المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحث، حول مسيرة فلسطين..ومنظمة التحرير!!!



ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بحث بعنوان:
مسيرة فلسطين..ومنظمة التحرير
إعداد وطباعة:
ماجدة صبّاح.
بتاريخ:9/9/2006م.


بسم الله الرحمن الرحيم
"مقدمة:
الحمد لله الرحيم الرحمن الكريم المنان، ذو العزة والإجلال،من أنزل القرآن،وأجرى السحاب، وخلق الإنسان والجان،وعلمهما البيان،من رفع السماء وحده بلا عمد ومهد الأرض وأرسى الجبال،وزين البحار بالدر والياقوت والمرجان،علم كل شيء وكيف لا وهو عالم بما في اللوح المحفوظ، الكون إليه متجه لأوامره ممتثل، ولنواهيه منتبه،وكيف لا هو صاحب العزة والجبروت والهيبة والسلطان،سبحانه عز فارتفع،وخفض ورفع،وأعطى ومنع،ومن جميل عطاياه وهب،ما من سبب لذلك،إلا لأنه ذو العزة والجاه والإجلال والإكرام،سبحانه تعالى الشمس لأمره امتثلت وأشرقت،والقلوب لذكره خشعت،و الأعين من عظمته أدمعت،والألسن بذكره لهجت،السماء لأمره أرعدت وأمطرت،ما اختلف على هذا اثنان،تذكره السحب إن عجت والمياه إن سكنت أو هدرت،والأصوات إن سجت أو علت،ولهيبته النجم والشجر يسجدان،هو رب العالمين، أسبغ النعم على الكائنات،وخص بها الإنسان،ولكنه يجحد، وفي طغيانه يمدد،وعن عبادته أبعد،مع أنه هو به أسعد،وهو على هذا يشهد ولا يقدر أن ينكر،فسبحانه من إله سبحانه من منان..
والصلاة والسلام على السراج المنير المصطفى الهادي الأمين،على الهادي البشير ،من بعثه الله لرعاة غنم فأصبحوا على إثره سادة للأمم،وترقوا بفضل كتابه المرسل إلى أعلى القمم...يا له من نبي رحيم بالناس كم في قلبه إحساس، يا له من رجل نصر المظلوم ورفع هامة الضعيف والعجوز،طهر قلوب المسلمين من الأجناس،ومن له علاقة مع الشيطان..
يا له من مرسل..من هو؟وأي قلب امتلك ..إنه صاحب الرفعة والسمو والجاه إنه العبد الفقير إلى الله صاحب الغرة والتحجيل،كأن في جبهته إكليل،المؤيد من جبريل،المذكورة سماته في التوراة والقرآن والإنجيل،فهو أهل التكريم والتبجيل،وصفه الرحمن أنه على خلق عظيم وإجلال.
وبعد:-هذا بحثي الموجز الذي مهما عد أو مد في أسطره أو كلماته لا يفي بالغرض أو القليل القيل مما قدمه أسلافي من شهداء أبرار وأسرى أحرار وجرحى كثار ..بعنوان: مسيرة فلسطين..ومنظمة التحرير،،،

" الكثير مما ورد في المقدمة، مقتبس...
/
/

ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:29 PM
تمهيد:
لا جدال في أن الفكر الروحي والسياسي الآخر قد تبدد هذه الأيام لا سيما التطورات الأمنية والعسكرية والميدانية من جهة أخرى، التي باتت هي محل نقاش دائم على كل طاولة مفاوضات، حتى انتهى بنا المطاف إلى مطبخ التنازلات. بداية أود التعريف بما أريد كتابته ..ليس كتابا،ولا شعرا،ولا حتى قصة خيالية من حكايات ألف ليلة وليلة..ولكنها العزائم مشدود، إنها كتابة ولمحة سريعة معاصرة أقدمها لكل مفكر عربي ولكل فلسطين مهتم بقضيته ..أقف هنا وأسطر كلماتي على صفحات من نضال دام لسنوات حضنت معها دفء الأيام والساعات .
خطفة تاريخية:عزيزي القارئ..ما معنى فلسطين؟و ماذا تعني لك؟ ما معنى صراع؟ ما معنى تنازل؟ وما معنى خيانة؟ تدمير..قتل..تنكيل..وفي النهاية مسامحة من القلب للقلب..
أود أن تترك لي المجال بالإجابة وبعدها فانظر أنت ماذا بمجيب..
طبعا قد أدى انهيار الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى إلى تشتت وضياع ساد أمة بأكملها لعله ليس فقط الهزيمة السبب، ولكنه برأيي خيانة الابن لأبيه.
في عام 1917 كانت قد ظهرت قضية فلسطين لامعة مع اليهود فقد إصدار وعد بلفور المتعاطف مع اليهود في شتى أ،حاء العالم لم تغب قضية فلسطين عن بال أحد ولو بالكلام المجرد..
لمحة قديمة:فلسطين؟ اسم جديد لأرض قديم..لم يكن لأحد منذ آلاف آلاف السنين أ، ينطق بهذا الاسم ..ولكن وترى كيف تبدل العالم فجأة وأصبح الجميع يتكلم عن هذا الاسم؟؟
كنعان الاسم التاريخي المقدس لفلسطين قديما فبعد موجة الهجرة من شبه الجزيرة العربية بعد موجة الجفاف والقحط الذي سادها فترة من الزمن،اهتدت أقدام المهاجرين إلى فلسطين وسوريا وأطلقوا عليها اسم كنعان. أما فينق وهم أيضا كنعانيون فقد جاء من لهجة اليونان تسمت لسكان الساحل اللبناني آنذاك. حتى أوائل مطلع القرن الميلادي10ق.م وبعد غزوات من قبائل سميت باسم البوليستا أو الفلستا منذ عهد رمسيس الثالث في أواخر القرن الثاني 10ق.م . وأيضا لم يكن هناك من مانع لأن يحضر هذه الموجة من الهجرة إلى فلسطين –كنعان- قبائل سميت باسم العابيرو وهم أناس من عابري الطريق اختلطوا مع قبائل يهودية من سلالة يعقوب عليه السلام.. وبالعودة لاسم فلسطين فقد أطلق عليها هذا اللقب بعد اندماج قبائل الفلستا مع أهل كنعان.وعلى مر الزمن تعرضت فلسطين للعديد من الهجمات آخرها الهجمة الصهيوأمريكية على فلسطين وشعبها.
"أسماء فلسطين التاريخية"
" منذ أقدم العصور نالت فلسطين من المكانة ما لم يؤتى لغيرها من البلاد...وهذه بعض الأسماء التي سميت بها على مر العصور..
أرض كنعان: وذلك نسبة للقبائل العربية السامية الذين سكنوها مدة 1500 عام(2500-1000ٌق.م).
مهاجر إبراهيم: فقد قام إبراهيم بعد خروجه من بلدة أور في العراق على أثر محاولة قتله من قبل قومه (1805ق.م) وكان معه زوجته سارة ولوط عليه السلام وغيرهما..
الأرض المباركة: وهي تسمية قرآنية ومن أحاديث المصطفي حيث قال تعالى:"قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين"الأنبياء-69.وقال محمد صلى الله عليه وسلم:"إن الله بارك فيما بين العريش إلى الفرات وخص فلسطين بالتقديس".
فلسطين: وهي نسبة لجماعات البليست أو بالستا وهو اسم مكان في أبيروس في اليونان أو بلستين الذين سكنوا غزة وما جاورها حوالي 1148 قبل الميلادقادمين من جزيرة كريت.
الأرض المقدسة: قال تعالى:"يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم"المائدة-21.
أرض الإسراء والمعراج:"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا"
أرض الرباط والجهاد:"عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال::"يا معاذ إن الله عز وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات، رجالهم ونساؤهم مرابطون إلى يوم القيامة، فمن اختار منكم ساحلا من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في رباط إلى يوم القيامة".
أرض القبلة الأولى:بقيت بيت المقدس قبلة المسلمين مدة ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، حيث تم تحويل القبلة إلى الكعبة في منتصف شهر شعبان.
أرض المحشر والمنشر:قال تعالي:"واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب"وقيل فيها أن إسرافيل عليه السلام سينفخ في البوق من صخرة بيت المقدس وفي هذه الديار يحشر الناس يوم القيامة على قول المفسرين.
ولفلسطين مكانة سامية في قلب القرآن:مكانة القدس عند المسلمين:
قال تعالى: :"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا"
وأجمع المفسرون على أن المقصود بالمسجد الأقصى هو بيت المقدس وما بورك حوله هو الشام وكانت الربكة بالثمار والأنهار والأنبياء والصالحين وهي مهبط الديانات ومهبط الملائكة والوحي وفيه يحشر الناس يوم القيامة.
قال تعالى:"وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض ولتعلن علوا كبيرا"(الإسراء-4).
وذكر الشوكاني في تفسير الآية أن المراد هو أرض الشام وبيت المقدس.
قال تعالى:"يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين"المائدة21.
وعن ابن عباس وابن زيد في المقصود بالأرض المقدسة أنها أرض أريحا وقال الزجاج أن الأرض المقدسة في فلسطين ودمشق وبعض من الأردن وعن قتادة أنها الشام وروى ابن عساكر عن معاذ بن جبل أن الأرض المقدسة ما بين العريش إلى الفرات".
وروى عن الحسن البصري وقتادة في تفسير الآية 137،الأعراف ) أنها هي أرض الشام وذكر الشوكاني أن الأرض هي أرض مصر والشام ولكن ابن جرير الطبري استبعد كونها أرض مصر.
وقال المفسرون في الآية(71:الأنبياء)أن الأرض هي أرض الشام وقيل بيت المقدس لأن منها بعث الله الأنبياء وعن ابن عباس في تفسيرها: يريد إبراهيم ولوطا إلى أرض الشام وكانا بالعراق.
الأنبياء آية 81) روي عن ابن عساكر أن الأرض التي بورك فيها أرض الشام ووافقه في ذلك الشوكاني وكذلك الطبري في تفسيره وقال ابن تميمة(أنها كانت تجري إلى أرض الشام التي فيها مملكة سليمان).
وهناك حوالي عشرين آية أخرى قد تحدثت عن بيت المقدس وفلسطين وبركتها .

ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:30 PM
مكانة القدس في نفوس اليهود:-
لا بد من الحديث عن القدس وماذا تعني لليهود لمعرف أسباب الصراع الدائم والحالي
يرى اليهود في أن للقدس أهمية خاصة ومميزة في عقيدتهم ويعدون الأرض المقدسة أرض الميعاد ويرددون باستمرار"لا معنى لإسرائيل بدون القدس، و لا معنى للقدس بدون الهيكل" ويتغنون بشعارهم المعرف"شلت يميني إن نسيتك يا أورشليم"
لذا فهم دوما يحرصون على أن تكون خالية من أي مقدسات غير المقدسات اليهودية لتثبيت المقولة التي باعتقادهم أنها لهم.
وفي هذا الإطار المفتوح صرح وزير الخارجية الإسرائيلي شلومر بن عامي،للمستوطنين في القدس بعد عودته من جولة المفاوضات بشأن القدس، قائلا:"لقد جئنا إلى جبل الهيكل لكي لا نفارقه أبدا"نوجبل الهيكل هو القدس أو المسجد الأقصى كما هم يسمونه.
وقبل ذلك قام نتانياهو،خلال رئاسته للحكومة الإسرائيلية هدية إلى رئيس الكنيسة اليونانية المطران مكسيموس سلوم في 29 ديسمبر 1996، هي مجسم من الفضة للقدس القديم،خاليا تماما من المسجد الأقصى،بل استبدل مكانه رسم للهيكل.
ما هي اليهودية ومن هم اليهود وما مشكلتهم وكيف يمكن حل مشكلتهم وكيف يمكن تهدئة الموقف والتخلص منهم؟
الانتداب ودوره في تأمين ممر آمن لليهود لعبور خط النار:-
بدأت أول موجهة هجرة يهودية إلى فلسطين عام 1882، وبلغ عدد المهاجرين اليهود حتى عام 1903 حوالي 20 ألفا.
"في الديانة اليهودية يعتبر اليهود إبراهيم يهوديا وهو جدهم الأكبر، ولكن وكما نعلم وكما وضح في القرآن بأن إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا. ولديهم اعتقاد خاص بأن إبراهيم عليه السلام عاش خلال القرن السابع عشر قبل الميلاد.
ولكن لو حصرنا الأجيال بين يعقوب وموسى لوجدنا أنها لا تزيد عن 150 سنة وهم: اسحق-يعقوب-ولاوي-كوحات-عمران. وتقول توراتهم المحرفة التي كتبها الكهنة في بابل بأن أبرام-إبراهيم- اجتاز نابلس حتى بلوطة وكما يقولون بأن الله ظهر لأبرام وقال أهب لك هذه الأرض لك ولنسلك من بعدك!
ولكن وبعد مجاعة بلاد كنعان في ذلك الوقت ورحل إبراهيم وأسرته إلى مصر، وكما قالتتوراتهم، بأنه لما قرب أن يصل مصر قال لزوجته ساري-سارة- بأن تتدعي بأنها أخته حتى لا يقتلوها ويتزوجها أحدهم فهي فائقة الجمال، وثم بعد أن عرف بذلك الفرعون عاتبه وأعاد زوجته له.وعندما عاج إلى كنعان حين قال الرب لأبرام أن جميع الأرض بأنها له ولنسله من النيل للفرات!!!ولكن وبعد أن تلد هاجر إسماعيل ويدخل عليها إبراهيم يأتي له الرب مرة أخرى ويعطيه وعدا آخر وهو أن كل أرض كنعان فقط له ولنسه!!".
دعونا نتعاطف معهمنا-على أساس حرية العبادة- لنقل أن أرض كنعان لهم، ولكن ألم يكن هناك شرط لأن يأخذوا الأرض لهم؟بلى، وهو أن يعبدوا الله وحده لا شريك له!ولكنهم بقوا لمدة 8 قرون (800سنة) يعبدوا الأصنام!إذن انتهى الوعد عند هنا.
يعني من هنا تظهر أكذوبتهم الملعونة التي لا أحد في العالم يؤمن بها حتى بوش نفسه وحتى شارون وبيريتس وعلمائهم أو الأحبار ولهم من الأسماء الكثيرة أمثال:دوميستز الكاهن فهو أيضا لا يؤمن بذلك، ولو عدنا ولو لأقل من دقيقة لقضية أميركيا هل تصدقهم؟ طبعا لا..وهي من أول الدول التي لا تعترف بما يسمى إسرائيل! وإنما أمريكا تريد التخلص من هؤلاء اليهود الذين لديها الذين أتوا إليها عن طريق الهجرة هربا من أوروبا،فهم من المخربين في الدولة الأمريكية.

ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:31 PM
ما هي المشكلة اليهودية وما هو الحل لها؟
اليهودية ديانة ولا شك في ذلك وقد انتشرت في جميع أرجاء العالم ولكن بشكل مشتت، وكانت تعامل معاملة سيئة للغاية وخاصة من قبل الأوروبيين-المجتمعات المسيحية الغربية- على العكس من اليهود الذين كانوا يعيشون بين العرب وهم عرب طبعا، فهم كانوا يعيشون عيشة هانئة بين المسلمين ولا شك في ذلك والتاريخ كله يشهد والآن لو تطرقنا لسأل أي يهودي عربي أو غير عربي ولكن يسكن دولة عربية وسألناه كيف يعيش فطبعا الإجابة ستكون كما هو الواقع .وبالنسبة لليهود الأوروبيين فقد كانوا يعاملون معاملة قاسية جدا ترى ما السبب؟. مخطئ من قال بأنه ظلم عبثا، وإنما هو كالتالي: حاول اليهود تمييز أنفسهم بأنفسهم بعبارة تقول أنهم شعب الله المختار فكان الحل هو العودة لأرض الميعاد!!طيب يا إخوانا منتو لكمش فيها أشي! ولكن هل العودة لفلسطين ستكون تلبية لوعد الرب؟
طبعا لا، ولكن لم.؟كما أشرت سابقا بأنهم يحمّلون أنفسم لقب شعب الله المختار وهو يريدون على اثر هذه العبارة السيطرة على العالم من خلال نشر اليهودية في جميع أرجاء العالم .ومن يعارض هذا الكلام فأنا أقول له:إن كان ما تعتقده صحيحا..فلم لا تزل العديد من المنظمات الصهيونية خارج أرض الميعاد؟ألا يجدر بهم العودة لوعد الرب وللعودة لأرض فلسطين؟علما بأنهم من أكثر سكان الأرض تشدداً.
وطبعا فلسطين هي الحل الوحيد لذلك وكما يدّعون، ولكن ما دور العالم ومنظماته وحكامه في التعاون مع هذا الكيان وإدراجه تحت اسم إسرائيل؟

ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:32 PM
كيف بدأت فكرة الصهيونية؟
طبعا الصهاينة هم يهود ولا شك في ذلك ولكن الصهيونية أيضا مختلط بها مسيحيين ولا شك في ذلك أيضا..وبالأخص يهود أوروبا الذين كانوا يعيشون في اضطهاد تام ولكن وبعد أن تم إدراج قانون حقوق الإنسان في أوروبا والقيصرية الروسية،اندمج اليهود مع باقي الشعوب وأصبحوا عاديين بلا أي تمييز..ولكن هذا أدى إلى نسيان أرض الميعاد وأدى إلى انهيار المنظمات الصهيونية التي بات ليس لها أي عمل لأن مشكلة اليهود تقريبا انتهت هنا بعد دمجهم ..ومن هنا بدأ زعماء اليهود برفع شعارات تطالب بالعودة لأرض الميعاد..ولكن ذلك لم يلاقي أي اهتمام في صفوف اليهود وذلك أيضا من الذي يؤكد كذب أسطورتهم التاريخية!.حيث أن آمالهم بدأت تتثبت في وطنهم الأم وهكذا نجد بأن الحركة الصهيونية نالت خيبة أمل كبيرة في أواسط شعب أوروبا اليهودي. ولكن في عام 1882 ظهرت أولى الجماعات الصهيونية في روسيا ردا على الاضطهاد.وكانت هذه الصهيونية تحمل اسم-حبات صهيون- ومركزها روسيا وبولندا ورومانيا. وفي عام 1891 أقرت الحكومة القيصرية الروسية طرد اليهود من على أراضيها خارج العاصمة موسكو. وعلى إثر ذلك هاجر عدد كبير من اليهود إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1897 عقد ثيودور هيرتزل بمدينة بازل بسويسرا عقد مؤتمرا تأسست على أثره المنظمة الصهيونية. ومع العلم بأن هيرتزل كاد أن يقود شعب النمسا اليهود في مسيرة للكنيسة للتعميد للتخلص من هذه الكارثة التي كانت قد حلت بهم ولكنه تراجع عن ذلك وبدأ في عام 1896 يكتب مطالبا بضرورة إيجاد وطن قومي لليهود.
وطبعا كان هيرتزل قد طلب بالبحث عن أرض لا يسكنها أحد آنذاك كالأرجنتين وهذا طبعا يبّنزيف معتقداتهم وادعائهم بأن فلسطين هي الوطن القومي لهم..وقبل هيرتزل طالب قنصل أمريكا في تونس(مورد خاي نوح) طالب بإنشاء وطن قومي لليهود في (جراند آيلند)تحت اسم أراراتوكذلك عام 1882 حينما اجتمع مندوبو الجماعات اليهودية في برلين وحاولوا إيجاد وطن قومي آخر غير فلسطين لحل قضية المهاجرين اليهود من روسيا وطاف بهم المطاف إلى أن بعث بهم إلى أمريكا.
وكما اعترف المفكر الصهيوني(أحد ها آم) وقال:فلسطين ليست وطنا قوميا لشعب الله المختار وإنما هي مجرد مركز روحي لليهود، ولا يمكن أن نأخذها كوطن قومي لنا نقيم فيه).وطبعا أول المتعاطفين مع اليهود هم الحكومة البريطانية حيث ساهمت أول ما ساهمت في توطينهم شمال سيناء وقام كرومر حاكم مصر البريطاني بتعيين لجنة لمتابعة الموضوع ولكن عباس حلمي رفض ذلك وفي عام 1903 اقترحت أن تكون كينيا هي المستعمرة اليهودية ووافق هو على ذلك.ولكن معظم المندوبين رفضوا هذا القرار فقامت بريطانيا بسحب اقتراحها عام 1804 .وفي نفس العام مات هيرتزل تاركا خلفه منظمة صهيونية تهدف لإنشاء دولة علمانية لا تخضع للكهنة.
وبعده في عام عام 1905 انتقلت رئاست المنظمة لديفيد وولفسون وفي 1911 انتقلت لأوتو واربيرج ولكن ما من أحد قادها قيادة عظيمة غير حاييم وايزمن الذي ترأسها منذ عام 1920حتى 1931 وبعد ذلك ما بين 1936 حتى 1946 وتولى بعد ذلك قيادة دولة إسرائيل حتى مات عام 1952م. وفي عام 1914 أثناء الحرب العالمية الأولى سنحت له الفرصة أن يتعرف على آرثر بلفور مسئول الخارجية البريطانية آنذاك. واستطاع أن يحصل منه على وعد سمي فيما بعد باسم وعد بلفور وهذا هو النص كالتالي:-
" عزيزي اللورد روتشايلد
يسعدني أن أبلغك بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة بالإعلان التالي للتعاطف مع تطلعات اليهودية الصهيونية والتي عرضت وتمت موافقة مجلس الوزراء عليها.
تنظر حكومة صاحب الجلالة بعطف على إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي ولسوف تستخدم أفضل وسائل سعيها لتسهيل تحقيق هذا الغرض على أن يكون من المفهوم بوضوح ألا يتم شيء من الممكن أن يضر بالحقوق المدنية والدينية للجماعة غير اليهودية الموجودة في فلسطين أو الحقوق والمراكز السياسية التي يتمتع بها اليهود في دولة أخرى. وأكون شاكرا لو أنك أوصلت هذا الإعلان إلى علم الاتحاد الصهيوني.

التوقيع
آرثر بلفور

وبهذا يكون الفضل الأول في إنشاء دولة إسرائيل في فلسطين لوايزمان الذي لولا اتصالاته الشخصية لما قامت إسرائيل بهذه السرعة.

ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:34 PM
رسالة ثيودور هيرتزل إلى السلطان عبد الحميد:-

طبعا كان للحركات والزعماء اليهود دورا بارزا في تضليل العرب قديما وخاصة العثمانيين فمثلا عام 1902 اقترح هيرتسل على عبد الحميد التالي:-
"ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه استرليني يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرن في فلسطين إلى جلالته تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنيه إسترليني في السنة الأولى وتزداد إلى مليون جنيه إسترليني سنويا. ويتعلق هذا النمو التدريجي في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين.أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية".
مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية:
الهجرة اليهودية إلى فلسطين التي لا نريدها غير محدودة فقط،بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة.وتعطي المهاجرين اليهود الاستقلال الذات، المضمون في القانون الدولي، في الدستور والحكومة وإرادة العدل في الأرض التي تقرر لهم.(دولة شبه مستقلة في فلسطين). ويجب أن يقرر في مفاوضات القسطنطينية، الشكل المفصل الذي ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم.
قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي:
يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم. سيكون لهذه الدعوة قوة القانون وتبلغ الدول بها مسبقا."
وكان هذا هو الرد تقريبا للسلطان على هذه الرسالة والإدعاء السائد بها.
…إذ أن الإمبراطورية التركية ليست ملكا لي وإنما هي ملك للشعب التركي فليس والحال كذلك أن أهب أي جزء منها –فليحتفظ اليهود ببلايينهم في جيوبهم- فإذا قسمت الإمبراطورية يوما ما فقد يحصلون على فلسطين دون مقابل. ولكن التقسيم لن يتم إلا على أجسادنا".

ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:35 PM
اتفاقيات ببلاش ...
اتفاقية سايكس بيكو::::1916:::::
تم توقيعها سرا بين بريطانيا وفرنسا القوتين العظمتين آنذاك حيث من خلالها تم الاتفاق على تقسيم المنطقة العربية إلى مناطق سيطرة، حيث اتفقا على وضع لبنان وسوريا تحت السيطرة الفرنسية والأردن والعراق تحت سيطرة إنكلترا وفلسطين دولية.

وعد بلفور والحكومة البريطانية::::1917::::
بعد انتصار القوات البريطانية على تركيا(الدولة العثمانية) في الحرب العالمية الأولى-بقيادة اللينبي- عينت لها مندوبا في القدس.وبعد احتلال بريطانيا لفلسطين في تشرين ثاني-أكتوبر-1917م.اعطى آرثر بلفور وعدا لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين.وكانت نسبتهم آنذاك 8% والفلسطينيين العرب92%.ونسبة الأراضي التي سلبها اليهود لا تتعدى 2%.

وقد تمّ ذكر النص سابقا

ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:38 PM
عود على بدء:-
عمدت على استقصاء هذا الكلام من كتاب خليل المسحال الذي كان شاهدا على تشكيل حركة فتح
على الرغم ما كتب وقيل عن فتحمن تصريحات وكتب ومذكرات. فإن القصة الحقيقة لمولد حركة التحرير الفلسطيني فتح...الخطوات التنظيمية الأولى التي أسفر عنها ظهور القيادة الفلسطينية الحالية، لا تزال غير معروفة للناس.
وسبب ذلك أنه-للأسف الشديد-أصبحت الإعتبارات الشخصية، لدى بعض أفراد القيادة وغيرهم ممن تحدثوا أو كتبوا في هذا الموضوع-أهم لديهم من الأمانة التاريخية التي تفترض عليهم الموضوعية عند سردهم للأحداث. فقد راح كل واحد منهم يحاول إظهار دوره الشخصي وكأن الفضل كان له وحده في ظهور حركة فتح. وتناسى الجميع كفاح الرواد المؤسسين الأوائل...والذين استشهدوا في ساحة النضال الثوري.
فنحن على سبيل المثال-نقرأ كتاب المؤلف السياسي البريطاني"آلان هارت". الذي كتب عن ياسر عرفات ...أن أبو عمار ومعه خليل الوزير(أبو جهاد)، كانا هما العضوان الوحيدان اللذان قاما بتأسيس حركة فتح.
Arafat. Alan Hart, Sidgwick & Jckson, London,1984,P.91
بينما يا سر عرفات وخليل الوزير لم يتم انضمامهما إلى التنظيم إلا عندما أرسلنا إليهما الأخ الشهيد عبد الفتاح حمود- من السعودية للكويت – لاقناعهما بالانضمام للتنظيم. وقد مر علينا عامان كاملان في العمل السري.
فقد كانت الشقة التي سكناها-أنا والشهيدان عبد الفتاح حمود وكمال عدوان، شقة رقم4 في المنزل 24 شارع محمود أمين..بالدقي في القاهرة- هي أول مركز لهذا التنظيم السري، عام 1956. فللأمانة التاريخية ولذكرى الذين سقطوا شهداء المعركة من الإخوان الذين بدأوا معنا ولم يعودوا قادرين على الحديث، كل هذا يقتضينا أن نعلن القصة الحقيقية لميلاد فتح.
وحتى يمكننا معرفة البداية الحقيقية، فلا بد أولا من الحديث عن دور الإخوان المسلمين، على الساحة الفلسطينية.

ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:39 PM
كيف ولدت فتح؟

ذلك أن حركة فتح ولدت كنتيجة لانشقاق الشباب الوطني الفلسطيني عن حركة الإخوان لدرجة أن البعض اعتقد خاطئا في البداية، أن الإخوان هم الذين قاموا بتأسيس حركة فتح. فقد حدث أنه مع أحداث عامي 1947/1948م وقبل أن تدخل الجيوش العربية إلى فلسطين، جاءت جماعة من الإخوان المسلمين من مصر بكتائبهم إلى الساحة الفلسطينية كمناضلين وهذا مثار إعجاب وتقدير الشعب الفلسطيني. ولذلك- واعتقادا منهم أن هذا هو طريق الخلاص الذي سيؤدي إلى تحرير الوطن-دخل عدد كبير من الشباب الفلسطيني إلى صفوف الإخوان المسلمين. ثم تشكلت بعد ذلك حركة للإخوان المسلمين في غزة................
ولكن سرعان ما تبين لنا أننا كنا نجري وراء سراب. وأننا إنما خدعتنا شعارات الإخوان المسلمين.وبدأت عملية الانشقاق للشباب الفلسطيني عن الإخوان.وكان هناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذا الانشقاق:
السبب الأول وباختصار:تخلي الإخوان عن المقاومة والنضال وتبرير ما كانت تقوم به مجموعات فاسدة من الفلسطينيين والمصريين وتحليلها بحق اللاجئين.
السبب الثاني:كان قطار الرحمة وهو قطار يسير في جميع أنحاء مصر ليجمع التبرعات من أفراد الشعب المصري الكريم، ليرسلها إلى إخوانه أللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.ولكن وبعد أن وصل غزة لم يحصل الفلسطينيون ألاجئون إلى على أقل من 10% من هذه المواد أما الباقي فقد بيع.
السبب الثالث:الذي أدى إلى انسحاب أعداد هائلة وانشقاهم على الإخوان المسلمين، فقد كان لتقاعسهم عن الاشتراك في حركة مقاومة شعبية للاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة في أثناء الإعتداء الثلاثي عام 1956م........
أما حركة الإخوان المسلمين، فقد ردت بدورها على هذا الانشقاق، بأن قامت بعمليات الاتصال بالأحزاب الأخرى...في محاولة للإتفاق على القيام بعمل مشترك معهم للمقاومة بهدف إضاعة الفرصة على الشباب المنشق.........
وكان تالنتيجة هي أن إخواننا في المجموعة الصغيرة من الشباب المنشق هم وحدهم الذين قاموا ببعض العمليات المنظمة في القطاع بالاضافة للفردية ...
وهكذا أصبح هؤلاء الشباب هم المؤسسون الحقيقيون لحركة فتح....
ولقد مرت فتح بالعديد من المراحل منها
الأولى:إصدار المنشور الأول للحركة حيث كان يضم المبادئ والأهداف.
الثانية: انطلاق مرحلة جديدة وهي المقاومة والنضال وإنشاء منظمة التحرير.
الثالثة: مرحلة التنظيم من خلال الثورة وبدء التنظيم الفعال والجيد.
الرابعة: توسع فجوة الحركة.
الخامسة:دخول الحركة مرحلة الإنصاف الشخصي على الوطني والشعبي.
.........
فالحقوق الوطنية لا تباع.........وما زالت مبادئ فتح وميثاق العمل الوطني تجمع...وتقوم على قاعدة الشعب الواحد والوطن الواحد والواجب الواحد.

ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:40 PM
أشكال التواطؤ والتخاذل العربي

ولو جئنا هنا لطرح أشكال التواطؤ والتخاذل العربي لوجدنا عيب على كل من حمل لقب عربي أن يبقيه على حاله . أودُ البدء من نص الوثيقة صفحة 68 ضياع أمة النسخة الأولى .
" ولقد حاول الملك حسين تدميرهم أي تدمير الفدائيين الذين كانوا يتسللون لإسرائيل وينفذوا عملياتهم منها_ في أيلول سبتمبر 1970م ‘ غلا أنه وجد نفسه مضطراً لقبولهم من جديد".
ومن هنا لا بدَ من الحديث عن تنفيذ الخطة التي استندت على ما يلي: وكان الهدف منها هو حماية المصالح الصهيونية مقابل الابتعاد عن الفدائيين.
أ*. "الاعتراف بدولة مستقلة للفلسطينيين في المنطقة 67م وإعادة ألاجئين.
ب*. إقامة دولتين في دولة لن يمنع الوقوع في المشاكل مع ألاجئين ولكنها قد تعمل على إخماد النار فترة وجيزة من الزمن الذي قد يحقق السلام بشروط.
ت*. مرحلة المساواة في الحكم والتوطين بين العرب واليهود لمدة وجيزة وبشروط."
هذه كانت أهم نقاط الوثيقة.
ولو أخذنا عينة أخرى من عينات حكام العرب لوجدنا التالي:-
مقتبس من ذاكرة ملك للكاتب إيريك لوران والناشر هو الشركة العربية السعودية للأبحاث والنشر.
" الحسن الثاني-ملك المغرب-هو واحد من الرؤساء العرب الذين شاركوا في صنع القرار العربي الرسمي تجاه القضية الفلسطينية، منذ أن تولى العرش في أوائل الستينيات، بل أن من أهم قراراته التي تم اتخاذها في ذلك الفترة تمت على أرض المغرب وبإشراف وتوجيه من جلالته. وهو الذي اختاره العرب لقيادة
لجنة القدس التي تعمل على استرجاع المدنية المقدسة. ولكن الغريب أنه مما يبديه الرجل من شهامة وعزة إلا أنه لا يشارك ملايين العرب في ضرورة تحرير فلسطين بل هو يميل إلى الاتفاق مع الصهاينة في الإدعاء بحق اليهود في فلسطين..والسبب في ذلك هو التالي:
"كنت أسمع عبر موجات الإذاعة بعض المسئولين الاسرائيلين يتحدثون العربية في غاية السلالة!! لما كان لبعضهم مثل أبا إيبان الذي تقلد منصب وزر الخارجية لفترة طويلة، إلماما بقواعد العربية!!".
هذا كلام الملك الحسن كما جاء في حواره مع إيريك لوران الفرنسي وهي منشورة في كتاب ذاكرة ملك.
وهنا ما يدلل الغباء الذي لا مثيل له مثل الغباء التي ألمت به الأردن:-
طبعا كانت فلسطين في ذلك الوقت مثلها مثل سوريا ولبنان والجزائر والصومال جزء من الوطن العربي ولا شك في ذلك، وكانت الحركات العربية تأمل في أن ترث الأراضي العثمانية المسيطر عليها، وكما أعطت بريطانيا وعدا للعرب عن طريق هنري مكماهون المندوب السامي في مصر وضابط المخابرات لورانس بدعم مطالبهم.فقد أرسل مكماهون رسائل عدة لشريف مكة وابنه الفيصل عام 1915م وعلى إثر هذه الوعود فقد أعلن الشريف حسين في 5-6-1916 اندلاع الحرب ضد الحكم العثماني. وتم الاستيلاء على العقبة عام 1917م وتم دخول دمشق في 1-10-1918. وكان الأمير عبد الله –شقيق الفيصل- قد قام بالهجوم على الحاميات التركية في الحجاز نفسه ونادى عددا من الأعيان في بغداد بالأمير عبد الله أميرا على العراق.ومن هنا بدأ الحلم العربي الهاشمي يتحقق في السيطرة على الحجاز والهلال الخصيب-السعودية والعراق وبلاد الشام-فلسطين-لبنان-سوريا-الأردن-أي سوريا الكبرى-.
ولكن سرعان ما تبين للشرفاء بأن بريطانيا قد خدعتهم وقد منحت اليهود وعد بلفور الشهير الذي يتعاطف مع هدفهم في إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين وقد قامت سرا اتفاقية سايكس بيكو وقام من خلالها الاستعمار الفرنسي والبريطاني بتقسيم الوطن العربي وخاصة الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ لهما عام 1916 وبهذا تكون قد ساهمت الأردن وخاصة قيادتها الغبية المتعاملة مع هؤلاء القتلة في وضع تقريبا كل الوطن العربي بأيدي الاستعمار.

ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:42 PM
هذا من جهة ولكن ومن جهة أخرى فنرى التالي:-
سادت فترة من الزمن تشير إلى تدهور الوضع السياسي للمنظمة بعد إغلاق مكاتبها في لبنان عام 1982 وبعد طرد القيادة الفلسطينية من الأردن ثم من لبنان وبعد أن تخلت الدول العربية علانية عن قضية فلسطين أيقن شعب فلسطين وقتها بأنهم يواجهون مصيرهم لوحدهم ودون أمل في غيرهم.
ولكن الشعب لم يسكت فلجأ إلى أسلوب المقاومة بالحجارة في القطاع والضفة ضد المحتلين، وكان هذا هو النتاج: لجأ رابيين إلى انتهاج أسلوب فظيع بحق أبناء الشعب وخاصة الشباب منهم، فبدأ في عهده علانية سياسة الضرب والتكسير للعظام كجزء فاشل من محاولاتهم لإرهاب أهلنا.وشاهد العالم بأسره هذه الصور ولا زال للآن الأمر الذي خلق مشكلة دعائية ضد إسرائيل لم تكن لتعمل لها حساب.وكان على أمريكا وضع حدا لهذا. وبدأت من هنا المحادثات مع المنظمة بعد تخلي جامعة الدول العربية عن قضية فلسطين وبعد أن تم إعلان فك ارتباط الأردن بالضفة طبقا لرغبة منظمة التحرير في ذلك..وطبعا كانت أمريكا قد تعهدت لهنري كيسينجر بأنها لن تعترف بالمنظمة إلا إذا اعترفت هي بإسرائيل وقبلت قرار 242.
وقام وستانلي بلوم ودورا كاص وريتا هاوز بالاجتماع مع خالد الحسن ممثل المنظمة ووفده بصورة سرية وفي النهاية تم التوقيع على بيان مشترك في غرفة خاصة بأحد مطاعم باستوكهولم . وتضمن البيان المشترك رغبة منظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف ضمنا بإسرائيل في العيش بمنطقة ضمن حدود آمنة ونبذ الإرهاب بكافة أشكاله والقبول بقرارات الهيئة المتحدة بشأن قضية فلسطين على أن يكون القرار 242 و338 أساس المفاوضات.
وقد أرسلت منظمة التحرير للإدارة الأمريكية نصا للبيتن الذي اعترفت به من خلاله لإسرائيل وتضمن هذه النقاط:-
أ.أنها مستعدة للتفاوض على تسوية سلمية شاملة للصراع العربي-الإسرائيلي- على أساس قرارات الهيئة المتحدة 242-و338.
ب. تعتبر المنظمة عقد مؤتمر دولي تحت إشراف الهيئة المتحدة إطارا ملائما للتفاوض على التسوية.
ت. تسعى المنظمة لإنشاء دولة فلسطينية ديمقراطية في الضفة والقطاع والعيش بسلام مع جيرانها اليهود-سبحان الله شعب عدد سكانه يتجاوز 7 مليون يعيش في مساحة تقل عن ثلث القاهرة!!لا ..وأيضا يتم التنازل عن جزء من حدود 67..عيشي يا إسرائيل مش بس أمريكا أمك لا وفي عندنا أب ليكي هدية الخونة الفلسطينيين-!
ث. تنبذ المنظمة الإرهاب وهي مستعدة لإيقاف عملياتها الإرهابية ضد اليهود.
ومن هنا نستنتج أن التنازلات الفلسطينية من خلال المنظمة هي تنازلان حقيقية وملموسة، أما الوعود التي قطعتها على نفسها إنما هي وعود ضبابية غير واضحة أو ملموسة!(جملة لأحد قيادي حركة فتح)

ماجدة ماجد صبّاح
09-04-2008, 04:46 PM
المراجع:-
ضياع أمة
لـ:سعيد خليل المسحال
1994مؤسسة الروافد للنشر والطباعة

ذاكرة ملك
ل:إيريك لوران
الشركة العربية السعودية للأبحاث والنشر

وثائق أساسية في العربي الصهيوني.
د. سمير أيوب
الجزء 2 دار الحداثة للنشر

المؤامرة والنظام العالمي الجديد
ل:صلاح وقيع
الرافد

الملف السري لحرب الخليج
بيتر سالنجر وايريك لوران
كتبة مدبولي-القاهرة-

حكاية فلسطين بالخرائط والوثائق
ل:بهاء فاروق
2002هلا للنشر والتوزيع

إضافة لعدة مواقع على الانترنت

تقديري
/ماجدة

عبدالصمد حسن زيبار
06-05-2008, 08:58 PM
ماجدة


أثابك الله خيرا


جهد مشكور


وهو احتفاءا للتثبيت

ماجدة ماجد صبّاح
06-05-2008, 09:24 PM
الأستاذ الفاضل/ عبد الصمد حسن زيبار
بارك الله فيك وجزاك مثل ما تمنيت لي
وشكراً لك، والحمد لله وجدتُ من يقدر لي هذا الجهد
بعد أن نشرت الموضوع في أكثر من ملتقى ومنتدى
تقديري

محمد سوالمة
08-05-2008, 01:24 PM
بوركت على جهودك في نشر هذه الوثائق بغض النظر عما جاء فيها فجهدك مشكور وجعل الله لك فيما كتبت بخالص النية في اظهار الحق حسب ما وصلك كل الجزاء فقد بدا واضحا مقدار الجهد الذي بذلت لايصال هذا البحث لما هو عليه رغم بعض التحفظات التي وجدتها في البحث ليس منك وانما ممن نقلت عنهم فقد عبروا عن وجهة نظرهم في المسائل التي ذكروها والتي بالتدقيق في واقع الامر نجد انها مغالطات قد تكون مقصودة او غير مقصودة يراد منها تصوير قضية فلسطين انها قضية اهل فلسطين وحرفها عن اصلها انها قضية اسلامية تخص المسلمين جميعا .
بارك الله في جهدك الذي نقدره لك .

محمد سوالمة
08-05-2008, 01:47 PM
اوجدت منظمة التحرر الفلسطينية اثر قرار من جامعة الدول العربية لتكون المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وحتى ندرك الغرض من ايجادها لا بد ان ندرك قبلها العرض من ايجاد جامعة الدول العربية وهذه المقالة نبذه سريعة عن الجامعة العربية ... النشأة والرابطة والأهداف.
بعد ستين عاماً مرت على إنشاء الجامعة العربية، وبعد ثلاثين قمة عربية انعقدت في أكنافها ابتداءً من قمة أنشاص بمصر عام 1946م وانتهاءً باخر قمة ان صح التعبير بعد هذه السنين الطوال من حق كل عربي أن يطرح السؤال الطبيعي التالي: ما الذي حقَّقته هذه الجامعة، وتلك القمم؟ وما النتائج التي آلت إليها؟.
لقد كانت الوحدة العربية قبل إنشاء الجامعة على مرمى حجر، لكنها بعد ستين عاماً من إنشائها أصبحت في خبر كان، وكانت مظاهر الاتحاد والتضامن بين العرب موجودة بشكل طبيعي قبل وجود الجامعة، ولكن بعد هذا العمر المديد التي وصل بها إلى أرذل العمر أصبحت هذه المظاهر بعيدة المنال بالرغم من مناداة الجامعة بها ليل نهار.
إن الجامعة العربية قد تحولت بعد هذه التجربة الطويلة من الفشل والعجز إلى مادة للتندر تلوكها ألسنة العامة، إنها أصبحت بالفعل تمثل الصخرة الكأداء التي تتحطم عليها أعرض الآمال العربية، فلا يوجد أفضل منها من يستطيع تكريس واقع التنازع والتشرذم والتفتت، وهذا بالضبط ما أراده الغرب المستعمر لمستقبل الشعوب العربية، فالجامعة العربية أثبتت عملياً وبالبراهين القاطعة بأن دعوتها إلى الوحدة العربية ما هي سوى أكذوبة كبرى، وملهاةٌ عبثية ألقى بها الاستعمار على عملائه حكام البلاد العربية لإشغال شعوبهم بحكايات وحدوية عروبية مخدرة للعامة، لا تختلف كثيراً عن حكايات ألف ليلة وليلة وعنترة بن شداد والزير سالم. فبدلاً من أن تنشغل هذه الشعوب بمعالجة مشاكلها الجوهرية وقضاياها المصيرية، انشغلت بالحديث عن دسائس الحكام، وقصصهم السخيفة، واهتماماتهم التافهة، ومنازعاتهم الصبيانية، وخياناتهم المكشوفة، وعمالاتهم المفضوحة.
فمن حيث النشأة تعتبر الجامعة العربية بحق وليدة أفكار السياسيين الإنجليز في أربعينيات القرن العشرين، ففي الرابع والعشرين من شهر شباط من عام 1943م ألقى وزير الخارجية البريطاني أنطوني إيدن خطاباً في مجلس العموم قال فيه بأن الحكومة البريطانية: "تنظر بعين العطف إلى كل حركة بين العرب ترمي إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية"، وبعد شهر من إلقاء هذا الخطاب قام مصطفى النحاس رئيس الحكومة المصرية التي كانت تخضع للاحتلال البريطاني بالتشاور مع الحكومات العربية لاستطلاع آرائها في موضوع الوحدة، ثم بدأت سلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب وممثلي كل من العراق وسوريا ولبنان والسعودية والأردن واليمن من جانب آخر. واستمرت الاجتماعات والتحضيرات بين هذه الدول السبع إلى أن تمخضت عن توقيع بروتوكولات تأسيس الجامعة، وتوجت هذه البروتوكولات بالتوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية من قبل مندوبي الدول العربية في 22/3/1945م، وتحول يوم 22/3 من كل عام عيداً سنوياً لهذه الجامعة العربية البائسة.
وفي الثامن والعشرين من أيار عام 1946م انعقدت قمة أنشاص في مصر، ثم تتابعت القمم العربية ،و لم ينتج عنها إلا المزيد من الفرقة والانفصال والتباعد والتباغض بين الأقطار العربية، ولم تحصد الشعوب منها سوى المزيد من الخيبات والصدمات والنكسات، وكان هذا الحصاد المر لمسيرة الجامعة وقممها ما هو إلا نتيجة منطقية وطبيعية لجامعة عربية بنشأة إنجليزية استعمارية.
لقد اعتمد الإنجليز في إنشاء الجامعة على فكرة القومية العربية، تلك الفكرة التي استخدمتها بريطانيا والدول الأوروبية كأداة هدم ومعول تحطيم لكيان الدولة العثمانية الإسلامية بوصفها آخر دولة خلافة إسلامية، وبدأت الشرارة القومية بالثورة التي أطلقها الخائن الأكبر شريف مكة الحسين بن علي ضد الدولة العثمانية بتوجيه وتخطيط وإسناد من بريطانيا، وفي هذا يقول الضابط الإنجليزي لورنس العرب وهو القائد الحقيقي للثورة العربية في الحجاز في كتابه أعمدة الحكمة السبعة: "لقد كنت أؤمن بالحركة العربية إيماناً عميقاً، وكنت واثقاً قبل أن أحضر على الحجاز أنها هي الفكرة التي ستمزق تركيا شذر مذر".
فالقومية العربية والقومية الطورانية وسائر القوميات الأخرى هي التي ساهمت بشكل أكيد في تمزيق الخلافة العثمانية، وكان تبني الدول الأوروبية لها واحتضانها لدعاتها الأثر الأكبر في إعطائها الحياة، ولولا أوروبا لما عرف المسلمون معنى القومية، واستخدمت أوروبا فكرة القومية بوصفها أفضل أداة أدَّت إلى تمزيق الدولة العثمانية وتشتيت الشعوب الإسلامية.
على أن طبيعة الفكرة القومية من حيث هي فكرة من شأنها أن تؤدي إلى التطاحن والتنافس بين الشعوب، وذلك بسبب مظهر السيادة الغريزي الكامن في فطرة الإنسان، فالقومية رابطة غريزية تتعلق بغريزة حب البقاء ولا تصلح في حالة الاستقرار، ولا في حالة وجود ارتقاء فكري عند الشعوب، فهي رابطة بدائية لا دور فيها للعقل ولا تحمل في طيّاتها أية أنظمة للحياة تنبثق عنها، وإذا جُعلت أساساً للربط بين أفراد الشعب الواحد فإنها ولا شك سوف تعصف بوحدة ذلك الشعب، وتمزقه شر ممزق، أما في حالة الأمة التي تشتمل على مجموعة شعوب فإن اتخاذ القومية رابطة لها سيؤدي حتماً إلى تفكيك الأمة إلى أمم، والدولة إلى دول، لأن شعوب الأمة لا يمكن أن تتافق على عرق واحد من الأعراق يسمو على سائر الأعراق الأخرى، ولكنها تتوافق على فكرة تختارها هذه الشعوب، وترتضيها بمحض إرادتها كفكرة الإسلام، لأن اختيارها في هذه الحالة عائد إلى القناعات والاعتقاد بصحتها.
ولا يوجد أرقى من اختيار الرابطة عن طريق العقل بالاقتناع، ثم إن اختيار القومية كرابطة يعني اختيار شكل من أشكال العصبيات التي تلجأ إليها الشعوب الهابطة فكرياً لجوءاً غريزياً، أمّا وقد أكرم الله سبحانه وتعالى شعوب الأمة الإسلامية بالإسلام، فلا يصح أن ندع ما أكرمنا الله به، ونرتكس بالقومية إلى حمأة الطين.
والله سبحانه قد خاطب عباده بما يليق بتكريمهم بهذا الدين، فلقد صُدِّرت عشرات الآيات بـِ }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ{ ولم يخاطبهم بأي وصف قومي أو قبلي أو عرقي أو وطني، وهذا وحده يؤكد على حقيقة هذه الرابطة الإيمانية الراقية التي اختارها الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين المسلمين.
والإسلام في الوقت الذي جعل رابطة العقيدة والإيمان والتقوى هي الرابطة التي يجب أن يلتزمها كل مسلم، نهى المسلمين بصراحة عن اتخاذ القومية، وسائر الأواصر العصبية الجاهلية الأخرى رابطة لهم، قال تعالى: }لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ{. وقال: }قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ{. والرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديث رواه الترمذي وأبو داود: "لينتهين أقوام يفخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فيح من فيح جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل يدهده الخراء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية، وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، أو فاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم وآدم من تراب". وروى البخاري عن جابر بن عبد الله قال: "كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعوها فإنها منتنة"، وفي رواية: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم"،ن وروى أحمد والنسائي حديثاً للرسول صلى الله عليه وسلم قال فيه: "من تعزى عليكم بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا".
فالإسلام إذاً يحكم بشكل قطعي على الرابطة القومية بالحرمة والجاهلية، والعقل الواعي السليم يحكم عليها بفسادها وضررها، لذلك لم يكن اعتماد الأوروبيين للقومية عبثاً، فهم قد أدركوا تماماً مدى ضررها على الأمة، وتناقضها مع الإسلام لذلك أقاموا الجامعة العربية على أساسها، فكان ما كان من هزال شأنها، وقتلها لآمال العرب بالوحدة، ووجودها ما هو إلا تكريس للرابطة القومية ضمن قانون يصعب التخلص منه، وهذا ما أدّى إلى وجود هذه الحالة المستعصية من الخصام والعداء بين الدول العربية، ووجودها فاقم أيضاً حالة التفتت والتشرذم التي تدب في أوصال العرب والتي رعاها الاستعمار قبل إنشاء الجامعة، وبوجودها أيضاً وجدت حالة العداء الشديد لدى المجموعات الحاكمة للحركات الإسلامية.
هذا من حيث نشأة الجامعة واتخاذها للقومية رابطة لأعضائها، أما بالنسبة لنتائج مؤتمرات القمة العربية فالناظر فيها يجدها تعكس تناقضات الأنظمة العربية نفسها، لذلك فالنتائج تخرج في الغالب باهتة مائعة غير قابلة للتطبيق، ولا يتأتى تطبيقها إلا في حالة فرض النتيجة من قبل الدول الكبرى فرضاً على جدول أعمال القمة، لذلك نجد هذه الأنظمة العربية التابعة البائسة التي لا تقوى على اتخاذ أية قرارات ذات قيمة، نجدها بشكل مفاجئ تتفق بشكل جماعي على بعض القرارات، وهذا الاتفاق لا يحصل إلا إذا كانت هناك مؤامرة جامعة بين تلك الدول على اختلاف مشاربها، أو كانت هناك خيانة مانعة من اختلافها، وذلك كما حصل في إجماع الدول العربية، والتنازل لها عن ثمانين بالمائة من فلسطين مقابل إقامة دويلة فلسطينية مسخ في الضفة والقطاع في قمة بيروت في العام 2002م.
أما إذا كانت البيانات الختامية لمؤتمرات القمم العربية لا تتعلق بالإجماع على الخيانات والمؤامرات فإنها لا تزيد عن كونها عبارات إنشائية لا قيمة لها، أو ثرثرة كلامية فارغة من أي مضمون.
لقد كان يُفترض بالجامعة العربية أن تتجه بالدول العربية نحو الوحدة ودفع الأعداء، ونحو التضامن والتآخي، ولكنها بدلاً من السير نحو هذه الأهداف التي وضعتها الجامعة في ميثاقها، ذهبت بعيداً في اتجاه الانفصال وابتعاد الدول العربية وشعوبها من بعضها البعض، بدليل أن الجامعة التي ابتدأت بسبعة دول قبل ستين عاماً انتهت اليوم باثنتين وعشرين دولة، فتضاعف عددها أكثر من سبع مرات، وبدليل أن الأقطار العربية قبل تشكيل الجامعة كان لدى شعوبها صلات سكانية، ومظاهر وحدوية اقتصادية واجتماعية وسياسية كثيرة، نجد أن هذه الأقطار وبعد ستين عاماً من نشوء الجامعة قد افتقدت تلك الصلات، وتحولت إلى دول متنافرة متعادية غير متماسكة، وتهيمن عليها النزعة الانفصالية تحت مسمى الاستقلال، فالأردنة والمصرنة والسعودة والجزأرة وهلم جرا، قد باتت السمة الأكثر بروزاً على الأعضاء المنضوية تحت إطار هذه الجامعة.
أما بخصوص الدفاع عن الشعوب العربية والذي نصَّت معاهدة الدفاع المشترك على الالتزام به في العام 1950م فنجده قد صار هباءً منثوراً، فالعدوان على فلسطين والعراق ولبنان والصومال والسودان وجزر القمر وأريتريا لم يتم دفعه.
وأما التجارة والاقتصاد والتي عزفت الجامعة كثيراً على لحنه، فأُبرمت اتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية في عام 1957م، واتفاقية تنمية التبادل التجاري العربي في عام 1953م، ومع ذلك فإن التجارة البينية للدول العربية لا تتجاوز الثمانية بالمائة.
على أن إخفاق الجامعة العربية لم يقتصر فقط على الأهداف الوحدوية التي فشلت الجامعة في تحقيقها، وإنما أخفقت أيضاً في حل أية مشكلة عربية عُرضت عليها، فلا هي حلَّت مشاكل كبرى صعبة كالقضايا الفلسطينية واللبنانية والعراقية والسودانية والصومالية، ولا هي حلَّت مشاكل أصغر منها كمشاكل الصحراء المغربية وجزر القمر ومشاكل الخلافات الحدودية بين بعض الدول العربية المتخاصمة، بحيث كانت جميع هذه القضايا والمشاكل تحل من خلال الدول الكبرى ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ودول الإيجاد الأفريقية.
وهكذا، وبعد أن ظهر عجز الجامعة بالأدلة القاطعة على مدى ستين عاماً من إنشائها صار الأولى بها أن تزول وتندثر، فقد ثبت إخفاقها وفشلها في كل شيء، وأولى بالعرب أن يقوموا بإلغائها، وأن يُمسكوا بأمر وحدتهم بأيديهم، وأن يختاروا الرابطة الحقيقية التي تصلح لوحدتهم، بل لا يصلح غيرها لجمعهم، ألا وهي رابطة العقيدة الإسلامية، والتي بها تتحقق الوحدة الإسلامية قطعاً، كما كانت في الماضي ولقرون طويلة، فتجربة الدولة الإسلامية التي عمَّرت ما يزيد عن الألف وثلاثمائة عام كانت تجربة وحدوية حقيقية وعملية للشعوب العربية والإسلامية، وأما تجربة الجامعة العربية في آخر ستين عاماً من حياة العرب فقد أثبتت عجزها عن تحقيق الوحدة، فضلاً عن عجزها في حل أية مشكلة.فان كانت هذه الجامعه هذا حالها فكيف يكون حال منظمة انشاتها الجامعة والتي نرى ثمار اكلها بعد ان فرطت واعترفت وباعت جل فلسطين ليهود بثمن بخس .
فمسألة الوحدة، وحل مشاكل العرب والمسلمين الكثيرة، لن تتحقق، ولن تحل، إلا بتحكيم شرع الله في جميع شؤون الحياة مصداقاً لقوله تعالى: }فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ)

ماجدة ماجد صبّاح
08-05-2008, 02:02 PM
الأستاذ الفاضل/ محمد سوالمة
بداية شكرا لك وتقديري كله موصول لقراءتك هذا الموضوع الطويل،
وبالنسبة لمن نقلتُ عنهم..فإن غالبيتهم ممن شهدوا انطلاقة أول رصاصة، وشهدوا الأحداث أولا بأول..
ولا نكران أبدا..أن الكثير منهم، برون أنها قضية فلسطينية عربية، ثم إسلامية على الترتيب...

أما بشأن الجامعة العرجاء/
فمن أعمالها ومؤتمراتها وبرامجها ظاهر مرادها!
أسستها بريطانيا..بطريقة غير مباشرة، وفرضت عليها أن تكون القرارات التي تصدر عنها قرارتٍ غير ملزمة!
أقصد ليس مثلا كما هو الحال في هيئة الأمم..فالدولة التي تقول سأفعل كذا..ليس لزاما عليها أن تفعل! بل هي حرة، متذرعة بأن ذلك حسب مقدراتها..وبالأخص إذا كان الأمر متعلق بفلسطين..العراق..لبنان..

طبعا الآن..هذه الجامعة وجودها وعدم وجودها عدم!! بالعكس..لو أنها تذهب في طريقها لكان حالنا أفضل..
إلا في حال أن يُعدل الكثير على برامجها وعلى أساليبها وعلى قراراتها وشروطها..
وطبعاً.....سيطول هذا الحلم!
وأنا أرى أنه لو كانت جامعة عربية، أو إسلامية حتى...فلن تفيدنا..فنحن نرى الآن أختها منظمة المؤتمر الإسلامي!
أصلح الله بالنا
وتقديري كله لك أخي

محمد سوالمة
08-05-2008, 02:33 PM
الاخت الكريمة ماجدة:
حين اقرا ما تكتبين بغض النظر ان كان الموضوع طويل ام قصير اجد انك تعطي اهتماما لما تكتبي وبالتالى لا بد ان يعطي القارئ نفس الاهتمام لما يقرا ليكون رده متناسبا مع ما بذل من جهد لايجاد الموضوع واظهاره الى حيز التنفيذ وواضح انك مثقفة ومضطلعة ولهذا اردت ان توجهى جزء من وقتك لمنتدى قدير مثل منتدانا هذا الذي لا نستطيع ان يمر يوما دون ان نكون فيه لانه بمثاية بيتنا الثاني ان لم يكن الاول .
ولكن قد لا يعرف اغلب الناس منتدانا هذا لكثرة المنتديات فواجبنا ان نوصل رسالتنا لاى اكبر عدد ممكن من الناس لهذا ارى انه لزاما علينا ان نبحث عن منتديات راقية اخرى لنوصل لها رسالتنا ونعرف فيها ايضا بهذا المنتدى ليدخله من لا يعرفه بعد .
ومن خلال ابحارى في مواقع الانترنت انتقى من المنتديات ما يتفق مع ما نحمل من مفاهيم وافكار وقد اعجبني كثير من المنتديات لعل منها ما يتفق مع وجهة نظرك حسب ما استقراتها من خلال كتاباتك في المنتدى.
اسال الله ان ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا.
http://naqed.info/modules.php?name=News

http://alokab.info/forums/

http://www.alummah-voice.com/alummah/index.php

ماجدة ماجد صبّاح
08-05-2008, 02:46 PM
الأستاذ الفاضل محمد
أضفت هذه المواقع إلى مفضلتي
وسأتصفحها لاحقاً..
ولكن احترس
يمنع وضع روابط منتديات أخريات!
تقديري

محمد سوالمة
08-05-2008, 02:55 PM
يجوز المعاملة بالمثل فانا اضع رابط الواحة في كل منتدى ازوره لكني لا اضع روابط كل المنتديات التي ازورها بل ما اجد فيها دعما للفكرة التي يحملها منتدانا .

ماجدة ماجد صبّاح
08-05-2008, 08:11 PM
حسنٌ..
وأنا أفعل هكذا أيضاً
تقديري مجددا يا
يا صاحب الفكر النير

محمد سوالمة
17-10-2008, 08:46 PM
تعقيب وجدته في مقالة ورايت انه يصلح ان يكون في نفس السياق

نشرت شبكة إخباريات هذا المقال القيم

الدولة الفلسطينية


رؤية أمريكية ليست رؤية شرعية
أحمد الخطيب
قد يستغرب البعض القول بان الدولة الفلسطينية بالفعل هي رؤية أمريكية، ليست منذ عهد الإدارة الحالية – إدارة بوش - و إنما منذ قرار تقسيم فلسطين في العام / 1948 م . لقد كانت فكرة الدولة الفلسطينية اخطر فكرة مرت على القضية الفلسطينية ، لقد كانت هذه الفكرة من التضليل بمكان بحيث أن الكثير من الشعوب و الحركات و التي منها ظاهره الإخلاص قد انجر لها و اقتنع بها ، و سنوضح إن شاء الله بالأدلة و الوثائق أن فكرة الدولة الفلسطينية خطة أمريكية بل مؤامرة أمريكية منذ أن وجدت ، فلم يقل بها من قبل لا العرب ولا الفلسطينيون ، فقط الذي وضعها في استراتيجيته هي الإدارات الأمريكية المتعاقبة حتى أصبحت الدولة الفلسطينية صنو للدولة اليهودية ، فإذا ما ذكرت دولة يهود ذكرت عند الأمريكان دولة فلسطين ، لذلك كان لا بد من كشف هذه المؤامرة و بيان مدى خطورتها على الأمة الإسلامية و على أهم قضاياها ، وكان لا بد من نصح المسلمين و دفع الأذى عنهم و اكبر هذا الأذى في هذه القضية ، فكرة الدولة الفلسطينية ،وقد جاء جرير بن عبد الله http://naqed.info/forums/style_emoticons/default/rda.gif إلى الرسول صلى الله علية و سلم فقال: أبايعك على الإسلام ، فقال الرسول صلى الله علية و سلم على لسان جرير - فشرط علية – "و النصح لكل مسلم" ، و من النصح كشف المخططات و المؤامرات لدفع الأذى عن المسلمين . فهذه مسألة خطيرة يجب على كل مسلم أن يبحثها و أن يبين حكم الشرع فيها .

المرحلة الأولى : بدأت هذه الفكرة منذ استيلاء دولة يهود على حوالي 78% مما يسمى بأرض فلسطين وهو الجزء الجنوبي الغربي من بلاد الشام ، ففي قرار التقسيم الصادر في العام 1947م تبنّت أميركا و بقوة فكرة إقامة الدولة العربية المنفصلة و المستقلة إلى جانب الدولة اليهودية .

تبنّت أميركا هذه الفكرة و اعتبرتها جزءا من استراتيجيتها في منطقة ما يسمى بالشرق الأوسط ، بينما كان المستعمر القديم ( الإنجليز) قد تبنوا من قبل فكرة الدولة الفلسطينية العلمانية التي تجمع اليهود و المسلمين و النصارى في كيان واحد على شاكلة الدولة اللبنانية ، و الفكرتان هما فكرتان استعماريتان .

لكن الصراع بين المستعمر القديم و المستعمر الجديد أدى إلى تمسك كل طرف بفكرته لكي يمارس كل منهما نفوذه على أهل المنطقة ، و بالذات في قلب المنطقة الإسلامية لكي يتمكن من السيطرة على رقاب المسلمين .

المرحلة الثانية بعد قرار التقسيم كانت في العام 1959م و في أواخر عهد الرئيس الأمريكي "أيزنهور" ، حيث طرحت أميركا مشروعا واضحا و محددا عن فكرة الدولة الفلسطينية تحت عنوان الكيان الفلسطيني . في ذلك الوقت كانت الضفة الغربية و قطاع غزة بيد الأردن و مصر ، فجاء ايزنهور بمشروعه لاقامة كيان فلسطيني في الضفة الغربية و قطاع غزة في العام /1959م قبل أن تسلم لليهود ، حيث أن أميركا سبقت الفلسطينيين الداعين إلى إقامة دولة فلسطينية بحوالي 50 عاما ، في عام 1959 دعت أميركا إلى إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة ،والان تدعوا الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها إلى نفس هذه الدعوة و بنفس ذلك الطرح ، إن أرادوا إقامة دولة فلسطينية في الضفة و القطاع فلماذا لم يقبلوا بها في العام 1959م وقد عرضتها عليهم أميركا بشكل واضح .

مشروع ايزنهاور في ذلك الوقت جاء به المبعوثون الأمريكيون بتعديل بسيط ، وهو أن الضفة الغربية و قطاع غزة يقام فيها كيان فلسطيني ، باستثناء القدس باعتبار أن القدس يجب أن تدول لوجود الأديان الثلاث حسب تقديرهم فيها ، لذلك دعت أميركا عملائها في مصر و السعودية و العراق ، في مصر جمال عبد الناصر و في السعودية الملك سعود وهو قبل الملك فيصل ، وفي العراق كان عبد الكريم قاسم قد أطاح بعملاء الإنجليز من الهاشميين و أقام قاعدة أميركية في العراق ، حيث دعت أمريكا عملائها الثلاثة في العام 59م لتأييد مشروع إقامة الدولة الفلسطينية ، وقد وافقت هذه الدول وبدأت تضغط على الأردن و كان قاعدة إنجليزية وما يزال ، ووقف حجر عثرة أمام تطبيق هذا المشروع ، وكون الأردن يسيطر على الضفة الغربية فقد رفض إقامة دولة فلسطينية و التنازل عن الضفة الغربية للأمريكان ، فضغطوا علية و هددوه بالوعيد و أغروه باغراءآت كثيرة ولكنه أصر على الرفض .

كانت حجة عملاء أميركا عبد الناصر و عبد الكريم قاسم و الملك سعود للفلسطينيين و للعرب ، أن الدولة الفلسطينية هي الحل الوحيد لقضية فلسطين و أن هذا الحل يوجد السلام و الأمن في المنطقة ، وان إسرائيل قوة كبيرة وجدت لتبقى – هكذا خاطب الحكام شعوبهم – و أن هذه الدول العربية بما فيها جيوشهم اعجز من أن تزيل دولة إسرائيل ، هذه هي الفكرة التي جاء بها ايزنهاور و لقمها لعملائه في هذه الدول ، فقال عليكم أن تهضموا فكرة وجود إسرائيل و بالمقابل تقيموا كيانا فلسطينيا ، ثم بعد ذلك عليكم أن ترفعوا أيديكم عن الفلسطينيين وعن القضية الفلسطينية ، وفي ذلك تمهيد لما جاءوا به من بعد من جعل منظمة التحرير هي الممثل الشرعي و الوحيد للفلسطينيين .



ثم في هذا المشروع خوطب الفلسطينيون فقيل لهم أن عليكم أيها الأشاوس الفلسطينيون أن تتولوا أموركم بأيديكم ، فالدول العربية لن تنفعكم فاقبلوا بالكيان الفلسطيني كمرحلة أولى ثم بعد ذلك فكروا بتحرير ما تبقى من فلسطين المغتصبة .

قام عبد الناصر في العام 1959م و كان أشدهم تأييدا للفكرة و نشاطا لها بالدعوة لاقامة ما يسمى بالجمهورية العربية الفلسطينية ، على نمط الجمهورية العربية المتحدة في الضفة الغربية و القطاع ، و جند الفلسطينيون الذين يسكنون في قطاع غزة الذي كان تحت حكم عبد الناصر لتأييد هذه الفكرة و اتصل بالهيئة الفلسطينية العليا في القدس ، و احتضن الهيئة و ساعده في ذلك الملك سعود .

لم يكتفي عبد الناصر بذلك فعرض مشروع ايزنهاور هذا على الجامعة العربية في مؤتمرها في القاهرة في العام 1959م ، ثم ذهبوا إلى لبنان في العام 1960م في مؤتمر "شتورا" ، و ضغط عبد الناصر و عملاء أمريكا على رئيس وزراء الأردن آنذاك الذي حضر المؤتمر نيابة عن الملك حسين "هزاع المجالي" ، فوافق هزاع المجالي على إقامة الكيان الفلسطيني في الضفة الغربية و قطاع غزة ، ولكن بعد عودته إلى الأردن قتل فورا في عمّان ، وبذلك احبط الملك حسين قبول الأردن لفكرة الدولة الفلسطينية ، وقد كشف رئيس الوفد الأردني في مؤتمر شتورا موسى ناصر فقال : "إن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت اقتراحا لإنشاء الكيان الفلسطيني و تبنته السعودية و عرضته على الجامعة العربية" .

المرحلة الثالثة في العام 1961م حيث انتهى حكم ايزنهاور و جاء جون كندي إلى الحكم فتبنى نفس المشروع و أرسل برسائل مشهورة في العام 1961م إلى عملائه الملك سعود و عبد الناصر و عبد الكريم قاسم في ذلك الوقت و فؤاد شهاب في لبنان .

وعقدوا مؤتمرا جديدا في القاهرة في العام 1961م وضغطوا على الملك حسين لحمله على القبول بالفكرة ، وفي نفس الليلة اجتمع السفير الأمريكي في عمّان برئيس الوزراء الأردني بهجت التلهوني في ذلك الوقت و ضغط علية ليقبل بالدولة الفلسطينية ، و كاد أن يقبل لولا أن الملك هدده بقتله كما قتل من قبل سلفه هزاع المجالي ، فتراجع و خاف من قبول الفكرة الأمريكية .مما يؤكد بأنه كان هناك ضغطا أمريكيا على الملك حسين للقبول بالدولة الفلسطينية .

لما فشلت جميع المحاولات الأمريكية لقبول فكرة الدولة الفلسطينية ، استخدمت أميركا ورقتها الرابحة ( الأمم المتحدة ) ، فقامت الأمم المتحدة بتشكيل ما يسمى بلجنة التوفيق في العام 1962م ، حيث ضغطت هذه اللجنة باسم الأمم المتحدة على الأردن و على الملك حسين لكي يقبل بإقامة الكيان الفلسطيني ، و أيضا فشلت لجنة التوفيق في انتزاع موافقة الملك حسين على إقامة الدولة الفلسطينية .

المرحلة الرابعة : استخدم الملك سعود احمد الشقيري – أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية – حيث كان وزيرا في الحكومة السعودية . فاستخدمه الملك سعود و بتنسيق مع عبد الناصر . فذهب إلى الأردن وهاجم الملك حسين ، و صرح تصريحات نارية قال في إحداها : "اغسلوا أيديكم من فلسطين ومن القدس" ، و قال عن اللاجئين بان ليس لهم إلا التعويض ، و قال عن القدس بأنها سوف تدول . هذا التصريحات كانت تمثل الملك سعود أي السياسة الأمريكية . لكن الملك حسين رفض هذه التصريحات و سلّط عليه وصفي التل وهاجمه ورفض أفكاره رفضا كاملا .

ثم جاءت المحاولة السادسة الأمريكية فاستخدمت البابا بولص السادس وكان عميلا لها ، فأوفدته في زيارة إلى الأردن ليضغط على الملك حسين ليقبل بفكرة تدويل القدس كونها فيها أماكن كنسية وما شاكل ذلك ، وتخلص الملك حسين أيضا من هذا الضغط .

يلاحظ هنا ... كم أميركيا متشبثة بفكرة الدولة الفلسطينية ، وكم استخدمت من وسائل ومن آليات و من عملاء لتحقيق فكرة الدولة الفلسطينية في وقت مبكر و قبل أن نسمع عن دولة فلسطينية في هذا الزمان .

ثم في شهر 12/1964 م رعى جمال عبد الناصر إنشاء هيئة التحرير الفلسطينية برئاسة الشقيري ، بعد أن ترك الوزارة في السعودية جاءت به مصر و نصبته رئيسا لهيئة التحرير الفلسطينية و التي سميت فيما بعد بمنظمة التحرير الفلسطينية ، و أوكلت لهذه الهيئة تحقيق هدف فصل الضفة الغربية عن الأردن ، أي رفع يد الملك حسين عن الضفة الغربية و إقامة كيان فلسطيني مستقل في الضفة الغربية باستثناء القدس و بيت لحم باعتبارهما كانتا منطقة دولية بحسب الخطة الأمريكية ، ثم حاول الإنجليز أن يردوا على هذه الدعوات الأمريكية بإقامة الكيان الفلسطيني في الضفة الغربية ، وكانوا يسيطرون على الأردن ، فأرسلوا الرئيس التونسي في ذلك الوقت بورقيبة ، فقام بزيارة إلى الضفة الغربية و روج لفكرة الدولة الفلسطينية العلمانية التي تجمع اليهود و المسلمين و النصارى في كيان واحد ، وكانت هذه الدعوة أو الخطة البريطانية ، خطة محكمة في مواجهة الخطة الأمريكية ففشلت الخطة الأمريكية و سقطت ، حيث انقسم الفلسطينيون إلى دعاه للدولة الفلسطينية و آخرون للدولة العلمانية على اعتبار أن الدولة العلمانية لا ضياع فيها لارض فلسطين التاريخية .







ولكن المحاولات و الضغوط الأمريكية زادت بعد زيارة بورقيبة على الملك حسين ومن فرط هذه الضغوط و شدتها قام الملك حسين في العام 1967م ، بتسليم الضفة الغربية لليهود لكي يتخلص من الضغوط الأمريكية ، و له خطابات كثيرة في الأعوام 1966 و 1965م ، بأنه سوف يسلم الضفة الغربية لليهود و ينسحب منها بمؤامرة واضحة و مكشوفة ( ما يسمى بحرب الأيام الستة حزيران ) ، حتى أن هناك خطابا له كان يقرئه وهو يتلعثم في الكلام ، بعد وصوله من لندن باللغة الإنجليزية و مترجم بلغة ركيكة ، فاقام المهرجانات و بيّن أن المساله هنا فيها حرب و هدد بتسليم القدس و الضفة الغربية و فعلا سلمهما في الخامس من حزيران 67 لكي يتخلص من فكرة إقامة الدولة الفلسطينية عليها ، وكان افضل له أن يسلمها لليهود بدل أن يسلمها للفلسطينيين لاقامة دولة عليها لحساب أميركا ، ثم بعد ذلك ظهرت حركة فتح و نادت بالكفاح المسلّح و استهوت أفئدة من العرب و الفلسطينيين ، وكانت مدعومة من قبل دول الخليج و مصر ، من الكويت بالذات ووجدت في عمان بداية و كان قد قبل بها الملك حسين وتبنى ياسر عرفات لاحقا فكرة الدولة الفلسطينية العلمانية على كل ارض فلسطين ، وكانت حركة فتح بهذه الدعوة و بخلطها للكفاح المسلح تملك الأهلية في انتزاع قيادة منظمة التحرير من احمد الشقيري التابع لأمريكا ، وتم بالفعل تنصيب ياسر عرفات رئيس حركة فتح ، رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية و أزيح احمد الشقيري ، و بالتالي استلمت المنظمة من قبل عملاء الإنجليز بعد عام 1967م ، و لكن أمريكا لم تسكت فالصراع على اشده بين المستعمر الجديد و المستعمر القديم ، فهددت أميركا الأردن بإقامة دولة فلسطينية في عمان ، و بإعطاء جنوب الأردن من معان و الجنوب إلى السعودية و إقامة الكيان الفلسطيني في الأردن ثم مده إلى الضفة الغربية ، حيث أن أمريكا مصممة على فكرة الدولة الفلسطينية بشكل غريب ( أمريكا فلسطينية اكثر من الفلسطينيين ) .

هذا بدورة أدى إلى خوف الملك حسين من أن تقدم أمريكا على ذلك ،ويساعدها في ذلك الكثافة السكانية للفلسطينيين في عمان ، فارتعدت مفاصله فقام بالتنكيل بالفلسطينيين و بذبحهم في مذابح جماعية مثل أيلول الأسود و في أحراش عجلون و جرش في العامين 1970 و 1971 وطردهم لكي يتخلص من هواجس و خطورة إمكانية إقامة دولة فلسطينية على أنقاض عرشة ، وطرد الفلسطينيون و قتلوا وذبحوا وذهبوا إلى لبنان ، لكن أمريكا لم تتوقف عن مساعيها لاقامة الدولة الفلسطينية ، ففي 4/4/1975 قام جورج مكبر مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية بزيارة القدس و قال أمام اليهود يمكن أن تقام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة . وقال "أما بالنسبة للدولة العلمانية التي تضم مسلمين و مسيحيين و يهود فليست هدفا سياسيا و أنها مجرد حلم" .

لقد أقرت الجامعة العربية بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني ، وفي ذلك مضايقة شديدة للملك حسين الذي كان يزعم انه يمثل الفلسطينيين في الضفة الغربية و في القدس ، وفي العام 76 وبدفع من السادات الذي ورث عبد الناصر في الحكم وهو عميل أمريكا الأكبر ، ضغط على الجامعة العربية وذلك لاعتبار منظمة التحرير الفلسطينية عضوا كامل العضوية في الجامعة العربية حيث تصبح مثلها مثل أي دولة عربية أخرى ، ولا يبقى مجالا لسيطرة الملك حسين على الفلسطينيين .

ثم المرحلة التي جاءت بعد ذلك ، مع وصول رونالد ريغن إلى الحكم ، ففي العام 1982م ، طرح ريغن مشروعه الذي سمي باسم "مشروع ريغن" لكنه خشي من ذكر لفظ الدولة الفلسطينية باعتبار أن الظروف لم تكن مساعدة فقال عوضا عن ذلك : "يجب إعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير" . و إعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير في كل الأعراف الديبلوماسية في الغرب معناه إقامة الدولة فلسطينية ، لكنه استخدم تعبيرا آخر .

مشروع ريغن هذا ... ترجم مباشرة في نفس الشهر من نفس العام 1982م في مشروع فاس الذي اجتمع فيه العرب في مدينة فاس التونسية و اقروا مشروع ريغن وقبلوا به ، و أضافوا عليه فكرة إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة .

إن شدة الضغوطات التي مورست على الملك حسين لحمله على التخلي عن فكرة التمسك بالضفة الغربية جعلته في العام 1988م يعلن أولا انه تخلى تماما عن تمثيل الفلسطينيين في أية مفاوضات مع إسرائيل ، وانه بات يعترف كزملائه من حكام الدول العربية بان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني . وهذا يعني أن أميركا مارست ضغوطا شديدة على الملك حسين من العام 1959م و حتى العام 1988م ، حتى تخلى سياسيا عن الضفة الغربية ، حيث تبع ذلك التخلي السياسي فصل قانوني و إداري بين الضفة الشرقية و الضفة الغربية . ثم في نفس العام اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية عبر اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر بقراري 242 و 338 اللذان يقرّا بوجود دولة إسرائيل و بانهما يطالبان فقط بالأراضي التي احتلت في العام 67 فقط وهي الضفة الغربية و قطاع غزة ، وبذلك تخلت منظمة التحرير تماما عن الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948م ثم بعد ذلك بأشهر صرح عرفات تصريح شهير في ستراسبورغ في فرنسا قال فيه : "إنني قد تركت حلم إقامة الدولة الفلسطينية العلمانية على كامل تراب الوطن الفلسطيني و اقبل الآن بالدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة" .



منذ ذلك التاريخ تم تهيئة المنطقة بعملاء أميركا و عملاء بريطانيا بفكرة الدولة الفلسطينية ، لكن الجديد الذي طرأ هو اندلاع الانتفاضة الفلسطينية حيث تم خلط بعض الأوراق وخرجت قوى جديدة على الساحة الفلسطينية غير القوى العلمانية وهي القوى الإسلامية ، فكان لا بد من مشوار جديد و طويل لترويض الحركات الإسلامية كما روضت من قبل الحركات العلمانية ، فكان لا بد من عشرين سنة أخرى يتم فيها عملية الترويض حتى يتم إخراج فكرة الدولة الفلسطينية إلى الوجود .

وها نحن بعد عشرين عاما ( من عام 1988 – 2008 م ) ، أصبحت الحركات الإسلامية تطالب بالدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة – في الأراضي المحتلة عام 1967م تحت ذريعة إعلان الهدنة الطويلة أو ما شاكل ذلك ، وهذا معناه أن الحركات الإسلامية قد وقعت - لللاسف الشديد - فيما وقعت فيه الحركات العلمانية من قبل ، و اعترفت بشكل مباشر أو غير مباشر بالكيان اليهودي و قبلت بإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت في الرابع من حزيران عام 67م ، و بالتالي تحققت الرؤيا الأمريكية من خلال قبول الفلسطينيين بتيارهم العلماني و الإسلامي بفكرة الدولة الفلسطينية ، وهذه رؤية بوش بكل بساطة قد تحققت من قبل الجانب العربي الذي قبل بها ، والآن تريد أمريكا أن تروض الجانب اليهودي ليقبل بها و الله أعلم كم يحتاج ذلك من السنوات .

لكن المسألة أن الأمور قد حسمت لصالح المشروع الأمريكي بعد ستين سنة من ضياع فلسطين عام 1948م ، وبعد 41 سنة من ضياع بقية فلسطين التي احتلت عام 67 قد تم ترويض الفلسطينيين أو زعاماتهم بقبول فكرة الدولة الفلسطينية .... هذه هي حكاية الدولة الفلسطينية التي من المفضل لنا أن نسميها الدولة الأمريكية ، لان أميركا كافحت و عانت من اجل إخراجها إلى الوجود ، و بالفعل نجحت في إقناع الفلسطينيين و العرب للقبول بها فعقدوا المؤتمرات و برروا و تقولوا لكي تكون فكرة الدولة الفلسطينية مطلبا لهم ، مع علمهم بأنها مخطط أميركي بل مؤامرة أميركية تبنتها أميركا منذ وقت مبكر .

كان الأولى بالحركات المناضلة أو التي تدعي النضال سواء الحركات العلمانية أو غيرها ، كان الأولى بها أن لا تطرح بتاتا فكرة الدولة الفلسطينية ، حيث أن المسألة تحتاج إلى تحرير ارض سلبت و غصبت ، ولسنا بصدد إقامة الدولة وهذه ليست قضيتنا ، و إنما قضيتنا هي إزالة الاحتلال ، و تحرير فلسطين من اليهود المغتصبين ، لكن إدخال فكرة الدولة على قضية التحرير أوقع المغالطة و التضليل في المفهوم السياسي للثورة و لفكرة الدولة ، على أن فكرة الدولة عند المسلمين ليست مجرد كلمة . (نريد دولة فلسطينية أو دولة غير فلسطينية) ، الدولة عندنا لها مفهوم شرعي منضبط ، هي الكيان التنفيذي الذي يطبق الأحكام الشرعية على الناس في الداخل و يحمل الدعوة الإسلامية و ينشرها إلى العالم في الخارج عن طريق الجهاد ، و الدولة الإسلامية هي خلافة و خليفة يطبق الشرع ، هو إمام يتقى به و يقاتل من ورائه .

ففكرة الدولة الإسلامية ليست غريبة ، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول خليفة للدولة الإسلامية الذي كان يطبق الشرع على الناس ، أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبى طالب http://naqed.info/forums/style_emoticons/default/ram.gif جميعا ،هؤلاء اجمعوا و اجمع سائر الصحابة معهم على أن الدولة الإسلامية كيان سياسي ، خلافة و إمامة تطبق الشرع على الناس و تحمل الدعوة إلى العالم عن طريق الجهاد . إن كان لا بد من طرح فكرة الدولة فكان الأولى أن تطرح فكرة الخلافة الإسلامية و ليست الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية أو الديمقراطية العربية ، لكن إن أرادوا التحرير و لم يريدوا الخوض في مفاهيم الدولة فعليهم العمل فقط من اجل التحرير ولا داعي لخلط الأوراق ، حيث لا نملك أرضا حتى نقيم دولة ، فلتحرر الأرض أولا ثم ليبحثوا عن الدولة ثانيا ، لكنهم يريدوا عكس الأمور فيعلنوا إقامة الدولة كما أعلنها عرفات منذ 20 عاما في الهواء ( دولة خيالية) ، لا ارض لها ولا سماء .

إن هذا الخلل ليس خطأ في الفهم أو جهالة في السياسة إنما هو عمالة و خيانة لكل من دعا ابتداءا إلى إقامة الدولة الفلسطينية علمانية كانت أو عربية أو منفصلة ، هذه هي خطورة فكرة الدولة الفلسطينية و حقيقة أن الدولة الفلسطينية هي مؤامرة أمريكية و يجب أن ندرك ذلك تمام الإدراك و أن نحمل هذا الفهم إلى الناس ، و بكل صراحة و جرأه نقول بان الدولة الفلسطينية فكرة أميركية ، وها هو بوش قد توجها و جعلها رؤية قانونية لأميركا و شخصية له ، فيجب إدراك هذه الحقائق الموثقة ، و حذاري أن نقع في فخ الدولة الفلسطينية .

ندعوا الله http://naqed.info/forums/style_emoticons/default/awj.gif أن يخلص المسلمين من هذه المؤامرات و المكائد و الدسائس و أن يقيم لنا دولة الخلافة الإسلامية الحقيقية التي تزيل كيان اليهود من الوجود و تستأصله استاصالا تاما ، إن ربي سميع مجيب .


http://www.ekhbaryat.net/internal.asp?page...amp;newsID=3153 (http://www.ekhbaryat.net/internal.asp?page=articles&articles=details&cat=4&newsID=3153)

رائد ابو نصير
20-04-2009, 08:34 PM
أشكرك أختي ماجدة على هذا البحث المفيد
واتمنى لكي النجاح والتوفيق