المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مُرّي على الأجسادِ



يوسف أحمد
05-05-2008, 10:51 PM
مُرّي على الأجسادِ
شعر : يوسف أحمد


---
مُرّي على الجسدِ الذي
هدَّته أنباءُ الصَّحافةْ
واستوقفي التاريخَ
في أطلالِ منزلهِ
المضرَّجِ بالخُرافةْ
لا تصرخي أبدا
ولكنْ أشعلي فيه التأمَّلَ
يا حبيبةُ
واقرأي فيه التجعُّدَ والتحدُّبَ
واقرأي فيه التفافَه
--
مُرّيْ على الجسدِ المحطّمِ
واعبري
من فوقِ كومِ القشّ
نحو غدٍ
فلا "الفاروقُ" فيه
يخاطب "اليمنَ السعيدة"
من مدينتِه
ولا يصغي إلى التوجيهِ "ساريةٌ"
ولم يسمعْ هُتافَهْ
---
مُرّي على الجسدِ الذي خدَعَتْهُ رِدّة عصرهِ
فاستعذب الفكرَ المقشَّرَ بالسكاكين الغريبةِ
واشترى اللبنَ المجففَّ
واشترى اللحمَ المثلّجَ
واستدانَ القمحَ والإسمنتَ والزيتَ المكدّسَ
في دكاكينِ الزجاجِ
المستظلّةِ بالبنوكِ وقاذفات الرعبِ والخبثِ المصفَّى
وارتمى فوقَ الوسائدِ
حين راودَه عن النفسِ
التقدّمُ والتَّدلُّل والحصافَةْ
--
مُرّي بلا لطفٍ
على الأطلالِ
لا "قيسٌ" يُعتّق خمرةَ الحبِّ الشريفِ
ولا "جميلٌ" يستحثُّ مطيَّه للدارِ في عُرْض الغضا
الممتدِّ في جسدِ الجزيرةِ كالوريدِ
ولا الحبيبةُ في نصوصِ الشعرِ فاحمةََ الضفائرِ لا
ولا العينان حوراوين
في زمنِ العيونِ الزرقِ والعدساتِ
والشَّعَرِ المصفّفِ والمموّجِ والملوّنِ كالسنابلِ
في الحقولِ
ولا القبيلةُ مثَلَ عُذْرة تدفنُ الشعراءَ في أكفاِن حبّهمُ
ولكنْ نَقَّّلَ الشعراءُ أفئدةَ الهوى المكشوفِ بين الغانياتِ
وأكرموا الحُبّ المسافرَ في عيونِ رفيقةِ "البارِ" الأنيقةِ
كي ترى كرمَ الضيافةْْ
--
مُرّي على الطللِ الموطَّأ دونَ لطفٍ
يا حبيبةُ
لا تبالي
فالقبيلةُ قد أعارتْ سيفَها الهنديَّ من زمنٍ
ولم ترسلْ خيولَ الغزوِ تصهلُ في سروجِ الحربِ
واستلقى بظلِّ حصانِه المأسورِ عنترةُ القَنا
يتفرّسُ القومَ الذين تقدّموا بالغزو
واستاقوا نساءَ الحيِّ وانسحبوا بعبلةَ في ظهيرةِ يومِه العربيِّ
وانفردوا ببيتِ المالِ والآمالِ
وارتشفوا ضُروبَ الشَّهدِ
من شفتيّ أمتهِ
وما بالى
ولكنْ مَلّسَ الشَّعَر المجعّدَ
واحتمى بالعطرِ والصَّابونِ من عَرَقِِ السنينِ الذاوياتِ
وولّفتْ كفاهُ "لاقطَه" المصنّعَ في بلادِ العمِّ "سامَ"
لكي يُفتشَّ عن فضائيّاتِ مَنْ غازلْنَهُ بالهاتفِ الجوّالِ
عند الفجرِ فاسترخى وأعلنَ حبَّه
رُغْمَ المَسَافَةْ
---
مُرّي على الصحراءِ ظُهرا يا حبيبةُ
لا تبالي
فالحرارةُ لم تَعُدْ تشتدُّ في شِرْيانها الدمويِّ
ما عادت تلوِّحُ مَنْ أتَوْهَا في الجلودِ البيضِ
ينتعلونَ أحداقَ السياسيينَ
ما عادتْ تُخيفُ الرَّكْبَ إن مالوا عن الطُرُقاتِ
ما عادتْ تُحللّ لونَ أعينِهِم ولا
دمَهم ولا نبضَ العروبةِ في عُروقِ القلبِ
ما عادتْ تميّزُ بين مَنْ قد أخلصوا ودّا لها
أو أرسلوا كرياتِها الحمراءَ في
قِنّينة ِ"البيبسي" لكي
تَروى القذائفُ من عِظامِ العاشقينَ القابضينَ على الهوى
والمنتمينَ لدمعِ أبناءِ الرُّصافةْ
--
مُرّي على الأجسادِ ليلا يا حبيبةُ
لا تبالي
فالسماءُ مضيئةٌ من غير بدرٍ، والنجومُ اللامعاتُ
غدتْ مراكبَ في الفضاءِ، وذلك الوجهُ الجميلُ على الغيومِِ
يُوَجِّهُ الرادارَ والأقمارَ كيما
يستثيرَ لواعجَ العشقِِ الجنونيّ المخبَّأ
في قلوبِ الهائمينَ بحبّ أرصدة البنوكِ ورَنّةِ الخلخالِ
في ساقِ الجميلاتِ اللواتي
يعتصمنَ بحبلِ ودٍّ
أو يَصِدْنَ عُروقَ مَنْ ذرَف الدموعَ
على الحبيبة إذ تولّتْ
أو تَحَلّقَ حولَ جذرِ الجدّ
يقبِس من أصالتِه الثقافة
---
مُرِّي على الكبد الممزَّق يا حبيبة
لا تبالي
فالدماءُ الحُمْرُ في القانونِ أرخصُ من مياه البحر في ميزان من وضعوا
حقوقَ الناسِِ وانتصروا بمجلسهم لمن ضعفوا
ومن صفّوا طوابيرا على أعتاب مجلسهم ومن هتفوا
ومن شربوا دمَ الأطفال أو نزفوا
ومَنْ قد هُجِّروا قسرا إلى منفىً غريبِ الوجهِ أو في أرضِهم قُصفوا
أمانا يا حبيبةَ قلبيَ المكدودِ -مذْ أبصرتُ نور العيشِ - ضُميني
وضُمّي إخوتي في الهندِ والصومالِ والصينِِ
خذي قلبي
فأرواح الورى تعبتْ
وبلدانُ الهوى سقطتْ
خذي قلبي ومريّ فوق هذا الجسم
وانتعلي جفونَ العينِ شامخة، وفي محراب أقصانا
أذيعي سرَّ روحَيْنا على كلّ الكبارِ
الصادقينَ القابضينَ على الهوى
ولْتنشري أني الحبيب وأنت يا أملي الخلافة

حازم محمد البحيصي
05-05-2008, 11:51 PM
يوسف احمد
أيها البراق اللامع
جميل ما قرأته هنا لك
ولْتنشري أني الحبيب وأنت يا أملي الخلافة
ما اجملها من خاتمة
تحيتى لك

عبدالملك الخديدي
06-05-2008, 01:29 PM
أشبه بملحمة تاريخية مزجت فيها بروح الشاعر وقدرته على التصوير الماضي بالحاضر ..
أشعر أخي الشاعر المبدع بأنك تحمل جميع هموم هذه الأمة من الصين إلى فلسطين في قلبك .. فتجاوزت روحك بها المدى فاستحضرت جميع الرموز ووضعتها لنا في هذا القالب الشعري الجميل.
لك الشكر والتقدير على ما أمتعتنا به ..

يوسف أحمد
06-05-2008, 04:27 PM
يوسف احمد
أيها البراق اللامع
جميل ما قرأته هنا لك
ولْتنشري أني الحبيب وأنت يا أملي الخلافة
ما اجملها من خاتمة
تحيتى لك



أخي الحبيب حازم حفظك الله

مرورك يبعث في القلب طمأنينة وسكينة خاصة، وحروفك تسابق مشاعرك النبيلة إلى الجمال، وسلمت أناملك التي تحسن تحديد مركز النص، ولذوقك الجميل أجمل التحيات
أخوك

يوسف أحمد
07-05-2008, 02:28 PM
أشبه بملحمة تاريخية مزجت فيها بروح الشاعر وقدرته على التصوير الماضي بالحاضر ..
أشعر أخي الشاعر المبدع بأنك تحمل جميع هموم هذه الأمة من الصين إلى فلسطين في قلبك .. فتجاوزت روحك بها المدى فاستحضرت جميع الرموز ووضعتها لنا في هذا القالب الشعري الجميل.
لك الشكر والتقدير على ما أمتعتنا به ..
-----

أخي عبد الملك حفظك الله ورضي عنك

تشرفني بكلماتك النابعة من مشاعرك الصادقة ووفائك وإخلاصك لأمتك، وبحروفك الندية المشرقة التي تشرفني.
كريم أنت كعادتك، تغدق على حروفي الكليلة من قلبك الكبير، ونظراتك العميقة لما وراء السطور.
هي الأمة يا أخي الحبيب التي نأسى لحالها أجمعين، وندعو الله أن يعيدها خير أمة للناس كما كانت، وأن تظلل وطننا الإسلامي الجريح شآبيب رحمة الله ولطفه وعزة المسلم ومنعته.

كن قريبا دائما، فلحرفك أهشّ وبقربك أعيش لحظات الفخر أيها الجميل الصدوق.
أخوك

محسن شاهين المناور
07-05-2008, 02:48 PM
أستاذي الفاضل يوسف
لقد مررت بكل ماذكرت . . وعدت إليك لأشكرك
أنك حلقت بنا فوق الأفق لنستشرق واقعنا المر
والحمد لله أني نزلت بسلام
واروع ماقرأت المسك الختام
لاحرمنا الله من ابداعاتك وروائعك
وشكرا

يوسف أحمد
08-05-2008, 09:54 PM
أستاذي الفاضل يوسف
لقد مررت بكل ماذكرت . . وعدت إليك لأشكرك
أنك حلقت بنا فوق الأفق لنستشرق واقعنا المر
والحمد لله أني نزلت بسلام
واروع ماقرأت المسك الختام
لاحرمنا الله من ابداعاتك وروائعك
وشكرا

----

الأخ الكبير الحبيب محسن حفظك الله

حروفك وميض نور أرى به طريق الشعر والجمال.
وكلماتك نيشان جميل أزين به صدر وصدر قصائدي.

وفخر لي أن تمر على صدر صفحتي الكليلة الواهنة
كبير أنت كبير، فاسلم لنا أيها القريب من القلب.
أخوك

د. سمير العمري
18-10-2008, 02:09 AM
هذا نص شعري من الطراز الفاخر بما عودتنا من ألق شاعريتك الكبيرة.

هو نص يتوقف المرء عند بما حمل من معنى وبما قدم من مبنى.

لا فض فوك شاعرا رائعا!



تحياتي

سالم العلوي
18-10-2008, 07:19 AM
أيها الشاعر المحلق في سماوات الإبداع
تحية حب صادق أبعثها إليك
قرأت لك قبل قليل نزفك في ( حبيبتي ) ثم قرأت هذا النزف الآخر العجيب ( مري على الأجساد ) فوجدته يستحق التثبيت كأخيه ..
لقد طوفت على الجرح بروح وعقل .. كان الفكر هنا حاضرا .. كحضور الشعر وزيادة ..
فهنيئا لنا بك شاعرا واعيا مستوعبا للجرح الكبير للأمة .. ونفعنا بما تسطر لنا من الروائع هنا ..
تقبل خالص الحب والتقدير
ودمت بخير وعافية.

يوسف أحمد
31-10-2008, 08:25 AM
هذا نص شعري من الطراز الفاخر بما عودتنا من ألق شاعريتك الكبيرة.

هو نص يتوقف المرء عند بما حمل من معنى وبما قدم من مبنى.

لا فض فوك شاعرا رائعا!



تحياتي
------------

أخي الحبيب الحبيب د سمير حفظك الله

مسحت بكف حلمك ونبلك على قلب أخيك، فشكرا لقراءتك التي تشرفني دوما، وبارك الله لنا فيك وجمعنا بك على خير

يوسف أحمد
31-10-2008, 08:28 AM
أيها الشاعر المحلق في سماوات الإبداع
تحية حب صادق أبعثها إليك
قرأت لك قبل قليل نزفك في ( حبيبتي ) ثم قرأت هذا النزف الآخر العجيب ( مري على الأجساد ) فوجدته يستحق التثبيت كأخيه ..
لقد طوفت على الجرح بروح وعقل .. كان الفكر هنا حاضرا .. كحضور الشعر وزيادة ..
فهنيئا لنا بك شاعرا واعيا مستوعبا للجرح الكبير للأمة .. ونفعنا بما تسطر لنا من الروائع هنا ..
تقبل خالص الحب والتقدير
ودمت بخير وعافية.


-----------
أخي الحبيب سالم حفظك الله

مرورك يشرفني دوما، وحروفك البهية تغمرني بالفرح، فلا أملك إلا أن أدعو الله لك بالسعادة في الدارين، وأن أشكره - تعالى- على أن الّف بين قلبينا وقسم لنا الحب فيه أيها الكريم الحبيب.

كن بالقرب أيها الحبيب فلقربك معناه الآسر دوما
أخوك المحب

يوسف أحمد
22-12-2008, 07:29 PM
أيها الشاعر المحلق في سماوات الإبداع
تحية حب صادق أبعثها إليك
قرأت لك قبل قليل نزفك في ( حبيبتي ) ثم قرأت هذا النزف الآخر العجيب ( مري على الأجساد ) فوجدته يستحق التثبيت كأخيه ..
لقد طوفت على الجرح بروح وعقل .. كان الفكر هنا حاضرا .. كحضور الشعر وزيادة ..
فهنيئا لنا بك شاعرا واعيا مستوعبا للجرح الكبير للأمة .. ونفعنا بما تسطر لنا من الروائع هنا ..
تقبل خالص الحب والتقدير
ودمت بخير وعافية.
-----------------


عذرا أخي الحبيب سالم - حفظك الله-

لم أر الكلام النوراني الدافق من سن قلمك المفضال المعطاء إلا الآن، فتقبل عذري وحبي وتقديري أيها الكريم الحبيب.

ودم بألقك ونبلك.

أحمد الأقطش
22-12-2008, 08:14 PM
مُرّي على الجسدِ الذي
هدَّته أنباءُ الصَّحافةْ
واستوقفي التاريخَ
في أطلالِ منزلهِ
المضرَّجِ بالخُرافةْ
لا تصرخي أبدا
ولكنْ أشعلي فيه التأمَّلَ
يا حبيبةُ
واقرأي فيه التجعُّدَ والتحدُّبَ
واقرأي فيه التفافَه


الشاعر الأستاذ / يوسف أحمد
أعجبتني القصيدة بحقّ .. وجذبني هذا المطلع البرّاق ..
النصّ زاخر بالتفاصيل والصور المتلاحقة التي أحاطتني من كل جانب وغرقتُ في ملكوت التاريخ والوطن .. والانتماء

مع خالص التقدير

يوسف أحمد
26-12-2008, 11:03 PM
مُرّي على الجسدِ الذي
هدَّته أنباءُ الصَّحافةْ
واستوقفي التاريخَ
في أطلالِ منزلهِ
المضرَّجِ بالخُرافةْ
لا تصرخي أبدا
ولكنْ أشعلي فيه التأمَّلَ
يا حبيبةُ
واقرأي فيه التجعُّدَ والتحدُّبَ
واقرأي فيه التفافَه


الشاعر الأستاذ / يوسف أحمد
أعجبتني القصيدة بحقّ .. وجذبني هذا المطلع البرّاق ..
النصّ زاخر بالتفاصيل والصور المتلاحقة التي أحاطتني من كل جانب وغرقتُ في ملكوت التاريخ والوطن .. والانتماء

مع خالص التقدير



-------------------

أخي الحبيب أحمد الأقطش حفظك الله

شكرا لمرورك العذب، ولحرفك الفواح النافح ذوقا ورهافة حس، ولقلمك النابض جمالا وألقا، تشرفت بقلمك الرائع الزكي.
ودي ومحبتي

مجذوب العيد المشراوي
26-12-2008, 11:18 PM
يوسف أيها العزيز هيَ فعلا بيت الخلافة وهيَ الحبيبة ..

نص جميل جدا ..

سأعود إليه يوما ما ..