تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إنكســــــــــــــــــــا ر



اشرف نبوي
26-04-2008, 07:56 AM
إنكســــــــــــــــــــا ر
كان قد أقترب من النافذه المسيجه بقضبان ذكرته بأيامه الخوالي،، أنطلق الصوت مجلجلا ومعلنا الأغلاق قبل أن يحصل علي أرغفة الخبز التي أنتظرها ساعات ،، جر قدميه في يأس ،، وصل إلي طرف الرصيف ،، جلس متثاقلا ،، إنهمرت من عينيه الدموع ،، وشعوره بالانكسار وقلة الحيله يعتصرانه ،، شعر بغصة في حلقه ،، تقافزت الأسئله بحلقه ،، ماذا تراه سيخبر حفيده عند عودته خالي الوفاض؟ بكي بحرقه ،، لم يدر كم مكث علي حاله ،، حين رفع رأسه تداعت أمام عينيه الصور،، عاد بذاكرته إلي أولى انكسارته ،،
لم يكن يومها قد تعدي السابعة عشر ،، سمع بالهزيمه ،، النكسة كما كانو يطلقون عليها ،، شعر بمرارة الذل والهوان يومها ،، ليس من الهزيمه ،، لكن من خداع من آمن بهم ،، كان وقتها يافعا ،، حاول أن يقاوم إنكسارته ،، لم تمض سنوات كثيره ،، وجاءت الضربه الثانيه ،، تم رفضه في كلية الفنوان ،، الكليه التي عشقها ،، لم يدر السبب ،، أهو الروتين ،، البيروقراطيه ،، أم حظوظ غيره ممن لهم الحظوه ،، لم تشفع له ريشته ،، لم تسنده موهبته ،، حط رحاله بكلية اخري،، لم يدر لما دخلها ولا كيف خرج منها ،، حاول أثناء وجوده هناك أن يشغل نفسه بأي شئ ينسيه أنه لم يحقق حلمه ،، أنضم لأحدى الجماعات المنتشره بالكليه ،، أفاق وهو في أحد السجون ،، جلس وحيدا منهكا ،، تساءل في وهن هل سكنتة الذله،، الأهانه هذه المره فاقت كل حد ،، كرامته أنتهكت ،، وأستبيحت أنسانيته،، ذاق أياما من العذاب ،، في النهاية وجد نفسه ملقي خارجا بلا تحقيق أو عرض علي القضاء،، حين حاول فتح عينيه ،،وجد نفسه بجوار كيس نفايات ،،ربت عليه وهو يتحامل علي قدميه ليغادر ،، تمتم وهو يودعه بنظره ،، ما الفرق بيننا،، عاد إلي الكليه ،، قضي معظم وقته ساهما ،، تعلم أن يبقي وحيدا،، لا يتحدث لا يشارك في أي نشاط،، مضت سنين دراسته ،، يوم حصوله علي شهادته خاصمته الفرحه بعد أن أختطف الموت والديه تحت أنقاض بيته العتيق،، بكي يومها صمتا ،، بعدما عنفه الحزن بقسوه،،وأقترنت الوحده بمشاعره،،
بزغ شعاع أمل حين عرض عليه أحد أصدقاء والده عملا ،، مرت أيامه بطيئه ،، لكنه شعر أن الهم ربما سئم من مصاحبته ،، حاول أن يقبل علي عمله ويجتهد ،، فاجأه صديق والده بعرضه للزواج من أبنته ومرافقتها في عملها بأحدي دول الخليج ،، تم الأمر بسرعه ،، تنفس الصعداء وهو يري الامل يعاود مداعبة حياته ،، مرت أيامه بيسر،،، رزق بطفل وفرصة عمل جديده،، طار قلبه الذي ما عرف الفرح من زمن ،، تحمل الكثير في سبيل أن يستمر في عمله ،، برغم ضغوط صاحب العمل ،، حاول الأستمرار ،، أزدادت الضغوط والأهانات ،،أتفاقيه الصلح مع العدو فجرت غضب صاحب العمل،، لم يتبرم علمته المحن التي مر بها الصبر،، يشعر كل يوم بزيادة المهانه ،، جاءت القاصمه فارقت زوجته الحياة لم يستطع الأحتمال ،، غادر عائدا إلي وطنه ،، بعدما تكالبت الظروف عليه،،
قست عليه الحياة أكثر مع وفاة حماه بعد عودته بأشهر قليله ،، مكث في بيت حماه ،، بعد أن رق قلب العجوز صاحبة المنزل له ولولده ،، بل وطلبت منه أن يترك الصغير لديها ،، رحمة الله ساقت إليه الفرج ،، موجة الانفتاح التي أغرقت الوطن أوجدت له فرصه عمل براتب جيد،، في سنوات قليله تحسنت أحواله ,, أدخل ولده المدرسه ،، وشق طريق نجاحه في عمله ،، أصبح لديه رصيد في البنك ،، شعر بأن الدنيا قد أقبلت عليه ،، وانها لن تدر ظهرها له من جديد،، مضت عدة سنوات قبل أن تنهار شركات كثيره ،، بعدما فضح أمرها ،، وأمر تجارتها بالأغذيه الفاسده ،، أغلقت الشركه