المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها السائلُ عني من أنا !!... رسالة إلى أمة



د. نجلاء طمان
20-05-2008, 03:37 PM
http://up.khellan.com/file/uploads/0efea23c57.jpg (http://up.khellan.com)


أيها السائلُ عني من أنا !!


أنا من اغتُصَبتْ فلولُ عزتي في أيدي المعتدي , ونزفتْ شرايينُ عروبتي في كأسِِ خمرٍ في يدِه. كأسٌ يضربُ كأساً وخثراتُ دمي تهوي في حلوقِهم صارخةً يشربون نخبَ غدرهم فوق أطلالِ مجدي, وتتناثرُ أصواتُ ضرباتِ كؤوسِهم... شظايا مسمومةً مستقرةً في رأسي, وتتبخترُ ضحكاتُهم في فجورٍ.. تتحرشُ بأذنِ العربِ الصماءِ.

أنا من أسيرُ مثقلةَ الأحمالِ ينوءُ ظهري بحمله, أحملُ رأسًا .. شُوه بقضيبٍ من عبثٍ, أبحثُ له عن بقايا جسدٍ, وطفلًا تتدلى أحشاؤه؛ أحاولُ رَتقها فتعودُ وتتدلى فوق جدرٍ شيباءِ الشعرِ... نسِيَتها ورودُها, واستَوَطنتها أراملٌ سوداءٌ, تصْطفُ تنعي أزواجًا يمتطون صهوةَ أشلائِهم المتبعثرةِ في الطرقِ.

أيها السائلُ عني من أنا !!

أنا نصفُ امرأةٍ.. فقدتْ ثديَها وذراعَها , وأبٌ مقسومٌ شطرينْ؛ شطرًا يبحثُ عن أشلاءِ أبنائِه في الشوارعِ وعلي الأرصفةِ.. وشطرًا تركُه خلفَه يموتُ خوفاً علي بقايا زوجةٍ, وأمٌ ثكلي فقدتْ بصرَها خلفَ ابنٍ يفترشُ جلدَه ظلامُ السجون ويلتحفُ عنقَه المقصلةُ, وآخرٍ وَراهُ الثري؛ تتلمسُ يداها المبتورةُ أصابعِها – أذنَها المعلقةَ في سماءِ الليلِ يسحبُها خيطٌ هاربٌ خلفَ مقاتلتِه, تنتظرُ لحظةً غادرةً تقصفُ بآخرِ من تبقي لها
.
أنا شمسٌ عانسٌ؛ نام النومُ في جسدِها طويلاً وعندما استيقظَ, ماتتْ اليقظةُ؛ شمسٌ تنامُ وحيدةً باردةً في فراشٍ معفرٍ وتلفُ أشعتَها في خرقةٍ باليةٍ مرفوعةٍ كرايةٍ مستهلكةٍ فوقَ أطلالٍ كانتْ يوماً مملكةً؛ رايةٍ تحملُ آثارَ دماءٍ حمراءٍ وخيطَ ليلٍ أسودٍ كئيبٍ يعانقُ شريطًا لأفقٍ أبيضٍ محتضرٍ ينبضُ فيه اسمُ اللهِ الأكبرِ الذي لن تلونَه أبدًا أوحالُ مستنقعاتِهم.

أيها السائلُ عني من أنا !!

أنا أرضٌ صارتْ مقبرةً؛ لا حنينَ لها ولا ذاكرة. أشجاري جفتُ أوراقُها، والغصنُ فيها مُهترئٌ, وزهوري استحالتْ جِرارًا مقلوبةً, يختبئُ بها أشباهُ رجالٍ كانوا يوماً أسودَ عزةٍ. هُز الآنَ إليكَ بجزعِ الشجرِ, لن تجنيَ منها جنيًا ولا رطبًا بل سيسَّاقطُ عليكَ خوذةُ "صلاحِ الدين", وسيفُ "المنصوري", وترنيماتُ ابتهالٍ من فمِ "الهارون الرشيدي", ونفحاتٌ من دمِاءِ "علي" الطاهرةِ المسفوحةِ غدرًا.

أنا سماءٌ سكنتها الغربان, وطيورٌ عاريةٌ هجرتْ ريشَها واكتفتْ بصمتِ الحريق.. سُحبي تَُسقطُ قَطرًا ملوثاً بدماءِ الأبرياء, وحروفَ عُهرٍ وشظايا كؤوسِ طهرٍ كان. لَملمتْ سمائي نجومَها ونزلتْ إلي الظلماتِ؛ سجادة مبللة بطلقات لفظتها البنادق... تدوسها أقدامُ كلابٍ جائعةٍ لا تعرف الشبعَ .

أيها السائلُ عني من أنا !!

أنا ما عدت أعرفُ من أنا...

القلبُ الآن قنينةٌ فارغةٌ.. دماؤه تُعتقُ في زجاجاتٍ علي رفوفِ أقبيتِهم , وفي صناديقِ أوكارِهم. وما تبقي تقيأته مراحيضُهم. امتلأتْ الزجاجاتُ وفاضتْ, وضجتْ سدادتُها فانفجرتْ, وانطلقتْ ترسمُ قمرًا أحمرًا داميًا يتعلقُ في سماءِ كرامةٍ تنوحُ على عزِها.

مزقوا أوصالي: شرقي يقتاتُ حصىًً مغموسًا من عمقِ الجُرحِ, وغربي يستلقى صبارًا مصفرًا, كرَّدوا رأسي وموصلوها وشرَّدوها , بصَّرَّوُا قدميَّ ونجَّفوها وكوَّفوها, وقطَّعوها , وأقاموا موائدَهم من قلبي, يقتتاون من لحمِه ويشربون من نبضاتِه, بعدما بغددوها وكربلوها, وفلجوها وأبادوها .

جفَّ دجلي, واستحال ملحًا يتسولُ ماءً من دموعي, رياحُ اليأسِ تسكنُه, وتلفحُ شراعَ أملٍ ممزقٍ معلقٍ على ساريةِ الانتفاضةِ المغروسةِ على قاربِ نجاةٍ يعرجُ. قارب؛ بعدما انتهيتُ من صنعِه, جفَّ في دجلي شريانُ الأملِ.

وفراتي يتقيأ جثثًا.. ضع يدُك في مائِه, فيطفو لكَ جزءٌ من جسدي, وبعضٌ ثانٍ في الماءِ مع ألفِ ألفِ جزءٍ آخرٍ متعفنٍ. وبعضٌ ثالثٌ على شاطئِه القريبِ يلوحُ يائسًا لبعضٍ آخرٍ على شاطئِه البعيدِ.

أيها السائلُ عني من أنا؟

أنا ألفُ خذةٍ في وسادةِ التاريخِ, تحرمُ جفونَه النوم... وتسحبُ الغطاءَ عن وجهِه المجعدِ, وتصبغُ لحيتَه الشهباءَ بالأحمرِ القاني.... بالدمِ.

فهل عرفتَ الآن من أنا؟؟؟




إهداء:

إلى من قال لي بومًا
أنا لن أخرج من طيني وترابي
فأنا العراق
بكل ذرات طينه
هو لحمي ودمي

إلى الروح المقاتلة
إلى بطل السلام في صخب الحرب
إلى الذي نبضه .. الإنسان
إالى من فطمته أمه على حب الفرات
فما
خان

إلى خليل حلاوجي

ومليون خليل يحضن أرضه الصابرة تحت وطء المعاناة
ويتلقى عنها الطعنات

إلى العراق وفلسطين ولبنان
إلى كل أمة صابرة تنتظر مداد الرحمن

راضي الضميري
20-05-2008, 04:31 PM
أما أنا فقد عرفتك ، ولم أكن لأسأل إذا ما تاهت بي الدروب وبعثرت الجغرافيا بقايا ذاكرتي المتعبة ، ما كنت لأسأل عن حرف نقي يقض مضاجع من شوه تاريخنا ومزق أحلام فقراءنا ، ولوث بحنجرته الخبيثة تاريخ من يدعي ظلمًا وعدوانًا أنه ينتمي له .
أنا عرفتك أيتها القابعة خلف قضبان الحقيقة وها أنتذا تطلقين سراح الحلم ليعيد تكوين خيوط الأمل من جديد عبر حروف أدمت قلوب من كان لا يعرف أو لم يكن يريد أن يعرف ، فلعل الحقيقة المبكية تحرك شيئًا قد مات منذ زمن بعيد ، لعلها تحرك وتوقظ ضميرًا غائبًا لم يعد يعنيه شأن هذه الأمة.
لكِ أنتِ كل أزهار الأرض ولخليلنا لعزيز أشواقنا وحبنا الذي لن يموت إلا ببتر قلوبنا المشتاقة للقياكم .
الأديبة المتألقة دومًا د. نجلاء طمان
تقبلي تقديري واحترامي

هشام عزاس
20-05-2008, 06:51 PM
الدكتورة / نجـــلاء

نص يحتاج إلى الكثير من التأمل لملامسة خيوط النور التي تختفي خلف ضبابية المشهد لتبلغ الهدف من الرسالة و المقصد .
لذلك سأعود بعد قراءات متعددة بإذن الله فالنص يستحق أكثر من وقفة .
دمت بارعة في تصوير الألم .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــام

فلسطين أم الرؤى
20-05-2008, 08:53 PM
د نجلاءحفظك الله:

نص ينوء تحت ثقل هم كبير وواقع اليم تزخر به سطورك

دام قلمك معطاء ودمت بكل ود وتقدير

احترامي الكبير لك

سامر هارون
20-05-2008, 10:05 PM
سيدتي الرائعة د.نجلاء طمان

اسمحي لي أولاً:

أن أحيِّ هذا الحرف النابض

بآلام الأمة المستشعر حزنها, الباكي على أمجادها الضائعة,

الحالم بأحفادٍ يرثون أجدادهم

علّها تعود لأمتنا أمجادها

ثانيا:

تهنا
يوم صار الرجال انصافاً
يوم انقسمنا وتباعدنا
يوم شطرنا الأكبر تاه في الملذات ونسي ربه
والأصغر ضاع بحثاً عن لقمة عيش تقيته
تهنا
يوم أُكل الحصان الأبيض

تحية لك سيدتي من القلب

حسنية تدركيت
20-05-2008, 11:07 PM
جزاك الله خيرا أختي الغالية نجلاء

د. نجلاء طمان
23-05-2008, 03:08 AM
أما أنا فقد عرفتك ، ولم أكن لأسأل إذا ما تاهت بي الدروب وبعثرت الجغرافيا بقايا ذاكرتي المتعبة ، ما كنت لأسأل عن حرف نقي يقض مضاجع من شوه تاريخنا ومزق أحلام فقراءنا ، ولوث بحنجرته الخبيثة تاريخ من يدعي ظلمًا وعدوانًا أنه ينتمي له .
أنا عرفتك أيتها القابعة خلف قضبان الحقيقة وها أنتذا تطلقين سراح الحلم ليعيد تكوين خيوط الأمل من جديد عبر حروف أدمت قلوب من كان لا يعرف أو لم يكن يريد أن يعرف ، فلعل الحقيقة المبكية تحرك شيئًا قد مات منذ زمن بعيد ، لعلها تحرك وتوقظ ضميرًا غائبًا لم يعد يعنيه شأن هذه الأمة.
لكِ أنتِ كل أزهار الأرض ولخليلنا لعزيز أشواقنا وحبنا الذي لن يموت إلا ببتر قلوبنا المشتاقة للقياكم .
الأديبة المتألقة دومًا د. نجلاء طمان
تقبلي تقديري واحترامي

وكيف لا تعرفها يا فطنًا في دروب الصبر تعدو, حاملًا فوق الكتف عبئًا ثقيلًا؟؟

كل التقدير لمروركَ العبق

يرعاكَ ربي ويحفظكَ

عبدالصمد حسن زيبار
23-05-2008, 01:15 PM
أيها السائلُ عني من أنا !!

إنها أرصفتنا الحزينة كما يقول خليل حلاوجي
خليل جناحاه السلم و العلم
يقاتل و بندقيته بين اصابعه : فكر و قلم

و الغاية كبيرة جليلة
إنها الانسان القابع في شرنقة الضياع
أن يصحو ليعيش بقلب و عقل

خليل حلاوجي
23-05-2008, 03:42 PM
أنا لن أخرج من طيني وترابي
فأنا العراق
بكل ذرات طينه
هو لحمي ودمي

إلى الروح المقاتلة
إلى بطل السلام في صخب الحرب
إلى الذي نبضه .. الإنسان
إالى من فطمته أمه على حب الفرات
فما
خان

د. مصطفى عراقي
23-05-2008, 05:06 PM
http://up.khellan.com/file/uploads/0efea23c57.jpg (http://up.khellan.com)
أيها السائلُ عني من أنا !!
أنا من اغتُصَبتْ فلولُ عزتي في أيدي المعتدي , ونزفتْ شرايينُ عروبتي في كأسِِ خمرٍ في يدِه. كأسٌ يضربُ كأساً وخثراتُ دمي تهوي في حلوقِهم صارخةً يشربون نخبَ غدرهم فوق أطلالِ مجدي, وتتناثرُ أصواتُ ضرباتِ كؤوسِهم... شظايا مسمومةً مستقرةً في رأسي, وتتبخترُ ضحكاتُهم في فجورٍ.. تتحرشُ بأذنِ العربِ الصماءِ.
أنا من أسيرُ مثقلةَ الأحمالِ ينوءُ ظهري بحمله, أحملُ رأسًا .. شُوه بقضيبٍ من عبثٍ, أبحثُ له عن بقايا جسدٍ, وطفلًا تتدلى أحشاؤه؛ أحاولُ رَتقها فتعودُ وتتدلى فوق جدرٍ شيباءِ الشعرِ... نسِيَتها ورودُها, واستَوَطنتها أراملٌ سوداءٌ, تصْطفُ تنعي أزواجًا يمتطون صهوةَ أشلائِهم المتبعثرةِ في الطرقِ.
أيها السائلُ عني من أنا !!
أنا نصفُ امرأةٍ.. فقدتْ ثديَها وذراعَها , وأبٌ مقسومٌ شطرينْ؛ شطرًا يبحثُ عن أشلاءِ أبنائِه في الشوارعِ وعلي الأرصفةِ.. وشطرًا تركُه خلفَه يموتُ خوفاً علي بقايا زوجةٍ, وأمٌ ثكلي فقدتْ بصرَها خلفَ ابنٍ يفترشُ جلدَه ظلامُ السجون ويلتحفُ عنقَه المقصلةُ, وآخرٍ وَراهُ الثري؛ تتلمسُ يداها المبتورةُ أصابعِها – أذنَها المعلقةَ في سماءِ الليلِ يسحبُها خيطٌ هاربٌ خلفَ مقاتلتِه, تنتظرُ لحظةً غادرةً تقصفُ بآخرِ من تبقي لها
.
أنا شمسٌ عانسٌ؛ نام النومُ في جسدِها طويلاً وعندما استيقظَ, ماتتْ اليقظةُ؛ شمسٌ تنامُ وحيدةً باردةً في فراشٍ معفرٍ وتلفُ أشعتَها في خرقةٍ باليةٍ مرفوعةٍ كرايةٍ مستهلكةٍ فوقَ أطلالٍ كانتْ يوماً مملكةً؛ رايةٍ تحملُ آثارَ دماءٍ حمراءٍ وخيطَ ليلٍ أسودٍ كئيبٍ يعانقُ شريطًا لأفقٍ أبيضٍ محتضرٍ ينبضُ فيه اسمُ اللهِ الأكبرِ الذي لن تلونَه أبدًا أوحالُ مستنقعاتِهم.
أيها السائلُ عني من أنا !!
أنا أرضٌ صارتْ مقبرةً؛ لا حنينَ لها ولا ذاكرة. أشجاري جفتُ أوراقُها، والغصنُ فيها مُهترئٌ, وزهوري استحالتْ جِرارًا مقلوبةً, يختبئُ بها أشباهُ رجالٍ كانوا يوماً أسودَ عزةٍ. هُز الآنَ إليكَ بجزعِ الشجرِ, لن تجنيَ منها جنيًا ولا رطبًا بل سيسَّاقطُ عليكَ خوذةُ "صلاحِ الدين", وسيفُ "المنصوري", وترنيماتُ ابتهالٍ من فمِ "الهارون الرشيدي", ونفحاتٌ من دمِاءِ "علي" الطاهرةِ المسفوحةِ غدرًا.
أنا سماءٌ سكنتها الغربان, وطيورٌ عاريةٌ هجرتْ ريشَها واكتفتْ بصمتِ الحريق.. سُحبي تَُسقطُ قَطرًا ملوثاً بدماءِ الأبرياء, وحروفَ عُهرٍ وشظايا كؤوسِ طهرٍ كان. لَملمتْ سمائي نجومَها ونزلتْ إلي الظلماتِ؛ سجادة مبللة بطلقات لفظتها البنادق... تدوسها أقدامُ كلابٍ جائعةٍ لا تعرف الشبعَ .
أيها السائلُ عني من أنا !!
أنا ما عدت أعرفُ من أنا...
القلبُ الآن قنينةٌ فارغةٌ.. دماؤه تُعتقُ في زجاجاتٍ علي رفوفِ أقبيتِهم , وفي صناديقِ أوكارِهم. وما تبقي تقيأته مراحيضُهم. امتلأتْ الزجاجاتُ وفاضتْ, وضجتْ سدادتُها فانفجرتْ, وانطلقتْ ترسمُ قمرًا أحمرًا داميًا يتعلقُ في سماءِ كرامةٍ تنوحُ على عزِها.
مزقوا أوصالي: شرقي يقتاتُ حصىًً مغموسًا من عمقِ الجُرحِ, وغربي يستلقى صبارًا مصفرًا, كرَّدوا رأسي وموصلوها وشرَّدوها , بصَّرَّوُا قدميَّ ونجَّفوها وكوَّفوها, وقطَّعوها , وأقاموا موائدَهم من قلبي, يقتتاون من لحمِه ويشربون من نبضاتِه, بعدما بغددوها وكربلوها, وفلجوها وأبادوها .
جفَّ دجلي, واستحال ملحًا يتسولُ ماءً من دموعي, رياحُ اليأسِ تسكنُه, وتلفحُ شراعَ أملٍ ممزقٍ معلقٍ على ساريةِ الانتفاضةِ المغروسةِ على قاربِ نجاةٍ يعرجُ. قارب؛ بعدما انتهيتُ من صنعِه, جفَّ في دجلي شريانُ الأملِ.
وفراتي يتقيأ جثثًا.. ضع يدُك في مائِه, فيطفو لكَ جزءٌ من جسدي, وبعضٌ ثانٍ في الماءِ مع ألفِ ألفِ جزءٍ آخرٍ متعفنٍ. وبعضٌ ثالثٌ على شاطئِه القريبِ يلوحُ يائسًا لبعضٍ آخرٍ على شاطئِه البعيدِ.
أيها السائلُ عني من أنا؟
أنا ألفُ خذةٍ في وسادةِ التاريخِ, تحرمُ جفونَه النوم... وتسحبُ الغطاءَ عن وجهِه المجعدِ, وتصبغُ لحيتَه الشهباءَ بالأحمرِ القاني.... بالدمِ.
فهل عرفتَ الآن من أنا؟؟؟
إهداء:
إلى من قال لي بومًا
أنا لن أخرج من طيني وترابي
فأنا العراق
بكل ذرات طينه
هو لحمي ودمي
إلى الروح المقاتلة
إلى بطل السلام في صخب الحرب
إلى الذي نبضه .. الإنسان
إالى من فطمته أمه على حب الفرات
فما
خان
إلى خليل حلاوجي
ومليون خليل يحضن أرضه الصابرة تحت وطء المعاناة
ويتلقى عنها الطعنات
إلى العراق وفلسطين ولبنان
إلى كل أمة صابرة تنتظر مداد الرحمن


========

نجلاءنا الراقية الغالية

أسمى آيات الشكر والتقدير لهذه الرسالة المصوغة بدم الجرح ، ورحيق القمر
مرآة مجلوة مصقولة بنار الوعي ، ونور البصيرة
لنطالع بها ما بأنفسنا، وما ران على قلوبنا من عوامل الوهن


للتثبيت كما ثبتها بقلوبنا

بوركت
ودمت بحفظ من الرحمن

مصطفى

د. نجلاء طمان
25-05-2008, 01:51 PM
الدكتورة / نجـــلاء
نص يحتاج إلى الكثير من التأمل لملامسة خيوط النور التي تختفي خلف ضبابية المشهد لتبلغ الهدف من الرسالة و المقصد .
لذلك سأعود بعد قراءات متعددة بإذن الله فالنص يستحق أكثر من وقفة .
دمت بارعة في تصوير الألم .
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــام

يكفي النص منك وقفة واحدة , فما بالك بأكثر من وقفة !!

هو الشرف للنص وحروفه نبض قلمكَ هنا

يرعاكَ ربي وفكركَ

محسن شاهين المناور
25-05-2008, 09:54 PM
الأديبة الفاضلة . . الكتورة نجلاء
سيدتي . . ومن قال لك أن لدي مساحة تتسع لهذه الأطنان من الحزن
سيدتي أنا لم أقرأنصا أبدا. . . .
كانت أمامي مشاهد بالصوت والصورة بكل أبعادها
هكذا هي متعة الكتابة ومتعة القراءة وقدرة الأديب أن يتربع في عقل المتلقي
لقد كانت كلماتك هي التي كانت تقرأني
ولكنها لم تفهمني لأني كنت سطرا أسودا بلا مبالغة
لاأخفيك بعد نصك هذا أصبحت كتلة هامدة
ومع هذا كنت متفائلا
فمهما طال ليل الظلم . . . سيأتي الفجر حتما
دام هذا الابداع ودمت . . . .
مقطع من قصيدتي بغداد عذرا :
بغداد يامجد العرب
هزي بجذع نخلك تولد ألف ساح
يتسابق الثوار أرتالا تنادي
اليوم تنتفض الجراح
ويعود كل الذاهبين مع الرياح
القادمين مع الرياح
ويزغرد الرشاش مزهوا على كل البطاح
سنقيم أعراس الفخار
من الصباح إلى الصباح
اليوم يوم الثأر فاقدم وانتقم
فلا جدال ولاسماح
ولاغدو ولارواح
النار تأكل بعضها
فاربط حزامك واتجه نحو الهدف
فجر - فديتك - لاتخف
الأرض أرضك والضحايا مجرمون
فلا أسف
قد صار شعبي قنبله
وعدت أسمع نشرة الأخبار بعد البسمله
( الله أكبر فوق كيد المعتدي )
المجد للثوار في كل البقاع
والمرجفون إلى بقايا المزبله

خليل حلاوجي
28-05-2008, 08:31 AM
المجد للأحرار في كل البقاع ... الذين يكشفون مواطن الخفاء للظالمين الذين يأكلون أكتافنا


لقد مضى زمن الثورية .. والمقاولون بالشعارات

وآن أوان المصارحة ..

أننا نحن من يمتلك القابلية للإستعمار ...وليس المستعمر هو القوي بل هو ضعفنا من أوصلنا إلى هنا .

\

بورك الحرف الأمجد أخي الحبيب .

مروة عبدالله
01-06-2008, 01:01 AM
الصراخ لن يعيد الأموات
هكذا فقد ضاع الحق
وارتدت الحياة ثوب الظلم الأسود
ولكن قلوبنا مازالت تصرخ ثائرة
وستظل ترفع رايات الإنتصارات

نجلائي

وصرخة أشعلت الثورة في عروقنا
وصرخة جعلت النبض ينتفض بعزة وبكرامة
فدمتِ ودامت صرخة قلمكِ صرخة حق
سأتواجد هنا مراراً وتكراراً فنبضكِ يستحق
طبتِ فاتنة مليكتى
محبتى لكِ

هشام عزاس
01-06-2008, 09:11 PM
أنا من أسيرُ مثقلةَ الأحمالِ ينوءُ ظهري بحمله, أحملُ رأسًا .. شُوه بقضيبٍ من عبثٍ, أبحثُ له عن بقايا جسدٍ, وطفلًا تتدلى أحشاؤه؛ أحاولُ رَتقها فتعودُ وتتدلى فوق جدرٍ شيباءِ الشعرِ... نسِيَتها ورودُها, واستَوَطنتها أراملٌ سوداءٌ, تصْطفُ تنعي أزواجًا يمتطون صهوةَ أشلائِهم المتبعثرةِ في الطرقِ.

مؤلمة و قاتلة هذه الصورة أيتها النجلاء / رسمت الوجع هنا برماد جماجم الأبرياء في زمن الجبناء
ليتها لا تتكرر هذه الصور ... و لكن حتى " لـيـتَ " عافت جبننا و تخاذلنا فما عادت تلبي التمني .

دمت بخير سيدتي ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

د. نجلاء طمان
05-06-2008, 05:21 PM
د نجلاءحفظك الله:
نص ينوء تحت ثقل هم كبير وواقع اليم تزخر به سطورك
دام قلمك معطاء ودمت بكل ود وتقدير
احترامي الكبير لك


صدقتِ !

كان النص مثقلًا بجراح أمة

وكنت معه مثقلة بحرفٍ يتلوى خوفًا ألا تصل الرسالة

يرعاكِ ربي ومرورًا هو الشفاء

د. نجلاء طمان
22-06-2008, 10:57 AM
سيدتي الرائعة د.نجلاء طمان
اسمحي لي أولاً:
أن أحيِّ هذا الحرف النابض
بآلام الأمة المستشعر حزنها, الباكي على أمجادها الضائعة,
الحالم بأحفادٍ يرثون أجدادهم
علّها تعود لأمتنا أمجادها
ثانيا:
تهنا
يوم صار الرجال انصافاً
يوم انقسمنا وتباعدنا
يوم شطرنا الأكبر تاه في الملذات ونسي ربه
والأصغر ضاع بحثاً عن لقمة عيش تقيته
تهنا
يوم أُكل الحصان الأبيض
تحية لك سيدتي من القلب


اسمح لي أولًا

أن أحيي كريم مروركَ

وثانيًا أن أصفق لكريم غيرة شعوركَ

وثالثًا

أن أقول :

رحمة الله قادمة

ونوره آتٍ مهما اشتدت الظلمة

هناكَ أمل في الله لا يموت!

يرعاكَ ربي وجميل مروركَ

وفاء شوكت خضر
22-06-2008, 02:54 PM
الغالية الأديبة شفافة الروح والمشاعر د. نجلاء ..

عذرا إن قلت هي امة تحولت إلى غربان تنعق على خراب أوطانها ..


بروك من هدى والمهدى إليه ..
محبتي تعرفينها ..

د. نجلاء طمان
25-07-2008, 01:05 PM
صلاح الدين!

أحببتك وآذوني بنو قومكَ

لكنني ما زلت أحبكَ وأحب فيك أناملًا امتدت يومًا تمسح دمعة مجروح

وما زلت أدعو لهم بأن يظلهم الله بظل رحمته

آه يا صلاح الدين !

ماذا أقول ؟؟؟

مجروحةٌ أنا..

د. نجلاء طمان
31-08-2008, 09:32 PM
جزاك الله خيرا أختي الغالية نجلاء


وجزاكِ ربي ألف خير أيتها الندية وأندى من الندى

رمضان كريم يا غالية

لك الود يمتد

يرعاكِ الله أينما تكونين

أنس إبراهيم
01-09-2008, 10:40 PM
للأسف . . .

هي أمــةٌ . . . تنامُ كثيراً

نصٌ رائع

تحيتي وتقديري لكِ

د. نجلاء طمان
18-11-2008, 06:56 PM
أيها السائلُ عني من أنا !!
إنها أرصفتنا الحزينة كما يقول خليل حلاوجي
خليل جناحاه السلم و العلم
يقاتل و بندقيته بين اصابعه : فكر و قلم
و الغاية كبيرة جليلة
إنها الانسان القابع في شرنقة الضياع
أن يصحو ليعيش بقلب و عقل

أيها السائل عني من أنا !

رسالة الى أمة غافلة

من إنسان الأمة الضائعة

المنبثق من كل أمة

كل أمة أضاعها إنسانها !

والخليل هو إنسان يحمل تبعات إنسان نسى إنسانيته

وأنت أيها الحسن الزيبار واحد آخر

الكثيرون مثلكما هنا في الخضراء وخارجها

دمتما والحب

يرعاكما الله إخوة للنجلاء

د. نجلاء طمان
07-12-2008, 05:46 AM
أنا لن أخرج من طيني وترابي
فأنا العراق
بكل ذرات طينه
هو لحمي ودمي
إلى الروح المقاتلة
إلى بطل السلام في صخب الحرب
إلى الذي نبضه .. الإنسان
إالى من فطمته أمه على حب الفرات
فما
خان

إلى الذي نبضه الإنسان

إلى الإنسان

كل إنسان

كل أضحى وأنتِ يا عراق صامدة

كل أضحى وأنتِ يا فلسطين مثابرة

كل أضحى وكل أمةٍ مكلومة يرعاها الله

فاطمه عبد القادر
07-12-2008, 08:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د نجلاء عرفت طبعا
أنت هي أنا
وأنا هي تلك
وتلك هي هذه
وهذه أمي
وربما كانت امك
هي الأمة كلها لا عجب
ما يجري هنا يجري هناك
نص في غاية الروعة
يقول الحقيقة
وآه من الحقيقة
دمت بكل الخير والابداع نجلاء
ماسة
:011:

د. نجلاء طمان
21-03-2009, 02:02 AM
========
نجلاءنا الراقية الغالية
أسمى آيات الشكر والتقدير لهذه الرسالة المصوغة بدم الجرح ، ورحيق القمر
مرآة مجلوة مصقولة بنار الوعي ، ونور البصيرة
لنطالع بها ما بأنفسنا، وما ران على قلوبنا من عوامل الوهن
للتثبيت كما ثبتها بقلوبنا
بوركت
ودمت بحفظ من الرحمن
مصطفى

أيها المشرع سموقه صوب الشمس, والواصل أدبه نحو الكواكب:

قد تزين نصي المتواضع بمرور عينكَ الناقدة, كل ما قصدته سيدي هو بعض جلوٍ لمرآة واقع أمتنا الرازخ تحت أوساخ أقدام من تألهوا على الأرض, ونسوا أو تناسوا أن للكون إله واحد. أثق أن الشمس النائمة ستسيقظ يومًا, فقط أدعو ألا يكون هذا اليوم ببعيد!

تقبل شكري لعبق مرورك المنبثق من قلب زهور المانوليا, وشكرًا لتثبيتٍ شرفني.

تقديري

منى الخالدي
21-03-2009, 03:20 AM
آهٍ يا نجلاء

عندما قرأت هذا النص
بكيت وقررتُ أن لا أعود له

ووجدتني وقد تسحبني دموعي من جديد
ويهتزّ في داخلي الحنين للبكاء من جديد !

أسكنتِ هذا النص في روحي
وما عرفتُ كيف الخروج منه أبدا..

رائعة غاليتي
رائعة حد الوجع والبكاء..!

د. نجلاء طمان
10-06-2009, 07:54 AM
الأديبة الفاضلة . . الكتورة نجلاء
سيدتي . . ومن قال لك أن لدي مساحة تتسع لهذه الأطنان من الحزن
سيدتي أنا لم أقرأنصا أبدا. . . .
كانت أمامي مشاهد بالصوت والصورة بكل أبعادها
هكذا هي متعة الكتابة ومتعة القراءة وقدرة الأديب أن يتربع في عقل المتلقي
لقد كانت كلماتك هي التي كانت تقرأني
ولكنها لم تفهمني لأني كنت سطرا أسودا بلا مبالغة
لاأخفيك بعد نصك هذا أصبحت كتلة هامدة
ومع هذا كنت متفائلا
فمهما طال ليل الظلم . . . سيأتي الفجر حتما
دام هذا الابداع ودمت . . . .
مقطع من قصيدتي بغداد عذرا :
بغداد يامجد العرب
هزي بجذع نخلك تولد ألف ساح
يتسابق الثوار أرتالا تنادي
اليوم تنتفض الجراح
ويعود كل الذاهبين مع الرياح
القادمين مع الرياح
ويزغرد الرشاش مزهوا على كل البطاح
سنقيم أعراس الفخار
من الصباح إلى الصباح
اليوم يوم الثأر فاقدم وانتقم
فلا جدال ولاسماح
ولاغدو ولارواح
النار تأكل بعضها
فاربط حزامك واتجه نحو الهدف
فجر - فديتك - لاتخف
الأرض أرضك والضحايا مجرمون
فلا أسف
قد صار شعبي قنبله
وعدت أسمع نشرة الأخبار بعد البسمله
( الله أكبر فوق كيد المعتدي )
المجد للثوار في كل البقاع
والمرجفون إلى بقايا المزبله

عذرًا من قلمِ هز فيكَ أخي جثة الحزن التي ما همدت.

لا أدري لم بات قلمي يحزن قرائي دومًا لا يكف!.

لكن كما قلتَ يبقى للتفاؤل مساحة يبدؤها مروركَ المتفائل, وأعزز بذات القول:

الله أكبر فوق كيد المعتدي

شكرًا لمروركَ العبق

تقديري

د. نجلاء طمان
18-05-2010, 08:45 PM
المجد للأحرار في كل البقاع ... الذين يكشفون مواطن الخفاء للظالمين الذين يأكلون أكتافنا


لقد مضى زمن الثورية .. والمقاولون بالشعارات

وآن أوان المصارحة ..

أننا نحن من يمتلك القابلية للإستعمار ...وليس المستعمر هو القوي بل هو ضعفنا من أوصلنا إلى هنا .

\

بورك الحرف الأمجد أخي الحبيب .

بوركَ مروركَ أيها الغائب

للفكر لكَ افتقاد !

عساكَ بكل خير أخي !

ودي وتقديري

أماني عواد
18-05-2010, 09:24 PM
الرقيقة نجلاء الطمان

لن اسأل عنك
فقد كان كافيا لي ان اعرف ملامحك الراقدة بين السطور

نص يجمع من الوجع باقات في محاولة شاقة لحصر سلسلة ذاكرة في طي كتاب
سلم الله يديك من الشوك

د. نجلاء طمان
25-06-2010, 01:38 AM
الصراخ لن يعيد الأموات
هكذا فقد ضاع الحق
وارتدت الحياة ثوب الظلم الأسود
ولكن قلوبنا مازالت تصرخ ثائرة
وستظل ترفع رايات الإنتصارات

نجلائي

وصرخة أشعلت الثورة في عروقنا
وصرخة جعلت النبض ينتفض بعزة وبكرامة
فدمتِ ودامت صرخة قلمكِ صرخة حق
سأتواجد هنا مراراً وتكراراً فنبضكِ يستحق
طبتِ فاتنة مليكتى
محبتى لكِ



كلما أشتعلت جذوة للثورة في قلوبنا أطفأوها برماد وهننا !

الكل يحمل على يديه دماء هذي الأمم النازفة

جميعنا يا مروة

جميعنا



لا تغيبي يا غالية!

كريمة سعيد
25-06-2010, 03:08 PM
القديرة د.نجلاء طمان
نص ماتع شامخ
بقدر الألم الذي سطر حروفك كان الإعجاب بحسن الصياغة واختيار الكلمات والصور ...
كل الشكر والتقدير

عبدالهادى العمري
25-06-2010, 03:31 PM
وان للفجر يوما"لتشرع به السيوف فوق اعناق المعتدين والمتخاذلين والمتواطئين اينما حلّوا
تلك الصرخات التى دوت من ارض الحرف والسطر شعلتها باقية لم تخمد ولنا ولكي املا"برب
العرش ان يقرب باجله لا علاء كلمة الحق وانصاف المظلوم على الظالم وعلى من دنس الارض
والعرض ... ولنفسي وجبيني تعفّر بقبلة الى هذه الرساله الساميه من ام ساميه شكت حال امتها
في قلم الفكر الثائر في جمعة الله المباركه .. فليبارك الله اسم تجلى بنجلاء في واحة خضراء
واينما حلت بكِ ارض وسماء .. فائق مودتي وتقديري الى شخصك وسمو حرفك

ربيحة الرفاعي
27-06-2010, 07:08 AM
نجلاء الطمان
أيتها الرائعة الحرف البديعة الطرح

جميلة ومجبولة النص بهاءا وألقا

دمت مبدعة