أحمد يوسف
28-04-2008, 01:25 PM
قصيدة قديمة حرصت على إيصالها إلى الشيخ الحبيب عائض القرني ، حينما قرر العزلة والاعتكاف في بيته منذ أكثر من سنتين ، ولأني لا أعلم إن كانت وصلته أم لا ، ولأن للشيخ في عنقي دينا أجتهد أن أوفيه إياه ، فإني اعيد نشرها لعل أحدا يعرفه فيوصلها إليه ....
لهيب هجرك يا محبوب يكوينا=وحزنُ قلبك – رغم البعدِ – يشقينا
وآه صدرك تغلي بين أضلعنا =ودمعُ عينك جرحٌ سال يدمينا
وسقم روحك آلام تعذبنا=إن تشفَ نشفَ .. وإن ظلت ستردينا
............
يا فارس الشرع والأشعار في زمنٍ=شعاره " الظلمُ " .. حتى من محبينا
قرأتُ ما سطرت يمناك فانفطرت=مشاعري .. وتباكى القلبُ محزونا
هون عليك فما في خصمكم كفءٌ=لما اصطُفِيتَ بِهِ .. علماً ولا دينا
هون عليك فهل تأسى على نفرٍ=أحقادهم لم تزل بالسمِّ ترمينا
لا يرقبون بنا إلاًّ إذا ظهروا=وما بذمتهم عهدٌ ينجّينا
هون عليك إذا الجهاُل قد جهلوا=هل ترتجي الماءَ من نارِ المغالينا ؟!
ما أنت في شرعهم –إن خنتَ– منفردٌ=بل كلُّ أشياخنا نالوا نياشينا
وكل مختلفٍ – حتى بمسألةٍ -=عنهم يباحُ دماً .. أو صار ملعوناً
فطب بذمهمُ نفساً فقد رُفِعَتْ=أقدارُ من وَضعوا زوراً وتدجينا
ودعكَ من ظالمٍ ترديهِ ريبتُهُ=زدتم بها شرفاً .. وازدادَ توهينا
واللهِ ما وثقوا يوماً بمؤتَمَنٍ=كلا ، ولا قربوا إلا أعادينا
وما لهم قُربةٌ للحقِّ نعلمها =بل قدموا البغيَ والسوءى قرابينا
فلْيَهْنِكَ اليومَ من ذي الخبثِ جفوتُهُ=ولتهنِكمْ مِقَةٌ عند المحبينا
ولتفرحوا بودادٍ لا انقطاعَ لهُ=إن شرَّقت شمسكمْ أو غرَّبت فينا
أحبابكم كعديد الرملِ جمعُهُمُ=من رامَ حصرَهمُ عدَّ الملايينا
.............
يا مشرقَ الوجهِ .. يا من طبُّهُ دُرَرٌ =من اللآليء تجلوا الحزنَ .. تُحيينا
أحييتَ قلبيَ من أحزانِهِ يوماً=من بعدِ من حرقوا فيه البساتينا
فجاءَ غيثك " لا تحزن " رويت به=ميتاً .. فأحيا بهِ الزيتونَ والتينا
فكلُّ زخَّةِ قطرٍ كنتَ تُرسلها=كانت تُوَرِّدُ فلاً أو رياحينا
وكلُّ طاقةِ نورٍ كنتَ تفتحها =كانت تضيءُ لنا شمساً فتهدينا
وكلُّ حرفٍ بهِ نعمَ الدواءُ لنا=وأنتَ نعمَ طبيبٌ كان يشفينا
وكم دعوتُ إلهي أن يُجازيكم=خير الجزاءِ على إحسانكم فينا
فهل تُرانيَ هذا اليومَ أنصفُكُم =إن تُقتُ أن تتسرَّوا في مغانينا
أو أمَّلت كلماتي أن تخفف من =آلامِكم .. مثلما كنتم مُواسينا
أو أن تقاتل فيكم حزنكم بالذي=قتلتموا به أحزاناً بماضينا
أو أن تُبلسمَ هاتيكَ الجراحاتِ كي=تعودَ مشرقةً منكم أمانينا
نعم ، وواللهِ لا ترضون – من كَرَمٍ -=بأن تُردَّ بلا نيلٍ أيادينا
سألتكم بالذي أحببتكم فيهِ=عودوا لنا وأنيروا اليومَ نادينا
ولا تُعينوا علينا بُعد داركمُ=بعزلةٍ واحتجابٍ باتَ يُضنينا
هذا رجاءُ محبٍّ لستَ تعرفُهُ =فهل ستضحكنا .. أم سوف تبكينا
---------------------------------------------------------------
أحمد يوسف
القاهرة – في ليلة الجمعة 14/11/1426 هـ - 16/12/2005 م
لهيب هجرك يا محبوب يكوينا=وحزنُ قلبك – رغم البعدِ – يشقينا
وآه صدرك تغلي بين أضلعنا =ودمعُ عينك جرحٌ سال يدمينا
وسقم روحك آلام تعذبنا=إن تشفَ نشفَ .. وإن ظلت ستردينا
............
يا فارس الشرع والأشعار في زمنٍ=شعاره " الظلمُ " .. حتى من محبينا
قرأتُ ما سطرت يمناك فانفطرت=مشاعري .. وتباكى القلبُ محزونا
هون عليك فما في خصمكم كفءٌ=لما اصطُفِيتَ بِهِ .. علماً ولا دينا
هون عليك فهل تأسى على نفرٍ=أحقادهم لم تزل بالسمِّ ترمينا
لا يرقبون بنا إلاًّ إذا ظهروا=وما بذمتهم عهدٌ ينجّينا
هون عليك إذا الجهاُل قد جهلوا=هل ترتجي الماءَ من نارِ المغالينا ؟!
ما أنت في شرعهم –إن خنتَ– منفردٌ=بل كلُّ أشياخنا نالوا نياشينا
وكل مختلفٍ – حتى بمسألةٍ -=عنهم يباحُ دماً .. أو صار ملعوناً
فطب بذمهمُ نفساً فقد رُفِعَتْ=أقدارُ من وَضعوا زوراً وتدجينا
ودعكَ من ظالمٍ ترديهِ ريبتُهُ=زدتم بها شرفاً .. وازدادَ توهينا
واللهِ ما وثقوا يوماً بمؤتَمَنٍ=كلا ، ولا قربوا إلا أعادينا
وما لهم قُربةٌ للحقِّ نعلمها =بل قدموا البغيَ والسوءى قرابينا
فلْيَهْنِكَ اليومَ من ذي الخبثِ جفوتُهُ=ولتهنِكمْ مِقَةٌ عند المحبينا
ولتفرحوا بودادٍ لا انقطاعَ لهُ=إن شرَّقت شمسكمْ أو غرَّبت فينا
أحبابكم كعديد الرملِ جمعُهُمُ=من رامَ حصرَهمُ عدَّ الملايينا
.............
يا مشرقَ الوجهِ .. يا من طبُّهُ دُرَرٌ =من اللآليء تجلوا الحزنَ .. تُحيينا
أحييتَ قلبيَ من أحزانِهِ يوماً=من بعدِ من حرقوا فيه البساتينا
فجاءَ غيثك " لا تحزن " رويت به=ميتاً .. فأحيا بهِ الزيتونَ والتينا
فكلُّ زخَّةِ قطرٍ كنتَ تُرسلها=كانت تُوَرِّدُ فلاً أو رياحينا
وكلُّ طاقةِ نورٍ كنتَ تفتحها =كانت تضيءُ لنا شمساً فتهدينا
وكلُّ حرفٍ بهِ نعمَ الدواءُ لنا=وأنتَ نعمَ طبيبٌ كان يشفينا
وكم دعوتُ إلهي أن يُجازيكم=خير الجزاءِ على إحسانكم فينا
فهل تُرانيَ هذا اليومَ أنصفُكُم =إن تُقتُ أن تتسرَّوا في مغانينا
أو أمَّلت كلماتي أن تخفف من =آلامِكم .. مثلما كنتم مُواسينا
أو أن تقاتل فيكم حزنكم بالذي=قتلتموا به أحزاناً بماضينا
أو أن تُبلسمَ هاتيكَ الجراحاتِ كي=تعودَ مشرقةً منكم أمانينا
نعم ، وواللهِ لا ترضون – من كَرَمٍ -=بأن تُردَّ بلا نيلٍ أيادينا
سألتكم بالذي أحببتكم فيهِ=عودوا لنا وأنيروا اليومَ نادينا
ولا تُعينوا علينا بُعد داركمُ=بعزلةٍ واحتجابٍ باتَ يُضنينا
هذا رجاءُ محبٍّ لستَ تعرفُهُ =فهل ستضحكنا .. أم سوف تبكينا
---------------------------------------------------------------
أحمد يوسف
القاهرة – في ليلة الجمعة 14/11/1426 هـ - 16/12/2005 م