المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كوبونة سولار - قصة قصيرة ، د . محمد أيوب



د . محمد أيوب
10-06-2008, 12:20 AM
37 – كوبونة سولار
قصة قصيرة جدا
د . محمد أيوب
قرر المحفل الأميري أن يوزع الكيروسين بالبطاقات على السائقين المطيعين الذين يملكون رخصا لسياراتهم، فقرر المواطن الغلبان أن يذهب للحصول على بطاقته، وفي الطريق رأى الناس يقفون في طوابير عند محطات الوقود للحصول على الغاز لمطابخهم، داخ السبع دوخات حتى وصل المكان المحدد، استلم كوبونتين بعد أن فقد قدرته على التنفس، وفي طريق عودته راودته فكرة : لماذا لا أبيع السولار الذي سأحصل عليه بمائتي دولار لأنني لن أحصل عليها من عملي على سيارتي، ولما وصل البيت تطورت الفكرة، اشترى كرتونة سيرج، وفي البيت سحب من كل جالون سولار ثلثه ووضع بدلا منه نصف كرتونة السيرج ، باع كل جالون من الجالونين بمائة دولار وبقي لديه اثنا عشر لترا من السولار النقي.

عدنان القماش
10-06-2008, 02:32 PM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذنا الكريم دكتور محمد أيوب،،،
قصتك تلخص فكرة التسلسل في الفساد، ويولى عليكم من أمثالكم.
أحسنت أستاذنا ودام لنا قلمك المتألق،،،

وصلي اللهم على سيدنا محمد وأله وصحبه وسلم

شجاع الصفدي
10-06-2008, 04:46 PM
الفاضل د . محمد أيوب
لربما القاطن في غزة فقط هو من سيدرك وجع القصة القصيرة تلك
حتى نحن يا أخي وقفنا ولم نحصل على قطرة وقود واحدة
وقضينا شهرين دون غاز في البيت ..
هذا كله لا شيء في مسلسل الضياع الذي نخسر فيه أشياء أعظم كل يوم ..
تحجمت القضية في كوبونة السولار التي يوزعها المحفل الأميري
وتأخر الراتب الذي يتحكم به المحفل السلطاني
وهكذا دواليك وصلنا لمرحلة أننا نسينا القدس و نسينا الأسرى , نسينا حق العودة
انقسمنا وحققنا للاحتلال مبتغاه عبر عقود من الزمن
ما القصة إلا مطلع الأغنية فما زال الألبوم يحتوي الكثير الكثير من الوجع لكل فلسطيني ..
لك التحية والتقدير

د . محمد أيوب
10-06-2008, 08:29 PM
أخي العزيز عدنان
الفساد يا صديقي كالأميبا والكائنات وحيدة الخلية يتكاثر بالانقسام ، فما أسرع تكاثره، وما أكثر من يصابون بفيروس الفساد ، والعجيب أن البعض ينتقدون الفساد وهم يجلسون على الجدار متفرجين، وإذا نزلوا إلى أرض الواقع والمسئولية مارسوا الفساد كأبشع ما تكون الممارسة.
كل المودة والتقدير لشخصك الكريم

د . محمد أيوب
10-06-2008, 08:37 PM
وضاع المواطن الغلبان بين شقي رحى الصراع، لأن أحدا لا يأبه بآلامه وعذاباته، ضاع الوطن وتقزمت القضية ، وتقزمت معها الآمال وكبر حجم الآلام، وما زال الحديث عن المصالحة والحوار مستمرا دون جدوى ، وكأن الأخوة يحتاجون إلى وسيط يصلح بينهم بدلا من أن يتغاضى كل منهم عن بعض كبريائه ليحتضن أخاه تعبيرا عن الأخوة الصادقة، أقسم لك أننا لسنا بحاجة إلى السنغال أو اليمن أو السعودية أو خارج الوطن ، ما نحتاجه هو النوايا الطيبة وبعض الثقة بالآخر، لقد دمرنا قضيتنا وأحرجنا حلفاءنا في العالم فلم يعد لديهم أي مبرر لتبني مطالبنا العادلة ، ترى هل يعقل ذلك؟
أخي شجاع
كل المودة والتقدير لك

جوتيار تمر
10-06-2008, 09:38 PM
دكتور.....

تيار الوعي هنا يتحكم بصورة كبيرة في سير الحدث اليومي لدى الانسان، بحيث يسيطر على السارد،حتى وكأنه يظهر لنا هنا ملحمة فردية،من حيث استقطاب ثيمات هذه التجربة من تجارب المعيش اليومي،ومن ممكنات الذات البشرية،وذلك من خلال الحالات التي يمر بها من حالات التصدع السياسي، النفسي ،والاقتصادي، والاجتماعي ، وما تؤل اليه الامور جراء هذا التصدع.

دم بخير
محبتي
جوتيار

وفاء شوكت خضر
10-06-2008, 10:50 PM
أديبنا د. محمد ايوب ..

لقطة سريعة تلخص الفساد والتردي الأخلاقي الذي يصنعه الاستعمار وتخلفه الحروب ..

تسجيل مرور..
تحيتي .

د . محمد أيوب
10-06-2008, 11:30 PM
أخي العزيز جوتيار
لقد تصدع المجتمع الفلسطيني على الرغم من عدم وجود النعرات الطائفية، فقد حولت الصراعات التنظيمية المجتمع الفلسطيني إلى فسيفساء مشوهة وغير متناسقة مما شوه الصورة الجميلة لوحدة شعبنا، مما أوصلنا إلى معاناة لم يحلم بها من بذلوا حياتهم رخيصة من أجل أن نحيا، أتذكر قصة الطاهر وطار "الشهداء يعودن هذا الأسبوع" فأتذكر اللعنات التي تفرزها الثورات المشوهة وغير الملتزمة بقضايا الوطن والشعب، شيء مؤسف أن يتحول البعض من المقاومة إلى تجارة السولار والبنزين للحصول على كسب غير مشروع على حساب معاناة الناس وتجويعهم، نحن من نحاصر أنفسنا يا صديقي لأن المحطات مليئة بالسولار والبنزين المحاصرين بالطمع والجشع.

د . محمد أيوب
10-06-2008, 11:41 PM
العزيزة وفاء
نحن في أمس الحاجة إلى اللقطات السريعة في زمن زاد فيه الضغط النفسي والاجتماعي والاقتصادي إلى درجة أن المواطن يحارب في لقمة عيشه بعد أن تضاعفت الأسعار بنسبة ثلاثمائة بالمائة، تحضرني نكتة انتشرت في غزة قبل فترة تقول إن ثريا عربيا فقد ابنه في حادث طرق، ولما سأل عنه قيل له إنه في جهنم، توجه إلى إيطاليا للاتصال به فلم ينجح ونصحوه بالذهاب إلى أمريكا ولكنهم نصحوه بالتوجه إلى اليابان، استغرب اليابنايون وقالوا له إن تكنولوجيا الاتصال بجهنم موجودة في غزة، سافر الثري إلى غزة ودلف إلى أول محل اتصالات وطلب منه أن يتصل بابنه في جهنم، طلب صاحب المكتب الرقم من الثري وخلال أقل من دقيقة ناوله السماعة ليكلم ابنه، وبعد انتهاء المكالمة سأل الثري صاحب المكتب عن تكلفة المكالمة فقال له : شيكل واحد، أبدى الثري استغرابه بعد أن دفع آلاف الدولارات للاتصال بابنه فرد عليه صاحب المكتب : إنها مكالمة داخلية!!!!

جيهان المزوري
23-08-2009, 02:55 PM
رائعة القصة سيدي الفاضل

مودتي