تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مالي..



ريمة الخاني
26-05-2008, 09:49 PM
http://www.r15r.com/data/media/156/ch58_L.jpg

كان يحتضن الصور بإشفاق كبير..خاصة بعد تدهور صحته وإحالته للتقاعد..
قد أحس أنه أعدم تماما..وأنه جرد من ميزات ربما حققت له ما عجز عن تحقيقه خارج نطاق العمل ليواجه واقعا مراً ...
الغريب أنه لم يكن يجد وقتا للأقرباء والأحباب هاهو يبحث ولا يجدهم! حتى أصدقاء العمل تبخروا.
هل كان على صواب في تفانيه أم هي أفانين الحياة وأمواجها العاتية ؟
رن جرس الهاتف:
ركضت تلك الحبيبة:
-أهلا صديقتي أشكر تجاوبك أرجوك عليك بأختي في الغربة لم تعد تواصلنا, أشعر أن والدي ليس على ما يرام.
-حددي تماما ماذا تريدين؟ تعرفين محبتك ومعزتك في قلبي.
-فقط اتصلي بها..
-حاضر
وبعد حين...
-ماذا قالت؟
-ليس قبل أن يعيد تقسيم الهبة التي قسمها جورا وظلما كما تقول....
-لا أملك غير بيتي كيف أبيعه لألبيها بمبلغ تافه وأنا أموري المادية حرجه جدا؟! لم يعد يملك والدنا أي شيء الآن سوى ما يكمل به حياته!أمعقول أنها لا تبحث الآن عن رضاه؟ لم يعد الوقت يسعفنا , المال قمامة الدنيا ونفاياتها ..ليس لنا إنما أمانه في أعناقنا ا ليس جيدا أن يكثر في يدنا فيتسرب لقلوبنا الضعيفة!كيف أفهمها ياربي؟
-لم أسمع منها ولا كلمة حنونة كانت في قمة القسوة!سحبت الكلام منها سحبا...قد حاولت مرارا واظنها الاخيرة لن نفلح على ماأظن..
-إذن بلغيها أن والدي قد مات.......................
أم فراس 26 أيار 2008

حسنية تدركيت
26-05-2008, 10:05 PM
تركت لنا تساؤلا يفتح الأفاق , وتأمل في أمور الحياة

شكرا أم فراس مبدعة دوما , وفقك ربي

جوتيار تمر
27-05-2008, 10:53 AM
العزيزة ريمة...

ومضة سريعة الايقاع ، كياقاع الموت نفسه عندما يداهم قلعة الانسان التي يظن بانها حصينة ، الصورة هنا في تماهي مع الواقع الانساني ، الصورة رصدت امور عديدة تعد في سير الحدث القصصي مهمة ، لكن يمكن ايجازها ، في نقاط تبدأ بالتقاعد ، والرجال المسنين الذي ما ان يحالوا الى التقاعد حتى يصبحوا مستهلكين ، وهذا بلاشك يعطي المتابع ان يرجع ذلك الى امرين ، عدم وجود بدائل لهم ، والثاني لان التفكير المستقبلي مستبعد تماما عن ذهنية الفرد والحكومة ، وكذلك يمكن ان نقف عند قضية الميراث والتوزيع بين الاولاد ، وكل تبعياتها النفسية الاجتماعية الدلالية ، والامر الاخر الهجرة وما تؤول اليه الامور سواء على المستوى الفردي ، ام الجماعي ، والاخير ، الانسان نفسه ، الذي لم يرتقي بعد الى الماهية الانسانية المعدة له مسبقا هذا لكونه يؤمن باسبقية الماهية على الوجود ، ولعل القائلين بغير ذلك اعمق من هولاء تفكيرا في المسائل الانسانية .

دمت بخير
محبتي
جوتيار

ريمة الخاني
03-06-2008, 09:30 AM
تركت لنا تساؤلا يفتح الأفاق , وتأمل في أمور الحياة
شكرا أم فراس مبدعة دوما , وفقك ربي
أشكرمرورك الكريم
كل الود اخيه

ريمة الخاني
03-06-2008, 09:33 AM
العزيزة ريمة...
ومضة سريعة الايقاع ، كياقاع الموت نفسه عندما يداهم قلعة الانسان التي يظن بانها حصينة ، الصورة هنا في تماهي مع الواقع الانساني ، الصورة رصدت امور عديدة تعد في سير الحدث القصصي مهمة ، لكن يمكن ايجازها ، في نقاط تبدأ بالتقاعد ، والرجال المسنين الذي ما ان يحالوا الى التقاعد حتى يصبحوا مستهلكين ، وهذا بلاشك يعطي المتابع ان يرجع ذلك الى امرين ، عدم وجود بدائل لهم ، والثاني لان التفكير المستقبلي مستبعد تماما عن ذهنية الفرد والحكومة ، وكذلك يمكن ان نقف عند قضية الميراث والتوزيع بين الاولاد ، وكل تبعياتها النفسية الاجتماعية الدلالية ، والامر الاخر الهجرة وما تؤول اليه الامور سواء على المستوى الفردي ، ام الجماعي ، والاخير ، الانسان نفسه ، الذي لم يرتقي بعد الى الماهية الانسانية المعدة له مسبقا هذا لكونه يؤمن باسبقية الماهية على الوجود ، ولعل القائلين بغير ذلك اعمق من هولاء تفكيرا في المسائل الانسانية .
دمت بخير
محبتي
جوتيار
تحلبلك ادهشني فعلا
فقد واهبت النص تفسيرا اكثر وضوحا رغم انني قدمته لاترك للقارئ فضاءا اوسع لكن هنا المقام في اعطاء النص ما يفيدج القارئ من تفسير
كل التقدير

ربيحة الرفاعي
21-05-2013, 06:56 PM
ثلاث قضايا كبيرة غطاها النص ببراعة
سن التقاعد
أواصر العلاقة بين الأهل
مشاكل الميراث وأخطاء توزيعه حين نقحم إرادتنا فيه وآثارها

ونص سريع الإيقاء متتابع المشاهد مؤثر في نبضه ومحموله

أعتقد أن الخاتمة التي تقول " إذن ابلغيها أن والدي قد مات" تتناقض مع الحديث الذي سبقها والذي تضمن " لم يعد يملك والدنا أي شيء الآن سوى ما يكمل به حياته! ... أمعقول أنها لا تبحث الآن عن رضاه؟ ... لم يعد الوقت يسعفنا"

دمت أديبتنا بألق

تحاياي

نداء غريب صبري
08-06-2013, 05:07 PM
الجحود والاستماتة لأجل المال

قصة جميلة ممتعة

شكرا لك أختي ريمة

بوركت

ريمة الخاني
11-06-2013, 02:55 AM
ثلاث قضايا كبيرة غطاها النص ببراعة
سن التقاعد
أواصر العلاقة بين الأهل
مشاكل الميراث وأخطاء توزيعه حين نقحم إرادتنا فيه وآثارها

ونص سريع الإيقاء متتابع المشاهد مؤثر في نبضه ومحموله

أعتقد أن الخاتمة التي تقول " إذن ابلغيها أن والدي قد مات" تتناقض مع الحديث الذي سبقها والذي تضمن " لم يعد يملك والدنا أي شيء الآن سوى ما يكمل به حياته! ... أمعقول أنها لا تبحث الآن عن رضاه؟ ... لم يعد الوقت يسعفنا"

دمت أديبتنا بألق

تحاياي

ذكرتني بنص قديم قديم,فلك الشكر اختاه.

ريمة الخاني
11-06-2013, 02:56 AM
الجحود والاستماتة لأجل المال

قصة جميلة ممتعة

شكرا لك أختي ريمة

بوركت

اهلا ومرحبا بك دوما.
كل المحبة.

آمال المصري
15-01-2015, 02:11 PM
من الواقع تلك الصورة القاسية التي نقلت لنا حياة تحمل من الجور والعقوق والمرض والوحدة مايجعلنا نقف على كل منها
شكرا لنص اجتماعي مائز شاعرتنا الفاضلة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
18-01-2015, 10:14 PM
نقمة المال وعقوق الابناء مع وحدة التقاعد
طرح طيب بتكثيف وجمال و عمق ي الفكر
بوركت و تقديري

ناديه محمد الجابي
02-12-2019, 05:30 PM
إن الأباء في مجتمعاتنا العربية يهبون أعمارهم للأبناء ـ وقد تصل بهم
التضحية درجة يذوون فيها كالخريف ـ أو يشتعلون كالشموع حتى الإحتراق
ثم لا يحصدون منهم إلا على مرارة الجحود والتهافت على مايمكن أن يرثوه منهم.
شكرا على ذكاء في اختيار الفكرة، ومهارة في رسم مشهدها بهذا التكثيف.
قصة إجتماعية هادفة ، ولقطة إنسانية عرضتها بحرفية وجمال.
بوركت واليراع.
:hat::nj::001: