تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طنط قشطه



اشرف نبوي
15-05-2008, 11:10 PM
طنط قشطه

لا اعرف بالضبط لماذا كنا نناديها بهذا الاسم ،، وهل لهذا علاقة بشدة بياض بشرتها وسمنتها المفرطه ،، أم ان هذا هو الاسم الحقيقي الذي اطلقه أبواها عليها ،،،
علي كل حال فلنترك أمر هذا الأسم الآن ولنتعرف علي صاحبته،، سيده أربعينيه تزين وجهها دوما أبتسامه وضاءه ،، عينين ودودتين،، بمجرد النظر إليهما ،، تستشعر إنك تعرف صاحبتهما من زمن ،، بساطتها تدخلك معها في حوار مباشر ،، مندفعه بعض الشئ برغم الهدوء الذي قد يشع من حولها ،، مثقفه بدرجه عاليه ،، تتابع الأحداث بشغف وتتفاعل مع كل حدث بطريقتها الخاصه ،، نشطه لحد مذهل ،، وبقدر إندافاعها وفرط نشاطها إلا انها تهدأ بسرعه ،، حين تري إجتياح القوات الاسرائليه لغزه تنادي بمساندة أخوتنا في غزة ومقاطعه كل ما هو أمريكي ،، يحدث هذا صباحا ،، وتراها في المساء وقد جلست بأحد مطاعم الوجبات السريعه الأمريكيه والتي تهواها بشغف،،
حين نشرت الصحف الدنمركيه الصور المسيئه لرسولنا الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) كانت أولى المنادين بمقاطعة بضاعتهم ،،، لكنها لم تلبث كثيرا حتي عادت وبررت أستخدامها لبعض تلك البضائع ،،، الضرورات تبيح المحظورات ،، وبعض هذه المنتجات في نظرها ضروريه ،،،
لم تحظ يوما بزوج رغم رقتها ودفء مشاعرها ،،، حين تسألها أحداهن عن السبب ،، تضحك وهي تحاول مدارة حيرتها مرجعة الامر للقسمة والنصيب،، رأيها ان المرأه نصف المجتمع لكن يجب ان تكون السياده للرجل والقياده لسفينة الحياة يجب أن تناط به ،، لكن لا يمنعها رأيها هذا من الانضمام لجمعيات حقوق المرأه ،،
تعشق حب وطنها ،، لكنها ناقمه علي كل الساسه ،،، تظن إن التغير الجذري للقيادات الحاليه سيأتي بكل خير ،،، لديها تصورها الخاص بمجتمع قائم علي العداله والمساوة ،، لكنها لم تنخرط يوما في أي تنظيم سياسي او حزبي لتفعيل فكرها ،،،
تنصح كل رفيقاتها وبناتها في المدرسه الثانويه التي تعمل بها كمدرسه اولى للغة الفرنسيه بعمل حميه للمحافظه علي قوامهن ،، وهي أولى المخالفات لتلك النصائح ،،
تركيبه عجيبه من المتناقضات،، لكنها تتمتع بحب كل المحيطين بها ،، وحافظة أسرار الجميع ،، الناصحه الأمينه التي يلجأ إليها الصغار والكبار،، صاحبة كريزما خاصة ،، بناتها كما تحب أن تطلق هي علي طالبات الصف عندها،،، يعاملنها بحب فائق يصادقنها ،، ويغتنمن كل فرصه للتقرب منها ،، كن طريقها إلي معرفة صفحات الانترنت ،، والشات ،، من خلالهن عرفت عن الكثير من القضايا ،، وتفاعلت معها ،، كتبت وشاركت البنات أحلامهن ،، وشجعت الموهوبات منهن ،،، روحها المغامره وجرائتها جعلت منها خير محفز لأستنهاض طاقات البنات ،،، دلتها أحداهن علي موقع شخصي يهاجم الحكومه ،، وينتصر لاحدي الصحفيات اللواتي أحتجزن ظلما ،، يجمعون التوقيعات لمناصرتها ،، كتبت بصدق رافضه الظلم ،، ومندده بما حدث ،،، تكرر الموقف حين سمعت عن موقع يدعو إلي الأضراب العام،، كتبت مشاركه ومسانده ،، لم تكن علي درايه قويه بتكنولوجيا الويب ،، تسجل باسمها الحقيقي ،، وتذكر كافة البيانات بشفافيه ،،
وصلتها رسائل تهديد ،، ورسائل أخري تحمل في طياتها سب وشتائم رهيبه،، تجاهلت كل هذا ،،، فوجئت بجرس الهاتف في ساعه متأخره،،، شخصا يهددها ،، ويتوعدها ،، أغلقت السماعه ،،،باتت ليلتها متيقظه،،، في الصباح طلبتها المديره ،،، لمحت أثار الفزع والحزن علي قسماتها ،،، سألتها بحذر عن اخر أجازه قامت بها ،،، لم تفهم المغزي ،، طلبت منها أن تقدم علي إجازه ،، حين حاولت أن تفهم ،، لم تعطها الفرصه ،، ألمحت بأن عليها ضغوط ،، وانها تفضل لو قدمت إستقالتها ،،، فهي لا ترغب في وجود مشاكل،، لم تستطيع أن تفهم ،،، جلست في البيت أياما لا تدري أتبكي أم تكتم ألمها ،،، زارتها بناتها ،، غضبن لما حدث ،، وعدنها بأن يكتبوا عن ما حدث لها ،، وأن يستنصروا الوزير ،، تبسمت وهي تحذرهم من كتابة أي شئ ،، الآن علي الأقل ،،، مضت الأيام رتيبة ،، لا يكسر كآبتها سوي زيارات البنات لها من وقت لأخر ،،، أقبالها علي الحياة خفف من حدة محنتها ،، التي لم تعرف لأنتهائها تاريخا ،،، أفاقت ذات صباح علي جرس الباب ،، وجدتهن بصخبهن ومرحهن ،،، أخبرنها عن مظاهره سيشتركن فيها للتنديد بالظلم والفساد ،،، طلبن منها أن تخرج من عزلتها وتشاركهن،، ترددت في البدايه لكنها وجدتها فرصه لأستخراج مكنون صدرها من الحزن المكبوت ،،، هللن لموافقتها ،، وأتفقن علي الحضور في الغد لأصطحابها ،،، مكثن يصغن بعض العبارات الرنانه ،،، وأتفقن علي عمل بعض اللوحات المعبره عن غضبهن ،،، تناست حزنها لوهله وهي تنصهر بين أفكارهن وحماسهن،،، في اليوم التالي كانت علي الموعد ،، خرجت معهن وكلها حماسه ،،، أنضممن لجموع المتظاهرين ،،، هتفت بأعلي صوتها ،، لم تشعر ألا وهي في مقدمة الصفوف ،، شعورها بالظلم كان وقودا لمشاعرها،،،أزداد الهتاف ،، وتكاثرت الجموع أكثر فأكثر ،،، أقتربن من سياج من رجال الأمن طوق المكان،، لم يجفلن ،، تراجع السياج أمام ضغطهن خطوات ،، بصيحه من رئيسهم أرتفعت الهروات في الهواء ،، لم يتوقف الزحف ،، صرخة أخري جعلت الهروات تهتز في أيديهم بعنف فوق الرؤوس،، تفرق البعض ،، وأنهارالبعض تحت وطأة الضرب الأعمي والأصم ،،، بدأ رجال الأمن في إلقاء القبض علي البعض ،، وتقيدهم وشحنهم في السيارات المنتظره ،،، لم تدر إلا وهي ملقاة في زاويه إحدي سيارات الأمن ،،، وفوقها ثلاث بنات قد خضب الدم وجوههن،،، في ظلمة السجن جلست تبكي بحرقه ،،، لم يتوقف دمعها ،، ألا بمواساة أحدي زميلاتها في الزنزانه ذكرتها بعدل الله وأن ما هم فيه انما هي محنه من الله ،، أطمئنت لحديثها وهدأت نفسها قليلا ،، في الصباح أفاقت علي أسمها ينادي ،، نظرت بصمت إلي الضابط ،، شعرت بكراهيه لم تستشعرها يوما،،، تبسم في تشفي وهو يوجه لها الأسئله ،، لم ترد علي أغلب الأسئله ،،، كانت نظرات الأحتقار والأزدراء تملؤه غضبا عليها فيشير لأحد زبانيته أن يلطمها ،،، حين أعادها إلي الزنزانه كانت دموعها تغطي قسماتها،، احتضنتها رفيقتها في حنو ،، ربتت علي ظهرها همست في ود أصبري اقترب يوم القصاص ،، لم تفهم ما تعنيه ،، مكثت في حبسها عشرون يوما ،،، ذاقت فيها صنوف الذل والهوان،،، حظها العاثر أوقعها مع ضابط بلا ضمير ،،، يتسلي برؤية الدم والدموع ،، يعتبر كل خارج عن السلطه وأوامرها مهما كان ،، خائنا يجب النيل منه،، بأساليب قانونيه او قمعيه لا يهم ،،، قضت لياليها دامعه ذاهله ،،، وأيامها ذابله متألمه بين أساليب مهينه في التحقيق ،،، وسيل من الأهانات والتعذيب ،،،لم يخفف عنها الا حديث زميلتها التي عرفت فيما بعد أنها صحفيه في جريده معارضه للسلطة ،، وإنها منتميه لجماعة تدعو إلي الحريه والديموقراطيه ،، كما حاولت أن تشرح لها أهدافهم ورغبتها في أن تصبح واحده منهم تناضل من أجل الوطن وتحريره من الطغيان ،، كانت تستمع إليها وتناقشها أحيانا في محاولة لقتل الوقت ،،لم تكن مقتنعه تماما بما تناقشها فيه ،، وبما تحاول أن تقنعها به وهو الأنضمام إليهم في سعيهم إلي إحداث تغييرولو بالعنف طالما أن الوسائل السلميه لم تفلح ،، تعددت جلسات التحقيق ،، لم يصل معها الضابط لشئ يدينها ،،، جاءته الأوامر بالافراج عن كل من أعتقلهم ،،، خرجت أنسانه أخري غير التي دخلت،،، مرتابه في كل من تقابله،،، زائغة النظرات،،، مرتبكة الفكر ،،، لا ترد علي الهاتف،،، لا تستقبل أحد في بيتها ،،، قاطعت الجيران ،،، وأنقطعت عن بناتها ،،، عبثا حاولن انتشالها من حزنها ،، كانت الأسئله بداخلها كثيرة ،، وعلامات الأستفهام لا حصر لها ،، لماذا يحدث لها هذا ؟ وكيف يكون الحوار هكذا القلم ترد عليه العصا ؟ والقوه تتصدي لأي رأي؟ كانت تظن أن العالم ليس بهذا السواد ، ولم تسكنه الظلمه بتلك القسوه ،، خوفها علي بناتها إن أقتربن منها ،، جعلها تتأني في إعادة علاقتها بهن ،، حاولت استعادة وظيفتها ،، كتبت للجهات المعنيه ،، طال إنتظارها ،، حاولت شغل وقتها بالكتابة ،، راسلت بعض الصحف ،، نشرت قصتها إحدي الصحف ، قصدت مبني الصحيفه لتشكر المحرر ،، فوجئت برفيقة زنزاتها ،، تبسمت وهي تهم بالجلوس ،، تجاذبا أطراف الحديث ،، إنصرفت علي وعد بلقائها ،، بعد عدة لقاءات عرضت عليها الإنضمام إلي جماعتها ،، شعرت بأنه ماعاد شئ تخسره ،، وافقت .
نشاطها وإخلاصها جعلها تتقدم الصف ،، في أشهر قليله أنضمت لقيادة المجموعه ،، تعلمت الكثير عن قضايا الوطن ،، وكيف تدار الأمور لمصلحة ثلة قليله منتفعه ،، لا يهمها سوي مصالحها ،، قرأت الكثير من الملفات ،، تعرفت علي الوجه الأخر لهؤلاء المتشدقين بحب الوطن أمام الشاشات ،، وكيف هو فسادهم وأفسادهم الذي طال شتي مجالات الحياة ،، حين أفاقت ذات يوم ونظرت في المرآه سرت بجسدها قشعريره ،، لم تعرف وجهها في المرآه ،، لم تكن ذات المرأه.

تمت

اشرف نبوي
5-2008

علاء عيسى
16-05-2008, 02:21 AM
طنط قشطه
لا اعرف بالضبط لماذا كنا نناديها بهذا الاسم ،، وهل لهذا علاقة بشدة بياض بشرتها وسمنتها المفرطه ،، أم ان هذا هو الاسم الحقيقي الذي اطلقه أبواها عليها ،،،
علي كل حال فلنترك أمر هذا الأسم الآن ولنتعرف علي صاحبته،، سيده أربعينيه تزين وجهها دوما أبتسامه وضاءه ،، عينين ودودتين،، بمجرد النظر إليهما ،، تستشعر إنك تعرف صاحبتهما من زمن ،، بساطتها تدخلك معها في حوار مباشر ،، مندفعه بعض الشئ برغم الهدوء الذي قد يشع من حولها ،، مثقفه بدرجه عاليه ،، تتابع الأحداث بشغف وتتفاعل مع كل حدث بطريقتها الخاصه ،، نشطه لحد مذهل ،، وبقدر إندافاعها وفرط نشاطها إلا انها تهدأ بسرعه ،، حين تري إجتياح القوات الاسرائليه لغزه تنادي بمساندة أخوتنا في غزة ومقاطعه كل ما هو أمريكي ،، يحدث هذا صباحا ،، وتراها في المساء وقد جلست بأحد مطاعم الوجبات السريعه الأمريكيه والتي تهواها بشغف،،
حين نشرت الصحف الدنمركيه الصور المسيئه لرسولنا الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) كانت أولى المنادين بمقاطعة بضاعتهم ،،، لكنها لم تلبث كثيرا حتي عادت وبررت أستخدامها لبعض تلك البضائع ،،، الضرورات تبيح المحظورات ،، وبعض هذه المنتجات في نظرها ضروريه ،،،
لم تحظ يوما بزوج رغم رقتها ودفء مشاعرها ،،، حين تسألها أحداهن عن السبب ،، تضحك وهي تحاول مدارة حيرتها مرجعة الامر للقسمة والنصيب،، رأيها ان المرأه نصف المجتمع لكن يجب ان تكون السياده للرجل والقياده لسفينة الحياة يجب أن تناط به ،، لكن لا يمنعها رأيها هذا من الانضمام لجمعيات حقوق المرأه ،،
تعشق حب وطنها ،، لكنها ناقمه علي كل الساسه ،،، تظن إن التغير الجذري للقيادات الحاليه سيأتي بكل خير ،،، لديها تصورها الخاص بمجتمع قائم علي العداله والمساوة ،، لكنها لم تنخرط يوما في أي تنظيم سياسي او حزبي لتفعيل فكرها ،،،
تنصح كل رفيقاتها وبناتها في المدرسه الثانويه التي تعمل بها كمدرسه اولى للغة الفرنسيه بعمل حميه للمحافظه علي قوامهن ،، وهي أولى المخالفات لتلك النصائح ،،
تركيبه عجيبه من المتناقضات،، لكنها تتمتع بحب كل المحيطين بها ،، وحافظة أسرار الجميع ،، الناصحه الأمينه التي يلجأ إليها الصغار والكبار،، صاحبة كريزما خاصة ،، بناتها كما تحب أن تطلق هي علي طالبات الصف عندها،،، يعاملنها بحب فائق يصادقنها ،، ويغتنمن كل فرصه للتقرب منها ،، كن طريقها إلي معرفة صفحات الانترنت ،، والشات ،، من خلالهن عرفت عن الكثير من القضايا ،، وتفاعلت معها ،، كتبت وشاركت البنات أحلامهن ،، وشجعت الموهوبات منهن ،،، روحها المغامره وجرائتها جعلت منها خير محفز لأستنهاض طاقات البنات ،،، دلتها أحداهن علي موقع شخصي يهاجم الحكومه ،، وينتصر لاحدي الصحفيات اللواتي أحتجزن ظلما ،، يجمعون التوقيعات لمناصرتها ،، كتبت بصدق رافضه الظلم ،، ومندده بما حدث ،،، تكرر الموقف حين سمعت عن موقع يدعو إلي الأضراب العام،، كتبت مشاركه ومسانده ،، لم تكن علي درايه قويه بتكنولوجيا الويب ،، تسجل باسمها الحقيقي ،، وتذكر كافة البيانات بشفافيه ،،
وصلتها رسائل تهديد ،، ورسائل أخري تحمل في طياتها سب وشتائم رهيبه،، تجاهلت كل هذا ،،، فوجئت بجرس الهاتف في ساعه متأخره،،، شخصا يهددها ،، ويتوعدها ،، أغلقت السماعه ،،،باتت ليلتها متيقظه،،، في الصباح طلبتها المديره ،،، لمحت أثار الفزع والحزن علي قسماتها ،،، سألتها بحذر عن اخر أجازه قامت بها ،،، لم تفهم المغزي ،، طلبت منها أن تقدم علي إجازه ،، حين حاولت أن تفهم ،، لم تعطها الفرصه ،، ألمحت بأن عليها ضغوط ،، وانها تفضل لو قدمت إستقالتها ،،، فهي لا ترغب في وجود مشاكل،، لم تستطيع أن تفهم ،،، جلست في البيت أياما لا تدري أتبكي أم تكتم ألمها ،،، زارتها بناتها ،، غضبن لما حدث ،، وعدنها بأن يكتبوا عن ما حدث لها ،، وأن يستنصروا الوزير ،، تبسمت وهي تحذرهم من كتابة أي شئ ،، الآن علي الأقل ،،، مضت الأيام رتيبة ،، لا يكسر كآبتها سوي زيارات البنات لها من وقت لأخر ،،، أقبالها علي الحياة خفف من حدة محنتها ،، التي لم تعرف لأنتهائها تاريخا ،،، أفاقت ذات صباح علي جرس الباب ،، وجدتهن بصخبهن ومرحهن ،،، أخبرنها عن مظاهره سيشتركن فيها للتنديد بالظلم والفساد ،،، طلبن منها أن تخرج من عزلتها وتشاركهن،، ترددت في البدايه لكنها وجدتها فرصه لأستخراج مكنون صدرها من الحزن المكبوت ،،، هللن لموافقتها ،، وأتفقن علي الحضور في الغد لأصطحابها ،،، مكثن يصغن بعض العبارات الرنانه ،،، وأتفقن علي عمل بعض اللوحات المعبره عن غضبهن ،،، تناست حزنها لوهله وهي تنصهر بين أفكارهن وحماسهن،،، في اليوم التالي كانت علي الموعد ،، خرجت معهن وكلها حماسه ،،، أنضممن لجموع المتظاهرين ،،، هتفت بأعلي صوتها ،، لم تشعر ألا وهي في مقدمة الصفوف ،، شعورها بالظلم كان وقودا لمشاعرها،،،أزداد الهتاف ،، وتكاثرت الجموع أكثر فأكثر ،،، أقتربن من سياج من رجال الأمن طوق المكان،، لم يجفلن ،، تراجع السياج أمام ضغطهن خطوات ،، بصيحه من رئيسهم أرتفعت الهروات في الهواء ،، لم يتوقف الزحف ،، صرخة أخري جعلت الهروات تهتز في أيديهم بعنف فوق الرؤوس،، تفرق البعض ،، وأنهارالبعض تحت وطأة الضرب الأعمي والأصم ،،، بدأ رجال الأمن في إلقاء القبض علي البعض ،، وتقيدهم وشحنهم في السيارات المنتظره ،،، لم تدر إلا وهي ملقاة في زاويه إحدي سيارات الأمن ،،، وفوقها ثلاث بنات قد خضب الدم وجوههن،،، في ظلمة السجن جلست تبكي بحرقه ،،، لم يتوقف دمعها ،، ألا بمواساة أحدي زميلاتها في الزنزانه ذكرتها بعدل الله وأن ما هم فيه انما هي محنه من الله ،، أطمئنت لحديثها وهدأت نفسها قليلا ،، في الصباح أفاقت علي أسمها ينادي ،، نظرت بصمت إلي الضابط ،، شعرت بكراهيه لم تستشعرها يوما،،، تبسم في تشفي وهو يوجه لها الأسئله ،، لم ترد علي أغلب الأسئله ،،، كانت نظرات الأحتقار والأزدراء تملؤه غضبا عليها فيشير لأحد زبانيته أن يلطمها ،،، حين أعادها إلي الزنزانه كانت دموعها تغطي قسماتها،، احتضنتها رفيقتها في حنو ،، ربتت علي ظهرها همست في ود أصبري اقترب يوم القصاص ،، لم تفهم ما تعنيه ،، مكثت في حبسها عشرون يوما ،،، ذاقت فيها صنوف الذل والهوان،،، حظها العاثر أوقعها مع ضابط بلا ضمير ،،، يتسلي برؤية الدم والدموع ،، يعتبر كل خارج عن السلطه وأوامرها مهما كان ،، خائنا يجب النيل منه،، بأساليب قانونيه او قمعيه لا يهم ،،، قضت لياليها دامعه ذاهله ،،، وأيامها ذابله متألمه بين أساليب مهينه في التحقيق ،،، وسيل من الأهانات والتعذيب ،،،لم يخفف عنها الا حديث زميلتها التي عرفت فيما بعد أنها صحفيه في جريده معارضه للسلطة ،، وإنها منتميه لجماعة تدعو إلي الحريه والديموقراطيه ،، كما حاولت أن تشرح لها أهدافهم ورغبتها في أن تصبح واحده منهم تناضل من أجل الوطن وتحريره من الطغيان ،، كانت تستمع إليها وتناقشها أحيانا في محاولة لقتل الوقت ،،لم تكن مقتنعه تماما بما تناقشها فيه ،، وبما تحاول أن تقنعها به وهو الأنضمام إليهم في سعيهم إلي إحداث تغييرولو بالعنف طالما أن الوسائل السلميه لم تفلح ،، تعددت جلسات التحقيق ،، لم يصل معها الضابط لشئ يدينها ،،، جاءته الأوامر بالافراج عن كل من أعتقلهم ،،، خرجت أنسانه أخري غير التي دخلت،،، مرتابه في كل من تقابله،،، زائغة النظرات،،، مرتبكة الفكر ،،، لا ترد علي الهاتف،،، لا تستقبل أحد في بيتها ،،، قاطعت الجيران ،،، وأنقطعت عن بناتها ،،، عبثا حاولن انتشالها من حزنها ،، كانت الأسئله بداخلها كثيرة ،، وعلامات الأستفهام لا حصر لها ،، لماذا يحدث لها هذا ؟ وكيف يكون الحوار هكذا القلم ترد عليه العصا ؟ والقوه تتصدي لأي رأي؟ كانت تظن أن العالم ليس بهذا السواد ، ولم تسكنه الظلمه بتلك القسوه ،، خوفها علي بناتها إن أقتربن منها ،، جعلها تتأني في إعادة علاقتها بهن ،، حاولت استعادة وظيفتها ،، كتبت للجهات المعنيه ،، طال إنتظارها ،، حاولت شغل وقتها بالكتابة ،، راسلت بعض الصحف ،، نشرت قصتها إحدي الصحف ، قصدت مبني الصحيفه لتشكر المحرر ،، فوجئت برفيقة زنزاتها ،، تبسمت وهي تهم بالجلوس ،، تجاذبا أطراف الحديث ،، إنصرفت علي وعد بلقائها ،، بعد عدة لقاءات عرضت عليها الإنضمام إلي جماعتها ،، شعرت بأنه ماعاد شئ تخسره ،، وافقت .
نشاطها وإخلاصها جعلها تتقدم الصف ،، في أشهر قليله أنضمت لقيادة المجموعه ،، تعلمت الكثير عن قضايا الوطن ،، وكيف تدار الأمور لمصلحة ثلة قليله منتفعه ،، لا يهمها سوي مصالحها ،، قرأت الكثير من الملفات ،، تعرفت علي الوجه الأخر لهؤلاء المتشدقين بحب الوطن أمام الشاشات ،، وكيف هو فسادهم وأفسادهم الذي طال شتي مجالات الحياة ،، حين أفاقت ذات يوم ونظرت في المرآه سرت بجسدها قشعريره ،، لم تعرف وجهها في المرآه ،، لم تكن ذات المرأه.
تمت
اشرف نبوي
5-2008

الفاضل الغالى
أشرف
لحكيك طعم جميل
رغم طول القصة
الا انكى ضمنت لنا المتعة
كانت قصتك
ممتلئة بكل شىء
انسانيتها
وسياستها
وجوها العام
مغرى
" ولذا وجبت التحية "

جوتيار تمر
16-05-2008, 01:05 PM
النبوي الرائع...

طنط قشطة / غوص في ماهية الواقع العياني بكل صوره البليدة، والمتاخمة للعيانية اليومية ،مشهد كشفي في طنط قشطة ، قص يعري الواقع بكل توجهاته المعقولة واللامعقولة ، ويبرز النمطية السياسية السائدة منذ امد طويل ، تلك النمطية التي تعيش على الشك والريبة وغرسها في نفوس الكل من اجل تفكيك قوى الشعب واخضاعه ،وكذلك توظيف جمالي للنمط الاجتماعي والوصفي من خلال اللغة السلسلة ،قص يزاحم لحظة بروز صورة التمرد المبدع، كلمات تستبطن فوارا ما بين هي الحلم المتصلة بالذات و ما بين هو القارئ للذات و مابين أنا المرعبة من أثر الرؤيا و مابين النجم الغاية ، الختمة جاءت على وفاق عال مع الواقع ونمط السردية .

محبتي
جوتيار

اشرف نبوي
18-05-2008, 04:54 PM
علاء عيسي

استاذي الفاضل ،، شكرا لجميل ردك ،، ولرقة تحيتك التي اسعدتني ،،

كم هم قلائل الذين يكتبون بوعي وفهم راق مثلك

تقبل خالص مودتي

اشرف نبوي

اشرف نبوي
21-05-2008, 12:24 PM
جوتيار تمر

تحياتي

يكفي ان اقول لك انني استسمحك ان انشر كل تعليقاتك علي القصص في نهاية كتابي القادم ( الرابع ) مجموعة قصصيه
وذلك لما تحمله ردودك من تحليل واع ،، استفيد منه،، واسعد به

خالص تقديري

اشرف نبوي

عدنان أحمد البحيصي
21-05-2008, 01:29 PM
أخي الحبيب أشرف
ترسم هنا صورة لمواطن ، بسيط محبوب ، بسيط في كل شيء ، عاطفي جميل رقيق ، لكنه كان ضحية للكاذبين ، والإنسان الطيب عندما تلهبه سياط الظلم ينتفض ، بكل ما أوتي من قوة ، وهكذا فعلت بطلة قصتك

لقد أمتعتنا بهذه القصة الهادفة ، التي تضيء من خلالها أضواء الأمل رغم قسوة الجلد والجلاد
بوركت

محمد الدسوقي
21-05-2008, 01:42 PM
جدا عايشت تلك الأحداث ، وكأنني في خضم الموقف ..

شكرا لسردك

ولك تحية

اشرف نبوي
22-05-2008, 08:15 AM
استاذ عدنان
وكأني بك اختزلت ببراعه هموم البطله ( التي هي رمز لشعب )

في جملة دقيقه راقيه واعيه

( 660066)


تقبل خالص ودي

اشرف نبوي

اشرف نبوي
22-05-2008, 08:16 AM
استاذ عدنان

وكأني بك اختزلت ببراعه هموم البطله ( التي هي رمز لشعب )

في جملة دقيقه راقيه واعيه

(الإنسان الطيب عندما تلهبه سياط الظلم ينتفض )


نعم صدقت اخي الفاضل
تقبل خالص ودي

اشرف نبوي

اشرف نبوي
24-05-2008, 08:15 AM
محمد الدسوقي


الشكر موصول لشخصكم الكريم ،، ولقلمك الراق الجميل ،

تقبل خالص مودتي

اشرف نبوي

جوتيار تمر
24-05-2008, 06:30 PM
جوتيار تمر
تحياتي
يكفي ان اقول لك انني استسمحك ان انشر كل تعليقاتك علي القصص في نهاية كتابي القادم ( الرابع ) مجموعة قصصيه
وذلك لما تحمله ردودك من تحليل واع ،، استفيد منه،، واسعد به
خالص تقديري
اشرف نبوي



النبوي الرائع...

يكفي ان اقول لك شكرا لك هذا الاهتمام بردودي ، وهي ملك لك ايها العزيز.

محبتي لك
جوتيار

اشرف نبوي
29-05-2008, 08:27 AM
جوتيار تمر

الشكر وكل التقدير علي جميل اهتمامك ،

نبادلك المحبه

اشرف نبوي

ربيحة الرفاعي
21-05-2013, 08:28 PM
لم تكن طنط قشطه امرأة أربعينيه بل شعبا تحدوه الطيبة المتجذرة في أعماقه لاستجابة ساذجة لمؤثرات يحركها الآخرون بما يخدم مشاريعهم
وقد نجح الكاتب بتوظيف قصي موفق للبطلة رمزا في التعبير عن الأنماط الاجتماعية والتوجهات السياسية وبواعثها ومحركاتها في سرد سلس اجتماعي القالب توعوي الطرح ذكي الإشارات
وخاتمة تماهت بمهارة مع هذا الدمج بين الواقع والطرح في السردية الشائقة

دمت بألق

تحاياي

اشرف نبوي
22-05-2013, 12:17 PM
ربيحه الرفاعي

كنت قد يأست من قراء يهيمون وراء السطحيه
فأتت احرفك لتعيد لقلمي بعض الامل

فشكرا لحرفك المورق دوما

تقديري

آمال المصري
24-05-2013, 01:15 AM
نص سياسي يحكي حكاية شعب غلفته أحداث شائقة بعيدة برمزيتها لمرماها ولكن أصابت الهدف
بوركت اليوايع أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
01-05-2018, 06:23 PM
طنط قشطة .. هى رمز للمرأة العربية بكل طيبتها وبساطتها
وفاعليتها وتفاعلها عندما تحتك بالسياسة في مجتمعاتنا العربية
وما يمكن أن يحدث لها من قمع وظلم وذل وعذاب.
قصة قوية الملامح ـ سبكت بنسيج حرفي متلاحم ـ مائز بسرديته الشائقة
قصة معبرة ومؤثرة ومؤلمة.
سلمت يداك.
:v1::001: