تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بقــــــــــــــايا أمسية ....... أنثى.........................!



فخرالدين محمد
23-04-2008, 06:36 PM
بقايا أمسية أنثى
جلستَ على بدايات أمسيتها تلك ... تـُحِيك أسراب ذكرياتها وتنظمُ شواردها في انحسار مدّ الضوضاء وغياب جزر الصخب ، والقمرُ في إمعانه ، يتزيأ ليدلفَ مهرجان عُرسِه في بهاء ما قبل المنتصف.... جئتها قبيل مخاض بكاؤها ...! جلست إليها ، شعرتُ أنها تتلمس تواجدي في محاولتها لتمييز عطر دخيل غير المُتعّبِد والهائم في الجوار ... أمِنتَ أنني هنا فأخذت تتحسس أولى خطواتها وهي تـُفضي إليّ بشجنها ! لم تكن تحّـفُل بعربدة تلك النـُجِيمات المُتسارعات يسترِقنْ مخارج حروفها فيُمِطنْ لثام البوح ، بقدرما حرصها على مواصلة حديثها دون انقطاع وكأنها تخشى هدنة لبلّ الريق تـُذ ّهبُ تواتر البقية إلى عوالم النسيان بإحساس أنها تريد أن تتذكره هنا وفقط وأنه قابل لمرة واحدة ... أعرتها كل حواسي ! حتى التي لا تسمع وبِتُّ في إنصات المُلهَم المُحفـّـِز حاسة السمع لغناء الطبيعة... فجأة ! تغير كل شيء في اٌقل من هُنيهة ...!! الهدوء الورٍع إستـُعمِر بضجيج الموانئ ومحطات الوصول ، إكتسحت الغبرة واعتلت وتسنـّمت كل الأشياء ، إختلط رقيق حديثها بعواء الريح وضياع أصوات المستغيثون ... ثم ما لبثت أن صمتت كل الأشياء وتحولت إلى تكونات كثبانية من الغبار والرمال ، لتخلق لوحة أشباح صامتة لا تبرح أمكنتها على خلفية بقايا ما تبقى من القمر ، وتحولت بعد أن كانت أمسية تختال على بهو الروعة إلى بقايا أمسية أنثى ، كانت تـُراقِصُ المكان ... ولم يبقى منها أومن بوّحها إلا قليلُ من هاربات عطرها المُنثال على ذرات الغبار المُتطايرة
..... تنتهي ...

جوتيار تمر
23-04-2008, 08:03 PM
المبدع فخرالدين..

بقايا امسية انثى ، نص مادته حكائية ، ترواح بين مزج عنصري الخاطرة والقصة ، توسم في العاطفة الجياشة مادة من اجل اضفاء نكهة على السرد ،حيث تراوح بين التعبير ة والتصوير، اعتمادا على المخيلة وما يترسب من انعكاسات في الذهن من خلال معايشة حالة معينة، داخل مكانية ضيقة، ووفق تصور زمني محدد، وقد اعتمد السارد في وصفه ومتابعته للاخر من خلال الحس والوجدان.

محبتي
جوتيار

صبيحة شبر
23-04-2008, 08:07 PM
فجر الدين محمد
تتغير أحوال الدنيا ، وتنقلب الى النقيض
ولا يبقى شيء على ثباتته

فخرالدين محمد
24-04-2008, 01:30 PM
المبدع فخرالدين..
بقايا امسية انثى ، نص مادته حكائية ، ترواح بين مزج عنصري الخاطرة والقصة ، توسم في العاطفة الجياشة مادة من اجل اضفاء نكهة على السرد ،حيث تراوح بين التعبير ة والتصوير، اعتمادا على المخيلة وما يترسب من انعكاسات في الذهن من خلال معايشة حالة معينة، داخل مكانية ضيقة، ووفق تصور زمني محدد، وقد اعتمد السارد في وصفه ومتابعته للاخر من خلال الحس والوجدان.
محبتي
جوتيار



هو ذا أنت ! بذات قيمة الأمطار ... تستفيضُ جُوداً وكرماً وعطاء ... تمنحُ ماء حضورك لهشيم ما نخطُّ هنا
تتعمق بعيييييداً وتغوص فيما وراء المبذور من عبارات وكلمات ، لتـُعلِن ميلاداً آخر...



لكم أسعدُ بهطول مرورك على جدب مساحاتي ... وأنت مانحُ عباراتي التي أحاول لملمتها شتات أقاصي الروح ... في محاولةٍ ، أرثى لها وقت أضعها بين ما تكتبون من براعة ...




ودّي

فخرالدين محمد
24-04-2008, 01:32 PM
المبدع فخرالدين..
بقايا امسية انثى ، نص مادته حكائية ، ترواح بين مزج عنصري الخاطرة والقصة ، توسم في العاطفة الجياشة مادة من اجل اضفاء نكهة على السرد ،حيث تراوح بين التعبير ة والتصوير، اعتمادا على المخيلة وما يترسب من انعكاسات في الذهن من خلال معايشة حالة معينة، داخل مكانية ضيقة، ووفق تصور زمني محدد، وقد اعتمد السارد في وصفه ومتابعته للاخر من خلال الحس والوجدان.
محبتي
جوتيار

هو ذا أنت ! بذات قيمة الأمطار ... تستفيضُ جُوداً وكرماً وعطاء ... تمنحُ ماء حضورك لهشيم ما نخطُّ هنا
تتعمق بعيييييداً وتغوص فيما وراء المبذور من عبارات وكلمات ، لتـُعلِن ميلاداً آخر...
لكم أسعدُ بهطول مرورك على جدب مساحاتي ... وأنت مانحُ عباراتي التي أحاول لملمتها شتات أقاصي الروح ... في محاولةٍ ، أرثى لها وقت أضعها بين ما تكتبون من براعة ...
ودّي

فخرالدين محمد
24-04-2008, 03:39 PM
فجر الدين محمد
تتغير أحوال الدنيا ، وتنقلب الى النقيض
ولا يبقى شيء على ثباتته

أُمّـنح بحضوركِ سيدتي شهادة ... أتقلّـدها مزهواً...
وذات الكف الذي نقلبه على الآخر ...
هو ذا حالنا فيها وحالها بنا ... وقد باتت كل الأشياء تمتهنُ شِرعة الأقنعة
ودّي

سحر الليالي
25-04-2008, 12:06 AM
رائع ما قرأته هنا بل أكثر من رائع..!
سرد جميل ...أبدعت في كل الجوانب

سلم قلمك ودمت مبدعا

تقبل خالص تقديري و تراتيل ورد

فخرالدين محمد
26-04-2008, 09:40 AM
رائع ما قرأته هنا بل أكثر من رائع..!
سرد جميل ...أبدعت في كل الجوانب
سلم قلمك ودمت مبدعا
تقبل خالص تقديري و تراتيل ورد

والأروع هفيف خطوك هنا
والشرف الذي عمَّ البطاح
كثيف وديّ

د. نجلاء طمان
16-11-2008, 01:28 AM
ونعود للرفع ثانية !

وهدف الرفع نداء صاحب هذا الجمال !

تفتقدكَ الخضراء

عساكَ بخير أخي الكريم

سعيدة الهاشمي
18-11-2008, 01:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

فعلا رائعة في كلماتها، قوية في لغتها، منسابة في سردها، مترابطة في حدثها.

تتبدل الأحوال ويتغير ما كان، تختفي الضوضاء، ويعم الهدوء المطبق الذي يتلو لحظة توقف

شهرزاد عن البوح، تضيع مدن الأحلام، ولا يبقى من شهرزاد إلا بعض الكلمات التي انفرطت من سلسلة

البوح فعانقها غبار الحاضر، وحملتها أشباح الصمت لقلعة الذكريات، فأصبحت مجرد أطلال.

دمت بإبداع أخي.

فخرالدين محمد
19-11-2008, 12:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

فعلا رائعة في كلماتها، قوية في لغتها، منسابة في سردها، مترابطة في حدثها.

تتبدل الأحوال ويتغير ما كان، تختفي الضوضاء، ويعم الهدوء المطبق الذي يتلو لحظة توقف

شهرزاد عن البوح، تضيع مدن الأحلام، ولا يبقى من شهرزاد إلا بعض الكلمات التي انفرطت من سلسلة

البوح فعانقها غبار الحاضر، وحملتها أشباح الصمت لقلعة الذكريات، فأصبحت مجرد أطلال.
دمت بإبداع أخي.


:os:
الله الله لمنْ تعـمّق باحترافية في لجة النص ، ليطفو هكذا بنص أكثر روعة وأرقى جمالاً ، جاعلاً من النص الأصل مقدمة أو توطئةً لإبحارٍ متبتـّل معية المعاني ...

:os::os:
بحق أضفتي البُعد المُستتر ... كوني بكل الخير ، سموق في الدلالة وإيغال في الرؤية
سعدت كثيراً بأن استدعى خفوت كلماتي براعة يراعكِ

آمال المصري
14-05-2013, 06:31 PM
بقايا أمسية أنثى
جلستَ على بدايات أمسيتها تلك ... تـُحِيك أسراب ذكرياتها وتنظمُ شواردها في انحسار مدّ الضوضاء وغياب جزر الصخب ، والقمرُ في إمعانه ، يتزيأ ليدلفَ مهرجان عُرسِه في بهاء ما قبل المنتصف.... جئتها قبيل مخاض بكاؤها ...! جلست إليها ، شعرتُ أنها تتلمس تواجدي في محاولتها لتمييز عطر دخيل غير المُتعّبِد والهائم في الجوار ... أمِنتَ أنني هنا فأخذت تتحسس أولى خطواتها وهي تـُفضي إليّ بشجنها ! لم تكن تحّـفُل بعربدة تلك النـُجِيمات المُتسارعات يسترِقنْ مخارج حروفها فيُمِطنْ لثام البوح ، بقدرما حرصها على مواصلة حديثها دون انقطاع وكأنها تخشى هدنة لبلّ الريق تـُذ ّهبُ تواتر البقية إلى عوالم النسيان بإحساس أنها تريد أن تتذكره هنا وفقط وأنه قابل لمرة واحدة ... أعرتها كل حواسي ! حتى التي لا تسمع وبِتُّ في إنصات المُلهَم المُحفـّـِز حاسة السمع لغناء الطبيعة... فجأة ! تغير كل شيء في اٌقل من هُنيهة ...!! الهدوء الورٍع إستـُعمِر بضجيج الموانئ ومحطات الوصول ، إكتسحت الغبرة واعتلت وتسنـّمت كل الأشياء ، إختلط رقيق حديثها بعواء الريح وضياع أصوات المستغيثون ... ثم ما لبثت أن صمتت كل الأشياء وتحولت إلى تكونات كثبانية من الغبار والرمال ، لتخلق لوحة أشباح صامتة لا تبرح أمكنتها على خلفية بقايا ما تبقى من القمر ، وتحولت بعد أن كانت أمسية تختال على بهو الروعة إلى بقايا أمسية أنثى ، كانت تـُراقِصُ المكان ... ولم يبقى منها أومن بوّحها إلا قليلُ من هاربات عطرها المُنثال على ذرات الغبار المُتطايرة
..... تنتهي ...

نص رائع بفكرته ولغته السامقة القوية حاكت لنا بقايا من امرأة اقتاتت منها الذكريات لتلفظها على منصة البوح
شكرا لنصك الماتع أديبنا الفاضل
وفخر لي القراءة لك
أصوات المستغيثين
لم يبق
تحاياي

ربيحة الرفاعي
18-09-2014, 07:36 PM
ببراعة تعبيرية وظّف الكاتب الصورة في خلق مشهديّة مترعة بالمشاعر، مطلقا العنان لأخيلة التلقي تحملها الصورة إلى أبعد مرافئها
شابت اللغة بعضعثة حقيقة بالمراجعة

دمت بخير

تحاياي