أبوابها ،، وكادت الاتهامات تطوله ،، لولا رحمة الله ،،، عاني طويلا قبل أن يدله أحد أصدقائه علي شركات توظيف الأموال التي تعطي أرباحا عاليه ،، توجس من الأمر في البدايه ،، إلحاح صديقه ورغبته في أن يكمل ولده دراسته ،، دفعاه إلي الموافقه ،، سلم كل ماأدخره إليهم ،، مرت أشهر وهو يستلم أرباحه علي أحسن وجه،، كان راضيا ،، لم يكتمل العام الثاني إلا وقد توقفت الدفعات ،، ضيقت الحكومه الخناق علي شركات توظيف الأموال،، هرب البعض وسجن أخرين ،، وفقد البسطاء أمثاله أموالهم ،، عاد معدما ،، وعادت الظلمه تساكن حلمه ،،
تلاطمت أمواج حياته وهو يكابد ضيق العيش،، ويراقب ولده الوحيد وهو يخطو نحو الجامعه،، كان هذا سلواه الوحيد ،، تنقل بين أعمال كثيره ،، حرصه علي أن يوفر لولده فرصته لأكمال تعليمه ،، جعلته يعمل ليل نهار،، ويقبل بأي عمل ،،كانت فرحت لا توصف حين ألتحق ولده بكلية الهندسه،،
مرت سنوات دراسته سريعا ،، وهو يتطلع بشغف ليوم تخرجه،، تنفس الصعداء أخيرا تحقق حلمه ، وأصبح والد المهندس ،،، خر راكعا شكرا لله
أن أدرك هذا اليوم ،،،
مرت اشهر قبل أن يجد ولده عملا ،، حاول بشتي الطرق ،،، أخيرا ظهرت بارقة أمل،، أعلان طلب مهندسين بأحدي دول الخليج ،، رغم قسوة البعد ألا أنه شجع ولده علي السفر،، مكث عام وعاد كما وعد أبيه حين ودعه في الميناء ،، عانقت دموع الفرحه قلبه ،، أسر إليه برغبته في أن يزوجه ، دمعت عيناه وهو يهمس أريد أن أري حفيدي قبل أن ألحق بأمك ،، مازحه لكن أين العروس ،، تهلل وجهه وهو يصيح ،، بنت جارنا ،، كما تزوج هو قبلا تمت الأمور بيسر وتم الزواج،، لم يمكث غير شهرين ،، غادر بعدها إلي عمله تاركا زوجه حاملا ،، مضت الأشهر سريعا ،، وهو يغالب لهفته لأحتضان حفيده ،، لم يستطع ولده الحضور لظروف عمله ،، حين تلقف سمعه صوت الصغير شعر بسعادة لم يستشعرها ألا يوم تخرج ولده من كلية الهندسه ،، سهر علي راحته وراحة أمه ،، مضت ستة أشهر كأنها ستة أيام وهو يعايش صغيره ليل نهار ،، لا يفتأ يحتضنه ويقبله ،، لا يتركه لأمه الا وقت النوم ،، أكتملت سعادته برساله من ولده يحدد موعد عودته ،، انتظر يوم وصوله بلهفه ،، أصطحب حفيده وزوجة ولده لأستقباله في الميناء ،، تأخرت العباره ،، تهامس الجميع في قلق ، تعالت الهمسات ،، اخترق الصمت صوت صياح النساء ،، لقد غرقت العباره ،، لم تستطيع قدماه أن تحمله ،، تجمد الدمع بعينه ،، لم يستطع المغادره كان يأمل ألا يكون الخبر صحيحا ،، احتضن حفيده في جزع ، لم ينطق بحرف طوال رحلة العوده إلي البيت ،، مكث أياما لا يبرح السرير ،، ترك الحزن رسائله محفوره علي قسمات وجهه ،، حاولت زوجة ولده أن تخرجه من صمته ،، تترك حفيده يداعبه ،، أستجاب لأبتسامته بعد فتره ،، أخذ عهد علي نفسه ألا يشعره باليتم يوما ،، وأن يكون له والدا قبل ان يكون جدا،، مرت سنوات ست ، وكل يوم يزداد شظف العيش ،، ويزداد حمله ،، لكنه يتذكر عهده فيزداد أصراره علي مواصلة سعيه ،، وعدم السماح للزمن أن يكسره ،، كفاه إنكسارات ،، لكن الزمن يقسو أكثر كلما لمح الأصرار علي ملامحه المنهكه ،، كان غدا هو أول يوم لحفيده في المدرسه ،، وعده بأن يلعب معه بعد أن يحضر الخبز لطعام يومهم هو وأمه ،، شرط أن يكون رجلا ويذهب غدا للمدرسه مبتسما فرحا ،، أستفاق علي صوت جلبه صادره من المخبز ،، أستند علي حافة الرصيف وهو يحاول أن يقف ليعرف سبب الجلبه .. تدافعت جموع الجوعي بعد أنهددهم صاحب المخبز ،، نشبت مشاجره ،، حاول الأبتعاد لم تسعفه قدماه ،، وجد نفسه تحت الأرجل تركله بلا رحمه وهم يتشاجرون علي رغيف خبز ،، لم يستطع الصمود أنهارت قواه ،، تبسم وهو يسلم الروح ،، فقد أيقن انه لا انكسارات بعد اليوم ... تمت

اشرف نبوي 4-2008

جوتيار تمر
26-04-2008, 03:54 PM
النبوي ...
من المعين اليومي ، الذاتي ، الجماعي ، الاجتماعي ، الاقتصادي ، السياسي ، اجدك هنا تنهل مادتك ، لتؤرخ لذات عانت ، لكن بالامكان اسقاط تلك الذات على العام ، لكونها تمثل الغالبية من افراد الاجتماع ، لقد اتقنت في الربط بين الطموح ، وبين الرغبة في الصوصل ، وفي الاجتهاد من اجل تحقيق المراد ، وكذلك في الاهتمام بقضايا الوطن (العام) ومن ثم الاهتمام بالحياة اليومية التي تعمق الحالة النفسية للفرد ، اعجبني هذا الاشتغال العام على النص ، والذي خلق جوا خاصا ، رغم تداعيات الانكسار فيه ، الا انه اورث في ذهن المتلقي نوعا من الطمأنينة للنزوع نحو فكرة الموت ، والتخلص من تبعيات هذه الحياة التي لم تعد تجدي مع الانسان في ظل تواتر هذه الانكسارات عليه وعلى ما حوله.
دم بخير
محبتي
جوتيار

سحر الليالي
26-04-2008, 05:26 PM
قصة مؤلمة !!
ولكنها كتبت بـإبداع..

سلمت ودام قلمك
تقبل خالص تقديري وتراتيل ورد

اشرف نبوي
27-04-2008, 08:20 AM
جوتيار تمر

كالعاده أنهل من معين قلمك الكثير من المعاني واتعلم أصول التشريح العلمي للنص علي يديك ،، تطاول بابداع قلمك الراق قامات النخيل ،ن وتنشر روع العطر والدفء عبر صفحاتنا بوعي ورقي فهم

تحياتي

اشرف نبوي

تهاني عمرو
27-04-2008, 09:10 AM
بارك الله فيك يا اشرف فان اكثر من يحس بتلك المعاناة التي اصبحنا فيها حتى زصلت الى رغيف الخبز الذي نشتريه بمعاناة
ثمة خلل موجود اوصلنا لتلك المرحلة
وتقبل مروري وتحياتي

جهاد دويكات
27-04-2008, 10:52 AM
يا الله قصة مؤثرة جدا ساغها قلبك الدافىْ يالروعتها

والاروع قلمك يا سيدي

ابتسام تريسي
27-04-2008, 12:23 PM
انكسار
كان قد أقترب من النافذة المسيجة بقضبان ذكرته بأيامه الخوالي،، انطلق الصوت مجلجلا ومعلنا الإغلاق قبل أن يحصل على أرغفة الخبز التي انتظرها ساعات ،، جر قدميه في يأس ،، وصل إلى طرف الرصيف ،، جلس متثاقلا ،، انهمرت من عينيه الدموع ،، وشعوره بالانكسار وقلة الحيلة يعتصرانه ،، شعر بغصة في حلقه ،، تقافزت الأسئلة بحلقه ،، ماذا تراه سيخبر حفيده عند عودته خالي الوفاض؟ بكى بحرقة ،، لم يدر كم مكث على حاله ،، حين رفع رأسه تداعت أمام عينيه الصور،، عاد بذاكرته إلى أولى انكساراته ،،
لم يكن يومها قد تعدى السابعة عشر ،، سمع بالهزيمة ،، النكسة كما كانوا يطلقون عليها ،، شعر بمرارة الذل والهوان يومها ،، ليس من الهزيمة ،، لكن من خداع من آمن بهم ،، كان وقتها يافعا ،، حاول أن يقاوم انكساراته ،، لم تمض سنوات كثيرة ،، وجاءت الضربة الثانية ،، تم رفضه في كلية الفنون ،، الكلية التي عشقها ،، لم يدر السبب ،، أهو الروتين ،، البيروقراطية ،، أم حظوظ غيره ممن لهم الحظوة ،، لم تشفع له ريشته ،، لم تسنده موهبته ،، حط رحاله بكلية أخرى،، لم يدر لمَ دخلها ولا كيف خرج منها ،، حاول أثناء وجوده هناك أن يشغل نفسه بأي شيء ينسيه أنه لم يحقق حلمه ،، انضم لأحدى الجماعات المنتشرة بالكلية ،، أفاق وهو في أحد السجون ،، جلس وحيدا منهكا ،، تساءل في وهن هل سكنته الذلة،، الإهانة هذه المرة فاقت كل حد ،، كرامته انتهكت ،، واستبيحت إنسانيته،، ذاق أياما من العذاب ،، في النهاية وجد نفسه ملقى خارجا بلا تحقيق أو عرض على القضاء،، حين حاول فتح عينيه ،،وجد نفسه بجوار كيس نفايات ،،ربت عليه وهو يتحامل على قدميه ليغادر ،، تمتم وهو يودعه بنظره ،، ما الفرق بيننا،، عاد إلى الكلية ،، قضى معظم وقته ساهما ،، تعلم أن يبقى وحيدا،، لا يتحدث لا يشارك في أي نشاط،، مضت سنين دراسته ،، يوم حصوله على شهادته خاصمته الفرحة بعد أن اختطف الموت والديه تحت أنقاض بيته العتيق،، بكى يومها صمتا ،، بعدما عنفه الحزن بقسوة،،واقترنت الوحدة بمشاعره،،
بزغ شعاع أمل حين عرض عليه أحد أصدقاء والده عملا ،، مرت أيامه بطيئة ،، لكنه شعر أن الهم ربما سئم من مصاحبته ،، حاول أن يقبل على عمله ويجتهد ،، فاجأه صديق والده بعرضه للزواج من ابنته ومرافقتها في عملها بإحدى دول الخليج ،، تم الأمر بسرعة ،، تنفس الصعداء وهو يرى الأمل يعاود مداعبة حياته ،، مرت أيامه بيسر،،، رزق بطفل وفرصة عمل جديدة،، طار قلبه الذي ما عرف الفرح من زمن ،، تحمل الكثير في سبيل أن يستمر في عمله ،، برغم ضغوط صاحب العمل ،، حاول الاستمرار ،، ازدادت الضغوط والإهانات ،،اتفاقيه الصلح مع العدو فجرت غضب صاحب العمل،، لم يتبرم علمته المحن التي مر بها الصبر،، يشعر كل يوم بزيادة المهانة ،، جاءت القاصمة فارقت زوجته الحياة لم يستطع الاحتمال ،، غادر عائدا إلى وطنه ،، بعدما تكالبت الظروف عليه،،
قست عليه الحياة أكثر مع وفاة حماه بعد عودته بأشهر قليله ،، مكث في بيت حماه ،، بعد أن رق قلب العجوز صاحبة المنزل له ولولده ،، بل وطلبت منه أن يترك الصغير لديها ،، رحمة الله ساقت إليه الفرج ،، موجة الانفتاح التي أغرقت الوطن أوجدت له فرصه عمل براتب جيد،، في سنوات قليله تحسنت أحواله ,, أدخل ولده المدرسة ،، وشق طريق نجاحه في عمله ،، أصبح لديه رصيدا في البنك ،، شعر بأن الدنيا قد أقبلت عليه ،، وأنها لن تدير ظهرها له من جديد،، مضت عدة سنوات قبل أن تنهار شركات كثيرة ،، بعدما فضح أمرها ،، وأمر تجارتها بالأغذية الفاسدة ،، أغلقت الشركة أبوابها ،، وكادت الاتهامات تطوله ،، لولا رحمة الله ،،، عانى طويلا قبل أن يدله أحد أصدقائه على شركات توظيف الأموال التي تعطي أرباحا عاليه ،، توجس من الأمر في البداية ،، إلحاح صديقه ورغبته في أن يكمل ولده دراسته ،، دفعاه إلى الموافقة ،، سلم كل ما ادخره إليهم ،، مرت أشهر وهو يستلم أرباحه على أحسن وجه،، كان راضيا ،، لم يكتمل العام الثاني إلا وقد توقفت الدفعات ،، ضيقت الحكومة الخناق على شركات توظيف الأموال،، هرب البعض وسجن آخرون ،، وفقد البسطاء أمثاله أموالهم ،، عاد معدما ،، وعادت الظلمة تساكن حلمه ،،
تلاطمت أمواج حياته وهو يكابد ضيق العيش،، ويراقب ولده الوحيد وهو يخطو نحو الجامعة،، كان هذا سلواه الوحيد ،، تنقل بين أعمال كثيرة ،، حرصه على أن يوفر لولده فرصته لإكمال تعليمه ،، جعلته يعمل ليل نهار،، ويقبل بأي عمل ،،كانت فرحت لا توصف حين التحق ولده بكلية الهندسة،،
مرت سنوات دراسته سريعا ،، وهو يتطلع بشغف ليوم تخرجه،، تنفس الصعداء أخيرا تحقق حلمه ، وأصبح والد المهندس ،،، خر راكعا شكرا لله أن أدرك هذا اليوم ،،،
مرت أشهر قبل أن يجد ولده عملا ،، حاول بشتى الطرق ،،، أخيرا ظهرت بارقة أمل،، إعلان طلب مهندسين بأحدى دول الخليج ،، رغم قسوة البعد إلا أنه شجع ولده على السفر،، مكث عاما وعاد كما وعد أباه حين ودعه في الميناء ،، عانقت دموع الفرحة قلبه ،، أسر إليه برغبته في أن يزوجه ، دمعت عيناه وهو يهمس أريد أن أرى حفيدي قبل أن ألحق بأمك ،، مازحه لكن أين العروس ،، تهلل وجهه وهو يصيح ،، بنت جارنا ،، كما تزوج هو قبلا تمت الأمور بيسر وتم الزواج،، لم يمكث غير شهرين ،، غادر بعدها إلى عمله تاركا زوجه حاملا ،، مضت الأشهر سريعا ،، وهو يغالب لهفته لاحتضان حفيده ،، لم يستطع ولده الحضور لظروف عمله ،، حين تلقف سمعه صوت الصغير شعر بسعادة لم يشعر بها إلا يوم تخرج ولده من كلية الهندسة ،، سهر على راحته وراحة أمه ،، مضت ستة أشهر كأنها ستة أيام وهو يعايش صغيره ليل نهار ،، لا يفتأ يحتضنه ويقبله ،، لا يتركه لأمه إلا وقت النوم ،، اكتملت سعادته برسالة من ولده يحدد موعد عودته ،، انتظر يوم وصوله بلهفه ،، اصطحب حفيده وزوجة ولده لاستقباله في الميناء ،، تأخرت العبارة ،، تهامس الجميع في قلق ، تعالت الهمسات ،، اخترق الصمت صوت صياح النساء ،، لقد غرقت العبارة ،، لم تستطيع قدماه أن تحمله ،، تجمد الدمع بعينه ،، لم يستطع المغادرة كان يأمل ألا يكون الخبر صحيحا ،، احتضن حفيده في جزع ، لم ينطق بحرف طوال رحلة العودة إلى البيت ،، مكث أياما لا يبرح السرير ،، ترك الحزن رسائله محفورة علي قسمات وجهه ،، حاولت زوجة ولده أن تخرجه من صمته ،، تترك حفيده يداعبه ،، استجاب لابتسامته بعد فتره ،، أخذ عهد على نفسه ألا يشعره باليتم يوما ،، وأن يكون له والدا قبل أن يكون جدا،، مرت سنوات ست ، وكل يوم يزداد شظف العيش ،، ويزداد حمله ،، لكنه يتذكر عهده فيزداد إصراره على مواصلة سعيه ،، وعدم السماح للزمن أن يكسره ،، كفاه انكسارات ،، لكن الزمن يقسو أكثر كلما لمح الإصرار على ملامحه المنهكة ،، كان غدا هو أول يوم لحفيده في المدرسة ،، وعده بأن يلعب معه بعد أن يحضر الخبز لطعام يومهم هو وأمه ،، شرط أن يكون رجلا ويذهب غدا للمدرسة مبتسما فرحا ،، استفاق على صوت جلبة صادره من المخبز ،، استند على حافة الرصيف وهو يحاول أن يقف ليعرف سبب الجلبة .. تدافعت جموع الجياع بعد أن هددهم صاحب المخبز ،، نشبت مشاجرة ،، حاول الابتعاد لم تسعفه قدماه ،، وجد نفسه تحت الأرجل تركله بلا رحمه وهم يتشاجرون على رغيف خبز ،، لم يستطع الصمود انهارت قواه ،، تبسم وهو يسلم الروح ،، فقد أيقن أنه لا انكسارات بعد اليوم ... تمت
أشرف نبوي 4-2008
ـــــــــــــ
تحية أخي أشرف .
في البداية أتمنى من الله أن يحميك من الانكسارات ، والحزن الذي أغرقتنا فيه .
ثمّ ...
بصراحة ، هذه ليست قصّة .
أولاً ، أخذت مساحة زمنية لأجيال ثلاثة ، وهو ما تنوء به الرواية . وبدت لي كأنّها تلخيص لرواية على شكل حكاية .
لا أنكر أنّك بذلت جهداً لتصوّر لنا الواقع المغرق في وحشيته ، لكنّك تركت ذلك مبهم المصدر ، فأنت على الرغم من كلِّ شيء ، لم تُشر أثناء الحكاية إلى المسبب الأول في هذه الانكسارات ، ألا وهي الحكومات والطغاة .
الشخصية بدت قدرية ، تركت حياتها تسير بمشيئة الغير ، دون أن يكون لها أيّ دورٍ فاعل فيها .
السرد جاء منساباً ويشدُّ القارئ .
اسمح لي أن أقول : إنّ قصتك الطويلة جداً " من حيث الزمان والمكان " وليس عدد الصفحات ، قد حفلت بالأخطاء ، وقد سمحت لنفسي بتصويبها ، عندك مشكلة في همزتي الوصل والقطع ، والتاء المربوطة ، والخطأ الشائع عند المصريين وهو استبدال الألف المقصورة بياء مما يجعل الكلمات ملتبسة المعنى ، كما في " على ـ علي ـ عليّ " وأيضاً " أخرى ـ أخري " أعتقد أنّ الهوة شاسعة بين هذه الكلمات من حيث المعنى .
تحياتي لك وتمنياتي بالتوفيق الدائم .
وأرجو أن تقبل ملاحظاتي بكلّ المودة ، فالاختلاف في الرأي ، لا يفسد للود قضية .

ابتسام تريسي
27-04-2008, 12:24 PM
أرجو المعذرة تكرر التعليق

اشرف نبوي
27-04-2008, 04:59 PM
سحر الليالي

شكرا لحرفك الندي هنا ،، ومداخلتك الكريمه ،، أدام الله لنا حضورك دوما ،، وأمتعنا برقة احرفك

خالص مودتي

اشرف نبوي

اشرف نبوي
27-04-2008, 05:13 PM
تهاني عمرو

معك أن في أن لما يحدث سبب بل اسباب ،، علي البعض أن يقدم حل لها او تفسيرا لما يحدث لنا ،، لكن في رأي قبل هذا يجب علي الأاخرين أن يشخصوا الحاله بدقه ، يجب علينا كمثقفين أن نجتهد في كتابة تاريخ أمتنا كل علي قدر فهمه وعلي قدر أستطاعته ،، لعلنا نسهم في ايجاد أسباب حالة التردي التي وصلنا إليها ،، والتي باتت تهددننا حتي في رغيف الخبز ،، ابسط حقوق البشر ،،

خالص تحياتي

اشرف نبوي

اشرف نبوي
28-04-2008, 08:04 AM
جهاد دويكات

اشكر مرورك العذب ،، ورقة مشاعرك التي فاضت برقتها هنا

تقبل خالص تحياتي

اشرف نبوي

اشرف نبوي
28-04-2008, 01:19 PM
أبتسام تريسى

سأبدأ معك من حيث انتهيت انت

فالاختلاف في الرأي ، لا يفسد للود قضية

معك أنا مائة بالمائه في هذا

اما عن ردك فقد صدمني في البدايه حين قررت بطريقة قاطعه ان هذه ليست بقصه ،،

ورغم أننا يجب الا نحجر علي رأي كان فأن الحكم القاطع فيما يخص الأبداع لا يصح ،، فقد اري جماليات في عمل شعري مثلا لا ترينها أنت نختلف لكن تبقي بعض الثوابت ،،

موضوع التكثيف الذي قصدته أنا هنا في قالب أحسبني اجيد الكتابه من خلاله وهو قالب القصه القصيره يحسب لي لا علي ،، فليست القصه طويله او قصيره بطول اسطرها وتعدد صفحاتها كما تفضلت وذكرت انت ،،
و في راي المتواضع في الفكرة التي تقدمها وانا هنا ( وربما لا اكون علي حق ) حاولت تقديم فكرة الانكسار مع تلخيص شامل وسريع لرحلة شعب عاني ولا زال في رمز ذاك الرجل البسيط الذي لم تكن له احلام كبيره مستحيله ،،
ولست معك فيما ذهبت إليه من انني لم أرجع السبب للحكومات ،، وليس من المطلوب أن اذكر ذاك صراحة فالمباشرة ليست من قواعد كتابة الادب بصفه عامه ،،
الشخصيه قدريه نعم لأانها ليست شخصيه بذاتها بل هي رمز كما قلت لشعب ،، وهي دعوه بسيطه لانتفاضة هذا الشعب ، ودق ناقوس الخطر انه سيموت تحت الاقدام أذ لم يبادر بأخذ حقه ،،

عندك مشكلة في همزتي الوصل والقطع ، والتاء المربوطة ، والخطأ الشائع عند المصريين وهو استبدال الألف المقصورة بياء مما يجعل الكلمات ملتبسة المعنى

حزنت لملاحظتك تلك فكان يكفي ما تفضلتي به مشكوره من عمل التصويب اللازم وهذا خطأ خاص بي وأعترف به وهو ينتقص من قيمة كتاباتي بصفة عامة ،،( ربما لأانني اتعجل النشر قبل المراجعه وأحيانا اكتب مباشرة علي الويب) ( وهذا ليس بعذر ) واسعد حين يصوب احدهم خطأ لي لانني اشعر بقيمة حرفي عنده وانه يغار عليه ،، اما وألصاق التهمه بكافة المصريين فهذا ما احزنني التعميم من قلم مميز مثل قلمك يفقده الكثير وانا اتصفح المنتديات اجد من المصريين الكثير ممن يكتبون بأستقامه ولغة راقيه فصحي سليمه ،،

عذرا إن اطلت عليك

وشكرا علي جميل مداخلتك

تحياتي

اشرف نبوي

ابتسام تريسي
28-04-2008, 01:55 PM
عزيزي الأستاذ أشرف
أعرف أننا سنختلف في مفهومنا للقصة .
وفي تعريفها أيضاً .
سأرد فقط على مسألة التعميم . أنا قلت مشكلة لدى المصريين ، لأنها يا أخي في القواعد العامة في التدريس على ما يبدو وليست تهمة ، أعرف أنّ البعض يتوخى الكتابة السليمة في مسألة " الألف المقصورة" لكنهم قلة ، عندي صديقة جميلة مصرية تكتب القصة والنقد والرواية ، وتصر على أنّ الصواب كتابة الياء منقوطة .
على كل حال .
أعتذر إن أسأت ، وأعتذر إن صدمتك . ربّما لأنّك لا تعرفني ، وربّما لأني لا أجيد المجاملات ، بل أقول رأيي بوضوح . وأتمنى ألا أزعجك مستقبلاً .
لي رجاء ـ أرجو ألا تضع همزة فوق الألف في اسمي .
خالص التقدير .

اشرف نبوي
28-04-2008, 05:15 PM
اختنا الكريمة أبتسام

اولا لا محل لأعتذار هنا وقد أتفقنا أن الخلاف لا يفسد للود قضيه ،، وشئ جميل أن لا تجيدي المجاملات ولعل هذا أكثر شئ أعجبني في ردك ،،

كما أود الا يكون معني عدم أزعاجي هو عدم المشاركه والتعليق علي ما اكتب خاصة من قلم أعتز به كقلمك

عذرا لموضوع الهمزه ،، نحن جيل تعلم الكتابة علي الحاسوب في مرحلة متأخره من حياته

خالص شكري وتقديري

اشرف نبوي

ربيحة الرفاعي
23-02-2014, 12:02 AM
موضوع استلهم الوجع واتكأ على الجراح التي استوطنت جسد الأمة منذ انحازت عن السراط وأسلمت أمرها للآخر يقولب فكرها ويعبث بمصيرها
سرد شائق لولا بعض عثرة شابت النص

دمت بخير

تحاياي

آمال المصري
23-11-2014, 09:26 AM
نص تطرق لعدة قضايا منها السياسية والاجتماعيىة والاقتصادية تناولها على مساحة زمنية ثلاثة أجيال في محاولة لإثبات أن الانكسارات لا تزول إلا بنهاية حتمية ... ولكنها الأقدار
سرد شائق استحوذ على الذائقة ومتابعة القراءة حتى النهاية رغم طول النص فشكرا لك أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
26-11-2014, 08:04 AM
وتبدأ الحكاية بأول انكسار لتتوالى الانكسارات باتساع ووجع الى ان تتحطم كل الثوابت وتنهار الأيام ككومة رماد
وعلى باب الامل نطرق بتصميم ونستمر بإرادة وتحدى لكسر سلسة الانكسارات
قصة بفكر عميق وحرف جميل لامست الجرح
كل التقدير
دام الألق

ناديه محمد الجابي
07-05-2024, 08:38 PM
من عمق الواقع كانت تلك الصورة الإجتماعية تحكي انكسارات أمة متمثلة في فرد
نص عميق الفكرة بسرد قصي شائق وأسلوب جميل لتصف حالة مجتمع في
حقبة زمنية بذكاء رائع سبكا وتعبيرا لنتعايش مع ألم الإنكسارات بإبداع مبدع.
دام الفكر والقلم ودام إبداعك.
:v1::nj::0014: