مشاهدة النسخة كاملة : هيهـــات ...
د. عبد الفتاح أفكوح
19-04-2008, 10:52 PM
هيهات
... فناداه غير مخلص: لئن مددت إلي يد العون، وقد رأيت ما أنا فيه من ظرف عصيب، لأكونن لك من الشاكرين، ولأدعون لك صادقا بالخير وحسن الخاتمة وبالجزاء الأوفى الجميل، ولأذكرنك وأذكر نبل صنيعك معي ما دمت حيا أرزق بين الأحياء المنتظرين قضاء نحبهم، ثم لأختمن كل دعاء لك بآمين ...
أشفق المنادى على من ناداه مستغيثا، وإن كان الشك في ما أفصح له عنه قد غلب تصديقه، فأسرع غير متردد إلى أداء ما عليه من واجب دون توان، وأنفق من خالص الجهد وثمين الوقت في سبيل ذلك ما احتسبه لله عز وجل، فجرد النية من كل رياء وطمع زائل، وإذا بمن طلب نجدته قد فرجت كربته، وذهب ما كان به من هم وغم ...
ثم ما إن أخذت فرحة النجاة مكانها في قلب المستنجد بيد العون، وما إن أسفرت عن ألقها في بريق عينيه، وعاد إليه الإنشراح، وانجلت عنه ظلمة الكآبة، حتى أنكر ما كان فيه من كرب شديد، وتجاهل ما وعد به من كان سببا في نجاته وعدم هلاكه، فلم يحجم عن مقابلة الجميل بالجحود والنكران، ولم يستح إذ بقي وفيا لما دأب عليه من سوء الصنيع، وإذ ارتد إلى ما شب وشاب عليه ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
جوتيار تمر
20-04-2008, 01:47 PM
دكتور...
إن اكرمت الكريم ملكته ..وكأني بك هنا تشير بوضوح الى صور تداهم الذهن الانساني من واقعه الملموس سواء السياسي ، ام الاجتماعي ، حيث نكران الجميل ، والعرفان ، سمة اصبحت تغلف باسم المصالح الذاتية ، وهي تأثيث للفردية التي تنادي بها اغلب الافكار الحديثة حيث الفرد ثم الاجتماع ، مع انهم يستغلونها عندنا اسوأ استغلال لأن الفردية ليست دائما سلبية .
دم بخير
محبتي
جوتيار
د. عبد الفتاح أفكوح
21-04-2008, 08:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك من جديد أخي الكريم
جوتيار تمر
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
لك نبض الشكر الخالص وخفق التقدير الجميل على ما جدت به من حروف المسك وكلمات العبير في ظلال هذه الدوحة القصصية المورقة بكل حرف عربي أصيل، ثم ما أسرع أكثر الناس إلى جحود النعمة ونكران الجميل، وقديما أنشد أبو الطيب المتنبي بيتا شعريا بليغا:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
ابراهيم عبد المعطى
25-04-2008, 02:21 PM
الأستاذ الفاضل د/ عبد الفتاح
تحية عاطرة
فى هذا النص أقف مشدوها لجمال اللغة .. وسلالة التعبير .. وانسياب الكلمات
فلا أملك الا أن أقول "بارك الله فيك " فقد أمتعتنا بلغتنا العذبة الرقيقة .
وتقبل خالص الود والتحية
ابراهيم عبد المعطى
ابتسام تريسي
25-04-2008, 09:27 PM
الأخ عبد الفتاح أفكوح .
تحية طيبة .
هي أوّل قصة أقرؤها لك . وهذا يدعوني للتريث في إصدار حكم نقدي عام ، وأكتفي الآن بتحيتك ، مع تمنياتي .
وفاء شوكت خضر
26-04-2008, 12:11 AM
وإذ ارتد إلى ما شب وشاب عليه ...
إن أكرمت اللئيم تمردا ..
هو ذاك افنسان الذي لا يحمد ولا يشكر حتى لله ، ولا يرى إلا ذاته ، متعجرفا متغطرسا ناكرا للجميل ..
لا يحتاج مثلك أستاذي للمديح وأنت في غنى عنه ..
أثابك الله جزاء ما كرست له قلمك من غاية سامية وهدف نبيل ..
سأتابع ما يذكرني ما نسيت ويعلمني ما لم أتعلم ..
بارك الله بك .
صبيحة شبر
26-04-2008, 12:37 AM
الأخ العزيز د.عبد الفتاح افكوح
قصة واقعية من معاناة الانسان الكريم
وهو يجد تنكر من أحسن اليه و أغاثه وقت الشدة
أبعدت اخي العزيز باختيار الألفاظ والمعاني الجميلة
د. عبد الفتاح أفكوح
26-04-2008, 10:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم أهل الجود والكرم
إبراهيم عبد المعطى - إبتسام تريسي - وفاء شوكت خضر - صبيحة شبر
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لكم نجم الشكر اللامع وبدره المنير في عليائهما، ولكم مسك التقدير المنثور وعطره الفواح في أجوائهما على ما اتسق وأشرق من غيث حروفكم وفيض كلماتكم في سماء هذه الجزيرة القصصية الآسرة، وقديما أنشد أبو العلاء المعري:
ما أحسن الأرض لو كانت بغير أذى ** ونحن فيها لذكر الله سكان
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
فاطمة أولاد حمو يشو
26-04-2008, 03:29 PM
هيهات
... فناداه غير مخلص: لئن مددت إلي يد العون، وقد رأيت ما أنا فيه من ظرف عصيب، لأكونن لك من الشاكرين، ولأدعون لك صادقا بالخير وحسن الخاتمة وبالجزاء الأوفى الجميل، ولأذكرنك وأذكر نبل صنيعك معي ما دمت حيا أرزق بين الأحياء المنتظرين قضاء نحبهم، ثم لأختمن كل دعاء لك بآمين ...
أشفق المنادى على من ناداه مستغيثا، وإن كان الشك في ما أفصح له عنه قد غلب تصديقه، فأسرع غير متردد إلى أداء ما عليه من واجب دون توان، وأنفق من خالص الجهد وثمين الوقت في سبيل ذلك ما احتسبه لله عز وجل، فجرد النية من كل رياء وطمع زائل، وإذا بمن طلب نجدته قد فرجت كربته، وذهب ما كان به من هم وغم ...
ثم ما إن أخذت فرحة النجاة مكانها في قلب المستنجد بيد العون، وما إن أسفرت عن ألقها في بريق عينيه، وعاد إليه الإنشراح، وانجلت عنه ظلمة الكآبة، حتى أنكر ما كان فيه من كرب شديد، وتجاهل ما وعد به من كان سببا في نجاته وعدم هلاكه، فلم يحجم عن مقابلة الجميل بالجحود والنكران، ولم يستح إذ بقي وفيا لما دأب عليه من سوء الصنيع، وإذ ارتد إلى ما شب وشاب عليه ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
الانسان كائن جزوع..للخير منوع ..
تميزت هذه الأقصوصة بأسلوب ذكرني بعبد الله ابن المقفع..أقول على مستوى التعبير وليس على مستوى المضمون..كما أنها ذات بعد أخلاقي..هو نفس البعد الذي نجده في كليلة ودمنة..
دمت مبدعا..
د. عبد الفتاح أفكوح
30-04-2008, 04:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أختي الكريمة
فاطمة أولاد حمو يشو
ورحمته سبحانه وتعالى وبركاته
وبعد ...
لك في البدء بدر الشكر الجزيل وشمس التقدير الأصيل على ما لاح من كلماتك في هذا المقام مورقا بين أغصان هذه الدوحة الثقافية السنية، وسما مشرقا في سماء هذه الواحة القصصية، والله عز وجل أسأل أن يرزقنا علما نافعا وقلبا خاشعا، وأن يهدينا سواء السبيل إلى كل كلمة طيبة نخطها على أي صفحة باليمين ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir