المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النقطة البيضاء فى الصورة السوداء



سيد يوسف
03-06-2008, 07:38 PM
النقطة البيضاء فى الصورة السوداء
سيد يوسف

حين نتأمل فى التاريخ ونقوم بسياحة عبر الزمن لنستخلص منه عدة قوانين تسير الحياة الاجتماعية والسياسية للدول يمكننا أن نستنتج قانونا مفاده أن دولة الكيان الصهيونى وُجِدَتْ لتفنى وأنها إلى زوال، وأن مشروعهم المعلن فى أفول سريع الخطوات.

انظروا نظرة مغايرة للجدار العنصرى الذى يفصل فلسطين: صحيح أنه يزيد معاناة الفلسطينيين لكنه أيضا يعطل حلم الكيان الصهيونى بالامتداد من الفرات إلى النيل بل إنه يحمل معنى يصرخ بشدة الوضوح مفاده صرخة صهيونية للعرب تقول: دعونا نعيش على هذا الجزء من الأرض(" وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً " النساء104)...وشبيه لحد التطابق بهذا الأمر الجدار المزمع بناؤه بين مصر وبين غزة فهل من معتبر؟!

وإن تستدعى المرءَ نصوصُ فإنها تستدعى قول الله تعالى "لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ " الحشر14، وفهم الأمر بهذا الطرح وحده لا يكفى لتلمس نقاط بيضاء فى مشهد يبعث على التشاؤم والإحباط إلا على فئة تأبى المقاومة والجهاد أن يتركانها وإنها لفئة منصورة مهما انفض العرب والناس عنها ذلك أنها تمدد بسبب إلى السماء، وتسير المقاومة بخطى بطيئة لكنها ثابتة وناجحة ومتطورة شهد على ذلك انتقال الانتفاضة من الحجر إلى السكين إلى العمليات الاستشهادية إلى صناعة الصواريخ الأرضية الى خطف العسكر الصهاينة وامتدت إلى القيام بعمليات نوعية شهد بكفايتها العدو قبل الصديق.

نقول : تسير المقاومة على خطى ثابتة قد تكون بطيئة نسبيا لكنها متطورة وفاعلة وتقض مضاجع الصهاينة وحلفائهم وفى هذا المشهد نقطة بيضاء نرجو التركيز عليها... وقد أنصف الدكتور عبد الوهاب المسيرى فى رؤيته بتحديد علامات عشرة لزوال الكيان الصهيونى وإن اعتمدت فى معظمها على الداخل الصهيونى أكثر من الخارج المتمثل فى استمرار المقاومة وقد أعجبنى رؤية صديق حين تحدث مجتهدا أن إفسادة بنى إسرائيل الحالية هى الإفسادة الأولى واستدل على ذلك بأدلة قد نتفق أو نختلف فى قوة الاستدلال بها لكنها على أي حال رؤية جديرة بالتأمل والاعتبار.

وثمة نقاط أخرى جديرة بالتأمل حين تبعث على بعض التفاؤل خلاصتها أن أمتنا رغم ضعفها ما تزال حية رغم كمّ معاول الهدم الطاغية التى تعمل عليها، صحيح هى أمة مريضة لكنها لم تمت ولن تموت، والمريض يُرجى برؤه ...ويحلو لبعض المستشهدين أن يقولوا إن زمن التتار حين علوا كان أشد سوادا على الأمة من زمننا الراهن هذا ويستدلون على ذلك بروايات هى فى مظانها.

وأخرى تعنى بميلاد جيل حر مقاوم لا يخشى القهر ويناط به تغيير الأوضاع حالكة السواد حين تبرأ أمته بله أن يكون هو أداة هذا التغيير فمما لا شك فيه أن بعد الظلام فجر ساطع فاصبروا وأبشروا.

نوجز ما نريد تبيانه كما يلى

(1)العنصر البشرى المتمثل فى البنية النفسية للمقاوم (2) المنهج الأصيل الذى يحمله المقاومون من عقيدة (3) الحق الذى يحمله أهله فى مواجهة الباطل واستمرار الكفاح (4) قانون الحياة الذى ينص على أن الزبد يذهب جفاء وأن ما ينفع الناس يمكث فى الأرض (5) تخبط الباطل وغبائه رغم قسوة القهر....

هذه مفردات بيضاء فى مشهد مليء بالسواد تنبئ أن المستقبل للمقاومة وأن النصر لها ولو على المدى البعيد واذكروا – إن شئتم- كم مكث الصليبيون بالمشرق قبل أن يدحرهم صلاح الدين هو والذين جاهدوا معه.

سيد يوسف

محمد الدسوقي
03-06-2008, 07:50 PM
سيد يوسف ... تحية حب مقرونه بأحترام

تعجبني فلسفتك في الأراء السياسية ، ونستبشر بالخير أن شاء الله ،،، لو لم تخزلنا الحكومات ... لكان ..؟
سنة الله في الأرض ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ...
والذي تعاني منه الأمة ليس قوة أعدائنا ،؟ ولكن بضعفنا

تحيات لقلم واعي ،، كن بخير

سيد يوسف
03-06-2008, 08:10 PM
جزاك الله خيرا عنى أخى الكريم أ/ محمد
هذه الأمة فى حاجة إلى نهضة ترتكز على بناء إنسان واع مخلص أمين مضحى ولعل أن تكون إرهاصات الحاضر مخاض جيد لهذا البناء على المدى البعيد

سرنى مرورك وتعليقك أخى الكريم

بابيه أمال
25-06-2008, 10:27 PM
انظروا نظرة مغايرة للجدار العنصرى الذى يفصل فلسطين: صحيح أنه يزيد معاناة الفلسطينيين لكنه أيضا يعطل حلم الكيان الصهيونى بالامتداد من الفرات إلى النيل بل إنه يحمل معنى يصرخ بشدة الوضوح مفاده صرخة صهيونية للعرب تقول: دعونا نعيش على هذا الجزء من الأرض(" وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً " النساء104)...

رؤيا تحليلية مركزة على الوضع الراهن لدولة توسعت واشرأب عنقها واصلا الآفاق على أنقاض جزء أمة أبت إلا الانفصال أكثر عن بعضها البعض محيطة كل دولة من دويلاتها بحدود واهية تشهد على الاختلاف فيما لا اختلاف فيه..
فقط يبقى القول أن إسرائيل لن تحس بانكماشها على نفسها سريعا من خلال سجن اختياري تصلها إليه كل الإمدادات من كل جهات الأرض إلا إذا ما التحم حولها كل جزء من الدويلات العربية بشكل يعيد ولو نسبيا هيبة كانت واندحرت بين ذل طال القلوب والعقول..
أتساءل أحيانا كم من الدم يكفي إهراقه لتستفيق عقولنا من سباتها؟ كم من دول عربية أخرى سيسقط كيانها قبل أن تستنهض الشعوب همتها نحو تغيير جذري يوصلها إلى عزة دين ارتضاه لها الله ورسوله !
عسى ألا تتدفق الأنهار بدماء أبرياء ليس لهم من الدنيا غير الخبز !
ومتى نرى عزة بين دروب زاغت أغلب عيون ساكنيها تحديقا في الفراغ..؟
لله الأمر من قبل ومن بعد..

سيد يوسف.. شكرا لعمق رؤياك فيما يحيط بك وبنا.. وعذرا للرد الموجز..
تقديري..

سيد يوسف
27-06-2008, 02:58 AM
لا فض فوك ...نفعنا الله بك أختنا الكريمة ...تعليقك شائق ومؤثر وما زلنا نأمل برء المريض إن شاء الله تعالى وعسى أن يكون قريبا فإن نصر الله - بنصر دينه- إذا جاء لا يؤخر