المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف حاربت المؤسسة الدينية روحية التساؤل؟



خليل حلاوجي
18-05-2008, 09:20 AM
كيف حاربت المؤسسة الدينية روحية التساؤل؟

د. أحمد خيري العمري

--------------------------------------------------------------------------------

في صراعها من اجل البقاء تروج المؤسسة الدينية التقليدية ان الاسئلة تؤدي الى الالحاد والشيوعية والدرك الاسفل من النار – والحقيقة ان الغيرة التي تفتعلها المؤسسة على اسئلة الاطفال حول الجنة والنار والله والخلق هي غيرة مصطنعة ، وما يخيف المؤسسة حقاً هو ان يكتشف هؤلاء الصغار بعد ان يكبروا ان هناك اجوبة اخرى غير الاجوبة التي القموا بها عندما سألوا للمرة الاولى . اجوبة مبدعة : اجوبة محرضة للخيال غير تلك الاجوبة التي اسكتوا بها للمرة الاولى …
تخاف المؤسسة من ان يكتشف هؤلاء الصغار ( بعد ان يكبروا ) ان هناك طريقاً اخراً للايمان لا يمر عبر اجوبتها التقليدية . وان الاجوبة ليست حقاً كما توهموا اما ملحدة وجديدة او مؤمنة وتقليدية ، وانما هناك ايماناً من نوع اخر غير ذاك الذي يروجه وعاظ المؤسسة .ايمان ايجابي . ايمان فاعل غير ايمان الخدر والخرافة الذي يتقنه العواجيز والدراويش ومتسولو المساجد .
تخاف المؤسسة ان ياتي يوم ويستعمل هؤلاء الصغار لغة اخرى – اكثر معاصرة وحداثة – في ابتكار الاجوبة . لغة اخرى غير لغة " البعرة والبعير " التي لا تزال تستخدم في عصر الثورة المعلوماتية والاستنسال البشري .
واذا كانت المؤسسة تستطيع ان تدبر امورها – ولو بكثير من الصعوبة – مع اسلوب البعرة والبعير – والتي كانت هي الاخرى نتاج فكر مبدع في وقتها – فانها تخشى اكثر ما تخشاه ان ياتي يوم وتسال فيه اسئلة لا جواب لها في كتب الاولين ومذاهبهم . اسئلة لم تطرح على ابي حنيفة فيجيب عنها بثلاثة او اربعة اجوبة . ولم يُسأل عنها ابن تيمية فيجيب عنها كل سؤال بمجلد او اثنين …
تلك الاسئلة التي تطرح ضمن معطيات جديدة – تاريخية واقتصادية واجتماعية وعلمية يشهدها عصرنا الحالي – ستكشف جهل المؤسسة وتسطحها وعدم قدرتها على مواجهة الاسئلة الجديدة، تلك الاسئلة هي التي تخيف المؤسسة وتثير رعبها-
لذلك تثير المؤسسة اسلوباً قديماً جداً في مواجهتها للامر. نفس الاسلوب الذي اتبعته الكنيسة في العصور الوسطى وتتبعه كل المؤسسات الاجتماعية التقليدية في مواجهة الفكر الحي المتجدد .
هذا الاسلوب هو محاربة السؤال اصلاً ومنذ البداية ، والباب الذي يأتي منه الريح تغلقه المؤسسة لتستريح .
لكن كيف استطاعت المؤسسة – وهي تحارب السؤال – ان تتعايش مع عناصر التساؤل وروحيته المبثوثة عبر القران الكريم والسنة ؟ .
كيف استطاعت ، وهي تغلق باب التسآؤلات : ان تغض البصر عن الاسئلة الابراهيمية – بداية الايمان الاسلامي – وعن الشك الذي اوصل لطمانينة القلب – الشك الذي نحن احق من ابراهيم به … وعن … وعن …
كيف ؟ .
بالنسبة لمفاهيم المؤسسة ، كان التعايش مستحيلاً بينها وبين تلك الايات البينات من الخطاب القراني – من سورة الانعام ( وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين . فلما جن عليه الليل راى كوكبا قال هذا ربي فلما اقل قال لا احب الافلين . فلما راى القمر بازغاً قال هذا ربي فلما اقل قال ائن لهم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين . فلما راى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال ياقوم اني برىء مما تشركون ) الانعام 75 – 78 .
انها ليلة الحيرة والتقلبات . ليلة القلق الانساني والبعث الانساني . ليلة غيرت مجرى التاريخ ، ومهدت لنبوة رجل سيصير اباً للامم – واباً روحياً للاديان السماوية الثلاثة .
والايات واضحة ، لاتحتاج الى تعليق : ابراهيم يبحث في الطبيعة – عن خالقها . ويرفض – بعقله – بعض الظواهر ( مثل الشمس والقمر والزهرة ) والتي جسمها قومه في اصنام يعبدونها … ما هي دوافعه في البحث ، الفطرة ؟ العقل ؟ . ربما المهم انه يسأل ويبحث ويرفض ويقبل قبل ان ينزل عليه الوحي ، مما يجعل التربة مهيئة وممهدة لنزول الرسالة وتقبلها …
البحث الابراهيمي والتساؤلات الابراهيمية والحيرة الابراهيمية واضحة في سياق الايات :- لا احب الافلين – لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين …
لكن المؤسسة تأبى الا ان تغير هذا الوضوح وتغبشه وتخرج الايات عن معناها ، مقصدها ومغزاها …
ولو اخذنا ثلاثاً من التفسيرات المعتمدة عند اهل السنة ( الطبري ت 310 ، ابن كثيرٌ 774 ، القرطبي ت671 ) وهي التفسيرات التي لا تزال تمارس دورها التأسيسي حتى الان – وتابعناها في هذه الايات فماذا سنجد ؟
ينقل الطبري وهو صاحب اقدم تفسير من ضمن هذه – عدة اقوال ، ولكنه كان منحازاً للقول الذي ياخذ الايات على ظاهرها – ( ان من الصواب الاقرار بخبر الله تعالى الذي اخبر به والأعراض عما عداه ) – مستنداً في ذلك الى رواية عن ابن عباس ، ولكنه يورد اقوال قوم انكروا ( ان ابراهيم قال للكوكب او للقمر هذا ربي وقالوا غير جائز ان يكون لله نبي ابتعثه بالرسالة اتى عليه وقت من الاوقات وهو بالغ الا وهو لله موحد وبه عارف ومن كل ما يعبد من دونه برىء . قالوا ولو جاز ان يكون قد اتى عليه بعض الاوقات هو به كافر لم يجز ان يختصه بالرسالة لانه لا معنى فيه الا وفي غيره من اهل الكفر به وليس بين الله وبين احد من خلقه مناسبة فيحابيه باختصاصه بالكرامة (…) وزعموا ان خبر الله عن قول ابراهيم عند رؤيته الكوكب او القمر او الشمس هذا ربي لم يكن لجهله بان ذلك غير جائر وانما قال ذلك على وجه الانكار منه ان يكون ذلك ربه وعلى العيب لقومه (…..) وينقل كذلك قولهم ان ذلك كان في حالة الطفولة وقبل قيام الحجة عليه (…..) وقال اخرون انه قال اهذا ربي على سبيل الانكار والتوبيخ أي ليس هذا ربي ، وقالوا تفعل العرب مثل ذلك فتحذف الالف التي تدل على الاستفهام … الطبري الجزء 7 / 249 .
هناك عدة ملاحظات على تفسير الطبري :
1 . فرغم ان الطبري يفضل ( التوقف ) في هذه الايات و اخذها على ظاهرها – الا ان هذا ( التوقف) ليس ايجابياً الا عند مقارنته بالتفسيرات الباقية التي تنكر النظر الإبراهيمي – لكنه من جهه اخرى يعامل الآيات كما لو كانت تخوض في الصفات الإلهية او الآيات المتشابهة – فيقبلها بتحفظ على ظاهرها دون الغوص في معانيها …
2 . ان إيراده للآراء الأخرى التي ينكرها يدل على وجود صراع بين تيارين واضحي المعالم على المساحة : التيار اللاعقلاني الذي يعدد آراءً مختلفة مستخدماً أساليب البيان والبلاغة لترسيخ أفكاره والتيار العقلاني الذي يمثله هنا الطبري على استحياء فيتحفظ ويتوقف ويختصر في توضيح موقفه .. وهذا الاستحياء والتحفظ و(التوقف) لا يوحي ابداً ان الصراع كان يسير لصالح التيار العقلاني خصوصاً في ظل تعدد اراء التيار العقلاني .
3 . ومقارنة (توقف) الطبري بتفسيرات القرطبي وابن كثير المنتمين لفترة زمنية متأخرة (القرن السابع والثامن على التوالي ) ستوضح لنا نتيجة الصراع بين هذين التيارين وهي نتيجة معروفة سلفاً لكن المضحك في الأمر ان التفسير الأكثر انتشاراً اليوم هو التفسير المنتمي لاشد عصور الانحطاط ظلاماً وابعدها عن الموقف (المتوقف) للطبري.
* * *
يأخذ القرطبي (المتوفي سنة 618هـ) التأويل الذي يفسر السياق على انه مناظرة بين إبراهيم وقومه (ج11 ص301) – كما يؤيد كون (هذا ربي) تفيد الاستفهام مع تقدير الألف المحذوفة وينقل عن الزجاج انه قال (قصد من قوله) هذا ربي على قولكم- في مناظرة- ، باعتبار ان الله تعإلى اخبر عنه (واجنبني وبني ان نعبد الأصنام ) (وإذا جاء ربه بقلبي سليم ) أي لم يشك به قط (…) ولما خرج إبراهيم من السرب (الكهف) رأى ضوء الكوكب وهو طالب لربه فظن انه ضوءه (ضوء الله) قال هذا ربي بأنه يتراءى لي نوره ، فلما أفل علم انه ليس بربه – وكذا مع القمر والشمس ، مرجحاً الاستفهام كتفسير لقوله هذا ربه بتقدير : أهذا ربي ؟ او امثل هذا يكون ربي ؟ القرطبي ج5 ص285.
أما ابن كثير المتوفي (748) فقد نقل اختلاف التفسيرات (هل هو مقام نظر ام مناظرة .. والحق ان إبراهيم كان في هذا المقام مناظراً لقومه مبيناً لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام … وكيف يجوز ان يكون إبراهيم ناظراً في هذا المقام وهو الذي قال الله في حقه (ولقد أتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين…) (ابن كثير ج2 ص152) .
* * *
وهكذا حسم الموقف! والأربعة قرون التي تفصل بين توقف الطبري المتردد وحسم ابن كثير ولهجته الواثقة هي القرون التي انحدرت فيها الحضارة الإسلامية وثقافتها إلى درك عصور الانحطاط التي ضاعت مفرداتها بين تشدد لفظي مقيت وشطحات صوفية بعيدة وهذا المثال عن تفسير آية محددة هو من سبيل المثال لا الحصر – وقد يحتاج الموضوع إلى دراسة منفصلة : اختلاف التفسيرات عبر القرون وتأثر ذلك بالمناخ الفكري الاجتماعي السياسي السائد.
ولعله مما يلفت النظر إعراض القرطبي وابن كثير لرواية ابن عباس والتي استند عليها الطبري في تفسيره المؤيد لموضوع نظر إبراهيم وبحثه في الكون واعتمادهم على آيات قرآنية من سياقات أخرى لتجيير الموضوع وتأويله بأتجاه المناظرة .
فالآيات التي استند عليها القرطبي في تفسيره مجتزءة عن سياقها التاريخي و عن معناها اللفظي، فدعاء ابراهيم ( ..و اجنبني و بني ان نعبد الاصنام) ينتمي لفترة زمنية لاحقة أثناء بنائه للكعبة و(آتى الله بقلب سليم ) لا تعني قط انه لم (يبحث) ولم (يتساءل ) خاصة وان (آتى الله) الواردة بنص الآية تشير إلى انه هو الذي (اهتدى) إلى ربه قبل الوحي بالضبط كما ان قوله (هذا ربي) لا يعني الشرك هذا اذا افترضنا ان (سليم) تعني لم يشرك به قط..
وكذلك بالنسبة للآية التي اختارها ابن كثير في تفسيره (ولقد اتينا إبراهيم رشده من قبل) .. لا تعني قط انه لم يبحث وان تساؤلاته وحواره لم يحصل الا على سبيل المناظرة مع قومه كما يحاول ابن كثير ان يرسخ في أذهاننا بل على العكس و(تأتيان الرشد من قبل) يوحي بأن إبراهيم كان راشداً قبل الوحي وهذا الراشد لم يتأت الا بالبحث والتساؤلات.
ولعل هذه الطعنات والملاحظات على اختيار مثل هذه الآيات واختزاءها من سياقها لا تخفى على مفسرين فطنين مثل القرطبي وابن كثير ولكنهما كان يكرسان موقفاً كانت قد قد حسمته المؤسسة منذ زمن . وكانا يدفعان وبشدة (تهمة) التساؤلات العقلية عن إبراهيم لانهما يدافعان عن مفردات ثقافية لا عقلانية استطاعت خلال هذه القرون ان تؤصل نفسها وتبتني لنفسها جذوراً وقواعداً متخفية بتأويلات وتفسيرات معينة لآيات قرآنية وأحاديث شريفة وليست مسألة التساؤلات الإبراهيمية هنا سوى قمة صغيرة مرئية لجبل هائل غاطس في الماء .
* * *
سيقال : وما أهمية ذلك حقاً ؟ يختلف المفسرون في مواضيع عديدة وعلى عادتهم سيقولون ان الخلاف ليس في اصل من أصول العقيدة وبالتالي فالموضوع (خلافي) ويقدر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه … الخ.
هذا طبعاً إذا نظرنا نظرة سطحية تجزأ السياقات والنصوص والمفاهيم من زمانها وتأريخها وواقعها الاجتماعي السياسي والثقافي ..
ولكن ان يكون إيمان إبراهيم الأب الروحي للأديان الثلاثة وخاصة ديننا والجد القبلي للأمم الكتابية ان يكون أيمانه الذي هو الجذر الأصيل للايمان الإسلامي مجرد موضوعاً خلافياً مسألة فيها نظرة (اذا سمحتم) .
ففرق كبير بين ان ينتمي إيماننا لرجل بحث واحتار وسأل ونظر في الكون إلى تلك النتيجة (أني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما انا من المشركين) الأنعام 79 التي مهدت لنزول الوحي على عقل لماح شمولي ومتفتح …
وبين ان ينتمي إيماننا لصبي أخفته أمه في الكهف بعيداً عن الناس خوفاً عليه من النمرود وعندما خرج من الكهف انطلق يناظر قومه وهي القصة التي يحاولون ان يلصقوها بإبراهيم والفارق الكبير ليس على صعيد (الأمانة التاريخية) وتسلسل الأحداث فحسب بل على صعيد فهمنا لماهية الإيمان نفسه والعقل والنظر وآيات الطبيعة والعلاقات المتداخلة بينها جميعاً بل على صعيد وظيفته العقل والإيمان وأولوياتها وهو فارق كانت المؤسسة وأقطابها تعيه بوضوح لذلك حرصت على تمييع وتسطيح مسألة التساؤلات الإبراهيمية وتغييب دور العقل في التمهيد للوحي تهيئة التربة الملائمة لنزول الرسالة وقد استخدمت من اجل تنفيذ هذه المهمة شتى الاساليب والوسائل من الآيات الكريمة المجتزاة من سياقها إلى أساليب البيان واللغة الحاطة والتي تكاد تتيح كل شيء تريده منها ..
ولعلنا نحتاج إلى ان نكرر ان المؤسسة لم تبن حربها ضد التساؤل على موضوعة الأسئلة الإبراهيمية بالذات بل بدأتها قبل ذلك بفترة طويلة وسط ظروف سياسية واجتماعية بالغة التعقيد والحرجة كما سيأتي تفصيلها في فصل لأحق ولكننا ركزنا على ما فعلت المؤسسة بالتساؤلات الإبراهيمية لأننا اعتبرنا هذه التساؤلات الحجر الأساس الذي بنى عليه الخطاب القرآني طبيعة التفكير في أفراد الجيل الأول..
* * *
.و مثل ذلك بل اكثر فعلت المؤسسة مع حديث الرسول(ص)(نحن احق بالشك من ابراهيم)-الحديث الي يعقب فيه الرسول على طلب ابراهيم ان يريه كيف يحيي الموتى (ليطمئن قلبي)
قال السيوطي (ت911هـ) في الديباج على الصحيح مسلم (ج1 ص173 حديث 151): في ان مقصد الرسول (ان الشك يستحيل في حق إبراهيم ! فأن الشك في احياء الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء لكنت انا أحق به من إبراهيم وقد علمتم اني لم اشك فأعلموا ان إبراهيم لم يشك (….) وانما رجح إبراهيم على نفسه تواضعاً ودياً او قبل ان يعلم انه خير ولد آدم) !! وقال ايضاً في (شرح سنن ابن ماجه) ص290 / رقم 4026: أي لم يشك إبراهيم عليه السلام فانه لو كان شك لشككنا ايضاً لانا على ملته..) .
وفي صحيح ابن حيان بترتيب ابن بلبان (المتوفي 354هـ) (لم يرد الشك بأحياء الموتى انما أراد به في استجابة الدعاء له وذلك ان إبراهيم (ص) قال رب ارني كيف تحيي الموتى ولم يتيقن انه يستجاب له فيما يريد في دعائه وسؤاله ربه كما سأل فقال (ص) نحن أحق بالشك من إبراهيم به في الدعاء لانا اذا دعونا ربما يستجاب لنا وربما لا يستجاب ومحصول هذا الكلام انه لفظة أخبار مرادها التعليم للمخاطب له) 14/88 رقم6208 .
ويقول ابن حجر متوفي (852هـ) في فتح الباري شرح صحيح البخاري (اختلف السلف في المراد بالشك هنا لحمله بعضهم على ظاهر، وقال كل ذلك قبل النبوة وحمله ايضاً الطبري على ظاهره وجعل سببه حصول وسوسة الشيطان لكنها لم ولا زلزلت الإيمان الثابت واستند في ذلك إلى ما اخرجه هو وعبيد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم من طريق عبد العزيز الماجشون عن محمد بن المنكدر عن بن عباس قال أرجى آية في القرآن هذه الاية (وإذ قال إبراهيم لربه…) قال ابن عباس هذا لما يعرض في الصدور ويوسوس به الشيطان فرضى الله من إبراهيم عليه السلام بأن قال بلى ( ونلاحظ هنا مرة أخرى ان الطبري (متوفي 310هـ) هو الأكثر عقلانية في تفسير الحديث والآية رغم انه الأقدم من كل هؤلاء ) (…) قال عطاء دخل إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال ذلك …
(…) وقيل معناه اقدرني على إحياء الموتى فتأدب في السؤال وقال بن الحصار انما سأل ان يحيي الله الموتى على يديه .
(….) كما روى بعض من لا يذكرون من ابن التين انه أراد بقوله (قلبي) (في (ليطمئن قلبي)) رجلاً صالحاً (اسمه قلبي) كان يصحبه سأله عن ذلك ! وابعد منه ما حكاه القرطبي عن بعض الصوفية انه سأل من ربه ان يريه كيف يحيي القلوب ! وقيل اراد طمأنينة النفس (…) وقال بعض (ان المقصود من قول الرسول نحن أحق بالشك) نحن اشد اشتياقاً إلى رؤية ذلك من إبراهيم وقيل (المقصود) اذا لم نشك نحن فإبراهيم اولى بأن لا يشك أي لو كان الشك متطرقاً إلى الأنبياء لكنت انا أحق به منهم وقد علمتم اني لم اشك فاعلموا انه لم يشك وانما قال ذلك تواضعاً منه او قبل ان يعلمه الله بأنه افضل من إبراهيم !! .
أراد (الرسول) ما جرت به العادة في المخاطبة لمن أراد ان يدفع عن آخر شيئاً قال مهما أردت ان تقول لفلان فقله لي ومقصودة لا تقل ذلك وقيل أراد بقوله (نحن) أمته الذين يجوز عليهم الشك واخراجه هو منه بدلالة العصمة وقيل معناه هذا الذي ترون انه شك انا أولى به لانه ليس بشك انما هو طلب لمزيد البيان وحكى بعض علماء العربية ان (افعل) (أحق) ربما جاءت لتنفي المعنى عن الشيئين نحن قواه تعإلى أهم خير ام قوم تبع ؟ أي لا خير في الفريقين ونحو قال القائل الشيطان خير من فلان أي لا خير فيهما فعلى هذا قوله نحن أحق بالشك من إبراهيم لا شك عندنا جميعاً وقال ابن الجوزي إنما صار أحق من إبراهيم لما عانى من تكذيب قومه وردهم عليه وتعجبهم من أمر البعث فقال انا أحق ان أسأل ما سأل إبراهيم لعظيم ما جرى لي مع قومي المنكرين لاحياء الموتى ولمعرفتي بتفضيل الله لي ولكن لا أسأل في ذلك (الفتح الباري 6/413) .
لقد اتفقوا إذن جميعاً واتفاقهم هذا أمر نادر بل عجيب على ان يغيبوا المعنى بل ويغيروا الحديث اختلفت وسائلهم في ذلك فبعض منها واهية ساقطة والبعض الآخر متقنة مسبوكة لا تخلو من ذكاء وفطنة وكلها تتجه جهة واحدة وتصب في مجرى واحد : ان يحرفوا الحديث الواضع عن معناه بل يغيروه بالكلية ويعكسوا المراد منه ولو لم يكن الحديث في صحيح البخاري لما تجشموا هذا العناء و لنسفوه دون تردد. لكن الحديث يظل صريحاً رغم تأكيداتهم وتأويلاتهم خاصة وانهم يناقشون جزءً معيناً من سياق اطول ويفصلون هذا الجزء عن سياقه الذي لن ينسجم مع طروحاتهم مطلقاً فالسياق التام للحديث يذكر (نحن أحق بالشك من إبراهيم ورحم الله لوطاً فقد كان يأوى إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف ربما لأجبت الداعي) ان هذا السياق وخاصة ذكر يوسف وسجنه ينسف تماماً كل الفذلكات والحيل اللفظية وغير اللفظية التي حاولوا من خلالها ان يعكسوا معنى (نحن أحق بالشك من إبراهيم ) .
… ولا ينبغي هذا ان نتصور سوء الظن والقصد في هذه المحاولات فقد كان هؤلاء يتصورون انهم يدفعون عن الرسول (ص) وعن إبراهيم تهمة فظيعة حسب مقاييسهم المؤسسية والمعرفية … ولم يتصوروا قط سوى ان الشك صفة ذميمة لا يمكن ان تستقيم مع النبوة الكريمة … فحاولوا ان ينفوها ويؤولوا الحديث بما يعكس معناه.
لم يتصوروا قط وفق الاسس التي تشكل فيها افقهم المعرفي ان الشك يوصل للايمان بل لذروته لطمأنينة القلب وانه هو الذي يدفع للبحث، للتأمل، لليقين الحقيقي ولولا توقف الطبري الذي كسر إجماعهم وقوله ان الشك من الوساوس التي لا تزلزل الإيمان وعدم انكاره ان يصيب الأنبياء بعض الشك باعتبارهم بشر مثل سائر الناس لكانوا مجتمعين في كلمتهم على نفي الشك وعلى احقية المسلمين به .




منقول من كتاب"البوصلة القرآنية"-الدكتور احمد خيري العمري-الصادر عن دار الفكر-دمشق

خليل حلاوجي
18-05-2008, 09:21 AM
نقد النص القرآني ...


في اللحظة التي ستدرك امتنا ان الاية في القرآن مقدسة ولكن اقوال المفسرين ليست مقدسة
فاننا سندخل الى مرحلتنا العقلانية في نقد جهدنا الفكري برمته
امامنا غربلة ستة ملايين كتاب تراثي .... وهي مهمة سيعيش لها الجهابذة

لابد من جهد واعي وجاد يبذله الإنسان وتبذله الجماعة
وهذا الجهد يجب ان نركز فيه على النتيجة التي سنراها بعد بذلنا للجهد طما لابد من خارطة طريق لهذا الجهد وسقف زمني
أخي الحبيب
لان الإنسان هو محصلة تراكمية بطيئة للجهد الواعي من خلال وحدات الزمن (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزيه الجزاء الأوفى )

النقد الذاتي يعني بالضبط إعلان الوعي العقلاني, والتعامل مع الأفكار كقيمة ذاتية, أوكوحدات موضوعية انفصلت فيها عن الشخصية.
الاتوافقني أن من السهل القيام بعملية نقد لغيرنا ويصعب نقد ذواتنا وهنا سيتم .. كشفنا للآخرين , ومن أصعب الأمور القيام بعملية نقد ذاتي, لأنها مواجهة للذات, ونحن تعودنا الفرار من الذات, أو إعطاء ما يشبه التقديس للذات.
يقول الدكتور خالص جلبي
( النقد عندنا غير علمي, وغير عقلي, بمعنى أنه يعتمد الإندفاعات الشخصية, ومبني على الظنون.كل بحث غير عقلي هو هوى, وكل بحث غير علمي هو ظن, والقرآن أعطى الثقة للأولين, وسحب الثقة من الآخرين, وجمع ذلك في نصف آية فقال:
(إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى)
تبني المنهج العلمي يخلصنا من ورطتنا الحالية, لأنه تعامل مع العالم كما هو, وليس كما في صورته الذهنية عندنا.
دائماً تكمن المشاكل ليس فيها بالذات بقدر موقفنا من هذه المشاكل.
النقد الذاتي يفرض نقاشاً عقلانياً صارماً، ودقة علمية فائقة, ونحن لا نفهم ذلك إلا تخريباً وطعناً بقدسية الأشخاص.
يجب أن نتحرر من عالم الأشخاص تماماً لنتعامل مع الأفكار كما هي: والتعامل مع الأفكار دقيق: فالفكرة الخاطئة أحياناً هي ليست خطأ في مضمونها بقدر مكانها في التركيب العام, كما في تراكيب الكيمياء الحيوية حيث يبقى الكم الذري كما هو, ويتحول الترياق إلى سم بتغيير التركيب الهندسي الداخلي بدون حذف أو إضافة في الذرات، أي: أن التحول يطرأ على التركيب العام وطبيعة علاقة الذرات الداخلية.
آن الأوان للمسلمين اليوم أن يعيدوا النظر في التجربة الفكرية الإسلامية كي يبدأ العقل مسيرته الصحيحة. ثم علاقته الجدلية الصحيحة قبل العمل, وفي التكامل معه, كي يدخل العمل حلقة حلزونية صاعدة باتجاه تكامل الإنسان وسعادته


بالغ تقديري

خليل حلاوجي

ريمة الخاني
18-05-2008, 09:36 AM
اولا استاذي حلاوجي لايمكن ان نشير لمدرسه نقديه عربيه محددة ولها مواصفاتها واركانها تماما وعلى وجه الدقه انما على معظمها انما لها علاقة مع الشخص المبدع نفسه او استعانه بمدارس غربيه وهنا وغالبا يبقى الامر شخصب بحث يعتمد على خبرة وابعاد علاقة الكاتب او الناقد بمن ينقده .
اما عن محاربة المؤسسات الدينيه فهو امر فيه نظر فلااريد ان اغوص باامور تبيح الهجوم على مؤسسات نعتز بها مهما كانت .
مرور سريع ولي عودة

خليل حلاوجي
20-05-2008, 08:22 AM
الأستاذة الكريمة ريمة الخاني :
الفكرة الخاطئة أحياناً هي ليست خطأ في مضمونها بقدر مكانها في التركيب العام

عبدالصمد حسن زيبار
20-05-2008, 02:08 PM
التساؤلات الابراهيمية بين النظر والمناظرة

هل ابراهيم عليه السلام كان في موقع النظر أوالمناظرة

مسألة بالفعل تمثل مثال عن مسائل كثيرة تستدعي التجديد

خليل حلاوجي
23-05-2008, 04:11 PM
إبراهيم عليه السلام أسس لنا طريق العودة من الأرض إلى الجنة

وآدم عليه السلام أسس لنا الطريق من الروح إلى الطين ..

دمت سيدي عبد الصمد وعينك الناصحة الناضجة

د. نجلاء طمان
25-05-2008, 11:55 AM
الفكر والفطرة والتساؤلات التي تولد معنا وتتخمر بالتقاطع مع العامل الزمني...

في مقالة منقولة قرأتها , استوقفتني كثيرًا كثيرًا لأتأمل في عقل الطفل ومدى ثورة الفكر والتساؤل عنده

والتي جبت في نظري أفكار علماءٍ كبار.. سأضعها لكم ولنفكر معًا...



عن فاطمة الزهراء وهو منقول عنها أيضًا:


في إحدى المدارس الأمريكية طلبتِ المعلمةُ من الأطفال أن يوجهوا رسائل إلى الله في الكريسماس. يسألونه عن أحلامهم وأمنياتهم. أو يوجهون إليه أسئلة مما يخفق الأبوان والمعلمون في الإجابة عنها.
وفي حين بدت بعض الرسائل طفولية شديدة البراءة، وبعضها جاء ضاحكا عابثا، بدت أخرى عميقةً ماكرة شديدة الإيغال الإشكاليّ والفلسفي، بل والسياسيّ أيضا. ولا عجب، فالجهل يفتح مدارك الإنسان نحو أقصى مدارج السؤال، عكس المعرفة التي تحدّ رؤانا بسقف الممكن والمنطق، فتنخفض هامةُ الأسئلة لتنضوي تحت خيمة المعلوم من الحياة بالضرورة.

وحين قال النفّري "الجهل عمود الطمأنينة"، أظنه لم يعن فقط أن عدم المعرفة تريح بالك من التفكير في إجابات لأسئلة الوجود الكبرى ومن ثم تطمئن وتنام، على عكس ما يَأْرقُ الفلاسفةُ والعلماءُ، فيخاصمهم النوم وتنأى عنهم الراحة، بل أظنه قصد أيضا أن المعرفة تحدّ من أسئلتك وتقصّ من شطحاتها لأنك مقيّد بالنظرية ومكبّلٌ بالقانون. فلم يعد ممكنا أن تسأل (الآن) لماذا تدور الأرض عكس اتجاه عقارب الساعة؟ ولماذا ينير القمر ليلا؟ ولماذا تبدو السماء زرقاء؟ ولماذا تسقط الثمرة من الشجرة بدلا من أن تطير؟ لكن مَن يجهل يحق له أن يسأل "مطمئنًا" عمّا يشاء وقتما يشاء وعلى النحو الذي يشاء. لأنه يمتلك شيئا ثمينا يُفقدنا العلمُ إياه. الدهشة. والدهشةُ أصلُ الفرح ومصدر الإبداع الأكبر.

