المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنكةٌ صماءْ



أنس إبراهيم
26-04-2008, 07:47 PM
فِي زِقَاقِ المَوْتَى، هُنْالكَ مَوْتْى يْحَادِثُوُنَ قُبُورَهُمْ
هُنا مات أبي ، هُنا ماتَ أبي ، في غسَقِ الليْلِ جاؤوا ، حاملين رشاشاتٍ ثقيلةَ الوزنِ ، ينتعلون قبعاتٍ سوداء مخضرة اللونِ ..
هُنا جاؤوا ، هُنا ذهبوا
هُنا بيتٌ وفي البيتِ طفلٌ ولدى الطفلِ لسانٌ لا ينطق ، وفي فوهةِ البيت معلقٌ خرزةٌ زرقاء ، لتمنع الشرَّ عن القادمين ..
عن الذاهبين ..
هنالِكَ مَوْتى لم يموتوا بَعْد ، لم يعبروا طريقَ إلى قبرٍ مدججٍ بالتراب ، قد أخذوا الإذن من أحَدٍ وقالوا : سنظلُ هُنا ، في بيوتٍ خاوية ، في مغارة فيها ذئب يتربصُ بنا منذ ستينَ عاماً ، قد التهَم نصفنا وأبقى النصف الآخر يتنقيه شيئاً فشيئا ..
هُنا ولِدَ كتابْ ، فيه قصيدةٌ وفي القصيدةِ بيتْ ، وفي البيتِ شطرينِ أحدهما طغى على الآخَرِ فقتله كي يسودَ القصيد وحدَه ، دونَ شريكٍ أو رفيق ..
هناكَ في ماضينا تنكةٌ ، كان فيها قططٌ يلعبون ، وكانَ بعضُ الكلابِ مارّونَ من هناك ، فرأى الكلابُ أن لا مأوى لهُم وعثروا عليهِ في حوزةِ القطط ، فجاؤوا وقالوا أن نعضَكُم أو تذهبون ، فجاءت إحداهُن لتنطق فعضَتْ وقُتِلَت ، فذهبْن حاملين خيبتهنُ التي رافقتهُن إلى الآن ..
ما زال الكلابُ يمرحون في تلكَ التنكة ..
حتى جارَ الزمان وبقي المكانُ خالياً من السكانِ ولكن ..
موتى يجيؤونكم كل يومٍ حاملين تلك الخيبة ينثرونها هناك ، في المكان الذي ارتحلوهُ ..
ألم يزل هناك فراغٌ في تلك التنكةِ الصماء ..

ريمة الخاني
26-04-2008, 07:52 PM
فت نظري العنوان
سلم نبضك وقلمك وغرضك النصي القيم

عبدالله المحمدي
26-04-2008, 09:36 PM
الشاعر انس ابراهيم :
هي قبور ياسيدي ترفض الاختباء ...!!!
اخي انس :
لوكنت امتلك قبعة لرفعتها لك .....دمت بهذا النووووووور

تحياتي لك

جوتيار تمر
26-04-2008, 10:52 PM
أنس الجميل..

اصبحت في نصوصك الاخيرة تؤثث لعالم الاخر ، واظنني اقرأ لك ثاني نص على التوالي فيه تأكيد على ماهية الموت ، وتأثيث على نسق حفار القبور ، حيث تخرج ذكراهم من اجل صقل المشهد العام له ، سواء الاحياء منهم ام المتربعين في قاع التراب، لغتك موحية ، وصورك هنا دالة وعميقة.

دم بخير
محبتي
جوتيار

حسنية تدركيت
26-04-2008, 11:05 PM
هو الموت يجعلنا نعيد النظر في كل شيء

تقبل مروري اخي الفاضل

شجاع الصفدي
26-04-2008, 11:35 PM
عزيزي أنس
تتألق يوما بعد يوم في سفر الكتابة
لك تقديري ومودتي

أنس إبراهيم
27-04-2008, 01:17 PM
فت نظري العنوان
سلم نبضك وقلمك وغرضك النصي القيم


أختي ريمة


أشكر لك هذا المرور العطر


تحيتي وتقديري لكِ

فاطمة جرارعة
27-04-2008, 04:15 PM
تختلج في صدري الكثير الكثير من المشاعر التي لا أقوى على ترجمتها في حضرة نصوصك يا أنس
!!!!!!!!!!

استيعابي الضحل لا يتّسع لما تخطّ يمينك

دمتَ كما تحب عزيزي

لك ودّي و اشتياقي

سمو الكعبي
27-04-2008, 04:21 PM
أنس :
ومن ارتقا ء إلى ارتقاء هنيئالك بهذا .
مارون = مارين خبر كان منصوب

أنس إبراهيم
27-04-2008, 06:57 PM
الشاعر انس ابراهيم :
هي قبور ياسيدي ترفض الاختباء ...!!!
اخي انس :
لوكنت امتلك قبعة لرفعتها لك .....دمت بهذا النووووووور
تحياتي لك


أخي عبد الله


أشكر لك هذا المرور الجميل

ودمت بنوراً انت أيضاً

تحيتي وتقديري لك

أنس إبراهيم
27-04-2008, 09:52 PM
أنس الجميل..
اصبحت في نصوصك الاخيرة تؤثث لعالم الاخر ، واظنني اقرأ لك ثاني نص على التوالي فيه تأكيد على ماهية الموت ، وتأثيث على نسق حفار القبور ، حيث تخرج ذكراهم من اجل صقل المشهد العام له ، سواء الاحياء منهم ام المتربعين في قاع التراب، لغتك موحية ، وصورك هنا دالة وعميقة.
دم بخير
محبتي
جوتيار


أستاذي العزيز جوتيار


كما أنت دائما


يترنح جمال حرفك ليلطخ أحرفي الذليلة أمام حرفك

تحيتي وتقديري لك

أنس إبراهيم
28-04-2008, 12:50 PM
هو الموت يجعلنا نعيد النظر في كل شيء
تقبل مروري اخي الفاضل

أختي حسنية

شكرا لهذا المرور البهي

تحيتي وتقديري لكِ

صهيب توفيق
28-04-2008, 01:34 PM
عزيزي انس/
دوماً انت متألق ومبدع

اقبل مني تحية إعجاب كبيرة

عدنان أحمد البحيصي
28-04-2008, 02:56 PM
لا زلت يا أنس ، تمهد لنا طريق الموت بحرفك ، وكأنك بهذه اللغة تمهد في نفوسنا للحن الموت ، الجاثم على ثرى الوطن ، وماهيته الخانقة لا تخنق فيك الروح ، فتخرج روحك مياسة بهذا الحرف الجميل

بوركت

يسرى علي آل فنه
29-04-2008, 12:18 AM
فِي زِقَاقِ المَوْتَى، هُنْالكَ مَوْتْى يْحَادِثُوُنَ قُبُورَهُمْ
هُنا مات أبي ، هُنا ماتَ أبي ، في غسَقِ الليْلِ جاؤوا ، حاملين رشاشاتٍ ثقيلةَ الوزنِ ، ينتعلون قبعاتٍ سوداء مخضرة اللونِ ..
هُنا جاؤوا ، هُنا ذهبوا
هُنا بيتٌ وفي البيتِ طفلٌ ولدى الطفلِ لسانٌ لا ينطق ، وفي فوهةِ البيت معلقٌ خرزةٌ زرقاء ، لتمنع الشرَّ عن القادمين ..
عن الذاهبين ..
هنالِكَ مَوْتى لم يموتوا بَعْد ، لم يعبروا طريقَ إلى قبرٍ مدججٍ بالتراب ، قد أخذوا الإذن من أحَدٍ وقالوا : سنظلُ هُنا ، في بيوتٍ خاوية ، في مغارة فيها ذئب يتربصُ بنا منذ ستينَ عاماً ، قد التهَم نصفنا وأبقى النصف الآخر يتنقيه شيئاً فشيئا ..
هُنا ولِدَ كتابْ ، فيه قصيدةٌ وفي القصيدةِ بيتْ ، وفي البيتِ شطرينِ أحدهما طغى على الآخَرِ فقتله كي يسودَ القصيد وحدَه ، دونَ شريكٍ أو رفيق ..
هناكَ في ماضينا تنكةٌ ، كان فيها قططٌ يلعبون ، وكانَ بعضُ الكلابِ مارّونَ من هناك ، فرأى الكلابُ أن لا مأوى لهُم وعثروا عليهِ في حوزةِ القطط ، فجاؤوا وقالوا أن نعضَكُم أو تذهبون ، فجاءت إحداهُن لتنطق فعضَتْ وقُتِلَت ، فذهبْن حاملين خيبتهنُ التي رافقتهُن إلى الآن ..
ما زال الكلابُ يمرحون في تلكَ التنكة ..
حتى جارَ الزمان وبقي المكانُ خالياً من السكانِ ولكن ..
موتى يجيؤونكم كل يومٍ حاملين تلك الخيبة ينثرونها هناك ، في المكان الذي ارتحلوهُ ..
ألم يزل هناك فراغٌ في تلك التنكةِ الصماء ..
أنس الرائع
دائماً لامحصلة للإختباء سوى الخيبة وانكسار الهمم ولاحصاد للشقاق سوى الفرقة والمزيد من الألم والضياع، كما لاجدوى من جسد بلا روح.
متميز كعادتك أنس بجمال وعيك ولغة طرحك.
حفظك الله ووفقك لكل خير

أنس إبراهيم
29-04-2008, 04:50 PM
عزيزي أنس
تتألق يوما بعد يوم في سفر الكتابة
لك تقديري ومودتي


أخي العزيز شجاع

مرورٌ كريم من كريم


تحيتي وتقديري لك

ويبقى السفرُ رفيق ..

أنس إبراهيم
30-04-2008, 02:33 PM
تختلج في صدري الكثير الكثير من المشاعر التي لا أقوى على ترجمتها في حضرة نصوصك يا أنس
!!!!!!!!!!
استيعابي الضحل لا يتّسع لما تخطّ يمينك
دمتَ كما تحب عزيزي
لك ودّي و اشتياقي



أختـــي فاطمة

أهلا بكِ وبمرورك العطِــر

أعتــــقد أن استيعابك يتســـع أي نصٍ أو شعـــر

شكري لــكِ

تحيـــة احترامٍ وتقدير

أنس إبراهيم
30-04-2008, 02:54 PM
أنس :
ومن ارتقا ء إلى ارتقاء هنيئالك بهذا .
مارون = مارين خبر كان منصوب



أختـــي سمو


شكـــراً لك

تحيــة احترامٍ وتقدير

أنس إبراهيم
01-05-2008, 04:43 PM
عزيزي انس/
دوماً انت متألق ومبدع
اقبل مني تحية إعجاب كبيرة



أخي صهيب


شكــرا لمرورك العـــذب


تحيــة احترامٍ وتقديــر

أنس إبراهيم
04-05-2008, 03:01 PM
لا زلت يا أنس ، تمهد لنا طريق الموت بحرفك ، وكأنك بهذه اللغة تمهد في نفوسنا للحن الموت ، الجاثم على ثرى الوطن ، وماهيته الخانقة لا تخنق فيك الروح ، فتخرج روحك مياسة بهذا الحرف الجميل
بوركت


أستاذي العزيز عدنان


مرورٌ كريم من أخ كريم


تحيتي وتقديري لك

أنس إبراهيم
04-05-2008, 09:17 PM
أنس الرائع
دائماً لامحصلة للإختباء سوى الخيبة وانكسار الهمم ولاحصاد للشقاق سوى الفرقة والمزيد من الألم والضياع، كما لاجدوى من جسد بلا روح.
متميز كعادتك أنس بجمال وعيك ولغة طرحك.
حفظك الله ووفقك لكل خير


أختي يسرى

مرورك أسعدني


تحيتي وتقديري لكِ

هشام عزاس
04-05-2008, 09:53 PM
هُنا ولِدَ كتابْ ، فيه قصيدةٌ وفي القصيدةِ بيتْ ، وفي البيتِ شطرينِ أحدهما طغى على الآخَرِ فقتله كي يسودَ القصيد وحدَه ، دونَ شريكٍ أو رفيق ..
***************
أما أنا فأملك القبعة و أرفعها بكلتا يدي
واصل فأنت تشق طريقك بإمتياز .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــــام

أنس إبراهيم
05-05-2008, 05:11 PM
أخــي العزيز هشــام


شكراً لمرورك الراقي

تحيــة تقدير واحترام

د. مصطفى عراقي
06-05-2008, 10:28 AM
فِي زِقَاقِ المَوْتَى، هُنْالكَ مَوْتْى يْحَادِثُوُنَ قُبُورَهُمْ
هُنا مات أبي ، هُنا ماتَ أبي ، في غسَقِ الليْلِ جاؤوا ، حاملين رشاشاتٍ ثقيلةَ الوزنِ ، ينتعلون قبعاتٍ سوداء مخضرة اللونِ ..
هُنا جاؤوا ، هُنا ذهبوا
هُنا بيتٌ وفي البيتِ طفلٌ ولدى الطفلِ لسانٌ لا ينطق ، وفي فوهةِ البيت معلقٌ خرزةٌ زرقاء ، لتمنع الشرَّ عن القادمين ..
عن الذاهبين ..
هنالِكَ مَوْتى لم يموتوا بَعْد ، لم يعبروا طريقَ إلى قبرٍ مدججٍ بالتراب ، قد أخذوا الإذن من أحَدٍ وقالوا : سنظلُ هُنا ، في بيوتٍ خاوية ، في مغارة فيها ذئب يتربصُ بنا منذ ستينَ عاماً ، قد التهَم نصفنا وأبقى النصف الآخر يتنقيه شيئاً فشيئا ..
هُنا ولِدَ كتابْ ، فيه قصيدةٌ وفي القصيدةِ بيتْ ، وفي البيتِ شطرينِ أحدهما طغى على الآخَرِ فقتله كي يسودَ القصيد وحدَه ، دونَ شريكٍ أو رفيق ..
هناكَ في ماضينا تنكةٌ ، كان فيها قططٌ يلعبون ، وكانَ بعضُ الكلابِ مارّونَ من هناك ، فرأى الكلابُ أن لا مأوى لهُم وعثروا عليهِ في حوزةِ القطط ، فجاؤوا وقالوا أن نعضَكُم أو تذهبون ، فجاءت إحداهُن لتنطق فعضَتْ وقُتِلَت ، فذهبْن حاملين خيبتهنُ التي رافقتهُن إلى الآن ..
ما زال الكلابُ يمرحون في تلكَ التنكة ..
حتى جارَ الزمان وبقي المكانُ خالياً من السكانِ ولكن ..
موتى يجيؤونكم كل يومٍ حاملين تلك الخيبة ينثرونها هناك ، في المكان الذي ارتحلوهُ ..
ألم يزل هناك فراغٌ في تلك التنكةِ الصماء ..


الابن الحبيب أنس

باسم الله ما شاء الله
صنعت لنا من الموت حياة مفعمة بالتأمل
ومن المأساة سبيلا للتحدي والأمل

ومن رحم الحزن خرجت العبارات قوية كأنها طلقات بندقية في صدور ظلام الشر وأهله


بوركت يا أدبينا الصادق
ودمت بكل الخير والسعادة والنور


مصطفى

وفاء شوكت خضر
06-05-2008, 01:55 PM
في زقاق الموتى هناك ..
قد أنست أرواح ببعضها وهي تنظر إلينا بعين الشفقة ..
هناك موتى لم يذهبوا بعد ..
نعم فما زالت الحياة تحمل عبأ خطواتهم على أديمها ..
منهم من تتمنى أن تضمة ومنهم من عافته ..
هُنا ولِدَ كتابْ ، فيه قصيدةٌ وفي القصيدةِ بيتْ ، وفي البيتِ شطرينِ أحدهما طغى على الآخَرِ فقتله كي يسودَ القصيد وحدَه ، دونَ شريكٍ أو رفيق ..
أعجبني هذا التعبير وهذا التصوير ..

أنس ..
أعتقد أن شهادة من سبقني كافية في أن تعرف أنك مبدع ..


ودي الكبير بني ..
تحيتي .

أنس إبراهيم
06-05-2008, 07:29 PM
الابن الحبيب أنس
باسم الله ما شاء الله
صنعت لنا من الموت حياة مفعمة بالتأمل
ومن المأساة سبيلا للتحدي والأمل
ومن رحم الحزن خرجت العبارات قوية كأنها طلقات بندقية في صدور ظلام الشر وأهله
بوركت يا أدبينا الصادق
ودمت بكل الخير والسعادة والنور
مصطفى


أستاذي العزيز مصطفى

تعقيبُك كان بمثابة وسام شرفٍ لي

شهادتك أعتز بها

تحيتي وتقديري لك

أنس إبراهيم
06-05-2008, 07:30 PM
في زقاق الموتى هناك ..
قد أنست أرواح ببعضها وهي تنظر إلينا بعين الشفقة ..
هناك موتى لم يذهبوا بعد ..
نعم فما زالت الحياة تحمل عبأ خطواتهم على أديمها ..
منهم من تتمنى أن تضمة ومنهم من عافته ..
هُنا ولِدَ كتابْ ، فيه قصيدةٌ وفي القصيدةِ بيتْ ، وفي البيتِ شطرينِ أحدهما طغى على الآخَرِ فقتله كي يسودَ القصيد وحدَه ، دونَ شريكٍ أو رفيق ..
أعجبني هذا التعبير وهذا التصوير ..
أنس ..
أعتقد أن شهادة من سبقني كافية في أن تعرف أنك مبدع ..
ودي الكبير بني ..
تحيتي .



أمـــآه

ردُك هذا انتظرته طويلا ليوشح صفحتي بالحنان والجمال

دمت ودامت روعتك

محبتي وتقديري