تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى نخلة في العراق ..



د. عمر جلال الدين هزاع
06-05-2008, 12:55 AM
إِلَى نَخْلَةٍ فِي العَرِاق ..
,,,

يَا شِعْرُ , شَعْبٌ فِي " العِرَاقِ " تَشَرَّدا=مُتَلَحِّفًا - بِالنَّائِبَاتِ - مُوَسَّدا
يَا شِعْرُ , شَعْبٌ فِي " العِرَاقِ " , وَ صَرْخَةٌ=ضَاعَتْ - بِأَدْرَاجِ الرِّيَاحِ - مَعَ الصَّدى
فَاهْطُلْ بِقَانِيَةِ الدِّمَاءِ قَصَائِدًا=وَ اهْمِ القَوَافِي بَينَ أَنْيَابِ الرَّدى
لَو كَانَ يَنْفَعُهُ البُكَاءُ ذَرَفْتُ مِنْ=جَوفِ المَحَاجِرِ مُقْلَتَيَّ تَوَدُّدا
لَكِنَّ - وَيلَ الدَّمْعِ - لَو هَلَّتْ بِهِ=عَينُ القَصِيدِ عَلَى السُّطُورِ تَوَقَّدا
يَا نَخْلَةً فِي شَطِّ " دِجْلَةَ " كُلَّمَا=كَاتَبْتُها شَوقِي , بَكَى وَ تَنَهَّدا
وَ مَضَى لَهَا بِالقَلْبِ رُغْمَ نَزِيفِهِ=يَحْدُو لَهَا حَدْوَ البَعِيرِ مُصَرَّدا ( 1 )
لَا الأرْضُ أَرْضِي إِذْ أَرُوحُ وَ أَغْتَدِي=وَ أَثِيرُهَا لَيسَ الأثِيرَ لِأَصْعَدا
" بَغْدَادُ " , وَيحَ الخَائِنِ الهِرِّ الذِي=لَمَّا تَهَاوَى الصَّامِدُونَ اسْتَأسَدا
بَاعُوكِ ؟ مَا بَاعُوكِ ؟ مَا زِلْنَا نَرَى=وَهْمًا - عَلَى وَهْمٍ - سَرَابًا فِي المَدى
خَانُوكِ ؟ مَا خَانُوكِ ؟ أَمْ نَحْنُ الأُولَى=خِنَّاكِ ؟ أَمْ خَانَ الكَرَى ؟ فَتَمَرَّدا ؟
فِي " الكَرْخِ " لِي أُنْشُودَةٌ أَشْكُو بِها= - " لِلْحِلَّةِ " - النَّكْبَاءَ دَمْعًا أَسْوَدا ( 2 )
جُرْحُ " السَّمَاوَةِ " نَازِفٌ فِي أَضْلُعِي=جُرْحَ النَّخِيلِ وَ أُمْنِيَاتٍ تُفْتَدى
كَانَتْ لَنَا فِي " الرَّافِدَينِ " حَضَارَةٌ=عَاثَتْ بِها - فِي الدَّائِرَاتِ - يَدُ العِدا
وَ شَرَاذِمٌ مِنْ كُلِّ حَدْبٍ قَدْ أَتَوا=كَي يَطْمِسُوا - فِيهَا - مَنَارَاتِ الهُدى
وَ الصَّمْتُ - إِذْعَانًا - لِسُوطِ مَلِيكِنَا=قَدْ زَادَ فِي ضَعْفِ النُّفُوسِ تَرَدُّدا
وَالٍ يَجُورُ , وَ حَاكِمٌ يَرْتَدُّ عَنْ=فَرْضِ الجِهَادِ , وَ أُمَّةٌ ضَاعَتْ سُدى
أَيَّانَ تَسْتَجْدِ العُرُوبَةَ أَنَّتِي=تَلْقَ انْدِلَاعًا - بِالأنِينِ - تَفَصَّدا
وَ القَومُ مِثْلِي , بَلْ أَشَدُّ تَأَسِّيًّا=مُذْ بَاتَ زَنْدُ الثَّائِرِينَ مُصَفَّدا
مَنْ لِي بِجُنْدِ " ابْنِ الوَلِيدِ " , وَ قَائِدٍ=يَمْشِي إِلَى سِنِّ المَنُونِ , فَيُقْتَدى
وَ جَحَافِلٍ بِالضِّفَّتِينِ " بِدِجْلَةٍ "=وَ عَلَى " الفُرَاتِ " اصَّفَّفَتْ لِتُجَنَّدا
وَ فَيَالِقٍ " لِصَلَاحَ " رَدَّتْ طُغْمَةً=- عَنْ " قُدْسِنَا " - عَادَتْ لِكَي تَسْتَشْهِدا
وَ كَتَائِبِ " ابْنِ التَّاشَفَينَ " " بِمَغْرِبٍ "=سَارَتْ بِِجَيشٍ فِي " الحِجَازِ " تَوَعَّدا
يَا " ذَا الفَقَارِ " وَ سَيفَ " هَارُونٍ " - عَتَا=سَيفُ الخِيَانِةِ فِي العِرَاقِ - تَجَرَّدا

,,,
المفردات :
ــــ
1 - التَّصريدُ : سَقْيٌ دُون الرَّيِّ , وَ المُصَرَّدُ : هُو الذِي يُسقَى قَلِيلاً أَو يُعْطى قليلاً.
2 - النَّكباءُ : رِيحٌ شَديدةٌ بينَ الصَّبا وَ الشّمالِ جَالِبَةٌ لِلنكباتِ وَ الوَيلاتِ ..

د. مصطفى عراقي
06-05-2008, 01:14 AM
إِلَى نَخْلَةٍ فِي العَرِاق ..
,,,

يَا شِعْرُ , شَعْبٌ فِي " العِرَاقِ " تَشَرَّدا=مُتَلَحِّفًا - بِالنَّائِبَاتِ - مُوَسَّدا
يَا شِعْرُ , شَعْبٌ فِي " العِرَاقِ " , وَ صَرْخَةٌ=ضَاعَتْ - بِأَدْرَاجِ الرِّيَاحِ - مَعَ الصَّدى
فَاهْطُلْ بِقَانِيَةِ الدِّمَاءِ قَصَائِدًا=وَ اهْمِ القَوَافِي بَينَ أَنْيَابِ الرَّدى
لَو كَانَ يَنْفَعُهُ البُكَاءُ ذَرَفْتُ مِنْ=جَوفِ المَحَاجِرِ مُقْلَتَيَّ تَوَدُّدا
لَكِنَّ - وَيلَ الدَّمْعِ - لَو هَلَّتْ بِهِ=عَينُ القَصِيدِ عَلَى السُّطُورِ تَوَقَّدا
يَا نَخْلَةً فِي شَطِّ " دِجْلَةَ " كُلَّمَا=كَاتَبْتُها شَوقِي , بَكَى وَ تَنَهَّدا
وَ مَضَى لَهَا بِالقَلْبِ رُغْمَ نَزِيفِهِ=يَحْدُو لَهَا حَدْوَ البَعِيرِ مُصَرَّدا ( 1 )
لَا الأرْضُ أَرْضِي إِذْ أَرُوحُ وَ أَغْتَدِي=وَ أَثِيرُهَا لَيسَ الأثِيرَ لِأَصْعَدا
" بَغْدَادُ " , وَيحَ الخَائِنِ الهِرِّ الذِي=لَمَّا تَهَاوَى الصَّامِدُونَ اسْتَأسَدا
بَاعُوكِ ؟ مَا بَاعُوكِ ؟ مَا زِلْنَا نَرَى=وَهْمًا - عَلَى وَهْمٍ - سَرَابًا فِي المَدى
خَانُوكِ ؟ مَا خَانُوكِ ؟ أَمْ نَحْنُ الأُولَى=خِنَّاكِ ؟ أَمْ خَانَ الكَرَى ؟ فَتَمَرَّدا ؟
فِي " الكَرْخِ " لِي أُنْشُودَةٌ أَشْكُو بِها= - " لِلْحِلَّةِ " - النَّكْبَاءَ دَمْعًا أَسْوَدا ( 2 )
جُرْحُ " السَّمَاوَةِ " نَازِفٌ فِي أَضْلُعِي=جُرْحَ النَّخِيلِ وَ أُمْنِيَاتٍ تُفْتَدى
كَانَتْ لَنَا فِي " الرَّافِدَينِ " حَضَارَةٌ=عَاثَتْ بِها - فِي الدَّائِرَاتِ - يَدُ العِدا
وَ شَرَاذِمٌ مِنْ كُلِّ حَدْبٍ قَدْ أَتَوا=كَي يَطْمِسُوا - فِيهَا - مَنَارَاتِ الهُدى
وَ الصَّمْتُ - إِذْعَانًا - لِسُوطِ مَلِيكِنَا=قَدْ زَادَ فِي ضَعْفِ النُّفُوسِ تَرَدُّدا
وَالٍ يَجُورُ , وَ حَاكِمٌ يَرْتَدُّ عَنْ=فَرْضِ الجِهَادِ , وَ أُمَّةٌ ضَاعَتْ سُدى
أَيَّانَ تَسْتَجْدِ العُرُوبَةَ أَنَّتِي=تَلْقَ انْدِلَاعًا - بِالأنِينِ - تَفَصَّدا
وَ القَومُ مِثْلِي , بَلْ أَشَدُّ تَأَسِّيًّا=مُذْ بَاتَ زَنْدُ الثَّائِرِينَ مُصَفَّدا
مَنْ لِي بِجُنْدِ " ابْنِ الوَلِيدِ " , وَ قَائِدٍ=يَمْشِي إِلَى سِنِّ المَنُونِ , فَيُقْتَدى
وَ جَحَافِلٍ بِالضِّفَّتِينِ " بِدِجْلَةٍ "=وَ عَلَى " الفُرَاتِ " اصَّفَّفَتْ لِتُجَنَّدا
وَ فَيَالِقٍ " لِصَلَاحَ " رَدَّتْ طُغْمَةً=- عَنْ " قُدْسِنَا " - عَادَتْ لِكَي تَسْتَشْهِدا
وَ كَتَائِبِ " ابْنِ التَّاشَفَينَ " " بِمَغْرِبٍ "=سَارَتْ بِِجَيشٍ فِي " الحِجَازِ " تَوَعَّدا
يَا " ذَا الفَقَارِ " وَ سَيفَ " هَارُونٍ " - عَتَا=سَيفُ الخِيَانِةِ فِي العِرَاقِ - تَجَرَّدا

,,,
المفردات :
ــــ
1 - التَّصريدُ : سَقْيٌ دُون الرَّيِّ , وَ المُصَرَّدُ : هُو الذِي يُسقَى قَلِيلاً أَو يُعْطى قليلاً.
2 - النَّكباءُ : رِيحٌ شَديدةٌ بينَ الصَّبا وَ الشّمالِ جَالِبَةٌ لِلنكباتِ وَ الوَيلاتِ ..

شاعرنا المُجيد الفريد الدكتور عمر جلال الدين هزاع

وها هو ذا الشعر يستجيب لندائك السامق فيهطل ليجود بأجمل الغيث ليسقي نخلتك السامقة الباسقة جمالا وجلالا


للتثبيت أيها الحبيب تقديرا وإعجابا


محبك: مصطفى

سالم العلوي
06-05-2008, 03:31 AM
إِلَى نَخْلَةٍ فِي العَرِاق ..
,,,
[gasida= font="Traditional Arabic,7,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="https://www.rabitat-alwaha.net/images/toolbox/backgrounds/45.gif" border="double,3,teal" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
" بَغْدَادُ " , وَيحَ الخَائِنِ الهِرِّ الذِي=لَمَّا تَهَاوَى الصَّامِدُونَ اسْتَأسَدا
بَاعُوكِ ؟ مَا بَاعُوكِ ؟ مَا زِلْنَا نَرَى=وَهْمًا - عَلَى وَهْمٍ - سَرَابًا فِي المَدى
خَانُوكِ ؟ مَا خَانُوكِ ؟ أَمْ نَحْنُ الأُولَى=خِنَّاكِ ؟ أَمْ خَانَ الكَرَى ؟ فَتَمَرَّدا ؟
[/RIGHT][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT][/frame]

شاعرنا الرائع د. عمر
أنشدت للعراق فحركت مكامن جراح أفئدتنا ..
نسأل الله في عليائه ان يمن على العراق بفجر صادق تنقشع فيه الغمة، وتزول المدلهمة ..
وقل عسى أن يكون قريبا ..
خالص شكري وتقديري أيها الشاعر المتألق الرفيع
ودمت بخير وعافية

محسن شاهين المناور
06-05-2008, 07:35 AM
الدكتور الفاضل عمر. . ابداعك لايحتاج إلى شهادة
نكأت جرحنا الذي لايندمل فهذا قدرنا من نكبة إلى نكبة . . لكنها إن شاء الله كبوة دهر ليس إلا
اصلح الله حال الأمة وأعاد لها مجدها . . شكرا جزيلا



http://i46.servimg.com/u/f46/11/76/02/79/16021510.gif (http://www.servimg.com/image_preview.php?i=40&u=11760279)

عبدالملك الخديدي
06-05-2008, 01:12 PM
لا فض فوك

صرخة مدوية تهز القلوب قبل العقول ..

من نخلة سامقة في الأدب والشعر إلى نخلة سامقة في التاريخ والحضارة.

بارك الله فيك أيها الحبيب ..

تحيتي وتقديري

د. عمر جلال الدين هزاع
06-05-2008, 02:32 PM
شاعرنا المُجيد الفريد الدكتور عمر جلال الدين هزاع
وها هو ذا الشعر يستجيب لندائك السامق فيهطل ليجود بأجمل الغيث ليسقي نخلتك السامقة الباسقة جمالا وجلالا
للتثبيت أيها الحبيب تقديرا وإعجابا
محبك: مصطفى

ثبتك الله على الحق أخي و أستاذي الحبيب
و إنني و الله لفي شوق لحروفك و إطلالتك البهية التي تشرق في عيني كلما تمثلت صورتك الكريمة في متصفحي
فلله درك
ولك حب أخيك و تجلة تلميذ و امتنان صديق

د. عمر جلال الدين هزاع
07-05-2008, 04:06 PM
شاعرنا الرائع د. عمر
أنشدت للعراق فحركت مكامن جراح أفئدتنا ..
نسأل الله في عليائه ان يمن على العراق بفجر صادق تنقشع فيه الغمة، وتزول المدلهمة ..
وقل عسى أن يكون قريبا ..
خالص شكري وتقديري أيها الشاعر المتألق الرفيع
ودمت بخير وعافية

ولك بمثل أخي الكريم
سعدت بقراءتك الواعية وفهمك و حسك و نبض حروفك
بوركت بوركت
و لك المودة

حازم محمد البحيصي
08-05-2008, 01:24 AM
يا شعر شعب في العراق مهددا = متسربلا؛ بالمضيّات مشردا
يَا قلب شعب في العراق وروحه = ضاقت بطيف الأمنيات مع الردى الأخ الحبيب د. عمر هزاع
أشعلت فيّ صبابتي
جميل ما قرأته هنا
قصيدة تستحق الوقوف عندها كثيرااااااا
لَكِنَّ - وَيلَ الدَّمْعِ - لَـو هَلَّـتْ بِـهِ
عَينُ القَصِيـدِ عَلَـى السُّطُـورِ تَوَقَّـدا
يَا نَخْلَةً فِـي شَـطِّ " دِجْلَـةَ " كُلَّمَـا
كَاتَبْتُهـا شَوقِـي , بَكَـى وَ تَنَـهَّـدا
تحيتى لك
ولقلبك النابض

ماجد الغامدي
09-05-2008, 02:16 PM
لافُض فوك يا سيد البيان وشاعر الإنتماء وسليل النخوة


قصيدة رائعة توازي عمق إحساسنا بمصابنا فتحرك القلوب وتشعل الإحساس

نسأل الله أن يُصلح حال الأمة وأن يكتب لها النصر ويمكن لها في الأرض


تحياتي وإعجابي

د. عمر جلال الدين هزاع
09-05-2008, 04:58 PM
الدكتور الفاضل عمر. . ابداعك لايحتاج إلى شهادة
نكأت جرحنا الذي لايندمل فهذا قدرنا من نكبة إلى نكبة . . لكنها إن شاء الله كبوة دهر ليس إلا
اصلح الله حال الأمة وأعاد لها مجدها . . شكرا جزيلا
http://i46.servimg.com/u/f46/11/76/02/79/16021510.gif (http://www.servimg.com/image_preview.php?i=40&u=11760279)

و أدعو معك و أؤمن
مع جليل حبي و تقديري
واعتزازي

د. نجلاء طمان
11-05-2008, 07:54 AM
رائعة حد الغيث

ومؤلمة حد النزف

حقيقة مفجعة

العراق باعوها أهلها

ونحن قبلهم

وقبل المعتدي الأجنبي

مؤسف !

يرعاك ربي

آسيا عبد الحق
11-05-2008, 09:02 AM
قصيدة جميلة
اجمل من كل القصائد الثانيات
لافض فوك
تحياتي

فاطمة جرارعة
13-05-2008, 11:39 AM
مضى وقتٌ طويلٌ على مثل هذه يا د.عمر

أشعر أن حناجر الشعراء تتمزّق في وادِ لا صدى فيه

دمتَ للشعر سيّدي

ودّي و تقديري

أحمد زنبركجي
13-05-2008, 04:08 PM
إِلَى نَخْلَةٍ فِي العَرِاق ..
,,,

يَا شِعْرُ , شَعْبٌ فِي " العِرَاقِ " تَشَرَّدا=مُتَلَحِّفًا - بِالنَّائِبَاتِ - مُوَسَّدا
يَا شِعْرُ , شَعْبٌ فِي " العِرَاقِ " , وَ صَرْخَةٌ=ضَاعَتْ - بِأَدْرَاجِ الرِّيَاحِ - مَعَ الصَّدى
فَاهْطُلْ بِقَانِيَةِ الدِّمَاءِ قَصَائِدًا=وَ اهْمِ القَوَافِي بَينَ أَنْيَابِ الرَّدى
لَو كَانَ يَنْفَعُهُ البُكَاءُ ذَرَفْتُ مِنْ=جَوفِ المَحَاجِرِ مُقْلَتَيَّ تَوَدُّدا
لَكِنَّ - وَيلَ الدَّمْعِ - لَو هَلَّتْ بِهِ=عَينُ القَصِيدِ عَلَى السُّطُورِ تَوَقَّدا
يَا نَخْلَةً فِي شَطِّ " دِجْلَةَ " كُلَّمَا=كَاتَبْتُها شَوقِي , بَكَى وَ تَنَهَّدا
وَ مَضَى لَهَا بِالقَلْبِ رُغْمَ نَزِيفِهِ=يَحْدُو لَهَا حَدْوَ البَعِيرِ مُصَرَّدا ( 1 )
لَا الأرْضُ أَرْضِي إِذْ أَرُوحُ وَ أَغْتَدِي=وَ أَثِيرُهَا لَيسَ الأثِيرَ لِأَصْعَدا
" بَغْدَادُ " , وَيحَ الخَائِنِ الهِرِّ الذِي=لَمَّا تَهَاوَى الصَّامِدُونَ اسْتَأسَدا
بَاعُوكِ ؟ مَا بَاعُوكِ ؟ مَا زِلْنَا نَرَى=وَهْمًا - عَلَى وَهْمٍ - سَرَابًا فِي المَدى
خَانُوكِ ؟ مَا خَانُوكِ ؟ أَمْ نَحْنُ الأُولَى=خِنَّاكِ ؟ أَمْ خَانَ الكَرَى ؟ فَتَمَرَّدا ؟
فِي " الكَرْخِ " لِي أُنْشُودَةٌ أَشْكُو بِها= - " لِلْحِلَّةِ " - النَّكْبَاءَ دَمْعًا أَسْوَدا ( 2 )
جُرْحُ " السَّمَاوَةِ " نَازِفٌ فِي أَضْلُعِي=جُرْحَ النَّخِيلِ وَ أُمْنِيَاتٍ تُفْتَدى
كَانَتْ لَنَا فِي " الرَّافِدَينِ " حَضَارَةٌ=عَاثَتْ بِها - فِي الدَّائِرَاتِ - يَدُ العِدا
وَ شَرَاذِمٌ مِنْ كُلِّ حَدْبٍ قَدْ أَتَوا=كَي يَطْمِسُوا - فِيهَا - مَنَارَاتِ الهُدى
وَ الصَّمْتُ - إِذْعَانًا - لِسُوطِ مَلِيكِنَا=قَدْ زَادَ فِي ضَعْفِ النُّفُوسِ تَرَدُّدا
وَالٍ يَجُورُ , وَ حَاكِمٌ يَرْتَدُّ عَنْ=فَرْضِ الجِهَادِ , وَ أُمَّةٌ ضَاعَتْ سُدى
أَيَّانَ تَسْتَجْدِ العُرُوبَةَ أَنَّتِي=تَلْقَ انْدِلَاعًا - بِالأنِينِ - تَفَصَّدا
وَ القَومُ مِثْلِي , بَلْ أَشَدُّ تَأَسِّيًّا=مُذْ بَاتَ زَنْدُ الثَّائِرِينَ مُصَفَّدا
مَنْ لِي بِجُنْدِ " ابْنِ الوَلِيدِ " , وَ قَائِدٍ=يَمْشِي إِلَى سِنِّ المَنُونِ , فَيُقْتَدى
وَ جَحَافِلٍ بِالضِّفَّتِينِ " بِدِجْلَةٍ "=وَ عَلَى " الفُرَاتِ " اصَّفَّفَتْ لِتُجَنَّدا
وَ فَيَالِقٍ " لِصَلَاحَ " رَدَّتْ طُغْمَةً=- عَنْ " قُدْسِنَا " - عَادَتْ لِكَي تَسْتَشْهِدا
وَ كَتَائِبِ " ابْنِ التَّاشَفَينَ " " بِمَغْرِبٍ "=سَارَتْ بِِجَيشٍ فِي " الحِجَازِ " تَوَعَّدا
يَا " ذَا الفَقَارِ " وَ سَيفَ " هَارُونٍ " - عَتَا=سَيفُ الخِيَانِةِ فِي العِرَاقِ - تَجَرَّدا

,,,
المفردات :
ــــ
1 - التَّصريدُ : سَقْيٌ دُون الرَّيِّ , وَ المُصَرَّدُ : هُو الذِي يُسقَى قَلِيلاً أَو يُعْطى قليلاً.
2 - النَّكباءُ : رِيحٌ شَديدةٌ بينَ الصَّبا وَ الشّمالِ جَالِبَةٌ لِلنكباتِ وَ الوَيلاتِ ..

ما شاء الله ... أنشدت فأطربت ، ونظمت فأجدت ...قصيدة مؤثرة .
لك كل الحب والتقدير:noc:

إكرامي قورة
14-05-2008, 09:08 PM
عروبة وشاعرية

رائع والله

لك شوق أخيك

د. عمر جلال الدين هزاع
19-05-2008, 01:10 AM
لا فض فوك
صرخة مدوية تهز القلوب قبل العقول ..
من نخلة سامقة في الأدب والشعر إلى نخلة سامقة في التاريخ والحضارة.
بارك الله فيك أيها الحبيب ..
تحيتي وتقديري

بوركت أبا الوليد
كريم أنت وجواد
و قد أكرمت القصيدة وصاحبها بما نثرت من بهاء حرفك
فلله درك

صادق مجبل الموسوي
19-05-2008, 07:58 AM
قصيدة جميلة بالفعل ورائعة
تمنياتي بالمزيد من التألق

د. عمر جلال الدين هزاع
19-05-2008, 02:55 PM
يا شعر شعب في العراق مهددا = متسربلا؛ بالمضيّات مشردا
يَا قلب شعب في العراق وروحه = ضاقت بطيف الأمنيات مع الردى الأخ الحبيب د. عمر هزاع
أشعلت فيّ صبابتي
جميل ما قرأته هنا
قصيدة تستحق الوقوف عندها كثيرااااااا
لَكِنَّ - وَيلَ الدَّمْعِ - لَـو هَلَّـتْ بِـهِ
عَينُ القَصِيـدِ عَلَـى السُّطُـورِ تَوَقَّـدا
يَا نَخْلَةً فِـي شَـطِّ " دِجْلَـةَ " كُلَّمَـا
كَاتَبْتُهـا شَوقِـي , بَكَـى وَ تَنَـهَّـدا
تحيتى لك
ولقلبك النابض

ولك مزيد من التقدير والإجلال
من أخيك ومحبك
..
يرعاك الله أخي المكرم
وشكرًا لبهاء الحضور ..