المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصلت هديتك...



ريمة الخاني
12-06-2008, 09:18 PM
وصلت هديتك...

http://www.alarab.co.il/pics/1/mes7af.jpg

كنت أرى بأم عينيّ ذلك الفرق الواضح والذي خلف في قلبي حرقة دائمة تجعلني كفيف اللسان,نصيبي أن أكون بين إخوتي أقلهم في كل شيء , لكن مسيرة الحياة وتوق رؤية المصير إلى النهاية,تجعلك لا ترى سوى مستقبلك الذي يلوح لك في الأفق, برّاقا ناعما يشوقكَ لارتياد المجهول أو ربما المستحيل, فتمضي مغمض العينين عما يؤرقك أو ربما تعاميت..
كلما اجتمعنا لنقدم فروض الطاعة لوالدينا آلمني ذلك المظهر العام الذي يوضح بشكل سافر ذلك الفرق المادي بيننا, ربما كان توقهم للعلو محا كل آدميه في قلوبهم الفجة, فركضوا من حيث لم يعودوا يروا من خّلفوا ومن داسوا.
كنت أرى كل هذا في ممحاة أولادي التي كنا نشقها نصفين لتكفيهم, في ملابسهم المحفوظة بعناية, في عيون زوجتي التي تنظر إلى سيارات زوجاتهم بعين كليله ولأن التقى الحقيقي زين قلبها كان ذلك يجعلني أكثر راحة رغم وجعي الداخلي.
-لا أحد يعطي غيره شيئا من تعبه,إلا لو كان هذا في مصلحته حتما حتى لو هذا أخ له من والديه الحقيقيين..
نتيجة بديهيه لم تأت بجديد.
كان فرق المعاملة لا يبدوا جليا كنت أحاول ابتلاعه أمام أولادي, كي يمضي المركب بأمان,امتص رحيقه المسموم وحدي , فصلة الرحم من الخيانة خرقها وتحجيمها, هكذا علمني ديني.
كنت ألمسه في الكلمات.. في الحكايات.. التي تظهر مدى تعلقهم بذوي المناصب والأموال,كنت آثر أن ابتلع من جديد, قصصي لأنها لن تروق لهم فهي حكايات المكافحين الصامتين الذين لا ولن يسمعهم أحد!
بقيت تلك القصص عالقة في ذاكرتي تنخر فيَّ تريني كم تكبر هذه الفجوة يوما بعد يوم.كم هو صعب ذلك التسلق لأمثالي ولماذا؟ أليس كل الناس بشر من آدم وحواء؟
عندما عاد ولدي من غربته ليقدم لوالدته برنامجا للحج ومبلغاً مناسبا عجزت عن توفيرة عبر حياة صعبة مكلفه,كانت قد تاقت عمرها للوصول إليه ,بعد أن ملت من أمور لم تصلها كذلك ,آثرت شهادة ربانيه تكفيها زادا لنهاية المشوار,,قدمه لها على طبق من ذهب مع مفاتيح سيارة كانت تحلم بها بعد أن ملأت النسوة الطرقات سياقه لا أدري إلى أين تذهبن بها!حتى غدت نسبتهم تفوقنا بكثير لماذا والى أين ؟ لايهم,كان أمراً لم انظر إليه أبدا بعين الرضى, فمعظمهن يبتلعن الإهانات لسياقه حذره حتى الإعاقة.
..لا أدري حقيقة لم هذا التواضع الخفي الذي بداخلي,يجعلني انظر للمال مكملا وسيلة لا هدفا طريقا لا حلما, لذلك أرى تجريمي عبر كل البشر الذين أواجههم ...عيونهم تتحدث قبل ألسنتهم.
أكاد اسمع همسهم :
-يالك من بخيل ,لا تهمك سوى لقمتك وبعض مظهر مرضي...هذه نتائج البخل!
عندما أمسكت بمفاتيح سيارتها..يبديها المرتجفتين الهرمتين, نظرت إليها بحرقة المودع....ونظرت إليه, وهي تردها وتقول:
-وصلت هديتك ....موفق يا بني
أحسست كم كانت مظلومةً معي حتى الثمالة كم قصير هو مشوار العمر, كنت أتفرج كيف يتسرب , وأنا حبيس تجاربي الحياتية العارية, أعارك الصخر, أتمتع بكلامها الرائع وصبرها الذي دفعني لذلك ايضاً كان مفتاحا للجنة و لمن لا يراه.
تذكرت حينها وحينها فقط أنني بخير وربما لم أقصر في حق أحد ولم أجحف ,كان توفيق أولادي نتاج عملي حتما وهذا يكفيني.
تذكرت وليتني لم أتذكر أنني لم أسمع قط كلمة :
-الله يرضى عليك
من والدي الأرمل,و التي حاربت لأجلها عمري, كما كان يسمعها إخوتي!!!!هل كان يهمس بها؟
أم فراس 9 /6 2008

عدنان القماش
12-06-2008, 11:04 PM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة أم فراس،،،
قصة جميلة جدا، مشاعر الأخ المجتهد الراضي بحاله، يربي أبنائه ويكفيه نجاحهم رغم معاناته.
لمحات بسيطة لكن عميقة جدا، صلة رحم تقف عند حدود المقابلات الشكلية ولا تتخطى هذا.
وينقلنا هذا إلى واقع نعيشه حتى على مستوى الدول الشقيقة، بلد ينفقون المليارات على الزينة والعطور والسيارات الفارهة، وآخرون يموتون جوعا.

قصة جميلة تستحق الشكر والثناء ودام لنا إبداعك،،،

وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

ابن الدين علي
12-06-2008, 11:38 PM
القصة تستحق الشكر و جذيرة بالإهتمام . تحياتي

وفاء شوكت خضر
13-06-2008, 03:56 AM
الأخت الأديبة ريما الخاني ..

قصة اجتماعية ، ألقت الضوء على العلاقات الأسرية والدور الذي تلعبه المادة في حياة الإنسان واختلاف القناعات كل فيما رزقه الله ..
قصتك هنا تطرح موضوعا اجتماعيا هاما وخاصة بين ذوي صلة الرحم وصلة المادة بالإنسان ، وأثر الدين وعمق إلإيمان ، وهذا كله يتفرع إلى أمور كثيرة متشابكة في العلاقات الأسرية والإنسانية ..

نص جميل فكرة وهدفا ..

تحيتي ..

جوتيار تمر
13-06-2008, 02:31 PM
العزيزة جدا ريمة...
ما يميز قصص ريمة ، سواء على المستوى البناء القصصي المحكم، او على المستوى الدلالي للرؤى التي تتمثل من خلالها الرؤية النابعة من عمق الساردة، لتتشكل المغزى والمعنى اللذان يقومان بمهمة التصوير المشدهي في ذهن المتلقي، هو قدرة ريمة على فرض صورتها على باقي الصور الذهنية لدى المتلقي، وهو ما يجعلني ارى دائما القدرة الفائقة لها على التحكم في التخيل ، من زاوية الانشغال الذهني بالمعيش النفسي والاجتماعي ، والديني ، والتربوي ، مما يضيف الى نصوصها قيمة وجدانية فكرية دينية.

محبتي لك
جوتيار

ريمة الخاني
17-06-2008, 11:14 AM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة أم فراس،،،
قصة جميلة جدا، مشاعر الأخ المجتهد الراضي بحاله، يربي أبنائه ويكفيه نجاحهم رغم معاناته.
لمحات بسيطة لكن عميقة جدا، صلة رحم تقف عند حدود المقابلات الشكلية ولا تتخطى هذا.
وينقلنا هذا إلى واقع نعيشه حتى على مستوى الدول الشقيقة، بلد ينفقون المليارات على الزينة والعطور والسيارات الفارهة، وآخرون يموتون جوعا.
قصة جميلة تستحق الشكر والثناء ودام لنا إبداعك،،،
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
نعم تماما هذا مانعانيه قشور على قشور لامه مسؤوله يجب ان تكون اعلى وارفع قيمة
كل الشكر لحضورك

ريمة الخاني
17-06-2008, 11:17 AM
القصة تستحق الشكر و جذيرة بالإهتمام . تحياتي
اشكر حضورك الهني ولك عندي حضوري عبر نصوصك
كل الشكر

ريمة الخاني
17-06-2008, 11:21 AM
الأخت الأديبة ريما الخاني ..
قصة اجتماعية ، ألقت الضوء على العلاقات الأسرية والدور الذي تلعبه المادة في حياة الإنسان واختلاف القناعات كل فيما رزقه الله ..
قصتك هنا تطرح موضوعا اجتماعيا هاما وخاصة بين ذوي صلة الرحم وصلة المادة بالإنسان ، وأثر الدين وعمق إلإيمان ، وهذا كله يتفرع إلى أمور كثيرة متشابكة في العلاقات الأسرية والإنسانية ..
نص جميل فكرة وهدفا ..
تحيتي ..
نعم اخيه فالحذر ممن كان قريبا منك ولم يكن عدوا يوما ما
هذا هو الواقع بصدق
كل الشكر ايتها الغاليه

ريمة الخاني
17-06-2008, 11:23 AM
العزيزة جدا ريمة...
ما يميز قصص ريمة ، سواء على المستوى البناء القصصي المحكم، او على المستوى الدلالي للرؤى التي تتمثل من خلالها الرؤية النابعة من عمق الساردة، لتتشكل المغزى والمعنى اللذان يقومان بمهمة التصوير المشدهي في ذهن المتلقي، هو قدرة ريمة على فرض صورتها على باقي الصور الذهنية لدى المتلقي، وهو ما يجعلني ارى دائما القدرة الفائقة لها على التحكم في التخيل ، من زاوية الانشغال الذهني بالمعيش النفسي والاجتماعي ، والديني ، والتربوي ، مما يضيف الى نصوصها قيمة وجدانية فكرية دينية.
محبتي لك
جوتيار
تحليلك اثرى النص واواضح ابعاده تماما
لك كل الاحترام والتقدير

ربيحة الرفاعي
28-05-2013, 12:27 AM
نص قصي إجتماعي المشهد في شخوصه رمزية قابلة لإسقاطات أبعد وأعمق، ومهارة سردية أحكمت الكاتبة بتوظيفها رسم الفكرة والتعبير عنها لتصل بالمتلقي للمرفأ الذي اختارت متمنة من انفعاله وتفاعله

جميل ما قرأت هنا

دمت بألق

تحاياي

ريمة الخاني
02-06-2013, 06:41 PM
حضورك سيدتي انار املكان فلك التحية والتقدير دوما.

نداء غريب صبري
14-05-2014, 06:14 PM
قصة جميلة بفكرة اجتماعية هادفة وممتعة

شكرا أختي لقصتك الرائعة التي تتحدث عن قضية اجتماعية هامة جدا ومؤثرة
خصوصا في وقتنا الذي لم يعد للأخوة فيه قيمة في التعامل

شكرا لك أختي

بوركت

خلود محمد جمعة
18-05-2014, 09:29 AM
مزج الصورة والاحساس بسرد سلس واسلوب مشوق يمسك بشغاف قلوبنا من البداية للحبكة وحتى النهاية
ونصل الى حيث تريد بشكل مريح وهادئ
هبوط ناجح أديبتنا بعد ان حلقنا معك
دمت بخير
مودتي وتقديري