المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احتراقات على أقدام بغداد



يوسف أحمد
22-04-2008, 05:10 PM
احتراقات على أقدام بغداد

شعر: يوسف أحمد

هنا الأهوال تصطفقُ
هنا يتدحرج القلقُ
هنا تذوي ورودُ الأمسِ والتاريخُ
والإنسانُ والقانونُ
والفِرَقُ
---
هنا الأطفال يزدردون طعمَ الخوفِ والوجعِ
ويصطخبون في دوّامة الألغام والهلعِ
يهدهدهم زفير النارِ في أرجوحة الفزعِ
هنا الأطفال من أحلامهم
سُرقوا
----
هنا شيخ يقود خطاه عُكّاز
وتكبر في رجاحة عقله الموزونِ ألغازُ
تلملم جسمَه المنهوكَ أربطةُ الجراحِ الكُثْر
ينثره على الطرقاتِ
مَنْ نَزعوا فتيلَ اللغم وانفجروا
لكي يتعاظم الفَرَق
--
هنا امرأة على أشلائها تقفُ
تضرّجها شظايا البيتِ والأبناءِ والسّدُفُ
وحِقدُ قذيفة فَجَرتْ وما انفجرتْ وظنّتْ أنها الهدف
تولولُ... تستغيثُ اللهَ... ترتجفُ
وتُشهِرُ صوتَها وجَعَا:
" أيا ... يا أمّة المليار
ما من فتية صدقوا
هنا بغدادُ أمُّ الكونِ
في بغدادَ
تحترقُ "
---
هنا تتلونُ الأزهارُ من دمِنا
وتلبس ثوبَها المحمرَّ
من أوراد فتيتِنا
وتسفحُ دمعَها القاني
وتختنقُ
هنا تتفجر الأنهار من دمنا
وتنطلقُ
هنا بوابةٌ للموت مشرَعَةٌ
تُفَتِّحُ ثغرَها الأخدودَ
تَسْتَفّ الورى زُمَرَا
إذا ما أفصح الشفقُ
---
هنا صبحٌ يشابهه سوادُ الليلِ
حين تمرّ حافلة
وحين تمرّ قافلة
وحين تمرّ ثاكلة
وحين يدمدم الأرقُ
----
هنا الأقتابُ والأحشاءُ والأحزانُ
تندلقُ
هنا نعش يلي نعشا يلي نعشا
كأنّ عراقنا المقتولَ مَقْبَرة
بها يتلبد الأفقُ
---
هنا موتٌ يقودُ الموتَ
قنبلةً
تدمدم في جنازاتِ الذين مَضَوْا
وتنثرُ في الفضاءِ المِلْحِ
سنبلةً
من الألغامِ
تسكبُ حقدَها المجنونَ في أجسادِ
من صاموا ومن صلّوا
ومن في أرضهم زُرعوا
ومن في موكب " المأمون " قد ظلوا
هنا تتهاطلُ الأجسادُ والمِزَقُ
--
هنا موت يقود الموت
مِقْصَلَةً
تَلوكُ مفاصلَ العلماءِ في نَهَمٍ
تطاردهم عصاباتُ الذين طَغَوْا
تُحَزْحِز جِيْدَ من سُكنوا بحبّ الحبّ
واحتضنوا صفاءَ القلبِ
وافتتنوا بنجدةِ " قبَّةِ المعراجِ "
مذ وُلدوا
وما ذلت لهم عُنُق
--
هنا المليارُ يصطفّونَ لا حولٌ ولا قُوّة
تدور بهم فضائياتُ عصرِ المالِ والشهوة
تمازحهم تُناكِحُهم وتنهب منهم النخوة
هنا المليار قد سكنوا
هنا سجنوا
هنا دفنوا
هنا المليار في بغداد
من بغداد
قد صُعِقوا

عبدالملك الخديدي
22-04-2008, 05:19 PM
احتراقات على أقدام بغداد

شعر: يوسف أحمد

--
هنا المليارُ يصطفّونَ لا حولٌ ولا قُوّة
تدور بهم فضائياتُ عصرِ المالِ والشهوة
تمازحهم تُناكِحُهم وتنهب منهم النخوة
هنا المليار قد سكنوا
هنا سجنوا
هنا دفنوا
هنا المليار في بغداد
من بغداد
قد صُعِقوا

هنا صرخة الحقيقة
وهنا نداء الإباء من لسان شاعر فذ
اختصرت مسافة الزمن والتاريخ والعدد الضخم بروعة الشعر ولغة البيان.
استميح الإخوة هنا في
تثبيت
هذه الصرخة الصادقة.

مصطفى الجزار
22-04-2008, 07:32 PM
أخي الكريم والشاعر الصادق الصارخ/ يوسف أحمد

هنا .......... قصيدة وشاعر يحمل همّ أمته على كاهل حرفه.

فحق له أن نحييه تحية إكبار وتقدير.

دُمت صادقاً أيها الشاعر الوطنيّ المخلص

تقبل كل الإعجاب

وائل محمد القويسنى
23-04-2008, 01:20 AM
هى حقا إحتراقات يا أخى
وهكذا لا يبقى الشاعر فى صومعة
بل هو أول من يشعر بآلام الأمة
وأصدق من يعبر عنها
لك كل التقدير يا أخى
وائل القويسنى

مجذوب العيد المشراوي
24-04-2008, 11:55 AM
أيها لشاعر اسمتعت بهذه الحروف المحتجة في كل مكان من بغداد والعراق شكرا ألف مرة

يوسف أحمد
25-04-2008, 03:13 PM
هنا صرخة الحقيقة
وهنا نداء الإباء من لسان شاعر فذ
اختصرت مسافة الزمن والتاريخ والعدد الضخم بروعة الشعر ولغة البيان.
استميح الإخوة هنا في
تثبيت
هذه الصرخة الصادقة.

---
أخي عبد الملك حفظك الله

بارك الله فيك إذ مررت وإذ ألبستني من كرمك ثوبا قشيبا، حق لي أن أفتخر بك وبعطائك دائما

سلمت سلمت

يوسف أحمد
26-04-2008, 05:07 PM
أخي الكريم والشاعر الصادق الصارخ/ يوسف أحمد
هنا .......... قصيدة وشاعر يحمل همّ أمته على كاهل حرفه.
فحق له أن نحييه تحية إكبار وتقدير.
دُمت صادقاً أيها الشاعر الوطنيّ المخلص
تقبل كل الإعجاب
-------

أخي الكريم الحبيب الشاعر مصطفى حفظك الله

وها هنا أضرب بأطناب شعري، وأنيخ قوافله بين أصابع حرفك الجميلة، فأشعر بفخر وزهو.

تسلم أيها الكريم الحبيب

يوسف أحمد
28-04-2008, 01:57 PM
هى حقا إحتراقات يا أخى
وهكذا لا يبقى الشاعر فى صومعة
بل هو أول من يشعر بآلام الأمة
وأصدق من يعبر عنها
لك كل التقدير يا أخى
وائل القويسنى
-------

بارك الله فيك أخي وائل، وأكرمك وتنزل بشآبيب الحكمة على لسان قلمك.
دام هطول حرفك في مواسم الفرح والغدق.

أخوك

يوسف أحمد
30-04-2008, 05:39 PM
أيها لشاعر اسمتعت بهذه الحروف المحتجة في كل مكان من بغداد والعراق شكرا ألف مرة
----

أخي مجذوب حفظك الله

بورك الحق والجمال في سنان قلمك، شرفني عبق أنفاسك، دم بألف ود وألق

د. سمير العمري
04-12-2008, 01:36 AM
رائع!

رائع!

رائع!


دمت كم أنت شاعرا باذخا!

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي

سالم العلوي
04-12-2008, 04:03 AM
إذا لم تتحرك المشاعر لمشهد بغداد الحبيبة وأخواتها فماذا سيحركها؟
تطواف مع الجرح النازف، مبك وصارخ ..
سلمت أخي يوسف ، وسلمت الحروف والمعاني
تقبل خالص الحب والتقدير
ودمت مبدعا

محسن شاهين المناور
24-10-2010, 07:41 PM
أخي الحبيب يوسف أحمد
قصيدة تثبت في القلوب . . قصيدة كتبت من
قلب اللهب ومن ومن دهاليز الأسى
دمت مبدعا أيها الحبيب

محمود فرحان حمادي
24-10-2010, 08:57 PM
بوركت أخي الشاعر المبدع يوسف
وبوركت مشاعرك الندية الصادقة
وجمال بوحك الذي رسم بكل روعة هذ الألق
تقبل خالص الود
تحياتي

محمد ذيب سليمان
25-10-2010, 02:11 PM
هنا المليارُ يصطفّونَ لا حولٌ ولا قُوّة
تدور بهم فضائياتُ عصرِ المالِ والشهوة
تمازحهم تُناكِحُهم وتنهب منهم النخوة
هنا المليار قد سكنوا
هنا سجنوا
هنا دفنوا
هنا المليار في بغداد
من بغداد
قد صُعِقوا

يا للعراق
يا لبغداد
يا لهذا الدم المسفوك على الطرقات
ياللبراءة التي تذبح كل ثانية فداء للعهر...
يا للعراقيين الشرفاء
يا لهذا المشهد الي لا بريد أن ينتهي
يا لشاعر تكبله القيود والهموم والمواجع والقلق
والليل والريح وال....
دمت مشرقا