المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لحظات خارج المكان



فلسطين أم الرؤى
14-04-2008, 10:44 PM
لحظات خارج المكان"في عيادة أسنان"

انتظار ضاج..ابتسامات بلهاء...ورائحة انين مكابر...تختفي هذه البسمات بمجرد الولوج الطوعي من هذا الباب ليحل محلها بعد حين اللاشعور بمنبعها
يكثر الحديث..وتتعالى الهمهمات أشواكا في مسمعي...ليتنا نترك بعض حواسنا متى شئنا!!
وفي حضور الغربة وغربة الحضور, تبدأ هالةهلامية بالامتداد حول جسدي..يبهت الصوت رويدا رويدا...تختلط الكائنات من حولي..تذوب ملامح الأشياء...ولا يبقى سواي..

تتقافز امامي بكل رشاقة تفاصيل أيام خلت..أين كانت؟؟وكيف حضرت بهذا الوضوح؟؟وأذعن لها تقودني نحو اللامكان....سكون جميل...لا حراك..لا حديث في حضرة أروع اللحظات.

تتنقل بي اليد السحرية بين سنين عمر هرب مني ولا زلت أركض فيه...تضعني عند كل منعطف حينا...أحلام تتحقق...مرايا تتكسر...أقنعة تغادر مضيفيها...طائر سعد...غيمة حزن........
ودرويش الآن معي...لا زال يعاندني في هذه الأجواء كعادته..يغريني ويتركني أغرق في بحر اللذة..
ومن بين سطوره تتضح لي ملامح حضرت النص....هل يكتب الآن لي؟؟وهل أقرأ لك؟؟؟
وهل تلتقيني عبر الأثير لتمنح هذا الجنون حرفا وسحرا مما لديك؟؟
أو هل تراك تزيح عن الشاشة اسما تسابق إلى سنبلة وقتك إليك؟؟

درويش لا زال معي..ولا زال يلقي نحوي بمجاديف يستحثني ان أبحر خارج الكلمات وما وراء أشعاره....تلاطمني أمواجه من بدء التكوين..لسفر التكوين..لحاضر التكوين ومستقبله...
وأتسلل بين الأزمان للحظات وأرسل لك...

فجاة يبدو المكان فارغا..مرة أخرى إلا من سواي..وتنقشع هالتي مخلفة مقاعد فارغة واسم يتردد يبدو مألوفا لي...
انت..لم يبق إلا انت...جاء دورك...........دوري في الأنين

وشيء آخر يبقى ....رنين جوالي معلنا رسالة جديدة.

نور سمحان
15-04-2008, 08:15 AM
معبرة جدا
استهوتني كثيرا
لكن يوجد بعض الهنات اللغوية
حبذا لو انتبهت إليها في المرات القادمة
تقديري وودي

ماريا يوسف النجار
15-04-2008, 08:18 AM
.تضعني عند كل منعطف حينا...أحلام تتحقق...مرايا تتكسر...أقنعة تغادر مضيفيها...طائر سعد...غيمة حزن........


اختي فلسطين

تعبير راق لي كثيرا لانه عميق جدا

مودتي

جوتيار تمر
15-04-2008, 02:47 PM
فلسطين..
وقفت اتأمل المكان ، لاعرف منه كيفية سبر اغوار الزمن ، واذا بي امام نص يأخذنا الى عوالم الداخل ، عوالم الذات ، النفس باطيافها ، ويحاول ان تجعلنا نعيش اللحظة تلك معه ، ونتقمص رؤيته ، لنعرف كيف تممت هذه اللحظة التي انفصلت النفس عن الزمكانية وعاشت في هيام خاص ونجوى خاصة.

محبتي
جوتيار

فلسطين أم الرؤى
15-04-2008, 08:52 PM
العزيزة نور سمحان:

أشكرك جدا لمرورك العطر على نصي...

حضورك شرف لي
دمت بكل خير

ماجدة ماجد صبّاح
15-04-2008, 09:16 PM
جميلة تلك التعابير التي دخلت داخل نفسي
فاستهوتها بدون استئذان!
تقديري لكِ

فلسطين أم الرؤى
15-04-2008, 09:21 PM
العزيزة ماريا :

تحية إجلال لمرور شهدي على نصي

دمت بكل الخير

فلسطين أم الرؤى
15-04-2008, 09:25 PM
العزيز جوتيار:

وقفتك الرائعة على نصي أقدره وأجله....
أتمنى ان تكون قد استمتعت بالولوج في اللازمكانية...

دمت بكل الخير

فلسطين أم الرؤى
15-04-2008, 09:27 PM
العزيزة ماجدة:
جميل أن تقرئي وتحضري وتعلقي على نصي..

مع كل التقدير ودمت بكل خير

أنس إبراهيم
15-04-2008, 09:55 PM
أختي فلسطين


ترانيمٌ جميلة تنثريها هنا

إعجابي وتقديري

وفاء شوكت خضر
15-04-2008, 10:34 PM
فلسطين أم الرؤى ..

اقتناص اللحظة واستغلالها أكثر ما يستهويني ..
درويش يجبرك على الإبحار ، والتجديف ..
تعبير عن متعة ولذة استحوذت عليك حتى أخذتك من بين الضجيج ، فلا صوت يسمع ولا ملامح ترى ، إلا تلك السطور التي سبحت بين موجاتها بكل الشجن الجميل الذي يكتب به درويش ..
ربما خيل إلي أو هي الحقيقة أنه الشاعر محمود درويش ..

قنص ذكي جعل من أكثر الأمكنة كرها ، مكانا يمكن أن يكون جميلا برفقة حبيب ..

فكرة غريبة جديدة وجميلة في التعبير عن إحساس في لحظة ما في مكان ما ، مكان مختلف وشعور مختلف ، بوصف يناقض الجو السائد فيهما ..

تحيتي ..

فلسطين أم الرؤى
16-04-2008, 08:18 AM
أخي انس:

الأجمل من ترانيمي مرورك العاطر

تقديري لك

دم بكل الخير

فلسطين أم الرؤى
16-04-2008, 08:23 AM
الغالية وفاء:

الاقتناص الذي ذكرته نادرا ما يكون..وعندما يكون حري بنا أن نلتقطه ونلقي عليح حبائلنا...


نعم درويش في نصي هو الشاعر الفلسطيني محمود درويش


أشكرك دوما إذ تثرين نصي

دمت بكل الخير

يوسف أحمد
17-04-2008, 12:18 AM
أختي الكريمة أم رؤى حفظك الله:

ما زلت - كما كنت دوما- تحسنين اقتناص اللحظات النافرة، واستلاب القلوب، وشدّ المتلقي من تلابيبه بجمل نثرية ترتدي وشاح الشعر الجميل.

آملا أن تأذني لي بقراءة سريعة لهذه الخاطرة الرقيقة العذبة.
وأول ما يلفت النظر عنوان الخاطرة " لحظات خارج المكان"، أما المكان فهو عيادة الأسنان، حيث الأصوات الضاجة والأنين ومعاول الهدم التي يمسك بها الطبيب، ليعيد تكوين " بنى أفواهنا" من جديد.
ومن هنا كان الخروج من المكان للحظات، أي أن الزمان كان منقذا من وطأة المكان الصارم.

وذات الأديبة توزعت بين ثلاث:

1- عيادة ضاجة بالمراجعين، وبآلامهم، وهم يصطفون على الدور، وحظ الأديبة وحظنا أيضا كان المقعد الأخير، فكانت معاناتها لا من ألم الأسنان- عافاها الله- لكن من بطء سير عقارب الوقت، وهذا أفرز لنا هذه الخاطرة الجميلة.
2- محمود درويش : فهو خارج المكان بجسمه وداخله بنصوصه، وداخل نفس الأديبة بأثره وبعلامات التعجب والمتعة التي يثيرها.
3- والجوال الذي ينبئ صوت رنينه برسالة، ويلمع على شاشتها اسم باعثها، فتخرج الأديبة من المكان، فترد برسالة عبر الأثير.

وهكذا تتغلب بما كتب درويش وبحروف الرسالة على دقائق الوقت التي تتمطى في كسل وسط الأنين والصراخ الذي سيداهمها إن هي بقيت في صف المراجعين وجاء دورها على كرسي العيادة الممثل للسطوة في المكان.

وبين سطوة الزمان والمكان تشمخ لغة أم الرؤى، فتقف على حافة الشعر، وتكسر روتين الكلمات المكرورة في مثل هذا الموقف، وتتفجر صور فنية غاية في الروعة والدلالة، وترتدي العبارات ثوبا قشيبا من الإيحاء والظلال، وتنداح من بين أناملها لغة إنشائية جذابة ترتدي ثوب الاستفهام.

وهذه بعض الصور واللغة الشامخة ودلالاتها:
- انتظار ضاج..ابتسامات بلهاء...ورائحة أنين مكابر.( صور فنية وصوتية صاخبة)
- الولوج الطوعي من هذا الباب ( والولوج دخول بصعوبة رغم تخفيفها الحدة بقولها "طوعي" )

- تتقافز أمامي بكل رشاقة تفاصيل أيام خلت ( صور فنية وحركية)

- درويش لا زال معي..ولا زال يلقي نحوي بمجاديف يستحثني أن أبحر خارج الكلمات ( خروج من نوع آخر بالاستعانة بمجاديف الأدب الدرويشي في التغلب على أدوات الطبيب)

- ومن بين سطوره تتضح لي ملامح حضرت النص....هل يكتب الآن لي؟؟ وهل أقرأ لك ؟؟؟ ( دخول ملامح محببة عبر الأثير، تشارك في قراءة درويش وتبتعد بقارئها عن جو العيادة الضاج، وتلبس رداء الاستفهام الدال على تشوق وانتظار غير ضاج هذه المرة)

- هل تراك تزيح عن الشاشة اسما يسابق سنبلة وقتك إليك ؟ ( أي جمال هنا يجمع الاستفهام والصورة الفنية والحركية والبصرية والنفسية !!!)

- وأتسلل بين الأزمان للحظات وأرسل لك... ( هو تسلل إذن بخفة ورشاقة ورسالة جديدة من المكان إلى خارجه الفسيح الوديع الهادئ المحبب)
- وإذا كان درويش يمثل النافذة، فإن رسالة الجوال تفتح بوابات أخرى، أوسع وأكثر أثرا، لأنها تُستَقبَل وترسَل، فتخفف عبء الانتظار ووطأة الأنين، بل وتمتد أكثر، فربما رن الجوال منبئا عن رسالة جديدة مشوقة منتظرة.


ربما أعود، فنحن أمام أديبة نتمنى أن تتحفنا بالمزيد، وأن تسير بجلد في طريق الفن الذي شقته لنفسها ولنا أيضا.

شكرا أم رؤى شكرا

فلسطين أم الرؤى
17-04-2008, 08:46 PM
الأخ يو سف:

أولا: ما امهرك وقد لامست أوتار ذاتي..توزعها...تقرأني في وضح النهار وتكشفني.
ثانيا:أن تضع لغتي على حافة الشعر ينبت لي جناحين ويظللني بغيمة سعد.
ثالثا:وقوفك القدير عند خاطرتي ينبهني إلى جمال لم أقف عنده مسبقا بذات الطريقة.
رابعا:: راقت لي تلك البوابات التي ذكرتها لرسائل الجوال.
خامسا:أتمنى عودة أخرى لنصي إذ ذكرت "ربما" اعود.

سادسا: دم كحقول السنابل واسلم

حسنية تدركيت
17-04-2008, 10:38 PM
خواطر رائعة جدا
سلمت أختي الغالية

فلسطين أم الرؤى
18-04-2008, 08:58 PM
الغالية حسنية:

مرورك يضيء صفحتي...يشرفني

الشكر لك

دمت بكل الخير