تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المنقذ : قصة قصيرة



أكرم الشرفاني
15-06-2008, 08:43 PM
أفقت من نومي وأحسستُ أن حرارة الغرفة وصلت إلى حد لا يطاق،
قفزتُ من السرير وركضت مسرعاً الى الباب.....
فتحتُ الباب أبحث عن نقطة هواءٍ او منفذ للهروب ولكن صدمت بألسنةِ النار وهي تمدّ الاذرع وكأنها تريد خطفي،
أغلقت الباب بعنف... ثم ركضت الى النافذة ؟
واذا بي ارى النيران تحاصر البيت..... وعلمت ان غرفتي هي الوحيدة التي لم تطلها تلك النيران،
لكن الموت قادم لا محال وقريبا جداً سأصبح رماداً،
لم يبقى في يدي إلا ان اصرخ كالمجانين.. وصرت أركض من زاوية لزاوية لا اعرف كيف أتصرف،
وفجأةً سمعت صوت دويّ هزّ البيت كلّهُ وجراء هذا الدوي تحطم كل الزجاج الذي في بيتي..
علمت أن أنبوبة الغاز انفجرت في المطبخ جراء الحريق،
ما العمل أنا الآن في مواجهة مع الموت وجهاً لوجه،
واخيراً؟
سمعت صوت سيارات الاطفاء...،
فرحت كثيراً وحمدت الله أنهم وصلوا في اللحظة الاخيرة،
خمسة دقائق من الانتظار ... واذا باب غرفتي يتحطم،
دخل أحدهم علي مرتدياً زي رجل الاطفاء حاملاً في يده فأساً كبير وحبلاً طويلاً وقناعاً للتنفس ،
وعلى الفور ومن دون مقدمات وضع القناع على وجهي ثم حملني على كتفه وركض الى خارج الغرفة ،
طبعاً من المفروض أن يركض بي الى خارج المنزل... لكني تفاجاة انه يركض بي إلى سطح المنزل؟
ظننت انه توهم في طريقه،
ضربتهُ على ظهرهِ وصرت اقول له الباب الخارجي ليس من هنا انه خلفك؟
لكنه لم يبالي لكلامي وواصل طريقه،
آثرتُ الصمت... فما يهمني هو أن اخرج من هذه الكارثة وأن ينقذني هذا الرجل الضخم بفضل الله طبعاً ثم بفضله.
وكانت الصدمة الكبرى في سطح المنزل؟
حيث اكتشفت أنْ ليسَ هناك حريقٌ في البيت أصلاً ،
صفعت وجهي.. فلربما الخوف من ذلك الحريق الهائل جعلني اتخيل أنْ ليسَ هناك حريق ،
ركضت الى كل زوايا السطح أتفحص البيت من الأعلى،
سأجنُّ... والله سأجن... ليس هناك اي حريقٌ فعلاً ..
البيت وكل ما حول البيت هادئ جداً؟
نظرت في وجهِ رجل الاطفاء قليلاً ثم اقتربت منه وسألته؟
عفواً: ممكن أن توضح لي ماذا يحدث؟
ضحك رجل الاطفاء ثم رفع القناع من على وجهه وقال..
: يا رجل الا تعلم ماذا يحدث،
أجبته: بالطبع لا،
رجل الاطفاء: ان الذي رأيته منذ قليل كانت لحظات السكرات،
اجبته: اي سكرات.. ثم من أنت؟
رجل الاطفاء وهو يضحك: انا ملك الموت وقد جئتُ لاقبض روحك.
النهاية.................



تحياتي
اكرم الشرفاني

ريمة الخاني
17-06-2008, 11:28 AM
ههه لله درك
رغم وضوح النص
تركت النهايه طريفه وموفقه
مرور وتحيه وتقدير

راضي الضميري
17-06-2008, 07:36 PM
قرأت هذا النص أكثر من مرة ، وخلصت إلى نتيجة مفادها أن هذا الواقع الذي نعيشه وخصوصًا في العراق وفلسطين وبعض المناطق الأخرى هو عبارة عن السكرات التي تسبق الموت ، فهذا الواقع أليم جدًا ، وبات الواحد منا لا يستطيع الخروج من منزله إلا بعد أن يكتب وصيته ، و غالبًا لا يستطيع أن يكتبها لأن الموت - الواقع - يلاحقه ليس في نومه ولكن في كل تفاصيل حياته .
لا أعرف ما إذا كان حدسي في مكانه ، لكن هكذا فهمت من نصك الجميل هذا .

هناك شيء أكيد في قصتك ، لن نستطيع الهرب من الموت .


كان الطرح مشوقًا جدًا ، لكن النهاية كانت تحتاج إلى أن تعمل عليها أكثر .

شكرًا لك على هذا الفن الراقي

تقديري واحترامي

أكرم الشرفاني
19-06-2008, 09:00 PM
اصبت يا سيدي

لك مني كل الاحترام والتقدير

اكرم

جوتيار تمر
20-06-2008, 12:49 PM
اكــــــرم...

معالجة مشكلة كالموت بهكذا طريقة تحتاج الى تكثيف اكثر ، وكذلك على خلق عوالم صورية برزخية اخرى ، تساعد على تلقي المتلقي للامر بشكل يختلف الى حد ما لهذه النظرة ، على العموم النص كسرد جيد ، والبناء السردي لابأس به الى حد ما ، النهاية بحق تحتاج الى معالجة اعمق .

دم بخير
محبتي
جوتيار

أكرم الشرفاني
20-06-2008, 03:39 PM
ريمة الخاني
شكرك لمرورك
واتمنى قد اعجبتك القصة المتواضعة

تحياتي
اكرم

وفاء شوكت خضر
20-06-2008, 06:06 PM
لكل رأيه ووجهة نظره في أي نص يقرأه ، وينتهي الأمر إلى اختلاف وجهات النظر في الوصول إلى الهدف والغاية من النص ..
أنت تحاول هنا أن تبين سوء الخاتمة لإنسان عاصي ، يواجه سكرات الموت برؤى يراها تنذره بسوء خاتمته ..
بارك الله بك وسدد حرفك لما تسعى إليه ..

تحيتي ..

د. نجلاء طمان
22-06-2008, 11:25 AM
الأديب القاص: أكرم

كان هناك حس قصصي داخلك يخبركَ أن هناك شئ خاصٌ بالقفلة لا تستطيع أن تجده, لذا وجدت نفس القصة لكً بقفلة مختلفة.

سأضعها هنا وأعود للنقد بين القصة والنهايتين الموضوعتين لها


يرعاكَ الله

....................


سكرات


--------------------------------------------------------------------------------



افقت من نومي واحسست ان حرارة الغرفة وصل الى حد لا يطاق،
قفزت من السرير وركضت مسرعاً الى الباب.....
فتحت الباب ابحث عن نقطة هواء او منفذ للهروب ولكن صدمت بالسنة النار وهي تمد الاذرع وكأنها تريد خطفي،
اغلقت الباب بعنف... ثم ركضت الى النافذة؟
واذا بي ارى النيران تحاصر البيت..... وعلمت ان غرفتي هي الوحيدة التي لم تطلها تلك النيران،
لكن الموت قادم لا محال وقريبا جداً ساصبح رماداً،
لم يبقى في يدي الا ان اصرخ كالمجانين.. وصرت اركض من زاوية لزاوية لا اعرف كيف اتصرف،
وفجأة سمعت صوت دوي هز البيت كله وجراء هذا الدوي تحطم كل الزجاج الذي في بيتي..
علمت ان انبوبة الغاز انفجرت في المطبخ جراء الحريق،
ما العمل انا الان في مواجهة مع الموت وجهاً لوجه،
واخيراً؟
سمعت صوت سيارات الاطفاء...،
فرحت كثيراً وحمدت الله انهم وصلوا في اللحظة الاخيرة،
خمس دقائق من الانتظار ... واذا باب غرفتي يتحطم،
دخل احدهم علي مرتدياً زي رجل الاطفاء حاملاً في يده فأساً كبير وحبلاً طويلاً وقناعاً للتنفس،
وعلى الفور ومن دون مقدمات وضع القناع على وجهي ثم حملني على كتفه وركض الى خارج الغرفة،
طبعاً من المفروض ان يركض بي الى خارج المنزل... لكني تفاجاة انه يركض بي الى سطح المنزل؟
ظننت انه توهم في طريقه،
ضربته على ظهره وصرت اقول له الباب الخارجي ليس من هنا انه خلفك؟
لكنه لم يبالي لكلامي وواصل طريقه،
فظلت الصمت... فما يهمني هو ان اخرج من هذه الكارثة وان ينقذني هذا الرجل الضخم بفضل الله طبعاً وبفضله.
وكانت الصدمة الكبرى في سطح المنزل؟
حيث اكتشفت ان ليس هناك حريق في البيت اصلاً،
صفعت وجهي مرتين وثلاث.. فلربما الخوف من ذلك الحريق الهائل جعلني اتخيل ان ليس هناك حريق،
ركضت الى كل زواية السطح اتفحص البيت من الاعلى،
سأجن والله سأجن... ليس هناك اي حريق فعلاً .. البيت وكل ما حول البيت هادئ جداً؟
نظرت في وجه رجل الاطفاء قليلاً ثم اقتربت منه وسألته؟
عفواً: ممكن ان توضح لي ماذا يحدث؟
ضحك رجل الاطفاء باعلى صوته ثم رفع قناع من على وجهه وقال؟
رجل الاطفاء: يا رجل الا تعلم ماذا يحدث،
اجبته: بالطبع لا،
رجل الاطفاء: ان الذي رايته منذ قليل كانت لحظات السكرات،
اجبته: اي سكرات.. ثم من انت؟
رجل الاطفاء وهو يضحك: انا ملك الموت وقد جئت لاقبض روحك،
صدمني هذا واحسست انه صادق في كلامه وانه فعلاً ملك الموت،
تراجعت في خطواتي احاول الوصول الى السلم ثم الهرب،
لكنه احس بي... وبلمح البصر خطفني وقفز من سطح البيت وفي طريق نزولنا ادخل يده الكبيرة في فمي واقتلع شيئاً اعتقد انه كان روحي ثم تركني،
واخر شيء اتذكره اني ارتطمت بالارض وانتهى كل شيء.

الكاتب
أكرم الشرفاني

أكرم الشرفاني
25-06-2008, 03:14 PM
دكتورة نجلاء طمان
نعم القصتان السكرا والمنقذ هي قصة واحدة
ولكن اجريت عليها بعض التعديلات
حماكِ الله يا دكتورة

وانا انتظر نقدك بفارغ الصبر


تحية
اكرم

أكرم الشرفاني
25-06-2008, 03:16 PM
الغالية وفاء شوكت
سعيد جدا بمرورك
لا تحرمينا من مرورك

تحية
اكرم

أكرم الشرفاني
25-06-2008, 03:18 PM
الاستاذ جوتيار

ساهتم بما ورد في ردك
ولك مني الف الف شكر

تحية
اكرم

ربيحة الرفاعي
30-07-2014, 11:38 PM
بدأت بسرد جميل شائق وأداء شدني للمتابعة رغم عزوفي عن النصوص غير المكتوبة بأسلوب الفقرة، غير أنك في قفلتها انعطفت نحو فانتازيا لم تكن لها في النص مقدمات تدعمها

دمت بخير

تحاياي

ناديه محمد الجابي
29-11-2021, 06:15 PM
قصة جميلة سبكت بالسرد والوصف وبتعابير ملفتة تركيبا وصورا
وقد صورت سكرات الموت لعاص أنذر بسوء الخاتمة ، وبمكانه في النار.
فكرة عظيمة وبناء سردي سلس ومشوق ومؤثر
دمت بهذا الحضور والإبداع ، وأحسن الله خاتمتنا جميعا.
:007::005::007: