تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : احتفالية الموت



د. أيمن العتوم
20-06-2008, 10:35 AM
احتفالية الموت
د. أيمن العتوم
سلامٌ على جَدَثٍ في خراسانَ...
ما ضمّ إلا القصيدة في جانبيه...
وما ماتَ مَنْ ماتَ فيه، ولكنّهُ ضَاقَ عَنْهُ المكانُ
فَلاذَ بموتٍ جميلٍ ليتّسعَ الكَوْنُ فيه ...
سلامٌ عليه يَجِيْئُكَ هذا الغروبُ الغريبُ
فيشهدُ كَمْ كانَ مَوْتُ البِلى ...
حياةَ خُلُودٍ لروحِ القَصِيْدَةِ ...
أَسْأَلُ أنتَ تموتُ؟!
وأعرفُ حين يُخَيِّمُ هذا الظَّلامُ الصَّمُوتُ
بَأَنَّكَ تَحْيَا وأنّا نموتُ
تَثُورُ جِراحَاتُ هَذَا الفَتَى المازنيّ
وَتَمْضِي بَعِيْدَاً بَعِيْدَاً
وَتَتْرُكُ أَحْلامَهَا ذَاتَ لَيْلٍ لِكَفِّ الزّمانِ العَصِيبْ ...
تُحَرِّكُهَا الرِّيْحُ حَيْثُ تَشَاءُ بِلا رَحْمَةٍ
ثمّ تَذْرُو الذي قَدْ تَبَقَّى بِوادي المنونِ الرّهِيبْ ...
وَيُغْرِقُها المَطَرُ .. الظّلمُ ..
ثمّ تكونُ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ
بَيْنَ رَوْضٍ ببئر السمينة رطبٍ خصيبْ ...
تموتُ وترحل - لَمْ يَدْنُ منها الغضا – دُونَ رأيٍ
لأنّ المساء الذي ضمّها كانَ محضَ مساءٍ غريبْ ...
فَمَنْ كانَ يَسْمَعُ
حينَ سَرَى في عُرُوقك لحنُ الرجوع الأخير
بكاءَ القصيدة حولك؟ مَنْ كانَ يَسْمَعُ ذَاكَ الدّبيبْ؟
وفي هَدْأَةِ اللَّيلِ صوتَ النَّشيجِ وَمُرَّ النّحِيبْ ؟
وَمَنْ كان يلمس إمّا تغنّي وتهذي بذات الغضا
أنّ هذا البكاءَ غناءٌ يوزّع ألحانَهُ العندليبْ ...
تذكرْتُ مَنْ سَوْفَ يَبْكِي عَلَيْكَ... بَكَيْتُ عَلَيَّ ...
لأنَّ الذي فِيْكَ فيَّ ... لأنَّ حبيبَ الحَبِيْبِ حَبيبْ ...
أُسَائِلُ قَبْرَك: كَيْفَ مضَيْتَ
وَلَمْ تَرْتَوِ النَّفْسُ مِنْ سَكَرَاتِ القَصِيْدَةِ في الموتِ،
مَهْمَا وَقَفْتُ بِتِلْكَ الدّيارِ وَسَاءَلْتُ عَنْكَ الطُّلولْ ...
وَمَهْمَا شَكَمْتُ خُيُوْلَ الرُّجُوْلَةِ بِالمَوْتِ أَوْ قَدْ تَرَكْتُ الخُيُولْ ...
تَمُوْتُ الخُيُوْلُ وُقُوْفاً ألا أيّها الشّاعرُ العَبْقَرِيُّ
وَيَبْقَى يَرِنُّ بِمَسْمَعِنَا لَحْنُهَا وَالصَّهِيلْ ...
فكيفَ يكونُ مماتُكَ في الممكناتِ
وقد جئتَ في الزّمنِ المُستحيلْ...
عرفْتُكَ ...
أنتَ الذي قَدْ سَرَقْتَ حَيَاتَكَ مِنْ مِخْلَبِ الموتِ ...
أنتَ الذي جَعَلَ الموتَ أُنشودَةً للحياةَ فَغَنَّى ...
ولا مِثْلُ مَوْتِكَ فِيْمَنْ تَمَنَّى ...
وَلكننّي أَلْمَسُ الحزنَ في: (عزيزٌ عليهنّ ما بي)
وأشعرُ قَلْبَكَ حَنَّا ... إِلى (يَقَرُّ بِعَيْنِي سُهَيْلٌ بَدَا لي)
إِذَا مَا ظَلامُكَ جَنّا ...
وحُزنُكَ في (زفرةٍ قَدْ دَعَاك الشَّغافُ إليها) فَجُنّا ...
أنا أنتَ لكنّ مثلَكَ حَيٌّ وَمِثْليَ مَيْتٌ
فمن سوف ينصِفُ مَوْتَى ...
ألا ليتَ شِعْرِي وَلَيْتَا ...
وَإِنّى صَدَى كُلِّ حُزْنٍ إِذَا كَانَ صَوْتَا ...
عَرَفْتُكَ ...
(صَعْبَ القِيادِ) ... (سريعاً إلى الحربِ إمّا دُعيتَ)
كريماً (لدى كلّ زادِ)
( تُخَرِّقُ أَطْرَافُ تِلكَ الرّماحِ ثِيَابَكَ) فوقَ الخُيول الهَوَادِي ...
وَلَكِنّ أَهْلِي بُعَيْدَكَ هاموا على وجههم في البَوَادِي ...
وَقَدْ سَهُلَ الجَرُّ فيهم بِغَيْرِ قِيَادٍ إلى كُلِّ وادِ ...
وإمّا دُعُوا لِلْحُرُوبِ تَثَاقَلَ أَمْثَلُهُمْ في الرُّقادِ ...
بلادي ألا أيّها المازنيّ بلادي ...
فإنّ التَّعَادي بها قَدْ تَمَادَى إِلى أَنْ تَعَادَى التّمَادِي ...
وَإِنّ الخَواء بها لازدِيَادِ ...
أُعِيْذُكَ وَالخَيْلُ تَعْدُو عَلَى ضَبَحَاتِ الجِهَادِ ...
بِأَنْ يُسْلِمُوكَ إلى قَاتِلِيْكَ كَمَا أَسْلَمُوْني،
وَبَاعُوْا جِرَاحِي بِسُوْقِ كَسَادِِ...
أنا في مَهَبِّ المَزَادَاتِ يَا صَاحِبي حَفْنَةٌ مِنْ رَمَادِ ...
أُعِيْذُكَ هَذي الخُيُوْلُ الغَرِيْبَاتُ لَيْسَتْ خُيُوْلِي
وَلَيْسَ الطِّرَادُ طِرَادِي ...
أُعِيْذُكَ: يَسْتَيْقِظُ الأَهْلُ ذَاتَ جِدَارٍ
وَلاتَ جِدَارٍ سِوَى كُوَّةٍ في الفُؤَادِ ...
يُطِلُّ الفَرَاغُ عَلَيْهَا مَرَاحِلَ بَعْدَ الفَرَاغِ ،
مَرَاحِلَ في الانْقِيَادِ ...
عَرَفْتُكَ ...
الفَنُّ أَقْوَى مِنَ المَوْتِ ...
وَالرُّوْحُ أَقْوَى مِنَ الرّيحِ ...
وَالحُلْمُ تَخْنُقُهُ اللَّدْغَةُ الشَّارِدَةْ ...
وَهَذَا التَّدَاخُلُ بَيْنَ حَيَاتِكَ وَالمَوْت؛
هُوَ الفَنُّ في لَحْظَةٍ خَالِدَةْ ...
وَتَبْقَى القَصِيْدَةُ فَوْقَ القُبُوْرِ عَلامَتَكَ الشَّاهِدَةْ.

محسن شاهين المناور
20-06-2008, 10:56 AM
أخي الفاضل الدكتور أيمن
أهلاوسهلا بك اخي بين أهليك وأحبابك
في هذه الخميلة الوارفة وأتمنى لك طيب الإقامة
أعود للقصيدة
قصيدة رائعة معنى ومبنى
وقدرة شاعرية ونفس طويل
وتنوع في الأفكار
دمت أخي ودام ابداعك واسلم
لأخيك

عبد الصمد الحكمي
20-06-2008, 06:37 PM
الشاعر الجميل أيمن العتوم
أشكر اللحظة التي حملتني إليك
حيث شهدت احتفاليتك المعنونة بالموت النابضة بالحياة ..
"
عفوا
نسيت واجب الترحيب
أهلا تمتد من هنا إلى حيث يفتر ثغرك

د. أيمن العتوم
23-06-2008, 12:23 AM
شكرًا لكم جميعًا أيّها الأصدقاء الأعزاء ... وأتشرّف بالانتساب إلى ملتقاكم الجميل والرّائع ... وأكتب إلى أخينا الكبير الشّاعر الدّكتور سمير العمري الّذي التقيته قبل شهرين تقريبًا في ندوة ثقافيّة في دمشق مهنّئًا له على هذا الموقع المتميّز وعلى هذه الكوكبة من الشّعراء والأدباء والنّقّاد الكبار ... وأتمنّى أن تتلاقى الأفكار وتعمّ الفائدة، وأن تظلّ الواحة الثقافية واحتَنا.

النواري محمد الأمين
23-06-2008, 12:59 AM
قصيدة من النوع الحلو، إن جاز لنا قول ذلك، بصورها المتعددة الجميلة، وأناقتها الحديثة، وسلاستها الدفاقة.. لكن أبرز ما لفقتني في هذه القصيدة، هو قدرتك المذهلة على التحكم في المعاني، ونسج تتابع بديع للصور الشعرية الوفيرة، قد يجيز لنا أن نصنفها في النوع الحلو من القصائد ..

لك التحايا / محمد الأمين النواري

د. أيمن العتوم
23-06-2008, 09:43 AM
بورك فيك أخي العزيز النّواري ... وسأتابع كتاباتك ومشاركاتك بإذن الله ... لفت انتباهي توقيعك الجميل، وأحالني إلى مطلعٍ من مطالع المتنبّي الرّائعة، حين قال:
الحبُّ ما منعَ الكلامَ الألسُنا .... وألذّ شكوى عاشقٍ ما أعلنا
لك تحياتي ... واسلم لأخيك ...

د. سمير العمري
23-06-2008, 08:41 PM
الأخ الحبيب والشاعر الأريب د. أيمن:

هو يوم سعيد وبشرة طيبة ونسيم عليل ذلك الذي حمل لنا من عبقك طعم اللقاء الذي أسعدنا وآنسنا بحضورك الكريم.

سعادتي بك لا توصف وأنت ما أنت في القلب وفي الأدب قامة سامقة وإنسانا نبيلا.

لعمرك إن من يستحق التهنئة هو هؤلاء الكرام الكبار من نخبة أهل الأدب والفكر والخلق ممن آمن برسالة الواحة السامية والتزمها وفاء وهمة وعطاء بلا حدود. هم أهل الشكر والثناء والتهنئة. ومن يستحق التهنئة هو نحن بوصولك الكريم وبوصالك الحميم فأهلا بك ومرحبا أزفها من القلب الذي أحبك إلى القلب الذي يلفك. تفضل بقبول التهنئة هنا:
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=29940


أما القصيدة فهي ما نعرف منك من الألق والتميز في عمق الفكرة وسلاسة الأسلوب ووضوح الصورة وجزالة الأسلوب. رائعة من رائع وهدية أولى من كريم حبيب.


للتثبيت ترحيبا.



تحياتي

عمر زيادة
23-06-2008, 09:11 PM
الله الله الله

انسياب و رقة و رونق

نفس شعري طويل

لا فض فوك
و تحية و مودة

دمتَ بأنتْ

روميه فهد
23-06-2008, 11:13 PM
هنا الشعر بحق ..
بفكره وصوره ومعانيه ..

الفاضل الدكتور أيمن ..

"احنفالية الموت" لن تكون آخر نص لكَ هنا، أليس كذلك؟

دمتَ بخير

عمر ابورمان
23-06-2008, 11:45 PM
كنور متناثر
لنفس هائل
وعمق ساطع
الله ما أروعها كلمات

تمنياتي
تحياتي
سلامي
عمر ابورمان

أحمد زنبركجي
24-06-2008, 12:27 AM
تحياتي للدكتور أيمن
وللجميع
وعندي سؤال : ماذا لو كتبنا أسطر هذه ( القصيدة ) بجانب بعضها البعض ، كالكتابة النثرية ؟
هل تظل ( قصيدة ) ؟ أم ستقولون عنها : إنها نثر فني أدبي ....؟؟؟؟
أفيدونا ، أفادكم الله .:020:

د. أيمن العتوم
24-06-2008, 11:07 AM
الأخ الحبيب والشاعر الأريب د. أيمن:
هو يوم سعيد وبشرة طيبة ونسيم عليل ذلك الذي حمل لنا من عبقك طعم اللقاء الذي أسعدنا وآنسنا بحضورك الكريم.
سعادتي بك لا توصف وأنت ما أنت في القلب وفي الأدب قامة سامقة وإنسانا نبيلا.
لعمرك إن من يستحق التهنئة هو هؤلاء الكرام الكبار من نخبة أهل الأدب والفكر والخلق ممن آمن برسالة الواحة السامية والتزمها وفاء وهمة وعطاء بلا حدود. هم أهل الشكر والثناء والتهنئة. ومن يستحق التهنئة هو نحن بوصولك الكريم وبوصالك الحميم فأهلا بك ومرحبا أزفها من القلب الذي أحبك إلى القلب الذي يلفك. تفضل بقبول التهنئة.
أما القصيدة فهي ما نعرف منك من الألق والتميز في عمق الفكرة وسلاسة الأسلوب ووضوح الصورة وجزالة الأسلوب. رائعة من رائع وهدية أولى من كريم حبيب
==============================
أخانا الكبير والمتألق الدّكتور سمير العمري ... شكرًا على هذه المتابعة، وهذا التّواصل الحميم ... واعلم بأنّ (الواحة) لها في القلب واحة، وأنّنا جنود في سبيل تحقيق رسالتها السّامية، وأهدافها العليّة ... دمت لأخيك المحب ... أيمن ...

د. أيمن العتوم
24-06-2008, 11:14 AM
الأخوان العُمَران؛ عمر زيادة وعمر أبو رمّان أشكر لكما متابعتكما، وأتمنّى أن أتواصل معكما دائمًا ...
الأخت صاحبة الحروف الأربعة ... دمتِ بحفظ الله وعنايته ... ولن تكون - بإذن الله - قصيدتي هذه الأخيرة ...

د. أيمن العتوم
24-06-2008, 11:20 AM
أخي العزيز أحمد زنبركجي ...
أشكر لك اهتمامك ... وإذا كان هناك من مجالٍ لأجيب عن تساؤلك، فأقول: نعم تبقى قصيدة من قصائد الشّعر الحرّ الموزونة؛ إذ إنّها على تفعيلة المتقارب (فعولن ب - - ) أضفْ إلى ذلك أنّها احتوت على قوافٍ متعدّدة، قافية لكلّ مقطع، ويمكن الوقوف على ذلك بشكلٍ جليّ ... ودمتَ لأخيك ...

أحمد زنبركجي
24-06-2008, 01:33 PM
أخي العزيز أحمد زنبركجي ...
أشكر لك اهتمامك ... وإذا كان هناك من مجالٍ لأجيب عن تساؤلك، فأقول: نعم تبقى قصيدة من قصائد الشّعر الحرّ الموزونة؛ إذ إنّها على تفعيلة المتقارب (فعولن ب - - ) أضفْ إلى ذلك أنّها احتوت على قوافٍ متعدّدة، قافية لكلّ مقطع، ويمكن الوقوف على ذلك بشكلٍ جليّ ... ودمتَ لأخيك ...

أرجو من الإخوة مشاركتنا هذا وإبداء الرأي بشفافية .

شيماء وفا
24-06-2008, 07:02 PM
د . أيمن العتوم
مرحبا بك وبأولى قصائدك بواحتك
احتفالية الموت
عنوان يحمل الكثير في طياته

فيالها من احتفاليه للموت
فالموت له حق الاحتفال
فليس من مات اقل من ان يحتفل به
وليس من عاش هو الذى يستحق الاحتفال به
فرغم أن الموت أودى بالجسد
الا أن الروح تبقي تغلف حياتنا بالأمل
أمل في غد مشرق مبهج يخرجنا من احزاننا
فلست وحدك من بيعت جراحه
فكلنا مثلك نحيا فى امه متفرقه
تعمها الفتنه
فليت الموت يقيم احتفاليه لمن لا يستحق
من المنافقين المفسدين
وليترك لنا من نحب ومن هم أحق
كى نقيم نحن لهم احتفالية العشق
عشق أمتنا وديننا
فلعلنا نستطع تضميد جراحنا وجراح امتنا

تحياتى لجمال ابداعك

د. أيمن العتوم
24-06-2008, 09:12 PM
د . أيمن العتوم
مرحبا بك وبأولى قصائدك بواحتك
احتفالية الموت
عنوان يحمل الكثير في طياته
فيالها من احتفاليه للموت
فالموت له حق الاحتفال
فليس من مات اقل من ان يحتفل به
وليس من عاش هو الذى يستحق الاحتفال به
فرغم أن الموت أودى بالجسد
الا أن الروح تبقي تغلف حياتنا بالأمل
أمل في غد مشرق مبهج يخرجنا من احزاننا
فلست وحدك من بيعت جراحه
فكلنا مثلك نحيا فى امه متفرقه
تعمها الفتنه
فليت الموت يقيم احتفاليه لمن لا يستحق
من المنافقين المفسدين
وليترك لنا من نحب ومن هم أحق
كى نقيم نحن لهم احتفالية العشق
عشق أمتنا وديننا
فلعلنا نستطع تضميد جراحنا وجراح امتنا
تحياتى لجمال ابداعك

شكرًا لك يا شيماء على هذه القراءة الواعية، والقصيدة في مضمونها تدخل تحت ما يُسَمّى (نصّ على نصّ) إذ إنّها استيحاء لمرثيّة الفتى المازنيّ (مالك بن الرّيب) الّذي جعل من موته مشهدًا احتفاليًّا يليق بمكانته كفارس وشاعر، ومات محتفلاً لأنّه مات كريمًا وترك وراءه المدافعين عن حياض الأمّة وكرامتها وعزّتها، أمّا نحن فكيف نموت، ولمن نترك بلادنا، نحن - ويا للأسى - كمن ينادي :
بلادي ألا أيّها المازنيّ بلادي ...
فإنّ التَّعَادي بها قَدْ تَمَادَى إِلى أَنْ تَعَادَى التّمَادِي ...
وَإِنّ الخَواء بها لازدِيَادِ ...
أُعِيْذُكَ وَالخَيْلُ تَعْدُو عَلَى ضَبَحَاتِ الجِهَادِ ...
بِأَنْ يُسْلِمُوكَ إلى قَاتِلِيْكَ كَمَا أَسْلَمُوْني،
وَبَاعُوْا جِرَاحِي بِسُوْقِ كَسَادِِ...
أنا في مَهَبِّ المَزَادَاتِ يَا صَاحِبي حَفْنَةٌ مِنْ رَمَادِ ...
أُعِيْذُكَ هَذي الخُيُوْلُ الغَرِيْبَاتُ لَيْسَتْ خُيُوْلِي
وَلَيْسَ الطِّرَادُ طِرَادِي ...
أُعِيْذُكَ: يَسْتَيْقِظُ الأَهْلُ ذَاتَ جِدَارٍ
وَلاتَ جِدَارٍ سِوَى كُوَّةٍ في الفُؤَادِ ...
يُطِلُّ الفَرَاغُ عَلَيْهَا مَرَاحِلَ بَعْدَ الفَرَاغِ ،
مَرَاحِلَ في الانْقِيَادِ ...

وشكرًا لك أختي مرّة أخرى ...

د. مصطفى عراقي
24-06-2008, 11:52 PM
احتفالية الموت
د. أيمن العتوم
سلامٌ على جَدَثٍ في خراسانَ...
ما ضمّ إلا القصيدة في جانبيه...
وما ماتَ مَنْ ماتَ فيه، ولكنّهُ ضَاقَ عَنْهُ المكانُ
فَلاذَ بموتٍ جميلٍ ليتّسعَ الكَوْنُ فيه ...
سلامٌ عليه يَجِيْئُكَ هذا الغروبُ الغريبُ
فيشهدُ كَمْ كانَ مَوْتُ البِلى ...
حياةَ خُلُودٍ لروحِ القَصِيْدَةِ ...
أَسْأَلُ أنتَ تموتُ؟!
وأعرفُ حين يُخَيِّمُ هذا الظَّلامُ الصَّمُوتُ
بَأَنَّكَ تَحْيَا وأنّا نموتُ
تَثُورُ جِراحَاتُ هَذَا الفَتَى المازنيّ
وَتَمْضِي بَعِيْدَاً بَعِيْدَاً
وَتَتْرُكُ أَحْلامَهَا ذَاتَ لَيْلٍ لِكَفِّ الزّمانِ العَصِيبْ ...
تُحَرِّكُهَا الرِّيْحُ حَيْثُ تَشَاءُ بِلا رَحْمَةٍ
ثمّ تَذْرُو الذي قَدْ تَبَقَّى بِوادي المنونِ الرّهِيبْ ...
وَيُغْرِقُها المَطَرُ .. الظّلمُ ..
ثمّ تكونُ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ
بَيْنَ رَوْضٍ ببئر السمينة رطبٍ خصيبْ ...
تموتُ وترحل - لَمْ يَدْنُ منها الغضا – دُونَ رأيٍ
لأنّ المساء الذي ضمّها كانَ محضَ مساءٍ غريبْ ...
فَمَنْ كانَ يَسْمَعُ
حينَ سَرَى في عُرُوقك لحنُ الرجوع الأخير
بكاءَ القصيدة حولك؟ مَنْ كانَ يَسْمَعُ ذَاكَ الدّبيبْ؟
وفي هَدْأَةِ اللَّيلِ صوتَ النَّشيجِ وَمُرَّ النّحِيبْ ؟
وَمَنْ كان يلمس إمّا تغنّي وتهذي بذات الغضا
أنّ هذا البكاءَ غناءٌ يوزّع ألحانَهُ العندليبْ ...
تذكرْتُ مَنْ سَوْفَ يَبْكِي عَلَيْكَ... بَكَيْتُ عَلَيَّ ...
لأنَّ الذي فِيْكَ فيَّ ... لأنَّ حبيبَ الحَبِيْبِ حَبيبْ ...
أُسَائِلُ قَبْرَك: كَيْفَ مضَيْتَ
وَلَمْ تَرْتَوِ النَّفْسُ مِنْ سَكَرَاتِ القَصِيْدَةِ في الموتِ،
مَهْمَا وَقَفْتُ بِتِلْكَ الدّيارِ وَسَاءَلْتُ عَنْكَ الطُّلولْ ...
وَمَهْمَا شَكَمْتُ خُيُوْلَ الرُّجُوْلَةِ بِالمَوْتِ أَوْ قَدْ تَرَكْتُ الخُيُولْ ...
تَمُوْتُ الخُيُوْلُ وُقُوْفاً ألا أيّها الشّاعرُ العَبْقَرِيُّ
وَيَبْقَى يَرِنُّ بِمَسْمَعِنَا لَحْنُهَا وَالصَّهِيلْ ...
فكيفَ يكونُ مماتُكَ في الممكناتِ
وقد جئتَ في الزّمنِ المُستحيلْ...
عرفْتُكَ ...
أنتَ الذي قَدْ سَرَقْتَ حَيَاتَكَ مِنْ مِخْلَبِ الموتِ ...
أنتَ الذي جَعَلَ الموتَ أُنشودَةً للحياةَ فَغَنَّى ...
ولا مِثْلُ مَوْتِكَ فِيْمَنْ تَمَنَّى ...
وَلكننّي أَلْمَسُ الحزنَ في: (عزيزٌ عليهنّ ما بي)
وأشعرُ قَلْبَكَ حَنَّا ... إِلى (يَقَرُّ بِعَيْنِي سُهَيْلٌ بَدَا لي)
إِذَا مَا ظَلامُكَ جَنّا ...
وحُزنُكَ في (زفرةٍ قَدْ دَعَاك الشَّغافُ إليها) فَجُنّا ...
أنا أنتَ لكنّ مثلَكَ حَيٌّ وَمِثْليَ مَيْتٌ
فمن سوف ينصِفُ مَوْتَى ...
ألا ليتَ شِعْرِي وَلَيْتَا ...
وَإِنّى صَدَى كُلِّ حُزْنٍ إِذَا كَانَ صَوْتَا ...
عَرَفْتُكَ ...
(صَعْبَ القِيادِ) ... (سريعاً إلى الحربِ إمّا دُعيتَ)
كريماً (لدى كلّ زادِ)
( تُخَرِّقُ أَطْرَافُ تِلكَ الرّماحِ ثِيَابَكَ) فوقَ الخُيول الهَوَادِي ...
وَلَكِنّ أَهْلِي بُعَيْدَكَ هاموا على وجههم في البَوَادِي ...
وَقَدْ سَهُلَ الجَرُّ فيهم بِغَيْرِ قِيَادٍ إلى كُلِّ وادِ ...
وإمّا دُعُوا لِلْحُرُوبِ تَثَاقَلَ أَمْثَلُهُمْ في الرُّقادِ ...
بلادي ألا أيّها المازنيّ بلادي ...
فإنّ التَّعَادي بها قَدْ تَمَادَى إِلى أَنْ تَعَادَى التّمَادِي ...
وَإِنّ الخَواء بها لازدِيَادِ ...
أُعِيْذُكَ وَالخَيْلُ تَعْدُو عَلَى ضَبَحَاتِ الجِهَادِ ...
بِأَنْ يُسْلِمُوكَ إلى قَاتِلِيْكَ كَمَا أَسْلَمُوْني،
وَبَاعُوْا جِرَاحِي بِسُوْقِ كَسَادِِ...
أنا في مَهَبِّ المَزَادَاتِ يَا صَاحِبي حَفْنَةٌ مِنْ رَمَادِ ...
أُعِيْذُكَ هَذي الخُيُوْلُ الغَرِيْبَاتُ لَيْسَتْ خُيُوْلِي
وَلَيْسَ الطِّرَادُ طِرَادِي ...
أُعِيْذُكَ: يَسْتَيْقِظُ الأَهْلُ ذَاتَ جِدَارٍ
وَلاتَ جِدَارٍ سِوَى كُوَّةٍ في الفُؤَادِ ...
يُطِلُّ الفَرَاغُ عَلَيْهَا مَرَاحِلَ بَعْدَ الفَرَاغِ ،
مَرَاحِلَ في الانْقِيَادِ ...
عَرَفْتُكَ ...
الفَنُّ أَقْوَى مِنَ المَوْتِ ...
وَالرُّوْحُ أَقْوَى مِنَ الرّيحِ ...
وَالحُلْمُ تَخْنُقُهُ اللَّدْغَةُ الشَّارِدَةْ ...
وَهَذَا التَّدَاخُلُ بَيْنَ حَيَاتِكَ وَالمَوْت؛
هُوَ الفَنُّ في لَحْظَةٍ خَالِدَةْ ...
وَتَبْقَى القَصِيْدَةُ فَوْقَ القُبُوْرِ عَلامَتَكَ الشَّاهِدَةْ.



شاعرنا السامق الصادق الدكتور أيمن العتوم

تحية زاهرة عاطرة لهذه القصيدة المشهدية المثيرة بلغتها الشعرية الدرامية التي كثفت الأزمنة في لحظة خالدة، والأمكنة في "وادي الغضا" المحمل بذكريات الشعر والحلم والشجن، وبموسيقاها التصويرية للمشهد وقد انبعثت عذبة شجية متسقة مع الشعور أبلغ اتساق ، ومجسدة لهذا الجو الجنائزي المهيب بجلال . من خلال التدوير المتدفق حينا ، والوقف على القوافي حينا آخر وهو وقف لم يعترض حالة التدفق الشعري الشعوري بل كان يجيء محطاتٍ للتأمل والاعتبار.

وكم كان التناصُّ هنا موحيا عبر استلهام روح القصيدة الأم بحزنها الشفيف، وحنينها الجميل ، في بوتقة التجربة الجديدة حتى جاء التضمين منسبكا في جسد القصيدة سبكا واحدا .


فلك أيها الشاعر المبدع أطيب التحيات
وأصدق الدعوات



ممصطفى

د. مصطفى عراقي
25-06-2008, 12:04 AM
أرجو من الإخوة مشاركتنا هذا وإبداء الرأي بشفافية .
الأخ الفاضل الأستاذ أحمد زنبركجي
ما بينه شاعرنا الكريم الدكتور أيمن هو الصواب
فالعبرة في التماس العروض بعامة لا تبنى على الكتابة وإنما على السمع
وسواء أكتبت كما كتبها الشاعر موزعة على السطور ، أو كتبت كما تفترضُ
أنت فهي على بحر المتقارب يقينا

لأن العبرة هنا بالأذن لا العين كما يقول العروضيون
وللزمخشري تعبير موفق جدا لهذا الأساس حين قال:
"وكيفية تقطيع الأبيات أن تَتَّبع اللفظ، وما يؤدّيه اللسان، من أصداء الحروف، وتُنكّبَ عن اصطلاحات الخطّ جانباً" (القسطاس في علم العروض)

ففي التعبير بأصداء الحروف ما يجلي قيمة اعتبار الأصوات في بيان العروض والموسيقا الشعرية.
ودمت بكل الخير، والسعادة، والودّ.
أخوك: مصطفى

عبد الصمد الحكمي
25-06-2008, 03:52 AM
تحياتي للدكتور أيمن
وللجميع
وعندي سؤال : ماذا لو كتبنا أسطر هذه ( القصيدة ) بجانب بعضها البعض ، كالكتابة النثرية ؟
هل تظل ( قصيدة ) ؟ أم ستقولون عنها : إنها نثر فني أدبي ....؟؟؟؟
أفيدونا ، أفادكم الله .:020: سأجيبك أخي الكريم بصيغة سؤال أرجو أن يقودك إلى الجواب :
هل تجد في القصيدة الموسيقا ذاتها التي تجدها في قول الشابي :

إذا الشعب يوما أراد الحيا=ة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي =ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة=تبخر في جوها واندثر
جرب ووافنا بالنتيجة مشكورا

ماجد الغامدي
25-06-2008, 06:20 AM
أهلاً وسهلاً د.أيمن إلى واحة الأدب التي تستحقك وتستحقها

وأبثُّك إعجابي الشديد بهذه الشاعرية الممتدة باتساع قريحتك الفذّة وفكرك الألمعي

تذكرْتُ مَنْ سَوْفَ يَبْكِي عَلَيْكَ... بَكَيْتُ عَلَيَّ ...
لأنَّ الذي فِيْكَ فيَّ ... لأنَّ حبيبَ الحَبِيْبِ حَبيبْ ...
أُسَائِلُ قَبْرَك: كَيْفَ مضَيْتَ
وَلَمْ تَرْتَوِ النَّفْسُ مِنْ سَكَرَاتِ القَصِيْدَةِ في الموتِ،
مَهْمَا وَقَفْتُ بِتِلْكَ الدّيارِ وَسَاءَلْتُ عَنْكَ الطُّلولْ ...


رائعة فوق حدود الإبداع سَمت عن الإشادة وجلّت عن الثناء


أهلاً بك مجدداً ولك وافر التحية والإعجاب

د. أيمن العتوم
25-06-2008, 08:25 AM
شاعرنا السامق الصادق الدكتور أيمن العتوم
تحية زاهرة عاطرة لهذه القصيدة المشهدية المثيرة بلغتها الشعرية الدرامية التي كثفت الأزمنة في لحظة خالدة، والأمكنة في "وادي الغضا" المحمل بذكريات الشعر والحلم والشجن، وبموسيقاها التصويرية للمشهد وقد انبعثت عذبة شجية متسقة مع الشعور أبلغ اتساق ، ومجسدة لهذا الجو الجنائزي المهيب بجلال . من خلال التدوير المتدفق حينا ، والوقف على القوافي حينا آخر وهو وقف لم يعترض حالة التدفق الشعري الشعوري بل كان يجيء محطاتٍ للتأمل والاعتبار.
وكم كان التناصُّ هنا موحيا عبر استلهام روح القصيدة الأم بحزنها الشفيف، وحنينها الجميل ، في بوتقة التجربة الجديدة حتى جاء التضمين منسبكا في جسد القصيدة سبكا واحدا .
فلك أيها الشاعر المبدع أطيب التحيات
وأصدق الدعوات
مصطفى
أخي العزيز والنّاقد البصير الدّكتور مصطفى عراقي
أشكر لك هذه الكلمات المكثّفة، وهذه القراءات التّي تنمّ عن فهم دقيق للقصيدة الأمّ ... وأفاض الله عليك من واسع علمه، ومن فائض حكمته، وبوّأك من النّقد العربي مكانةً ومنزلة ... واسلم لأخيك المحبّ ..

د. أيمن العتوم
25-06-2008, 08:29 AM
سأجيبك أخي الكريم بصيغة سؤال أرجو أن يقودك إلى الجواب :
هل تجد في القصيدة الموسيقا ذاتها التي تجدها في قول الشابي :

إذا الشعب يوما أراد الحيا=ة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي =ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة=تبخر في جوها واندثر
جرب ووافنا بالنتيجة مشكورا
أخي العزيز عبد الصّمد الحكمي ...
لقد أجبتَ فأجدت ... إنّما الشّعر موسيقى وإنشادٌ ... ألم يقل الشّاعر:
تغنَّ بالشّعر إمّا كنتَ قائلهُ ... إنّ الغناءَ لهذا الشّعر مِضمارُ
أسبغ الله عليك نِعَمَهُ ظاهرةً وباطنة ... واسلم لأخيك ...

د. أيمن العتوم
25-06-2008, 08:32 AM
أهلاً وسهلاً د.أيمن إلى واحة الأدب التي تستحقك وتستحقها
وأبثُّك إعجابي الشديد بهذه الشاعرية الممتدة باتساع قريحتك الفذّة وفكرك الألمعي
تذكرْتُ مَنْ سَوْفَ يَبْكِي عَلَيْكَ... بَكَيْتُ عَلَيَّ ...
لأنَّ الذي فِيْكَ فيَّ ... لأنَّ حبيبَ الحَبِيْبِ حَبيبْ ...
أُسَائِلُ قَبْرَك: كَيْفَ مضَيْتَ
وَلَمْ تَرْتَوِ النَّفْسُ مِنْ سَكَرَاتِ القَصِيْدَةِ في الموتِ،
مَهْمَا وَقَفْتُ بِتِلْكَ الدّيارِ وَسَاءَلْتُ عَنْكَ الطُّلولْ ...
رائعة فوق حدود الإبداع سَمت عن الإشادة وجلّت عن الثناء
أهلاً بك مجدداً ولك وافر التحية والإعجاب


أخي العزيز ماجد الغامدي
تحيّة لك وللغامديّين جميعًا؛ فقد شنّفوا آذان المسلمين في أنحاء العالم جميعه بمُقرِئيهم ومُنشِديهم ... بورك فيك وفي قلمك ... ودمت لأخيك ...

شريفة السيد
28-06-2008, 09:02 AM
بورك القلم وحامله

نص يوحي بثقافة الشاعر .. ويؤكد شاعريته

تحية لك دكتور ايمن

مودتي

يوسف أحمد
28-06-2008, 02:28 PM
أخي الدكتور أيمن حفظك الله

ما زالت حروفك مترعة بالوفاء، مصطخبة في ثيابها القشيبة، تزدحم فيها الصور والرموز التراثية وتتلاقح بنظيراتها الحديثات، فتكمل عقدين من الوجع والأمل الصارخين.

فدم بهطولك ومواسم فرحك

د. أيمن العتوم
30-06-2008, 06:22 AM
بورك القلم وحامله
نص يوحي بثقافة الشاعر .. ويؤكد شاعريته
تحية لك دكتور ايمن
مودتي
شكرًا لك شاعرتنا .... إنّما نحن جميعًا فرعٌ من دوحة الشّعر الباسقة التّي تنتمي إليها هذه الأمّة ... ويجب أن نظلّ أوفياء لهذا الانتماء ....

د. أيمن العتوم
30-06-2008, 06:26 AM
أخي الدكتور أيمن حفظك الله
ما زالت حروفك مترعة بالوفاء، مصطخبة في ثيابها القشيبة، تزدحم فيها الصور والرموز التراثية وتتلاقح بنظيراتها الحديثات، فتكمل عقدين من الوجع والأمل الصارخين.
فدم بهطولك ومواسم فرحك
أخي العزيز يوسف
إنّ الشّعر العربيّ مع أمّته العربيّة كمن فقد جداره الّذي يحميه، وإنّ الأمّة معه كمن نسيت عِقدها في تراب الاغتراب، وصدق هاشم الرّفاعي حين قال في هذا:
أنتَ لا تعرفُ مَنْ أنتَ ولمْ
تقرأ التّاريخ يا بن العربِ
عُدْ لتاريخك وانشُدْ قبسًا
من سناً بدّدَ ليل الحِقَبِ
ودمتَ لأخيك المحبّ ....

محمود فرحان حمادي
09-07-2010, 12:10 AM
حرف باذخ متألق
وجمال في الأداء سامق
ننتظر المزيد من هذا الألق الشاعري
تحياتي

محمد سالم العمري
09-07-2010, 01:56 AM
العزيز الجميل أيمن العتوم

تحية بمختلف الإتجاهات

صباحك ليلك ومساؤك أجمل من كل حسناوات الأرض

حملتك الدنيا إلى حيث ما حملت ورمت بي إلى حيث تريد

وها أنا ألتقيك هنا على غير ضرب من موعد وإتفاق

على أني أتابع نتاجك وما توالد من لطيف محاسنك وإبداعك

اما في الكلام عن القصيدة

فالنص مؤثث بتقنية وحرفية ناخلة تنتهج بعدا دلاليا وحالة شفيفة من البوح تحمل المتلقي لفضاءات رحبة من التخاطر والإستدراك ، وقد كان للمفردة الشعرية وتركيبتها الدلالية مفتتحا يؤدى بالنص
- رغم وجهته الأحادية - إلى أكثر من مقترح تصوري كما أن الإيقاع الموسيقي للنص شكل بعدا تأويليا للمنحنى العام لفكرة النص بحيث تجانس الإيقاع مع المدلول اللفضي وذلك من خلال اللعب على تركيب المبنى والمعنى باستلهام التضادية اللفظية والمقاربة التخيلية وقد أدهشتني الفكرة المنسابة بجمالية عالية في أخر القصيدة إذ تم توظيفها باناقة وجدية في الطرح.

دام عطر حرفك يرشرش ما تناثر من كلمات