لذلك الأطفال مبدعون كبار في أسئلتهم وفي رسومهم وفي ركضهم وراء فراشة أو ضفدع. فالطفلةُ التي سألت الله عن الحدود بين الدول، لا تفهم معنى كلمة احتلال، ولا إمبراطوريات. ولا تعرف من هو سير مارك سايكس أو مسيو جورج بيكو، ولا آرثر بلفور ووعوده. وحُكما هي بريئة من دم الهندي الأحمر الذي تدوس قدماها رفاته كل يوم وهي في طريقها إلى المدرسة. هنا بعض هذه الرسائل ترجمتُها إذ أراها قطعا من الشعر الصافي.





==
عزيزي الله،
في المدرسة يخبروننا أنك تفعل كلّ شيء. مَن الذي يقوم بمهامك يوم إجازتك ؟ جين

==
عزيزي الله،
هل فعلا كنت تقصد أن تكون الزرافة هكذا، أم حدث ذلك نتيجة خطأ ما ؟ نورما

==
عزيزي الله،
بدلا من أن تجعل الناس يموتون، ثم تضطر لصناعة بشر جديدين، لماذا لا تحتفظ وحسب بهؤلاء الذين صنعتهم بالفعل ؟ جين

==
عزيزي الله،
مَن رسم هذه الخطوط على الخريطة حول الدول ؟ نان

==
عزيزي الله،
قرأتُ الإنجيل. ماذا تعني كلمة "ينجب" ؟ لم يجبني أحد. مع حبي، آليسون

==
عزيزي الله،
هل أنت فعلا غير مرئي، أم أن هذه حيلة أو لعبة ؟ لاكي

==
عزيزي الله،
من فضلك إرسلْ لي حصانا صغيرا. ولاحظ أني لم أسألك أيّ شيء من قبل، وتستطيع التأكد من ذلك بالرجوع إلى دفاترك. بروس

==
عزيزي الله،
ذهبت إلى حفل الزفاف هذا، ورأيتهم يقبّلون بعضهما في الكنيسة. هل هذا جائز؟ نيل

==
عزيزي الله،
هل حقا تعني ما قلته: رُدَ للآخرين ما أعطوك إياه؟ لأنك لو تعني ذلك فسوف أعيد لأخي ركلتَه. دارتا

==
عزيزي الله،
ماذا يعني أنك ربٌّ غيور؟ كنتُ أظنُّ أن لديك كل شيء. جين

==
عزيزي الله،
شكرا على أخي المولود الذي وهبتنا إياه أمس، لكن صلواتي لك كانت بخصوص جرو! هل حدث خطأ ما ؟ جويس

==
عزيزي الله،
لقد أمطرتْ طيلة الإجازة. وجنّ جنون أبي! فقال بعض الكلمات عنك مما ينبغي ألا يقولها الناس، لكنني أرجو ألا تؤذيه بسبب ذلك على كل حال. صديقك... (عفوا لن أخبرك عن اسمي)ء

==
عزيزي الله،
لماذا "مدرسة الكنيسة" يوم الأحد ؟ كنت أظنُّ أن الأحد هو يوم إجازتنا. توم ل

==
عزيزي الله،
إذا كنا سنعود من جديد في هيئات أخرى- من فضلك لا تجعلني جانيفر هورتون لأنني أكرهها. دينيس

==
عزيزي الله،
إذا أعطيتني المصباح السحري مثل علاء الدين، سوف أعطيك بالمقابل أي شيء تطلبه، ما عدا فلوسي ولعبة الشطرنج خاصتي. رفائيل

==
عزيزي الله،
شقيقي فأر صغير. كان يجب أن تمنحه ذيلا. ها ها.. داني

==
عزيزي الله،
قابيل وهابيل ربما ما كانا ليقتلا بعضهما البعض جدا لو أن أباهما أعطى لكل منهما غرفة مستقلة. لقد جرّبنا ذلك ونفع هذا الأمر مع شقيقي. لاري

==
عزيزي الله،
أحب أن أكون مثل أبي عندما أكبر، لكن ليس بكل هذا الشعر في جسده. سام

==
عزيزي الله،
ليس عليك أن تقلق عليّ كثيرا. فأنا أنظر للجهتين دائما حين أعبر الطريق. دين

==
عزيزي الله،
أظن أن دبّاسة الأوراق هي أحد أعظم اختراعاتك. روث م.

==
عزيزي الله،
أفكر فيك أحيانا، حتى حين لا أكون في الصلاة. إيليوت

==
عزيزي الله،
أراهن أن ليس بوسعك أن تحب جميع البشر في العالم. يوجد أربعة فقط في أسرتي ولم أستطع أن أفعل ذلك. نان

==
عزيزي الله،
بين كل البشر الذين عملوا من أجلك، أحبُّ أكثرهم نوح وداود. روب

==
عزيزي الله،
إذا شاهدتني يوم الأحد في الكنيسة، سوف أريك حذائي الجديد. ميكي دي

==
عزيزي الله،
أود أن أعيش 900 عام مثل ذلك الرجل في الإنجيل. مع حبي، كريس

==
عزيزي الله،
قرأتُ أن توماس إديسون اخترع اللمبة. وفي المدرسة يقولون إنك من صنع النور. أراهن أنه سرق فكرتك. المخلصة، دونّا

==
عزيزي الله،
الأشرار سخروا من نوح: "تصنع سفينةً فوق الأرض الجافة أيها الأحمق!" لكنه كان ذكيًّا، كان ملتصقا بك. هذا ما سوف أفعله أيضا. إيدين

==
عزيزي الله،
لم أكن أصدق أن اللون البرتقالي يمكن أن يتماشى جماليا مع اللون الأرجواني، حتى شاهدت غروب الشمس الذي صنعتًه يوم الثلاثاء. كم كان ذلك جميلا. إيوجين

==
عزيزي الله،
لا أعتقد أن ثمة من يمكن أن يكون ربًّا أفضل منك. حسنا، فقط أريدك أن تعرف أنني لا أقول ذلك لأنك أنت الربُّ بالفعل. تشارلز

خليل حلاوجي
28-05-2008, 08:17 AM
"الجهل عمود الطمأنينة"

عبدالملك الخديدي
28-05-2008, 10:11 AM
الأخ : خليل
كما ذكر قلمكم المجتهد في أن البعض لا يفرق بين الآية وقدسيتها وبين من قام بتفسيرها فربط المفسر بقائل الآية عز وجل دون النظر إلى ظروف وثقافة المفسر .
مع العلم أن كلام الخالق موجه للمخلوق والواسطة لا تجوز والتفسير غير مهم إلا في الآيات الفقهية.
وآية ابراهيم عليه السلام واضحة ولا تحتاج لمفسر يعقدها ويعيد صياغتها باسلوب المخلوق.

ولعل الصوفيين هم أطفال صغار لأنهم يعيشون بعفوية تامة مع الله يخاطبونه وينشدونه ويطلبونه أشياءهم الخاصة .. وتجاوزوا مرحلة الشك والسؤال إلى مرحلة الإطمئنان الروحي والنفسي.

خليل حلاوجي
28-05-2008, 04:59 PM
عزيزي الله،
إذا أعطيتني المصباح السحري مثل علاء الدين، سوف أعطيك بالمقابل أي شيء تطلبه، ما عدا فلوسي ولعبة الشطرنج خاصتي. رفائيل

\

يانجلاء ... الفردية والمادية دخلت بيوتنا في الشرق الحزين

الكل يفكر بنفسه .. أنا وفلوسي ومن بعدي الطوفان...

د. نجلاء طمان
29-05-2008, 02:56 PM
عزيزي الله،
مَن رسم هذه الخطوط على الخريطة حول الدول ؟ نان

........................

خلق الله الأرض بلا خطوط

فلم وضعناها نحن وابتعدنا

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

منك الحسنة يا رب ومنا كل السيئات

خليل حلاوجي
03-06-2008, 08:40 AM
الفصل مابين دين الأنبياء ودين الفقهاء ... ضرورة فكرية

خليل حلاوجي
25-08-2008, 04:46 PM
عزيزي الله،
الأشرار سخروا من نوح: "تصنع سفينةً فوق الأرض الجافة أيها الأحمق!" لكنه كان ذكيًّا، كان ملتصقا بك. هذا ما سوف أفعله أيضا. إيدين

\

نعم نجلاء :

الأشرار يعتقدون أن الأخيار أيضاً ... أشرار مثلهم

راضي الضميري
12-02-2009, 12:13 AM
في الحقيقة ما يجعلني أتواصل معك في هذه الأوقات الصعبة التي نعيشها هو قناعتي بأنّك مستعد لتقبل الرأي والرأي الآخر بصدر رحب ، ولذلك ستجدني – إذا ما استمر النقاش على قاعدة أنّ الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية – ومعك أنت بالذات ، على اتصال دائم بكل ما تطرحه ، وستجدني أيضًا بعيدًا جدًا عن المجاملة ومقدماتها .
هذا الموضوع الذي نحن بصدده يحمل عنوانًا مغلوطًا من أساسه ، ولا يصحّ تعميمه ، فالقول بمؤسسة دينية تمنع روحية التساؤل وبهذا القدر من الحجم و المبالغة يجعل من هذه المؤسسة – إنْ صحّ إطلاق هذا اللفظ – شبيهة بتلك المؤسسات التي سادت في العصور الوسطى ، وكاتب المقال السيد أحمد العمري لم يجد حرجًا في ذلك وهذا خطأ محض يقع فيه ، لأنّ التشبيه في غير محله ، ولا يصح إطلاقًا أنْ نصف الكنيسة بكل مفاسدها وأخلاقياتها المنحرفة في العصور الوسطى وبكل الكتب المزورة التي كانت تعتمدها مع واقعنا لا في الماضي ولا في الحاضر .
إضافة لذلك فإن الدكتور المحترم أحمد العمري وصف التفسيرات وأصحابها بأوصاف لا تليق بهم فإنّه في المقابل يسقط هو الآخر في نفس الفخ الذي نصبه لغيره ، إذ يعتبر نفسه قد وصل إلى الحقيقة المطلقة بتفسيره المقتضب لما ورد في الآية في سورة الأنعام ، فلماذا نقبل بتفسيره ونرفض ما دون ذلك ؟ هل نزل عليه الوحي فأخبره بالحقيقة كاملة أم اجتهد ؟ إذا كان قد اجتهد فالآخرون مجتهدون أيضًا ، ولكل امرئ اجتهاده الخاص . فهل الحقيقة تصب في خانة العمري لوحده ليجزم أنّ رأيه هو الحقيقة بعينها ؟
إنّ من المؤسف حقًا أنْ يخرج إلينا بين كل حين وآخر إنسان ما ليقول أنا فقيهكم ومفسركم الأوحد ، والسؤال المطروح يقول : لماذا لا يقول من يجد تفسيرًا معقولًا وأكثر منطقية من تفاسير أخرى سواء قديمة أو جديدة فيدعو لإعمال النظر فيها وبدون أن يتكبر أو يتهم غيره بالتخلف أو بنظريات المؤامرة ، في قناعتي الشخصية أعتقد بأنّ هذا الأمر يكمن وراءه هدفًا - من جملة أهداف ليست بريئة من نظري - يراد من وراءه إثارة زوبعة تثير كمًا من الغبار لا يمكن تفادي رؤيته من أجل تسليط الضوء على نفسه ، وإلا فالمفكّر يجدر به أنْ يحترم أراء الآخرين وإذا ما جاء بجديد فعليه أن يضعه وبهدوء على طاولة الحوار لكي يقرأ القارئ ويقارن بين ما جاء به وما كان معروضًا من قبل ، ويترك ليفكر ويقرر بنفسه ، لا أنْ يقاد عنوة لهذا الرأي الجديد ، وما يفعله السيد أحمد العمري بكل بساطة يقول من لا يتبع رأيي فهو على شاكلة من وصفهم بالتقليدين وأصحاب المؤسسات الدينية الكنسية التي حجرت على العقل وأعمته ، وهو هنا يضعنا أمام خيار وحيد: إمْا أن تكون معي ؛ وإمّا أنك متخلف ،وهذا هو السقوط بعينه ، وهذا هو ما ينكره على غيره وما وقع فيه هو أيضًا .
أنْ تعرض رأيًا وتفسيرًا جديدًا فهذا شيء إيجابي يدفع عجلة الفكر والتقدم إلى الأمام ، وأنْ تنقد غيرك بأدب وبواقعية وبدون تجني وتزييف للحقائق فهذا هو عمل المفكر الذي يحترم نفسه وتفكيره .
إنّ ما ورد في مقال الدكتور أحمد العمري حقيقة يعيدنا إلى سؤال بات يفرض نفسه ويقول : إذا كان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام – وأتساءل في هذا الصدد لماذا لا يتأدب المفكّرين مع أنبيائهم حين يذكرونهم – كما يقولون يبحث عن الحقيقة كما يصورونها ، فهل هم أيضًا يشكون ويريدون أن يبحثوا عنها أيضًا ؟ وهذا السؤال قد تكرر كثيرًا ، إبراهيم عليه الصلاة والسلام شك فلماذا لا نشك نحن أيضًا ونبحث عن الحقيقة ؟ ولكن عن أية حقيقة يبحثون هنا السؤال ؟ وفي ماذا يشكون تحديدًا وقد ختمت الرسالة وانتهى عصر الوحي ، وتركت الأمّة على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها ؟
نحن نتفق في مقولة أنّ تقديس الرأي لبشر ليسوا معصومين عن الخطأ خطأ بليغ وله تبعات خطيرة ، ولكن من يقول بذلك فهو أيضًا يضعنا أمام اعتناق رأي وحيد ويدعونا لاعتناقه كحقيقة وحيدة أيضًا .
أمّا ما قاله الدكتور خالص جلبي عن النقد العلمي وغير العلمي فالرد عليه سيكون قريبًا جدًا بإذن الله تعالى
وخلاصة القول أخي خليل :
الإصلاح لا يكون بمثل هذه الطرق الدعائية . الإصلاح يكون بالتفاهم والحوار والبعد عن الطعن بأناس رحلوا ولم يعد بإمكانهم أنْ يدافعوا عن وجهات نظرهم ، وليس عن طريق تسفيه أفكارهم . وليس كل من خرج بفكرة جديدة هو صاحب الحقيقة المطلقة ، وإضافة إلى ذلك فهم أيضًا لم يقولوا أنّ رأيهم هو وحي وهو الحقيقة بعينها ، والله تعالى أعلم بمراده كانت تصاحب كل رأي يخرجوا به ، في حين أنّنا نادرًا ما نرى مثل هذه العبارة عند مفكري هذه الأيام ، والله تعالى أعلم .
وقد نعود ..
تقديري واحترامي

خليل حلاوجي
12-02-2009, 07:50 AM
فلماذا لا نشك نحن أيضًا ونبحث عن الحقيقة ؟ ولكن عن أية حقيقة يبحثون هنا السؤال ؟ وفي ماذا يشكون تحديدًا وقد ختمت الرسالة وانتهى عصر الوحي ، وتركت الأمّة على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها ؟

\

أخي النجيب الحبيب الأقرب إلى قلبي ..

سعادتي بحضورك الثري غامرة ... والله

أخي الكريم :

نعم يحق لأي إنسان أن يبدي إعتراضاته على كل المنظومة الفكرية لرسالة الإسلام علناً حتى يتسنى للعلماء الرد على هذه الإعتراضات .. مهما كان موضوعها بإستثناء مسائل أصولية ثلاثة : الله والنبوة والمعاد ( وهذا رأيي وقد أكون مخطئاً )... فالشك عندي هو نظير تفاعل النص مع الواقع من زاوية أن الإسلام هو دين الزمان والمكان المطلقين وهو دين البشر أولهم آدم وآخرهم حتى يرث الله البلاد والعباد .. والرسول هو رسول الإسلام المطلق من آدم وحتى آخر إنسان سيعيش فوق الأرض ..


نعم


الحياة لا تتوقف عند فهم خالص أو خليل أو العمري أو الضميري .. الحياة تستقبل الرؤى لكنها تتبنى الأصلح تخت شعار القانون القرآني المجيد فأما الزبد ...

المعرفة كائن حي ينمو .. سواء سارعنا معه أم تباطئنا عنه .. فهو سيظل كائناً حياًُ ينمو ..

\


الإسلام لايملك .. آلية الإلزام

لايملكها إلا في الأطر التأصيلية الثلاثة آنفة الذكر ( الله والنبوة والمعاد )

وأكثر من هذا فإن الأسلام والرسول عليه الصلاة والسلام ليدعوانا إلى رفض القولبة الفكرية على ما وجدنا عليه آباؤنا ..

\

روحية التساؤل فريضة قرآنية ..
ولكن
من يجيب على تساؤلاتنا هو الذي سيعطي قيمة لهذه التساؤلات وهو الذي يبذرها في تربتها النافعة أو يدفنها في مقابر الأفكار ...


الله أسأل أن يهدينا سواء السبيل لفهم أسس دينه وطروحات قرآنه الذي هو كنزنا المعرفي المجيد .

\

بوركت أخي الحبيب وأنتظرك شوقاً .. دوماً

خليل حلاوجي
12-02-2009, 07:54 AM
مايشغلني حقاً هو أن نتحدث عن بدائل

وبمعنى آخر البحث عن صواب واصوب .


والقرآن الكريم يقول:(ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات)

وسارعوا في الخيرات

ولها سابقون

\

بالغ مودتي

خليل حلاوجي
29-06-2009, 09:16 AM
أشتاق لحرفك أيها الراضي المرضي ياشقيقي في الوجع

خليل حلاوجي
12-06-2011, 04:52 PM
تسجيل حضور

ياكرام .

احمد خلف
14-06-2011, 04:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في الحديث :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : { رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } . ويرحم الله لوطا ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد ، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف ، لأجبت الداعي ) . الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3372
خلاصة حكم المحدث: [ص
) فليس المراد ههنا بالشك ما قد يفهمه من لا علم عنده، بلا خلاف.
وانقل لكم من تفسير القرطبي رحمه الله
وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتىاختلف الناس في هذا السؤال هل صدر من إبراهيم عن شك أم لا ؟ فقال الجمهور : لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكا في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة ,
وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به , ولهذا قال عليه السلام : ( ليس الخبر كالمعاينة ) رواه ابن عباس ولم يروه غيره , قاله أبو عمر .
قال الأخفش : لم يرد رؤية القلب وإنما أراد رؤية العين . وقال الحسن وقتادة وسعيد بن جبير والربيع : سأل ليزداد يقينا إلى يقينه .
قال ابن عطية : وترجم الطبري في تفسيره فقال : وقال آخرون سأل ذلك ربه ; لأنه شك في قدرة الله تعالى . وأدخل تحت الترجمة عن ابن عباس قال : ما في القرآن آية أرجى عندي منها . وذكر عن عطاء بن أبي رباح أنه قال : دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال : رب أرني كيف تحيي الموتى . وذكر حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نحن أحق بالشك من إبراهيم ) الحديث , ثم رجح الطبري هذا القول .
قلت : حديث أبي هريرة خرجه البخاري ومسلم عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن ؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي , ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي ) . قال ابن عطية : وما ترجم به الطبري عندي مردود , وما أدخل تحت الترجمة متأول .
فأما قول ابن عباس : ( هي أرجى آية ) فمن حيث فيها الإدلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا وليست مظنة ذلك . ويجوز أن يقول : هي أرجى آية لقوله " أولم تؤمن " أي إن الإيمان كاف لا يحتاج معه إلى تنقير وبحث .
وأما قول عطاء : ( دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس ) فمعناه من حيث المعاينة على ما تقدم . وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( نحن أحق بالشك من إبراهيم )
فمعناه أنه لو كان شاكا لكنا نحن أحق به ونحن لا نشك فإبراهيم عليه السلام أحرى ألا يشك ,
فالحديث مبني على نفي الشك عن إبراهيم , والذي روي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ذلك محض الإيمان )
إنما هو في الخواطر التي لا تثبت , وأما الشك فهو توقف بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر , وذلك هو المنفي عن الخليل عليه السلام . وإحياء الموتى إنما يثبت بالسمع وقد كان إبراهيم عليه السلام أعلم به , يدلك على ذلك قوله : " ربي الذي يحيي ويميت " [ البقرة : 258 ]
فالشك يبعد على من تثبت قدمه في الإيمان فقط فكيف بمرتبة النبوة والخلة , والأنبياء معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة إجماعا .
وإذا تأملت سؤاله عليه السلام وسائر ألفاظ الآية لم تعط شكا , وذلك أن الاستفهام بكيف إنما هو سؤال عن حالة شيء موجود متقرر الوجود عند السائل والمسئول , نحو قولك : كيف علم زيد ؟
وكيف نسج الثوب ؟
ونحو هذا . ومتى قلت : كيف ثوبك ؟ وكيف زيد ؟ فإنما السؤال عن حال من أحواله . وقد تكون " كيف " خبرا عن شيء شأنه أن يستفهم عنه بكيف , نحو قولك : كيف شئت فكن ,
ونحو قول البخاري : كيف كان بدء الوحي . و " كيف " في هذه الآية إنما هي استفهام عن هيئة الإحياء , والإحياء متقرر , ولكن لما وجدنا بعض المنكرين لوجود شيء قد يعبرون عن إنكاره بالاستفهام عن حالة لذلك الشيء يعلم أنها لا تصح , فيلزم من ذلك أن الشيء في نفسه لا يصح , مثال ذلك أن يقول مدع : أنا أرفع هذا الجبل , فيقول المكذب له : أرني كيف ترفعه فهذه طريقة مجاز في العبارة , ومعناها تسليم جدلي , كأنه يقول : افرض أنك ترفعه , فأرني كيف ترفعه فلما كانت عبارة الخليل عليه السلام بهذا الاشتراك المجازي , خلص الله له ذلك وحمله على أن بين له الحقيقة فقال له : " أولم تؤمن قال بلى " فكمل الأمر وتخلص من كل شك , ثم علل عليه السلام سؤاله بالطمأنينة .
قلت : هذا ما ذكره ابن عطية وهو بالغ , ولا يجوز على الأنبياء صلوات الله عليهم مثل هذا الشك فإنه كفر , والأنبياء متفقون على الإيمان بالبعث .
وقد أخبر الله تعالى أن أنبياءه وأولياءه ليس للشيطان عليهم سبيل فقال : " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " [ الحجر : 42 ] وقال اللعين :
إلا عبادك منهم المخلصين , وإذا لم يكن له عليهم سلطنة فكيف يشككهم ,
وإنما سأل أن يشاهد كيفية جمع أجزاء الموتى بعد تفريقها وإيصال الأعصاب والجلود بعد تمزيقها , فأراد أن يترقى من علم اليقين إلى علم اليقين , فقوله : " أرني كيف " طلب مشاهدة الكيفية . وقال بعض أهل المعاني : إنما أراد إبراهيم من ربه أن يريه كيف يحيي القلوب , وهذا فاسد مردود بما تعقبه من البيان , ذكره الماوردي
قال أولم تؤمن
ليست الألف في قوله " أولم تؤمن " ألف استفهام وإنما هي ألف إيجاب وتقرير
كما قال جرير :
ألستم خير من ركب المطايا والواو واو الحال . و " تؤمن " معناه إيمانا مطلقا , دخل فيه فضل إحياء الموتى .
قال بلى ولكن ليطمئن قلبي
أي سألتك ليطمئن قلبي بحصول الفرق بين المعلوم برهانا والمعلوم عيانا .
والطمأنينة : اعتدال وسكون , فطمأنينة الأعضاء معروفة , كما قال عليه السلام : ( ثم اركع حتى تطمئن راكعا ) الحديث .
وطمأنينة القلب هي أن يسكن فكره في الشيء المعتقد . والفكر في صورة الإحياء غير محظور , كما لنا نحن اليوم أن نفكر فيها إذ هي فكر فيها عبر فأراد الخليل أن يعاين فيذهب فكره في صورة الإحياء .
وقال الطبري : معنى " ليطمئن قلبي " ليوقن , وحكي نحو ذلك عن سعيد بن جبير , وحكي عنه ليزداد يقينا , وقاله إبراهيم وقتادة . وقال بعضهم : لأزداد إيمانا مع إيماني . قال ابن عطية : ولا زيادة في هذا المعنى تمكن إلا السكون عن الفكر
وإلا فاليقين لا يتبعض .
وقال السدي وابن جبير أيضا : أولم تؤمن بأنك خليلي ؟ قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي بالخلة .
وقيل : دعا أن يريه كيف يحيي الموتى ليعلم هل تستجاب دعوته , فقال الله له : أولم تؤمن أني أجيب دعاءك , قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي أنك تجيب دعائي .
واختلف في المحرك له على ذلك , فقيل : إن الله وعده أن يتخذه خليلا فأراد آية على ذلك , قاله السائب بن يزيد . وقيل : قول النمروذ : أنا أحيي وأميت . وقال الحسن : رأى جيفة نصفها في البر توزعها السباع ونصفها في البحر توزعها دواب البحر , فلما رأى تفرقها أحب أن يرى انضمامها فسأل ليطمئن قلبه برؤية كيفية الجمع كما رأى كيفية التفريق ,
ولنا ان نقول- الناقل - بناءً على ما تقدم أن العقل له حدود ومن حدوده إدراك حقيقة أن له حد يقف عنده فيكون النص الإلهي فوقه وهذا منتهى الإيمان
وإلا أي معمل يعتمد العقل يؤمن أن العصا تكون ثعبان
وأي عقل عند عذاب القبر ..إذ لو كشفنا أي قبر لوجدنا رمام!!!
والأمثلة كُثر على ذلك
...الجنة والنار لاتثبت إلا بالنصوص
وحديث الجساسة والأعور الدجال وهو في صحيح مسلم ..كلها امور ينكرها العقل ...
لكن الإيمان يقبلها ويسلم بها
ولي تعليق أخير هذه دعوة لضرب السند المنقول بالتواتر فنحن أمة قال وحدثنا ...فإذا صح السند فعلى العين والرأس
فالعقل آلة فهم وليس حجة على الشرع
وما تبقى من أمور الدين ...فأطلق العقل فيها على ما تشاء.... لا بل هو المندوب بالشرع عملاً بما ورد في القرآن والحديث
وفقني الله وإياكم ونفعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
وصلى الله وبارك على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم

طارق السكري
14-06-2011, 11:30 PM
سلام عليكم إخواني وأخواتي ! قد أكون جئت متأخرا لكنه أفضل من أن لا آتي في هذه الساحة الكريمة .. أود أن أشير إلى جملة من الأمور :
1- حقيقة لقد استمتعت بالموضوع وإن لم يكن في فقه الأولويات أن نثير مثل هذه المواضيع لأن تلك أمة قد خلت .. لماذا لاننشغل بقضايانا المصيرية , مثل قضايا الأرض والإنسان .
2- كانت بعض الردود في منتهى الروعة من حيث الموضوعية وإن كان صاحب المقال يحيد عن الموضوعية إلى الشخصية أحيانا وهذا ممايضعف المصداقية في الطرح .
3- لاننس أن القرآن وهو يدعو إلى الاجتهاد يدعونا أيضا أن نستحضر الجو الذي نزل فيه القرآن الكريم ونستحضر واقع الناس الفكري والديني آنذاك فالقرآن كتاب هداية وليس فيلسوفا يونانيا مع حبي الكبير للفلسفة .
4- إن وضعية الأنبياء بالنسبة لغيرهم من البشر لها وضعية خاصة , مثل : ( واصطنعتك لنفسي ) وقوله تعالى : ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) ومن مظاهر الاصطفاء أن يميزهم عن بقية خلقه , فقد كفاهم الله عناء التفكير الفلسفي والحيرة والتخبط والبحث عن إله .
5- أن عقيدة التوحيد ليست فكرة جديدة على إبراهيم فهي موجودة منذ الخلقة الأولى : قال تعالى : أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض ..) وهو دين الأنبياء من قبل إبراهيم عليه وعليهم السلام , فما الداعي لأن يتخبط خليل الله إبراهيم - حاشاه - ويضرب في الكواكب والأفلاك ؟!!
6- هناك أمر مهم في قضية ترابط الآيات وقيمتها في التفسير فالآيات قبل هذه المناظرة تتحدث عن كفار قريش والآيات بعد هذه المناظرة أيضا تتحدث عن كفار قريش , فمالذي الذي يصرفها عن السياق ؟ إن هذه الآيات بمثابة تلقين وتسلية لمحمد صلى الله عليه وسلم : يعني كما أنك تعالج قوما يعبدون الأوثان والكواكب فإن أباك إبراهيم من قبلك كان يعالج قوما يعبدون الأوثان والكواكب أيضا ! يعني أن السياق سياق تلقيني تربوي وهو درس من دروس الأسلوب الدعوي , دعوني أنقل إلى حضراتكم كلاما للأديب المجدد محمد الغزالي رحمة الله عليه في تفسيره الموضوعي حول مناظرة إبراهيم قومه : إن الإله لايغيب عن ملكوته فمن يديره بعده ؟! إن أسلوب إبراهيم عليه السلام في التعريف بالله نقله القرآن الكريم إلى عرب الجاهلية مختوما بهذه النتيجة : إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) فهل يعي المشركون الذين يخاطبهم خاتم الأنبياء بالمنطق نفسه ؟! انتهى كلامه . إذن هو جهاد دعوة فقد عانى خليل الله معاناة كبيرة في دعوة قومه وفي استدراجهم للهداية وهذا أمر منطقي .. ولنا عودة إنشاء الله تعالى .. تحياتي للجميع

خليل حلاوجي
30-07-2011, 08:29 AM
الاستاذ احمد خلف
تقول
اذا صح السند فعلى العين والراس

واقول
ومن خلال دراستي الشرعية لعلم مصطلح الحديث
ان نقد المتن جهد علمي قام به جل علماء الملة علم له اصوله وضوابطه
بل ان امنا عائشة هي التي استفتحت هذا العلم فرفضت حديثا قراه ابو هريرة ان النمراة والحمار يقطع الصلاة
ورفضت حديثا يخبر ان الميت يعذب ببكاء اهله رفضته لتعارضه مع الآية

المهم

الفرق واضح بين قبول الحديث نصا وبين قبوله فهما

ولك بالغ تقديري