مشاهدة النسخة كاملة : الحمار
ياسمين شملاوي
27-04-2008, 09:17 PM
الحمار
للكاتبة الفلسطينية : ياسمين شملاوي
أم بلال تملك بيتا فوق قمة عيبال...ورثته عن زوجها المرحوم........
مع بعض أطفال وعفش ..وحمار قبرصي ابيض... يقضي حوائجهم ويفرج كربتهم .....
ترسله إلى السوق يحمل بالسرج طلباتها على وريقة صغيرة ....
يتنقل بها ما بين اللحام.... والسمان.. والعطار ...
ويعود سعيدا مهرولا ممتلئ السرج بالخيرات ...
وبدون هرج أو مرج يصدر الصوت المعتاد..
ليفرغ الحمل ويحصل على بعض من علف وماء .
وهو على هذا المنوال منذ شهور وسنوات .... لا يمنعه برد أو قيظ أو شتاء..
والأرملة ما فتئت تدعوا له بالسلامة وطول العمر وتجنب الأخطار .
وعلى غير موعد أو حساب يصرخ عليه جند الاحتلال للتوقف بالحال..
ورفع الرجلين واليدين.. وبيان ما في السرج وخلف الأذنين .
لكنه مضى بحاله ظنا منه أنهم يقصدون صديقه الحصان .....
ولم يدرك هول فعلته وغفلته إلا بعد دوي الرصاص ووخزة بالقلب والرئتين..
وصوت الجند في هدير وصراخ .... قتلنا المخرب ....
قتلنا من يحمل حزام الموت والخراب.. لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردد
ويحكم..ويحكم.. أنا حمار ..انا مجرد .... حمار ...
فتشوه فما وجدوا غير بعض الخيار والخضار... والأسفار .
أنس إبراهيم
27-04-2008, 09:36 PM
ياسمين
قصة الحمار .. ، وما تلفظ من واقع البعض منا ، جاءت في سردٍ لواقع الحال ، فبعضٌ منا ما فتئ منذ سنين
يحملُ الخضار والخيار ولقمة العيش ويجري وراء هذه الأشياء ، ظننا منه أنه يكون في مأمنٍ عن ما يجري
حوله من قتلٍ ومن دوي رصاص ، أولئك صورتهم في صورة الحمار .. نعم فهم كالحمير أو أشدُ غفلة وغباءاً
وصوت الجند في هدير وصراخ .... قتلنا المخرب ....
قتلنا من يحمل حزام الموت والخراب.. لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردد
ويحكم..ويحكم.. أنا حمار ..انا مجرد .... حمار ...
فتشوه فما وجدوا غير بعض الخيار والخضار... والأسفار
من وقعَ هنا .. فتأكيدٌ وجزمٌ .. أنهُ حمار
ظنَّ أنه في مأمنٍ إن كان ملتصقاً بالحائط يمشي كالأبله لا يدري ولا يريد أن يدري ما يجري حوله
فكان ضحية الغباء بظنٍ منه إن صديقه الحصان وهو ذاك الذي قد درى بما حوله .. أنه ذاك المقصود
فردد أيضاً مرة أخرى ..
أنا حمار
همسة ..
ويفرج كربتهم ، هنا ربما يجدر بك قولُ " فرجٌ لكربتهم " لأن المفرج للكربة هو الله لا غيره وبقولك " فرجٌ لكربتهم " تكونين جعلتي الحمار طريقة أو وسيلة للفرج
ربما أجدُ تناقضاً هنا له تفسيرٌ لديك وهو
فتشوه فما وجدوا غير بعض الخيار والخضار... والأسفار
الأسفار لم يتم ذكرها سابقاً ولا أظنُ أن أرملة تحتاجُ لها .. ! ألديك تقسيرٌ لهذا ؟؟
ياسمين نصوصك في روعة متجددة ودائمة
تحيتي وتقديري لكِ
جوتيار تمر
28-04-2008, 01:38 PM
ياسمين ...
في البدء العنوان مستفز جدا ، وهكذا اريد به ، حتى ونحن نقرأ النص ، فالنص جاء يؤثث ماهية الحمار ، من حيث اللفظ ، والفعل، لكن كوجهة نظر غلب الشاعرية على النص من حيث اللغة ، والتصوير ، اما المضمون ، فهو كباي نصوصك جاء يصور الواقع العياني بتفاصيله ، سواء على مستوى التخاذل الحاصل ، او اللامبالاة الدائرة في الكائن ، والتشبيه هنا ربما مجحف ، لكنه لم يأتي من فراغ ، فاحيانا التشبيهات تفرض نفسها ، ولعل البقاء ضمن دائرة الرصد العياني للواقع يفرض احيانا خلق مجتمعات تتفاوت في النظر الى القضية ، وتصبح المصالح احيانا سمة البقاء لدى البعض ، والسؤال هل هم الحمير ، أم الذي يستغلون القضية لمصالح حزبية ، وتوجهات مصلحوية ذاتية...؟
محبتي لك
جوتيار
ياسمين شملاوي
28-04-2008, 09:57 PM
الاخ الفاضل انس
اشكرك على هذه القراءة المتانية لصفحتي.
واخذت ملاحظاتك بالحسبان ..
دمت عبقا بالخير والبركات
ولا حرمت من جوارك الطيب
ياسمين
ياسمين شملاوي
28-04-2008, 10:03 PM
الفاضل جوتيار تمر..
عودني بهاء وصفاء حرفك ..ان انتظر عبورك ..العبق ..لفضاء كلماتي
وامس شذى وريحان فوحان عطر دخولك ..متلازما ..لرضاي عن نصي
اشكرك على هذا العمق الوجداني ..والفلسفي الذي تفاجئني به دوما
اراك تقرا الكلمات وما فوقها وما خفي منها ..
صدق والدي (لا يعرف ما في قلوبنا ..الا من امتلات قلوبهم بالاسرار )
اتمنى ان القاك ..حيثما حطت ركاب كلماتي ..
دمت عزيزا كريما
الياسمينة الفلسطينية
عصام عبد الحميد
02-05-2008, 02:47 PM
ياسمين
هذا أول نص أطالعه لك
قدرة كبيرة على سلب مشاعرنا والسير وراء نصك من بدايته لنهايته
عمق الحكاية بعيد
أجمل مافيه
هو هزيمة المحتل النفسية
والتى أصبح يخاف من أى شيئ ومن كل شيئ
يظن كل شاردة وواردة يأتيه من خلالها الموت
مع أنه يملك كل موازين القوى
ولكنه لايمكلك اى ميزان من موازين النصر
نصك جميل وثرى ومتدفق
شكرا ياسمين
ياسمين شملاوي
02-05-2008, 04:52 PM
الفاضل عصام عبد الحميد
يسعدني ان اضم كلمة طيبة وحرف بهي ..
لنصوصي المتواضعة ..
اشكرك على المرور الندي بصفحتي واعجابك بحرفي ..
اتمنى ان القاك بالجوار دوما
دمت بكل الخير
الياسمينةالفلسطينية
علاء عيسى
06-05-2008, 01:44 AM
الفاضلة
ياسمين
أولا
تحية من هنا حيث ضعفنا
إليكم هناك
حيث قوتكم
فى البداية
حضرت متصفحك
خلف حمارك
كى أقرأ " ربما " أجد شىء فكاهى كى أستريح من عناء العمل
ظناً منى بأننى سأتنزه " هنا " وبالتأكيد خاب ظنى
وهذا نجاح لاختيار العنوان
الذى ما إن تناولت العمل بالقراءة
حملت بالحسرى
والتهكم والضحك
ولكن فى النهاية
الضحك على حالنا
تحياتى
ياسمين شملاوي
10-05-2008, 10:04 AM
الكريم علاء عيسى
احاول دائما ان انقل بحرفي صورة مصغرة من بعض مشاهد حياتنا اليومية
وهي ولتطابق الواقع المعاش اجدني لا اراديا اعرضها ..
بطريقة المضحك المبكي..
منذ سنوات ارسلت رسالة عبر فضائية فلسطين ...اقتطف لك منها ..((اليكم يا زعماء وحكام وملوك العرب ..اليكم يا كل العرب..
اتركوا ما بين ايديكم ..هنهية
والتفتوا الينا ..ستبكون ..
ولكن بكاؤكم على حالكم لا علينا ..
فنحن في فلسطين ...والله بالف خير ..
نعيش شرفاء ونموت شهداء ..ونعيش شهداء ونموت شرفاء))دمت بكل الخير عزيزنا
ياسمين
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir