المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في العراقِ مَوْتى



أنس إبراهيم
19-04-2008, 05:18 PM
ما زلتُ اصطنع الخرافــات الدينية التي أتبعها منهجاً
ولكـــن
ما أن يوصدُ الموت بابه عليّ
سأخرج عنها
حتى أرى منازلاً هناك
...
في آفاق المملكة الإلهية الكبرى
هنالكَ موتى يخرجونَ عنها كل يوم وكل دقيقةٍ تسري في ساعة الحائط ، هنالكَ بشرٌ يصطنعونها ويتركونها ما أن يدخلوا ثغرة في قلب الأرض نبشَت ، هنالكَ عالمٌ ودينٌ آخرٌ لنا ولكُم ، لكن نحنُ ما فتئنا حتى غرسنا هذا الدين داخلنا .. نعم هو ديننا ولكن مؤقتاً نرتديه ..
.
.
يقولــونَ في أرضِ العــراقِ رهينةٌ وفي أرضِ الرهينةِ عراق
في الأرضِ عـــراق
وفي العـــراقِ رهينة
وفي الرهينةِ أرض
وفي الأرضِ عـــراق
وفي العراقِ موتى ، موتى يدخلونَ قبورهم من أبوابها ، يرتمون في أحضانِ التراب يقبلونَ الثرى ، موتى يعودون كي يركبوا الركبَ مع الباقين ، موتى ينثرونَ ماضيهم ، موتى يقولون :
في أرضِ العراقِ رهينةٌ وفي أرضِ الرهينةِ عراق
موتــى يحادثونَ موتى ، موتـــى يأتونَ موتى ، موتـــى يعيشون في ذاكرةِ موتــى
موتى يعرجونَ كل يومٍ هناك .. فوق هذي الأرضِ هناك سماء
وفي السماء ملاكٌ وإله ، إله الملاكِ آمرُه والملاكُ مأمورٌ يفعل ما يقولُ إلههُ ، يأتي طوعاً ليغــرسَ .... داخلنا ويقبضَ تلك التي ما فتئت لتعيش بعضَ سنينٍ ، ممهدةٌ الطريق إلى الهـلاك ..
في العراقِ
أرضٌ فيها إلهٌ جديد ، إلهُ الأيديولجيا وروما الجديدة
أيها السادة
لا تقرأوا علينا فرماناً من السلطان في البيتِ الأبيضِ ليقرأ علينا وصايا إلههِ
لكم إلهُكُم ولنا إلهُنا ..
.
.
نحنُ
سنأتي كل يومٍ كي نطمئن على حصى الأرضِ ، على أثوابِ الخيول ، على أسمدةِ الأرضِ ، على القمح والبيدر على أسوار المدينة كيف أمسَتْ
على قمرِ المساء كيف أضحى مستلقياً ، أما زالَ أم أنابْ ؟ ، سنأتيكُم في الأرضِ حيثُ ولدنا وحيث متنا ، حاملينَ ما كانَ معنا من حجارةٍ وبعضُ الخبزِ لنأكله إذا جعنا ، مدججين بذكرياتِ التراب والعنبر ..
.
.
كلماتُ الإلهِ تنتقينا واحداً واحدا ..
فكيف كنا وكيف صرنا ، في الأمسِ أوردنا الماء لنسقي به الحرثَ ظنناً منا أننا سنظل أحياءً
ولكن اليومَ أصبحَ الأمسَ والأمس اليوم
وغدٌ لنا ولكم
ولكم غدُكم ولنا غدُنا
إلهُكُم هناك وإلهُنا هنا
فأمهلوا الأرضَ حتى تترك لنا المكان ، كي نعبُد إلهنا ، واذهبوا أنتُم حيث شئتُم


مذكرات ما بعد ال 31 آذار من عام 2008

جوتيار تمر
19-04-2008, 07:12 PM
الراقي العزيز انس....
هنا تؤرخ للعراق وكأنك تعيشه واقعاً ، وتعاين المشاهد نظراً ، وتلامس الاحداق وهي تعيش حالة جفاف وعطش للحياة ، هنا اللغة تلعب دورها في خلق الرؤية المراد ايصالها للمتلقي ، ولغتك سامقة ، رائعة ، خالقة ، هنا العفوية والصدق نقاء الروح والانسانية تؤثث لعوالم الحقيقية الماثلة امام الكل ، لكن الكل يتجاهلها عمدا ، لانه يعي بأنه من ان يؤمن بها ، ويقرها ، سيعيش حالة انفصام عن الذات والواقع ، ومن ثم سيكون انسانا خاليا من انسانيته ، هنا ايها النقي ، يلعب الاعتقاد دورها في بناء النظرلاة الاجمالية عن وضع العراق ، والمفاهيم التي تسود العراق ، والحالة التي يعيشها العراق ، هنا اجدك ايها العزيز رائعا ، كما عهدتك منذ ان عرفتك ، بانسانيتك العميقة المتجذرة فيك ، وباحساسك المرهف ، وبرؤيتك المتفحصة ، لقد اذهلني بحق نصك هذا ، لعلي لااخوض في الكثير من معانيه ، لاني اعلم لو فعلت ساخوض في امور قد يساء فهمها ، لذا اكتفي بهذا المرور.

دم بالف خير
محبتي
جوتيار

آسيا عبد الحق
20-04-2008, 07:54 AM
جميييييييييله جدددددددددددددددا
تحياتي

أنس إبراهيم
20-04-2008, 02:58 PM
أستاذي الرائع والعزيز جوتيار
مرورك أبهجني
ارتقت كلماتك لتترنم بأطياف النص واجتاحته
لكن

ليتك تخوض فيها
لا بأس إن أسيء فهمها

تحيتي وتقديري

مادلين يوحنا
20-04-2008, 04:46 PM
الاخ انس

في العراق الدم الهة يعبد في السماء والصباح ويقدم له قرابين في كل ساعة

مودتي واحترامي

د\أسماء علي
20-04-2008, 05:51 PM
استاذي أنس ابراهيم
ملحمة تؤرخ كل شيئ
تؤرخ العراق وتؤرخ كل الجروح
جروحنا كثُرت
العراق وفلسطين ولبنان والجولان
ماكتبته هنا يؤرخ الإختلاف
تكتب الجرح
حتى لو تمثل في العراق
فكل الجروح منبع دمائها قلب واحد ...
دام تميزك الرائع ..
مع خالص الاحترام ..

منهل العراقي
21-04-2008, 03:30 PM
اخي الكريم احسك في العراق تلملم جراحتنا وتسطرها في صفحتك لتعيدها صورة حقيقة في اعيننا

تحياتي

أنس إبراهيم
22-04-2008, 02:34 PM
جميييييييييله جدددددددددددددددا
تحياتي

أختي آسيا

أشكرك لهذا المرور الجميل


تحيتي وتقديري لكِ

مينا عبد الله
22-04-2008, 07:18 PM
اخي أنس .. هنا ترسم اجمل وجه للانسانية .. انت تشعر عن بعد عذابات وصرخات ألم الاخرين
واهلها يشيدون بك .. معنى هذا انك اجدت رسم الحقيقة

اجمل تحية

ميـــــــنا

أنس إبراهيم
23-04-2008, 12:41 PM
الاخ انس
في العراق الدم الهة يعبد في السماء والصباح ويقدم له قرابين في كل ساعة
مودتي واحترامي


أختي مادلين

أشكرك لهذا المرور الكريم

تحيتي وتقديري

أنس إبراهيم
23-04-2008, 12:44 PM
استاذي أنس ابراهيم
ملحمة تؤرخ كل شيئ
تؤرخ العراق وتؤرخ كل الجروح
جروحنا كثُرت
العراق وفلسطين ولبنان والجولان
ماكتبته هنا يؤرخ الإختلاف
تكتب الجرح
حتى لو تمثل في العراق
فكل الجروح منبع دمائها قلب واحد ...
دام تميزك الرائع ..
مع خالص الاحترام ..


أختي أسماء

مرور جميل

أشكرك

تحيتي لكِ

أنس إبراهيم
23-04-2008, 07:07 PM
اخي الكريم احسك في العراق تلملم جراحتنا وتسطرها في صفحتك لتعيدها صورة حقيقة في اعيننا
تحياتي


أخي منهل


أشكرك لهذا المرور الكريم


تحيتي وتقديري لك

أنس إبراهيم
24-04-2008, 06:49 PM
اخي أنس .. هنا ترسم اجمل وجه للانسانية .. انت تشعر عن بعد عذابات وصرخات ألم الاخرين
واهلها يشيدون بك .. معنى هذا انك اجدت رسم الحقيقة
اجمل تحية
ميـــــــنا

أختي مينــا

مرور كريم وجميل


أشكرك