المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هَيْبَةُ الدَّهْرِ



بندر الصاعدي
11-06-2008, 10:10 PM
أُقَلِّبُ طَرْفًا فِي الحَيَاةِ وَلَا أَدْرِي=أَوَاسِعَةُ لِي أَمْ بِهَا ضَيِّقٌ صَدْرِي!
وَتَخْتَلِجُ الأَشْجَانُ تَأْكُلُ أَضْلِعِي=بِكُلٍّ اهْتِياجٍ كَالخَلِيجِ مِنَ البَحْرِ
أُكَابِدُ عِلَّاتِي مَكُوثًا عَلَى الأَسَى=وَأَقْصُدُ حَاجَاتٍ يُنَغِّزْنَ لِي نَحْرِي
فمَا السَّعْيُ مُبْقِينِي رَضِيَّا ولا الوَنَى=عَدَا أَنَّنِي أَقْضِي البَقِيَّةَ بِالصَّبْرِ
أَمُوتُ وَأَحْيَا كُلَّ يَوْمٍ كَأَنَّنِي=أَرُوحُ وَأَغْدُو مِنْ حَيَاتِي إِلَى قَبْرِي
فَمَا قَرَّ لِي عَيْشٌ هَنِيءٌ وَلا أَرَى=سِوَى كَالِحِ الَأَيَّامِ يَدْفَعُهَا فَجْرِي
وَكَمْ أَدَرْأُ الأَرْزَاءَ عَنْ سَاحَةِ التُّقَى=وَأَنْسُجُ لِلْإِنْسَانِ دِيْبَاحَةَ الطُّهْرِ
أُعَالِجُ إِشْكَالَ الأُمُورِ لِصُحْبَةٍ=وَأُسْعِدُ مَهْمَا عَيَّرَتْنِي الوَرَى غَيْرِي
وَلَكِنْ مَتَى فَتَّشْتَ لَيْلِي وَجَدْتَنِي=يُؤَاكِلُنِي بَعْضِي مُؤَاكَلَةَ الجَمْرِ
كَتَمْتُ هُمُومِي غَيْرَ أَنَّ عَظِيمَهَا=أَفَرَّ لِسَانَ البَوْحِ مِنْ بَكَمِ الثَّغْرِ
فَمَا كَانَ بِالنَّاسِ العَزَاءُ إِذَا طَغَى=عَلَى المَرْءِ حِسُّ الرَّوْعِ مِنْ هَيْبَةِ الدَّهْرِ
يُؤَرِّقُنِي إبْصَارُ أَهْوَاءِ أُمَّةٍ=تُسَيِّرُهَا فِي لَهْوِهَا ضَحْلَةَ الفِكْرِ
وَتَدْريِجِهَا طَمْسًا عَلَى لُغَةِ الخَنَا=وَإِكْثَارِهَا اللَّذْاتِ تَجْرَأُ بِالجَهْرِ
وَحَرْبٍ ضَرُوسٍ بَيْنَ أَبْنَائِهَا عَلَى=هُوِيَّتِهَا وَالحَقُّ يُكْفَلُ بِالنَّصْرِ
وَلَكِنَّ مَنْ يَخْضَعْ لَمَعْمَعَةِ الوَرَى=يَضِلَّ ذَلِيلًا ثَمَّ يُعْقَبُ بِالخُسْرِ
خَلَوْتُ بِنَفْسِي إِنَّمَا العَيْشُ خَلْوَةٌ=تُسَلٍِّي أَسِيَّ القَلْبِ مُسْتَعْصِيَ السِّرِّ
عِيَافَةَ أخْلَاقِ البَرَايَا قَبِيحَةً=حِذَارَ اجْتِرَارِ الضُرِّ مِنْ كَثْرَةِ الشَّرِّ
وَمَا أَنَا مِنْ بَيْنِ الخَلَائِقِ مُصْلِحٌ=فَقَدْ يَدَّعِي الإِصْلاحَ مُسْتَبْطِنُ الكُفْرِ
وَقَدْ يُصْلِحُ المَرْءَ الفَسَادُ إِذَا طَغَى=وَلَا يُصْلِحُ الإِصْلَاحُ مُسْتَعَبَدَ البِطْرِ
كَأَنَّي وَتَهْيَامِي وِكِتْمَانَ بُغْيَتِي=مَقَادِيْرُ إِنْجَاعٍ مُكَتَّمَةُ القِدْرِ
عَلَى النَّارِ لِلْطَّاوِينَ تُسْوَى وَقَدْ وَرَتْ=تُلَسِّعُه حَتَّى يُرَجَّلَ بِالحَرِّ
بَذَلْتُ قُصَارَى الجَهْدِ أَجْبُرُ خَاطِرِي=وَلَكِنَّنِي زِدْتُ البَلاءَ عَلَى كَسْرِي
تُمَزِّقُنِي عَنْدَ البَلاءِ مَشَاعِري=أَلا لَيْتَنِي كُنْتُ الصَّفِيَّ مِنَ الصَخْرِ
وَلَيْتَ زَمَانِي سَامَنِي كُلَّ فُسْحَةٍ=عَلَى أَنَّ لَي مِنْ طُولِهِ رَيِّقَ العُمْرِ
سِنِيِّي مَضَتْ كَاللَّمْحِ لَمْ أَقْضِ صَفْوَهَا=فِصِرْتُ أَهَابُ الصَّفْوَ يَسْلُبُنِي فِكْرِي
وَزَادَتْ عَلَى أَنَّ الزِّيَادَةَ كُلْفَةٌ=وَحَاجَاتُ إِنْسَانٍ تُرَامُ عَلَى قَسْرِ
وَقِلَّةُ نَزْعٍ وَافْتِقَارُ مَصَادِرٍ=وَمُسْتَلْزَمَا ٌ تُحْوِجُ المَرْءَ لِلْوَفْرِ
خَلِيًّا وَلَكِنْ مِنْ طُمَأَنِينَةِِ الرِّضَى=شَجِيًَّا وَلَكِنْ بِالمَخَاوِفِ والإِصْرِ
وَمَا زِلْتُ ذَا عِشْرِينَ أَرْقُبُ فِي غَدِي=حَيَاةً بِهَا الحَاجَاتُ تُحْصَلُ بِاليُسْرِ
وَمَا مُتْعِبِي إِلَّا امْتِعَاضِي مِنَ الأَسَى=وَإِلْجَامِيَ النَّفْسَ الجَمُوحَةَ لِلْوَطْرِ
وَكَتْمِيَ مَا يُؤْذِي الضَّمِيرَ وَقَدْ جَرَى=عَلَى كَتْمِهِ رَغْمَ اشْتِدَادِ البِلَى إِصْرِي
بِعَيْنِكَ يَا أَمَّاهُ وَجْهًا مُسَهَّدًا=يُسَيِّرُهُ بَيْن الوَرَى جَسَدِي المَبْرِي
ولَوْلَا معَابٌ لَارْتَمَيْتُ لِأْبْتَدِي=بِحِضْنِكِ مِشْوَارَ الحَيَاةِ مِنَ الصِّفْرِ
فَشَرُّ الذي أْلْقَاهُ أَنْ كُنْتُ مُعْوِزًا=وَعَن مَّا يُقِيمُ الحَالَ أُصْدَرُ بِالجَبْرِ
فَلَوْلَا أَخٌ مَا أَرْفَعُ الطَّرْفَ دُونَهُ=لَأَنْهَكَنِي دَيْنِي وَأَهْلَكَنِي قَهْرِي
وَلَسْتُ أَرَانِي أَشْكُرُ الدَّهْرَ صُنْعَهُ=وَلَكنَّ أَجْرَ اللهِ أَعَظْمُ مِنْ شُكْرِي
وَإِنِّي إِلَى ابْنِ العَمِّ والَوُدُّ بَيْنَنَا=عَلَى رَحِمٍ لَا نَجْتَزِي بَعْضَناَ الصِّهْرِ
لَبَرُّ مَتْىَ أَلْقَى إِلَى البِرِّ حِيلَةً=وَمَا كَانَ مِنْهُ لَا يُقَدَّرُ بِالأَجْرِ
فَهَلْ مِنْ سَبِيلٍ أَحْفَظُ المَاءَ بِالتِي=بِعِزَّةِ نَفْسٍ تَحْفَظُ المَاءَ لا تُزْرِي
كَأَنَّيَ لَمْ أعْرِفْ سِوَى الشِّعْرِ صَنْعَةً=وَعَيْبٌ بِحَقِّي أَنْ يُكَسِّبَنِي شِعْرِي
فِإِنَّ أُجُورَ القَوْلِ تُحْقِرُ رَبَّهُ=وَإِنْ كَانَ فِي الأَلْبَابِِ أَغْلَى مِنَ الدُّرِّ
فَصَبْرًا عَلَى العِلَّاتِ يَا نَفْسُ إِنَّمَا=يُنَالُ نَجَاءُ المَرْءِ بَالسَّعْيِ وَالصَّبْرِ
وَمَا جَعَلَ اللهُ البَلَاءَ نِكَايَةً=وَقَدْ خَلَقَ الأَشْيَاءَ مُحْكَمَةَ القَدْرِ
فَمَا كُلُّ إِعْطَاءٍ دَلَيْلٌ عَلَى الرِّضَى=وَلا كُلُّ مَنْعٍ مِنْهُ يَحْصُلُ لِلْضُّرِّ
وَلَكِنْ شُؤُونُ اللهِ تَحْكُمُ خَلْقَهُ=إِلَى فَصْلِهِ بَيْنَ الوَرَى سَاعَةَ الحَشْرِ
وَكُلٌّ لَهُ فِي العَيْشِ أَعْدَلُ قِسْمَةٍ=فَإِمَّا إِلَى عُسْرِ الحِسَابِ أَوِ اليُسْرِ
فَلا تَطْمَعِي يَا نَفْسُ بَالمِالِ واقْنَعِي=وَلا تَجْزَعِي مِنْ فَاقَةِ الحَالِ وَالعُسْرِ
وَأَدِّي حُقُوقَ الوَاحدِ الحَقِّ وَاحْمَدِي=عَلَى النِّعَمِ المُزْجَاةِ بِالحَمْدِ والشُّكْرِ
فكُلُّ الذِي تَلْقَيْنَ فِي العَيْشِ هَيِّنٌ=إذَا نِلْتِ مِنْ بَعْدِ الشَّقَا عِظَمَ الأَجْرِ
وأَعْظَمُ أَجْرٍ مِنْ كَرِيمٍ مُعَظَّمٍ=عَلَى قَدْرِ صَبْرِ المُبْتَلَى بَالغِ الإِثْرِ
وَأَنْدَى حَيَاةٍ لِلْفَتَى مَا تَعَسَّرَتْ=حَيَاةٌ مِنَ الإِيمَانِ تُمْلَأُ بِالذِّكْرِ
فَيَا رَبِّ لا تَخَْفَى عَلَيْكَ سَرِيرَةٌ=وَلا غِيَبُ الأَزْمَانِ وَالبَحْرِ وَالبَرِّ
لَكَ الَأمْرُ كُلُّ الأَمْرِ مَا لمَشِيئَةٍ=إِذَا لَمْ تَشْأهَا مِنْ قَضَاءٍ وَلا فَطْرِ
وَمَا يَأْمَنُ الإِنْسَانُ لَوْلاكَ عَيْشَهُ=وَلا الرَّاسِياتِ المُخْرَ فِي ظُلَمِ البَحْرِ
إِلَيْكَ الْتِجَائِي وافْتِقَارِي وَوُجْهَتِي=عِيَاذًا بِكَ اللهمَّ مِنْ سَطْوَةَ الفَقْرِ
وَمِنْ سَخَطٍ يُرْدِي العِبَادَ أَصِحَّةً=وَإِبْلِيسَ مَا أَغْوَى وَذَنْبٍ بِلا غَفْرِ
وَنَارٍ تَلَظَّى لَا يُطَاقُ لَهِيبُهَا=وِمِنْ قَبْلِ هُولِ الحَشْرِ مِنَ وُحْشَةِ القَبْرِ
فَأَنْتَ الذِي يجْزِي وَأَنْتَ الذِي يَقي=وَغَيْرُكَ مَحْكُومٌ بِمَا شِئْتَ مِنْ أَمْرِ
وَمَا مَرَّتِ الأَيَامُ أَيْقَنْتُ أَنَّنِي=وَكُلٌّ عَلَى مَا شِئْتَ مِنْ حِكْمَةٍ يَجْرِي
أَعِيْشُ وَلا أَدْرِي سِوى أَنَّنَي أَدْرِي=بَأَنْ لَيْسَ مِنْ حَوْلٍ بِلاكَ وَلا سَتْرِ

محمد الدسوقي
11-06-2008, 11:40 PM
بندر ، الرقيق .. في مشاعرك

الدنيا لا تعطي كل شيء ، فإيمانك هو أعظم من متاع الدنيا ..
متعك الله بالصحة والصحبة الصالحة ...

وعوضك الله بالخير الذي يعلمه ..

ولا أثني عليك ... لأنك بندر ...!

تحياتي واحترامي
فَصَبْرًا عَلَى العِلَّاتِ يَـا نَفْـسُ إِنَّمَـايُنَالُ نَجَاءُ المَـرْءِ بَالسَّعْـيِ وَالصَّبْـرِ
وَمَـا جَـعَـلَ اللهُ الـبَـلَاءَ نِكَـايَـةًوَقَدْ خَلَـقَ الأَشْيَـاءَ مُحْكَمَـةَ القَـدْرِ
فَمَا كُلُّ إِعْطَاءٍ دَلَيْـلٌ عَلَـى الرِّضَـىوَلا كُلُّ مَنْـعٍ مِنْـهُ يَحْصُـلُ لِلْضُّـرِّ

د. مصطفى عراقي
12-06-2008, 03:16 AM
أخي الحبيب الشاعر المُلهم الأستاذ بندر الصاعدي
يا لهذه القصيدة المتفجرة في قلبٍ يمور بالأشجان فيسعى إلى التماس الروْح والسكينة في التأمل والصبر في رحلةٍ وجدانية إيمانية عبر مراحل من الصراع النفسي متتابعة متصاعدة في رحاب الشعر الجميل والحكمة الجليلة ، في موسيقا مهيبة صورت الأجواء أبلغ تصوير
وما اجمل التصريع في بدء ومختتمِ
للتثبيت احتفاءً بقصيدة زاخرة بسحر البيان ، وبهاء البنيان
محبك: مصطفى

بندر الصاعدي
12-06-2008, 04:18 AM
الحبيب محمد الدسوقي
السلام عليكم
بورك فيك من معقب , فقد ملأت قلبي سرورا بحضوك المعهود وحسن نصحك .
إنه لتمرُّ على المرء أيام يودُّ فيها لو أنَّه لم يُنجَبْ , ولكن الله يبدل من حال إلى حال , فنسألة السلامة في كل حال , ولربما كان الشعر بلاءً على مثلي فإني لَأقيد ما لا أودُّ إثر هم طغى أو كآبةٍ أعشت , ولكنَّ في المجال متسع للبوح وتقييده بالتعقل , والعبرة في خواتيم الأمور .
أخوك بندر فقير إلى ربه مخطئٌ بدون توفيقه وهدايته , بلغنا الله وإياك حسن القول والعمل ووفقنا لما يحب ويرضى .
حفظك الله وأدامك أخا كريمًا
لك المحبة والتحية

سالم العلوي
12-06-2008, 01:48 PM
... وَإِنْ كَانَ فِي الأَلْبَابِِ أَغْلَى مِنَ الـدُّرِّ
وهذه القصيدة في عيني من ذلك الأغلى من الدر والله ..
أخانا وأستاذنا الشاعر الجميل القدير الحبيب / بندر الصاعدي.
أي بوح هذا ..
وأي شاعرية هذه ..
ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..
أن يرزق الله الإنسان قلبا يشعر ولا يكون لوحا من الألواح فتلك نعمة عظيمة ..
وأن يرزقه لسانا يترجم من خلاله عما يشعر به في قلبه فتلك نعمة اعظم ..
أما أن يرزقه بيانا كهذا البيان .. وسحرا كهذا السحر .. فتلك من رؤوس النعم في هذا السياق ..
وبقدر ما يحزن القارئ لحزن الشاعر .. بقدر ما يتذوق معانيه ويحس بها وكأنها لسان صدق ورسول حق ..
ولا أخفيك سرا إن قلت أنك من أفضل من أستمتع بشعرهم وأدبهم ونقدهم هنا في أفياء هذه الواحة الغناء .. مع تواضع جميل ألمحه في قسمات وجهك البهي .. أحسبك ذلك والله حسيبك ولا أزكيك على الله ..
فهنيئا لنا بك..
تقبل خالص التحية من قلب محب.
وأزال الله عنك الهم والغم والكرب ..
وحفظك لنا وللمعاني السامية الرائقة الشائقة ..
ودمت بخير وعافية.

بندر الصاعدي
12-06-2008, 04:55 PM
الأستاذ الحبيب والأديب الأريب
د. مصطفى عراقي
السلام عليكم
أولا : ثبتك الله على الحقِّ وأسبغ عليك من نعمه ما يعينك على ذكره وشكره ونوال رضاه .
ثانيا : يكفي القصيدة شرفاً أن تمرَّ أمام ناظريك ويزيدها تشريفًا أن تسبر أغوارها وتعقبَ عليها بعلمك الجليل وذوق الرفيع , فتنيلها رتبةً عالية بما فيك من بصيرة وحصافة وبما فيها إن كان من بيان وسمو .
ثالثاً : حفظك الله لنا وللأدب ذخرًا وسندًا وزادك من فضله ونفعنا بك .
لك المحبة الصادقة والتحية العطرة

محمد الدسوقي
12-06-2008, 04:55 PM
الحبيب محمد الدسوقي
السلام عليكم
بورك فيك من معقب , فقد ملأت قلبي سرورا بحضوك المعهود وحسن نصحك .
إنه لتمرُّ على المرء أيام يودُّ فيها لو أنَّه لم ينُجبْ , ولكن الله يبدل من حال إلى حال , فنسألة السلامة في كل حال , ولربما كان الشعر بلاءً على مثلي فإني لَأقيد ما لا أودُّ إثر هم طغى أو كأبةٍ أعشت , ولكنَّ في المجال متسع للبوح وتقييده بالتعقل , والعبرة في خواتيم الأمور .
أخوك بندر فقير إلى ربه مخطئٌ بدون توفيقه وهدايته , بلغنا الله وإياك حسن القول والعمل ووفقنا لما يحب ويرضى .
حفظك الله وأدامك أخا كريمًا
لك المحبة والتحية
أيها العزيز ... بندر الصاعدي

والذي نفسي بيده لقد أثر كلامك في نفسي تأثير الماء البارد عند فطور الصائم ...

لله أنت يا بندر ،،،
أخي كُلنا في الهم سواء ، من ناحية الخلفة ، وهم صغار نقول حتى يكبرو سيكون أفضل ، ولكن بعد ما كبرو أصبحوا رجالا ، واصبحنا في نظرهم وكأننا من عهدا بائد ،، فهذا الزمان أصبح فظيع لتفكير الأولاد وما يعتبرونه أنفتاح أو حرية في رايهم ...
تعرف أنني عندي ثلاثة في الجامعات القمة ، موريني الويل ومش عجبهم كل ما أفعله من أجلهم ...
يتبغددون وكأنهم أولاد ابن بارم ديله ...ههههههd: الحمد لله على كل حال ...
عندنا مثل بيقول ( من شاف بلوة غيره ، هانت عليه بلوته )
ولكنهم زينة الحياة الدنيا ، ولنا ولك الله ..
سامحني يابندر ،

تحياتي وحبي لك زاد

ادعوا لك بظهر الغيب ، :0014::001:

محمد الهضيب
12-06-2008, 11:47 PM
الأستاذ الشاعر بندر الصاعدي
لافض فوك وزادك الله من فضله
قصيدة قوية ومؤثرة
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه
وقد ذكرتني قصيدتك بقصيدة كتبتها
في ولدي الأكبر منها بيت أقول فيه :
كريمٌ محياه يهش له الندى ,,, وإن قلت شعراً فيه هش له شعري
تصور هذا المديح من قلب أب لابنه
الله يصلح لنا ولك المال والذرية
دمت ودام شعرك الجميل

سلطان السبهان
12-06-2008, 11:50 PM
.
وي كأنك تنحت من صخر يا بندر
هذه معلقة وربك

أشبّهك بطَرَفة ، ولا أزيد

دمت لأحبابك وفرّج الله عني وعنك الهموم

عبدالملك الخديدي
13-06-2008, 03:19 AM
الشاعر الكبير الأستاذ : بندر الصاعدي
كنت أعلم بأنني سأرى خريدة أدبية ودرة من الشعر الجميل الزاهي في معناه وفي أسلوبه ..

وَلَكِنَّ مَنْ يَخْضَـعْ لَمَعْمَعَـةِ الـوَرَى
يَضِـلَّ ذَلِيـلًا ثَـمَّ يُعْقَـبُ بِالخُسْـرِ
خَلَوْتُ بِنَفْسِـي إِنَّمَـا العَيْـشُ خَلْـوَةٌ
تُسَلٍِّي أَسِيَّ القَلْـبِ مُسْتَعْصِـيَ السِّـرِّ

صدقت أيها الشاعر ..
أراك عزيزا قويا بارتباطك بالله وقوة إيمانك وعزيمتك ..
القصيدة عنوان لصاحبها .. فأنت المحتسب بإذن الله.
تقبل فائق التحية والتقدير .. ولنا مع الإبداع عودة.

سمو الكعبي
13-06-2008, 12:19 PM
لك نفس شعري طويل , تبارك الرحمن

بندر الصاعدي
13-06-2008, 10:13 PM
الشاعر الحبيب الأستاذ : سالم العلوي
السلام عليكم
أوليتني فوق ما استحق , وأنلتني حظوة الأخ الكريم باستحسانك وإعجابك وحسن ظنك , جعلني الله وإياك من المحسنين .
إن أحسنت فمن فضل ربي ومنَّته , جلعنا الله من الشاكرين , وإن أسأت فمن نفسي والشيطان أعاذنا الله من شرهما وجلعنا من التوابين والمستغفرين .

يسعدني أن أكون من ضمن الأفاضل لديك المستمتع بأدبهم .

أسأل الله أن أكون عند حسن الظنِّ بي

لك المودة والامتنان

بندر الصاعدي
13-06-2008, 10:46 PM
الحبيب محمد الدسوقي
أهلا بعودتك الميمونة
حفظ الله لك أولادك وأصلحهم لأنفسهم ولبرك وأمِّهم , وأظلَّكم بنعمة الإيمان وراحة الجَنَان .
هم زينة الحياة الدنيا , ولمَّا يهبِ الله لي بعد ذرية , فادعُ لأخيك بها فإنَّه لفي رغبةٍ للولد وموجدة , وفي هذا الشأن لي قصيدةٌ سأنشرها عمَّا قريب إن شاء الله , وقد قصدت بقولي في ردي السابق أنَّ الإنسان يودُّ لو لم يُولدْ في بعض أمره إمَّا من ضيق حالٍ أو فاقةٍ أو مصيبةٍ فتنته في دينه أو دنياه أعاذنا الله وإياكم من شرور الفتن والضلال .
لك المحبة والامتنان

عارف عاصي
14-06-2008, 09:40 AM
بندر الصاعدي


لله أنت

حكمة قدرها الله في شعرك
تستميل القلوب وتستدني العقول
وتستخرج الزفرات وتريح القلب
************************
فَصَبْرًا عَلَى العِلَّاتِ يَـا نَفْـسُ إِنَّمَـا
يُنَالُ نَجَاءُ المَـرْءِ بَالسَّعْـيِ وَالصَّبْـرِ
وَمَـا جَـعَـلَ اللهُ الـبَـلَاءَ نِكَـايَـةً
وَقَدْ خَلَـقَ الأَشْيَـاءَ مُحْكَمَـةَ القَـدْرِ
فَمَا كُلُّ إِعْطَاءٍ دَلَيْـلٌ عَلَـى الرِّضَـى
وَلا كُلُّ مَنْـعٍ مِنْـهُ يَحْصُـلُ لِلْضُّـرِّ
وَلَكِـنْ شُـؤُونُ اللهِ تَحْـكُـمُ خَلْـقَـهُ
إلَى فَصْلِهِ بَيْنَ الوَرَى سَاعَةَ الحَشْـرِ
وَكُلٌّ لَهُ فِـي العَيْـشِ أَعْـدَلُ قِسْمَـةٍ
فَإِمَّا إِلَى عُسْـرِ الحِسَـابِ أَوِ اليُسْـرِ
فَلا تَطْمَعِي يَا نَفْسُ بَالمِـالِ واقْنَعِـي
وَلا تَجْزَعِي مِنْ فَاقَةِ الحَالِ وَالعُسْـرِ
وَأَدِّي حُقُوقَ الوَاحدِ الحَـقِّ وَاحْمَـدِي
عَلَى النِّعَمِ المُزْجَاةِ بِالحَمْـدِ والشُّكْـرِ
فكُلُّ الذِي تَلْقَيْـنَ فِـي العَيْـشِ هَيِّـنٌ
إذَا نِلْتِ مِنْ بَعْدِ الشَّقَا عِظَـمَ الأَجْـرِ
وأَعْظَـمُ أَجْـرٍ مِـنْ كَرِيـمٍ مُعَظَّـمٍ
عَلَى قَدْرِ صَبْرِ المُبْتَلَى بَالـغِ الإِثْـرِ
وَأَنْـدَى حَيَـاةٍ لِلْفَتَـى مَـا تَعَسَّـرَتْ
حَيَـاةٌ مِـنَ الإِيمَـانِ تُمْـلَأُ بِالذِّكْـرِ
************************

هي بحق درة ثمينة

بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

يسرى علي آل فنه
15-06-2008, 08:27 AM
قصيدة لاتفيض إلا من قلبِ ٍصابر محتسب وعقل راجح ونفس لوامه
الأخ الكريم والشاعر المرهف بندر الصاعدي
توقفت كثيراً عند قولك
سِنِيِّي مَضَتْ كَاللَّمْحِ لَمْ أَقْضِ صَفْوَهَا= فِصِرْتُ أَهَابُ الصَّفْوَ يَسْلُبُنِي فِكْرِي
لاتخشى وعش الحياة بثقة بأن في قدر الله الخير لكنه حال من عقل ووعى
يرى دائماً في صفو الحياة كدراً ليس تشاؤماً وإنما وعياً بتقلب أحوالها وثقة بفنائها.
إحترمي لك ودمت بخير وإلى خير.

أحمد وليد زيادة
15-06-2008, 04:26 PM
بندر الصاعدي

بورك قلمك وبوحك

رائعان .......مثلك

خَلَوْتُ بِنَفْسِـي إِنَّمَـا العَيْـشُ خَلْـوَةٌ تُسَلٍِّي أَسِيَّ القَلْـبِ مُسْتَعْصِـيَ السِّـرِّ
عِيَافَـةَ أخْـلَاقِ البَـرَايَـا قَبِيـحَـةً حِذَارَ اجْتِرَارِ الضُرِّ مِنْ كَثْـرَةِ الشَّـرِّ
وَمَا أَنَا مِـنْ بَيْـنِ الخَلَائِـقِ مُصْلِـحٌ فَقَدْ يَدَّعِي الإِصْلاحَ مُسْتَبْطِـنُ الكُفْـرِ




كن كما تريد

أبو مراد الجابي
17-06-2008, 09:58 PM
لله درك من شاعر بارع

كأنك تحلق في سماء المعاني بأجنحة الكلمات
كم أنت شاعر يا بندر .....

محسن شاهين المناور
18-06-2008, 03:49 PM
أخي الكريم بندر
معلقة مكانها على أبواب القلوب
ففيها من طيب القول ةالبلاغة والمعاني
مايستحق التوقف
شاعر تشهد له عروبته أن يكون فارسا
في ميدانهافهو الذي استطاع أن يوظف هذه
اللغة أيما توظيف . . لتكون أمامنا هذه اللوحة
الرائعة في ابداع قلما نشهذه
استاذي الفاضل أكرر شكري وامتناني
حفظك الله
أخوك

حسن الحربي
19-06-2008, 02:12 AM
أخي بارك الله فيك ..,
شكراً لهذا البوح ...,
شكراً لهذا البوح ...,

فهو بوح يتمتم عن ( صراع وجداني عميق )
مع (حياة مليئة بالمتغيرات..) ,

قصيدة جعتلني أقف كثيراً أتأمل هذه الحياة وماتصنعه بالرجال ....,
قصيدة سطرت ملحمة دامية ,دون إعلان حرب مسبق, وسلاح المؤمن فيها الإيمان والإحتساب
والصبر ..,

قصيدة سيلها جارف , وظلها وارف ,فيها من الشكوى والتألم والبوح والصبر
ومن التفكر والعبر والحكم والصور .... , مايحعلك تقرؤها تكراراً ومراراً.
شكراً على هذا الإبداع وعلى هذا الإمتاع ,,,,

عاطف الجندى
19-06-2008, 02:21 AM
أُقَلِّبُ طَرْفًا فِي الحَيَاةِ وَلَا أَدْرِي=أَوَاسِعَةُ لِي أَمْ بِهَا ضَيِّقٌ صَدْرِي!
وَتَخْتَلِجُ الأَشْجَانُ تَأْكُلُ أَضْلِعِي=بِكُلٍّ اهْتِياجٍ كَالخَلِيجِ مِنَ البَحْرِ
أُكَابِدُ عِلَّاتِي مَكُوثًا عَلَى الأَسَى=وَأَقْصُدُ حَاجَاتٍ يُنَغِّزْنَ لِي نَحْرِي
فمَا السَّعْيُ مُبْقِينِي رَضِيَّا ولا الوَنَى=عَدَا أَنَّنِي أَقْضِي البَقِيَّةَ بِالصَّبْرِ
أَمُوتُ وَأَحْيَا كُلَّ يَوْمٍ كَأَنَّنِي=أَرُوحُ وَأَغْدُو مِنْ حَيَاتِي إِلَى قَبْرِي
فَمَا قَرَّ لِي عَيْشٌ هَنِيءٌ وَلا أَرَى=سِوَى كَالِحِ الَأَيَّامِ يَدْفَعُهَا فَجْرِي
وَكَمْ أَدَرْأُ الأَرْزَاءَ عَنْ سَاحَةِ التُّقَى=وَأَنْسُجُ لِلْإِنْسَانِ دِيْبَاحَةَ الطُّهْرِ
أُعَالِجُ إِشْكَالَ الأُمُورِ لِصُحْبَةٍ=وَأُسْعِدُ مَهْمَا عَيَّرَتْنِي الوَرَى غَيْرِي
وَلَكِنْ مَتَى فَتَّشْتَ لَيْلِي وَجَدْتَنِي=يُؤَاكِلُنِي بَعْضِي مُؤَاكَلَةَ الجَمْرِ
كَتَمْتُ هُمُومِي غَيْرَ أَنَّ عَظِيمَهَا=أَفَرَّ لِسَانَ البَوْحِ مِنْ بَكَمِ الثَّغْرِ
فَمَا كَانَ بِالنَّاسِ العَزَاءُ إِذَا طَغَى=عَلَى المَرْءِ حِسُّ الرَّوْعِ مِنْ هَيْبَةِ الدَّهْرِ
يُؤَرِّقُنِي إبْصَارُ أَهْوَاءِ أُمَّةٍ=تُسَيِّرُهَا فِي لَهْوِهَا ضَحْلَةَ الفِكْرِ
وَتَدْريِجِهَا طَمْسًا عَلَى لُغَةِ الخَنَا=وَإِكْثَارِهَا اللَّذْاتِ تَجْرَأُ بِالجَهْرِ
وَحَرْبٍ ضَرُوسٍ بَيْنَ أَبْنَائِهَا عَلَى=هُوِيَّتِهَا وَالحَقُّ يُكْفَلُ بِالنَّصْرِ
وَلَكِنَّ مَنْ يَخْضَعْ لَمَعْمَعَةِ الوَرَى=يَضِلَّ ذَلِيلًا ثَمَّ يُعْقَبُ بِالخُسْرِ
خَلَوْتُ بِنَفْسِي إِنَّمَا العَيْشُ خَلْوَةٌ=تُسَلٍِّي أَسِيَّ القَلْبِ مُسْتَعْصِيَ السِّرِّ
عِيَافَةَ أخْلَاقِ البَرَايَا قَبِيحَةً=حِذَارَ اجْتِرَارِ الضُرِّ مِنْ كَثْرَةِ الشَّرِّ
وَمَا أَنَا مِنْ بَيْنِ الخَلَائِقِ مُصْلِحٌ=فَقَدْ يَدَّعِي الإِصْلاحَ مُسْتَبْطِنُ الكُفْرِ
وَقَدْ يُصْلِحُ المَرْءَ الفَسَادُ إِذَا طَغَى=وَلَا يُصْلِحُ الإِصْلَاحُ مُسْتَعَبَدَ البِطْرِ
كَأَنَّي وَتَهْيَامِي وِكِتْمَانَ بُغْيَتِي=مَقَادِيْرُ إِنْجَاعٍ مُكَتَّمَةُ القِدْرِ
عَلَى النَّارِ لِلْطَّاوِينَ تُسْوَى وَقَدْ وَرَتْ=تُلَسِّعُه حَتَّى يُرَجَّلَ بِالحَرِّ
بَذَلْتُ قُصَارَى الجَهْدِ أَجْبُرُ خَاطِرِي=وَلَكِنَّنِي زِدْتُ البَلاءَ عَلَى كَسْرِي
تُمَزِّقُنِي عَنْدَ البَلاءِ مَشَاعِري=أَلا لَيْتَنِي كُنْتُ الصَّفِيَّ مِنَ الصَخْرِ
وَلَيْتَ زَمَانِي سَامَنِي كُلَّ فُسْحَةٍ=عَلَى أَنَّ لَي مِنْ طُولِهِ رَيِّقَ العُمْرِ
سِنِيِّي مَضَتْ كَاللَّمْحِ لَمْ أَقْضِ صَفْوَهَا=فِصِرْتُ أَهَابُ الصَّفْوَ يَسْلُبُنِي فِكْرِي
وَزَادَتْ عَلَى أَنَّ الزِّيَادَةَ كُلْفَةٌ=وَحَاجَاتُ إِنْسَانٍ تُرَامُ عَلَى قَسْرِ
وَقِلَّةُ نَزْعٍ وَافْتِقَارُ مَصَادِرٍ=وَمُسْتَلْزَمَا ٌ تُحْوِجُ المَرْءَ لِلْوَفْرِ
خَلِيًّا وَلَكِنْ مِنْ طُمَأَنِينَةِِ الرِّضَى=شَجِيًَّا وَلَكِنْ بِالمَخَاوِفِ والإِصْرِ
وَمَا زِلْتُ ذَا عِشْرِينَ أَرْقُبُ فِي غَدِي=حَيَاةً بِهَا الحَاجَاتُ تُحْصَلُ بِاليُسْرِ
وَمَا مُتْعِبِي إِلَّا امْتِعَاضِي مِنَ الأَسَى=وَإِلْجَامِيَ النَّفْسَ الجَمُوحَةَ لِلْوَطْرِ
وَكَتْمِيَ مَا يُؤْذِي الضَّمِيرَ وَقَدْ جَرَى=عَلَى كَتْمِهِ رَغْمَ اشْتِدَادِ البِلَى إِصْرِي
بِعَيْنِكَ يَا أَمَّاهُ وَجْهًا مُسَهَّدًا=يُسَيِّرُهُ بَيْن الوَرَى جَسَدِي المَبْرِي
ولَوْلَا معَابٌ لَارْتَمَيْتُ لِأْبْتَدِي=بِحِضْنِكِ مِشْوَارَ الحَيَاةِ مِنَ الصِّفْرِ
فَشَرُّ الذي أْلْقَاهُ أَنْ كُنْتُ مُعْوِزًا=وَعَن مَّا يُقِيمُ الحَالَ أُصْدَرُ بِالجَبْرِ
فَلَوْلَا أَخٌ مَا أَرْفَعُ الطَّرْفَ دُونَهُ=لَأَنْهَكَنِي دَيْنِي وَأَهْلَكَنِي قَهْرِي
وَلَسْتُ أَرَانِي أَشْكُرُ الدَّهْرَ صُنْعَهُ=وَلَكنَّ أَجْرَ اللهِ أَعَظْمُ مِنْ شُكْرِي
وَإِنِّي إِلَى ابْنِ العَمِّ والَوُدُّ بَيْنَنَا=عَلَى رَحِمٍ لَا نَجْتَزِي بَعْضَناَ الصِّهْرِ
لَبَرُّ مَتْىَ أَلْقَى إِلَى البِرِّ حِيلَةً=وَمَا كَانَ مِنْهُ لَا يُقَدَّرُ بِالأَجْرِ
فَهَلْ مِنْ سَبِيلٍ أَحْفَظُ المَاءَ بِالتِي=بِعِزَّةِ نَفْسٍ تَحْفَظُ المَاءَ لا تُزْرِي
كَأَنَّيَ لَمْ أعْرِفْ سِوَى الشِّعْرِ صَنْعَةً=وَعَيْبٌ بِحَقِّي أَنْ يُكَسِّبَنِي شِعْرِي
فِإِنَّ أُجُورَ القَوْلِ تُحْقِرُ رَبَّهُ=وَإِنْ كَانَ فِي الأَلْبَابِِ أَغْلَى مِنَ الدُّرِّ
فَصَبْرًا عَلَى العِلَّاتِ يَا نَفْسُ إِنَّمَا=يُنَالُ نَجَاءُ المَرْءِ بَالسَّعْيِ وَالصَّبْرِ
وَمَا جَعَلَ اللهُ البَلَاءَ نِكَايَةً=وَقَدْ خَلَقَ الأَشْيَاءَ مُحْكَمَةَ القَدْرِ
فَمَا كُلُّ إِعْطَاءٍ دَلَيْلٌ عَلَى الرِّضَى=وَلا كُلُّ مَنْعٍ مِنْهُ يَحْصُلُ لِلْضُّرِّ
وَلَكِنْ شُؤُونُ اللهِ تَحْكُمُ خَلْقَهُ=إِلَى فَصْلِهِ بَيْنَ الوَرَى سَاعَةَ الحَشْرِ
وَكُلٌّ لَهُ فِي العَيْشِ أَعْدَلُ قِسْمَةٍ=فَإِمَّا إِلَى عُسْرِ الحِسَابِ أَوِ اليُسْرِ
فَلا تَطْمَعِي يَا نَفْسُ بَالمِالِ واقْنَعِي=وَلا تَجْزَعِي مِنْ فَاقَةِ الحَالِ وَالعُسْرِ
وَأَدِّي حُقُوقَ الوَاحدِ الحَقِّ وَاحْمَدِي=عَلَى النِّعَمِ المُزْجَاةِ بِالحَمْدِ والشُّكْرِ
فكُلُّ الذِي تَلْقَيْنَ فِي العَيْشِ هَيِّنٌ=إذَا نِلْتِ مِنْ بَعْدِ الشَّقَا عِظَمَ الأَجْرِ
وأَعْظَمُ أَجْرٍ مِنْ كَرِيمٍ مُعَظَّمٍ=عَلَى قَدْرِ صَبْرِ المُبْتَلَى بَالغِ الإِثْرِ
وَأَنْدَى حَيَاةٍ لِلْفَتَى مَا تَعَسَّرَتْ=حَيَاةٌ مِنَ الإِيمَانِ تُمْلَأُ بِالذِّكْرِ
فَيَا رَبِّ لا تَخَْفَى عَلَيْكَ سَرِيرَةٌ=وَلا غِيَبُ الأَزْمَانِ وَالبَحْرِ وَالبَرِّ
لَكَ الَأمْرُ كُلُّ الأَمْرِ مَا لمَشِيئَةٍ=إِذَا لَمْ تَشْأهَا مِنْ قَضَاءٍ وَلا فَطْرِ
وَمَا يَأْمَنُ الإِنْسَانُ لَوْلاكَ عَيْشَهُ=وَلا الرَّاسِياتِ المُخْرَ فِي ظُلَمِ البَحْرِ
إِلَيْكَ الْتِجَائِي وافْتِقَارِي وَوُجْهَتِي=عِيَاذًا بِكَ اللهمَّ مِنْ سَطْوَةَ الفَقْرِ
وَمِنْ سَخَطٍ يُرْدِي العِبَادَ أَصِحَّةً=وَإِبْلِيسَ مَا أَغْوَى وَذَنْبٍ بِلا غَفْرِ
وَنَارٍ تَلَظَّى لَا يُطَاقُ لَهِيبُهَا=وِمِنْ قَبْلِ هُولِ الحَشْرِ مِنَ وُحْشَةِ القَبْرِ
فَأَنْتَ الذِي يجْزِي وَأَنْتَ الذِي يَقي=وَغَيْرُكَ مَحْكُومٌ بِمَا شِئْتَ مِنْ أَمْرِ
وَمَا مَرَّتِ الأَيَامُ أَيْقَنْتُ أَنَّنِي=وَكُلٌّ عَلَى مَا شِئْتَ مِنْ حِكْمَةٍ يَجْرِي
أَعِيْشُ وَلا أَدْرِي سِوى أَنَّنَي أَدْرِي=بَأَنْ لَيْسَ مِنْ حَوْلٍ بِلاكَ وَلا سَتْرِ

أخى بندر
بارك الله فيك و رائعة هى قصيدتك
تقبل مرورى

د. سمير العمري
20-06-2008, 01:58 AM
وَمَا زِلْتُ ذَا عِشْرِينَ أَرْقُبُ فِي غَـدِي
حَيَاةً بِهَا الحَاجَـاتُ تُحْصَـلُ بِاليُسْـرِ
وَمَا مُتْعِبِي إِلَّا امْتِعَاضِي مِـنَ الأَسَـى
وَإِلْجَامِيَ النَّفْـسَ الجَمُوحَـةَ لِلْوَطْـرِ
وَكَتْمِيَ مَا يُؤْذِي الضَّمِيرَ وَقَـدْ جَـرَى
عَلَى كَتْمِهِ رَغْمَ اشْتِدَادِ البِلَى إِصْـرِي
بِعَيْنِـكَ يَـا أَمَّـاهُ وَجْهًـا مُسَـهَّـدًا
يُسَيِّرُهُ بَيْن الـوَرَى جَسَـدِي المَبْـرِي
ولَـوْلَا معَـابٌ لَارْتَمَيْـتُ لِأْبْـتَـدِي
بِحِضْنِكِ مِشْوَارَ الحَيَاةِ مِـنَ الصِّفْـرِ

أشجيتني أخي حد البكاء وأنا أستشعر مكنونات نفسك الشفافة المؤمنة ، وأعلم عنك ومنك ما أعلم من أخ كريم.

رائعة رائعة رائعة هي قصيدتك وكأني بها معلقة العمر أخي.

هنا بلغت قمة الشعر وحلقت في آفاق الإبداع شعرا صادقا وحسا نبيلا.

لا فض فوك ولا أحزنك الله بعسر حال.



تحياتي

عبد الصمد الحكمي
20-06-2008, 04:06 PM
اعتمرتَ الحكمة فجرى الشعر على لسانك :
وقورًا يُغضى من مهابته
وتمنطقت اللغة فانتصب الحرف :
باسقا يتغيل في نهر
"
هنيئا للشعر

بندر الصاعدي
23-06-2008, 05:38 PM
كريمٌ محياه يهش له الندى ,,, وإن قلت شعراً فيه هش له شعري
ما أجمله من بيت وهو لا يأتي إلى في قصيدة جميلة فلعلني أقرؤها ذات يوم
الأستاذ الكريم : محمد الهضيب
شرفني حضورك وأسعدني اطلاعك على قصيدتي
حفظك الله وحفظ لك أولادك وأصلحهم لخدمة الإسلام


دمت بخير

بندر الصاعدي
23-06-2008, 05:46 PM
الحبيب الغائب الحاضر : السبهان الشجيان
السلام عليك
حضورك في القلب أنس قبل الصفحة , وكثيرٌ ما تؤنسني بجميل قولك ومختصر رأيك .
هي بوح لم يتجاوز الشعر أو شعر لمْ يرقَ بعدُ لجليله , فلا نحت صخر ولا طرفه ولا شبيه .
إنما هو تشجيعك الحثيث المشكور

فرج الله كرباتنا وإياك والمسلمين

ماجد الغامدي
25-06-2008, 05:51 AM
لك اللهُ أيها الشاعرُ المُجيد فلأنتَ فيلسوف الشعراء ومؤنس الفقراء فقد نقشت من صخر وغرفت من بحر
الفكر المتوهج بومضات البصيرة والروح المطمئنة بالإيمان والشاعرية التي تُنيخُ الذائقة


خَلَوْتُ بِنَفْسِـي إِنَّمَـا العَيْـشُ خَلْـوَةٌ=تُسَلٍِّي أَسِيَّ القَلْـبِ مُسْتَعْصِـيَ السِّـرِّ

خَلِيًّا وَلَكِـنْ مِـنْ طُمَأَنِينَـةِِ الرِّضَـى=شَجِيًَّـا وَلَكِـنْ بِالمَخَـاوِفِ والإِصْـرِ

عزاؤك أن حرفة الأدب قرينة الحاجة فطِب نفساً ونسأل الله غنىً لا يُطغي وصحةً لا تُلهي
تحية إعجاب وتقدير يا صديقي ولا فُض فوك

مصلح أبو حسنين
25-06-2008, 10:55 AM
أُقَلِّبُ طَرْفًا فِي الحَيَاةِ وَلَا أَدْرِي=أَوَاسِعَةُ لِي أَمْ بِهَا ضَيِّقٌ صَدْرِي!
وَتَخْتَلِجُ الأَشْجَانُ تَأْكُلُ أَضْلِعِي=بِكُلٍّ اهْتِياجٍ كَالخَلِيجِ مِنَ البَحْرِ
أُكَابِدُ عِلَّاتِي مَكُوثًا عَلَى الأَسَى=وَأَقْصُدُ حَاجَاتٍ يُنَغِّزْنَ لِي نَحْرِي
فمَا السَّعْيُ مُبْقِينِي رَضِيَّا ولا الوَنَى=عَدَا أَنَّنِي أَقْضِي البَقِيَّةَ بِالصَّبْرِ
أَمُوتُ وَأَحْيَا كُلَّ يَوْمٍ كَأَنَّنِي=أَرُوحُ وَأَغْدُو مِنْ حَيَاتِي إِلَى قَبْرِي
فَمَا قَرَّ لِي عَيْشٌ هَنِيءٌ وَلا أَرَى=سِوَى كَالِحِ الَأَيَّامِ يَدْفَعُهَا فَجْرِي
وَكَمْ أَدَرْأُ الأَرْزَاءَ عَنْ سَاحَةِ التُّقَى=وَأَنْسُجُ لِلْإِنْسَانِ دِيْبَاحَةَ الطُّهْرِ
أُعَالِجُ إِشْكَالَ الأُمُورِ لِصُحْبَةٍ=وَأُسْعِدُ مَهْمَا عَيَّرَتْنِي الوَرَى غَيْرِي
وَلَكِنْ مَتَى فَتَّشْتَ لَيْلِي وَجَدْتَنِي=يُؤَاكِلُنِي بَعْضِي مُؤَاكَلَةَ الجَمْرِ
كَتَمْتُ هُمُومِي غَيْرَ أَنَّ عَظِيمَهَا=أَفَرَّ لِسَانَ البَوْحِ مِنْ بَكَمِ الثَّغْرِ
فَمَا كَانَ بِالنَّاسِ العَزَاءُ إِذَا طَغَى=عَلَى المَرْءِ حِسُّ الرَّوْعِ مِنْ هَيْبَةِ الدَّهْرِ
يُؤَرِّقُنِي إبْصَارُ أَهْوَاءِ أُمَّةٍ=تُسَيِّرُهَا فِي لَهْوِهَا ضَحْلَةَ الفِكْرِ
وَتَدْريِجِهَا طَمْسًا عَلَى لُغَةِ الخَنَا=وَإِكْثَارِهَا اللَّذْاتِ تَجْرَأُ بِالجَهْرِ
وَحَرْبٍ ضَرُوسٍ بَيْنَ أَبْنَائِهَا عَلَى=هُوِيَّتِهَا وَالحَقُّ يُكْفَلُ بِالنَّصْرِ
وَلَكِنَّ مَنْ يَخْضَعْ لَمَعْمَعَةِ الوَرَى=يَضِلَّ ذَلِيلًا ثَمَّ يُعْقَبُ بِالخُسْرِ
خَلَوْتُ بِنَفْسِي إِنَّمَا العَيْشُ خَلْوَةٌ=تُسَلٍِّي أَسِيَّ القَلْبِ مُسْتَعْصِيَ السِّرِّ
عِيَافَةَ أخْلَاقِ البَرَايَا قَبِيحَةً=حِذَارَ اجْتِرَارِ الضُرِّ مِنْ كَثْرَةِ الشَّرِّ
وَمَا أَنَا مِنْ بَيْنِ الخَلَائِقِ مُصْلِحٌ=فَقَدْ يَدَّعِي الإِصْلاحَ مُسْتَبْطِنُ الكُفْرِ
وَقَدْ يُصْلِحُ المَرْءَ الفَسَادُ إِذَا طَغَى=وَلَا يُصْلِحُ الإِصْلَاحُ مُسْتَعَبَدَ البِطْرِ
كَأَنَّي وَتَهْيَامِي وِكِتْمَانَ بُغْيَتِي=مَقَادِيْرُ إِنْجَاعٍ مُكَتَّمَةُ القِدْرِ
عَلَى النَّارِ لِلْطَّاوِينَ تُسْوَى وَقَدْ وَرَتْ=تُلَسِّعُه حَتَّى يُرَجَّلَ بِالحَرِّ
بَذَلْتُ قُصَارَى الجَهْدِ أَجْبُرُ خَاطِرِي=وَلَكِنَّنِي زِدْتُ البَلاءَ عَلَى كَسْرِي
تُمَزِّقُنِي عَنْدَ البَلاءِ مَشَاعِري=أَلا لَيْتَنِي كُنْتُ الصَّفِيَّ مِنَ الصَخْرِ
وَلَيْتَ زَمَانِي سَامَنِي كُلَّ فُسْحَةٍ=عَلَى أَنَّ لَي مِنْ طُولِهِ رَيِّقَ العُمْرِ
سِنِيِّي مَضَتْ كَاللَّمْحِ لَمْ أَقْضِ صَفْوَهَا=فِصِرْتُ أَهَابُ الصَّفْوَ يَسْلُبُنِي فِكْرِي
وَزَادَتْ عَلَى أَنَّ الزِّيَادَةَ كُلْفَةٌ=وَحَاجَاتُ إِنْسَانٍ تُرَامُ عَلَى قَسْرِ
وَقِلَّةُ نَزْعٍ وَافْتِقَارُ مَصَادِرٍ=وَمُسْتَلْزَمَا ٌ تُحْوِجُ المَرْءَ لِلْوَفْرِ
خَلِيًّا وَلَكِنْ مِنْ طُمَأَنِينَةِِ الرِّضَى=شَجِيًَّا وَلَكِنْ بِالمَخَاوِفِ والإِصْرِ
وَمَا زِلْتُ ذَا عِشْرِينَ أَرْقُبُ فِي غَدِي=حَيَاةً بِهَا الحَاجَاتُ تُحْصَلُ بِاليُسْرِ
وَمَا مُتْعِبِي إِلَّا امْتِعَاضِي مِنَ الأَسَى=وَإِلْجَامِيَ النَّفْسَ الجَمُوحَةَ لِلْوَطْرِ
وَكَتْمِيَ مَا يُؤْذِي الضَّمِيرَ وَقَدْ جَرَى=عَلَى كَتْمِهِ رَغْمَ اشْتِدَادِ البِلَى إِصْرِي
بِعَيْنِكَ يَا أَمَّاهُ وَجْهًا مُسَهَّدًا=يُسَيِّرُهُ بَيْن الوَرَى جَسَدِي المَبْرِي
ولَوْلَا معَابٌ لَارْتَمَيْتُ لِأْبْتَدِي=بِحِضْنِكِ مِشْوَارَ الحَيَاةِ مِنَ الصِّفْرِ
فَشَرُّ الذي أْلْقَاهُ أَنْ كُنْتُ مُعْوِزًا=وَعَن مَّا يُقِيمُ الحَالَ أُصْدَرُ بِالجَبْرِ
فَلَوْلَا أَخٌ مَا أَرْفَعُ الطَّرْفَ دُونَهُ=لَأَنْهَكَنِي دَيْنِي وَأَهْلَكَنِي قَهْرِي
وَلَسْتُ أَرَانِي أَشْكُرُ الدَّهْرَ صُنْعَهُ=وَلَكنَّ أَجْرَ اللهِ أَعَظْمُ مِنْ شُكْرِي
وَإِنِّي إِلَى ابْنِ العَمِّ والَوُدُّ بَيْنَنَا=عَلَى رَحِمٍ لَا نَجْتَزِي بَعْضَناَ الصِّهْرِ
لَبَرُّ مَتْىَ أَلْقَى إِلَى البِرِّ حِيلَةً=وَمَا كَانَ مِنْهُ لَا يُقَدَّرُ بِالأَجْرِ
فَهَلْ مِنْ سَبِيلٍ أَحْفَظُ المَاءَ بِالتِي=بِعِزَّةِ نَفْسٍ تَحْفَظُ المَاءَ لا تُزْرِي
كَأَنَّيَ لَمْ أعْرِفْ سِوَى الشِّعْرِ صَنْعَةً=وَعَيْبٌ بِحَقِّي أَنْ يُكَسِّبَنِي شِعْرِي
فِإِنَّ أُجُورَ القَوْلِ تُحْقِرُ رَبَّهُ=وَإِنْ كَانَ فِي الأَلْبَابِِ أَغْلَى مِنَ الدُّرِّ
فَصَبْرًا عَلَى العِلَّاتِ يَا نَفْسُ إِنَّمَا=يُنَالُ نَجَاءُ المَرْءِ بَالسَّعْيِ وَالصَّبْرِ
وَمَا جَعَلَ اللهُ البَلَاءَ نِكَايَةً=وَقَدْ خَلَقَ الأَشْيَاءَ مُحْكَمَةَ القَدْرِ
فَمَا كُلُّ إِعْطَاءٍ دَلَيْلٌ عَلَى الرِّضَى=وَلا كُلُّ مَنْعٍ مِنْهُ يَحْصُلُ لِلْضُّرِّ
وَلَكِنْ شُؤُونُ اللهِ تَحْكُمُ خَلْقَهُ=إِلَى فَصْلِهِ بَيْنَ الوَرَى سَاعَةَ الحَشْرِ
وَكُلٌّ لَهُ فِي العَيْشِ أَعْدَلُ قِسْمَةٍ=فَإِمَّا إِلَى عُسْرِ الحِسَابِ أَوِ اليُسْرِ
فَلا تَطْمَعِي يَا نَفْسُ بَالمِالِ واقْنَعِي=وَلا تَجْزَعِي مِنْ فَاقَةِ الحَالِ وَالعُسْرِ
وَأَدِّي حُقُوقَ الوَاحدِ الحَقِّ وَاحْمَدِي=عَلَى النِّعَمِ المُزْجَاةِ بِالحَمْدِ والشُّكْرِ
فكُلُّ الذِي تَلْقَيْنَ فِي العَيْشِ هَيِّنٌ=إذَا نِلْتِ مِنْ بَعْدِ الشَّقَا عِظَمَ الأَجْرِ
وأَعْظَمُ أَجْرٍ مِنْ كَرِيمٍ مُعَظَّمٍ=عَلَى قَدْرِ صَبْرِ المُبْتَلَى بَالغِ الإِثْرِ
وَأَنْدَى حَيَاةٍ لِلْفَتَى مَا تَعَسَّرَتْ=حَيَاةٌ مِنَ الإِيمَانِ تُمْلَأُ بِالذِّكْرِ
فَيَا رَبِّ لا تَخَْفَى عَلَيْكَ سَرِيرَةٌ=وَلا غِيَبُ الأَزْمَانِ وَالبَحْرِ وَالبَرِّ
لَكَ الَأمْرُ كُلُّ الأَمْرِ مَا لمَشِيئَةٍ=إِذَا لَمْ تَشْأهَا مِنْ قَضَاءٍ وَلا فَطْرِ
وَمَا يَأْمَنُ الإِنْسَانُ لَوْلاكَ عَيْشَهُ=وَلا الرَّاسِياتِ المُخْرَ فِي ظُلَمِ البَحْرِ
إِلَيْكَ الْتِجَائِي وافْتِقَارِي وَوُجْهَتِي=عِيَاذًا بِكَ اللهمَّ مِنْ سَطْوَةَ الفَقْرِ
وَمِنْ سَخَطٍ يُرْدِي العِبَادَ أَصِحَّةً=وَإِبْلِيسَ مَا أَغْوَى وَذَنْبٍ بِلا غَفْرِ
وَنَارٍ تَلَظَّى لَا يُطَاقُ لَهِيبُهَا=وِمِنْ قَبْلِ هُولِ الحَشْرِ مِنَ وُحْشَةِ القَبْرِ
فَأَنْتَ الذِي يجْزِي وَأَنْتَ الذِي يَقي=وَغَيْرُكَ مَحْكُومٌ بِمَا شِئْتَ مِنْ أَمْرِ
وَمَا مَرَّتِ الأَيَامُ أَيْقَنْتُ أَنَّنِي=وَكُلٌّ عَلَى مَا شِئْتَ مِنْ حِكْمَةٍ يَجْرِي
أَعِيْشُ وَلا أَدْرِي سِوى أَنَّنَي أَدْرِي=بَأَنْ لَيْسَ مِنْ حَوْلٍ بِلاكَ وَلا سَتْرِ
__________________________________________________ ______


قصيدة جميلة بل رائعة

تزخر بالأشجان

ذكرتني بقصائد وأشعار القدماء

شاعرنا بندر

حياك الله

ودمت ألقا كما أنت

تقبل مروري وباقة ورد

خليل ابراهيم عليوي
16-07-2009, 12:29 AM
الاخ بندر الصاعدي
تحيتي
وصعودا الى العلا و اتقاءً بالنفس الى اعلى بتزكيتها وحملها على ما ينفعها وسيرا على طيق الايمان


أَمُـوتُ وَأَحْيَـا كُـلَّ يَـوْمٍ كَأَنَّـنِـيأَرُوحُ وَأَغْدُو مِنْ حَيَاتِي إِلَـى قَبْـرِي
فَمَا قَرَّ لِـي عَيْـشٌ هَنِـيءٌ وَلا أَرَىسِوَى كَالِـحِ الَأَيَّـامِ يَدْفَعُهَـا فَجْـرِي
وَكَمْ أَدَرْأُ الأَرْزَاءَ عَنْ سَاحَـةِ التُّقَـىوَأَنْسُـجُ لِلْإِنْسَـانِ دِيْبَاحَـةَ الطُّـهْـرِ
أُعَالِـجُ إِشْكَـالَ الأُمُـورِ لِصُحْـبَـةٍوَأُسْعِدُ مَهْمَا عَيَّرَتْنِي الـوَرَى غَيْـرِي
وَلَكِنْ مَتَـى فَتَّشْـتَ لَيْلِـي وَجَدْتَنِـييُؤَاكِلُنِـي بَعْضِـي مُؤَاكَلَـةَ الجَـمْـرِ
كَتَمْـتُ هُمُومِـي غَيْـرَ أَنَّ عَظِيمَهَـاأَفَرَّ لِسَانَ البَـوْحِ مِـنْ بَكَـمِ الثَّغْـرِ
فَمَا كَانَ بِالنَّـاسِ العَـزَاءُ إِذَا طَغَـىعَلَى المَرْءِ حِسُّ الرَّوْعِ مِنْ هَيْبَةِ الدَّهْرِ
يُؤَرِّقُنِـي إبْصَـارُ أَهْــوَاءِ أُمَّــةٍتُسَيِّرُهَا فِـي لَهْوِهَـا ضَحْلَـةَ الفِكْـرِ
وَتَدْريِجِهَا طَمْسًـا عَلَـى لُغَـةِ الخَنَـاوَإِكْثَارِهَـا اللَّـذْاتِ تَجْـرَأُ بِالجَهْـرِ
وَحَرْبٍ ضَرُوسٍ بَيْـنَ أَبْنَائِهَـا عَلَـىهُوِيَّتِهَـا وَالحَـقُّ يُكْفَـلُ بِالنَّـصْـرِ
وَلَكِنَّ مَنْ يَخْضَـعْ لَمَعْمَعَـةِ الـوَرَىيَضِـلَّ ذَلِيـلًا ثَـمَّ يُعْقَـبُ بِالخُسْـرِ
خَلَوْتُ بِنَفْسِـي إِنَّمَـا العَيْـشُ خَلْـوَةٌتُسَلٍِّي أَسِيَّ القَلْـبِ مُسْتَعْصِـيَ السِّـرِّ
عِيَافَـةَ أخْـلَاقِ البَـرَايَـا قَبِيـحَـةًحِذَارَ اجْتِرَارِ الضُرِّ مِنْ كَثْـرَةِ الشَّـرِّ
وَمَا أَنَا مِـنْ بَيْـنِ الخَلَائِـقِ مُصْلِـحٌفَقَدْ يَدَّعِي الإِصْلاحَ مُسْتَبْطِـنُ الكُفْـرِ
وَقَدْ يُصْلِحُ المَـرْءَ الفَسَـادُ إِذَا طَغَـىوَلَا يُصْلِحُ الإِصْلَاحُ مُسْتَعَبَـدَ البِطْـرِ
كَأَنَّـي وَتَهْيَامِـي وِكِتْمَـانَ بُغْيَـتِـيمَقَادِيْـرُ إِنْجَـاعٍ مُكَتَّـمَـةُ الـقِـدْرِ
عَلَى النَّارِ لِلْطَّاوِينَ تُسْوَى وَقَـدْ وَرَتْتُلَسِّعُـه حَـتَّـى يُـرَجَّـلَ بِالـحَـرِّ
بَذَلْتُ قُصَارَى الجَهْدِ أَجْبُـرُ خَاطِـرِيوَلَكِنَّنِي زِدْتُ البَـلاءَ عَلَـى كَسْـرِي
تُمَزِّقُنِـي عَنْـدَ البَـلاءِ مَشَـاعِـريأَلا لَيْتَنِي كُنْتُ الصَّفِيَّ مِـنَ الصَخْـرِ
وَلَيْتَ زَمَانِـي سَامَنِـي كُـلَّ فُسْحَـةٍعَلَى أَنَّ لَي مِنْ طُولِـهِ رَيِّـقَ العُمْـرِ
سِنِيِّي مَضَتْ كَاللَّمْحِ لَمْ أَقْضِ صَفْوَهَـافِصِرْتُ أَهَابُ الصَّفْوَ يَسْلُبُنِـي فِكْـرِي
وَزَادَتْ عَلَـى أَنَّ الـزِّيَـادَةَ كُلْـفَـةٌوَحَاجَاتُ إِنْسَـانٍ تُـرَامُ عَلَـى قَسْـرِ
وَقِلَّـةُ نَـزْعٍ وَافْتِـقَـارُ مَـصَـادِرٍوَمُسْتَلْزَمَ ـاتٌ تُحْـوِجُ المَـرْءَ لِلْوَفْـرِ


اهنئك مع تياتي مرة اخرى

د خليل