تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بِالبابِ قِفْ ..



د. عمر جلال الدين هزاع
06-06-2008, 04:19 PM
بِالبابِ قِفْ ..
,,,

( بِالبَابِ قِفْ , لَنْ أَلْتَقِيكَ مُجَدَّدا )=- سَلْمَى - تَقُولُ , ( وَ بِتْ هُنَاكَ مُسَهَّدا )
( وَ أَعِدْ إِلَيَّ رَسَائِلًا عَطَّرتُها=لَكَ مِنْ طُيُوبِي - فِيكَ - قَدْ ضَاعَتْ سُدى
وَ نَزِيفَ شِعْرِي وَ الأَنَاشِيدَ الَّتِي=- لَمَّا بِهَا غَنَّى الهُيَامُ - غَدَتْ صَدى
وَ رَحِيقَ ثَغْرِي , وَ العَنَاقِيدَ الَّتِي=قَدْ طَالَمَا دَلَّيتُ فَاغْتِيلَتْ عِدا
لَا تَقْتَرِبْ مِنِّي فَحُبُّكَ ظَالِمِي=أَسْقِيهِ مِنْ عِشْقِي , فَيَسْقِينِي الرَّدى
لَا تَقْتَرِبْ , قَطَّعْتَ وَرْدَ حَدِيقَتِي=وَ زَرَعتَها بِالشَّوكِ , مِنْ بَعْدِ النَّدى
كُلُّ العُطُورِ نَثَرتُها - لَكَ مِنْ يَدِي -=وَ نَثَرتَنِي لَمَّا مَدَدْتَ لِيَ اليَدا
وَ نَشِيدَ حُبِّ كُنْتُ فِي ثَغْرِ الهَوَى=فَجَعَلْتَنِي نَوحًا - بِفِيهِ - تَرَدَّدا
فِي سَاحِلِي , فِي لُجَّتِي - تَلْهُو - هُنا =وَ هُنَاكَ - تَلْهُو بِي - شِرَاعًا - فِي المَدى
ثَوَّرْتَ فِيَّ النَّارَ , غَادِرْ جَنَّتِي=عُبَّ القَذَى - قَيحًا - بِأَقْدَاحِ الصَّدا
وَ رَجَمتَنِي - قُزَحًا - وَ أَنتَ ضَلَالَتِي=وَ اليَومَ أَرْجُمُكَ - القِلَى - بِيَدِ الهُدى
دَعْنِي , وَ دَعْ أَثْوَابَ نَومِي - كُلَّها -=مَزَّقْتُها , لَمَّا الغَرَامُ تَجَمَّدا
وَ وِسَادَتِي , وَ سَرِيرَ عِشْقٍ ضَمَّنَا=لَمَّا بِهِ العِشْقُ القَدِيمُ تَبَدَّدا
وَ اخْرُجْ كَمَا - يَومًا - دَخَلْتَ - بِعَالَمِي -=ظِلًّا - عَلَى وَحْلِ الرَّصِيفِ - تَمَدَّدا )
فَدَنَوتُ , قُلْتُ : ( مَلِيكَتِي , مَاذَا جَرَى ؟=" سَلْمَى " , وَ أَيُّ الحَاقِدِينَ تَمَرَّدا ؟ )
وَ ضَمَمْتُها - ضَمَّ الوَلِيدِ - بِأَضْلُعِي=فَتَحَشْرَجَت بِالدَّمْعِ , مُذْ دَمْعِي بَدا
وَ تَفَلَّتَتْ مِنِّي تُدَافِعُنِي , وَ لَمْ=أُدْرِكْ سِوَى حُلْمٍ - هُنَاكَ - تَجَعَّدا
وَ يَدَينِ تَمْتَدَّانِ نَحْوِي - كُلَّما=حَاوَلْتُ مِنْهَا القُرْبَ - كََي أَتَبَعَّدا
( " سَلْمَى " , أَنَا لَكِ فِي الغَرَامِ حِكَايَةٌ=أَزَلِيَّةٌ , وَ بِهَا الغَرَامُ تَسَرْمَدا
قُولِي بِرَبِّكِ مَا الَّذِي سَحَقَ الهَوَى=مِنْ بَعْدِ مَا غَنَّى لَنَا وَ تَوَرَّدا ؟
قَلْبِي وَ قَلْبُكِ يَا " سُلَيمَةُ " أَقْسَمَا=أَنْ يَنبضَا عِشْقًا - مَعًا - فَتَوَحَّدا
فَلِمَ الفِرَاقُ ؟ وَ مَا الَّذِي أَخْطَأتُ فِي=حَقِّ الهَوَى , حَتَّى أَعِيشَ مُشَرَّدا ؟
مَاذَا فَعَلْتُ , أَنَا - وَ أَنتِ أَنَا - لِكَي=أَلْقَى الصُّدُودَ - تَمَنُّعًا - أَو أُطْرَدا ؟
مَاذَا أَلَمَّ ؟ لِكَي نَبِيتَ عَلَى النَّوَى ؟=وَ إِلَى فِرَاقِي مِا الَّذِي بِكِ قَدْ حَدا ؟ )
قَالَتْ : ( هُنا , وَفِّرْ كَلَامَكَ لَسْتُ مَنْ=سَتَعُودُ , لَو عِشْتَ الحَيَاةَ مُخَلَّدا )
فَتَرَنَّحَتْ أَفْكَارِيَ القَتْلَى عَلَى=عَتَبَاتِها وَ هَوَى الفُؤَادُ مُصَفَّدا
وَ تَضَرَّجَتْ بِالدَّمْعِ مُقْلَةُ مَحْجِرِي=وَ تَكَبَّلَ الشَّوقُ المُقِيمُ وَ أُخْمِدا
وَ وَقَفْتُ مَصْلُوبًا عَلَى وَتَدِ الشَّقَا=- فِي بَابِها - بِالفَقْدِ بِتُّ مُهَدَّدا
وَ نَظَرْتُ - لَكِنْ صَدَّعَتْنِي بِالقِلَى -=وَ مَضَيتُ - بِالهَمِّ الثَّقِيلِ - مُقَيَّدا
وَ الَّليلُ - حَولِي - مِثْلُ ذِئْبٍ - قَدْ عَوَى -=وَ الغَيمُ - فِي كَبِدِ السَّمَاءِ - تَلَبَّدا
وَ البَرْدُ يَضْرِبُنِي بِسُوطِ جَلِيدِهِ=وَ أَنَا أَلُوكُ الصَّبْرَ كَي أَتَجَلَّدا
بَرْدٌ - هُنا - حَولِي , وَ قَلْبِي فِي الَّلظَى=وَ وَرِيدُ عِشْقِي - فِي الثُّلُوجِ - تَوَقَّدا
أَمْشِي عَلَى نَزْفِ الجُرُوحِ - بِمُهْجَتِي -=إِذْ رَاحَ مَنْ آسَى الجُرُوحَ وَ ضَمَّدا
" سَلْمَى " , وَ تَصْفَعُنِي الحُرُوفُ بِصَمْتِها=خَبَرًا , وَ كُنْتُ - قُبَيلَ ذَلِكَ - مُبْتَدا
" سَلْمَى " - وَ رَبِّي - لَو أُصَدِّقُ هَاجِسِي=سَأَقُولُ : ( أَرْغَى المَوتُ - فِيَّ - وَ أَزْبَدا )
لَولَا نِدَاؤُكِ فِي الظَّلَامِ - مَحَبَّةً -=- خَلْفِي - يَقُولُ : ( ارْجِعْ , فَأَنتَ المُفْتَدى )

...
قُزَح : الشَّيطَان

محسن شاهين المناور
06-06-2008, 04:33 PM
الدكتور . . . عمر
من جديد . . شوق وعتاب
وحوارية جميلة تنبض بابداع الابداع
جعلتنا نحلق في سماء الشعر كعادتك أستاذي الفاضل
رغم حوارها القصيدة كانت هادئة ورائعة
سلمت ويسلم المنهل العذب
إن شاء الله

حازم محمد البحيصي
06-06-2008, 05:59 PM
د. عمر هزاع حوارية عشقية سرمدية جميلة
بها من العشق والهيام والحب والغرام ما يعبق
وبها من الوجد والاشتياق ما ينطق
أذكيت صبابيتى كما في كل مرة تذكيها
فرحت أخط هذا من بعدك بكيبوردية سريعة


(بالباب قف) فالحب صار مشردا = والسيف من بعد التجرد أغمدا
ونصال عيني ليس فيها رمية = لتصيب فارسها ويمسي مسهدا
قف ها هنا بالله لا تدنوا فلا = قلبي يدق ولا لساني رددا
ودع اللهيب يموت في جوفي أنا = تعب الفؤاد وما رأيتك منجدا

تحيتي لك
ولطيب حرفك

د. سمير العمري
19-07-2009, 08:25 PM
ما أبدع هذه القصيدة وأشعر حرفها!

لا تزال تمتع الأدب العربي بجديد الجميل أيها الشاعر الفذ!

أستغرب كيف لم تأخذ هذه الرائعة حقها من التقدير والاهتمام!

للتثبيت استحقاقا!

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

محمود فرحان حمادي
20-07-2009, 10:53 AM
بِالبابِ قِفْ ..
,,,

( بِالبَابِ قِفْ , لَنْ أَلْتَقِيكَ مُجَدَّدا )=- سَلْمَى - تَقُولُ , ( وَ بِتْ هُنَاكَ مُسَهَّدا )
( وَ أَعِدْ إِلَيَّ رَسَائِلًا عَطَّرتُها=لَكَ مِنْ طُيُوبِي - فِيكَ - قَدْ ضَاعَتْ سُدى
وَ نَزِيفَ شِعْرِي وَ الأَنَاشِيدَ الَّتِي=- لَمَّا بِهَا غَنَّى الهُيَامُ - غَدَتْ صَدى
وَ رَحِيقَ ثَغْرِي , وَ العَنَاقِيدَ الَّتِي=قَدْ طَالَمَا دَلَّيتُ فَاغْتِيلَتْ عِدا
لَا تَقْتَرِبْ مِنِّي فَحُبُّكَ ظَالِمِي=أَسْقِيهِ مِنْ عِشْقِي , فَيَسْقِينِي الرَّدى
لَا تَقْتَرِبْ , قَطَّعْتَ وَرْدَ حَدِيقَتِي=وَ زَرَعتَها بِالشَّوكِ , مِنْ بَعْدِ النَّدى
كُلُّ العُطُورِ نَثَرتُها - لَكَ مِنْ يَدِي -=وَ نَثَرتَنِي لَمَّا مَدَدْتَ لِيَ اليَدا
وَ نَشِيدَ حُبِّ كُنْتُ فِي ثَغْرِ الهَوَى=فَجَعَلْتَنِي نَوحًا - بِفِيهِ - تَرَدَّدا
فِي سَاحِلِي , فِي لُجَّتِي - تَلْهُو - هُنا =وَ هُنَاكَ - تَلْهُو بِي - شِرَاعًا - فِي المَدى
ثَوَّرْتَ فِيَّ النَّارَ , غَادِرْ جَنَّتِي=عُبَّ القَذَى - قَيحًا - بِأَقْدَاحِ الصَّدا
وَ رَجَمتَنِي - قُزَحًا - وَ أَنتَ ضَلَالَتِي=وَ اليَومَ أَرْجُمُكَ - القِلَى - بِيَدِ الهُدى
دَعْنِي , وَ دَعْ أَثْوَابَ نَومِي - كُلَّها -=مَزَّقْتُها , لَمَّا الغَرَامُ تَجَمَّدا
وَ وِسَادَتِي , وَ سَرِيرَ عِشْقٍ ضَمَّنَا=لَمَّا بِهِ العِشْقُ القَدِيمُ تَبَدَّدا
وَ اخْرُجْ كَمَا - يَومًا - دَخَلْتَ - بِعَالَمِي -=ظِلًّا - عَلَى وَحْلِ الرَّصِيفِ - تَمَدَّدا )
فَدَنَوتُ , قُلْتُ : ( مَلِيكَتِي , مَاذَا جَرَى ؟=" سَلْمَى " , وَ أَيُّ الحَاقِدِينَ تَمَرَّدا ؟ )
وَ ضَمَمْتُها - ضَمَّ الوَلِيدِ - بِأَضْلُعِي=فَتَحَشْرَجَت بِالدَّمْعِ , مُذْ دَمْعِي بَدا
وَ تَفَلَّتَتْ مِنِّي تُدَافِعُنِي , وَ لَمْ=أُدْرِكْ سِوَى حُلْمٍ - هُنَاكَ - تَجَعَّدا
وَ يَدَينِ تَمْتَدَّانِ نَحْوِي - كُلَّما=حَاوَلْتُ مِنْهَا القُرْبَ - كََي أَتَبَعَّدا
( " سَلْمَى " , أَنَا لَكِ فِي الغَرَامِ حِكَايَةٌ=أَزَلِيَّةٌ , وَ بِهَا الغَرَامُ تَسَرْمَدا
قُولِي بِرَبِّكِ مَا الَّذِي سَحَقَ الهَوَى=مِنْ بَعْدِ مَا غَنَّى لَنَا وَ تَوَرَّدا ؟
قَلْبِي وَ قَلْبُكِ يَا " سُلَيمَةُ " أَقْسَمَا=أَنْ يَنبضَا عِشْقًا - مَعًا - فَتَوَحَّدا
فَلِمَ الفِرَاقُ ؟ وَ مَا الَّذِي أَخْطَأتُ فِي=حَقِّ الهَوَى , حَتَّى أَعِيشَ مُشَرَّدا ؟
مَاذَا فَعَلْتُ , أَنَا - وَ أَنتِ أَنَا - لِكَي=أَلْقَى الصُّدُودَ - تَمَنُّعًا - أَو أُطْرَدا ؟
مَاذَا أَلَمَّ ؟ لِكَي نَبِيتَ عَلَى النَّوَى ؟=وَ إِلَى فِرَاقِي مِا الَّذِي بِكِ قَدْ حَدا ؟ )
قَالَتْ : ( هُنا , وَفِّرْ كَلَامَكَ لَسْتُ مَنْ=سَتَعُودُ , لَو عِشْتَ الحَيَاةَ مُخَلَّدا )
فَتَرَنَّحَتْ أَفْكَارِيَ القَتْلَى عَلَى=عَتَبَاتِها وَ هَوَى الفُؤَادُ مُصَفَّدا
وَ تَضَرَّجَتْ بِالدَّمْعِ مُقْلَةُ مَحْجِرِي=وَ تَكَبَّلَ الشَّوقُ المُقِيمُ وَ أُخْمِدا
وَ وَقَفْتُ مَصْلُوبًا عَلَى وَتَدِ الشَّقَا=- فِي بَابِها - بِالفَقْدِ بِتُّ مُهَدَّدا
وَ نَظَرْتُ - لَكِنْ صَدَّعَتْنِي بِالقِلَى -=وَ مَضَيتُ - بِالهَمِّ الثَّقِيلِ - مُقَيَّدا
وَ الَّليلُ - حَولِي - مِثْلُ ذِئْبٍ - قَدْ عَوَى -=وَ الغَيمُ - فِي كَبِدِ السَّمَاءِ - تَلَبَّدا
وَ البَرْدُ يَضْرِبُنِي بِسُوطِ جَلِيدِهِ=وَ أَنَا أَلُوكُ الصَّبْرَ كَي أَتَجَلَّدا
بَرْدٌ - هُنا - حَولِي , وَ قَلْبِي فِي الَّلظَى=وَ وَرِيدُ عِشْقِي - فِي الثُّلُوجِ - تَوَقَّدا
أَمْشِي عَلَى نَزْفِ الجُرُوحِ - بِمُهْجَتِي -=إِذْ رَاحَ مَنْ آسَى الجُرُوحَ وَ ضَمَّدا
" سَلْمَى " , وَ تَصْفَعُنِي الحُرُوفُ بِصَمْتِها=خَبَرًا , وَ كُنْتُ - قُبَيلَ ذَلِكَ - مُبْتَدا
" سَلْمَى " - وَ رَبِّي - لَو أُصَدِّقُ هَاجِسِي=سَأَقُولُ : ( أَرْغَى المَوتُ - فِيَّ - وَ أَزْبَدا )
لَولَا نِدَاؤُكِ فِي الظَّلَامِ - مَحَبَّةً -=- خَلْفِي - يَقُولُ : ( ارْجِعْ , فَأَنتَ المُفْتَدى )

...
قُزَح : الشَّيطَان

د. عمر
خميلة غناء يضوع أريجها
مقدرة وإبداعا بتميز واضح
لقد أطربتنا بقصيد رصين باذخ
إعجابي الشديد مع تحية ود

الطنطاوي الحسيني
20-07-2009, 11:28 AM
بِالبابِ قِفْ ..
,,,

( بِالبَابِ قِفْ , لَنْ أَلْتَقِيكَ مُجَدَّدا )=- سَلْمَى - تَقُولُ , ( وَ بِتْ هُنَاكَ مُسَهَّدا )
( وَ أَعِدْ إِلَيَّ رَسَائِلًا عَطَّرتُها=لَكَ مِنْ طُيُوبِي - فِيكَ - قَدْ ضَاعَتْ سُدى
وَ نَزِيفَ شِعْرِي وَ الأَنَاشِيدَ الَّتِي=- لَمَّا بِهَا غَنَّى الهُيَامُ - غَدَتْ صَدى
وَ رَحِيقَ ثَغْرِي , وَ العَنَاقِيدَ الَّتِي=قَدْ طَالَمَا دَلَّيتُ فَاغْتِيلَتْ عِدا
لَا تَقْتَرِبْ مِنِّي فَحُبُّكَ ظَالِمِي=أَسْقِيهِ مِنْ عِشْقِي , فَيَسْقِينِي الرَّدى
لَا تَقْتَرِبْ , قَطَّعْتَ وَرْدَ حَدِيقَتِي=وَ زَرَعتَها بِالشَّوكِ , مِنْ بَعْدِ النَّدى
كُلُّ العُطُورِ نَثَرتُها - لَكَ مِنْ يَدِي -=وَ نَثَرتَنِي لَمَّا مَدَدْتَ لِيَ اليَدا
وَ نَشِيدَ حُبِّ كُنْتُ فِي ثَغْرِ الهَوَى=فَجَعَلْتَنِي نَوحًا - بِفِيهِ - تَرَدَّدا
فِي سَاحِلِي , فِي لُجَّتِي - تَلْهُو - هُنا =وَ هُنَاكَ - تَلْهُو بِي - شِرَاعًا - فِي المَدى
ثَوَّرْتَ فِيَّ النَّارَ , غَادِرْ جَنَّتِي=عُبَّ القَذَى - قَيحًا - بِأَقْدَاحِ الصَّدا
وَ رَجَمتَنِي - قُزَحًا - وَ أَنتَ ضَلَالَتِي=وَ اليَومَ أَرْجُمُكَ - القِلَى - بِيَدِ الهُدى
دَعْنِي , وَ دَعْ أَثْوَابَ نَومِي - كُلَّها -=مَزَّقْتُها , لَمَّا الغَرَامُ تَجَمَّدا
وَ وِسَادَتِي , وَ سَرِيرَ عِشْقٍ ضَمَّنَا=لَمَّا بِهِ العِشْقُ القَدِيمُ تَبَدَّدا
وَ اخْرُجْ كَمَا - يَومًا - دَخَلْتَ - بِعَالَمِي -=ظِلًّا - عَلَى وَحْلِ الرَّصِيفِ - تَمَدَّدا )
فَدَنَوتُ , قُلْتُ : ( مَلِيكَتِي , مَاذَا جَرَى ؟=" سَلْمَى " , وَ أَيُّ الحَاقِدِينَ تَمَرَّدا ؟ )
وَ ضَمَمْتُها - ضَمَّ الوَلِيدِ - بِأَضْلُعِي=فَتَحَشْرَجَت بِالدَّمْعِ , مُذْ دَمْعِي بَدا
وَ تَفَلَّتَتْ مِنِّي تُدَافِعُنِي , وَ لَمْ=أُدْرِكْ سِوَى حُلْمٍ - هُنَاكَ - تَجَعَّدا
وَ يَدَينِ تَمْتَدَّانِ نَحْوِي - كُلَّما=حَاوَلْتُ مِنْهَا القُرْبَ - كََي أَتَبَعَّدا
( " سَلْمَى " , أَنَا لَكِ فِي الغَرَامِ حِكَايَةٌ=أَزَلِيَّةٌ , وَ بِهَا الغَرَامُ تَسَرْمَدا
قُولِي بِرَبِّكِ مَا الَّذِي سَحَقَ الهَوَى=مِنْ بَعْدِ مَا غَنَّى لَنَا وَ تَوَرَّدا ؟
قَلْبِي وَ قَلْبُكِ يَا " سُلَيمَةُ " أَقْسَمَا=أَنْ يَنبضَا عِشْقًا - مَعًا - فَتَوَحَّدا
فَلِمَ الفِرَاقُ ؟ وَ مَا الَّذِي أَخْطَأتُ فِي=حَقِّ الهَوَى , حَتَّى أَعِيشَ مُشَرَّدا ؟
مَاذَا فَعَلْتُ , أَنَا - وَ أَنتِ أَنَا - لِكَي=أَلْقَى الصُّدُودَ - تَمَنُّعًا - أَو أُطْرَدا ؟
مَاذَا أَلَمَّ ؟ لِكَي نَبِيتَ عَلَى النَّوَى ؟=وَ إِلَى فِرَاقِي مِا الَّذِي بِكِ قَدْ حَدا ؟ )
قَالَتْ : ( هُنا , وَفِّرْ كَلَامَكَ لَسْتُ مَنْ=سَتَعُودُ , لَو عِشْتَ الحَيَاةَ مُخَلَّدا )
فَتَرَنَّحَتْ أَفْكَارِيَ القَتْلَى عَلَى=عَتَبَاتِها وَ هَوَى الفُؤَادُ مُصَفَّدا
وَ تَضَرَّجَتْ بِالدَّمْعِ مُقْلَةُ مَحْجِرِي=وَ تَكَبَّلَ الشَّوقُ المُقِيمُ وَ أُخْمِدا
وَ وَقَفْتُ مَصْلُوبًا عَلَى وَتَدِ الشَّقَا=- فِي بَابِها - بِالفَقْدِ بِتُّ مُهَدَّدا
وَ نَظَرْتُ - لَكِنْ صَدَّعَتْنِي بِالقِلَى -=وَ مَضَيتُ - بِالهَمِّ الثَّقِيلِ - مُقَيَّدا
وَ الَّليلُ - حَولِي - مِثْلُ ذِئْبٍ - قَدْ عَوَى -=وَ الغَيمُ - فِي كَبِدِ السَّمَاءِ - تَلَبَّدا
وَ البَرْدُ يَضْرِبُنِي بِسُوطِ جَلِيدِهِ=وَ أَنَا أَلُوكُ الصَّبْرَ كَي أَتَجَلَّدا
بَرْدٌ - هُنا - حَولِي , وَ قَلْبِي فِي الَّلظَى=وَ وَرِيدُ عِشْقِي - فِي الثُّلُوجِ - تَوَقَّدا
أَمْشِي عَلَى نَزْفِ الجُرُوحِ - بِمُهْجَتِي -=إِذْ رَاحَ مَنْ آسَى الجُرُوحَ وَ ضَمَّدا
" سَلْمَى " , وَ تَصْفَعُنِي الحُرُوفُ بِصَمْتِها=خَبَرًا , وَ كُنْتُ - قُبَيلَ ذَلِكَ - مُبْتَدا
" سَلْمَى " - وَ رَبِّي - لَو أُصَدِّقُ هَاجِسِي=سَأَقُولُ : ( أَرْغَى المَوتُ - فِيَّ - وَ أَزْبَدا )
لَولَا نِدَاؤُكِ فِي الظَّلَامِ - مَحَبَّةً -=- خَلْفِي - يَقُولُ : ( ارْجِعْ , فَأَنتَ المُفْتَدى )

...
قُزَح : الشَّيطَان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والذي خلق الجمال والدلال لشعرك سحرا او كسحر
رائع الوقفات والفتات والعشق الذي اذرى بفيض عبيره سحر المدى
عدت والعود احمد يا اخي الحبيب د عمر هزاع
ما شاء الله على افكارك وبوحك
اعدتنا لعصور الشعر الرائع الجميل الجزل اللفظ والحنون الشعور والرائع الصورة
تحياتي لالقك الذي نتعلم منه ونقف على اعتابه نرشفه ونتعلمه
دمت بسموق ابداعك وجمال فنك وعشقك
اخوك طنطاوي

يوسف أحمد
20-07-2009, 01:06 PM
ما زلت تنفح الحروف حبا، وما زلت تعزف على تقنية الجمل المعترضة بمهارة

شكرا شكرا ايها الدكتور

أحمد حسن محمد
22-07-2009, 04:59 PM
أنت شاعر عظيم يا دكتور عمر

ما هذه العصا السحرية التي تدوزن بها معانيك

هنا

أشكرك لقصيدتك البهية

ورؤيتك الشعرية الشاعرية التي تتضح في كل نور كلمةٍ ترسي لنا به منارات سلام وأدبٍ

تقبل احترامي

علي عبد الجاسم
22-07-2009, 08:16 PM
د. عمر تحية طيبة
أقف بالباب هنا أمام قصيدة بمنتهى الروعة ... جعلتني ياسيدي أحلق كالطير مع كل بيت فيها
دمت مبدعاً