأ القصة يختزل خبرها، وأن المفارقة المميزة قائمة بين ما يدل عليه العنوان وما قد أفصحت عنه تفاصيل القصة ذاتها من معاناة متراكبة، وكأنها ريح عاصف في جوف ريح عاصف، وما يجري في الواقع هو حتما أدهى وأمر ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

aghanime@hotmail.com

أخي الكريم وأديبنا السمق / د. عبدالفتاح أفكوح ..
شرفلي مرورك ، وكلماتك وسام فخر لي ..
لك الشكر أخي الكريم ..
حياك الله وشكر لك ما تسخره من جهد لتكريس قلمك في سبيلة ..

لك من أختك تحية تليق بمقامك الكريم ..
بارك الله بك وجزاك خير الجزاء ..

آمال المصري
27-10-2014, 10:39 PM
بأسلوب حكائي سلس البيان كانت هنا مشكلة اجتماعية غالبا مايكون الضحية الأولى فيها الأبناء وبشكل آخر عما اعتدناه في المجتمع الشرقي امرأة يونانية ورجل شرقي وطفلة من خطيئة وعم فظ ونهاية مأسوية قرأتها من خلال الأحداث في قولها " لا أدري ما الذي يمكن أن أفعله لو حاول انتزاعه مني ؛ ربما اقتله لو فعلها ، أقسم سأقتله لو حاول ..."
تشتاقك الواحة أخت وفاء وقلوبنا
تحاياي ... والدعاء

خلود محمد جمعة
29-10-2014, 07:22 AM
لعنة الحظ السيء تطارد البعض الى أن تستولي عليه
لم يكن مقدرا لها أن تحظى بحفنة سعادة الا وتسربلت من بين أناملها
قصة مؤلمة تطرح أكثر من قضية بأسلوب سلس وبسيط ومشوق
بوركت
كل التقدير

ناديه محمد الجابي
16-06-2019, 10:09 PM
أختي الفاضلة وفاء
سلسلة تكاد لا تنتهي من المظالم حاقت بغدير
أمها اتي فرت من جحيم الهوة الثقافية ،
التي تفصل بين الشرق و الغرب.
والدها الذي نأى بنفسه عن المسؤولية ،
خشية على سمعته كرجل معروف .
و العم الذي قد قلبه من حجر فألقى بها إلى التهلكة ،
القانون الذكوري الذي أراد انتزاع فلزة كبدها من حضنها ،
و من بين كل هذه المظالم ظهرت خيوط إنسانية رفيعة ،
و لكن للأسف لم تكن كافية لحمايتها ؛
إضافة إلى إنسانية راوية القصة ،
التي كانت تحاول التخفيف عنها.
و صفوة القول ، فإن العدالة الإجتماعية في بلادنا ،
تظل - للأسف - منقوصة .
و تدفع البعض لتحقيق العدالة بقوة أذرعهم .
نصك استثار المشاعر يا أختي وفاء ،
اعتصر القلب و أدمع العين ،
و هذا بحد ذاته سر نجاحه ، أهنئك :NJ:
نزار



رأيت في رد الأديب / نزار الزين كل ما كنت أتمنى أن أقوله
تعبيرا عن شعوري تجاه هذه القصة الرائعة
رحم الله أستاذ نزار ـ ودمت بخير أينما كنت
عزيزتي وفاء ـ
ولك خالص التحية والإحترام.
:0014::noc::0014: